رواية نوح و الامانة الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم زهرة وسط اشواك

الصفحة الرئيسية

 رواية نوح و الامانة الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم زهرة وسط اشواك 

رواية نوح والأمانة الفصل الثامن والعشرون 
بعد اسبوع
فى فيينا
كانت نيرة تنام نوما عميقا وهى متلحفة بغطائها فكان الطقس باردا بشدة وكانت تدفن رأسها تحت الغطاء ولا يظهر من وجهها سوى طرف انفها وشفتيها ، وكان ايمن آتيا لتوه من الخارج ، فقد ذهب منذ فترة ليحضر بعض الاحتياجات ، وما ان دلف الى الغرفة حتى وضع مكواة الملابس فى القابس الكهربى وقام بتغيير ملابسه بسرعة ، ثم مرر المكواة على قطعة ملابس تخص نيرة ، ثم اخذ قطعة الملابس واندس بها تحت الفراش بجوار نيرة وقام بوضعها على كتف نيرة والذى كان مكشوفا لتبتسم نيرة تلقائيا وهى لا زالت نائمة ليقترب منها ايمن ليقبلها قبلة رقيقة بجوار فمها قائلا بعشق : اصحى بقى وحشتينى
نيرة وهى مابين النوم واليقظة : بردانة وعاوزة اكمل نوم
انا سخنتلك الروب بتاعك بالمكواة ..قومى ياللا البسيه عشان تفضلى دفيانة وياللا عشان جايبلك معايا الاسبريسو بتاعك قبل مايبرد
لتفتح نيرة عيناها بابتسامة عشق قائلة : حبيبى اللى على طول مهنينى ومدلعنى
ايمن : وانا ليا غير اللى ساكنة قلبى ، ياللا ياحبيبتى اتعدلى
ليساعدها ايمن على الاعتدال وهو يضع فوقها الروب ويساعدها على ارتداءه وسط تقبيله لها بين كل حركة والاخرى
نيرة ضاحكة : قال وانا اللى كنت عمالة اتريق عليك لما لقيتك جايب معاك المكواة ، ماكنتش اعرف انك جايبها لاستخدامات اخرى
ايمن ضاحكا: دراسات الجدوى برضة ليها فايدتها
نيرة وهى تندس بين احضانه : وانت بقى كل حاجة بتعملها ..بتبقى عامللها دراسة جدوى
ايمن بعشق : الا حبى ليكى ، انفرض عليا من غير مااعمل حسابى لاى حاجة
نيرة : هتفضل تحبنى كده لامتى ، خايفة ييجى يوم وحبك ليا يقل او يخلص
ايمن : عمرك سمعتى ان موج البحر خلص او قل
نيرة : لا ، بس ممكن يهدى
ايمن : حتى لو هدى بيرجع من تانى لجنونة وهياجانة ، اهو حبى ليكى زى موج البحر لا بيهدى ولا عمره فى يوم هينام
………………….
فى شرم الشيخ
كان اسامة وخديجة يسيران على شاطئ البحر وهما متشابكى الاصابع
اسامة بابتسامة وهو ينظر لخديجة ،: مبسوطة ياخديجة
لتنظر له خديجة بحب ثم ابتسمت وقالت : عمرى ماكنت مبسوطة زى وانا معاك
اسامة وهو يضمها تحت جناحه وهما يواصلان سيرهما : ربنا يقدرنى واسعدك
خديجة : وانت يا اسامة ..مبسوط
اسامة : الا مبسوط ، انتى مش عارفة انا بحبك اد ايه ياخديجة
خديجة بسعادة : لو تعرف سعادتى بتبقى اد ايه لما بتندهلى باسمى
اسامة باستغراب : طب مانا على طول بندهلك باسمك
خديجة : لا مش كده ، اقصد لما بتقوللى يا خديجة ، لانك ساعات كتير بتقوللى ياديجا ، بس بحب خديجة منك اكتر ، اكتر من اى حد تانى
اسامة بابتسامة: اشمعنى
خديجة وهى تدخل نفسها بين ضلوع جنبه : بحس فيها بحبك اوى ، بحسها اكنها حضن دافي بياخد قلبى بالحضن فى ليلة شتا
