رواية عشقها الاسد الفصل الخامس عشر 15 - بقلم رباب عبد الصمد
الفصل الخامس عشر
مر يومان كاملان على الجميع والكل فى فى حالة قلقة واضطراب
هنا محتضنه يوسف وخائفة عليه اكثر من نفسها وليل نهار بكاء على يحيى ورافضة فكرة انه مات او انها لن تراه مرة اخرى وكانت تقول لنفسها / ان كنت اعلم انى لن اراه مرة اخرى ما كنت تركته ابدا وكنت ادخلته بين اضلعى وواريته عن الاعين
بينما على الجهة الاخرى يحيى يكاد العالم كله ان يحترق من احتراق قلبه عليها فاخذ يبحث عنها ليل نهار عنها فى كل مكانيتوقع ان توجد فيه فارسل زياد الى بيت والدتها للسؤال عنها ولم يجدها وترك رسالة لوالدتها ان جاءت اليهم وجب ان تهاتفه فى التو واللحظة وبالطبع لم يحكى لها شيئا عما حدث لها ولكن قال انه عرف انها قد غيرت ميعاد ورديتها ولم يسهل عليه الوصول اليها وهو يريدها للكشف على والدته المريضة
كما تواصلوا مع منى صديقتها الوحيدةواخبرتهم انها لم تراها منذ ايام وهاتفها مغلق دائما
بينما الجارة التى قامت بمساعدتها تركت شقتها وسافرت لزوجها لرعبها منهم وهذا ما اخبرهم به حارس العقار
انغلقت جميع الابواب فى وجه يحيى ليعرف مكانها
ومن ناحية خرى هناك من يحاولون ايضا جمع اى معلومات عن غياب كلا من يحيى وهنا وبالطبع لم يكن هؤلاء الا اشقاء يحيى
زياد قد اشف على حالة صديقه حيث انه اصبح شاحب الوجه عابس الملامح لا يعرف للابتسامة طريق فهو يعيش حيا ومجبر ان يكون ميت
وفى المساء كان يحيى جالسا فى البلكونه يراقب الطريق لعله يجد جارته عائدة الى شقتها فهى الامل الوحيد امامه لمعرفة طريق هنا وابنه
وللعجب ان شهندة اتصلت مرة واحدة بزياد للاطمئنان عل ولدها واخبرته انها قريبا ستتزوج ولم تطلب حتى مجرد سماع صوت ولدها وكانها اعتبرت وجوده مجرد اداه لميراث اموال يحيى
اقترب زياد من يحيى الذى لا يزال شاردا ومحدقا فى الطريق امامه ووقف خلفه وبهدوء قال / موعد وصول والدتك غدا فهل ستاتى لتستقبلها معى ام ماذا ؟
رد عليه يحيى دون ان يلتفت له قائلا / بالطبع وهل لها سند غيرى ؟ او انك تعتقد ان اترك امى يحملها غيرى وانا اقف متفرجا على لحمى وهو يلمسه غيرى
زياد / لم اقصد هذا ولكن كيف ستستقبلها وتظهر امام الجميع
يحيى وهو على نفس وضعه / ستتصل بهشام غدا وتبلغهم ان قسم الشرطة اتصل بك لتتعرف على جثة شخص بنفس المواصفات التى كنت ابلغت هنا عنها وانك ذهبت لان هنا كانت قد تركت رقم هاتفك انت و تريده ان ياتى معك لانه شقيقى
زياد بعدم فهم واين ساخذه ؟ واين تلك الجثة ؟
يحيى لقد اتفقت مع احد العاملين بالمشرحة ان يجلب لى جثة تشبهنى فقال ان هناك بالصدفة جثة وصلت مشوهة وغير معلومة الملامح واعطيته خاتمى ليلبسه للجثة وكانه انا واتفقت معه ان يدلنى على الطبيب المسئول عن تحاليل الدى ان ايه واخذ عينة منى ليكمل ملف القضية
زياد وهو يحدق فيه لعدم استيعابه لما يقوله يحيى فقد فاق كل توقعاته ولكن هذا هو الاسد لا يتوقع له اى رد فعل ابدا فهو مخالف لاى توقعات دائما
زياد بتوتر / وماذا بعد ذلك
يحيى وهو لايزال محدقا بالطريق / لاشىء سينتهى دورك عند هذه النقطة وكل ما عليك رسم الحسرة على فقدى اما هم سيلهون باجراءات استخراج تصريح الدفن ثم ابتسم ابتسامة سخرية واستطرد قائلا / واجراءات توزيع تركتى
زياد / واين وجدت من يساعدك هكذا
يحيى بنفس السخرية / هناك الكثير من يبيعوا ضمائرهم مقابل المال وان كانوا اشقائى انفسهم باعونى وباعوا ضمائرهم من اجل اموالى فهل تتوقع الا يفعلها الغريب
زياد / ولكن ان اثبت بعد ذلك انك حى فسيقبض على عامل المشرحة ودكتور التحاليل لتزوير التقارير
يحيى / دكتور التحاليل فقط وهذا لا يعنينى بل ساكون انا اول مبلغ عنه فمن يبيع ضميره يستحق ان يأخذ عقابه
خاف زياد من صديقه فقد اصبح مثل القطار الذى ياكل يصدم كل من يقف فى طريقه دون اى رحمة ولكنه عاود سؤاله / وكيف ستتصرف مع والدتك
يحيى / ساحاول ان اغير من شكلى قليلا حتى لا تعرفنى الى ان انفرد انا وهى فى الحجرة ووقتها ساكشف لها عن هويتى
.......................
فى خلال تلك الايام كان الدكتور حسام لا يفارق هنا وقد قدم على اجازة خصيصا لاجل متابعتها وهذا على غير المعهود منه فهو كان مثلها عاشق للرعاية
اما عن هنا فقد بدات الى حد ما تتعافى نسبيا وقصت عليه كل شىء عن يحيى حتى انها اعترفت له بحبها له
الدكتور حسام صعق من اعترافها ولكنه احترمها قلبها ليس لها عليه سلطان ولكنه تعجب منها وسالها / كيف سمحتى لشعورك ان يكبر بداخلك لتعشقين ميت . لقد عشقتى وهم وبنيتى عليه احلامك حتى انك رفضتى فكرة احتمال ان يعود لحياته ولا يشعر بك ويعود لخطيبته
هنا بحزن / ان كان عندى خيار اخر لاخترت ولكن قلبى عجز ان يتقبل اى خيار الا حبه
الدكتور حسام ولماذا لم تصارحينى بان يوسف ابنه وقولتى انه ابن صديقتك
صدمت هنا من معرفة اياه لتلك المعلومة فمن اين اتى بها وبالفعل فقد فهمها الدكتور حسام وفهم ما يدور فخلدها فقال موضحا لها اى تسؤلات / قلت لكى انفا اننى انا وولده يوسف قد اصبح بيننا الفة ووجدته دائما ما ينطق اسمه باريحيه ودائما مايربط اسمه بكلمة بابا فعرفت انكى راوغتينى
هنا بخجل / انا لم اراوغك ولكنى خشيت على يوسف
حسام / اخفتى عليه منى ؟ هل لازلتى ترينى همجى ولا استحق ثقتك
هنا مقاطعة / ابدا دقنى فقد زادت معزتك عندى من فترة والدليل انى اتصلت بك اول شخص وطلبت منك ان تخفينى فقد آمنتك على حياتى وانا املك حياة نفسى ولكن حياة ذلك الطفل لا املكها انا وهو امانه معى فيجب ان احافظ عليه حتى من نفسى
هدا الدكنور حسام على اثر كلماتها فقد اعترفت ان معزته زادت لديها وانها حقا امنته هو وحده على حياتها ثم ابتسم وهو يمسح على راس يوسف الجالس على ساقيه ويلاعب نفسه ولايدرى بما يدور حوله وقال لها / لو كان بمقدور يحيى ان يعلم ما تفعليه لاحل ابنه لسجد لكى شكرا
هنا بدموع / لا اريد سجود منه اريده حى فقط
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية