رواية اسرت قلبه الفصل السادس 6 - بقلم سوليية نصار
(خطيئة )
الشوق اليك يقت.لني …
…..
-رحيق افتحي الباب عشان خاطري!!!
قالها أمجد بتوسل لشقيقته التي تحبـ س نفسها داخل الغرفة …كان قلبه يحتر ق من اجلها…كان حقا حزين من اجلها ….
بينما رحيق كانت تد فن رأسها في الوسادة وتبكي بعنـ ف …تشعر بقلبها يتمز ق …..انها حقاً تمو ت من الأسى….. لماذا لا يتقبلها احد …لماذا لا يحبها احد. ..لم ترى ابدا نظرات الإعجاب بعيني أحدهم…كانت ترى جميع زميلاتها يتزوجن ممن يحبن ….كانت ترى اصدقائها وهم يحظون بالحب. ..ولكن هي …هي لم يفكر بها أي احد ….لم يحاول احد التقرب منها …لم يقبل احد بالزواج منها وكأنها لا يحق لها الزواج …لا يحق لها أن تُحب …هي أيضا بحاجة للحب…تتوق لترى نظرات العشق فيمن سيختارها….تتوق لتشعر بحب أحدهم لها …الى متى سوف تتحمل…الى متى …
…
فقد الأمل في ان تفتح له الباب لذلك جلس أرضاً وهو يريح ظهره على الباب ويقول :
-انا عارف أنك مش هتفتحي ….وعارف قد ايه انتِ مجروحة ….أنا آسف على كل حاجة عانيتي منها يا رحيق…حقك عليا أنا ….أنا آسف …كان مفروض احميكي …كان مفروض اسأل عليه….سامحيني يا رحيق لاني مكنتش الأخ المثالي ليكي ….بس هقولك حاجة وافتكري كلامي كويس. ….نصيبك موجود….مع واحد احسن منه بكتير …تعرفي بعد ما صليت الفجر النهاردة حلمتلك حلم حلو اووي …اووي يا رحيق…حلمت أنك فيما معناه هتتجوزي راجل وسيم …واحد هيحقللك كل احلامك ….واحد هيعوضك عن أي حاجة و حشة عشتيها….واحد هيحبك بجد ….
ابتسمت ساخرة وكلامه يطـ عنها في الصميم…لن يحبها احد …لا أحد سوف ينظر إليها….هذا مجرد وهم …لا أحد سوف يهتم بها …بالاساس لا أحد يراها …لا أحد يفكر بها …..هي كأنثى لن تستطيع ان تجذب أي رجل ….مستحيل …..ضمت ساقيها الى جسدها وهي مستمرة في البكاء …لا ترغب بسماع أي مواساة…..
……
-أمجد!!
قالتها دلال وهي تراه ما زال يجلس ويواسي شقيقته …
نظر امجد الى والدته بحزن …اقتربت والدته وساعدته لكي ينهض وقالت :
-تعالى يا ابني أنا هحاول اتكلم معاها….
نهض امجد وقال بقهر :
-أنا كان مفروض اكسر عضمه …مفروض مكانش يطلع من هنا عايش بعد ما خلى اختي في الحالة دي ….
ارتعبت دلال وهي ترى الغضب بعيني ابنها…الشر الذي يطل من عينيه ….هي غير معتادة على امجد هكذا …ابنها ليس عنيف ابدا …ولكنها تعرف كيف يحب شقيقاته ولن يسمح ابدا لأي احد ان يؤذيهما
…
-ميستاهلش والله يا بني …بكرة هيجيلها نصيبها بإذن الله …اصبر بس وهي تصبر كمان …
-انا عارف ان نصيبها مستني…بس محدش راحمها يا امي …محدش أبداً…..
تنهدت دلال وهي تضم ولدها وقالت:
-كل حاجة هتكون تمام…بكرة تتعدل وتلاقي ابن الحلال اللي هيعمل المستحيل عشان يسعدها …
ربت على كتف والدته وهو يقول :
-يارب يا أمي …يارب
…….
في اليوم التالي ….
خرجت من غرفتها وعينيها منتفخة …كانها لم تنام جيدا بالأسفل…بشرتها جافة للغاية ….وشعرها مشعث ….كانت بحالة يؤثر إليها …..ولجت للحمام سريعا وهي تنظر الى نفسها بالمرآة التي بالحمام ….لمست وجهها وهي تبحث عن أي معلم للجمال فلا تجد…لقد كانت تجد نفسها مقبولة ولكن الآن تبحث عن جمالها فلا تجده…أين جمالها..اين؟!….انها دوما ترى أن لكل فتاة ميزة تميزها …او علامة جمال محددة …وهي الآن تبحث عن أي معلم يدل على انها جميلة فلا تجد …مهما فعلت لن تكون جميلة….فلتقبل بقدرها وتتحمل حتى تمو ت !!!
فتحت صنبور المياة وهي تغسل وجهها…ثم امسكت الفرشاة وبدأت بتمشيط شعرها ولفته جيدا….يجب أن تستعد للذهاب الى عملها …..
خرجت من الحمام ووجدت دلال قد جهزت هي ونوران لها الافطار بينما امجد احضر لها المثلجات التي تحبها ….
انهمرت الدموع من عينيها وهي ترى هذا الاهتمام الغريب منهما….ابتعدت نوران وولجت لغرفتها بينما اقتربت دلال منها وعانقتها بحب وقالت:
-مهما حصل افتكري ان ليكي عيلة بتحبك انتِ مش لوحدك يا رحيق …
انفجـ رت الدموع من عينيها اكثر وهي تعانق والدتها بقوة وتبكي بصوت مرتفع …كان قلبها ممز.ق ولكنها سعيدة …سعيدة للغاية ….انها تحظي بحب العائلة الآن …العائلة التي تمنتها .
.لا يمكنها ان تكون اكثر سعادة من هذا …ابتعدت عنها دلال ومسحت دموعها وقالت :
-يالا يا حبيبتي عشان تفطري …مفروض متزعليش …بالعكس تفرحي أن ربنا خلصك من واحد زي ده …وانا واثقة ان ربما هيعوضك بالاحسن منه بكتير ….
هزت رحيق رأسها وهي ترسم ابتسامة رائعة على وجهها تناقض ذلك الحزن الذي يطل من عينيها…..
اجلستها دلال برفق على المقعد وقالت:
-يالا يا حبيبتي افطري….عشان متتأخريش على شغلك …
هزت رحيق رأسها وهي تمسح دموعها بكف يديها ….جلست بجوار شقيقها وقالت :
-اومال فين نوران ؟!
-اقعدي ارتاحي وانا هروح اجيبها …
ثم ذهبت دلال الى غرفة نوران لتحضر ابنتها…
ولجت دلال لغرفة نوران الرائعة والتي صممها لها شقيقها بنفسه …وجدتها تجلس على فراشها وهي شاردة الذهن….
اقتربت دلال من ابنتها وجلست بجوارها وقالت:
-سرحان في ايه يا بنت ؟!
انتبهت نوران ونظرت الى والدتها وابتسمت ساخرة وقالت:
-سرحانة في الحنية الغريبة اللي ظهرت لرحيق دي ….ايه الحب الغريب ده اللي حبتهولها فجأة …ايه قدرت تتدحلب..تتدحلب لحد ما تتمكن!!!
-ايه اللي انتِ بتقوليه ده يا بنت ؟!
