Ads by Google X

رواية معدن فضة الفصل التاسع عشر 19 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

  رواية معدن فضة الفصل التاسع عشر 19 - بقلم لولي سامي

البارت التاسع عشر
يقولون القلوب عند بعضها
وانا اقول القلوب تنادي ساكنيها  
توجه چواد لمنزل والدته واصطحبها متوجهين الي منزل العروس وبعد أن أتم قراءة الفاتحة ذهبا جميعهم الي أكثر من محال للمجوهرات ليختاروا شبكة العروس وبعد اختيارات عدة وتذمر من قبل العروس برغم ترك چواد لها حرية الاختيار ولكن والدتها ووالدة چواد تعبوا من ترددها وتنقلهم من محال لآخرين حتى جلست والدتها باخر محال تطلب منها أن تريحهم قليلا وتحاول أن تختار ما يعجبها ،فاختارت عدة أشياء تتسم بالثقل الغلاء.
وبرغم تذمر والدة چواد ومحاولة لفت نظره لهذا الأمر إلا أنه لم يعر الأمر اهتماما فتركها تختار ما يحلو لها ودفع ثمنه وتوجهوا الي منزلهم ليعتذر چواد عن مصاحبتهم وتحجج بشعوره بالارهاق وأصطحب والدته اوصلها المنزل وتوجه لمكانه المعهود أمام النيل.
ظل ينظر للنيل ويتأمل جماله وكم يحمل من خير برغم لونه الاسود
تبدوا مصدرا للخير ولا يعلم أحدا أن بداخلك طمى اسود تكون من خلال رواسب عدة لتعكس لون طميك 
ويغلب على مياءك اللون الاسود
وبرغم لونك تعطي كل الخير 
وبرغم لونك لا يوجد من ينقب عما بداخلك .
.......................................
سرحان في ايه؟
انتفض يزيد عند استماعه لسؤال أخيه لتضطرب حواسه قائلا بتلعثم/
_ هيك..... هيكون في ايه يعني اكيد في الشغل .
حاول الهاءه عن ما يفكر به ليسأله مباشرة / 
_عرفت حاجه عن جواد ؟
يعني تمم خطوبته ولا حصل حاجه ؟
اصلي مش مطمن بصراحة.
ابتسم يزن بجانب فمه قائلا / 
_ مش عليا يا يزيد تتويه الكلام ، مش معايا ده لعبتي يا بابا ،
ثم سيبك من چواد هنعرف أخباره بالليل أو بكرة بالكتير المهم انت يا اخويا يا حبيبي .
ثم غمز له بإحدى عينيه قائلا/ 
_ قولي مالك وصدقني مش هتندم دانا حتى هفيدك من خبراتي.
ابتسم يزيد باستهزاء قائلا/ 
_اهي خبراتك ده بالذات عايز ابعد عنها.
ثم هب واقفا مدعي الجدية ويقول ليزن /
_  يالا قوم شوف اللي وراك الكلام ده مش هنا .
استقام يزن بهدوء تام وهو ينظر تجاه يزيد بابتسامه قائلا/
_ اهرب براحتك ،مسيرك تجي وتحكيلي لحد عندي.
وذهب الي مكان عمله بينما يزيد أخذ يعاتب حاله هامسا لنفسه / 
_ انا غبي كان ممكن اسأله بدل مانا محتار افاتحها ازاي .
ثم زفر أنفاسه وتوجه لمتابعة العمال.
..............................................
ادعت غرام احتياجها لشراء شئ ما توجهت مباشرة لمحال الحلوى لتبحث بعيونها عن يزيد ولكنها لم تجده فشعرت بالاحباط الشديد والتفتت لتولج خارج المحل حتى أوقفها أحدهم سائلا/ 
_ في حاجة كنتي عايزاها يا انسه ومش موجودة؟
شعرت غرام بالاحراج الشديد فهي لم تنتوي على شراء حلوى حتى لا تثير شكوك اختها أكثر من ذلك ولكن مع هذا الموقف ستضطر على شراء اي شيء لتتجنب هذا الموقف الحرج فالتفتت له قائلة/ 
_ اه كنت محتاجة......
قطع حديثهم يزيد الذى كان بالمطبخ يتابع العمال وما توصلوا له في طلبية اليوم وفور خروجه رأى أخيه يستوقف أحدهم وعند التفاتها ورؤيته لها دهش كثيرا وتوجه مباشرة لها اعتقادا أن يكون يزن قد حاول مضايقتها أو التغزل بها كعادته
فاقترب منهم قائلا بصوت حاد / 
_ في حاجة يا انسه ؟
ثم نظر نظرات غضب تجاه يزن الذى لم يفهم موقفه العدائي هذا ولا نظراته لتنظر له غرام وتلتمع عيونها بفرحة الذى وجدت ضالتها ولكنها استشعرت غضبه فحاولت التخفيف من حدة الموقف قائلة/ 
_ لا ابدا الاستاذ كان بيسال لو محتاجة حاجه معينة.
زفر يزيد تنهيدة راحة ثم قال ليزن / 
_ طب لو سمحت يا يزن شوف العمال خلصوا الطلبية ولا لسه.
فهم يزن ما يريده أخيه وهو التخلص منه حتى تتاح له الفرصة للتحدث بحرية فادعى الغباء برغم استشعاره للموقف قائلا/ 
_ مانت لسه كنت معاهم يا ابني اروح انا ليه؟
غمز يزيد بعينه محاولا توصيل مقصده قائلا/
_ طب شوف جواد كان عايزك جوه.
حاول يزن استفزاز أخيه ليتعمد الغباء مرة أخرى قائلا/ 
_ مانا لسه خارج من عنده .
ليوكزه يزيد بضربه بكتفه أبعدته قليلا قائلا/ 
_ يا عم شوفه تاني الله .
ليبتسم يزن قائلا/ 
_ طب ما تقول من الاخر اطرأ وانا افهم .
التفت يزيد للواقفة أمامه تشعر بالحرج الشديد من هذا الموقف ليبتسم قائلا/ 
_ معلش اخويا رزل شوية.
_ محصلش حاجه ربنا يخليكم لبعض .
نطقت بها غرام بصوت خفيض ليكمل يزيد قائلا/
_  وحشتيني.
ازداد احتقان وجه غرام احمرارا وزمت شفتيها قائلة/ 
_ انا جاية اقولك مش هينفع اجي كل يوم هنا.
ليبتسم يزيد وكأنها سهلت مهمته قائلا/ 
_ انا كمان عايز اقولك مينفعش نتقابل هنا كل مرة.
نظرت تجاهه بغير إدراك لما نطق به ليكمل هو / 
_ في كلام كتير عايز اقولهولك ومينفعش يتقال هنا ، 
وكمان بصراحة مبقاش يكفيني العشر دقائق اللي بتيجي فيهم وبتكوني مستعجلة ،
فلو ممكن اسمحيلي اقابلك برة ولو نص ساعة بس.
زاغت نظراتها ولم تستطع الاجابه على طلبه فحاولت التهرب كما تفعل دائما بكل مرة قائلة/
انا اتاخرت اوي ولازم امشي.
فهم اسلوب تهربها فمد يده تجاه يدها محاولا التقاط هاتفها منها فتلامست أيديهم.
ارتعش جسدها من أثر لمسته وتركت هاتفها فورا الذى التقطه هو بيده قائلا/ 
_ يعني لو كان وقع دلوقتي كان ايه الحل؟
ردت بصوت خفيض وتلعثم /
_  مينف...... مينفعش تمد ايدك كدة!
ابتسم ورد ببراءة تامة وكأنه لم يفعل شيئا/
_  انا كنت هاخد الموبايل بس ،انتي اللي فهمتي غلط.
ظلت تنظر للاسفل وهي تشعر بأن وجنتيها تشتعل خجلا ثم قالت مدعية الحزم /
_  برضه.... برضه مينفعش.
مد يزيد يده بالهاتف تجاهها من ناحية البصمة قائلا/
_  طب لو سمحت افتحي الموبايل لو مستعجله وعايزة تمشي.
عقدت حاجبيها ونظرت له مستفسره  فأكمل قائلا/ 
_ افتحيه بس.
مدت اصبعها ولمسته فانفتح الهاتف ليضع رقمه ويضغط على زر الاتصال فظهر لديه رقمها فاغلق المكالمة وابتسم وهو يمد يده لها بالهاتف قائلا/ 
_ علشان لما تفكري في طلبي اتصل اعرف ردك .
كل هذا تم أمام أعين يزن الذي اتخذ ركنا بالمحال عاقدا ذراعه أمامه ساندا أحدي كتفيه علي أحد الحوائط متشدقا بفمه وكأنه يشاهد فلما رومانسيا اعتاد علي رؤية مشاهده .
التقطت غرام هاتفها بسرعة دون أن تنطق بكلمة واحدة وشعرت حالها وكأن عقد لسانها ثم تركت لقدمها العنان لتنطلق خارجه من المحال لا تعرف كيف ولا متى وصلت لمنزلها وكل ما شعرت به أنها تحلق فوق السحاب لا ترى أحدا بالطرقات ولا تسمع اي من أبواق السيارات ،
كل ما يتردد بأذنها أنه سيحاول الاتصال بها وكل ما تفكر به هل تجيب عن اتصاله ام لا.
........................................
وصل محمد في غضون لحظات الي منزله بعد أن أوصل ماسه لأقرب نقطة لمنزلها وكأنه جاء بميعاده المناسب ليضع مفتاحه في الباب وقبل أن يديره انفرج الباب أمامه ليظهر حسن وفي يده حقيبة ملابس ووالدته بجواره وجههم تتضارب به المشاعر ما بين فرح وتهجم وخلفهم أخته ميار الذى يكسو الحزن ملامحها ليعلم أنه قد تم الاتفاق على عودتها لمنزل زوجها ليبتسم محمد ابتسامة صفراء قائلا/ 
_ انا شايف انكم اتصالحتوا .
اومأ حسن بابتسامة بلهاء ليكمل محمد قائلا/ 
_ طب كويس اني لحقتكوا قبل ما تمشوا .
ثم نظر لأخته قائلا/
_  ميار وسعي شويه من وراء حسن .
وبالفعل ابتعدت ميار قليلا جهة اليمين تحاول أن تفهم ما يقصده أخيها ليفاجئ محمد حسن بلكمة قوية ارضخته أرضا وغاب عن الوعي،
لتطلق انوار صرخة مدوية وتجثو بجوار ابنها محاولة افاقته بينما أطلقت عزة وميار شهقة واضعين يدهم علي فمهم ثم حاولت ميار مداراة فرحتها ولكنها نظرت تجاه أخيها نظرة شكر وعرفان وكأنه أعاد روحها بها من جديد بينما توفيق ابتسم بدون تعليق وكأنه قرأ نية ابنه منذ أن نظر بداخل عيونه .
عبر محمد من فوق جسد حسن المسجى بالأرض وكأنه لم يفعل شيئاً شاعرا بارتياح في صدره برغم غضبه من قرار والده إلا أنه لم يستطع أن يعارضه كما أنه لم يقدر على التحكم بحاله فخرج عن سيطرته فور أن رأي اختيه بصحبة هذا السئ وتوجه مباشرة لغرفته.
انتبهت والدة ميار الي حال فرحتهم بما تم لتوكز عزة ابنتها وتجثو بجوار انوار مربته على وجه حسن محاولة افاقته مع والدته التي تندب حظ ابنها العثر الذى جاهد بكل الطرق الابتعاد عن أخيها ولكن لم يستطع.
بينما توجهت ميار لجلب عطر من الداخل وكوب ماء كمحاولة لمداراة فرحتها بما تم .
حتي فاق حسن بالفعل لتحاول انوار قلب الموازين قائلة بصوت خافت حتى لا يسمعها محمد بالداخل/ 
_والنبي لنروح القسم نقدم بلاغ يالا بينا يا ابني.
ليخرج توفيق عن صمته قائلا/ 
_ روحي ما كان ما تحبي انتي بتقولي كلام لكن احنا معانا ورق.
فهمت انوار ما يرمي إليه توفيق من تهديد مبطن بسبب غباء ابنها فاستشعرت ضعف موقفهم لتحاول لملمة الأمر قائلة بلهجة أقل حدة / 
_ مكنش العشم برضه يا ابو محمد.
ليرد توفيق وكأنه أراد أن يرد حديثها قائلا/ 
_ معلش بقي يا ام حسن احنا سكتنا على تهور حسن علي بتنا لما قال علشان بيحبها وبيغير عليها ،
وبرضه محمد اتهور لنفس السبب علشان بيحب أخته فالحال من بعضه والمسامح كريم بقي ولا ايه؟
زفرت انوار أنفاسها بعنف بينما حسن يحاول ارجاع فكه مكانه فهو يشعر وكأنه انخلع تماما وأصبح بمكان اخر.
انفرجت اسارير ميار وتلون وجهها بالبهجة بعد أن كان يكسوه السواد .
وبعد فترة وجيزة استعاد فيها حسن ثباته حاول الفرار جاهدا من هذا المنزل فأخذ والدته وميار وتوجه مباشرة ليستقل سيارته وهو فرح أنه ظفر بميار دون أن يدفع شيئا مقابل الكشف عليها او علاجها.    
انطلق حسن وميار ووالدته بالسيارة ولكنه لاحظ وجوم والدته فالتفت تجاه والدته التي تجلس بالمقعد المجاور له وملامحه تملؤها السعادة وكأنه فاز بمسابقة وحصل على جائزته ليسأل والدته عن سبب امتعاض ملامحها قائلا/ 
_ مالك بس يا ام حسن شكلك مضايقة ليه.
حركت انوار شفتيها يمينا ويسارا ونظرت تجاه من تجلس بالمقعد الخلفي وتحاول اخفاء ابتسامتها شاعرة ولو بجزء بسيط من ارتداد بعض من كرامتها ،
ثم التفتت مرة أخري ونظرت تجاه حسن قائلة باستهزاء /
_  جتها خيبة اللي جابت ولد من نوعك.
اندهش حسن من ردها ونظراتها ليقول بابتسامة مهزوزة بعد أن شعر بالإهانة / 
_ ليه... ليه كدة بس يا ام حسن ؟ 
_ كمان مش عارف ليه يا حيلتها؟ 
تسائلت انوار متهكمة علي ولدها لينظر حسن بالمرآه ليرى ميار تحاول مداراة ابتسامتها  ليتحمحم حسن ويتحسس فكه ويقول بصوت جدي محاولا الحفاظ على ما تبقي من صورته امامها / 
_ جرى ايه ياما مش كدة الله ،
كنت عايزاني ارجع ميار ورجعتهالك في ايه تاني؟
تشدقت انوار بشفتيها قائلة/
_  تقوم تمضي علي تعهد بعدم تعرض .
ثم لكمته بكتفه مكملة/
_ مانت كدة بتعترف على نفسك انك ضربتها واذتها ومش هتكرر فعلتك تاني بتسلم نفسك يا دهول.
ثم جزت على أسنانها قائلة/
_  يا مراري منك ،
لا والبعيد غبي امسك ايدك واقولك استني وتعالي اقولك حاجه وانتى علي نغمة واحدة ،
لما اخلص يا اما جاك مو في مصارينك.
هنا ولم تتمكن ميار من التحكم بذاتها أكثر من ذلك لتنطلق ضحكاتها محاولة إيقافها ولكن لم تستطع حتى دمعت عيناها من كثرة الضحك نعم كانت تتوقع رفضه التام ولكنه اخلف ظنها كما توقعت أن تقيم انوار الدنيا ولم تجلسها ولكن في لحظة تهور من حسن امسك بالقلم وذيل بتوقيعه الورقة التي أعدها توفيق بدون أن يخبر أحدا تحسبا لو وافق حسن علي هذا الاقتراح.
اخذت انوار تنظر لها وعيونها تستشيط غيظا ولكنها أثرت الصمت حتى لا تخبر أخيها عن أي كلمة تقال لها ،فوجه ابنها مازال يحمل اثار غضبه ولكنها توعدت لها برد الصاع صاعين.
............................................ 
انااااا لحبيبي وحبيبي الي ،
يا عصفورة بيضا لا بقي تسألي.
انتفض يزيد على صدوح صوت يزن وهو يتغنى بإذنه ليلتفت له ناظرا له شزرا ثم يتركه ويرحل من أمامه ليعلو صوت يزن مكملا بمقطع اخر وكأنه يختار من الأغنية ما يريد توصيله
شايف البحر شو كبييييير كبر البحر بحبك
شايف السما شو بعيدة بعد السماء بحبك
ليضحك كل من بالمحال علي حال يزن فهم معتادون على طريقة الجنونية في مداعبة أخيه .
ثم انقضي اليوم ليتوجها سويا الي المنزل بين سخرية يزن ومحاولة استفزازه لأخيه حتى يعترف بما يخفيه وبين نظرات يزيد الذي يتوعد بها له ،
حتي دخلا لشقتهم فصدح يزن مغنيات بصوته النشاذ /
يانا يانا انا وياك وانسرقت مكاتيبي ... وعرفوا انك حبيبي و.
ليجد من يمسكه من قميصه بالخلف وأخذ يرنحه يمينا ويسارا قائلا /
_  انت مش هتبطل الاستظراف بتاعك ده ؟ 
مفيش فايدة فيك ابدا حتى قدام العمال؟؟
يزن وهو يترنح بيدي أخيه بدون مقاومة قائلا ببراءة /
انا بس عملت ايه !؟ 
علشان بغني واسلي نفسي شوية!؟
كنتوا بتضايقوا لما اسيبكم وامشي ودلوقتي بتضايقوا لما قعدت على قلبكم وكشفتكم.
نطق باخر كلمة بصوت منخفض وهو يقرب نظره من أخيه ناظرا داخل عيونه يتحرى الصدق ليحاول الاخير التهرب فيتركه ثم يدير وجهه قائلا/
_  ياريت ما قعدت ابقي اسرح براحتك افضل لينا كلنا .
ليذهب يزن أمام أخيه ويحاول النظر بداخل عيونه سائلا بابتسامة طفيفة/ 
_ بتنكر ليه؟؟
عقد يزيد حاجبيها وادعى الغباء قائلا/ 
_ هنكر ايه؟ 
يالا علشان ننام.
وقف يزن أمامه ليواجهه مرة أخري سائلا بإلحاح وبنبرة غناء/ 
_ ما دام تحب بتنكر ليه ؟
ثم اقترب بوجهه قائلا مكملا/ 
_ ده اللي يحب يبان في عنيه.
ثم ابتسم واستطرد قائلا/
وبصراحة انت مفضوح بقالك فترة باين علي حالك اللخبطة خالص ، 
وياما سالتك وانت كنت بتتهرب مكنتش تعرف أن هيجي اليوم واقفشك ،
حتى كنت فيدتك بخبرتي.
لوح يزيد بيده قائلا /
_  اتنيل كنت فيدت روحك .
_ ماااالي مانا زي الفل اهو ملك نفسي اشغل بال البنات لكن بالي مينشغلش .
ثم قطع حديثه وكأنه تذكر شيئا ما ثم قال بنبرة تختلف عن حديثه السابق /
_  المهم خلينا فيك انت ، 
قولي ايه الموضوع ؟
انا شفت نظرات وابتسامات وغيرة كمان .
ابتسم يزيد على إثر ذكر سيرتها لتلمع عيونه قائلا بنبرة حالمة / 
_  مش عارف بحس اني عايز اشوفها دايما،
وعنيها بحس فيها بسحر كدة بيشدني ،
ولما بتكلم معاها بيكون نفسي الكلام يطول ، 
بس في نفس الوقت خايف اقرب لتكون هي معندهاش نفس الاحساس
أو اكون بالنسبة لها احساس مؤقت ،
عايز اتاكد من احساسي مش عارف.
ابتسم يزن وهو يستمع لحديث أخيه لتتجسد أمامه صورتها ثم يفيق قائلا/ 
_ بس انا شفت غير كدة خالص ،
انا شفت أنها كانت جاية تدور عليك ولما ملاقتكش كانت هتمشي ،
ده غير عنيها اللي لمعت اول ما لمحتك ،
انا شايف انك تتقدم خطوتين علشان تعرف تاخد قرار ،
حاول اقعد معاها فترة أطول اتكلم اكتر علشان تعرف هتحب تكمل ولا كان مجرد احساس مؤقت زي ما بتقول.
بص انت مش اخدت رقمها اتصل بيها دلوقتي وقولها هقابلك بكرة يالا بسرعة.
وأمسك الهاتف من ايدي أخيه ليخطف يزيد الهاتف مرة أخري قائلا /
_  اصبر يا يزن بقي انتي كل حاجه عندك سريعة كدة !
قال يزن بثقة تامة /
_ يابني هي البنات كدة تحب السربعة علشان تحس انك مدلوق عليها ،وبرضه لما تيجي تخلع يبقي برضه بسربعة علشان متحسش بيك .
ثم أطلق ضحكة بلهاء فأطلق يزيد تنهيدة قوية واومأ برأسه على حديث اخيه ثم توجه لغرفته وهو يفكر هل يتصل بها الآن ام ينتظر للغد ولكنه قرر أن يرسل ولو رسالة واحدة ربما استجابت لرسالته وأجابت عليها ليخرج هاتفه ويرسل رسالة من كلمة واحدة / 
_ نمتي؟؟
ولكن لم يأتيه اي اجابه سوى أن الرسالة قد وصلت وتم وضع علامتين بجوارها ولكنها لم تتخذ اللون الازرق بعد ظل دقيقتين ينتظر الإجابة ثم أرسل الأخري ربما لم تسجل الرقم بعد قائلا/
_ انا يزيد.
_ مين يزيد ده؟؟
انتفضت غرام على إثر سؤال اختها التي ظهرت من خلفها فجأة متسائلة لتغلق غرام هاتفها وقالت باضطراب وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها/ 
_ اااه .... يزيد مين ؟؟
حركت غزل رأسها يمينا ويسارا وهي تنظر لها قائلة/
_  انا اللي بسألك ! 
واحد بعتلك رسالة بيقولك انا يزيد وانتي بتبصي بالفون وعملاه غير مرئي فبسال مين يزيد اللي عارف رقمك ومش عايزة تعرفيه انك بتشوقي رسايله ،
وكمان مش عايزة تحطيه على الحظر؟؟
توترت غرام كثيرا وأغلقت هاتفها ثم استقامت متوجهه للفراش مدعية النعاس قائلة/
_  بعدين، بعدين يا غزل هنبقي نتكلم انا عايزة انام دلوقتي تصبحي على خير .
ضيقت غزل عيونها قائلة/
_  براحتك بس برضو مش هسيبك .
بالجهة الأخري كان يزن تمدد علي الاريكه بالردهه يفكر في كلام أخيه وأحاسيسه وتذكر صاحبة التجاهل التي لم ينساها قط ويمكث في المحال لربما أعادت كرتها واقدمت على المحال مرة أخري ،
يتذكر كيف رآها واين وكيف أقدمت عليه بطلتها الشقية ثم تجاهلته ليزيد إصراره في البحث عنها مدعيا لحاله أنه يريد الثآر لكرامته المهدورة بتجاهلها له ليس إلا 
ابحث عنك بين دروب عقلي
لا اعلم لما!!
هل لاقتناص ثأري ؟
ام لسبب أخشي على قلبي الاعتراف به.
............................................
بعد مرور أسبوع من عودة ميار لبيت زوجها عادت المعاملة كما كانت وربما أسوأ ولكنها اعتادت على هذه المعاملة فأصبحت تتعامل بلامبالاه.
بينما توصل لسمعها تحديد جواد لميعاد زواجه والذي سيتم بعد شهر فبرغم اندهاشها من تعجله إلا أنها دعت له بصلاح الحال وحاولت أبعاده عن تفكيرها فتذكرت كيف حاولت فعل هذا من قبل ،عندما علم أخيها بعلاقتهم حينها أقام الدنيا عليها  وامتنع عن الحديث معها، كما نال چواد كثير من التقليل والمهانة حتى كاد الأمر أن يصل للتطاول باليد لولا مقدرة چواد علي احتواء الموقف وتوعد له كثيرا بأنه سيتقدم للخطبه وبالفعل لم يخلف وعده وخلال الأسبوع كان أوفى بوعده ولكن من الواضح أنه ليس بنصيبها فسلمت أمرها وحاولت التعايش مع قدرها .
.......................................
توجهت غزل لزيارة صديقتها بكليتها فهذه صديقتها التي اجمعهتم دراسة الثانوية ولولا اختلاف المجموع لجمعتهم كلية واحدة .
أجرت غزل اتصال على صديقتها  كارما لتخرج لها لتحاول إدخالها ببطاقة هويه لأحد من زملائها لأن غزل تابعة لجامعة مختلفة عن جامعة كارما .
توجهوا كلاهما لبوابة الجامعة مما أثار الشك في نفس موظف الأمن بعد أن رأى خروج كارما وعودتها مرة أخري بعد لحظات مع قدوم أحد معها وبعد أن رأي بطاقات الهوية سريعا نظرا لازدحام البوابة ولكنه انتخابه شك ما ولكنه تركهم حتي عبروا من البوابه وظل يتابعهم بنظراته بينما ميار فور دلوفها هي وكارما من البوابه حتى أطلقا كلاهما صرخة مدوية ورفعوا أيديهم لاعلي وتضاربوا قبضة يداهم في بعضهم البعض ليتأكد لدى حارس الأمن شكه  فتوجه إليهم واوقفهم مناديا / لو سمحت يا انسه ،ممكن الكارنيه مرة تانية.
نظرت غزل وكارما لبعضهم البعض وازدرأ ريقهم ثم قالت غزل/ حضرتك شوفته علي البوابه.
نظر لهم الحارس بشك ثم قال / معلش محتاج اتاكد تاني ،الكارنيه لو سمحت.
اخرجت كارما بطاقة هويتها ورأها حارس الأمن ولكنه احتفظ بها لديه ثم نظر تجاه غزل ومد يده مطالبا ببطاقتها فنظرت غزل تجاه كارما التي رفعت كتفها معبرة قلة حيلتها فأخرجت غزل بطاقتها المزيفة قائلة وهي تقدمها له/ كنت محتاجة ادخل مكتبة الجامعة هنا وكنت مستعجله فمصبرتش عقبال ما اجيب جواب من كليتي.
نظر حارس الأمن للبطاقة وتأكد من شكه أنها تحمل بطاقة هوية مزيفة فالصورة غير مطابقة لهيئتها فطلب بطاقتها الاصليه فاخرجتها وقدمتها له ثم قال لهم وهو مازال محتفظ بالثلاث بطاقات/ اتفضلوا معايا عند حرس الجامعة
توجهوا ثلاثتهم الي مكتب حرس الجامعة ليطلب الحارس منهم الانتظار بالخارج حتى يبلغ الضابط المسؤول وفور دخوله قالت غزل/ ما يالا يا بنتي نزوغ واخر اليوم نبقي نيجي نعتذر وخلاص.
كارما بحيرة / طب والكارنيه بتاعي معاه ومش هعرف ادخل تاني غير بيه.
رفعت غزل كتفيها بلا مبالاه قائلة/ طب ما الكارنيه بتاعي انا كمان معاه ، يالا بس ويمكن اخر اليوم يغيروا الدورية ويجي حد تاني نضحك عليه ونقوله قالولنا ادخلوا واخر اليوم تاخدوا كارنيهاتكوا ، ها ايه رايك؟؟
تحيرت كارما أكثر وكادت أن تنطلق خلف غزل ولكنها تذكرت شيئا فقالت / طب وكارنيه صاحبتي هقولها ايه ؟
لتمسك غزل يدها وتسحبها قائلة / يا ستي انا هتصرف بس يالا بسرعة.
ولكن قبل أن ينطلقا اوقفهم أحدهم قائلا بصوت حاد / عندك يا انسه انتي وهي.
تسمر كلا من كارما وغزل مكانهم لتقول غزل لصديقتها بصوت هامس/ قولتلك يالا من بدري.
لترد كارما عليها بنبرة نادمة/ انا اسفة.
لينادي  عليهم الصوت مرة أخري بطريق أكثر حزما / لو سمحت يا انسه انتي وهي تعالوا هنا.
تراجعت كارما وغزل للخلف بخطوات بطيئة ومازالوا بظهرهم ثم التفتوا له لتتفاجأ غزل بمن يقف أمامها فاتسعت حدقتيها فقدت وجدت نجدتها امامها قائلة بفرحة / نضال باشا مش معقول.
عقد نضال جبينه قائلا بسخرية/ انتي وقعتي ولا الهوا اللي رماكي.
اندهشت غزل من مقولته فقالت له مستفسرة / ايه ؟؟
ثم انتبهت على أيدي كارما التي ظلت توكزها متسائلة عدة مرات/ مين ده يا زفته؟؟
لتبتسم غزل وتقدم لها نضال وكأنها تعرفه عن قرب قائلة / ده نضال باشا ،متخافيش ده اللي هيطلعنا من المشكلة كلها .
ثم نظرت تجاه نضال سائلة إياه / مش كدة يا نضال باشا.
ضيق نضال عينيه ليهمس لحاله قائلا/ لا وبجحة تصدقي تستاهلي يزن واللي هيعمله فيكي.
ثم قال لها بابتسامة عريضة/ اه طبعا بس هستاذنكم الكارنيهات هتفضل معايا واخر اليوم هتاخدوها .
التفتت غزل تجاه كارما قائلة/ مش قولتلك كنا دخلنا وجينا عندهم اخر اليوم.
ثم التفتت لنضال وبتلقائية تامة قالت/ قولتلها والله يا باشا ندخل وبعدين نيجي اخر اليوم بس تقول ايه بقي جبانة شوية .
ليبتسم نضال نصف ابتسامة قائلا/ معلش انتي اللي جريئة زيادة شويتين اتفضلوا واخر اليوم تعالوا عندي .
انطلقا كلا من كارما وغزل ليكرروا فعلتهم بأيديهم فحرك نضال رأسه بيأس قائلا/ والله يا بنتي انتي اللي جيتي لقدرك .
ثم أخرج هاتفه من جزلانه وأخذ يجري اتصالا ما.
...............................................

  •تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent