رواية عشق الاقدار الفصل الثالث 3 - بقلم اسيل زرافه
الفصل الثالث
على أوتارِ الهوى تراقصَ قلبهُ بنغماتٍ مولهة،
فاستلهب عشقهُ الدَّنِف لهــا أنفــاسه المُسعّرة .
أسعفها كمُقاتلٍ في معركةٍ انذعَر فيها ضياعهـا منهُ،
فأصابتهُ فیها بسهمِ تهورِهـَا ونَزَقِها وتزِايلت عنهُ .
لم يندَحِر مُطلقًا وتشدَّد أكثر ليرسِي لهــــا عنـفوانِ ولهه .
فهي فـاتنة رهيـفة بنزاهتهـَـا استأثرت كـامل كيــانه،
فارعوى بــاغي انكفـاءِهــا إليه مُعلنًا بعشقهِ لهِفَهِ،
مُرددًا من داخل قلبهِ الهائم حبيبتي فلتغفرِي لي،
هرع الجميع إلى غرفة سيدرا ووجدوها قد استيقظت بالفعل
عمر ببكاء وهو يحتضنها : سيدرا بنتي خفت اخسرك
سيدرا بتعجب : انا فين وانت مين ومقرب مني كده لييه
عمر بصدمة : سيدرا انا بابا يا عمري
_: بابا مين يا جدع انت انا ليالي وابويا طااار وتوكل ودلوقتي مدفون في قبره
عمر بصراخ : دكتورررر دكتووررر
نظر لها محمد وكريم بعدم إستيعاب ما يرونه الآن ليس حقيقي وسوف يستيقظون بعد قليل من النوم علي صوت والدتهم الحنون ومرح شقيقتهم
بعد لحظات وقف الطبيب أمامه وهو يحاول تنظيم أنفاسه المسروقة : ن..نعم يا عمر باشا آنسه سيدرا كويسة
_: بنتي شوفها حالا هي مش فكراني وبتقول ان اسمها ليالي انا هتجنن رجع لي بنتي زي ما كانت مش ناقص وجع اكتر من الوجع اللي حاسه
_: تمام اتفضلوا برا عشان اقدر اكشف عليها
خرج الجميع ووقفوا أمام الغرفة ولا تزال الصدمة علي معالمهم
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بعد لحظات
لم يتحمل عمر الانتظار اكثر فاقتحم الغرفة بقوة واتجه ناحية ابنته يحتضنها بقوة
_: روحي وقلبي انا عارف انك بخير سيبك من الدكتور ده تعالي يلا نروح البيت
سيدرا وهي تحاول ابعاده عنها : ابعد عني يا جدع انت والا هبلغ البوليس انا معرفش انتم مين ولا انا فين وايه اللي جابني هنا
عمر بجنون : لا انتِ بنتي ومش هبعد عنك
سيدرا بردح : لا بقي يا روح طنط انت تبعد والا هجيبلك كل رجالة الحارة عندنا يظبطوك يا دلعدي انتم عايزين تسرقوا أعضا**ئي مش كده ده انا هخلي اللي يشتري يتفرج عليكم يا مجر**مين
أمسك عمر صدره وحاول أن يهدأ أنفاسه حتي لا يخسره أبناءه للأبد
اقترب الطبيب بسرعة من سيدرا واعطاها ابره مخدر ثم اتجه ناحية عمر واعطاه هو الآخر ابره مهدئة
وهنا كانت اللحظة التي قطمت ظهر البعير وجعلت كلا من محمد وكريم أن يستوعبوا انهم كل ما عاشوا وسيعيشوه حقيقة لا مفر منها
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
مرت دقائق كثيرة حتي مر 4 ساعات
استيقظت سيدرا من المخدر وهي تنظر حولها بحثا عن شئ ما
جلست علي سرير المشفي وكانت أن تضع قدمها علي الأرضية وقعت متألمة
سيدرا بوجع : حد هنا حد يجي يساعدني
دخل محمد بسرعة وساعدها في النهوض من مكانها
_: عاملة ايه دلوقتي يا سيلا
سيدرا ببكاء هستيري : لا مش كويسة خالص يا محمد اللي حصل ده مش حقيقة صح
محمد بوجع وحسرة : كان نفسي يبقي خيال اللي احنا بنعيشه ده صعب
سيدرا بوجع : عايزة اشوفها قبل ما..ما تتدفن
أكملت بخوف : بابا فين هو كويس صح قولي بسرعة هو فين
محمد بتوتر : انتِ فاكراه وفكرانا مش كده
سيدرا وهي تشهق ببكاء : انت بتقول ايه يا محمد حد ينسي أبوه وأخواته
محمد بهمس : الله يستر واللي في دماغي مطلعش صح
محمد بحنان : بابا كويس متقلقيش اهدي يا حبيبتي هشيلك انتِ مش هتقدري تمشي لأنك عملتي حادثة ورجلك متجبسة يا هبلة
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في مكان آخر نذهب إليه لأول مرة
كانت تلك الشابة تدخن سيجارتها و تتحدث بالهاتف مع أحدهم وما كانت سوى زينب تلك الفتاة التي امتلأ قلبها بالحقد و الشر و أصبحت حياتها مرتكزة على الأموال و ....كريم
زينب (بخبث): أيوه..مات**ت... خلصتك منها
مجهول بضحكة خبيثة : برافو عليكي يا زينب... جدعة من يوم ما عرفتك
زينب بغرور : متنسيش انا زينب السوداني
مجهول : ههههه مش هنسي يلا أنا هقفل دلوقتي عشان ميشكوش فيا....
زينب : تمام مع السلامة
انهت محادثتها مع ذلك المجهول و جلست شاردة تفكر في امر مهم
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بعد يومين في فيلا العطار
كانت تعج بالناس الذي أتوا لحضور الجنازة منهم الحزين ومنهم الشامت ومنهم السعيد و قد أصرت سيدرا على العودة للمنزل و حضور الجنازة بعد ان اطمئنت علي صحة والدها ورأت والدتها للمرة الاخيرة ورغم أنها لم تشفى تماما وحالتها الجديدة التي لا تعلمها للآن ولكن رغم كل هذا و تحت اصرارها الشديد وافق والدها و اخوتها
كانت تجلس في غرفة والدتها تحتضن وسادتها وتبكي بشدة فهي كانت متعلقة بوالدتها للغاية
حاول أصدقائها "ميرا"..و "كرم"..و "صفا" و "ليث" تهدئتها
ميرا : بحزن خلاص يا سيدرا أنتي بكده بتزعليها اكتر ادعيلها بالرحمة بس هي في مكان احسن من هنا
سيدرا ببكاء : بس أنا سيبتها الصبح كويسة...مع..معرفش حصل ايه
كرم بحزن : الموت مش بيستني حد دي اقدار وكتبها الخلاق
قاطعهم دخول حياة و زينب و قد رسمتا ملامح الحزن ببراعة شديدة لكن بداخلهما سعادة لا توصف فهما تحبان رؤية الجميع حزين و بالأخص عائلة العطار
حياة بحزن مصطنع : البقية بحياتك يا سيدرا
لم ترد عليها سيدرا في حين أجابتها صفا ببرود و لا مبالاة فالجميع يعرفون لونهم الحقيقي
_: الله يسلمك يلا اتفضلوا معايا لغرفة الضيوف
شعرت الاختان بالحنق و الغضب من تصرف صفا في حين نظر اليهما الآخرون بانتصار فهذا ما يستحقه أشخاص مثلهما
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في الاسفل بحديقة الفيلا
كان عمر يجلس مهموما شاردا يفكر كيف ستكون حياتهم بعد رحيل زوجته و رفيقة دربه فهو لا يستطيع الاعتناء ب"سيدرا" بمفرده بعد حالتها تلك وأبناءه كريم ومحمد لا يعرف ماذا سيفعل هو يشعر بالعجز والتوهان وبعد تفكير عميق توصل إلى قرار ما و عزم على تنفيذه بعد انتهاء الأربعين
كانت زينب تتجول في الأرجاء هنا و هناك تختار شخصا ما لكي تجعله يفتعل مشكلة وقع نظرها على محمد
فإبتسمت بخبث وتوجهت إليه قائلة بحزن أتقنته جيدا
_: عامل ايه دلوقتي يا محمد بيه البقية بحياتك
محمد بتأفف ولا مبالاة : عايزة ايه يا زينب
زينب بتمثيل الحزن : الله يرحمها طنط هدى كانت كويسة بس نعمل ايه المرض ما كانش لبه علاج وكده كده كانت هتمو**ت
صعق محمد من كلام زينب سحبها معه بعنف و قبض على عنقها و أردف قائلا بشراسة
_: قصدك ايه بالكلام ده؟
زينب وهي تكاد تختنق من قبضة محمد : بقولك أن طنط هدى كانت تعبانة و بالرغم أن عمر بيه وداها علي مستشفيات كتير وعرض حالتها على أفضل الدكاترةزبس مفيش نتيجةوو اهو ربنا رحمها من العذاب و اخدها لرحمته
ترك محمد زينب بصدمة و عدم تصديق هل والده كان يعرف بمرض والدته ولم يخبرهم؟ أسرع إلى والده الذي فوجئ من رؤيته بهذه الحالة
عمر بقلق : في ايه يا ابني
محمد بغضب جحيمي : هي ماما كانت تعبانة ومقولتلناش
كريم بهدوء لحل المشكلة حتي لاتتضخم الأمور : اهدي يا محمد و بعدي نتكلم مينفعش نتكلم قدام الضيوف
محمد بحدة : كنت عارف مش كده وخبيت عليا
كريم بتوتر : محمد... أنا.....
محمد بإنهيار : الواضح انِ أنا الوحيد المنبوذ الي ميعرفش وتلاقي سيدرا عارفة كمان
عمر بسرعة: لا هي متعرفش احنا ما كناش عايزين نشغل دماغكم بس كريم عرف بالصدفة لما شاف تحاليل أمك بالمكتب ضغط عليا وأنا كنت مضطر انِ اقوله
محمد بسخرية : الظاهر انِ كنت مغفل أنا ازاي ملاحظتش أن كريم الابن المدلل و محمد هو الخدام بتاع عيلة العطار بس
عمر بقلق على حالة محمد : محمد مش كده يا ابني...والله أنت فاهم غلط..... أنت..
ارتفع صوت صراخ محمد و أردف قائلا بجنون : أنا فاهم صح....و لو سمحت..متكدبش عليا تاني...ليه تعمل فيا كده... ليه.... انا مش ابنك صح قولي انت جابني من الشارع
أسرع إليه زين في محاولة لتهدئته
_: اهدي يا محمد المشاكل مش بتتحل بالزعيق
أبعد محمد يد زين عنه و صاح بحدة و غضب : ابعد عني أنت التاني
جاءت سيدرا و أصدقاؤها على صوت صراخ محمد العالي
سيدرا بخوف وقلق : بيحصل ايه هنا انتم بخير
نظر إليها محمد و ابتسم ثم قال بسخرية : أنا هقولك يا سيدرا هانم...ايه الي بيحصل من ورا ظهورنا
أشار إليه والده بعينيه أن لا يتكلم لكن تجاهل محمد نظراته
_: القصة و ما فيها أن ماما كانت تعبانة ...و تعبها كان متقدم... وملهوش علا بس عمر بيه و كريم بيه كانوا عارفين ومقلوش لحد ههه حتي ماما مقلتلناش حاجة ما هو احنا مش أكياس جوافة يا عالم....
سيدرا بغضب : الكلام ده صح با بابا
عمر بضعف : سيدرا بنتي احنا....
كأن حديث عمر الغير مكتمل هذا قد أكد كلام محمد سقطت سيدرا مغشيا عليها و كان زين أول من أمسكها لأنه كان يقف بالقرب منها
زين بقلق لم يستطع اخفائه : سيدرا... سيدرا....
ناولها لشقيقها محمد الذي حملها و صرخ بغضب : اتصلوا عالدكتور بسرعة
فوجئ جميع الحاضرين مما يحدث حولهم في حين ابتسمت زينب بشماتة فما خططت له قد نجح غمزت لها شقيقتها حياة و غادرتا المكان بعد أن تسببتا في إشعال الفتنة بين أفراد عائلة العطار
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
يا ترى هدى ماتت موتة طبيعية و لا في حد خلص عليها ؟
مين المجهول اللي كانت زينب بتكلمه ؟
تتوقعوا محمد هيفوق وبعتذر بعد الكلام اللي قاله ولا لأ!!
وحالة سيدرا هتكون ازاي ؟؟
عايزة آرائكم و توقعاتكم 🦋
دمتم سالمين ❤️🦋
•تابع الفصل التالي "رواية عشق الاقدار" اضغط على اسم الرواية