قالتها دلال بغضب لترد نوران؛
-بقول الحقيقة يا ماما…الحقيقة أنك نسيتي ان رحيق دي تبقى بنت ضرتك مش بنتك…ازاي تعامليها زينا ..ازاي …مفروض متحبهاش….مش قولتي ان امها تبقى الست اللي سر قت بابا منك…مش دي بنت الست اللي بابا اتجوزها وفضلها عليكي عشان خلفت قبلك…وبعد ما ماتت جاب بنته هنا عافية ذوق عشان تشاركنا في كل حاجة وطبعاً عملت نفسها ملاك برئ عشان تخليكي تحبيها….صدقيني متثقيش في وشها البرئ ده لانها هتبقى خطا فة رجالة زي امها وهتش….
-بس خلاص اسكتي !!!!
قالتها رحيق بإنهيار وهي تلج للغرفة وقد سمعت كل كلام شقيقتها….
نهضت نوران وهي تنظر إليها بكر ه وقالت:
-مش بس خطافة رجالة دي كمان بتتسمع على كلام الناس ….طالعة زي …
-اسكتي اياكي تجيبي سيرة امي على لسانك…انا متسمعتش على كلام حد …أنا جيت عشان نفطر مع بعض ….لقيتك بتتكلمي بالطريقة دي عني ..حرام عليكي…أنا عملتلك ايه لده كله؟!
-والله يعني مش عارفة انتِ عملتي ايه….مش كفاية اللي أمك عملته…ايه مش عايزة تعترفي ان أمك المحترمة خطا فة رجالة …خـ طفت ابويا من امي ….حتى انتِ شكلك هتطلعي زيها….
-بس خلاص اسكتي !!!
قالتها رحيق بصوت عالي وبإنهيا ر وقد انفـ جرت الدموع من عينيها لتكمل نوران بحـ قد بالغ:
-بس سبحان الله ربنا عادل …اهو انتِ هتمو تي وحد يعبرك. يتجوزك …بس محدش هيبصلك …وفي الاخر هيبقى مصيرك زي مصير والدتك…خطا فة رجالة!!
-خلاص اخرسي بقا…
صرخت دلال وهي ترفع كفها وتضر ب نوران بكل قوتها….
-امي لا…
قالتها رحيق بصدمة وهي تبعد والدتها عن نوران بينما كان قد اتى امجد ثم اقترب من نوران وامسك ذراعيها بقوة وقال:
-اعتذري …
توسعت عينيها العسلية بأ لم وقد طفرت الدموع من عينيها …ولكنها لم يرحمها بل ضغط على ذراعها اكثر وقال:
-قولتلك اعتذري ….
نظرت هي الى رحيق وقالت بصوت مختنق:
-انا اسفة….اسفة …اسفة…
ظلت تكررها وهي تبكي …ولكنها لم تكن حقاً تشعر بالندم …بل بالقهـ ر ….فها هو شقيقها الذي تحبه يأخذ صف رحيق ..لقد اقتنعت انه يحب رحيق أكثر منها !!
………
نهض من نومه بإنزعاج….هذا السرير الصغير لم يكن مريحاً له ابدا ..رباه الى متى سوف تعا.قبه ….اتجه الى الخزانة الصغيرة واخرج منها ملابسه وهو ينفخ بضيق ..قبل ان تعا قبه كانت تنظم له ملابسه بنفسها …حتى انها كانت تكي ملابسه ….كانت تمنحه عناية مميزة …ولكنه كان قد اعتاد الأمر فلم يكن الأمر مبهر له ابدا …بل احيانا كان يخنقه لانه يراها تعطيه الحب الذي لن يستطيع ابدا ان يعطيه اياها…كان يشعر بتأنيب الضمير احيانا ولكنه كان يقتـ ل هذا الشعور وهو يخبر نفسه ان ليس خطأه انها تعلقت به ….وان تلك هي مشكلتها الخاصة وليست مشكلته ….هو ابدا لم يخبرها انه سوف يفعلها وهو بالطبع لن يحبها….لن يفعل هذا …. اخرج ملابس العمل وخرج كي يقوم بكيها….تجمد وهو يجد طعام افطار مميز على الطاولة …اقترب بسعادة وامتدت يده الا الطعام الا انه صر خ بأ لم وهي تضر به بالشوكة على يده وتصر خ به:
-اياك…الاكل دي جايباها بفلوسي…..وانا اللي وقفت وعملته …أعمل انت لنفسك…
-يا ماريانا أنا ….
-ششش مش عايزة اسمع ولا كلمة سمعتني….أعمل اكلك بنفسك …
ثم لتقهر ه جلست على الطاولة وبدأت تأكل بتلذذ..
نظر إليها بغيظ وقال:
-طيب مين هيكو ي هدومي اروح بيها كده ؟!
نظرت إليه بدهشة مصطنعة وقالت:
-عفوا وانا مالي …ما تكويها بنفسك ليكون فاكر اني الجا رية اللي اشترتها بفلوسك …أنا كنت بهتم بيك عشان بحبك…وحبي ليك انتهى اهتم ليه تاني …وزي ما أنا مش بطالبك بحاجة أنا مش عايزة منك أي حاجة….
ضغط على اسنانه بقوة وقال:
-انا هكوي هدومي بنفسي…مش عايز منك اي حاجة …
هزت كتفها بإستفزاز وقالت:
-اكيد اتفضل
ثم بدأت بالأكل ….
…………
بعد ساعة تقريبا…
كان يرتدي ملابسه بضيق وهو ينظر الى ذراعه العضلي ….كان تظهر عليه علامة الحر ق بفعل الكي….لم يتم كي قميصه بطريقة مثالية …ولكن الأمر مقبول …فقط مع بضع محاولات سوف ينجح ان يستغنى عنها …لن يعترف ابدا انه بحاجة إليها … لكنه لن يجعلها تنتصر ……
….
خرج من الغرفة ليتجمد وهو يجدها قد تجهزت وقد ارتدت فستان بنفسج قصير للغاية كما أنه وقماشه يطوق كتفيها ويظهر جزء كبير منه …قد بدت رائعة الجمال …حقاً خاصة مع مساحيق التجميل الرقيقة التي تضعها….لابد ان الرجال سوف ينظرون إليها كما ينظر هو إليها الآن …رغم انه لا يحبها الا انها سلبت عقله …فكيف بالرجال في الخارج …
-ايه اللي انتِ لابساه ده يا هانم!!
هدر بها بعنف لتنتفض وهي تنظر إليه بدهشة وتقول :
-انت مالك؟!
اقترب منها بغضـ ب وهو يعتصر ذراعيها ويقول:
-لا لحد هنا وتتلمي يا ماريانا …مش عايز ازعلك بجد مني …ايه اللي انتِ لابساه ده وفاكرة نفسك هتخرجي بيه …
حاولت ان تسحب يديها من بين سجن كفه وتقول:
-ملكش دعوة بيا….مسرحية جوازنا السـ خيفة خلصت …فمتعملش نفسك غيران عليا !!!
-روحي غيري الفستان احسنلك
قالها بغضب وقد شابت عينيه الزرقاء اللون الاحمر بفعل الغضب…عرفت ماريانا انها قد اخرجته عن طوره ولكنها صممت ان تفقده صوابه كما افقدها هو صوابها فقالت بإستفزاز …
-ولو مخلعتهوش هتعمل ايه ؟!
-انتِ هتخرجي كده !!وتخلي الناس تتفرج عليكي !!!
هزت رأسها بعناد وقالت؛
-ايوة أنا حرة هخرج كده …واللي يتفرج يتفرج…وانت مش هتقدر تعمل حاجة…
-بقا كده ؟!
رفعت رأسها بقوة وقالت :
-ايوة كده….
-طيب …
قالها بغموض ثم في ثواني امتدت ذراعيه الى حافتيه الفستان ليصدح صوت تمزق الفستان عاليا اتبعه بصرختها وهي تمسك فستانها الممزق وقالت:
-ايه اللي أنت عملته.ده يا ابن المجانين ؟!!
نظر إليها ببرود وقال:
-تروحي زي الشاطرة وتلبسي فستان محتشم أنا فاضي النهاردة مستعد اقطع كل فساتينك اللي مش هتدخل دماغي !!!
……….
-فين دبلتك يا هانم ؟!
قالها بغضب وهو يراها تخرج لعملها وتمسك كف صغيره عمر …كانت قبل زواجهما تعمل بمدرسة خاصة وقررت ان تأخذ عمر معها حتى تكون معه ….يجب أن يعترف انها رتبت امورها جيدا كي تعمل دون ان يخترع أي حجة ويمنعها من العمل ….
نظرت إليه سما ببرود وقالت:
-دبلة ايه….
اقترب منها وعينيه السوداء تلمع بغضب وقال:
-متخلنيش افقد اعصابي وقوليلي فين دبلتك ؟!
-سيبتها في الدولاب ….
نظر إليها بغيظ وولج للغرفة وهو يفتح خزانتها ويرى طوق زواجها وقد وضعته برفق بجوار ملابسها….اخرجه واتجه إليها في الصالة وامسك كفها ثم ألبسها اياه وقال:
-متخلعهوش تاني…..لازم اللي تتعاملي معاهم بره يغرفوا أنك على ذمة راجل …
ذلك التملك الذي تحدث به جعل الفراشات تتحرك في معدتها وقد سمعت دقات قلبها وهي تهدر داخل صدرها …ابتلعت ريقها بعسر وعينيه البنية اسيرة عينيه…كلما أخبرت نفسها انها سوف تكرهه تجد.نفسها تذوب فيه اكثر …ماذا يمكن أن تفعل كي تتخلص من ذلك الحب …لا البعد عنه يجعلها تنسى ولا القرب منه أيضا …انها لا تستطيع التخلص من سيطرته عليها …انها تموت حرفيا بسبب شعورها بالذنب …لقد اصبحت ترغب به اكثر …تحلم كثيرا ان يصبح زواجهما حقيقي …ترسم في عقلها حياة لهم سويا ..هو وهي وعمر …وربما طفل آخر …ولكنها تعود لرشدها وتخبر نفسها انها خائنة …انها تخون شقيقتها وان شقيقتها لا تستحق هذا ابدا …..تختنق وهي تكون خيالات عنه ….شعور بالذنب يثقل ضميرها …لا يمكنها ان تحبه بسهولة لذلك تصطنع البرود…بمهارة تصطنع اللامبالاة نحوه …تخبره ان مشاعرها نحوه انتهت…ولكن الحقيقة لا ….مشاعرها لن تنتهي الا بموتها هي …
-هييي سما انتِ سامعاني ….
انتفضت على صوته ووجدت عينيه مركزة عليها بحيرة ….
فركت كفيها بتوتر وهي تعدل من وضع حجابها وقالت:
-سامعاك ….
وضع كفيه على خصره وقال بدون رضا :
-طيب أنا قولت ايه ؟!
نظرت إليه بتشويش ليهز رأسها بتعب ويقول:
-كنتِ سرحانة صح …طيب أنا كنت بقول انك متخلعيش الدبلة دي من ايديك…أنا سيبتك تشتغلي رغم آني مش بحب ان مراتي تشتغل …لكن أنا اديت كلمتي لأهلك …فخليكي مسؤولة واعرفي أنك في عصمة راجل ….
نظرت إليه ببرود استطاعت تصنعه بمهارة وقالت:
-معرفش قصدك ايه ؟!بس أنا واحدة بحترم نفسي وعارفة حدودي …وده مش عشانك ده عشان ربنا اللي اهم منك ….أنا لو عايزة اخون او ابقى وحشة ده مش هيمنعني …
قالتها وهي ترفع طوق الزواج وتريه اياه وتكمل:
-انا انضف من كده بكتير …
-معرفش ليه اخدتيها بالشكل ده…بس أنا سمعت أن خطيبك القديم معاكي في نفس المدرسة …مش عايزة يتأمل حاجة…مش حابب ابدا اني اضطر اكسرله صف اسنانه …أنتِ فاهماني أكيد ….
نظرت إليه وقالت:
-حاسب لافتكر أنك غيران عليا …
-لا طبعا ده بعدك…بس انتِ مراتي…وقدام الكل انتِ تخصيني …لازم الكل يعرف ان اللي بيقرب على حاجة تخصني أنا ممكن أعمل فيه ايه ….
-ماجد متجوز …مفيش داعي لخوفك ده…
-استاذ ماجد….
قالها ببرود …
نظرت إليه بحيرة ليرد ويقول:
-لو سمحتي متشليش التكلفة ما بينكم …تعامليه بالطريقة دي …فهمتي ؟!!
نظرت إليه بضيق….تكره الطريقة التي يلقي بها اوامره….ولكنها لا تنكر ان غيرته تلك اسعدتها…نعم هو يخفي …لكنه يغار …ولكن لا يجب أن تتمادي …هي لا تريد أن تثير غضبه …مهمتها واضحة وهي عمر فقط !!!
……….
-رحيق يا بنتي !!
قالتها السيدة وفاء وهي تقترب من رحيق وقد قابلتها صدفة على باب المدرسة ….نظرت رحيق إليها وقالت بصوت باهت:
-ازيك يا مس وفاء …
شعرت وفاء بالخجل لانها من وضعت رحيق بهذا الموقف السئ واقتربت منها وهي تقول :
-سامحيني يا بنتي … سامحيني حقك عليا،،،، أنا ….مكنتش اعرف انه راجل لسانه طويل للدرجادي ….
ربتت رحيق على كفها وقالت:
-محصلش حاجة يا مس وفاء …أنا كويسة …هو نصيب الحمدلله أنا راضية بنصيبي…مش زعلانة ….
ابتسمت وفاء براحة وربتت على كف رحيق وقالت :
-ربنا يراضيكي يا بنتي ….صدقيني ربنا شايلك الاحسن من ده كله ..متزعليش خلي املك في ربنا كبير …
ابتسمت لها رحيق ولكن خلف ابتسامتها كان المها أكبر ….كان تثق في ان الله سوف يعوضها ولكن قلبها كان متضـ رر كانت لا يمكنها ان توقف الأ لم الذي يتصاعد في قلبها….تشعر وكأن ا لمها لن ينتهي …البارحة قد تضر رت كثيرا….تضر ر قلبها وكرامتها…واليوم …اليوم ما قالته نوران حطـ م الباقي من قلبها ….انه من المؤل م ان يكرهك.شخص تحبه…..ان تكر هك شقيقتك….ان تكر.هك من تتشرك معها في نفس الد ماء…تمنت ان تحبها نوران …حقا تمنت هذا من كل قلبها ولكن لا بأس نحن لا نحصل على كل شئ في تلك الحياة …والدتها اصبحت تحبها ولن تطمع اكثر من هذا فلتشكر ربها….
-رحيق بنتي انتِ كويسة ؟!
قالتها السيدة وفاء بقلق وهي ترى شرودها….كانت حقا قلقة عليها خاصة بعد ما حدث بالأمس…هي حقا تشعر بتأنيب الضمير ….لقد قالت للرجل ان الفتاة جميلة وهي لم تكن تكذب بهذا الشأن…لا أحد يرى هذا ولكن بالفعل رحيق تمتلك جمال مميز للغاية…سمراها جذاب للغاية
..وانفها الدقيق يمنح ملامحها تناسق جبار …من سيتزوجها سوف يكون محظوظ للغاية بكل تأكيد….سوف تدعو يوميا ان تحصل تلك الفتاة على حب حياتها….سوف تطلب هذا من ربها يوميا …ولن تمل او تكل فتلك الفتاة الرائعة تستحق ان يحبها احدهما ..ان يقدم لها كل السعادة على الارض ….وهي تثق ان احد ما سوف يراها يوما وسوف يقع بحبها وسوف يكون الشخص المناسب تماما !!
…….
-معرفش ليه متعترفيش انك بتحبيه يا أريام …باين عليكي على فكرة !!!,…
قالتها سلوى صديقتها المقربة وهي تجدها تنظر إلى أمجد ….
كانت اريام تتنهد بتفكير. …أنه بعيد كبعد النجوم عنها…لا يراها …..دوما يضع عينيه في الأرض …لا يتعامل مع أي فتاة الا في أضيق الحدود ….تشك اصلا أنه يحفظ ملامحها رغم عملها معه في نفس الشركة لثلاث سنوات …تعرف أن هذا بسبب تدينه الشديد وان هذا ما يجذبها بقوه فيه …تتمنى أن تتمتلك هذا القدر من التدين …صحيح انها ترتدي ملابس واسعة …حجابها يرضي الله تصلي فروضها وتقرأ وردها اليومي ولكنها لا تستطيع غض عينيها عنه ….عينيها السوداء تبحر في ملامحه الرجولية الجذابة ….عينيه العسلية التي تغرق بهما ….انها تحبه….نعم لن تنكر بعد الآن …كلما تراه قلبها يقصف بعنف …
انجذابه الشديد له بدأ من اليوم الذي ساعدها فيه …..عندما كانت تعمل في الشركة منذ فترة بسيطة…هو الوحيد الذي ساعدها ولم ينتظر مقابل …هو حتى لم يكن ينظر إليها …كان يغض بصره عنها … يعاملها بإحترام ….كل تلك الأشياء جعلتها تحبه بصمت …هي فقط تدعو الله يوميا ان يراها …يشعر بها….يحبها !!!
تنهدت اريام وهي ما زالت تنظر إليه ….رباه كم هو وسيم ..
فجأة توسعت عينيها عندما وجدته نظر إليها فجأة ….بسرعة انخفضت كي تختبئ ولكنها دون ان تقصد اصطدمت بقوة في اللوح الخشبي في جبهتها …وللاسف انجرحت جبهتها….اقترب منها أمجد وعثمان بتوتر وقال امجد:
-أنسة اريام انتِ كويسة ؟!
-كويسة ..كويسة. .
قالتها بإرتباك ثم ذهبت مسرعة نحو الحمام….وذهبت صديقتها سلوى خلفها..نظر امجد الى اثرهما وقال:
-هو ايه اللي حصل أنا عملت ايه ؟!
-يعني متعرفش؟؛
قالها عثمان بخبث لصديقه…
-أنا معرفش أنا عملت ايه عشان اوترها كده ؟!يعني أنا مش مديرها عشان تخاف مني بالشكل ده ؟!
قالها أمجد بحيرة لصديقه عثمان …ضحك عثمان وقال:
-لو تعرف مهندسة أريام هتعرف أنها مبتخافش بسهولة دي …..دي واحدة قوية شوف في وقت بسيط بقت من أشطر المهندسين في الشركة وفاتت ناس اكبر منها …فمعتقدش مديرنا الطيب يوترها …انت الوحيد اللي بتوترها ….
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
-وأوترها ليه ؟!هو انا عفريت مثلا !!!
-أنت غبي يا أمجد…معقول مش واخد بالك منها …ولا بتستهبل …البنت بتحبك!!!
نظر إليه أمجد بصدمة وقال:
-ايه اللي انت بتقوله ده …
رفع عثمان حاحبيه وقال:
-على أساس مش واخد بالك ..ولا أساس انت برضه مش منجذب ليها
-ايه اللي أنت بتقوله ده يا عثمان …عيب كده باشمهندسة اريام زي اخت….
-طيب بطل هبل ومش عليا وبعدين فيه ايه يا اخي لما تعترف أنك منجذب ليها…دي الست الوحيدة اللي قبلت تتعامل معاها وتساعدها في الشركة…مش حرام روح اتقدملها وتبقي ملكك بدل ما تضيع من ايديك وتقعد تغني ظلموه!
……….
بعد أسبوع …
خرجت من غرفتها أخيرا بعد ان حجزت نفسها لمدة أسبوع ….
قررت ان تستعين بعمها كي يساعدها لكي تعود لدراستها…..
وجدت عمها وسيف يجلسان سويا على طاولة الافطار ….اقتربت هي وجلست عليها بدون حديث …كانت تخفى وجهها بغطاء الوجه الأسود بينما عينيها تنظران اليهما بجمود …قالت في الأخير :
-انا عايزة اكمل.دراستي !!!
هز عمها رأسه وقال:
-حقك طبعا يا بنتي …هتكملي دراستك ….بس في بيت جوزك!!!
-نعم !!
قالتها بصدمة ليرد هو :
-انا عايزك تتجوزي سيف ابني…
حينها كان سيف يشرب كوب قهوته ….قام ببصق القهوة من فمه وهو يصرخ:
-نعم!!!بتقول ايه !!!
…………….
-بس أنا كنت عايز اقابل باباك النهاردة …انت وعدتني يا عادل …
قالتها نوران بضيق ….
كانا سويا بالسيارة بينما هو يرمقها بنظرات غريبة ….كانت تلك فرصته ليفعل بها ما يريد …..لقد وافقت بعد محاولات ان تثق به وتستقل سيارته واتي بها الى هذا المكان المهجور نوعا ما لكي يفعل ما يريده بها …لن يتركها حتى ينالها…..
-خلاص يا قلبي بكره نشوفه وانا وبعدها هاخد رقم اخوكي ونتقدم وتبقي بتاعتي …بتاعتي وبس …
احمر وجهها بخجل وابتسمت بسعادة فجأة رفع كفه وثقلت أنفاسه
-عايز اشوف شعرك …
قالها بنبرة ثقيلة وهو يمد كفه إلى رأسها …أبعدت كفه بغضب مرتبك وقالت:
-عادل ..رجعت لحواراتك دي !!!!احنا قولنا ايه ؟!
-ده شعرك بس …وهشوفه لآخر مرة …نفسي بجد اشوفه …
هزت رأسها وهي تقول :
-لا …مينفعش …بعد الجواز شوفه براحتك …..
-عشان خاطري يا نوري…..عشان خاطري …أنا هشوفه مرة واحدة بس …عشان خاطري….
-يوووه يا عادل قولت …
ولكنه قاطعها وهو. يمسك كفها بلهفة ويقول :
-مرة واحدة …واحدة وخلاص …لو بتحبيني …يارب اموت لو مشوفتش شعرك ….أنا بس هشوفه…عشان خاطري ….
زفرت بضيق وهي عاجزة عن الكلام …الحاحه الشديد جعلها تلين …ازدردت ريقها وهي تنظر إليه بإرتباك ليبتسم بخبث وقد امتدت كفه إلى حجابها وبدأ بفك الحجاب ببطء….وسرعان ما كتم أنفاسه عندما فك شعرها الذي انحدر على كتفها مثل الشلال ….
وعلى غرة باغتها وهو يجذبها نحوه ويقبلها ….
تجمدت بين ذراعيه وتوسعت عينيها بصدمة كبيرة …حاولت دفعه عنها ولكنها فشلت بينما هو يقبلها بجنون ….
-عادل لا ….
قالتها برعب وهي تحاول ان تبعده عنها ولكنه تمكن منها بينما يديه تعبث بملابسها …ليفوز الذئب وتقع هي فريسة للخطيئة!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اسرت قلبه ) اسم الرواية