Ads by Google X

رواية نياط القلب الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم حور طه

الصفحة الرئيسية

 

  رواية نياط القلب الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم حور طه

أردام وهو يخرج هاتفه بعد أن فهم الإشارة: “نادية، ابعتي الرسالة.”
ثم يغلق المكالمة ويقول: “تمام، نادية هتبعت الرسالة اللي اتفقنا عليها.”
فارس: “ودلوقتي لازم نبدأ في الخطوة الثانية.”
وليد بحيرة: “أنتم هتعملوا إيه بالضبط؟”
أردام بهدوء: “دلوقتي حمايتك بقت مسئوليتنا لحد ما جواد يرجع بالسلامة، إن شاء الله. فارس هيوصلك لمكان آمن.”
فارس معارضًا: “لا يا أردام، اللي بدأناه مع بعض هننهيه مع بعض. مش هسيبك.”
أردام: “فارس، اسمع الكلام. مينفعش نعرض حياة الباشمهندس للخطر. لازم توصله للمكان اللي اتفقنا عليه.”

وليد بقلق: “أنا مش فاهم حاجة… بس مش هسيبكم لوحدكم. أنا معاكم.”
فارس: “أردام، الباشمهندس هيروح لمكاننا وأنا هفضل معاك. وأنت يا باشمهندس مش هينفع تكون معانا. أنت مصاب، وكمان وعدنا جواد إنك تكون في أمان.”
وليد بإصرار وقلق: “أنا مقدرش أسيبكم لوحدكم… الموضوع ده بقى يخصني كمان. إذا كنتم هتتعرضوا للخطر، فأنا مش هقف أتفرج.
أردام بهدوء وحزم، مع نظرة قوية في عينيه: “وليد، دورك دلوقتي إنك تفضل في مكان آمن. إحنا محتاجينك تكون بخير علشان جواد. ماينفعش نخاطر بيك. الوضع أصعب مما تتصور،و إحنا مش عايزين نخسرك.”
فارس بنبرة مريحة، يحاول تهدئة الموقف: “إحنا مش بنبعدك علشان نسيبك لوحدك، بالعكس، ده لصالح الكل. أنا وأردام هنكمل الخطة، وانت هتروح للمكان المتفق عليه. ولما نخلص كل حاجة، هنتقابل تاني، زي ما اتفقنا.”
وليد بتردد ممزوج بالقلق: “طيب… بس لو حصل أي حاجة، لازم تبلغوني فورًا. أنا مش هرتاح غير لما أطمئن عليكم.”
أردام بنبرة جادة ومؤكدة: “وعد يا باشمهندس. بس الأهم دلوقتي إنك تروح للمكان بأمان. فارس هيكون معاك لحد ما توصل.”
تأتي سيارة وتتوقف أمامهم، وينزل منها عمر. فارس ينظر إليه بابتسامة خفيفة.
فارس موجهًا الكلام لوليد: “متقلقش يا وليد، عمر صاحبي هيفضل معاك لحد ما نتأكد إنك في أمان.”
وليد بقلق يتزايد وهو ينظر إلى عمر: “أنا واثق فيكم،
أردام يسحب فارس جانبًا بسرعة، يبدو أنه متوتر.
: “إنت إزاي تتصرف من دماغك من غير ما ترجعلي؟ ليه كلمت عمر؟”
فارس بهدوء وثقة: “اهدى يا أردام، عمر صاحبي وأنا واثق فيه. هو ما يعرفش أي حاجة عن اللي بنعمله. كل اللي فاهمه إنه هيوصل وليد للمكان اللي قلت له عليه، وبس.، أنا مش هسيبك لما جواد يرجع إن شاء الله. لازم يلاقي بنته في استقباله… دي الحاجه الوحيد اللي هصلح بيه أخطاء أختي.”
أردام بعاطفة إنسانية، متفهمًا ما يمر به فارس: “ماشي يا فارس، بس بلاش تاخد قرارات لوحدك من ورايا.
يرجعان إلى وليد وعمر. فارس يرحب بعمر.
فارس مبتسمًا: “كنت عارف إنك مش هتخذلني. دايمًا جدع وصاحب صاحبي.”
عمر بثقة وتفهم: “طبعًا، هساعدك في أي حاجة تحتاجها.
فارس يشير إلى وليد: “ده الباشمهندس وليد. هتوصله للمكان اللي قلت لك عليه، ولازم توصلوا بأمان.”
أردام، وهو ينظر بجدية إلى عمر وعيناه لا تفارقان الساعة، قال: “هنعتمد عليك يا عمر. دلوقتي لازم تمشوا بسرعة، الوقت مش في صالحنا.” ثم أعطا الهاتف لوليد وقال: “التليفون ده هتبعت منه رسالة صوتية لنوال، تتأكد فيها إنك خرجت من المكان اللي حبستك فيه وإنك بقيت حر ومع جواد.” “مفيش مجال للغلط دلوقتي، كل حاجة مترتبة على الخطوة دي.”

وليد باطمئنان: “حاضر يا أردام، هبعت الرسالة، اطمن.” ثم نظر إلى الهاتف للحظة قبل أن يكمل: “كل حاجة هتتم زي ما خططنا.”
اردام، بنبرة جادة وحازمة، قال: “متنساش يا وليد، كل ثانية بتفرق دلوقتي. الرساله بتاعتك لازم نوال تخاف منها وتفكر الف مره قبل ماتعمل اي حاجه ضد جواد ووتين..
وليد :حاضر يااردام
فارس ينظر إلى عمر ويشد على يده بقلق خفيف: “خد بالك من نفسك… ومن الباشمهندس.”
عمر بابتسامة طمأنة، يمسك بيد وليد بلطف: “متقلقش. كله هيكون تحت السيطرة. يلا يا باشمهندس، لازم نمشي دلوقتي.”
يخرج عمر ووليد من المكان بسرعة، بينما يبقى أردام وفارس في وضع تأهب، يتبادلان نظرة أخيرة قبل أن يبدآ في الاستعداد للمرحلة التالية من الخطة.
****************
<<عودة من الفلاش باك>>
________________
نوال بصدمة: “لا، مستحيل!”
جواد بثقة: “تقدري تشوفي تلفونك وتتأكدي من كلامي.”
نوال بحركة متوترة تفتح الهاتف، وتجد رسالة صوتية واردة. تضغط على التشغيل، فتسمع صوت وليد يأتي فجأة، قويًا ومليئًا بالثقة التي كانت تكرهها وتخشاها::”كنتي فاكره انك مش هتسمعي صوتي تاني؟ أنا دلوقتي بره سجنك اللي حبستيني فيه. لو جواد ما رجعش هو ووتين… أنا مش هقولك إيه اللي هعمله. هبلغ عنك، وهقول كل حاجة أعرفها عنك. وانتي عارفة إن اللي أعرفه كتير… جدًا. نفذي اللي قاله جواد لو خايفة على نفسك.”
وبعد أن انتهت اول رساله تأتي رساله اخرا ،نوال بحركة متوترة تمسح عرق يديها في ملابسها قبل أن تفتح الرساله. قلبها ينبض بسرعة، تلتقط أنفاسًا سريعة وتضغط على التشغيل بأصابع مرتجفة.ياتي صوت والدها وهو يتوسل: “نوال، أنا في إيدين جواد. لو ما نفذتِش كل اللي يطلبه منك هيقتلني. لازم تسمعي كلامه.”
نوال تسقط الهاتف من يدها، وتتراجع بخطوات سريعة إلى الخلف. عيناها تمتلئان بالدهشة والخوف.
“جواد مبتسم بنصر،:: أنا قلتلك إن أنا اللي هنزل بتتر النهاية، وأنتي مجبورة تنفذي كلامي.”
نوال: “اوعى تفكر إنك كده كسبت؟ ده مجرد شو مؤقت. أنا مش هسيبك تعيش حتى لو عندك كل الأدلة دي. العالم ده بتاعي، وأنا اللي بتحكم فيه.”
جواد يهز رأسه بهدوء: “أنتِ مش فاهمة يا نوال. السيطرة مش في إنك تملكي الناس بالخوف. السيطرة الحقيقية إنهم يختاروا يبقوا معاكِ، من غير تهديد، من غير خوف. وأنا خلاص… قدرت أخرج كل جرايمك وبقت مكشوفة. ما قدامكش غير إنك تسمعي كلامي.”
نوال تتوتر أكثر، عيناها تتنقلان بسرعة، تدرك أن اللعبة قد تكون فعلاً على وشك الانتهاء.
بغضب وصوت مرتعش: “أنا مش هخسر! أنا اللي بحدد النهاية.” تشير بالمسدس نحو جواد بثبات مخيف، وبصوت منخفض ومليء بالتهديد: “لو اللعبة انتهت… هتنتهي بشروطي.”

يظل جواد هادئًا، ينظر في عينيها بلا خوف: “لو دي آخر ورقة عندك، يبقى فعلاً خسرتِي. مش السلاح اللي بيكسب اللعبة، السلاح الحقيقي هو العقل. وأنتِ غرورك لغي عقلك، وعلشان كده خسرتِي.”
جواد وهو ما زال مقيدًا: “اللي بتعمليه دلوقتي هو اعتراف بالخسارة. وإنك خلاص… فشلتي.”
يدها تبدأ في الارتجاف قليلًا. تنظر إلى المسدس ثم إلى جواد، وتشعر بأن الكلمات بدأت تؤثر عليها. صمت ثقيل يسيطر على المكان.
نوال بصوت مرتعش: “أنا… أنا مش هفشل. بنتك لسه تحت إيدي.”
جواد بصوت ناعم: “أحب أقولك إن بنتي في حضن أهلها. وفي مكان ما حدش يقدر يوصلهم فيه. انتهت اللعبة يا نوال.”
******************
<<فلاش باك>>
أحلام وهي تجلس بجانب طفلتها بعد أن غطت في النوم، تحضنها بحنان وتضعها بحذر في السرير. الصمت يلف المكان، لكن فجأة يرن هاتفها. تنظر إلى الهاتف بقلق وترى رقمًا غريبًا على الشاشة. ترد باضطراب: “أيوة مين؟”
يرد سلطان بلهفة: “أنا سلطان يا أحلام.”
أحلام بصوت مضطرب: “سلطان؟ أنت فين؟ ليه ما رجعتش البيت؟ إنت كويس؟”
سلطان بصوت جاد ومضغوط: “أحلام، اسمعيني كويس. مافيش وقت أشرح لكِ. لازم تاخدي بنتنا وتخرجي من الفيلا حالًا، من غير ما حد يحس.”
أحلام بدهشة وتوتر: “في إيه يا سلطان؟ إزاي عايزني أخرج دلوقتي أنا وبنتك؟ إيه اللي بيحصل؟ لازم تفهمني!”
يتنفس سلطان بعمق ويحاول الحفاظ على هدوئه رغم التوتر الواضح في صوته، وبصوت حاسم: “مافيش وقت لشرح التفاصيل، قلت لك لازم تخرجي. هبعت لك العنوان دلوقتي. تعالي من غير ما حد يشوفك، لو سمحتي.”
أحلام تنظر حولها بقلق، تسمع صوت قلبها يتسارع. تنهض من مكانها، عينها على طفلتها، وهي تحاول أن تستوعب خطورة الموقف، والقرار الذي يجب أن تتخذه بسرعة. تهمس لنفسها: “يا رب استر… بس غريبة، أول مرة يتكلم معايا بالشكل ده.
*******************
<< داخل سيارة “أردام>>
التوتر بينه وبين “فارس” واضح بعد انتهاء المكالمة. فجأة، يوجه أردام ضربة خفيفة على رأس فارس وهو يبتسم بمكر، قائلاً بسخرية: “بص لي يا فارس، يعني إنت بجد مصدق إن واحد زي سلطان هيتكلم بالحنية دي مع مراته؟ ربنا يستر وما تحسش بحاجة.”
فارس بثقة، وهو يحاول طمأنة نفسه وأردام: “إن شاء الله الأمور هتعدي بسلام، وهي هتيجي ومعاها بنت جواد.”

يهز أردام رأسه بتفكير عميق، لكنه يحاول إخفاء قلقه بابتسامة، وبنبرة هادئة: “يا رب، أتمنى يكون كلامك صح، لأن لو شكت في حاجة… كل اللي بنخطط له هينهار.”
فارس: “كل حاجة هتبقى تمام، أول ما تخرج من الفيلا من غير ما حد يلاحظ، بعدها الأمور هتبقى أسهل.”
******************
<<عند أحلام>>
تضع أحلام الهاتف بيد مرتجفة وتجلس لثوانٍ تحاول استيعاب المكالمة. صوت سلطان لا يزال يرن في أذنها، وكلماته الجادة تخترق عقلها. تنظر إلى طفلتها النائمة بسلام وتشعر بوخزة في قلبها. تخاف أن يكون هناك شيء خطير لا تعرفه، لكن حبها وحمايتها لطفلتها يدفعها للتحرك.
بصوت خافت: “لازم أعمل اللي قاله سلطان، حتى لو ما فهمتش السبب.”
تنهض بسرعة، لكنها تتحرك بحذر. تلتقط حقيبة صغيرة وتضع فيها بعض الأشياء الأساسية. تقترب من سرير طفلتها بهدوء، وتلفها بالبطانية بعناية لتجنب إيقاظها. تشعر بقلبها يخفق بسرعة وهي تحملها بين ذراعيها، وتسمع صدى خطواتها في الفيلا الهادئة وهي تسير نحو الباب.
قبل أن تفتح الباب، تقف لبرهة مترددة: “يا ترى في إيه؟ هل سلطان بخير؟” لكنها تتذكر كلماته الجادة وتشعر بضرورة التحرك. تفتح الباب بهدوء وتخرج دون أن تلتفت خلفها.
في السيارة مع أردام وفارس
يلتفت أردام إلى فارس قائلاً: “من المفترض إنها تخرج حالًا.”
فارس: “أول ما تخرج من الفيلا، هنخدها هي والطفلة. أحلام بريئة ولازم نحميها هي وبنت جواد.”
أردام: “إن شاء الله.”
بعد مرور وقتٍ قليل، خرجت أحلام من الفيلا ومعها الطفلة. انتظروا حتى ابتعدت قليلًا عن الفيلا، ثم تحركوا بالسيارة وتوقفوا أمامها. نزل أردام وفارس.
تتردد أحلام للحظة وهي تحمل الطفلة بين ذراعيها، عيناها تتحركان بسرعة بين أردام وفارس. قلبها ينبض بالخوف والتساؤلات. احتضنت أحلام الطفلة بخوف: “إنتوا مين؟ وعايزين إيه مننا؟”
أردام يتقدم خطوة صغيرة نحوها، يرفع يده بهدوء ليشير بأنه لا يقصد التهديد: “مدام أحلام، أنا فاهم إن الموقف صعب، وإنك مش عارفة تصدقي مين، لكن لو سمحتي، احنا هنا عشان نحميك.”
فارس يأخذ نفسًا عميقًا ويتحدث بصوت أهدأ وأكثر رزانة: “احنا هنا عشان نساعدك، ما عندناش وقت كتير. في خطر حقيقي عليك وعلى الطفلة. جوزك… فيه حاجات كتير مش واضحة ليكي عنه، لكن المهم دلوقتي إنك تيجي معانا.”
تزداد حيرة أحلام، لكن نظرتها تنتقل إلى الطفلة التي تعكس وجهها البراءة والقلق. تهمس: “سلطان… هو اللي بعتكم، صح؟”

يهز أردام رأسه بالنفي بهدوء: “لا، مش هو اللي بعتنا. لكن أكيد عارف إن في خطر عليك. المكان هنا ما بقاش آمن ليكي. خلينا ناخدك لمكان تاني، وبعدها هشرح لك كل حاجة.”
يقترب فارس بحذر ويبسط يده نحو الباب الخلفي للسيارة: “من فضلك، اركبي معانا. احنا مش هنا عشان نأذيك. لو كنتي مش خايفة على نفسك، على الأقل خافي على الطفلة… الوقوف هنا خطر كبير.”
رغم ترددها، تشعر أحلام أن لا خيار أمامها. تنظر حولها بحذر، ثم تنظر إلى وجه الطفلة الذي يعكس البراءة والقلق. بتنهيدة ثقيلة، تقترب ببطء من السيارة وتقول بصوت منخفض: “ماشي، بس لو كنتم بتضحكوا عليا… هتعرفوا مين أحلام.”
يبتسم أردام بهدوء وهو يفتح الباب: “وعد، ما حدش هيقرب منك بأي أذى.”
تركب أحلام السيارة وهي لا تزال متوترة، لكنها تعرف أن هذا قد يكون الخيار الوحيد لحماية نفسها وطفلتها.
*******************
<<عوده من الفلاش باك>>
جواد ينظر لها بعيون ثابتة: “زي ما قولتلك، اللعبة خلصت. وأنا اللي هنزل بتتر النهاية.”
نوال بعيون مشتعلة بالغضب، تحاول أن تستجمع قوتها: “لسه مخلصتش. مش هسيبكوا تخرجوا من هنا سالمين. عندي أوراقي الخاصة، وأقدر أهدد حياتك وحياة كل اللي حواليك.” ثم تتحدث في الهاتف.::تطلع تجيب عمته وأخته.
وتين بخوف: “نوال، لو قربتي منهم، أنا هقتلك… صدقيني، هقتلك.”
نوال تضحك، تحاول إخفاء ضعفها وتستجمع قوتها: “القطه البريئة هتعرف تقتل.”
وتين: انتي قتلتي البراه دي. لو ماما وبيسان حصلهم حاجة، هقتلك يا نوال، سامعة؟ هقتلك.”
جواد ينظر إلى نوال بنظرة حازمة ثم يقول: “عندك فرصة أخيرة، يا نوال. إما تعقلي ومضيعش نفسك أكتر من كدا، أو تدخلي في حرب مالهاش أي مخرج. كل حاجة في إيدك دلوقتي.”
 

google-playkhamsatmostaqltradent