رواية وشم على حواف القلوب الفصل الخامس والثلاثون 35 - بقلم ميمي العوالي
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء* رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَاب
35
وشم على حواف القلوب
الفصل الخامس و الثلاثون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
سقطت الخزينة من يد ثريا مرة اخرى فوق المكتب من شدة رهبتها عند سماعها لجرس الانذار ، و ما كادت تحاول استدراك الامر الا و وجدت ثلاث من الخادمين يقتحمون عليها الغرفة بعد ان قاموا بكسر باب الغرفة ، و وجدت فؤاد ينظر اليها بابتسامة شماته قائلا : ده انا فكرت حرامى غريب هو اللى حاول يعمل كده .. اتارى مننا فينا ، البوليس زمانه فى السكة يا ثريا 😏
ثريا برهبة : بوليس ايه .. ثم انت عملت الانذار ده امتى و انا ما اعرفش
ليشير فؤاد الى الخدم و هو يأمرهم بالانصراف ، ثم اقترب من ثريا و جلس قائلا بتهكم : هو انتى دريانة بحاجة و اللا فارق معاكى حاجة ، كل اللى فارق معاكى الحفلة و الفستان اللى هتلبسيه فى الحفلة و الناس اللى هتخدم فى الحفلة
ده انتى بقالك اسبوع بحالة اول ما بتفتحى عينك بتجرى على مركز التجميل و ما بترجعيش غير على المغرب ، و طبعا بغض النظر إنى نفسى اعرف هم بيعملوا ايه فيكى و فى وشك اسبوع بحاله ، لكن كنتى هتعرفى امتى و ازاى و انتى اصلا مش هنا
ثريا ببعض الرهبة : و هو انت فعلا بلغت البوليس
فؤاد بترصد : الحقيقة مش انا اللى بلغت ، الخزنة هى اللى بلغت .. اصلها متوصلة بجهاز يخليها اول ما تتحرك من مكانها تدى انذار فى مركز الشرطة فى ساعتها ، و الحقيقة مش عارف اقوللهم ايه لما ييجوا ، ثم اكمل متهكما .. اقول لهم المدام هى اللى كانت عاوزة تسرقنى
ثريا باستنكار : ماتستهبلش يا فؤاد
فؤاد بامتعاض ساخر : تؤ تؤ تؤ تؤ .. ايه الالفاظ البيئة دى يا ثريا .. عيب كده
ثريا بغطرسة : اتصرف حالا و كلمهم خليهم ما يجوش
فؤاد و هو يدعى قلة الحيلة : و اقول لهم ايه .. الخزنة اتحركت لوحدها
ثريا : قول لهم اى حاجة .. قول لهم الخدامين كانوا بينضفوا و حركوها غصب عنهم
فؤاد باستنكار مصطنع : انتى عاوزانى اكدب بعد العمر ده كله ، ثم خدامين ايه دول اللى هينصفوا فى ساعة زى دى يا هانم
ثريا و هى تكبت غيظها : اتصرف يا فؤاد و بلاش ملاوعة ، اكيد مش عاوز مى تتفضح بعد كل ده .. الموقف مايحتملش اللى انت بتعمله ده
فؤاد بابتسامة شماتة : كان نفسى اخودلك صورة و انتى بتتحايلى عليا دلوقتى ، ياااه .. ثريا هانم بتتحايل عليا
ثريا بغضب : انت عاوز ايه بالظبط
فؤاد بامر : عاوزك تطلعى على فوق و ما اسمعش صوت قنعرتك الفاضية دى لحد ما اتمم جواز مى ، و بعدها ابقى اشوف هعمل معاكى ايه بالظبط
ثريا بفضول : و البوليس
فؤاد و هو يعطيها ظهره : مالكيش فيه .. اتفضلى على فوق
لتنظر له ثريا بضيق و هى تطحن اسنانها ، ثم تتركه و تتجه الى الاعلى ، لتسمع ثريا فؤاد و هو ينادى احد الخادمات بصوت عالى قائلا : اندهيلى على البواب خليه يجينى هنا بسرعة
لتذهب الى غرفة نومها و تغلق الباب و هى تشعر بان دمائها تغلى بداخل اوردتها ، و تظل فى حركة دائمة ذهابا و عودة لتقف فجأة و تقول بريبة : هى مى فين كل ده ، معقولة ماسمعتش كل الدوشة دى
لتتجه الى غرفة مى و ما ان فتحت الباب و اضاءت الغرفة الا و وجدت الغرفة فارغة و الفراش مرتب كأن لم يمسسه احد ، لتقول بريبة . ايه ده .. دى ما رجعتش البيت من امبارح
لتسرع الى الهاتف و تقوم بمهاتفة مى التى ردت عليها بصوت ناعس قائلة : ايوة يا مامى
ثريا : انتى فين يا بنت ، انتى بايتة برة البيت من امبارح
مى بتنهيدة ضيق : و هو حضرتك لسه واخدة بالك دلوقتى انى بايتة برة .. دى الساعة داخلة على ستة الصبح
ثريا : انتى عارفة انى كان عندى حفلة و مش فاضية
مى : و الحفلة خلصت فعرفتى انى مش فى البيت
ثريا : انتى قلتيلى انك مش هتحضرى الحفلة ، لكن ماقلتيليش انك هتباتى برة .. انطقى و قولى انتى فين
مى بايجاز : بايتة فى المركز .. كان فى حادثة و جاتلنا عملية مستعجلة ، و يادوب خلصنا من ساعتين
ثريا بتهكم : و ماجاش على بالك تبلغينى حتى
مى : قلت لبابى لما كلمنى
ثريا بحدة : و هو انتى عايشة مع بابى بس ، مابلغتينيش انا كمان ليه
مى بحدة مماثلة : لان حضرتك كان عندك حفلة و مش فاضيالى ، و كمان لو حضرتك كلفتى نفسك و فتحتى الواتس اب كنتى لقيتينى بعتالك مسدج اقوللك فيها اللى حصل ، لكن طبعا حضرتك مش فاضية للكلام ده
ثريا و هى تحاول الغلوشة على خطئها : كان برضة تبلغينى زى ما بلغتى بابى
مى : هو حضرتك ما ركزتيش فى كلامى اللى قلته ، انا بعتت المسدج ليكى و لبابى ، و كالعادة بابى هو اللى شافها و اهتم انه يكلمنى و يتطمن عليا فقلت له و انا داخلة العمليات ، يعنى ما كلمتوش و طنشتك مثلا ، انا مجرد رديت علي تليفونه لانه على الاقل اهتم و سال عنى
ثريا بدفاع : انا ماشفتش الرسالة اصلا
مى بسخرية : عذر اقبح من ذنب يا مامى ، حضرتك اصلا ما اهتميتيش حتى تبصى عليا و لا تعرفى عنى حاجة طول اليوم
ثريا : انتى اللى طلعتى من تحت طوعى و رفضتى انك تحضرى معايا الحفلة و صممتى على رايك
مى : فقررتى تشيلينى من حساباتك اصلا .. مش كده
ثريا : انتى اصلا مش قاهمة حاجة ، مش عارفة ابوكى عمل ايه
مى بفضول : بابى عمل ايه
ثريا بجنون : ابوكى كوش على كل حاجة .. كل حاجة حرفيا ، الاوراق و الفلوس .. حتى مجوهراتى ، حط ايده عليها و حطها فى خزنته و غير كمان الباسوورد بتاعها و كمان كان عاوز يحبسنى
مى باستنكار : مين يحبس مين يا مامى
ثريا : انتى فاكرانى بخرف ، ابوكى عمل انذار للخزنة و لما الانذار اشتغل وصل للبوليس
لتشعر مى انها لا تستوعب شيئا من حديث امها فقالت : طب يا مامى خلاص ، لما ابقى اجى هبفى افهم ايه اللى حصل
ثريا : و انتى هتيجى امتى ، انا عاوزاكى تيجى دلوقتى حالا ، كنت محتاجاكى و لما دورت عليكى مالقيتكيش
مى بامتعاض : كمان ما اهتميتيش تبصى عليا غير لما احتجتينى معاكى
ثريا : بلاش هبل و تفاهات بقى .. خليكى فى المهم ، لو ابوكى فضل راكب و مدلدل رجليه بالشكل ده ماحدش هيعرف يرده .. ابوكى اتجنن .. ده قال النهاردة لضيوفى اننا هنبيع الفيلا و نشترى شقة صغيرة .. تصورى ، لأ و كمان مد ايده عليا النهاردة مرتين
مى بشهقة : لا يا مامى .. اكيد الكلام ده ما حصلش
ثريا : لا حصل و اتجرأ و عملها
مى : ايه اللى وصل الامور بينكم للدرجة دى بس
ثريا و هى تحدث نفسها : حتة فلاح مالوش اى قيمة .. يمد ايده عليا انا ثريا هانم
مى باعتراض : يا مامى مهما حصل ماينفعش تتكلمى على بابى بالطريقة دى
ثريا : انتى لسه قاعدة عندك بترغى ، بقوللك تعالى حالا
مى : للاسف مش هينفع ، الحالة اللى عملتلها العملية فى حالة حرجة ، و مش هينفع امشى و اسيبها قبل ما اتطمن عليها ، على الاقل لازم استنى حد من الدكاترة المختصين يبقى موجود مكانى
ثريا باستنكار : و هو انا هقعد مستنياكى كل ده
مى : للاسف مافيش فى ايدى حاجة اعملها غير كده ، مش هقدر اتحرك من هنا قبل الساعة عشرة على الاقل
لتغلق ثريا الخط دون ان تهتم بالرد على مى ، لتقول مى بامتعاض : عادى .. مش جديدة عليكى
ثم هاتفت ابيها و ما ان قام بالرد عليها قال : ايوة يا مى ، ايه ده .. انتى لسه مخلصة العملية دلوقتى
مى : لا يا بابى .. خلصت من ساعتين تقريبا ، حتى عينى راحت فى النوم و صحيت على تليفون من مامى و مافهمتش حاجة من كلامها ، هو ايه اللى حصل
فؤاد بابتسامة انتصار : ماتشغليش بالك بمامى ، خلصى انتى اللى وراكى و تعالى استريحى
مى : ايوة يا بابى ، بس مامى قعدت تقوللى ان كان فى انذار و بوليس و انا مافهمتش حاجة
فؤاد بقلة حيلة : انا عملت انذار لخزنة مكتيى لو اتحركت من مكانها ، و امك لما ماعرفتش تفتحها شالتها و مش فاهم كان ايه اللى فى دماغها فالانذار ضرب
مى : برضة مافهمتش ايه اللى وصل الموضوع للبوليس
فؤاد بمكر و هو يخفض من مستوى صوته : مافيش بوليس و لا حاجة يا حبيبتى ، انا اللى فهمتها كده عشان ماتحاولش تكررها تانى ، خصوصا ان الخزنة فيها كل اوراق حكم ، على ما ابقى اخلص من الحكاية دى ، بس طبعا اياكى تقوليلها الكلام ده
مى بابتسامة : اتطمن ، اكيد مش هقول حاجة ، بس يا بابى دى شكل اعصابها تعبانة على الاخر ، انا قلقانة عليها اوى
فؤاد بتهكم : لا ما تقلقيش عليها .. اقلقى علينا احنا
اما فى المشفى .. فكانت حسنة طوال ليلتها و هى تتأوه من بين هلاوسها و هى تتحدث عن ما حدث لها و عن ماحدث بينها و بين شيخون ، و كان النعاس قد غلب عينا زينب فذهبت فى النوم على الفراش المجاور لحسنة ، و قام شيخون بتدثيرها جيدا ، و جلس هو الاخر على المقعد ما بين الفراشين و هو يحاول ان يجد وضعا مريحا يقضى به ليلته .. و اثناء محاولاته المتكررة .. سمع حسنة و هى تقول بتهتهة تكاد تكون مفهومة : انى اتطلقت .. شيخون طلقنى ، و ضربنى و رمانى .. حوشوا البقرة .. الزريبة ، حكم .. حكم عاود من تانى لجل يتجوز نجاة .. لساه رايدها ، غاب و عاود و هو عاشقها ، سميحة هتتجوز جابر و هو ماخابرش اللى عملته فيه هى و بكر ، نجااة .. مصيلحى ، لبيبة .. لبيبة هى السبب ، لبيبة هى السبب
ااااه .. شيخون طلقنى ، لااا لااا .. بلاش الزريبة يا شيخون .. احب على يدك بلاش .. انى محقوقالك ، حرمت يا شيخون .. سامحنى.. احب على بدك سامحنى
كان شيخون يستمع لها بتركيز شديد و هو يحاول تفسير مفرداتها من بين تهتهتها ، و لكنه تأكد من هواجسه تجاه بكر و بانه مشترك مع سميحة فى تخطيط ما فعلوه مع جابر ، و ان حسنة على دراية بما فعلوه
و لكن الذهول كان سيد الموقف عندما سمع اسم لبيبة مقرونا مع اسم نجاة و المصيلحى و شعر انه امام لغز جديد لا يستطيع فك شفرته ، ليقضى باقى ليلته و هو يحاول فك طلاسم ما سمعه من حسنة
اما بالكفر و فى دار بكر .. كانت لبيبة قد استيقظت و فتحت عينيها ، و استعدت للنهوض من الفراش .. لتقع عينيها على بكر و هو يجلس امام النافذة و عينيه تشرد الى الطريق ، فقالت : صباح الخير يا بكر ، صاحى بقالك كتير و اللا ايه
ليلتفت اليها بكر قائلا : انى مانمتش من اصله
لبيبة : يوه .. ليه كفى الله الشر .. بيك حاجة عفشة .. فيك حاجة واجعاك
بكر : و لا دى و لا دى
لبيبة بدهشة : اومال مانمتش ليه
بكر و هو ينظر للبيبة بترصد : انى لحد دلوك مش خابر ان كنتى اكده طول عمرك و انى اللى ماكنتش واخد بالى ، و اللا اتبدلتى بين يوم و ليلة اكده من غير برضك ما اخد بالى
لبيبة : هو فى ايه .. ايه اللى حوصل يعنى لكلات الحديت ده على الصبح
بكر : فى انى من وقت ما شوفتك و انتى بتاخدى نجاة فى حضنك و عمالة تباوسى فيها و انى مش عارفك ، من ميتى بقى كل الحب ده
لبيبة : اها .. ليه يعنى ، انى اصلا طول عمرى بحبها و بحب لها الخير
بكر بغيظ : بامارة ايه بقى و انتى اللى خططتى و دبرتى لجوازتها من المصيلحى اللى كد جدها
لبيبة بفهم : ايوة ايوة .. فهمت ، الظاهر اكده انك لما شفتها امبارح فى المستشفى عقلك راح و جه معاها من تانى
بكر برفض : انى عقلى لا راح و لا جه ، انى مستغربك ، كيف بتحبيها الحب ده كلاته و تعملى فيها أكده
لبيبة و هى تعتدل بجلستها : ده انى عملت فيها جميلة
بكر باستنكار : تجوزيها راجل رجله فى القبر و تقوليلى جميلة .. جميلة ايه دى اللى عميلتيهالها عاد
لبيبة بتصحيح : لااا .. مش دى الجميلة ، الجميلة انى ماخلتهاش تتجوزك انت بالذات يا بكر
لينظر لها بكر بغباء فتستدرك قائلة : ما هو اصل يعنى ماتزعلش منى .. هتبقى طلعت من نقرة لدحديرة ، و كان زماناتها دلوكيت مطفية و زمقانة من عيشتها كلاتها
بكر : ليه يعنى .. كنت هجوعها و اللا هعذبها اياك
لبيبة : مش شرط تعمل اكده عشان تخليها زمقانة من عيشتها ، بس انت ايه اللى فى عيشتك يخلى مرتك يعنى مبسوطة
بكر باستنكار : و لا هو انتى مش مبسوطة
لبيبة بتهكم : بعمل روحى مبسوطة يا بكر ، يا بكر اتقى الله ، ده انت حاطط يدك على ارضى و ارض بدر و لما واحدة فينا بتحتاج لمداس بتطلع عينيها على ما بتجيبلها ده لو جيبت من اصله ، رغم ان المال مالنا ، معاك على قلبك كد اكده و مقرطها علينا كلاتنا حتى العيال
انما نجاة عايشة و متنعمة من يوم ما اتجوزت المصيلحى ، طول عمره كانت ايده فرطه ، و اهو لما مات سابلها الجمل بما حمل زى ما بيقولوا و كلات حاجة تحت يدها
بكر : هو انى حارمكم من شى ، ده انتو بتاكلوا احسنها اكل
نجاة بتهكم : طب خليها فى سرك ، ده بس لولا شوية الطيور اللى انى مربياهم و شوية البهايم تحت يدى ، كان زماناتنا كمانى مش لاقيين ناكل
بكر بامتعاض : بقى اكده يا لبيبة ، طلعتينى فى الاخر راجل بخيل و ما اتعاشرش كمانى
لبيبة بمرح متهكم : ما احنا معاشرينك اها ، و انى و بدر صابرين عليك ، يمكن ربنا يهديك و تبطل بخلك ده بس شوية
بكر : انى مش بخيل يا لبيبة ، انى بس حريص ، و عارف قيمة القرش ، لكن وقت الجد مابيهمنيش
لبيبة بترصد : اكده .. ماشى هصدقك ، و كنت عاوزاك تعمل حسابك انى رايدة فلوس
بكر باستنكار : فلوس ايه دى بقى اللى رايداها على الصبح .. ده انتى حتى لساكى ماغسلتيش وشك
لبيبة ضاحكة : ادينى وقعتك يا حريص ، و ادينى رايحة اغسل وشى عشان اعرف اطلب و انى وشى مغسول
و تتركه و تذهب من امامه ليقول بامتعاض : ربنا يستر و ما تكونش رايدة فلوس صوح
اما بدوار نجاة .. فكانت الحركة تملأ الدوار مع بذوغ اول اشعة للشمس
و كانت نجاة تباشر ام سعيد و تساعدها و هى تقوم بتحضير الفطور لتسمع صوت زينة و هى تقول : صباح الخير يا عمة
نجاة : صباح الخير على عيونك يا بتى ، نمتى زين
زينة : الحمدلله
نجاة : و ياسمين فاقت و اللا لساتها نايمة
زينة : لاا .. فاقت و قاعدة برة اهى مع ورد و عيالك
نجاة : ماشى ، يا ريت تندهى على احمد .. الفطور قرب يخلوص اها
زينة : احمد كمانى صحى و قاعد برة مع العيال
نجاة : ده ايه النشاط ده كلاته
زينة : احمد قاللى ان عمى حكم عاوز ياخدنا فى سكته و هو رايح الشغل عشان يودينا لامى
لتومئ نجاة برأسها و تقول : ماشى .. خلي احمد ياجى .. عشان يروح مع ام سعيد يودلهم الفطور
زينة : هم مش بياكلوا معاكم
نجاة باقتطاب : لجل يبقوا براحتهم .. همى ياللا
لتعود زينة مرة اخرى مع احمد الذى قال : صباح الخير يا عمة
نجاة : يسعد صباحك يا حبيبى ، ياللا خد الفطور و روح افطر مع عمك و رامى
احمد : ندهت عليهم عشان يفتحولى ، فعمى حكم قاللى خلى الفطور اهنا و هم هيفطروا ويانا
نجاة بتردد : ماكنتم خليكم هناك لجل تبقوا براحتكم
احمد : يمكن عاوز ياكل مع ورد و ياسمين
نجاة بقلة حيلة : ماشى .. همى ياللا يا ام سعيد ، و حطى الاكل كلاته على السفرة ، و انت يا احمد روح خليهم يشهلوا
احمد : انى سامع صوتهم برة اها
لتسمع نجاة صوت حكم بالفعل و هو يتحدث مع الصغار و يطمئن على ذراع ورد ، لتخرج عليهم و هى تلقى تحية الصباح بجمود ، ليرد عليها حكم بتركيز و هو ينظر لرامى الذى يكتم ضحكاته و يقول : ياللا عشان ننجز
حكم هامسا لرامى : هتعمل زى ماقلت
رامى : تعالى بس ماتقلقش
و ما ان التفوا حول الطعام حتى قال رامى : بقولك يا ست نجاة .. كنت عاوز منك خدمة
نجاة بود : اؤمرنى
رامى : انتى عارفة طبعا ان انا عندى اخت دكتورة
نجاة و هى تنظر لحكم بجانب عينيها : ايوة .. عارفة
رامى : مى اختى خطوبتها بعد كام يوم ، و انا مسافر بكرة بدرى ان شاء الله عشان هحضر قراية الفاتحة
لتتنقل نجاة بعينيها بين حكم و رامى و تقول ببهوت : هتتجوز حد نعرفه
رامى باستدراك : لأ خالص ، ماهواش من الصعيد اصلا ، ده دكتور زميلها
نجاة بعيون تتراقص فرحا : الف مبروك ، لولا الظروف اللى شيخون فيها كنت زغردتلها .. رغم انى ما اعرفهاش
رامى : هتعرفيها قريب ان شاء الله .. ماهى يمكن تجيلنا زيارة عشان موضوع كده يخصنى
نجاة بترحيب : دى تنور الكفر كلاته ، دى ان ما شاليتهاش الارض اشيلهل فوق راسى
رامى بابتسامة خبيثة و هو ينظر لحكم و لسان حاله بقول .. الم اقل لك ، ثم قال لنجاة : كلك واجب .. تسلمى يارب
نجاة بفضول : انما انت كنت بتقول انك عاوز تطلب منى طلب .. خير
رامى بانتباه و هو يتذكر : ااه .. افتكرت ، اصل مى اما قلتلها انى هاروحلها من هنا .. قالتلى اسلم لها عليكى كتير و اقول لك ان نفسها تاكل فطير و رز معمر زى اللى كنتى باعتاه مع حكم لما جالنا المرة اللى فاتت ، اصلهم عجبوها اوى
نجاة بكرم : بس اكده .. ده انى عيونى ليها ، قبل ما تتحرك من اهنا بكرة الصبح ان شاء الله تكون كلات حاجة جاهزة و بزيادة كمانى
رامى باستدراك : لأ .. بلاش كميات ، حاجة صغيرة على ادها ، لان البيت هناك ماحدش فيهم بياكل الكلام ده ، سنهم مابقاش يتحمل الخير ده
نجاة : و لا يكون عنديك فكرة ، انت وصلت الرسالة ، و كتر خيرك لحد اكده ، سيبنى انى بقى اتصرف
رامى بامتنان : هتعبك معايا
نجاة : تعبك راحة
كان حكم يراقب تعبيرات وجه نجاة ليجد ان وجهها قد تغير كلية و بدأت الابتسامة تتسلل الى وجهها و عينيها مرة اخرى ليبتسم بسعادة و من وسط ابتسامته وجدها تختلس النظرات اليه من فينة لاخرى بنظرات خجلى و كأنها تحمل اليه اعتذارا ما على خطأ لم تصرح به و لم يعاتبها عليها
لينتبه على رامى و هو يقول له بتحذير مبطن : ايه يا حكم .. ياللا كل .. عشان نلحق مشاويرنا
ليمد حكم يده ليتناول طعامه و الابتسامة لم تفارق شفتيه .. كما لم تفارق شفتيها
اما بالمشفى فكانت حسنة قد بدأت فى الاستفاقة مع اول خيوط النهار ، و ما ان بدأت فى استيعاب ما حولها وقعت عيناها على ظهر شيخون و هو ينظر من خلال زجاج النافذة الى الخارج ، لتنتبه بعد ذلك على زينب النائمة بالفراش المجاور لها ، لتحاول ان تستوعب الوقت و المدة التى استغرقتها فى النوم بعد العملية ، فاخر ما تتذكره هو دخولها الى غرفة العمليات و قيام طبيب التخدير بحقنها بالمخدر و هو يتحدث معها و يطمئنها قائلا : ماتخافيش انتى مش هتحسى بحاجة واصل
حسنة ببكاء : رجلى واجعانى قوى
طبيب التخدير : معلش .. مش هتوجعك بعد العملية
لينقطع اتصالها مع من حولها تماما ، و عندما نظرت الى السماء من خلال النافذة تيقنت انها باليوم التالى ، و لكنها كانت تتسائل عن سبب عدم وجود احد اخر الى جوارها ، لما لا يوجد معها احد غير شيخون و زينب
لتشعر بحركة شيخون فاغمضت عينيها سريعا رغم الالام التى تشعر بها ، لتظل مدعية النوم لفترة دون ان تجرؤ على فتح عينيها بعد شعورها بحركة شيخون بالقرب من فراشها ، ليظل الحال قرب الساعة و لكن المسكنات كادت ان تفارق حسنة بالكامل ، لتتأوه بصوت خافت تحاول كبته لتشعر بانفاس شيخون قريبة من وجهها و هو يقول بصوت خافت يكسوه الحزم الساخر : طالما فوقتى .. مغمضة عينيكى ليه
لتفتح حسنة عينيها بتردد واهن و هى تقول باضطراب : انى لسه فايقة دلوك
شيخون بتهكم : مش ناوية تبطلى لوع عاد ، انتى فايقة دلوك بقالك داخلة على ساعة
حسنة بذهول : و عرفت كيف
شيخون : اول هام .. لمحتك فى الازاز اول مافتحتى عيونك
تانى هام بقى .. ان صوت شخيرك وقف و اللا نسيتى انك ما شاء الله صوتك ولا صوت نعيق السواقى
ثم اقترب منها بنظرة كيد قائلا : الا لو ما كنتيش من نصيبى ، و حكم هو اللى اتدبس فيكى زى ما كنتى بتتمنى ، و بعدين عرف انك بتعزفى ليلاتى العزف المنفرد ده .. تفتكرى كان طلقك فى الصباحية و اللا كان هيصبر عليكى لحد الاربعين 🥴
- تابع الفصل التالي "رواية وشم على حواف القلوب" اضغط على اسم الرواية