رواية عشق المستبد الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم اسماعيل موسى
#عشق_المستبد
٢٦
تحسنت حالة محمود لم يعد يستخدم العصا المعدنية في المشى، قدمه بدأت تستعيد عافيتها ، بمقدوره ان يمشي بمفرده دون أن يستند علي الجدار، كان يسلي نفسه بالطبخ احيان معه انه فاشل، فقد كان محمود عبد الدايم مثل الضابط والطبيب ووكيل النيابة والمستشار والذى يعتقد انه عندما يتحدث فى اى موضوع كان على الجميع أن ينصت ويستمع، لأن السماعه الطبية والنيشان لابد انها تعرف أكثر
من خلفه كانت والدته تلقي كل الطعام في سلة المهملات، لكن رغبته في ترك المنزل واستعادة حياته كانت ميته.
كان هناك شيء ينقصه، الدافع، الدافع ان يمضي قدمآ، ان يستيقظ، ان يتحرك، لا آمل يسطع في الأفق
رغم انه بداء ينسي حنان تجريديآ الا انه علي ما يبدو حياته توقفت في نقطه ما
يوم سقطت سيارته في النهر وبدا ان الملل يأكل حياته وينخرها
وآنسان بلا آمل لا يستطيع أن يصارع الحياه آبدآ
والحياه لن تتركه في حاله
الايام لا تعرف الرحمه ولا تمتلك قلب، ابتعدت عنه لورا بعدما لم يتجاوب معها، كما انها فقدت الشغف في الحصول عليه
بعد أن فقد ساديته أصبح بالنسبه لها شخص عادي، لا يصرخ، لا يتذمر، رحلت جاذبيته التى كانت تتوق إليها لطالما تمنت ان تصفع منه او يهينها بطريقته المحببة لكنه لم يفعل
كان معه مجرد وغد اخر مؤدب
كان ثروت قد تأكد من قتل كل آمل في روح حنان ، عندما رأته يجرب مسدسه مره سألته ماذا ستفعل؟
قال سأقتل محمود اذا اقترب منك
كانت تعلم انه قادر علي ذلك، بطريقة ما توصلا لاتفاق حتي لو عادت حياة حنان لطبيعتها فأنها لن تسمح بأي شكل لمحمود ان يقترب منها
نجح في ربط حياته مقابل حياتها ورضت بذلك
كان واضح جدا، قال بالحرف الواحد سأصفح عنك لكن اقسم اذا بلغتي الشرطه او حاولتي الفرار ان اقتل محمود
حتي لو قبضت علي الشرطه، ساخرج، سأقتله واقتلك
سمح لها في البدايه ان تتجول في الشقه ثم الذهاب للعمل، كان يراقبها وابدت التزامها بقواعده
كان عليها ان تتخلي عن حياتها بكل متعها، حريتها مقابل حياة محمود ورضيت بقدرها.
دبر لقاء بين لورا وحنان دون علمها طبعا حتي يمنحها حرية الاختيار
قالت لورا ان محمود يحتاجك يا حنان وان حياته انتهت بعد أن فقدك
قالت إنها ستساعدها وانها تدرك ان ثروت يعتدي عليها، حاولت استدراجها في الكلام
لكن حنان لم تشتكي، قالت إن حياتها تمضي جيدآ مع ثروت وانه يعاملها بطريقه جيده
ثم انها بأي حال لا تنتوي الرجوع لمحمود، أنه شخص مقرف وهي لا تحبه ولا تكن له أي عاطفه!
كيف تتوقعي أن أعود اليه بعد أن كان يضربني ويزلني؟
، محمود وغد كبير
وغد كبير جدا يا لورا وأنصحك بالابتعاد عنه
لكنه يحتاجك يا حنان، يمكنك أن تقابليه مره واحده، ثروت لن يعلم بذلك علي الأقل يمكنك رؤيته والأطمأنان عليه بعد الحادثه
وماذا يعنيني؟ ان مات او حتي شل؟ انا إمرأه متزوجه وعلى ان اصون زوجي
فليتعفن بموسيقاه الجميله الغريبه، رسوماته الرائعه غير المفهومه، فليحترق بكل جاذبيته وجماله، فليذهب للجحيم.
استمع ثروت لتسجيل المحادثه على هاتف لورا، بدا راضيآ عن محتواها، قال إنها ستؤدي الغرض، وطلب منها ان تطلع محمود عليها
استمع محمود هو الأخر لتسجيل المحادثه بتركيز كبير، وطلب من لورا ان يحتفظ بتسجيل المحادثه حتي لا يؤنبه ضميره في ما سيفعله لاحقآ
صعد محمود لسطح المنزل، فعل قرص الموسيقي أشعل لفافة تبغ وهو يحتسي فنجان قهوه
استمع لتسجيل المحادثه علي مكبر صوت
كانت الممرضه حاضره معها حينها، استمعت مثله للمحادثه
سألها محمود ما رأيك؟
قالت الممرضه، محمود، حنان إمرأه متزوجه وعليك الإبتعاد عنها، لا تنتظرها
سألها محمود مره اخري ما رأيك بعيد عن ذلك؟
قالت المحادثه واضحه، حنان تكرهك لكن هناك شيء لم أفهمه
ما هو سألها محمود؟
فليتعفن بموسيقاه الجميله الغريبه، رسوماته الرائعه الغير مفهومه ،. فليحترق بكل جاذبيته وجماله
ابتسم محمود، إنها رساله مبطنه قال
قالت الممرضه ماذا تعني؟
قال محمود خلاف كل المحادثه هذه طريقة حنان عندما كانت ترغب بشيء غير الذي تقوله
لم أفهم قالت الممرضه؟
قال محمود حنان كانت مضطره علي قول تلك الكلمات، نبرتها التي اعرفها، حنام مرتعبه وخائفه من شيء ما
هناك امر يؤرقها وعلي ان اعلم ما هو؟
صدقني يا محمود انت تعقد الأمور، نعم تلك الجمله غير مترابطه مع المحادثه لكنها لا تؤكد اي شيء
قال محمود وهو يحملق بالطريق أمامه ، انا اعرف حنان وافهمها، التي كانت تتحدث هنا ليست هي
ثم ألم تسألي نفسك لماذا قامت لورا بتسجيل المحادثه؟
هل اقنعتك تلك المبررات التي ساقتها من خوفها علي وحرصها علي مصلحتي؟
انا افهم النساء، هذه اللعينه لورا لعبت أكثر من الازم وربما حان الوقت لفتح بعض الدفاتر
انتظر علي الأقل حتي تستعيد عافيتك، نعم احتاج للانتظار بعض الوقت لكني قلق على حنان
هل يمكنك أن تفعلي شيء من أجلي؟
اي شيء أجابت الممرضه!!
قابلي حنان اطلبي منها ان تقابلني
بأي صفه سألت الممرضه؟
ثم يمكنك ان تتوجه إليها بلا لف ولا دوران وتسألها بنفسك
قال محمود ان كان ما افكر به صحيح فهناك خطوره على حياة حنان اذا سعيت لمقابلتها
همست الممرضه، بماذا تفكر؟
أخبرك، لكن ربما حان الوقت ان استعيد روح الماضي التي غادرتني
هاتفي لورا، اطلبي منها ان تقابلني
اذا سألت عن السبب؟ أعني لماذا لم اقم انا نفسي بطلبها
اخبريها انني انهرت بعد سماع التسجيل، انتحبت وطوال الليل وانا نائم اهلوس بأسمها
عليك ان تفهميها انك قمت بالاتصال من خلف ظهري لأنك اشفقتي على وإنني سأذهب للشقه غدا مساء
حنان !!
أستجمع قواي وأحضر المائده، أطبخ انواع مختلفه، منذ أكثر من شهرين وقبل ان يقيدني ثروت ويضربني وشهيته مفتوحه علي غير العاده، لا أعلم متي ظهر له هذا الكرش الذي يربت عليه وهو يدخن فجأه؟
انا غير مهتمه لكنه غريب، نبرته اكثر خشونه، انا لا أطيق النظر إليه ولا سماع كلماته لكن نبرته متغيره أيضآ أكثر خشونه
قبضته التي كانت رقيقه مثل فتاه اضحت قاسيه، طالت اصابعه كنقانق اللحم، معاملته جافه.
ارقبه وهو يلتهم الأطباق كوحش بشكل مقزز
كم تغير ذلك الوغد واضحي وحش حقيقي لا أعرفه
___________------
محمود
عندما اتأنق ابدو وغد أنيق، أتحدى اي إمرأه أن تصمد أمام جاذبيتى فلدى كاريزما قادرة على إيقاع اى امرأه على معدتها والصراخ من الجوع
همست الممرضه بنبرة ساخرة، انتهيت يا كازانوفا؟
محمود /انتبه لتلك اللكزه الرقيقة على كتفي، اترك المرآه واستدير لأواجه أطيب وجه أعرفه، انها تحبنى وانا اشفق عليها، لا أحد يمتلك قلبة لكن قلبها اوقعها مع شخص تائه وضائع
اسمعى أيتها الممرضة اللعينه الجميلة، لو تخليتي عن تلك المرطبات التي تلطخين بها وجهك لأصبحتي أجمل؟
رفعت الممرضة يدها، ليس من شأنك على فكره ولا من حقك أن تعلق على مظهري، انا جميله، أعجب نفسي، ثم ارجو ك لا تحرجني؟
فكل فتاه ترغب ان تبدو جميله، ليست مشكلتي عدائك مع أدوات التجميل !
رفع محمود حاجبه، وهمس، انها فقط تشعرني انك مزيفه يا توحا
__انتفضت وجنتي الممرضه واصطبغت بالحمره مثل قشرة بصل مستور ، متي سترحل؟
سعل محمود، وهمس بعد قليل
الممرضه! إذآ، ارجوك كن حذر؟، عاهدني ان لا تقترف حماقه؟
_/سأحاول عندما يتحرك الوحش بداخلي لا أتمكن من إيقافه يا توحا
ضحكت الممرضه ودعت، الله يبعد وحشك عني يا محمود
لا تقلقي انا لا أفكر فيك بتلك الطريقه يا توحا، انتي اخر انسانه افكر في ترويضها
لدي قواعد صارمه لا اتخلى عنها وانت؟ واشار بيدة نحو وجهها ثم اردف بسخريه، ادني من توقعاتي
اغتاظت الممرضه، صرخت انت سمج جدآ ولا تمتلك اي لياقه يا محمود؟ مقرف
اشكرك توحا، أين لفافة تبغى؟
_تفضل
وانا ادلف تجاه الباب لحقت بي الممرضه، نسيت ساعتك؟
اتركيها في مكانها لم يحن وقتها بعد
ستقود السياره بمفردك، كن حذر، لا أرغب بحادثه اخري تدفعني للمكوث قربك شهرين أخرين أيضآ؟
حاضر
قدت سيارتي نحو الشقه، وصعدت درجات السلم، جلست بالصاله انتظر، علي حسب اعتقادي لن تتأخر لورا، يتوجب عليها ذلك
سمعت جرس الباب، نزعت حذائي ومشيت افتح الباب
لورا؟ قلت بأندهاش عندما رأيتها
كيف عرفتي انني هنا؟
مررت على منزلك، أخبرتني مديحه انك بالشقه
كان يمكنك أن تنتظري حتي أعود قلت بنبره خاليه من المشاعر
لكنك انت لن تنتظر، ألقت نفسها في حضني، ضمتني، حاوطتنى بذراعها
حملتها نحو غرفة النوم، ألقيت بها علي السرير وغمرتها القبلات وانا أشعر بالتقزز
همست لورا بدلال منذ متى وانت ترغب بي وتخبي؟
منذ شهرين تحديدآ؟
غريبه؟ قالت لورا وهي تقبلني،ثم أردفت لم أشعر بتغيرك نحوي؟
انا شخص أنجح باخفأ مشاعري عندما أرغب، لا تراهني ابدآ علي مقاومتي ستخسري!
متي كانت آخر مره قابلتي ثروت؟
انتفضت لورا وارتعشت، ابتعدت عني وقالت منذ كنا بزيارتك لم أراه
أشعلت لفافة تبغ ومجت منها بأختناق، لم أكن أدرك ان علاقتك به قويه يا لورا؟
في طريق الحياه تتغير الخطط يا محمود
ابتسمت
متى كانت آخر مره التقيت ثروت؟
مممم، دعنى افكر، ربما منذ اسبوعين
اها، رفعت يدى وصفعت لورا على وجهها، همست كاذبه
ماذا، ماذا تفعل؟ صرخت لورا من المفاجأه
انا لم أفعل شيء بعد قلت وانا اصفعها مره اخرى بكل قوتى على وجهها الرقيق
عندما تكذبى على سيدك لابد أن تعرفى انك ستنالى عقابك السريع الحازم
انتفضت لورا، ارتعش جسدها، لم تصدق ما يحدث
صرخت لورا بغضب محمود انت اتجننت؟
صفعه أخرى على وجهها وانا اصرخ اجابه خاطأه
شعرك يعجبنى يا لورا، قبضت على شعرها وجررتها خلفى نحو الأريكه جلست على الأريكه واجبرتها ان تجلس تحت قدمى، انطقى يا قذرة قولى الحقيقه اذا كنتى تحبين سيدك
وترغبين فى بقائه
قلت لك منذ اسبوعين يا محمود، توقف عن تلك الطريقه انا مش حنان
الا تعجبك طريقتى؟ همست فى اذنها وانا اضغط على وجهها بكل قوتى، انطقى
حاولت لورا ان ترفع رأسها لكنى تعمدت تركها تحتى
التقيتي حنان ؟
همست لورا، لماذا تذكرها الأن؟ قلت انها قصه وأنتهت ؟
انهمرت عليها قبلاتي، انت التي تغيرتي يا لورا
ماذا تقصد؟ سألت لورا بقلق
أعني منذ الحادثه وانا أشعر بتغيرك ؟ هل حدث شيء لا أعرفه؟
لا تقول ذلك يا محمود ارجوك، انا لم أتغير، لا تقل ذلك مره اخري
كانت لورا قلقه بطريقه غريبه حتي انها فقدت رغبتها بقبلاتي، تجمد جسدها وأصبح بلا روح، انفاث تتصارع في جوف ناي أسطورى مدفون تحت التراب
أشعلت لفافة تبغ وجلست علي مقعد قرب لورا، وضعت رأسها بحضني
قلت لورا يمكنك أن تخبريني ان كان هناك شيء يزعجك؟
شردت في وجهي دقيقه، تأملت ملامحي، استشعرت قدر التغير الذي طالها
انحشرت تنورتها دون أن تشعر علي وركها كان هناك حرق حديث ، لفافة تبغ سحقت في ساقها
لما لمحتني احملق بساقها، رفعت تنورتها بسرعه، نهضت، قالت علي ان أرحل الأن
لقد حضرتي للتو؟
سنلتقي مره اخري، لا تحاول أن تهاتفني؟
صكت الباب خلفها وهبطت درجات السلم
تنهدت بضيق كنت اكره ما أفعله، الماضى الذى عدت اليه امقته
نزلت خلفها بسرعه وتواريت خلف الجدار، ألقت بنفسها داخل سياره كانت تنتظرها واختفت في الزحام
قدت سيارتي بسرعه جنونيه خلفها حتي لمحت السياره التي كانت تنتظرها ( سيارة ثروت.)
تبعت السياره التي أخترقت الشوارع نحو منطقه هادئه تنهض خلالها منازل قديمه
ركنت السياره على بعد شارعين، هبطا من السياره وصعد سلم بنايه قديمه من أربعة طوابق
لحقت بهم، قبل أن اصعد درجات السلم سألت الحارس وانا اناوله ورقه نقديه من فئة ٢٠٠ جنيه
تعرفهم؟
نهض الحارس، بأمتنان وهو يدس الورقه في جيب جلبابه قال الشقه بالطابق الرابع!
سألته منذ متى؟
قال الحارس وهو يبتسم أكثر من شهرين تقريبآ
كل الخيوط تقودني لفتره معينه، قبل الحادثه بأيام وبعدها
صعدت درجات السلم بهدوء نحو الشقه القاطنه بالطابق الرابع
وضعت أذني على باب الشقه
سمعت صيحات ثروت وصرخات لورا
ظللت دقيقه أفكر بأقتحام الشقه في أخر لحظه توقفت، استدرت وهبطت درجات السلم وانا اسمع صرخات لورا
قبل رحيلي، قلت للحارس انت لم تراني؟ ومنحته ورقه نقديه أخري
دس الورقه في جيبه وانتفض قائلآ، من أنت أصلآ؟ انا لم أراك
ابتسمت، ودعته
قدت سيارتي مره اخري بأقصى سرعه نحو بناية حنان ، كنت اتذكر العنوان، لورا كانت قد ذكرته مره امامي
استوقفني الحارس، سألني أين تذهب؟
قلت شقة الاستاذ ثروت
قال الأستاذ ثروت غادر منذ مده طويله
وزوجته سألته؟
قال لا أدري، أعني انها ليست مشكلتي
وليست مشكلتك ان اصعد للشقه أيضآ؟
وانا اصعد درجات السلم، اخرج الحارس هاتفه، سمعته يحادث ثروت
كانت هناك لوحه علي شقة ثروت، طرقت الباب مرات عديده لم اتلقي رد
زعقت انا محمود يا حنان
سمعت حركه داخل الشقه لكن لم اتلقي رد
واصلت الزعيق، انا محمود افتحي الباب من فضلك؟
أخيرآ اقتربت الخطوات من الباب وتوقفت خلفه
قلت افتحي انا محمود.!!
•تابع الفصل التالي "رواية عشق المستبد" اضغط على اسم الرواية