رواية نياط القلب الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم حور طه
نوال بترد على رجالتها: يعني إيه “مفيش حد في البيت”؟
المتصل: البيت فاضي.
نوال بغضب: يعني إيه “البيت فاضي”؟! إنتو ما تنفعوش لأي حاجة يا بهايم! (ثم تغلق الهاتف بغضب).
جواد مبتسم: تفتكري إني هسيب أهلي علشان تلوي دراعي بيهم؟ واسمحلك تعرضي حياتهم للخطر بجنونك؟ ما تتعصبيش على رجالتك اللي كنتِ حطاهم تحت بيتي وفاكرة إني نايم على وداني. أنا عارف كل حاجة بتدور في عقلك المريض. علشان كده هتلاقيني دايمًا سابقك بخطوة.
نوال، شعرت بالغضب يتزايد بداخلها ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها وقالت بحدة: فاكر نفسك ذكي يا جواد؟ تفتكر إنك تقدر تسيطر عليا بالكلام ده؟ إنت اللي ما تعرفش أنا ممكن أعمل إيه. وعمرك ما حتقدر تمنعني.
جواد ظل يبتسم بثقة وهو يراقبها بهدوء، ثم رد ببرود: اللي إنتِ مش فاهماه يا نوال، إنك مهما حاولتي، دايمًا هتلاقيني قدامك. إنتِ بتلعبي بالنار، وأنا مش حسيبك تحرقي الكل بأفكارك دي.
نوال تقدمت نحوه خطوة، وعينيها مليئة بالتحدي، وقالت بصوت منخفض ولكنه مليء بالتهديد: اللعب معايا له ثمن غالي جدًا، وأنت مش مستعد تدفعه.
جواد نظر إليها نظرة طويلة قبل أن يقول بهدوء: خلي رجالتك يفكونا، علشان لو اتأخرت أكتر من كده، مش مسؤول عن اللي ممكن يحصل لك.
تجلس نوال على الكرسي خلفها، رأسها مائل للأسفل، عاجزة عن الرد. تأمر الحارس أن يفك قيدهم ويحررهم لتحصل على ولدها والتسجيلات.
نوال، بعد لحظة من الصمت والعجز: طيب… أخرجوا.
جواد يلتفت نحو وتين بابتسامة خفيفة: جاهزة؟
وتين بثقة: دايمًا.
يسير الاثنان نحو الباب، تاركين خلفهما نوال التي تجلس على الكرسي، مهزومة ومحبطة. بعد أن خرجا من الغرفة، تتوجه وتين نحو جواد بقلق: جواد، إنت فعلاً هتسلمها كل الأدلة؟ دي مجنونة، وأكيد هتحاول تأذينا تاني! لازم نبلغ عنها.
جواد، بنظرة حب عميقة: كنت متأكد إنك ليا حتى لما عرفت إن ماجد اعتدى عليكي، قلبي رفض يصدق، كان دايمًا واثق إنك لي.
وتين: نوال خدعتني كل المدة دي، وأنا فاهمة إن ماجد اغتصبني. نوال لازم تتحاسب على كل جرائمها.
جواد يأخذ نفسًا عميقًا، ويقترب ببطء من وتين، واضعًا يديه بحنان وثبات على كتفيها. عيونه مليئة بالهدوء والثقة، فيما يرتسم على وجهه تعبير عازم. يقول بنبرة منخفضة لكنها مليئة بالإصرار:
“وتين، أنا معاكِ في كل خطوة. مش هنسكت، ومش هنسمح لنوال تهرب من اللي عملته. هي هتدفع الثمن، لكن بالطريقة اللي تضمن سلامتنا وسلامة كل اللي حوالينا.”
وتين، وعينيها مشتعلة بتصميم لا يلين، ترد بحزم:
“مش هنسمح لها تستغلنا تاني. الأدلة اللي معانا هي سلاحنا، مش سلاحها. لازم نستخدمها لإسقاطها، مش علشان نديها فرصة تانية.”
جواد يبتسم ابتسامة هادئة وثقة واضحة ترتسم على وجهه:”الأدلة دي وصلت للشرطة من زمان، وهم دلوقتي في الطريق علشان يقبضوا عليها. انا مش هسيبها تفلت بكل جرائمها. اطمني.”
وتين تنظر إليه بدهشة ممزوجة بالإعجاب، تقول بصوت منخفض مليء بالتساؤل:”جواد… أنت عملت كل ده إمتى؟ إزاي قدرت تقفل الابواب عليها بالشكل ده؟”
جواد يبتسم مرة أخرى، ولكن هذه المرة ابتسامة مليئة بالفخر:”البركة في أردام وفارس… هم اللي نفذوا كل حاجة زي ما خططنا بالضبط. كانوا عيوننا ويدينا في كل خطوة.”
في تلك اللحظة، يُسمع صوت سيارات الشرطة وهي تقترب من المكان، وصفيرها يقطع الصمت. يدخل رجال الشرطة بسرعة وحزم، يقبضون على نوال ورجالها دون مقاومة تُذكر. وتين تنظر إلى المشهد، تشعر بمزيج من الارتياح والانتصار
******************
في بيت أردام
*************
بيسان بعصبية وهي تمسك الهاتف: “أنا مش فاهمة حاجة، ليه جواد جابنا هنا؟ بكلمه وتلفونه مقفول.” تنظر بقلق نحو فريال وجابر. “إنتوا فاهمين حاجة؟”
فريال محاولة السيطرة على قلقها: “كلمي أردام، يمكن يكون مع جواد ويفهمنا إيه اللي بيحصل.”
بيسان بقلق وتوتر متزايد: “كلّمتهم هما الاثنين، ما بيردوش. حتى فارس ما بيردش على مكالماتي. أنا خايفة.”
فريال تلتفت نحو جابر، الذي يجلس بصمت، نظراته ثابتة وكأنه يعرف ما يجري: “ساكت ليه يا جابر؟ فين الأولاد؟”
جابر يتنفس بعمق وينظر إليها نظرة مطمئنة قبل أن يتحدث بهدوء ولكن بجدية: “جواد من زمان وهو حامي بنات عمته. اللي يقدر يحميهم من أبوهم، مش هيسمح لأي غريب يمسهم. اطمني يا فريال، جواد هيرجع لك بناتك، مهما كان الثمن.”
في تلك اللحظة، يُفتح الباب بعنف، ويدخل أردام وفارس يتبعهما أحلام وهي تحمل طفلة بين ذراعيها.
بيسان تجري نحوهم، صرختها تعكس مزيجًا من القلق والغضب: “فين جواد؟ ووتين؟ ليه ما بيردوش على مكالماتي؟” تنظر فجأة نحو أحلام، تحدق في الطفلة وهي تشعر بتوتر غريب: “مين دي؟ مين الطفلة دي يا فارس؟”
فارس بصوت هادئ يحاول أن يحتوي الموقف: “اهدي يا بيسان، هنشرح لك كل حاجة، بس استني شوي.”
أردام يأخذ نفسًا عميقًا، ملامحه جدية وهو يتقدم بخطوات ثابتة: “تفضلي يا مدام أحلام، تفضلي هنا لحد ما جواد يرجع.”
بيسان بصوت منخفض، عيناها مليئتان بالتساؤلات والقلق: “مين دي يا فارس؟ ماتفهمني إيه اللي بيحصل هنا؟”
أردام يخرج من عند أحلام، يجلس ببطء على الكرسي، عيونه تحاول تهدئة الجميع بينما يلتقط أنفاسه: “أنا عارف إن في أسئلة كتير بتدور في عقولكم. اللي أنا هقوله دلوقتي مهم، وكان صعب عليكم تسمعوه. لازم تهدوا وتفهموا كل كلمة هقولها.”
فريال بلهفة وقلق، تتسارع أنفاسها: “فيه إيه يا بني؟ قلقتنا… ولادي حصل لهم حاجة؟”
بيسان عيناها تضيق من القلق: “أبيه أردام… جواد ووتين بخير؟ قول إنهم بخير.”
فارس يحاول تهدئة الجو بصوت هادئ، لكنه حازم: “يا جماعة، اهدوا. جواد ووتين بخير، ما فيهم شيء.”
جابر نبرته حادة، لكنه يحاول ضبط الأمور: “اسكتي يا فريال، إنتي وبيسان. خلينا نسمع… اتكلم يا أردام.”
أردام يميل بجسده إلى الأمام، ينظر إليهم بجدية، تتجسد في عينيه مشاعر مختلطة بين الغضب والحزن: “هقولكم كل اللي حصل… من أول ما حصلت الحادثة مع نور وبنتها، واللي عملته نوال في وتين…” كانت كلماته كالرصاص، وكل حرف منها يهز كيانهم، ليجدوا أنفسهم يواجهون حقائق لم يتخيلوها.
فريال وضعت يدها على صدرها وكأنها تحاول أن تحبس الألم الذي غمر قلبها، عيونها اتسعت من الصدمة: “كل ده حصل مع بنتي وإحنا مش حسين بيها… كيف خبت كل الوجع ده جواها وما نطقت؟”
جابر لم يستطع أن يحبس دموعه، لتسقط دمعة ثقيلة على خده، تحرقه كأنها تذكره بكل خيباته: “أنا السبب… أنا السبب في كل ده. ما قدرتش أحمي بناتي… ولا كنت الأب اللي يستحقوا”. يتذكر اليوم الذي أخذ فيه وتين وهي تترجاه بعينيها أن ينقذها من ذلك المنزل. لم ير دموعها حينها، ولم يسمع وجعها. سحبها خلفه كأنها شيء بلا قيمة، ورماها أمام ماجد دون أن يلتفت خلفه ولو للحظة. وفي هذه اللحظة فقط، رأى نفسه على حقيقته، ضعيفًا، صغيرًا، ولا يستحق الهبة التي أعطاها له الله ولم يحافظ عليها.
أردام يأخذ نفسًا عميقًا، ثم يواصل الحديث، وملامح وجهه تتصلب وكأنها درع يحميه من الذكريات المؤلمة: “نوال… كانت دايمًا تخطط لكل خطوة. ما فيش حاجة عملتها إلا وكانت محسوبة بدقة. وتين كانت عقبة في طريقها، وأنت، ياعمي جابر، كنت أداة بين إيدين ماجد.”
فريال تشهق وكأن الهواء قد انقطع عنها للحظة: “أنا كنت شايفة إنها بتمر بظروف صعبة، لكن عمري ما تخيلت إنها تتعرض لكل ده… ليه ما حكيتش؟ ليه خبت عني؟” صوتها يرتجف، وكلماتها كأنها انعكاس لوجع أعمق من الصدمة.
جابر ينحني قليلاً برأسه، كأن حمل الذكريات أصبح أثقل من قدرته على التحمل. يمرر يده على وجهه، يحاول أن يمحو آثار الدموع، لكن الألم يظل يلمع في عينيه: “ساعات، الواحد بيشوف نفسه قدام مراية وبيكره اللي شايفه… أنا ما كنتش شايف… ما كنتش عارف… بس ده مش عذر.” يقف فجأة، وكأنه يحاول الهروب من ذاته، لكنه يتجمد في مكانه، عاجزًا عن الحركة.
أردام يراقبهم بصمت، ثم يكمل بصوت أقل حدة، لكنه لا يزال مليئًا بالثقل: “نوال وماجد استخدموك، ياعمي… استخدموك لتوصل وتين للنهاية اللي هم عايزينها. وأنت ما قدرت تشوف ده… كنت أعمى بقسوتك وخوفك من مسؤوليه البنات اللي ما كنتش عايز تشيلها،
فريال تخطو ببطء نحو جابر، عيناها محملتان بمزيج من الشفقة والغضب: “إحنا ضيعناها… إحنا ضيعناها يا جابر.” تحاول أن تلمس يده، لكنه يسحبها بعيدًا، كأنه لا يستحق لمستها.
في تلك اللحظة، أردام يرفع رأسه ويحدق في كل منهم: “الحقيقة موجعة… بس لازم نتقبلها عشان نعرف نصلح اللي ممكن يتصلح. الحكاية ما انتهتش، ونوال وماجد لازم يدفعوا الثمن.”احنا قدمنا كل الادله ضد نوال كانت السبب في قتل نور الطفله اللي جوه دي هي بنت جواد بدلتها بطفله ميته وادتها للجنايني ومراته دكتوره مروه معانا هي والباشمهندس وليد هيشهدوا على نوال
فريال :اردام ناديه بنتي فين
اردام باطمئنان: ما تقلقيش ناديه كويسه وهتكون هنا معاكم ان شاء الله كم ساعه اللي جايين يعضه على خير وجواد ووتين يرجعوا ..،
********************
عند نوال…
****************
نديم بصوت مليء بالصدمة والغضب، يصرخ: “إنتي بتقولي إيه؟ بنتي قتلت مرات جواد وخطفت بنته؟ وكمان عملت تمثيلية على أختك؟وان ماجد ابني اغتصبها؟!”ازاي..؟
نادية بحزم وهي تحاول السيطرة على مشاعرها: “عارفة إن ده صعب على أي أب يصدق عن بنته، لكن بنتك شيطانة، دمرت حياة وتين وجواد بالكامل.”
نديم ينفجر غضبًا، وعيناه مليئتان باليأس وعدم التصديق، يمسك بذراعها بعنف: “فين نوال؟ إنتو عملتوا إيه في بنتي؟ اتكلمي!”
نادية تحاول تخليص ذراعها، وتتألم من قبضته: “هي في النيابة دلوقتي. جواد بلغ عنها، وقدم كل الأدلة.و في شهود كمان… الدكتورة مروة، اللي ساعدتها في قتل نور وتبديل الطفلة. و… وليد! فاكر وليد؟ خطيب بنتك اللي حبسته ودمرت حياته هو كمان.”
نديم، عينيه تلمعان بالغضب والارتباك، يترك ذراعها فجأة وكأن الحقيقة بدأت تنهش في أعماقه، يقف بلا حيلة، غير قادر على استيعاب كل هذا الكم من الصدمات ..يقف للحظات، وكأن الزمن توقف من حوله. عقله يغلي بالأفكار المتشابكة، بينما تعود إليه ذكرى الحادثة القديمة—نوال، تلك الفتاة الصغيرة التي قتلَت والدتها. كانت قد أدخلت المصحة وتلقت العلاج، ظن الجميع أنها قد تعافت، لكن الحقيقة المروعة الآن تبرز أمامه بوضوح.
بصوت منخفض ومخنوق: “كنت فاكر إنها اتعالجت… كنت فاكر إن كل دا انتهى.” ينظر إلى نادية، عينيه مليئتان باليأس والندم. “إزاي مكنتش شايف الحقيقة؟”
نادية تتنفس بعمق، تحاول أن تجد الكلمات المناسبة: “نديم… مفيش حد كان يقدر يشوف اللي كان جواها. أحيانًا الجراح اللي جوانا بتفضل موجودة حتى لو اتعالجنا ظاهريًا.”
نديم يبدأ في المشي بعشوائية في الغرفة، واضعًا يديه على رأسه، يشعر بأن كل شيء يتفكك حوله. “بنتي… بنتي قاتلة؟ عملت كل ده وهي جنبي ومش شايف؟”
نادية تقترب منه بخطوات مترددة، عينيها تحملان خليطًا من الندم والخوف. همست بصوت مكسور:”أنا آسفة… آسفة لأنني استغليتك علشان أحمي نفسي وأختي. ما كانش عندي اختيار تاني… لكن صدقني، أنا كمان حميتك. ابنك… كان ناوي يقتلك. لو ما تدخلتش في الوقت المناسب، كنت هتبقى دلوقتي… مجرد ذكرى.”
توقفت لوهلة، صوتها يتهدج وهي تضيف: “أنت دلوقتي تعرف كل حاجة… تقدر تعمل اللي شايفه مناسب… ودلوقتي هطلب منك اخر طلب خلي ابنك يطلق اختي.. متنساش إني أنقذت حياتك.”
تذهب من المنزل وتتركه
*********************
في النيابه
************
جواد يمسك يد وتين بحزم، وكأنه يريد أن يبعت برسالة واضحة لنوال. العيون تتبادل نظرات غاضبة، وصمت ثقيل يخيم على المكتب.
جواد، بنبرة هادئة ولكن مليئة بالتحدي، ينظر إلى نوال:”تأمري بحاجة تانية يا باشا؟”
وكيل النيابة، بهدوء ورسمية وهو ينظر في الأوراق أمامه:”لا، امضوا على أقوالكم… واتفضلوا.”
نوال تفقد السيطرة على نفسها. عيناها تشتعلان بالغضب وهي تحدق في جواد ووتين. صوتها يخرج مملوءًا بالتهديد وكأنها على حافة الانفجار. بصوت يقطر سمًا وحقدًا، تصرخ:”انتوا حفرتوا قبوركم بإيدكم! أنا مش هسيبكم… حتى لو كان آخر نفس فيا… هخلص عليكم!”
وتين تشعر بارتجاف خفيف في يدها، لكن جواد يضغط عليها بلطف ليطمئنها. تلتقط أنفاسها بصعوبة، ثم تنظر إلى نوال بثبات، تقاوم الارتباك الذي بدأ يتسلل إليها. بصوت منخفض لكنها تحاول أن تبدو ثابتة:”احنا مستعدين لأي حاجة. مش هتهزينا تهديداتك.”
جواد يبتسم ابتسامة باردة، عينيه لا تزالان ثابتتين على نوال، وكأنه يقرأ كل خطوة ستقوم بها. بهدوء جليدي:”هشوفك لما تنفذي تهديدك… إذا قدرتي تخرجي من هنا، طبعًا.”
نوال تستشيط غضبًا أكثر، تتجه نحو باب القاعة، لكن خطواتها سريعة وعصبية، وصوت كعب حذائها يرن في المكان. تستدير فجأة نحو جواد ووتين، عيناها مملوءتان بالكراهية والتهديد:”هتشوفوا… هتشوفوا.”
وكيل النيابة ينظر إلى العسكري:”نزلها الحجز.”
يأخذها العسكري ويخرج بخطوات ثابتة، تاركة خلفها جوًا مشحونًا بالقلق. الجو يصبح ثقيلًا، والتوتر يزداد.
وتين تشعر بأن قلبها ينبض بسرعة، لكنها تحاول أن تبقى متماسكة بجانب جواد. بصوت متوتر قليلًا، تهمس لجواد:”جواد… هي بجد ممكن تعمل حاجة؟”
جواد يلتفت إليها، نظراته مزيج من الحزم والاطمئنان. يمسك يدها مرة أخرى ويضغط عليها بلطف، كأنه يقول لها إنه هنا لحمايتها. بصوت مطمئن ولكنه حازم:”ما تخافيش، مش هتقدر تقرب منك طول ما أنا موجود. هي مش هتخرج من هنا… ومش هتوصل للي في بالها.”
وتين تحاول أن تبتسم لكنها ما زالت تشعر بالقلق. تتنفس بعمق وتحاول طرد الأفكار المزعجة من رأسها:”أنا بس مش متعودة على كل ده… على التهديدات والضغط.”
جواد بصوت هادئ ومليء بالثقة:”خلاص، كل ده عدى وانتهى. ما تقلقيش، أنا معاكي.”
يبدأ الاثنان في التوجه نحو الباب لمغادرة المكتب.
في الخارج، كان فارس واقفًا بجوار أخته، عيناه مشبعتان بالحزن والغضب المكبوت. كان يشد قبضتيه كأنما يحاول السيطرة على شعور يجتاحه.
مروة، بصوت مرتجف بينما تخفض نظرها نحو الأرض:”أنا آسفة يا فارس… آسفة إذا ما كنتش الأخت اللي تفتخر بيها. لكن والله، عمري ما فكرت أعمل حاجة زي دي. نوال هددتني بيك، خفت عليك… وساعتها… حصل اللي حصل… نور ماتت بسببي.”
فارس، بنبرة باردة لكن عينيه تكشفان عن الألم:”كنتِ تخافي عليّ؟ كنتِ خايفة لدرجة إنك اخترتي إنك تبيعي نفسك؟ اخترتي موت نور؟”
مروة تنظر إليه، دموع تتجمع في عينيها:”ما كانش عندي خيار… صدقني، لو كنت أعرف إيه اللي هيحصل، ما كنتش عملت كده.”
فارس يلف وجهه بعيدًا، يحاول كتم دموعه، صوته يخرج متحشرجًا:”نور ماتت… وانتي… خلاص، بقيتِ شخص تاني. ودلوقتي هتدفعي تمن أخطائك.”
جواد يضع يده على كتفه:”يلا يا فارس.”
فارس يمشي وهو ينظر إلى أخته بحرقة، لكن كل شخص لازم يجي اليوم اللي يدفع فيه تمن أخطائه
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية نياط القلب ) اسم الرواية