رواية صعود امرأة الفصل العاشر 10 - بقلم اية طه
فيصل لَمح لفوزية: “هاتِي ورقة الحكَم يا ستي اللي جبتيها النهاردة من المحكمة.”
فيصل للضابط: “حضرتَك، أنا وكيل نيابة، وده الكارنيه بتاعي يعني عارف القانون كويس، وعُمري ما هخاطر بمستقبلي وشغلي بالطريقة دي، فأرجوك بس تهدأ وتفهم الوضع بعقلانية مش أكتر.”
إبراهيم بانفعال: “يا حضرة الضابط، دول بيضحكوا علينا وعايزين يكسبوا وقت، أنا عايز بنتي اللي خطفوها من حضني علشان يجوزوها بالعافية مني، وبيهددوني بسلطة وكيل النيابة عشان محدش يسألهم.”
فيصل: “حضرتك، الاتهامات دي كلها كيدية، وهو عايز يفرض عليها جواز غصب وهي تحت السن القانوني. حضرتك لو أنا خاطفها أو عايز أتجوزها غصب، مش كنت أخذتها معايا وسافرت بيها؟ كنت هاسيبها هنا في بيت جدتها وامشي؟ وكمان، أنا قلت إنها تحت السن القانوني، وأنا راجل قانون، فهعمل كده إزاي؟ بس لو حضرتك تسمع من نَجاة بنفسها، تعرف الحقيقة…”
الضابط بص على إبراهيم وبص على فيصل، لقى إن نَجاة خايفة من أبوها، وواقفِة ورا فيصل كأنه أمانها. وهنا فهم الضابط إن في حاجة غلط وقرر يسمع من نَجاة عشان يعرف الحقيقة.
الضابط: “طيب يا آنسة نَجاة، الكلام اللي أبوكي بيقولُه صح ولا لا؟”
إبراهيم تدخل وقال: “مش شايف خايفة إزاي؟ أكيد مهددة. واللي هتقوله مش هيبقى صح. إنت هتسمع منها وهي لسه قاصر وأنا أبوها؟ والحاجات دي تتعمل في القسم مش هنا!”
فيصل بغضب: “قسم إيه؟! إنت عايز تدخل بنتك القسم وسط المجرمين؟ إنت أب إزاي!”
الضابط بحزم: “يا أستاذ إبراهيم، ما تمشيش الأمور بالطريقة دي. لو كلمتني بالطريقة دي تاني، هحبسك 24 ساعة بتهمة إزعاج السلطات. وأما بخصوص خوفها، فأنا متفق معاك. بس مش منك؟ باين عليها الخوف منك إنت. فخليني أسمع من نَجاة، وما تخافيش من حد، احكيلي الحقيقة.”
نَجاة بدأت تحكي عن اللي عمله أبوها من حرمانها من التعليم وسوء معاملتها، وإنه كان عايز يجوزها لرجل في سن أبوها عشان مصلحته. وإنها راحت المحكمة بدري، وأخذت حكم الحضانة لجدتها فوزية، وده السبب اللي خلاها هنا.
فوزية قدمت ورقة الحكم، وفي الوقت ده جال الضابط مكالمة من رئيس فيصل في النيابة، أكد فيها إن فيصل أخذ إجازة يومين عشان حالة وفاة في عيلته، وكان المفروض يكون في الطريق للمكتب.
الضابط: “انت كنت جاي منين؟”
فيصل: “من محطة القطر، كنت مسافر شغلي، لحد ما حد من الجيران اتصل بيه وقال لي إنكم هنا، ودي تذكرة القطر اللي كنت حاجزها.”
الضابط شاف التذكرة، وتأكّد من صحتها وقال…
الضابط: “تمام، أنا آسف على اللي حصل. بستأذن…”
إبراهيم بغضب: “بتستأذن إيه؟! انت هتسيب البت؟ عرفوا يلعبوا بالورق وأجبروها تقول أي كلام. البت لازم ترجع معايا.”
الضابط: “محدش لعب بالورق، والبت معاها حكم محكمة. لو عايز، تقدر ترفع قضية حضانة. غير كده أنا ماليش دعوة.”
إبراهيم بغضب: “مفيش لعب بالورق؟ دا أنا إبراهيم حمدان، والبت دي هاخدها غصب عن أي حد.”
إبراهيم مسك نَجاة من إيدها بالقوة وجرها، لكن فيصل والضابط اعترضوه.
الضابط بحزم: “إنت بتعمل إيه؟ أنا قلتلك البت مش هتاخدها، وخصوصًا بالطريقة دي.”
إبراهيم: “هاخدها يعني هاخدها.”
الضابط أشار للعساكر اللي معاه يمسكوه وقال بتحدي: “خليك عندي بقى 24 ساعة بتهمة إزعاج السلطات. نشوف مين هيعمل إيه بعد كده.”
فيصل: “حضرتك، عايز أعمل محضر باللي حصل وإقرار بعدم التعرض لنجاة.”
الضابط: “هنعمل المحضر والإجراءات كلها في القسم.”
وبالفعل، راحوا القسم وحرروا المحضر. وعند خروجهم، سمع فيصل صوت إبراهيم وهو بيهدده: “مخلصتش هنا، الدنيا دوارة، وهتجيلي بنفسك يا فيصل.”
فيصل كان متوتر لكنه حاول يبان هادي قدام نَجاة وجدتها. ابتسم وقال: “ما تخافيش يا نَجاة، الأمور هتتحل.”
بس تهديدات إبراهيم كانت رنّانة في دماغه. عارف إن المواجهة ما انتهتش. وفي المساء، جلس مع فوزية اللي كانت قلقة وقالت: “فيصل، أنا مش مرتاحة. إبراهيم مش هيهدى بسهولة.”
فيصل رد عليها بثقة: “عشان كده هنروح النيابة بكرة ونتأكد من كل الإجراءات، وهنطلب حماية قانونية لنجاة.”
نَجاة بصوت خايف: “أنا خايفة يا فيصل… خايفة يرجع ويأذيني.”
فيصل قرب منها وقال بحنان: “ما تخافيش، أنا هنا علشان أحميكي.”
في الليلة دي، فيصل اتصل بصديق ليه في الأمن وطلب تأمين البيت ووضع حراسة.
وفي الصباح، جاله اتصال من النيابة إن إبراهيم رفع عليه قضية تزوير. رغم إنه عارف إنها كذب، بس الأمور بدأت تتعقد أكتر.وعند شروق شمس اليوم التالي، صحِي فيصل على صوت التليفون. جاتله مكالمة من النيابة، قالوله إن إبراهيم رافع عليه شكوى، متهمه فيها بالتزوير واستغلال السلطة. مع إن فيصل كان عارف إنها محاولة يائسة، بس بعد ما قفل المكالمة، حط التليفون جنبه وخد نفس طويل. بَص حواليه، لقى البيت هادي بطريقة مريبة، كأنها الهدوء اللي قبل العاصفة. كان متأكد إن إبراهيم مش هيقف عند كده، وإن التهديدات مش مجرد كلام فاضي. كل لحظة كان حاسس بثقل المسئولية اللي على كاهله، لكن لازم يكون قوي عشان نجاة وفوزية.
قعد على الكنبة، وحاول يرتب أفكاره ويخطط للي جاي. همس لنفسه: “مفيش مجال للغلط.” بعدها قرر يتصل بمحامي شاطر ياخد رأيه في إزاي يرد على الاتهامات الباطلة دي.
وفي نفس الوقت، كانت شمس الصبح بتتسلل من الشباك، معلنة بداية يوم جديد مليان تحديات. أدرك فيصل إن الطريق قدامه طويل وصعب، بس كان في شعور داخلي بيشجعه إنه يكمل ويواجه، حتى لو المواجهة مع إبراهيم لسه بادئة دلوقتي.
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية صعود امرأة ) اسم الرواية