رواية عشقها الاسد الفصل الثاني 2 - بقلم رباب عبد الصمد
البارت الثانى
تنبه يحيى اخيرا ورفع راسه عنها ونظر اليها وكانه توا عاد لعقله واراد ان يتاكد انها حقيقة بين يديه فاخذ نفس عميق وبدا يهبط حاملا اياها واشار لزياد ان ياتى خلفه حاملا يوسف الذى قد غفى على كرسيه
وما ان دخل باب الفيلا الا ووجد والدته قامت من على كرسيها مفزوعة وهى تتكىء على عصاها وحدقت فى تلك المحموله بين يديه وشهقت ولكنها ما استطاعت ان تنطق باى سؤال فهى ادرى بحالته تلك ولكنها عادت ابتسمت بلهفة على ذاك الطفل حفيدها وخفق قلبها اليه ومدت يدها لزياد لتاخذه منه وتقبله فرفق زياد على حالتها ولم يرضى احراجها بان حالتها لا تسمح بحمله فبهدوء وضعه على الكنبة التى تجاور كرسيها
ما ان وضعه الا وجلست جواره تتامله فى حنان فاخيرا ترى حفيدها الصغير واخذت تقبله بكل حنان وهدوء حتى لا توقظه واخذت تبكى من فرحتها به وهى تتحسس جسده وتمسح على شعره وابتسمت عندما وجدته نسخة طبق الاصل من ولدها يحيى فحمدت الله وهى تبكى وقالت لقد من الله على فبعد ان كانت امنيتى ان يعود ابنى لحياته اعده الله لى ومعه قطعة منه
افاقت من حديثها مع نفسها على صوت زياد وهو يقول / من فضلت يا امى ادخلى لولدك اعيديه لعقله فقد يدخلنا فى مشاكل لسنا فى استعداد له
تذكرت مدام صفاء انها قد نست امر هنا تلك المغمى عليها التى رات ولدها داخلا بها يحملها بين ذراعيه فقالت / ااه عفوا يا ولدى لقد انستنى فرحتى بحفيدى امر هنا
زياد / لقد انامها على سريره وجلس بجوارها يحتضنها كانه يخشى ان تختفى من بين يديه وتناسى امر انها متزوجه من غيره
ابتسمت مدام صفاء وقالت / انه العشق يا ولدى يتوه معه العقل ويصبح القلب هو المتصرف والمتحكم الوحيد ثم استطردت قائلة ساذهب اليه
سندها زياد حتى وصلت الى باب حجرته فلاحظت ان زياد ترك يدها وابتعد بعيدا وقبل ان تسال ابتسم زياد وهو يحرك كتفيه كعلامة على التعجب وقال لقد نهرنى ابنك من ان اقترب من الحجرة
ابتسمت مدام صفاء مرة اخرى على حال ابنها الذى تبدل كليا وطرقت الباب ودخلت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما كان الدكتور حسام يجلس فى سيارته يفكر مليا فيما سينوى فعله فاهم شىء انه مبدئيا تفهم الامر ولم يحاول ان يخبر امن المطار وقرر ان يتصرف بحكمه حتى لا يتسبب فى اى اشاعات سيذكر فيها حتما اسم هنا
ولا ننكر انه كان يحترق من داخله ليس لتصرف يحيى لانه لا يعلم على اى سبب بنى تصرفه وبرر انها تخصه ولن يتركها على ذمة غيره فهل هذا كان يعنى انه كان حى منذ قترة وهى لا تعرف وعشقها ام انه عاد لتوه للحياه واختطفها لتكمل له علاجه واعتبرها تخصه على سبيل انها المعالجة الوحيدة له
وهل عرف انه زور شهادة ميلاد لولده على اسمه قهذه كفيلة بحبسه وضياع مستقبله
الاف الاسئله دارت فى راسه لا يعرف لها اجابه ولكن نعود مرة اخرى لنؤكد انه من بين تلك الاسئله التى اجهدت عقله كان قد احترق قلبه شوقا على حبيبته فهو قد عشقها حقا ولا ينكر انها استطاعت ان تغير فيه كثيرا من اساليبه الغير مرغوبه وانه لم يشعر بمثل هذا الشعور من قبل الا معها حتى انه لم يحاول ان يبلغ امن المطار لاجلها
اخذ يخلل اصابعه بين خصلات شعره وهو يرجع راسه للخلف ليسندها على مسند الكرسى واخذ نفس عميق لعله يهتدى لما سيبدا به ولكن خوفه ان تضيع منه قد شل تفكيره وشتته حتى انه كلما امسك طرف خيط لاى تصرف طار كما الدخان من عقله بسرعه بسبب جمله يحيى له واخذت الجمله تتردد فى اذنه (ويكفيك ان تعلم ان قلب الاسد قد عاد للحياه ولن يترك من تخصه على ذمة غيره ..يحيى فؤاد ) هل حقا لن يتنازل عنها ؟ ثم اجاب على نفسه قائلا / ولما لا وقد تكون هى اول المرحبين بتمسكه هذا فهى عشقته وهو ميت فهل يعقل ان تتنازل عنه وهو حى ويريدها ؟
ازداد شروده ثم سال نفسه مرة ثانيه / ولما اتخلى انا عنها بسهوله واتنازل عنها له فان كان هو يحسبها انها تخصه فهى بالفعل تخصنى انا فهى زوجتى وعلى اسمى وهى حقى انا ثم تردد على اذنه كلمات الشوق التى كانت هى تقولها عنه وهى تصف حبها له
اخذ الياس يتمكن منه واخيرا اهتدى لشىء واحد فقط عليه ان يبدا به قد قرر ان لن يتنازل عنها بسهوله والا يظهر امامها بمظهر الضعيف وهذه فرصته ليثبت لها حبه وتمسكه بها وبعدها سيكون الامر فى يدها هى وهى وحدها من تقرر ايهما ستختار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما ان دخلت مدام صفاء غرفه ابنها الا وجدته ممددا بجوارها ويحتضنها كما وصفه زياد
مدام صفاء بدهشة / ما هذا يا يحيى ولما تحتضنها هكذا ؟
يحيى بقلق / لن اتركها يا امى فقد تركتها قبل ذلك وضاعت منى
مدام صفاء / وهل احتضانك لها هكذا سيكبلها ويجعلها اسيرتك ؟
يحيى بتعجب / اسيرتى ؟
مدام صفاء / نعم يا بنى فانا اعلم انك عشقتها واعلم ايضا انك تعلم انها هى الاخرى قد عشقتك ولكن هذا ليس معناه نهاية الموضوع و...
قاطعها يحيى بعصبيه وقد بعد عن هنا واقترب من امه وقال / كيف لن يعنى هذا نهاية الموضوع ما دمت عشقتها وعشقتنى فما بعد ذلك ؟
مدام صفاء اقتربت منه ووضعت يدها على كتفيه لتهدا منه وقالت / ولكنها اصبحت مملوكة لغيرك
يحيى بعصبية / وهل هى متاع لنقول مملوكة لغيرى ؟
مدام صفاء ابتسمت على حال ابنها العاشق وقالت / وهل ان تزوجتها انت الن تعترف انك ستكون مالكها
يحيى بسرعة / انا من الان املكها
مدام صفاء / وكيف تعترف لنفسك انك تمتلكها وتناقض ما قلته منذ لحظة الم تقل انها ليست بمتاع وكيف لك ان تحلل ذلك على نفسك وتحرمه على من ملكها بالفعل
يحيى اقترب من هنا بسرعة وعاد واحتضنها وقال هنا لى انا وحدى ولن اتركها لذاك الابله يوما فقلب الاسد لم يتنازل يوما عن اى شىء يخصه
مدام صفاء / ولكن هنا ليست بشىء
يحيى منفعلا / اتركونى معها ولا دخل لكم بنا فقد خلقت من ضلعى وانا خلقت لها
مدام صفاء / ان كنت تريدها وتشعر انها تخصك حقا حارب لاجلها واشعرها انك تريدها ولكن لا تاخذها جبرا وقصرا . لا تاخذها بالخطف والحبس . دعها تشاركك فى القرار وتقرر ان كانت ستختارك ام تختار زوجها
يحيى بصوت عالى / ارجوكى يا امى لا تقولى زوجها
مدام صفاء / اهدا الان وقل لى متى ستفيق ؟
يحيى ليس قبل نصف ساعة
مدام صفاء / لابد ان تستيقظ الان قبل ان ياتى البوليس وينكشف امرك
يحيى / لا يهمنى شىء المهم عندى انها معى وهذا يكفينى
لم تستطع مدام صفاء زحزحته من جوارها فخرجت تاركة اياه على نفس وضعه من احتضانه اياها وهى تدعو ان يتصرف الدكتور حسام بحكمة
بدات هنا تعود الى وعيها شيئا فشيئا وتتململ فى حضنه وظلت تردد يحيى حبيبى لقد عدت لحياتك اهذا حقا ..اانت حى لم تمت . هل انا رايتك حقا ام كنت اهذى .يوسف اين يوسف لا تبعدوه عنى فهو قطعه من حبيبى . يوسف . يوسف
فرح يحيى لكونه يسمع اعترافها هذا وهى بين يديه وفى حضنه فشد عليها اكثر واخذ يقبل راسها وجبينها ويقول / يحيى بين يديكى يا هنايا . كم كنت متشوق لذلك الحضن . اه لو تعلمى انى عشقتك من يوم ان عدت للحياه وكاد ان يكمل كلامه الا وشعر بها ترفع راسها وتنظر اليه وهى لم تفيق كاملا وكانت ترى صورته وكانه خيال امامها
فابتسمت وقال مرة اخرى / اانت يحيى حقا . اانت حبيبى ام ان شوقى هو من يخيل لى . الازلت على قيد الحياه . هلى لبى ربى ندائى بنجاتك
شد عليها يحيى اكثر واخذ يقبلها اكثر حتى ان حجابها انخلع عنها من عنفه معها وبدا يهمس لها فى اذنها ويقول تنبهى الى يا حبيبتى انا حى امامك استنشق عبيرك انا حى بين يديكى وقد اصبحت اسير عشقك
تنبهت هنا اكثر وما ان شعرت ان هناك شخص بجوارها يقبلها بعنف فاخذت تعافر لكى يتنبه عقلها اكثر وتزال الغشاوة من امامها وللوهلة الاولى اطلقت صرخة عالية مدوية من الخضة وابتعدت عنه فجاة واخذت تترنح ولازالت خطواتها مهزوزة وقالت اين انا واين يوسف . واخذت تنادى باعلى صوت يوسف . يوسف
ركض نحوها يحيى واحتضنها لعله يهدىء من روعتها وقال لا تخافى يا حبيبتى انتى معى ولن يستطيع احد ان يمسسكى بشىء انا يحيى صغيرك الا تذكرينى وقد كنتى تدعين لى فى صلاتك
ارتعدت اوصالها وصمتت عن الصراخ واخذت تحدق فيه فكم كانت دهشتها فهل حقق الله دعائها واعاد صغيرها حقا للحياه ام ان من كثرة شوقها تتخيل ذلك
سالت بهمس وهى تبتعد عنه / اانت يحيى حقا ؟ هل عدت لحياتك يا صغيرى ؟ الم يمسسك سوء من اشقائك ؟ اين كنت اذن ؟
اقترب يحيى منها وهو مبتسما وظن انها ستبادله الابتسام والاحضان ولكنه ما ان اقترب منها الا وابتعدت هى خائفة فهى الى الان غير مستوعبه الوضع والحقيقة
احزنه ذلك وقال لها بكل هدوء / اقتربى منى ولا تخافى فانا والجميع ان اردتى تحت قدميكى اقتربى لى يا صغيرتى
هنا بتوتر / اين يوسف
يحيى بتعجب / يوسف ؟ وما دخل يوسف الان ؟ اقتربى الى وتحسسينى بحنانك كما كنتى
هنا فى نفسها / وكيف عرف ذلك فخافت اكثر منه وابتعدت اكثر وظنت انه قد يكون شخص يتمثل فى شخصه فقالت بكلمات مرتعشة وبحروف متبعثرة / اين يوسف ؟ واين حسام ؟ اريد زوجى
يحيى بعصبيه / لا تذكرى هذ الابله ولا تذكرى ابدا انه زوجك فانتى لى انا ولن تكونى لغيرى
خافت هنا اكثر منه وانكمشت فى نفسها ونزلت دموعها فى صمت من خوفها منه
يحيى عز عليه خوها منه وانكماشها هكذا فمد يده ومررها بين خصلات شعره باسف واخذ نفس عميق ليهدا من نفسه وعاد وقال لها / انظرى الى جيدا انا يحيى . انا من كنتى تهتمين به وتعطرينه وتتحدثين معه وتنامين على صدره
ازدادت دهشتها وحملقتها فيه واخذت تجول بعينها فى انحاء الغرفة وقالت فى نفسها هذه هى غرفته وهذا سريره ثم قالت بهمس وهى لا تعلم انه سمعها / صغيرى
ابتسم لها واقترب وقال / نعم انا صغيرك الذى اشتاق لاحضانك
سمعت مدام صفاء صرخت هنا الاولى وكادت ان تدخل لها الا ان زياد منعها واقترح ان يصبروا حتى يفهموا ما سيحدث بينهم
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية