رواية انصاف القدر الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سوما العربي
الفصل الحادي عشر
انهى طعامه سريعا قائلا انه قد تأخر عن عمله.
خرج خلفها يناديها بغضب وهى لا تجيب.
زاد غضبه... إلا يكفى وقفتها وحديثها مع ذلك النادر... والان تخبره فقط انها ستخرج بل وأيضا لا تجيب عليه.
ظل يسير خلفها بخطوات سريعه :مليكه مليكه..مليكه استنى.
لكنها لم تعيره اهتمام ومازلت تسير متجهة للخارج.
أسرع من خطوته اكثر واستوقفها وهو يقبض على ذراعها فتوقفت على مضض:مليكة استنى مش بنادى عليكى.
ظلت كما هى معطيه له ظهرها وقالت :نعم.. فى حاجة يا ابيه.
ادار وجهها له مقابل وجهه يقول :ايه ابيه دى يا مليكه... انا عامر.
مليكه :والله... لا ماعلش انا مش بميت وش وعندى جوا زى برا.
احتد قليلاً وقال :قصدك ايه.. انا ب100 وش... ايه اللي بتقوليه ده؟
مليكه :اه ولو سمحت مالكش اى علاقة لا بيا ولا بتصرفاتى.
اشتدت عصبيته أكثر من حديثها هذا.. وماذا تعنى به.
نظر لها بتوجس وقال:يعنى ايه الكلام ده؟
مليكه :
مش يعنى حاجة لأن مافيش حاجة اصلاً.
صاح بصوت عالي :يعنى ايه مافيش حاجة اصلا انتى اتجننتى.
مليكه :لو سمحت يا ابيه ماتعليش صوتك عليا.
عامر :تانى ابيه...فى ايه يا مليكه ايه اللي مغيرك كده.
مليكه :كل ده ومش واخد بالك ان فى حاجة اصلا.. تحكمات تحكمات تحكمات وانا المفروض اسمع واطيع.. طب ليه. قولى انت على اساس ايه؟ ها.. على أساس انك عامر.. بينى وبينك.. بس قدام الكل ابيه... على اساس بنت خالتك إلى قاعد تتلزق فيك وبيتفقوا على خطوبتك منها.. قداااامى.. وانا مش عارفة ولا ليا عين انطق واعترض وفى المقابل ايه بقا... ممنوع خروج ممنوع الجيبه دى ممنوع التيشيرت ده ممنوع تقعدى مع محمد ونادر ممنوع تضحكى بصوت ممنوع ممنوع ممنوع وانا تعبت انا بعمل كده اصلاً ليه؟ قولى انت ليييه؟
يعلم... معها حق بكل كلمه.. طريقة حبه خاطئه لكنه لا يملك خيار التغيير.. خلق هكذا ولا يعرف كيف يغير حاله.
أيضا لم يعترف لها بأى شئ.. ابسط قواعد العلاقه بين اثنين لم يعطيها لها او يقولها.
ماذا يفعل أمام كل تلك الأشياء التي تقف بطريقه.
تقدم منها يمرر يديه على ذراعيها :طيب ممكن تهدى.. اهدى وأدينى فرصة اصلح كل ده.. يامليكه لازم تفهمى انى عامر.. ابن عم ابوكى وأكبر منك بكتير مش كتير هيتقبلوا علاقتنا... انتى مش متخيله ولا عارفه كم الانتقادات الى هنواجهها.
ردت عليه بقوه ثبات:انا مستعدة اواجهها لكن انت لأ.
اغمض عينيه يقول :عشان انتى حره.. مش عليكى لا التزامات ولا مسؤليات ولا ليكى وضع ومكانه بين الناس و لازم يفضلوا هيبينك.. انتى بنت صغيره طليقه مش همك ولا فارق معاكى حد...لكن انا عكسك... راجل كبير ومعروف والف عين وعين عليا.
مليكه:خلاص خليك لمسؤلياتك وسبنى.
قبض على كتفيها يقول :ماقدرش... لو كنت اقدر كنت بعدت ورحمتك ورحمت نفسى من كل ده... لكن خلاص انا مش عارف .. اصلا مش هسمحلك بكده.
مليكه :يعنى ايه مش هتسمحلى... انا وقت ما احب امشى همشى.
عامر :مش هتعرفى... قولتلك مش هسمحلك.
مليكه :ايه الى بتقولو ده... انت بدل ما تراضيني وتصلح الى حاصل بتهددنى.
اخذ نفس عميق..لقد أخرجت بعض شياطينه بسبب حديثها عن ابتعادها عنه... لايريد أن ترى ذلك الجزء العنيف منه وهو قد حذرها مراراً.
حاول تهدأت حاله.. على كل حال معها حق... يعلم نفسه جيداً خصوصا عندما يقع بالعشق كيف يكون.
جاهد على إخراج صوته هادئا :طيب اهدى.. وانا عندى ليكى مفاجئة النهاردة هصالحك بيها... اوكى.
لا تستسيغ الفكره ولا يعجبها الأمر... أصبح كل شئ مرهق وغير مقبول.. لقد تنازلت كثيراً وما يحدث غير صحيح وغير ادمى.
لكنها تعشقه... جدا... مابيدها شئ... ربما فرصة أخيرة قد تجعله يصلح كل شئ.
ابتسمت بصعوبه تهز رأسها بالقبول.
تحسس يدها بكف يده يقول :طيب يالا بينا.
مليكه :على فين؟
عامر :المفاجأة.
مليكه :لا وخطوبه ندى.
عامر:مانا مش هعرف اجى معاكى.. هاجى بصفتى ايه؟
مليكه :وتيجى ليه مانا دايما بروح لوحدي.
عامر :مليكه انا قولت اييه.. مش قولتلك عايزك دايما تحت عينى.
مليكه :ماهو مش هينفع... كده مش نافع.. مش كل الأماكن هينفع تيجى معايا.. أكبر بقا يا عامر.
رفع حاجبيه مرددا:أكبر يا عامر!! انا يتقالى أكبر؟! ومن مين؟! من عيله لحد صدرى.
مليكه :ماهو انت الى تصرفاتك تصرفات... قضبت حديثها فقال :ها.. تصرفات ايه كملى خليها تبقى ليله سوده على دماغك.
مليكه :اووف خلاص بقا سبنى اروح.
ابتسم قائلا :هتروحى ازاى.
مليكه :هاخد تاكسى..
عامر:تاكسى وانا موجود... ودى تيجى بردوا... يالا تعالى اوصلك.
همت للسير ولكن توقفت فجأه تقول :عامر.. هو بالنسبه يعنى للعربية إلى انت جبتهالى ايه.. كانت عربيه لعبه ولا ايه النظام.
عامر :لا طبعا.
مليكه :طب ايه ها.. ايه هنفضل راكننها كده كتير مش هركبها.
عامر:ربنا يسهل... يالا بس.. مانا بوديكى وبجيبك من اى مكان اهو.
مليكه :اااااه.. قول كده بقا.
عامر :مش وقت كلام ويالا بينا مش كنتى متأخره.
ذهبت معه تعلم أنه يرواغ.
بعد نصف ساعة كانت تجلس أمام المرأه تساعد ندى فى إتمام زينتها.
تزامنا مع وصول سيارة والدها واعمامها.
جلس رجب كأنه يفترش الجمر لا يستوى على مقعده ثانيه وهو يجد ذلك السمج يترجل من سيارته ويدلف لبيت ست البنات خاصته.
وقف من مقعده مناديا ابنه:واد يا يوسف... خد تعالى.
يوسف :نعم.
رجب :هو فى ايه فى بيت الست ام ندى؟
رمق والده بغضب وقال :ونادهلى عشان كده؟ ماعرفش ابقى روح اسألها.
لم يتم جملته الا ووجد سياره اخرى تتوقف و يترجل منها سيده لجوارها فتاه وبعدهم رجل ذو شعر ابيض.... وأخيراً.. ماذا... شاب وسيم يرتدى بذله زيتونيه ويحمل بيده باقه من الزهور.
مابه يجعله يبتسم باتساع هكذا؟!
ترك والده وذهب للداخل المحل على الفور يبحث عن هاتفه.
اما رجب فلن يستطيع الانتظار كثيراً.. لن يجلس هنا مثل الثور فى نظرة ويتركه يجلس معها.
ذهب وهو يردد (هما فاكرنى ايه مركب قروون ده انا المعلم رجب)
توقف عند ورشه صديقه الاسطى سيد ينادى عاليا :ياسيد... سيد... تعالى عايزك.
خرج سيد من ورشته:خير في ايه مالك قايم القيامه كده.
وضع يده على كتف صديقه يقول :انا عايز اعرف ايه اللي بيحصل عند ام ندى دلوقتي... شايف عربيات رايحه وعربيات جايه والجدع الى اسمه توفيق ده كمان فوق.
سيد :الا يكونوا رجعوا فى اتفاقهم معانا.
رجب :نهار ابوهم اسود.. ليه هو لعب عيال... ده انا اهد الدنيا.
سيد :تهد ايه وتنيل ايه.. هما لو رجعوا في اتفاقهم مين يقدر يغصبهم يعنى؟ ده جواز.. وكل ده لعبه عملناها انا وانت.. يمكن لاقوا حد غيرك.
اغتاظ رجب وغلى ادم بعروقه وقال :انت ياجدع انت جاى عشان تفور دمى.
سيد :اهدى بس كده خلينا نشوف هنعمل ايه.
رجب :اتصرف ياسيد.. انا قتيل الليله دى.
سيد:ااا.. احمم.. الا قولى يا رجب... انت مابتفكرش ترجع للست حكمت.
رجب :ايه الى فكرك بالموضوع ده دلوقتى.
سيد :بسأل بس.
رجب :لا.. حكمت بنت خالتى وام ابنى وبس.
ابتله رمقه بصعوبه وقال :طب... طب أفرد هى قالت هتتجوز.
رجب : تتجوز.. ده مين الى قال كده.
سيد:اانا بسأل بس.
رجب :هتتجوز ازاى يعنى.. ويوسف.. لا لا.. حكمت ماتعملهاش.
احتد سيد رغماً عنه وقال :وفيها ايه يا جدع مانت هتتجوز هى يعنى الى لازم تقعد تربى الواد... كمان يوسف كبر وداخل الجامعه اهو وكلها سنه والتانية ويقولك عايز اخطب واتجوز وهى هتعيش لوحدها.
رفع رجب حاحبه وقال :انت مالك ياض؟ فيك ايه كده مالك محموق اوى.
سيد :ووووانا وانا مالى هتحمق ليه.. انا بس مش بحب الى يحلل الحاجة لنفسه ويحرمها على غيره.
رجب :يعنى هو كده وبس.
ابستم سيد بتوتر :ايوه امال ياجدع... فوت.. فوت قدامى نشوف حل لوقعتك المقندله دى... فووووت.
عند ندى
اخذ هاتفها يهتز معلنا عن اتصال ملح... يتصل مرارا وتكرارا.... نظرت للهاتف واتسعت عينيها تقول لمليكه:يانهار اسود... ده يوسف.
مليكه :وده عايز ايه ده دلوقتي.. ماترديش.
ندى :انا خايفه.. ايه اللي يخليه يتصل النهاردة مش كان نسى الموضوع ده.
اخذت الهاتف منها وقالت:روحى انتى كملى لبس وهاتى انا هرد عليه اشوفه عايز ايه.
اعطتها ندى الهاتف ففتحت الخط وقالت :ايوه.
يوسف بغضب:فين ندى؟
مليكه ببرود وتلكئ:مشش فاضييه.. اصلللها بتتجهز.. لعرييسسها... ماهو النهاردة خطوبتها.. عقبال عندك يا يوسف.
يوسف:خطوبتها... ايه لحقت تنسانى بالسرعة دى... هو ايه كانت عارفانا احنا الاتنين فى وقت واحد.
مليكه :اخرس قطع لسانك.. انت اتجننت.
يوسف :مش غريب عليها وهى هتجبيه من برا ما امها كانت متجوزه ومشاغله ابويا فى نفس الوقت.
مليكه:لااا.. ده انت شكلك اتجننت فعلاً... ايه اللي بتقولو ده ياحيوان اوعى تقول نص كلمه تانيه.. طنط نجلاء دى مافيش منها.
يوسف :اااه بأماره ابويا... المعلم رجب الى راح جرى ورضى على نفسه يكون محلل.
مليكه :أنا بجد بحمد ربنا انو رحمها من واحد حيوان زيك.. انت الى زيك ربنا مش بيسلط عليه حد لا هو مسلط عليه نفسه.
ثم أغلقت الهاتف بوجهه تزفر بضيق.
خرجت ندى من المرحاض تقول :قالك ايه ولا قولتيلو ايه.
مليكه :سيبك منه ده عيل معتوه... ده ربنا نجدها نوسه.
ضحكت ندى بخفة وقالت بفرحة :مازن جه براااا... شكله امووور اوى فى البدله.
بالخارج يجلس الجميع ينظرون للمعلم رجب وهو يجلس بين توفيق والحاج شكرى يفرد كتف على توفيق وكتف آخر على اخيه شكرى فالاريكه بالكاد تاخده وهو يفرد باقى جسده عليهم عن قصد.
يرفع فنجان القوة يرتشف منه ببطء مصدرا صوت مقرف.
رغماً عنها نجلاء تختلس النظرات إليه كفتاه لم تكمل العشرين أتى أقوى رجل بالحى يغازلها تحت نافذه غرفتها.. لكنها ليست بنافذتها بل يجلس ببيتها يكاد يخفى توفيق وشكرى بسبب عرض كتفيه... وهو يجلس هكذا بكل فخر واعتزاز بحاله... رغم كل شئ واى شئ... ضحكت...ههههه .
المعلم رجب شخص خاطف للنظر.
بينما هى تضحك خلسه تحاول أن تخفى بسمتها عليه وعلى هيئته وأفعاله... كانت دلال وزوجها فاروق يجلسون لا يفقهون شيئآ ولا تفسيرا لوجود ذلك المدعو رجب ولا سيد.
فهم سيد على الفور وحمحم بحرج بسبب أفعال صديقه التى دائما ما تورطه :اااا.. اهلا وسهلا... ده الحاره فج نورها والنعمه.. اااصل ندى دى بنتنا ومتربيه وسط عيالنا.. واحنا هنا بقى زى ماحضراتكوا شايفين منطقة شعبيه وعارفين بعض.
رجب مكملا بغرور واعتزاز وهو مازال يرتشف قهوة نجلاء الذيذه:اه والى يفرحهم يفرحنا والى يزعلهم يزعلنا.. مش كده ياست ام ندى.
نادى باسمها وهو يتغزلها بعينه فاتسعت عينيها تكبت ضحكتها.. كل ما يحدث اليوم لاهو ضرب من ضروب الجنون.
مال فاروق على اذن دلال يقول :ده ايه المجانين الى جيبانى وسطهم دول... ايه الى مقعد حارتهم كلها معانا.
دلال بخفوت:يا فاروق احنا فى منطقة شعبيه كله عارف كله وبيحبوا يقفوا جنب بعض ويجاملوا.. هما كده ناس عشرية.
فاروق:دى حشريه مش عشرية.
دلال رده بالنسبة لك انت يا فاروق... سيب كل واحد على عوايده وراحته احنا جايين ناخد البنت عندنا. لوحدها يعنى بكره تتطبع بطبعنا احنا ومازن بيحبها... يبقى خلاص.
لم تكد تقنع فاروق بوجود رجب وسيد الا ووجد مصيبه أخرى تقف على الباب متمثلة في كارم الذى حضر للتو يفتح ذراعيه على وسعهما مرحبا:نهى خطيبتى.. وحشتينى.
وضعت نهى ودلال كفهم على وجههم مغمغين:الله يخربيتك.
تقدم وخلفه عامر السبب بكل شئ وبوجودهم هنا حتى يظل ملتصق بمليكة قلبه.
كارم لنهى:ده القاهرة نورت اقسم بالله.
نهى من بين أسنانها:الله يخربيتك.
فاروق:ايه ده.. مين دول.. ونهى مين اللي خطيبتك يا ابنى.
كارم :نهى بنتك ياعمى... أسأل طنط دلال.. ده أنا قضيت عندكوا يومين فى اسكندرية مش هنساهم ابدا مش كده يا نهى؟
نهى:الله يخربيتك.
فاروق :قضيته فين يا حبيبى...ايه اللي بيحصل في غيابى يا دلال.
تدخل عامر بوقار ينقذ الموقف :مساء الخير.. عامر الخطيب.
فاروق :غنى عن التعريف طبعا... كنا بنتقابل زمان.
عامر :اه بس حضرتك بقا دايماً مسافر.. اااحمم.. كارم جه معايا لما كنت مسافر اجيب مليكه من عندكوا. ومدام دلال مرات حضرتك ست بتفهم في الواجب عزمتنا على الغدا على البحر وكارم صحبى معجب بنهى بنت حضرتك وجايلك النهاردة يحدد معاك ميعاد عشان نيجى البيت من بابه.
تنهد فاروق قليلا.... عامر دبلوماسى الى اقصى حد.
فاروق :ايوه يابنى بس مش حاسس انه خفيف شويه.
تقدم كارم يقول :لاا... لااا دى إهانه لا يمكن اقبل بيها.
عامر :اهدى.
كارم :اعقلوا الكلمه.. اعقلوا الكلمه.
فاروق :اهو شوفت.
عامر :لا لا يا استاذ فاروق... هو بس مع اهله وحبايبه بيحب يهزر ويفرفش لأنه دمه خفيف بطبعه واصلا كل المصريين كده بس تعالى شوفو وهو واقف فى كمين على الصحرواى كده... باشا مصر.
كارم :اه والله حتى هبقى اخد نهى واظبطلها قاعده رومانسيه هناك... كرسيين وشمسيه واتنين عصير ڤى اى بى... مش كده يانهى؟
نهى بغيظ :الله يخربيتك.
كارم متمتما:بتموت فيا.... واقعه اوووى يعنى... معذوره.
حاول فاروق ان يستفيق من كل ذلك الجنون الذى يحدث حوله خصوصا مع نظرات مازن الذى يكاد يبكى مما يحدث بخطبته.
نظر فاروق أمامه لا يعلم من يخاطب وممن بالضبط يطلب يد الفتاه لابنه لكنه حسم أمره وتحدث بتعميم:طيب يا جماعه احنا جايين نخطب ايد بنتكوا ندى لابنى مازن... مازن دلوقتي بقا دكتور.. جايله تكليف هنا فى القاهرة وهيأجر شقه هنا بس هو ليه شقه ملك فى اسكندرية.. ومكان ما يرتاحوا يعيشوا.
تقدم رجب على الكل وقال :على بركة الله.. نقرا الفاتحه.
شكرى:هااا.
رجب :اقرى الفاتحه يا حاج شكرى.. وخلى الباشمندس يقرأ.
لم يترك فرصة لأحد... إنما باشر الجميع فى قرأة الفاتحة بعد كلمته هذه وتعالت الزغاريد من شقيقات نجلاء وهى سعيدة بابنتها تتهرب بخجل من نظرات رجب العاشقة لها.
____________________________
انتهى اليوم ووقف هو أسفل بيت ندى ينتظرها .
اول ما ظهرت أمامه ابتسم لها واستدار يفتح لها باب السيارة بمنتهى اللباقة والحب.
ابتسمت قائله:ياااااه.. عامر بيه الخطيب بنفسه بيفتحلى باب العربيه.
عامر :عامر بيه الخطيب محضرلك مفاجئة هتطير عقلك بس ارجو بقا أن قلبك يحتمل.
نظرت له بتوجس حماس لكنه قال :انسسسسى.. مش هقول اى حاجة دلوقتي.... يالا بينا.
اصطف سيارته فى احد المطارات... وعند طائرته الخاصه توقف.
مليكه :مش معقول... ده أنت مش بتدخل فيها حد.
ابتسم لها بعشق ينبع من عينيه:وهو انتى اى حد... ده لسه المفاجئة الكبيره.
مليكه :ايه. رايحين فين.
عامر :تؤتؤ.. ماتحاوليش.
مليكه :هعرف من الخريطة الى فى الطياره اول ما نطلع.
ابتسم قائلا :خليتهم يشيلوها يا ذكية.
مطتت شفتيها بغيظ فقال :يالا مش عايزين نضيع وقت.
مليكه :طب والى فى البيت؟
عامر :انا فى شغل وانتى بايته عند ندى بتحتفلوا.
مليكه :مممم... مش سهل انت بردو.
عامر:طب يالا.
بعد مده طويله
خرجت من الطائره لا تصدق عينيها :وواااووو... ازمير... مش معقول... مش مصدقة أننا في تركيا.
عامر:لا صدقى.. هنعيش يوم 24ساعه...انا وانتى وبس.
مليكه :مش مصدقة... انت جميل اووى يا عامر... انا بحبك اوووى.
ثم احتضنته بقوه... وهو ضمها له يحتاج لاحتضانها أكثر منها بكثير... راحته هى وسعادته.
غرس يديه بشعرها... يد أخرى على ضلوعها يعتصرها داخل احضانه... ااه لو تعلم كم بات يعشقها.
خرجت من احضانه تنظر له بحب وقالت :انا مبسوطه معاك اوى... خلينا على طول مع بعض وسيبك من السن وكلام الناس.
اماء برأسه يعلم أن هذا فقط ما يريده ..ما سيسعده ولو انه خطأ.
عامر :تعالى يالا نروح نرتاح شويه ونتغدى وبعدها نخرج افرجك على كل حته هنا.
مليكه :اوووكى..يالا على الفندق على طول.
بعد غذاء تركى لذيذ مع شاى مميز بنكهة تركيه مميزه.
انطلاق معا فى شوارع ازمير ذات الطراز الفريد والألوان الجمليه... تدرج الشوارع فى الهبوط والصعود.
سوق كبير على اليمين واليسار... ابتاع لها أشياء كثيرة... كل ما تقع عليه عيناها ويعجبها.
توقفوا في مفترق إحدى الطرق.
مليكه :اممممم.... ريحه ايس كريم الشوكولا جايه لحد هنا.
عامر :استنى هروح اجبلك.
مليكه :لالا والنبى هروح انا اجيب واجى بسرعه.
ذهبت سريعا بحماس شديد تركض ... تبتاع لهم اثنين من الايس كريم.
كان يقف ينظر لها من بعيد بحب شديد.. مم هى جميله... تحب الحياه... تريد أن تحيا سعيده فقط ولا شئ آخر.
كانت تقترب منه فى نفس الوقت الذي وجد به من ينادي اسمه باستغراب وتفاجئ:عامر الخطيب.. مش معقول.
استدار ووجد صديقة معتز الخيال يقف يرتدى بذله عمليه ولجواره فتاه يعرفها على ما يبدو.
كل ذلك ومليكه تركض اليه بذلك التيشيرت الابيض.. بنطلون من الجينز" هاى ويسط".. شعرها على شكل قطتين.. تحمل الايس كريم بكل يد وتقترب منه بحماس طفولى شديد... وصديقه يكمل تعريفة على التى بجواره مع قدوم مليكه :دى غاده الصواف... كانت معانا في الجامعه.... وحبيبتى.. جينا هنا فى شغل مشترك فى أنقرة وبعدها قولنا نستغل الفرصة ونيجى نتفسح هنا مع بعض... انا وغادة بنحب بعض وقريب اوى هنتخطب.
نظر تجاه مليكه وهى بهيئتها الصغيرة تلك لجوار غاده... من نفس عمرهم.. ترتدى ملابس عمليه باهظة... تقف وقفه ارستقراطيه تليق بعمر صديقه....هل سيقال عليه مراهق... متصابى.. ام جن.
تحدثت تلك الفتاه بلباقه تقول :مش هتعرفنا على البنوته الحلوه دى يا عامر بيه؟
نظر ناحيتها وهى تنطر له باتساع وحماس.. سيقول الان بالتأكيد ويصرح بحبه كما صرح صديقه بالضبط لا مكان للخجل.
ابتلع غصه مؤلمه بحلقه وهو ينظر لحماسها ورغما عنه قال:دى.. مليكه.. بنت ابن عمى.
تلاشت ابتسامتها... سقط الايس كريم أرضا... معتز ينظر له ينتظر حديث اكثر.. تعريفه لها هكذا فقط لا يكفى من وجهة نظر اى شخص يراهم هنا وحدهم ولكن... هذا فقط ماصرح به...إذا كما يريد.
ظلوا يتجاذبون أطراف الحديث وهى تقف متسمره..حتى الدمع لم تجده.. لقد جف.
ذهب صديقه سريعا ونظر لها... رأى شحوب وجهها يحاكى الموتى... الحياة والفرحه التي كانت بعيونها تبخرت.
عامر بلهفة :مليكه انا ماكنتش اقدر اقول ... انتى صغ... قاطعته ببرود مقلق للغايه :عايزه ارجع مصر.
عامر:مليكه.. اهدى بس وقدرى موقفى انا اتحرجت شوفى شكلك جنب شكلى انا.... صرخت بوجهه بجنون... قد نفذ كل الصبر:قولتلك رجعنى مصر حالا بدل ما اجرى منك فى الشوارع واروح السفارة وارجع لوحدى.
عامر:مش هنرجع الا اما اشرحلك موقفى وتهدى وتسامحينى.
اقتربت منه وشبت على اصابعها وبالكاد وصلت لانفه:عمرى ما هسامحك... انت موت.....عامر ماااااات... سامع... مات... ورجعنى مصر بدل ما اروح السفارة واقول انا مين وبنت مين فيكلموهم فى القصر ويتعرف انى خرجت من مصر معاك... يالااااااا.
صرخت أمره بوجهه ولأول مره ترتعد عيناه هكذا... لقد اضاع مليكه منه نهائيا ...
•تابع الفصل التالي "رواية انصاف القدر" اضغط على اسم الرواية