Ads by Google X

رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل العاشر 10 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

  

  رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل العاشر 10 - بقلم شيماء سعيد 


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
……
أحبك يا من سرق قلبي مني، يا من غير لي حياتي، يا من أحببته من كل قلبي، يا من قادني إلى الخيال. أحبك بكل ما أملك، ولا أملك يا عمري سوى حبك. أحبّك عدد ما قالوا العشاق كلمة أحبّك، أحبّك عدد ما سطرت الأوراق كلمة أحبّك.
……

لم تصدق تلك العاشقة المتيمة لرجل فى عمر والدها أحبت روحه ولم بعينيها عمره، إنه يبادلها نفس الشعور وسيتزوجها قريبا.
حلا بفرحة ….والله قلبى مش مستوعب السعادة دى كلها ، وحاسه إنى بحلم.
غنيم …لا صدقى ، وانا هعيشك ملكة متوجة ، فى بيتى وطلباتك كلها مجابة ، حتى لو طلبتى لبن العصفور .
حلا بحرج …غنيم انا عايزة أقولك حاجة مهمة .
غنيم وقد لمس قلبه ، ذكر اسمه على لسانها هكذا بدون حاج .
فطلب منها أن تردده مرة أخرى .
فضحكت قائلة …مهو خلاص انت غنيم وانا حلا بس من غير بنتى .
غنيم …أنتِ هتكونى كل حاجة فى حياتى ، حبيبتى وزوجتى وصديقتى وامى وبنتى ،كل ده فى نفس الوقت .
بس عايزة تقولى ايه ؟
حلا …عايزة أقولك ، انك لو مكنتش الحاج غنيم صاحب محل الملابس المبسوط ، وكنت حتى عامل بتشتغل بأجرك زينا ، كنت برده هحبك واتمنى نجوز .
فمفتكترش ابدا ، انك عشان غنى وهتحقق كل اللى نفسى فيه ، عشان كده عايزة اتجوزك .
ابتسم غنيم لصفاء ونقاء تلك الجوهرة التى أمامه ، التى تعد كتزا ثمينا له قائلا …صدقينى انا مصدق ده ، لانى قلبى فعلا بيعرف يفرق بين الحب الحقيقى والحب الزائف اللى شوفته كتير فى حياتى عشان مجرد فلوسى وبس .
ثم تابع بحب
انتِ كنزى الغالى يا حلا ، وفرحة ايامى كلها .
وأثناء ذلك الحديث ،وصل مفرق الجماعات وهادم اللذات أمام الكافيه .
وأشارت تلك الحية علا إلى أولاده مكان وجود والداهم وحلا .
فانفجرت الدماء فى عروقهم وهما يرون أباهم فى تلك الجلسة الرومانسية .
فهمى …والله عال ، فاكر نفسه نوغة وبيحب لسه .

فصكت مروة على أسنانها بغيظ مردفة …اه منها العقربة دى ،كل ده يطلع من البت دى .
نورا وقد تطاير الشر من عينيها ….سبونى عليها انا هعرفها مقامها .
يلا بينا جوا ليهم، وأنا هخلى اللى ما يشترى، يتفرج عليهم .
إبتسمت علا بنصر لتحقيق هدفها ،وانتظرت بلهفة مشاهدة تلك المشهد ، بل وأخرجت هاتفها لتصور تلك اللحظات لتوثقها لديها وتشهد جميع الناس عليها .
ولا حول ولا قوة الا بالله.
…..
إمتلىء الحقد قلوب أبناء غنيم ،واحمرت وجوههم غضبا وكان الشيطان جلس على رؤوسهم ، ولم يضعوا فى اعتبارهم أن من سيلومنه ويعاتبونه ويجرحونه هو والدهم ،من سهر على تربيتهم ورعاهم وأفنى عمره من أجلهم ،وحرم نفسه من الراحة وأنفق عليهم حتى تزوجوا .
أما آن له أن ينعم مثلهم بالدفء وان تكون له زوجة يسكن إليها .
أليس كفى بهم أن يتركوه ، يعانى الوحدة .
فلا أنهم راعوه وانسوا وحدته ولا أنهم تركوه ينعم بزوجة مثلهم .
وهذا كله من آجال المال الفانى .
وأخرجت تلك الحية علا هاتفها لتسجل الواقعة بالصوت والصورة ،لكى تفضحها فوق روؤس العلن .
وبينما غنيم يعيش حالة من الحب مع حلا واتفقا على تحديد يوم ليتقدم لها .
وتكاد الفرحة تطل من أعينهم والسعادة ترفرف حولهم فى سكينة وهدوء .
إذ ينقض حولهم ابناءؤه ، فتفاجىء بهم حوله .
وتفاجئت بهم حلا ، فامتلكها الحرج وافترشت بنظرها الأرض .
لتتفاجىء بـ بصوت مروة المنفعل العالى قائلا …والله بتكسفى يا هانم .
ومكسفتيش وأنتِ قعدة القعدة دى ، مع واحد فى سن ابوكى .