ليقف اسامة ويدير خديجة لينظر بعينيها ثم يقول بمرح : ايه ده ، طب ما احنا بنعرف نقول كلام زى الفل اهوه ، اومال ايه
خديجة بمناغشة : ايه
اسامة : طب بقوللك ايه ، بمناسبة اننا فى الشتا .. والنهار قرب يروح ، ماتيجى فى حضنى ادفيكى ونطلع اوضتنا
لتفلت خديجة نفسها من بين يديه وتقول : بقولك ايه يا اسامة
اسامة : قولى ياقلب اسامة
خديجة : انا مش طالعة اوضتنا غير لما تغدينى ، انا جعانة ، وانت كل يوم تنصب عليا وتاكل عليا الغدا
اسامة بقلة حيلة وهو يرفع يديه للسماء: اشكو اليك
ثم ينظر اليها وهو يعض على نواجذه ويقول : اتفضلى ياحبيبتى على المطعم عشان نتغدى ونتعشى بالمرة
………………………
فى باريس
كانت نيللى تجلس بشرفة حجرتهما بالفندق والذى يطل على برج ايفل وهى تمسك لوحة وفرشاة وتقوم برسم البرج وساحته ورسمت نفسها باحضان حاتم امام البرج ، ليقول لها حاتم من خلفها : انتى بجد فنانة
نيللى بابتسامة : ميرسى ياحبيبى
حاتم : مش هترسميلى لوحة
نيللى : عاوزنى ارسمك
حاتم : ااه ، بس مش وشى
نيللى باستغراب : اومال ايه
حاتم وهو يقترب من وجهها ويلتقط قبلة سريعة ثم يقول : وشك انتى
نيللى : انت عاوز لوحة ليك واللا ليا
حاتم وقد جذبها اليه لتقف بين احضانه : لوحة لقلبى اللى لو دخلتى جواه مش هتلاقى غير ملامحك انتى وبس
نيللى بابتسامة خجل : وبعدها معاك
حاتم : هو انا عملت حاجة
نيللى : دايما بتتعمد تكسفنى بكلامك
حاتم ،: انا فعلا عاوزك ترسميلى لوحة لوشك ، عشان احط الاصل فى بيتنا وهصغرها على الكمبيوتر نسختين ، هحط نسخة على مكتبى ونسخة فى عربيتى
نيللى : طب ماتحط صورة طبيعية وخلاص
حاتم : تؤ تؤ ..عاوز ريحتك تبقى فيهم ، لمستك واحساسك
نيللى : طب افرض رسمتها وماعجبتكش
حاتم : مستحيل ، الايدين دى ، قالها وهو يرفع كفا يديها الى فمه ليقبلهما ، اللى علقوا قلبى بصاحبتهم عمرهم مايعملوا حاجة ماتعجبنيش ابدا
…………………
فى الموقع
كانت امانة لا زالت تضع كل تركيزها فى العمل وتتجاهل نوح تماما فيما بينهما وتكاد لا تتحدث معه الا امام زملائهم او العاملين بالموقع الى ان جاء لنوح مهاتفة تليفونية من عبد الراضى والذى كان يشرف بنفسه على اعمال الشركة حتى عودة حاتم من شهر العسل
عبد الراضي : عاوزك انت وامانة تعملولى مع بعض مذكرة بالجزء اللى تم انجازه فى القرية يانوح وتبعتهولى على بكرة بالكتير ولو امكن يكون بالانجليزى
نوح  : سهلة يا فندم ، بس خير
عبد الراضى : فى شركة اسبانية عاوزة تعمل سلسلة قرى سياحية بشراكة مصرية عندنا فى مصر وخاطبتنا بالكلام ده  وفى وفد من عندهم نازل مصر الاسبوع اللى جاى ، وعاوزين يشوفوا كام موقع من عندنا ، ولما كلمت حاتم رشحلى القرية عندكم من ضمن المواقع اللى اخليهم يزوروها بما انها تحت اشرافك انت وامانة
نوح بابتسامة : تمام يافندم ، تحت امرك ، بكرة قبل الضهر ان شاء الله التقرير هيبقى على مكتبك
عبد الراضى : ماشى يابنى ، وبلغ سلامى لامانة
وبعد ان اغلق نوح الهاتف اتسعت ابتسامته قائلا : هتقعدى معايا يا أمانة وهتتكلمى ، حتى لو فى الشغل بس مش مشكلة …اهى بداية على الاقل
ليستدعى نوح  امانة على جهاز اللاسلكى الخاص بها لتذهب اليه فى المكتب لامر طارئ
وعندما تأتى اليه يتعمد نوح التعامل معها بجدية شديدة ، فيقص عليها على الفور ماطلبه منه عبد الراضى ..طالبا منها الجلوس معه على الفور لاعداد ذلك التقرير
امانة : وليه نعمل التقرير بالانجليزى ، مانعمله بالاسبانى على طول
نوح بدهشة : وانتى تعرفى اسبانى
امانة : ايوة ، والمهندس محمود كمان بيتقن الاسبانى
نوح وبعينيه لمعة فخر بها : برافو يا امانة ، بس اتعلمتيها امتى
امانة : انا ونيرة واخدين فيها كورسات مع بعض من ايام الجامعة
نوح : واشمعنى الاسبانى يعنى
امانة : دى مش اول شركة اسبانية نتعامل معاها دى يمكن سادس او سابع شركة
نوح : طب ليه عبد الراضى بيه طلبها بالانجليزى
امانة : لان مش هو اللى متابع كل الكلام ده ، الكلام ده من زمان مع حاتم ، هو اللى ماسك الشغل ده ، انا اصلا من يوم ما اشتغلت فى الشركة ماشفتش عبد الراضى بيه غير يمكن واحنا بنخطب نيرة لايمن
نوح : طب اكلمه اساله تانى واللا ايه
امامة : مالوش لزوم ، احنا بكل بساطة نعمل التقرير نسختين ، نسخة بالانجليزى ، ونسخة بالاسبانى
نوح وهو يومئ براسه موافقة على حديثها : ماشى ..ياللا نبتدى
ليظلا منكبين على اعداد التقرير بقية اليوم حتى ان زملائهم قد اوصلا لهما عدائهما وعشائهما ايضا الى المكتب
وبعد انتهائهما من اعداد التقرير باللغتين ومراجعتهما جيدا وارفقا به تصويرا لكل ماتم العمل به نظر نوح الى ساعة يده ليجد ان الساعة قد قاربت من منتصف الليل ليقول : يااه
ده الوقت سرقنا على الاخر ، الساعة داخلة على اتناشر ، تفتكرى ابعت التقرير دلوقتى واللا استنى لبكرة
امانة : انا رايى تبعتهوله دلوقتى على الفاكس والايميل كمان ، بحيث انه لو عاوز يعدل حاجة يلحق يطلبها
نوح : عندك حق ، خلاص اطلعى انتى بقى نامى وارتاحى وانا هبعتهم واروح انام انا كمان
امانة وهى تنهض من مكانها : ماشى ..تصبح على خير
نوح بدعابة : ايه الندالة دى ، ده بدل ماتقوليلى لا هستنى معاك ونطلع سوا بعد ما تخلص
امانة : بس احنا خلصنا ، انت يادوب هتبعت الميل والفاكس وخلاص
نوح : يعنى هانت …طب ماتقولى لنفسك
امانة ،: لو عاوزنى استناك هستنى
نوح ببعض الضيق  من عدم اهتمامها : لا يا امانة ..روحى انتى انا كنت بهزر معاكى ، ياللا انتى تصبحى على خير
لتشعر امانة بانها قد احرجته ولكنها لم تستطع التراجع عن موقفها فقالت وهى تتجه الى الخارج : عموما لو احتجت حاجة كلمنى
نوح وهو يهز رأسه بالنفى : لا ان شاء الله مش هحتاج حاجة ، ياللا روحى انتى
لتخرج امانة من المكتب وهى تلتفت الى اليمين جهة السلم المؤدى الى الاعلى لتتقاجئ امامها بكلب ضخم اسود اللون واقفا متحفزا للهجوم عليها  ، وبسرعة بديهة رجعت مسرعة الى المكتب محاولة اغلاق الباب بسرعة وكادت ان تنجح ولكن مخالب الكلب كانت قد اشتبكت بخمارها من الخلف لترتد بظهرها على باب المكتب الذى ارتد بقوة لينغلق على اقدام الكلب والذى تنبه له نوح على صوت نباحه المفاجئ مع صوت حركة امانة فى عدوها
حدث كل شئ فى دقائق معدودة وكأنه شريط لفيلم تسجيلى ، فعندما التفت نوح على صوت الحركة المفاجئة من خلفه ووجد أمانة وهى تعدو محاولة اغلاق الباب ، اندفع باتجاهها ليستطلع الامر وقد ظن انها رأت لصا ما بالمكان ، ولكنه لمح جسد الكلب الضخم ومن حسن حظهم ان الباب قد اصاب الكلب فى قدمه ولكنه قد مزق خمار امانه تماما مما تسبب فى اصطدام ظهرها بيدها اليسرى والتى كانت تصرخ الما بسببهما
ليحتضنها نوح وهو يهدئ من روعها وهو يحاول ان يثبت الباب الذى لم ينغلق تماما فما زالت قدم الكلب بين الباب والحائط ليمد نوح يديه ليجذب مقعد ضخم من مقاعد المكتب ليضعه خلف الباب ويجلس عليه وهو ياخذ امانة باحضانه وهو يتفقدها ويحاول طمأنتها ، ثم تناول جهاز اللاسلكى الخاص بالعمل من جيبه وقام باستدعاء الغفراء القريبين من مبنى السكن وهو يخبرهم بما حدث ويحذرهم من ان يصاب اى شخص باى مكروه ، ثم عاد للحديث مع امانة قائلا : امانة ..حبيبتى انتى كويسة ، ماتخافيش ياحبيبتى ماحصلش حاجة ، بس قوليلى ايه اللى واجعك
امانة ببكاء شديد : كتفى ودراعى يانوح بيوجعونى اوى مش قادرة
نوح وقد بدأ صوت الغفراء يقترب منهم : ماتقلقيش ياحبيبتى ، اول ما الغفراء يتصرفوا هاخدك على المستشفى عشان اتطمن عليكى
امانة : عاوزة اطلع اوضتى الاول اغير الخمار …اتقطع
نوح : حاضر ، نتطمن بس انهم موتوه ، وهعمللك كل اللى انتى عاوزاه
ليسمعوا صوت صراخ الكلب بعد صوت طلقة نارية ، لتصرخ امانة منتفضة بين احضان نوح ، ليضمها نوح محاولا طمأنتها وسط عراك قلبه الذى لم يهدأ من خوفه عليها فقال لها : ششششش بس ياحبيبتى ماتخافيش
امانة ببكاء : موتوه يانوح
نوح: ياحبيبتى ده كلب سعران وخطر على اى حد ، الموقع مليان كلاب كلها كلاب مستأنسه عمرها ماهاجمت حد بالعكس حارسانا كلنا ، لكن ده كان لازم يموت
امانة ببكاء : مش عاوزة اشوفه
نوح : ماتخافيش ، لينادى وهو مازال فى مكانه احد الغفراء قائلا : يا سعيد
سعيد : خلاص ياباشمهندس …مات… تقدر تفتح الباب
نوح  : طب عاوزكم تشيلوه من الطريق حالا وعلى ما اطلع الباشمهندسة واوديها المستشفى اتطمن عليها الاقى المكان اتنضف كويس
سعيد : اوامرك يا بيه
وما ان شعر بهم وهم يسحبون جسد الكلب حتى وقف وهو مازال حاملا امانة قائلا : غمضى عينك لحد ما اقوللك تفتحى
لتغمض امانة عيونها بالفعل وهى تدفن رأسها بكتف نوح ليتجه بها الى الخارج ليجد ان العديد من زملاءهم قد هبطوا من غرفهم على صوت الطلق النارى ، ولكنه طمأنهم واتجه بامانة الى غرفتها وساعدها فى خلع نقابها وخمارها الممزق ، ثم ساعدها فى ارتداء اخران بدلا منهما ثم حملها مرة اخرى الى السيارة حيث ان جسدها كان يرتعد بشدة بسبب رعبها مما حدث وذهب بها الى المشفى للاطمئنان عليها
يتبع ……


  •تابع الفصل التالي "رواية نوح و الامانة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent