رواية عشقها الاسد الفصل الرابع 4 - بقلم رباب عبد الصمد
الفصل الرايع
جهزت مدام صفاء كل التوكيلات والاوراق الخاصة بنقل الملكية لهنا ثم قالت لها جهزى نفسك غدا لتاتين معى
هنا بتوتر / الى اين فانتى على مدار الاسبوع كل يوما تفاجاينى بجديد حتى بت اعيش يومى بتوتر وخوف
مدام صفاء بصرامة / ساخذك غدا معى للمصنع لاعرفك بهم واعرفهم بكى واضعكى على اول الطريق
وبالفعل فى اليوم التالى ذهبت هنا بصحبة مدام صفاء للمصنع وكادت هنا ان تفتح باب السيارة وتهبط منها الا ان مدام صفاء جذبتها واجبرتها للجلوس جوارها لحين فتح السائق لهما الباب وقالت لها بهمس / انا عن نفسى لا اهتم بذلك وانزل قبل ان يفتح لى ولكنى قصدت ذلك لاصنع لكى برستيج يقلقهم ويشعرهم بقوتك
هنا صامته تتقبل التعليمات وكل اوصالها ترتعد من مصيرها الذى ستواجهه واخيرا نزلوا من السيارة فوجدت نفسها داخل صرح كبير يحق ان يقال عنه انه اكبر مصنع فى الشرق الاوسط ولكنها عندما قدمت للعمل فيه قدمت فى الادارة وكانت منبهرة بها ولم تتوقع ان يبهرها المصنع اكثر
تفاجات بصياح العاملين والترحاب بمدام صفاء والجميع يركض نحوها ويقدموا لها التهانىء ومنهم من يقدم لها شكواه والاهم ان الجميع اخذوا يسالون عن حالة يحيى ويدعون له ويدعون من الله ان يعود لهم من جديد
هنا لنفسها / ياااه انه كان محبوب بين عماله جدا فاى قلب هذا ليكسب قلوب كل هؤلاء
احد العاملين / اهلا بحضرتك يا فندم لقد اشتقنا لوجودك ونصرتك لنا فنحن من بعدك انتى والاستاذ يحيى فى ضياع وحقوقنا تاهت وكثير منا تشردوا بسبب رفد الادارة لهم بدون وجه حق
عامل اخر / انا واهل بيتى ندعو ا لولى نعمتنا وصاحب الافضال علينا كبيرنا المهندس يحيى وزوجتى اليوم راته فى رؤيه وقامت بشرتنى ان الله سيشفيه قريبا
ابتسمت مدام صفاء ونظرت لهنا نظرة ذات معنى فهمتها هنا وهى ان الله سيتقبل دعوات هؤلاء الضعفاء وسيشفيه لاجلهم
مدام صفاء وهى تقف وسط العمال الذين تركوا ماكيناتهم والتفوا حولها وقالت / اعرف انكم افتقدتم ابنى كما افتقدكم هو ولهذا لى عندكم طلبين الاول الا تكفوا ابدافى الدعاء له لاجل شفائه
اما الثانى فانا اطلب معاونتكم للدكتورة هنا فهى ستكون محلى فى الادارة لحين عودتى من العمرة وارجوا منكم ان تقف بجوارها وتناصروها وتزيدوا من انتاجكم لاجل اثبات كفائتها معكم وفى المقابل هى ايضا لن تنساكوا وستلبى لكم كل احتياجاتكم
هنا صفق العمال جميعهم وهنئوا الدكتورة هنا ولم يهتموا بمعرفة درجة قرابتها من مدام صفاء فالمهم لهم انها ستكون محلها وستقف معهم بعدما ذاقوا القهر من جانب اخوة يحيى
اما هنا فظلت صامتة ومتوترة ولم تنطق بشفا حرف وكان الكلمات فقدت معانيها والحروف هربت منها وظل عقلها يحادثها فقد شاهدت بعينها ان مدام صفاء حقا امراة حديدة فمن خلال ترحاب العمال والتفافهم حولها فهمت مدى قدرة حنكتها فى ادارة العمل خاصة انها خلال دقائق محدودة استطاعت ان تحتوى العمال وتكسبهم فى صفها ولكنها قارنت نفسها بها فارتعدت اكثر فكيف لها الفتاة ذات الوسط المادى المعدوم وزوج ام متعاطى لمخدرات ان تصبح فى غمضة عين سيدة اعمال وعليها اعطاء القرارات
مدام صفاء لم يخفى عليا مايدور بخلد هنا وتوترها ولهذا لم تطيل فى وقوفها بين العمال وسحبتها معها وتوجهت لمكتبها
فى اثناء كل هذا كان اخوة يحيى يقفون ينظرون على الموقف من خلف زجاج مكاتبهم المطل على عنابر المصنع ولكنهم لم يسمعون ما قالته مدام صفاء للعمال ولا على انابة هنا مكانها
اخوة يحيى
o هشام الاخ الاكبر 45 عاما
o ابراهيم الاخ الاوسط 42 عاما
o على الاخ الاصغر 40 عاما
كان الثلاثة يقفون خلف نافذة مكتب هشام الاخ الاكبر الذى ظل يراقب الموقف بتركيز وهو صامت بينما قال على الاخ الاصغر بتوتر / ما الذى اعاد بها مرة ثانية فقد ارتحنا منها فوجودها يعيق عملنا
رد عليه ابراهيم الاخ الاوسط / واى اعاقة هذه انها تدقق فى كل كبيرة وصغيرة ولا تفوت عليها اى هفوة ولا تخفى عليها اى خافيه
رد عليه على مرة اخرى / كما اننا لن نستطيع ان نسيطر عالعمال او سير العمل فى وجودها الم تلاحظ كيف فى دقائق معدودة لملمت العمال حولها بكل ود وحب ثم نظرا الاثنان لهشام الذى لم يشترك معهم فى الحديث وقال له على بعصبية / لما لا تشترك معنا وتعطينا رايك
رد هشام بثبات وهو مضيق العينين ولا يزال ناظرا عالموقف / من تلك الفتاه التى تقف بجواها
ابراهيم / اراك تهتم بالتفاهات ايا كان تلك الفتاه ما شاننا بها المهم الان هو امر تلك المراة الحديدية
هشام بعصبية / فلتنزلا حالا وخلال دقيقتين تاتونى بتقرير عن كنيتها
على بضيق / الم ترى منظرها ومنظر ملابسها التى تدل على انها من بيئة اقل من المتوسطة فمن الجائز انها خادمتها الشخصية او خادمة يحيى
هشام بعصبية اكثر / اغبياء وهل الموقف يتحمل الافتراضات ثم اشار بسبابته وقال اذهبا الان وائتونى بتقرير عنها فالمراة الحديدية ليست بالغباء الذى يجعلها تهتم بخادمتها هكذا ويبدوا انها هنا لغرض وغرض مهم جدا ايضا والا ما الذى جعلها تترك يحيى وتاتى اليوم فهى لم تفعلها منذ ان دخل فى غيبوبته و ....
قطع كلامه دخول مدام صفاء على حين غرة
وفجاة انكمش ثلاثتهم من دخولها الذى يحمل الهيبة والشموخ وهى بالطبع لحنكتها شعرت بما يشعرون به والاف الاسئلة التى تدور فى عقولهم فابتسمت على منظرهم وقالت بكل هدوء لا تجهدوا عقولكم لمعرفة سبب مجيئى اليوم فساوفر عليكم واخبركم بنفسى
.................................................
فى المستشفى
هنا اثناء خروجها من غرفة العناية قابلها الدكتور امجد فابتسم لها وقال / كيف حال ابنتى الصغيرة ودكتورتى الكبيرة
هنا بخجل / لم اعرف ان لم اصادفك انت والدكتور مروان فى حياتى فكيف كانت ستكون
الدكتور امجد بحنان ربت عليها وقال / الرفيق بنا هو من يجمعنا من اطراف الارض ثم اكمل متسائلا / وكيف حال مريضنا قلب الاسد
هنا / هل تصدقنى ان قلت لك انا اعالجه وانا خائفه
ضحك الدكتور امجد عليها وقال / بالطبع فانتى قطة ودخلت عرين اسد فكيف يتركك الخوف
هنا / حقا اشعر انه اسد واتخيل شكله وتصرفاته ان عاد لحاله
الدكتور امجد / انا امزح معكى يا بنيتى فلا مجال للخوف فهذا مريض وانتى طبيبة ايا كان صيته فيكفيه انه ميت وانتى تحاولين اعادته للحياة فالاولى ان يكون هو القط وانتى الاسد
تنهدت هنا واسترسلت معه فى الكلام وقصت عليه ما يحدث معها وكيف امنتها مدام صفاء على ابنها ومالها
الدكتور امجد / لا تقلقى فالله يعرف امانتك ولذلك يضع امامك دائما من يضعون ثقتهم بكى فلا تقلقى ولكن اجتهدى دائما لتصلى الى ما تريدى
هنا / لكن هذا عبء على كبير وسيعطلنى كثيرا عن رسالتى بالاضافة الى انه مجال لا افهم فيه قط
الدكتور امجد مهدأ لها / اسالى نفسك اولا لما اعطاكى الله هذه الفرصة ؟ وستجدين ان الاجابة الوحيدة هو انه يعلم انكى الوحيدة القادرة عليها فلا يكلفنا الله بما لا طاقة لنا به ولا تدعى للشيطان مجال ليزيد من قلقك فتفشلى
.................
عادت هنا الى الفيلا ولاول مرة تشعر بشعور غريب واحاسيس مختلفة ومتضاربة فاول شىء ركضت نحو يحيى وتنفست الصعداء عندما وجدته مكانه وسالت نفسها ولما انا خائفة عليه فاين كان سيذهب فهو انسان ميت ولكنها ردت على نفسها وقالت ولكنى اصبحت اخاف ليه وكانه صغيرى ويزداد قلقى كلما تخيلت ان يصيبه اى مكروه وانا فى المستشفى ثم ابتسمت واقتربت منه ووضعت قبله على جبينه وقالت من الان يا صغيرى انا وانت ونس لبعضنا ولاول مرة ساعترف لك فانا اخشى من الوحدة ودوما ما اتكلم مع نفسى بصوت عالى حتى لا اشعر بالوحدة ومن اليوم ساتحدث معك انت وعليك ان تتحمل ثرثرتى ههه
ظلت تحادثه وكانه يسمعها
مرت ساعات قليلة على هنا وهى لاول يوم تجلس بمفردها معه بعد سفر مدام صفاء وقد اعطته طعامه وجلست جواره تتذكر موقف اخوته عند علمهم بما فعلته مدام صفاء فقد توترت الاجواء وتعصبوا ثلاثتهم ولكن مدام صفاء استطاعت ان توقف كلا منهم عند حده ولكن هى ماذا ستفعل معهم فهى باى حال من الاحوال لا تحمل شخصية قوية مثلها وان حاولت تمثيل ذلك ستفشل
ظلت تفكر وتفكر الى ان غلبها النعاس فقامت لتنام بحجرتها ولكنها تذكرته وتذكرت ام مدام صفاء كانت تنام بجواره فنظرت له وترددت فكيف ستنام هى بجواره ولكنها اجابت على نفسها وقالت ولكنه ميت ولا يرانى ولا يشعر بى واخيرا رضخت للعقل ونامت بجواره
..................................
فى الصباح كان من المفروض ان تذهب الى المصنع ولكن رهبتها منعتها واخيرا اتصلت بزياد
وطلبت منه ان ياتى لها الفيلا لتتحدث معه
اخيرا وصل زياد وكانت تخشى الجلوس معه بمفردهما فبتوتر قالت تفضل لنجلس مع يحيى
استغرب زياد كلامها وقال وهو يبتسم / تعجبت لكى فلما انتى متوترة من وجودى معكى بمفردنا هكذا فما دمتى تخافين لما طلبتى مقابلتى هنا فكان افضل لكى مقابلتى فى اى مكان
هنا / لكنى لا ارغب فى تركه بمفرده فترات كبيرة فقد اصبحت اخشى عليه اكثر من الاول لكونى اشعر انه اصبح امانه فى رقبتى ثم قدمت يدها باشارة له بالدخول
فضحك مرة اخر قبل ان يلبى طلبها ويدخل وقال / ولكن سؤالى الان هل انتى تعتبرين يحيى وهو ميت هكذا سيحميكى منى ؟
هنا تفاجات من السؤال فهو معه حق فهو لن يدفع عنها اى ضرر ولكنها نظرت له من خارج الحجرة ونظرت لهيبته حتى وهو ميت وقالت / اتصدقنى ان قلت لك ان هذا شعورى حقا والادهى اننى انا نفسى اخاف منه وانا معه فلهم حق ان يلقبونه بقلب الاسد
رد عليها زياد وهو لا يزال واقفا مكانه / ولكن ما يمنعنى عن اذيتك ليس يحيى ان كان ميت او حى ولكن اخلاقى ومبادىء هى من تمنعنى وتاكدى من هذا وثقى بى ولا تخافى منى كما ان طباعى من طباع يحيى وكلانا لا نتجرا على خواص احد
هنا باستغراب / ولكنى لست بخاصة احد
زياد نافيا / لا انتى خاصة قلب الاسد فما دمتى فى عرينه فانتى خاصته حتى وان كنتى مجرد خادمة ولا يجروء احد على مسك بمكروه واعتبرينى مثله واعتمدى على ولا تخافى ثم ابتسم مرة اخرى واشار هو هذه المرة لها لتسبقه فى الدخول عند يحيى وما ان دخل ولمح يحيى الا وابتسم وادمعت عينه وركض نحو صديق عمره وقبل راسه واخذ يقول / لقد اشتقت اليك يا صديق عمرى واشتقت لكلامك ومرحك وقسوتك وكبرياءك ومهما اصف لك لن استطيع وصف سعادتى وانا اراك مرة اخرى فى بيتك وفى سريرك فهذه عندى بالدنيا وما فيها ثم قبل راسه مرة اخرى
كل هذا وهنا تراقبه وقد شعرت بحبه الصادق لصديقه وهذا اعطى لها امانا اخر من ناحيته
نظر لها زياد وهو يبتسم وقال / اراكى تهتمين بمظهره وكانه حى فاراه وكانه خارج لتوه من حمامه فشعره منسق حتى رائحته معطرة بعطره المفضل فكيف لكى ان تعرفين اسم عطره
ابتسمت هنا وقالت / اولا انا حقا اتعامل معه وكانه حى فاهتم بنظافته وعطره وكل تفاصيله لانى على علم انه الان يشعر ببعض هذه الاشياء وان كانت مشوشة امامه ولكنها قد تساعدنى فى انتباه باقى حواسه واعضاءه اما عن معرفتى لاسم عطره فهنا سيديهات كثيرة فيها صور ومواقف حيه له ورايته وهو يضع منه فاشتريته له
زياد بدهشة / وهل انتى من تبدلين له ملابسه بنفسك وتقومين بتغسيله ايضا بنفسك ؟
هنا بكل هدوء / نعم ولما لا فهو فى الاول والاخر مريض وان كان شبه ميت فحقوقه واجبه على وانا لا اخجل منه لانه لا يرانى
ابتسم زياد وقال / ان كنت دائما ادعوا الله ان يشفى يحيى ليعود لامه ولى ولكن من اليوم فستكون الدعوة فى الاول لكى فانتى تبذلين مجهود كبير لاجله وتستحقين ان ترى ثمرة مجهودك وانا على ثقة ان الله ارسلك له لانك العمل الصالح المخزون ليحيى
هنا / اشكرك على هذا الاطراء والان ساشرح لك ما دعوتك من اجله
مرت حوالى ساعة شرحت فيهم هنا انها تحتاج الى زياد بجورها فى المصنع لانها تخاف من اخوة يحيى بالاضافة الى انه على خبرة بادارة الاعمال من خلال ادارته لاعمال والده
وافق زياد على طلبها وهدا من توترها وكونه لن يتركها تواجه مصيرها معهم بمفردها
اخيرا تركها زياد وهى الى حد كبير شعرت بالراحه بوجوده معها لحين ان تفهم طبيعة العمل
ومرة اخرى ووجدت نفسها مع يحيى بمفرده فابتسمت له وقالت / بما اننى اهوى القراءة فساسليك معى كل يوم واسمعك ما اقراء لعلك تستفاد وضحكت على نفسها بصوت عالى وقالت / يبدوا اننى ساجن قريبا وبعدها نامت بجواره
.................
فى اليوم التالى ذهبت هنا بصحبه زياد الى المصنع وبالفعل تاكدت ان رايها كان صواب عندما اختارته ليكون بجوارها فقد تكلم عن لسانها كثيرا وصد عنها هجمات اخوة يحيى ضدها ثم جلس معها فى اجتماع مغلق شرح لها مبادىء عملها وكيف تتصرف والا توقع على اى ورقة الا بعد الاتصال به فهو لا يامن غدر اخوته
وفى اثناء كل هذا لم تنسى يحيى وظل عقلها شارد به وخائفه عليه وظلت تنظر فى ساعتها وطلبت من زياد الرحيل لان هذا موعد غذائه وهى لا تريد التاخير عليه
................
عادت هنا الى يحيى واخذت تقص عليه يومها وهى تضع طعامه المضروب فى المحاليل وبدات فى معاودة تشغيل السيديهات مرة اخرى بجواره لعله يخزن ما يسمعه ولكنها وللوهلة الاولى اندمجت هى الاخرى مع السيديهات فهى المرة الاولى التى تشاهدها وقد انتابتها رعشة غريبة تملكت من كل جسدها وهى تراه حيا امامها يتحرك ويتكلم فكم كان يحمل هيبة كبيرة فما ان وجد بمكان الا وغطى على من حوله بقوة طلته
لاول مرة تحاول ان تركز فى ملامحه فاخذت تشاهد السيديهات وتطيل النظر له وهو بجوارها
فوجدت نفسها تبتسم له ثم عادت تشاهد الفيديوهات وشاهدته وهو فى اجتماعاته وشاهدت صرامته وقوة اراءه فظلت طيلة ليلتها تشاهد كل السيديهات التى تخص اجتماعاته ولقاءاته وكل ما يخص عمله فوجدت ان الشمس اطلت باشعتها وهى بجواره لا تزال مستيقظة وترى الفيديوهات والغريب انها لم تشعر باى ارهاق اوملل بل كانت على اتم استعداد لان تظل على وضعها هكذا ساعات وساعات ولكنها تذكرت ان هناك مرضى اخرين فى العناية يحتاجون اليها فقامت وبدلت ملابسها واعطته ادويته وغذاءه وقبل ان تخرج وجدت نفسها عادت اليه ووضعت على جبهته قبلة وهى مبتسمة وقالت / صدق من سماك قلب الاسد وتركته ورحلت
ظلت طول يومها وهى تفكر فيه وصورته وطريقته لم تفارق خيالها والغريب ان ابتسامتها ايضا لم تغادر شفاها دون ان تشعر
الدكتور مروان مناغشا لها / ارى ابنتى قد اصابها الجنون من كثرة جلوسها بمفردها حتى اصبحت تضحك مع نفسها بلا سبب
اطلقت هنا ضحكة عالية وقصت له ما شاهدته ليعرف سبب ابتسامتها
ولكن للوهلة الاولى وجدت علامات التعجب على وجه الدكتور مروان فسالته
الدكتور مروان / ارى ان القطة اعجبت بالاسد واخشى ان تطلب بنفسها الدخول لعرينه راغبه وليست راهبة
صدمت هنا من كلمته والغريب انها لم تنطق بشفا حرف
الدكتور مروان / كدت اخشى عليكى يا بنيتى فانا دائما ما اشعر انى والدك وولى امرك ولهذا لن اخشى من تنبيهك ان غشى قلبك بعض الغيوم فلا تنجرفى خلف مشاعرك وتذكرى ان ذاك الاسد ما هو الا شخص ميت وان استمتنا فى علاجه فهو فى الاول والاخر حالة مستعصية والامل فى شفائها نادر وكل يوم سيعرض عليكى حالات وحالات وقد يطول علاجها ولكن اياكى ان تربطى مشاعرك ومصيرك بهم فهم راحلين عنا حتما اما بالشفاء او بالموت
ظلت هنا تنظر اليه بصمت ولم تعرف ما هو حقيقة الاحاسيس والمشاعر التى ارعدت اوصالها فى تلك اللحظة فهل هى عشقته حقا ... عشقت ميت ام انه مجرد اعجاب بشخصية قوية كانت موجودة فى الماضى كما الحواديت وانتهت ام ان شعورها لم يكن عشقا البته ولكنه مجرد تعود عليه لانها اصبحت مسئوله عنه فى كل شىء ام هى مشاعر امومة داخلية لذلك الميت هى نفسها لم تعرف وبالتالى ليس عندها ما ترد به
اعفاها الدكتور مروان من الحرج ولم ينتظر ردها لانه على علم بانها ليس عندها ما تبرر به كلامها فابتسم لها وقال / سامر على الرعاية فهناك حالات اخرى مستعصية وتركها شاردة فى افكارها
انتبهت هنا اخيرا لحالها فابتسمت وقالت / ايا كان وضعه ميت او حى فهو اصبح قطعة منى وهذا يكفى
يسالونى حقيقة ام خيال
كيف تعشقين من هو لا يشعر بك
تعجبن لهم ورددت
الحب ليس بالمسافات فهو يسرى بالوصال
ويسكن الفؤاد ويحتل القلب احتلال
انا عشقت بالروح روحه فعجز اللسان عن الكلام
لكن عينى بالنظر تبوح
ولسان صمتى يخترق الاذان
فتصل رسائل عاشق الروح لمن اهواه فى الغرام
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية