رواية عراك التماسيح الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم منه عماره
الحلقه (28)
فتحت عيونها بتثاقل واغلقتها وعاودت فتحها واغلاقها مجدداً حتى تعتاد على اضائة الغرفه
هرع اليها والدها سريعاً فور ان وجدها افاقت من غيبوبتها المؤقته ، وأردف بقلق :
- انتِ كويسه يا بنتى
ابتلعت ريقها بصعوبه ورددت :
- أنا كويسه يا بابا ماتقلقلش ، هو ايه اللى حصل؟؟؟!..
أجابها اياس الذى دلف الغرفه فجأه :
- ولا حاجه ، حضرتك وقعتى من طولك لانك مُهمله
عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم ليكمل :
- ايوا سيادتك مُهمله ، تقدرى حضرتك تفهمينى ماكلتيش ليه بقالك يومين
أخفضت ناظرياً وهى تتمتم بصوت يكاد يكون مسموع :
- عادى يا إياس ، مليش نفس
اكملت بتسائل :
- أمير عامل ايه؟؟!
مط اياس شفتيه للأمام ، وأجابها :
- كويس!!!!
باغتها عاصم فجأه :
- استعدى يا سرين علشان هاترجعى مع جدك الشرقيه
عقدت ما بين حاجبيها بعدم بفهم ، بينما تاعلت دقات قلبها ، وهى تردد :
- ليه يا بابا؟؟... هو حصل مشاكل!!!..
صاح بها بغضب :
- من غير ليه .. الكلمه اللى اقولها تتنفذ من سكات ، فـااهمه
القى كلماته بوجهها وخرج صافعاً الباب خلفه بقوه ، بينما تجمعت العبارات بمقلتيها
اقترب منها إياس ضاماً اياها برفق وأردف :
- طب الجميل بتاعنا مالو بقا
رددت بنبره على وشك البكاء :
- انت ماشوفتش بابا زعق ليا ازاى؟؟
رد هو مبرراً :
- معلش يا حبيبتى ، دا من قلقو وخفو عليكى ، انهردا لولا ستر ربنا ، وانقاذ أمير ليكى فى أخر لحظه كان زمانك للقدر الله حصلك حاجه
عند ذكره لأسم أمير ، عاودت العبارات بالتجمع بمقلتيها مجدداً
وسرعان ما أردفت متسائله بنبره منتحبه :
- ليه خبيتوا عليا .. أنت كنت عارف انى مستنيه امير يا اياس ، ليه ما قولتليش
أجابها بحده خفيفه :
- سبق وابوه خان ثقتنا فيه بعلاقته بدينا اللى من المفروض قد بنته وفى النهايه حصل ايه غير كسرة قلبها ، انتِ بقا مش عاوزانى اخاف عليكى منه وخصوصاً وانا شايفك كل يوم بتتعلقى بيه ازيد من اللى قبله ، ردى عليا يا سرين ، عاوزانى أقف واتفرج عليكى أنتِ كمان وانتِ قلبك بيكسر .. لأ طبعاً
أخذت دمعاتها تتسابق على وجنتيها وهى تستمع كلمات أخيها ،، أنهى كلماته لترد هى :
- عمى مهاب مش خاين ، وانت عارف كدا كويس ، هو حب دينا بجد
ابتسامه ساخره اعتلت ثغره وهو يردد :
- دينا اللى قد ابنه فى العمر
نظرت له برهه واردفت بمراره :
- الحب مابيعرفش عمر ولا شكل ولا طبقات ، الحب بيفضل حب يا اياس .. زى حبى لأمير ، وحبك لشاهى
كاد ان يتحدث معترضاً ، ولكنها أكملت :
- ماتعترضش ، انت بتحب شاهى .. ومن لما كانت بضفاير كمان ، ولأنك أخويا أنا عرفت دا .. انا تقريباً قرياك ، أنت أستغليت الفرصه علشان هيا تكون معاك
قامت من السرير وأتجهت صوبه مردده
- واجهه نفسك بالحقيقه ، قبل ما تخسرها وتخسر قلبك معاها
أنهت كلماتها ، وتوجهت صوب الباب ، وخرجت وتاركه اياه يتخبط بأفكاره
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤¤
افاق كنان من غيبوبته المؤقته اثر الأدويه والمحاليل ،،
وزع أنظاره على المكان حوله بتقضيبة حاجب ، يحاول معرفة أين هو؟ أو تذكر أى شئ
ثوانٍ ... وهاجمت مخيلته الأحداث الماضيه ، انتفض من موضعه وهو يتذكر ما حدث
تنفس بعمق عند ادراكه ان الرصاصه لم تصبها بل صابته هو
أفاق من دوامة أفكاره على صوت صرير الباب ، الذى يفتح بهدوء .. يعقبه دخول اياس
تقدم منه بهدوء ، وسرعان ما ردد بتسائل متوتر :
- ازيك؟؟..
نظر له الأخر برهه وسرعان ما أجابه ببرود :
- كويس.....!!!!!
حم حم اياس بتوتر ملحوظ وهو يعاود سؤاله :
- مش حاسس بحاجه وجعاك
نظر له كنان طويلاً ولم يجيب مديراً وجهه للجهه الأخرى
بينما تطلع اليه اياس برهه ، وأردف منادياً :
- كنان
زفر بحده ، وهو يزمجر بضيق :
- هـاااا .. فى حاجه تانى حضرتك؟؟
رد عليه بجديه :
- ايوا .. احم ، كنت عاوز اشكرك على اللى عملته مع سرين ، لولاك كان زمانها اتصابت وخصوصاً ان اللى كان بيضرب دا قناص
أظلمت اعين التمساح فور استماعه الى كلمات إياس الذى زادت من اللهيب الذى ينهش قلبه
ولو كان الفكر يسم لمات هذا الذى حاول أغتيال حبيبته ، مسموماً من الطريقه السوداويه الذى يفكر بها التمساح به
وأخيراً أفاق من أفكاره على صوت اياس منادياً بإسمه .. نظر له برهه ليردد بمراره :
- انا ماعملتش غير واجبى ، وأى حد مكانى كان هايعمل كدا
أنهى كلماته مديراً وجهه أمامه ، وعلق نظراته الجامده فى اللاشئ
بينما حمحم اياس بحرج مردداً :
- طيب حمدلله على سلامتك
أردف أخر كلماته وبعدها توجهه للخارج
بينما أغمض كنان خضراوتيه بألم...
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
- غبيه .. أنتِ آآرفه يا هماره ، سمير آآيعمل فيكى ايه اما يعرف إنك فشلتى
أردفت جيسيكا هذه الكلمات بلغتها العربيه الركيكه ، وبغضب جم
أبتلع الملثم ريقه بصعوبه خوفاً من بطش هذا السمير فور معرفته انه فشل فى مهمة قتل سرين
كاد ان يتحدث ، ولكن اردفت جيسيكا بخفوت مترقب :
- امشى من هنا بسراعه قبل هد يجى يشوفك يا هماره
فور ان أستمع الرجل الى كلمتها فر هارباً فوراً
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
كانت شاهى تقف بالمشفى لتجد من يسحبها للخلف بغتره مكمماً فمها بمنديل ورقى
حاولت المقاومه والصراخ ، ولكن هذه الماده بالمنديل جعلت قواها تتهاوى وتسقط مغشيه عليها
،،، بعد عدة ساعات ،،،
فتحت مقلتيها بتثاقل ، لتجد نفسها مُلقاه أرضاً بإهمال بمكان لا تعرفه
ثوانى ووجدت الباب يصدر صريراً نتيجه عن فتحه...!!!!
أتسعت مقلتيها بهلع عندما وجدت حازم يتقدم منها مطلقاً اسهم ناريه من أعينه
أبتلعت ريقها بصعوبه وهى تسمعه يردد :
- يعنى أتجوزتى ، بتعاندينى يا شاهى انا مش قايلك انك بتاعتى أنا
أردفت بخوف : أنت آآآ
قاطعها بغضب : انا ماتعودتش اعوز حاجه وماخدهاش ، وانا بقا عاوزك
أتسعت مقلتيها بهلع وهى تسمعه يردد كلماته ويقترب منها بهدوء أماتها.....
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
وقف الجميع ببهو القصر بقلق على شاهى التى أختفت منذ سويعات
حاول اياس الأتصال بها مراراً ولكن هاتفها مغلق
سرين بتسائل قلق :
- هاتكون راحت فين يعنى؟؟؟!!..
اياس : مش عارف ، ودا اللى هايجننى
شد على خصلاته بعنف ليجد من يربت على كتفه برفق ، ألتفت خلفه ليجد كنان يقف ينظر له محاولاً طمأنته بقوله :
- اهدى يا اياس هانلاقيها ان شاء الله
اياس بتعب : خايف يكون جرالها حاجه يا كنان
اقتربت منه اخته ضامه اياه برفق محاوله تجاهل وتحاشى نظرات كنان لها بقدر المستطاع ،،
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤
- أآآ ... أنت هـ هاتعمل ايه؟
أردفت شاهى هذه الكلمات بخوف وهى تراه يقترب منها بهدوء أماتها
أخرج. من جيب بنطاله هاتف ومد لها يده مردداً :
- أمسكى التليفون دا واتصلى بالباشا بتاعك وقوليله مايضورش عليكى وانك مشيتى بمزاجك علشان تجيلى
أقترب منها أكثر حتى أصبحت أنفاسه تلفح صفحة وجهها البيضاء
شعرت بالغثيان لتسمعه يكمل :
- وقوليله انك بتحبينى
رفعت يدها تدفعه ليبتهد عنها وهى ترمقه بإحتقار ، وأردفت بغضب :
- مستحيييييييل أعمل كدا ..
ردد بجمود : هاتعملى!!
ضحكت بسخريه وأردفت :
- وايه اللى يجبرنى؟!!!!!....
لم يجبها بل أخرج من جيب (جاكت البذله) مسدساً صغير ، لتتسع مقلتيها بزعر وتتعالى أنفاسها بهلع ، وهى تراه يوجهه فوهة هذا السلاح القاتل على مقدمة رئسها
دفع رئسها به وهو يقول جازاً على أسنانه :
- هااا ، هاتتصلى ولا اطير دماغك الحلوه دى
أغمضت عينيها تعتصرها بخوف ، لتردد بصوت متحجرج من البكاء :
- مش هاتصل ، لو هاتموتنى
صوت طلقه ناريه خرج بقوه من هذا السلاح بيده
حبست هى أنفاسها معتقده ان هذه الرصاصه أصابتها
ثوانى لتدرك انها بخير ولم يصبها شئ لتفتح أعينها بسرعه لتجده مازال يضع هذا السلاح على رئسها
أردف بشر : هاتتصلى ، ولا الضربه الجايه تبقا فى نفوخك واللى بعدها فى نفوخ حبيب القلب
تعالت دقات قلبها وهى تتوقع من هذا الحقير ايزاء زوجها ، ابتلعت ريقها بصعوبه مردده بصوت مبحوح :
- هاتصل
أخذت الهاتف بأيدى مرتعشه لتبدأ أتصالها به وهى تذرف دموع الم حزن غضب جميعهم فى أن
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
كان يجلس مثلما كان ليستمع الى صوت هاتفه يصدح فى المكان معلنناً عن ورود أتصال
نظر اليه ليجده رقم خاص
ألقى الهاتف جواره مجدداً وهو يشعر بالخذلان ، فكل تعبه ومحاولاته للحفاظ عليها الفتره الماضيه باتت بالفشل
،، انزلت هى الهاتف ونظرت للأخر بكرهه مردده :
- مش بيرد
أردف بجمود أمر : اتصلى تانى
ودت بهذه اللحظه ان تأخذ منه هذا السلاح وتقتله به ، أنسان فظ غليظ ولو جمعت كل معانى الكره والحقد بجمله تهديها اياه لما وفته حقه من المشاعر البغيضه التى تكنها له بقلبها
عاودت الأتصال مره أخرى راجيه من الله ان لا يجيب هذه المره أيضاً
ولكن خاب أملها عندما أستمعت الى صوته من الجهه الأخرى مردداً :
- الوو
كلمه واحده ولكنها شعرت بالحزن العميق المدفون بصوته
ظلت صامته ثوانى لتشعر بهذا البغيض ينكزها بالسلاح بجانبها
حاولت أخراج صوتها قوى وهى تردد :
- اياس
فور أن أستمع الى صوتها تنبهت جميع حواسه ، أردف لسانه أسمها تلقائياً بلهفه وخوف :
- شاهى ، أنتِ فين يا حبيبتى ، أنتِ كويسه
ردت بألم : اكيد كويسه طول ما بعيد عنك دا غير انى فى المكان اللى المفروض أكون فيه ، مع حبيبى
تكاد تقسم انه يتضرع ألماً الآن وهى أضعافه
صوت تنفسه المرتفع يكاد يقتلها وهى موضعها ، لم تعطيه فرصه للتفكير او الرد لتقول :
- انا مع حازم يا اياس حبيبى اللى أنت حرمتنى منه ، وياريت تطلقنى وتنسانى ، لأنك بنسبالى ولا حاجه ، ورقه وهاقطعها من كشكولى
لم يشعر بنفسه الا وهو يصيح بها ودمعاته تتسابق على وجنته :
- أكيد هااااااطلقك لانك زبااله ، وانااا اسف لنفسى انــى عرفت انسانه و*** زيك لأ وحاولت احميها كمان
أنهى كلماته بصراخ حاد ليغلق الهاتف بوجهها ويقذفه بالحائط
ليستقط متهشماً مئة قطعه تتناثر شظاياه بقوه گ قلبه الذى تهشم لتوه من قساوتة كلماتها
وضع يده موضع قلبه وعاود الجلوس مره أخرى وهو يشعر أنه بلكاد يستطيع التقاط انفاسه
وجد من بجلس جواره يضمه بحنان أخوى ،،،
رفع رئسه لتلتقى أعينه بأعين صديق دربه ، الذى أتهمه بالخيانه مسبقاً
آآآآه قويه خرجت من صدره المثقل بالهموم تتبعها دمعات الم حزن خذلان
ومن قال ان الرجل لا يبكى ، اليس بشر يمتلك قلب يشعر به
هدأ قليلاً ليبتعد عنه كنان ، نظر له برهه ليعاود اياس الأنفجار باكياً مره أخرى وهو يقول بحزن عميق :
- أنا أسف يا صاحبى ، أسف على كل حاجه وكل كلمه ، سامحنى .. أنا بس كنت خايف على أختى .. ماكنتش عاوزها تحس نفس اللى أنا حاسو دلوقتى لو أنت مشيت وسيبتها
عاود كنان ضمه مره أخرى وهو يردد :
- اياس احنا طول عمرنا اكتر من اخوات ، وانا عمري ما أزعل او أكره أخويا...
... تابعتهم هى بقلب منفطر على أخيها وما حدث معه
ودت لو ترى شاهى الآن لتلقنها درساً لن تنساه أبداً ، هذه المحتاله ، نظرت لهذا الأمير بعشق وهى تردد لنفسها :
- يا ترى بتحبنى ، ولا أنا بس اللى بعسقك؟؟!!....
،،، على الجهه الأخرى ،،،
أغلقت الهاتف لتسقط باكيه بحرقه ، قسوتها هشمت قلبها قبل قلبه ، أحمر وجهها من أثر البكاء الحاد
راقبها حازم بأعين بارده جامده ، لتصرخ به :
- بــــــــكــــــرهـــــــگ ، ربناااا يااخدك .. بـكـرهكك يااا حااازم
ضحك بسخريه ، وخرج وتركها
تنتحب موضعاً
شعرت هى بثقل برئسها وجفنيها ، وانها على بوادر مفارقة واقعها
لتهذى بطريقه غير مفهومه :
- ماتسـ بنيش ، سـ سامحنى ، بـحبگ
لتسقط بعدها بعالم السواد فقط هو سيده
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عراك التماسيح) اسم الرواية