اه يا فاجرة ، عايزة تضحكى عليه ، عشان تاخدى فلوسه .
فانهمرت دموع حلا على وجنتيها بغزارة قائلة…انااااااا لااااا .
فتحدث غنيم بغضب…لا متكلميش يا حلا ، انا موجود .
ومش هسمح لحد يمسك بأى كلمة .
طول ما انا عايش .
فهمى بحدة …اه يا سى بابا ،ما انت بقيت على اخر الزمن العاشق الولهان .
حتى احترم سنك شوية ، مش تريل على بنت من عمر بناتك .
نزلت كلمة فهمى على والداه كالصاعقة ، فلم يشعر بنفسه الا وقد صفعه صفعة قوية على وجهه .
قائلا بإنفعال …انت إتجننت يا ولد !!
بتكلم ابوك بالطريقة دى .
ثم صاح بإنفعال :
ويكون فى علمكم كلكم ، حلا هتكون مراتى على سنة الله ورسوله .
ولى مش عجبه يشرب من البحر ..
أمسك فهمى وجه متألما قائلا …لا ده على جثتى ، لما تجوز البت دى .
عاتبته نورا …لا معندكش حق يا بابا تضرب فهمى عشان البت اللى متسواش حاجة دى .
وهتخلى الناس تكلم علينا على اخر الزمن بسببك .
غنيم…..تكلم ليه ؟
هو هعمل حاجة عيب ولا حرام !
انا هجوز على سنة الله ورسوله ، مغلطتش وانا عمرى ما غلطت ولا هغلط .

عشان عارف ربنا كويس .
فهمى …لا غلطت يا بابا ، لما عايز تجوز فى السن ده ،وكمان من عيلة صغيرة زى البت دى .
انت مفروض تقضى الباقى من عمرك ، زى ما كنت بتعمل تصلى وتروح تحج بيت الله .
مش تروح تجوز وتضيع عمرك ، وانت طبعا فهمنى اقصد ايه كويس .
غنيم وقد احتقن وجهه وبرزت العروق فى جسده غضبا …انت هتموتنى بالحيا يا ولد انت .
وهو الدين صلاة وحج بس ،مفيش حاجة اسمها اعف نفسى بالحلال. .
وانا اصلا فيه صحة عنك ،الحمد لله .
نورا …ميصحش كدا يا بابا ، طيب لو مصمم على الجواز انا هشوفلك عروسة من سنك .
بدل البت دى اللى داخلة على طمع ، وانا عارفة كويس .
هتكوش على الفلوس ،وتقوم سيباك .
فقامت حلا من مجلسها بعد أن انهارت من البكاء لتقول بصوت منبوح …انا اسفة يا غنيم ، انى حطيتك فى الوضع المحرج ده .
ومعلش سامحنى ، انا مش هقدر اكمل معاك ،طول ما هما فاكرين انى هجوزك عشان الفلوس .
غنيم بإنكسار….حرام عليكى ،متقوليش كده ،بعدك عنى هيموتنى.
حلا …..انا موت من دلوقتى خلاص .
ثم استأذنت لتمشى ، وعندما سارت اول خطواتها .
وضعت مروة قدمها أمامها ، فتعثرت حلا ، فوقعت على وجهها وصرخت ألما ثم تلاشى صوت صراخها .
بعد أن أغشى عليها من أثر الصدمة .
فصرخ غنيم …حلاااااااا .
ثم صرخ فى أولاده …والله لو حصلها حاجة ، ما هعرف حد فيكم تانى .

وفعلا هحرمكم من الميراث،زى ما انتوا عايزين تحرمونى منها ،وحرمتونى قبلها منكم ، لما سبتونى وحيد ، محدش بيسئل عليا ولا بيكلمنى يشوفنى عايش ولا ميت .
ومش بشوفكوا غير كل اول شهر عشان مصرفكوا.
حسبى الله ونعم الوكيل فيكم .
ثم أخرج هاتفه سريعا ،ليتصل بالاسعاف وما أن انتهى ،حتى انحنى إليها ، ورفع رأسها على فخذيه ، وحدثها قائلا بحزن ..فوقى عشان خاطرى ، فوقى يا حلا .
انا مش مستحمل أشوفك كده ، انا اسف ، سامحينى .
اسف عشان معرفتش أربى بجد .
وطلعتهم انايين ميعرفوش غير مصلحتهم وبس .
فهمست نورا لمروة ….ابوكى شكله اتجنن بجد ، دى مش عمايل واحد عاقل ابدا .
والبت دى خطر اوى علينا ، ويارب ما تفوق يا شيخة .
مروة …يارب .
وعندما رأت علا أن الأمر قد تطور وخرج عن السيطرة ، وخشيت أن يراها غنيم ويعلم أنها هى من اخبرتهم بمكانه .
فأسرعت هاربة من موقع جريمتها فى حق حلا .
قبل أن يكتشف أحد أمرها .
وجاءت سيارة الإسعاف لنقل حلا إلى المستشفى ، وصعد غنيم بجانبها .
وأخذ يدعوا الله عز وجل أن ينجيها من أجله .
ووصلت بالفعل إلى المستشفى ، وسريعا اخذوها لغرفة العمليات الخياطة جرح جبهتها .
ثم خرج الطبيب ، فأسرع له غنيم .
غنيم بلهفة …ها ايه أخبارها يا دكتور،طمنى ارجوك ؟
الطبيب …بخير ،متقلقش .

حضرتك والدها .
فشعر غنيم بالحرج قائلا …انا ليها كل حاجة يا دكتور .
الطبيب …طيب احنا لازم نبلغ القسم بالواقعة عشان يشوف مين السبب فى اللى حصلها ده .
فابتلع غنيم ريقه بغصة مريرة قائلا ….اللى تشوفه حضرتك .
بس لو سمحت ممكن ادخل اطمن عليها .
الطبيب …عشر دقايق كده ، تكون فاقت من البنج ونقلناها الغرفة بتعتها.
……….
ولجت كريمة إلى غرفة ابنها تحمل فى يدها طبق إمتلىء بالسندوتشات وكوب من اللبن .
كريمة …انا قولت بتذاكر ومش فاضى تطلع تتعشى معايا .
فقولت اعمل انا السندوتشات ،واجى ناكل مع بعض .
فقام حكيم مسرعا ، وأخذ منها الطبق قائلا …تسلم ايدك يا ست الكل .
اقعدى جانبى ، أنتِ وحشانى كتير .
بقلنا كتير مكلمناش مع بعض .
كريمة …اول ما افتكرت يا واد ، ما انت يأما فى الكلية أو مع صحابك أو تيجى تقفل عليك الباب وتذاكر .
وناسى امك إللى محتاجة تحس بالونس شوية .
فقبل حكيم يدها بحب قائلا …معلش انا مقصر معاكى يا ست الكل بس ، غصب عنى والله .
كلية الهندسة فعلا تقيلة ورخمة ، وانا بعافر فيها عشان اول هام عندى ، انى احقق امنيتك وافرحك وتكونى ام الباشمهندس ، زى ما طول عمرك بتحلمى .
كريمة …يارب يا حبيبى ،ده يوم المنى ، لما اشوفك متخرج وتكون احسن باشمهندس فى الدنيا .
حكيم … يارب يا ست الكل .

صح خالتى بتسلم عليكى .
فلمعت عين كريمة قائلة …خالتك !!
هو انت شوفتها فين يا واد ؟
هو انت بتزورهم من ورايا .
اه مهو عشان ست الحسن والجمال حنين .
ولا فكرنى مش واخدة بالى .
بس لعلمك اللى فى دماغك ده لا يمكن يحصل .
انا عمرى مهجوز ابنى الباشمهندس لحتة ممرضة ولا طلعت ولا نزلت .
انت مقامك دكتورة ولا مهندسة تفتخر بيها قدام الناس .
مش ممرضة .
حكيم وقد تلون وجهه حزنا …يا ماما ، حرام والله .
دى بنت اختك ، يعنى مفروض تفضليها على اى وحدة .
وهى بتحبك وهتراعيكى اول وحدة .
لكن متضمنيش الدكتورة ولا المهندسة دى تعمل معاكى ايه ؟
وهو مش بالشهادات يعنى ، المهم الدين والأخلاق .
كريمة ..بس بس بلاش كلام متزوق وملهوش عازة.
بالعكس البلد دى بلد شهادات .
معاك شهادة تتقدر ويعملولك تعظيم سلام .
حكيم …بس يا امى انا بحبها ، ومحدش هيريحنى غيرها ويسعدنى .

فحركت كريمة شفتيها يمينا ويسارا قائلة …بلا حب بلا كلام فارغ .
بكرة تجوز ست ستها وتحبها ، كلهم صنف واحد ، مفيش فرق .
شعر حكيم بالقهر من كلام والدته وتعجب لرفضها الشديد لها ، وتسائل …لما تصر على رفضها .
أيعقل أن يكون بسب الشهادة فقط ، تلك الورقة التى ليس لها اى قيمة بدون الحياة مع من تحب .
كريمة ….سكت يعنى ، شكلك مش عجبك كلامى ، صح !!
فهز حكيم رأسه بأسى قائلا …يا امى ، مش كده .
بس نفسى تحسى بيه ،ده انا ابنك الوحيد .
فحدثت كريمة نفسها …مهو عشان انت ابنى الوحيد ، خايفة تخدك منى وتبقى طوعها وتنسيك امك يا ضنايا .
لاااا يستحيل تخدك حنين منى ابدا .
كريمة بنبرة صوت حادة ….انا قولتها كلمة وخلاص يا حكيم .
انا مش هرضى عنك عمرى لو صممت تجوز البت حنين دى .
وساعتها اعتبر أن امك ماتت .
ثم تركته غاضبة وغادرت الغرفة .
فألقى حكيم بنفسه على مقعده وأسند رأسه للوراء وانهمرت دمعة ساخنة على وجنتيه مرددا …ليه بس كدا ؟
حرام والله اللى بتقوله امى ده ،حرام تحرمنى من الإنسانة الوحيدة اللى حبتها ، عشان حجات تافهة .
او لسبب انا مش عارفه .
لكن كل اللى عرفه أن حنين لا يمكن تكون لحد تانى غيرى ابدا .
يستحيل حد يفرق بينا .
ربنا يهدى قلبك يا امى .

……………
اخذت تتقلب روان على فراشها وقد امتلئت وسادتها بالدموع ،تتذكر ما حدث بينها وبين خالد .
واهانته لها ، ثم رددت بتهديد….والله لأدفعك تمن اللى عملته فيا ده يا خالد ، هدفعك تمن كل دمعة نزلت من عينى .
مش انت بس ،والزفتة القوية مرات ابويا .
والله لاحرق قلبها زى ما حرقت قلبى على امى وحرقت قلبى بذلها ليا طول السنين اللى فاتت .
ودلوقتى لازم افكر اعمل ايه فى موضوع الشغل ده ، لسه هحفى على رجليا وادور على مستشفى عدلة اشتغل فيها .
…….
أما خالد فأخذ ينظر فى كل أركان الشقة ،فشعر بوحشة من غير وجود أولاده وزوجته حتى أن كان لا يهتم بهم ولكن وجودهم حوله كان يشعره بالراحة ، وأنه مهما حدث منه ، سيعود وسيجدهم حوله
خالد …مالك فى ايه ؟
،مش متعود يعنى ، تفكر فيها أو حتى بتهتم بالعيال ،ده انت كل ما تسمع صوتهم ،تقول دماغى والصداع ،ومش مستحمل لعبهم ولا شقاوتهم .
….اه بس برده عدم وجودهم مضيقنى ومخلينى مش مرتاح .
انا لازم أروح اجبهم ، ثم ابتسم بمكر قائلا…واخدلها معايا طقم الدهب بتاع روان ،هى ام عيالى واولى بيه .
واكيد هتفرح بيه .
انا صراحة مش فاكر اخر مرة جبتلها هدية امتى ؟
ما انا برده معذور ، هفتكر اجيب لمين ولا مين ،،؟
..وكمان زى بعضه هقضى الليلة معاها النهاردة ، اهو برده تغيير عن الروتين بتاع النايت كليب.
فقام وارتدى ملابسه ثم نزل متوجها إلى بيت والدها .
فطرق الباب ففتح له ابنه ريان .

ففرح وتهلل وجه وتعلق برقبته مرددا …بابا حبيبى وحشتنى .
ابتسم خالد قائلا ..وانت كمان يا ريو ، عامل ايه ؟
وفين رنا العسل ومامى،؟
ريان ..رنا جوه مع مامى وجدو .
خالد …طيب ناديهم يلا عشان نروح البيت .
ريان ..هييييه ، بس تخليك معانا يا بابى ، متخرجش .
انا نفسى اقعد معاك وتلعب معايا انا ورنا .
خالد …ماشى الكلام يا دكتور ريان .
ريان ….لا انا مش عايز اكون دكتور .
خالد ..ليه كده ،؟
هو فيه احسن من الدكتور ، ما انت شايف بابى اهو ،دكتور وكل الناس بتعمله حساب .
ريان …هو الدكتور حلو انا مقولتش حاجة .
بس انا نفسى أطلع طيار .
عشان اخد مامى ورنا افسحهم فى كل مكان .
عشان حضرتك ديما مشغول .
خالد …اه بدال كده ، ماشى يا كابتن ريان .
ويلا ادخل ناديهم ، عشان أنا مستعجل وعايز امشى .
ريان ..حاضر .
ثم اسرع الى والدته قائلا …مامى ،مامى .

حزرى فزرى مين برا ؟
نادين …مين يا حبيبى ؟
ريان ..ده بابى ،وعايزك انتِ ورنا عشان نروح .
فتنهدت نادين بغصة مريرة ، فهى قد قررت أن لا تعود إليه مرة أخرى .
ولكن لمعة الفرح فى عين ريان بقدوم والده ، جعلتها تتريث قليلا عن قرراها .
فنظرت لوالدها …فاومىء لها برأسه ،يطمئنها .
فهو يعلم جيدا إنها تحبه ، رغم كل ما يفعله معها .
فقامت لتخرج له ، فقال والدها …استنى انا جى معاكى فى ضهرك ومش هسيبك ابدا .
وهشوف فى عينيه لو صادق وهيحترمك ويتعدل حاله ،هوافق ترجعى .
لكن لو مش ناوى ، يبقا بيت ابوكى اولى بيكى يا نادين .
لمعت عين نادين بالدموع ورددت …ربنا يخليك ليا يا بابا .
ثم خرجوا سويا ، فقطب خالد جبينه وحدث نفسه …الراجل ده هو اللى مقويها عليه ، غير كده الست مفروض تستحمل جوزها مهما عمل ،طالما اخر اليوم بيرجع ليها .
على العموم اهو نراضيه بكلمتين عشان مسمعش منه كلمة تسد النفس وانا مش فايق.
فابتسم ابتسامة صفراء قائلا …اهلا بحمايا العزيز .
والد نادين ..اهلا يا ابنى ، اتفضل اقعد .
خالد ..كان بودى ، بس أنا مستعجل يا عمى معلش ، ثم أشار إلى نادين قائلا …ممكن يا حبيبتى ، تغيرى هدومك عشان نروح بيتنا .
نادين …نروح !
على اساس ايه ؟
ولا برده هترجع ريمة لعادتها القديمة ، وانت مجرد زوج على الورق بس ، لكن ملكش اى مكان فى البيت ،ولا تعرف عنى حاجة ولا عن ولادك حاجة .

وكل اللى تعرفه شغلك والستات الشمال اللى تعرفهم ، والسهر لوش الفجر .
خالد بإنفعال ….وبعدين فى الكلمتين اللى ملهمش نهاية دول .
خلاص يا ستى ، هحاول أفرغ نفسى ليكم شوية .
بس يلا ادخلى لو سمحتى غيرى هدومك ،انا معنديش صبر .
أيقن والد نادين أن خالد كما هو ، لم ولن يتغير .
ولكنه ترك القرار لابنته ، حتى لا تعتقد أنه يريد أن يفرق بينهما .
رنا …بابى حبيبى .
خالد ..حبيبة بابى أنتِ ، يلا ألبسى عشان هخدك الملاهى .
رنا بفرحة بجد !
خالد ..بجد يا قلب بابى.
رنا …يلا يا ماما لبسينى بسرعة ، عشان اروح الملاهى .
ريان …عشان خاطرى يا ماما ألبسى نروح مع بابا .
وانت يا بابا متزعلش ماما تانى .
خالد …حاضر يا ريو .
يلا يا نادين ارجوكِ، ونبقا نكلم فى بيتنا اللى أنتِ عايزاه .
فلم تجد مفر نادين ، سوى الاستجابة لطلبه ، من أجل ابناؤها ، فهم ليس لهم ذنب فيما يحدث بينهم .
فستأذنت والدها ، فأذن لها على مضض .
ولكنه وجه توجيه حاد الى خالد قائلا…بقولك يا دكتور .
بنتى لو جتلى تانى زعلانة ، مش هرجعهالك تانى .

انت فاهم ؟
وياريت تحس بقيمة الجوهرة اللى بين ايديك قبل ما تضيع منك .
فحرك رأسه خالد بنفور مرددا …ان شاء الله .
وبالفعل عادت معه إلى المنزل بعد أن وفى بوعده لأطفاله وذهبوا إلى الملاهى .
……..
عادت حنين الى المنزل بعد يوم شاق فى العمل ، ولكنها لم تشعر بالراحة وغلبها القلق بسبب معاملة طلعت لها .
حنين …ربنا يستر ، انا مصدقت شغل فى مستشفى كويسة كده .
انا مش عارفة ايه بيحصل ، كل مستشفى الاقى فيها عفريت كده .
ربنا يهديه ويبعد عن سمايا.
ثم نظرت إلى هاتفها ، فلم تجد اى اتصال من حكيم .
حنين …يا ترى متصلش ليه ؟
هو قال هيطمن عليا بالليل ،ولغاية دلوقتى متصلش .
وخايفة انا اتصل تكون خالتى جمبه وتسمعه كلمتين ملهمش لزمة .
فالافضل استنى لما يتصل هو .
ثم ولجت إلى والدتها التى كانت فى غرفة والداها ، تعطى له الدواء .
حنين بابتسامة عذبة…السلام عليكم يا اهل الدار .
والدتها…اهلا بقمر الزمان ، حنون .
حمدالله على السلامة يا ضنايا .
يارب تكون المستشفى الجديدة كويسة وارتحتى فيها .

حنين بإصطناع …الحمد لله ،دعواتك بس أنتِ يا ست الكل .
والدة حنين …ربنا يجعلك فى كل خطوة سلامة يا بت بطنى .
حنين ..امين يارب .
ثم حدثت والداها بقولها. ..وانت عامل ايه يا بطل ؟
والد حنين …الحمد لله يا بتى ، كل أمر ربنا خير .
المهم ربنا يطمنى عليكى أنتِ واختك.
حنين …يارب يا سيد الناس انت يا سكر .
فضحك والدها قائلا ….أنتِ اللى سكر يا قلب ابوكى .
حنين …امال فين البت حلا ،مش سمعلها حس يعنى ؟
هى نامت وريحتنى من النقير معاها ولا ايه ؟
والدة حنين …ربنا يهديكوا على بعض .
بس والله قلبى متغوغش عليها يا حنين .
اول مرة تتأخر كده .
وكل شوية ابص فى الساعة ، وحاولت اتصل بيها ، بيرن ومش بترد .
حنين عمّ قلبها الفزع والقلق فقالت …ازاى ده ؟
لما اتصل بيها كده اشوف .
وربنا يسترها إن شاء الله وترجع بالسلامه.
…..
فقامت حنين بالاتصال بها .

فسمع الحاج غنيم رن هاتفها ، فقال ….اعمل ايه دلوقتى ؟
ده اكيد أهلها بيسئلوا عليها ، ارد ولا مردش ؟
ولو رديت هقولهم ايه بس؟.
ولو مردتش هيقلقوا عليها .
استر يارب …
…..
فما سيفعل غنيم !
وما سيقول لهم ؟
وما رد فعلهم عندما يعلموا بالأمر ؟
سنعلم فى الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى.
ياريت تفاعل من كل غالية قرئت الحلقة بلايك وكومنت وعلى منشورات الصفحة عشان ترجع فيها تفاعل حلو زى الأول .
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم إنا نعوذ بك من فواجع الأقدار
ومن فقد الأهل،
ومن حزن القلب،
وحرقة الشعور..
اللهم لا تفجعنا بمن نحب،
اللهم أحسن خاتمتنا وأجرنا من مىوت الغفلة ، ولا تأخذنا من الدنيا إلا وأنت راضٍ عنا.

 
google-playkhamsatmostaqltradent