رواية غرام الفارس الجزء الثاني 2 الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم هبة ابو بكر
فارس بصدمة: أنتي بتقولي إيه يا غرام
غرام وهي تبتلع لعابها بخوف و استدارت للخلف تنظر لأبنتها التي لا تفقه شئ من حديثهم
غرام بثبات زائف: مفيش يا فارس مفيش
غرام بدهشه من حالة والدتها: مالك يا ماما، وشك اصفر كده ليه
غرام بعصبية وانفعال: ماقولت مفيش، هتفضلوا كل شويه تقولولي مالك!!؟
فارس ببرود عكس ما بداخله من نيران مشتعلة فهو قد سمعها عند لفظت بأسم مراد و نظر لابنته بالمرآه: خلاص يا غرام، سبيها براحتها
أومأت له غرام و نظرت من النافذة تشعر بارتياح لم تشعر به منذ وقت طويل
أما غرام فظل مشهد رؤيتها لمراد يتكرر أمام عينيها و كأنه شريط يعاد أمام عينيها
وصل فارس بالسيارة أمام الدوار
فترجلت غرام من السيارة أولاً تحت أنظار زوجها و أبنتها
وأردفت بقلق: بابا هي ماما مالها؟
فارس و هو ينظر لابنته: متقلقيش يا حبيبتي انا هشوفها يلا ننزل دلوقتى، و انا هتكلم معاها
غرام بأبتسامة: ماشي يا بابا، يلا
و ترجلت هي الأخري و دلفت الدوار بجوار والدها
غرام: يلا يا بابا روح شوف ماما مالها عقبال ما انا ما اغير هدومى و انزل
فارس بإيماءة: ماشي
داخل غرفه غرام
كانت تدور بالغرفة ذهاباً و اياباً لا تصدق بأنه يحوم من حولهم مرة آخري و لكن الفرق بأنها تلك المرة لا تعلم ماذا يريد منهم و لما يحوم من حولهم مرة آخري
فارس و هو يدلف الغرفه ليراها علي حالتها تلك: في إيه يا غرام،و ايه حالتك دي؟
غرام و هي تقترب منه و وجهها شاحب اللون و الذعر و الخوف باديان عليها: مراد يا فارس،مراد شفته في المستشفى،خبط فيا و انا خارجه انا و غرام من المستشفى،فارس قولي الحقيقة مراد هرب مش كده،قول الحقيقة متكدبش عليا
فارس و هو يحاول تهدئتها و يحاوط وجهها بين كفيه: غرام أهدي،متخافيش،محدش هيعرف يقرب منك و لا أنتي و لا ولادي طول ما أنا عايش أنتي سمعة،أنا زود الرجالة حولين البيت ، و مراد قريب اوي هيتمسك، متخافيش
جحدت عين غرام و هي تتذكر ذلك المجهول الذي دلف إلى غرفة أبنتها و أردفت بذعر: يبقى هو يا فارس مراد اللي دخل الأوضه و غرام نايمه فيها، هو عاوز إيه من بنتي يا فارس
فارس بضيق: غرام ممكن تهدى و بعدين مراد أستحاله يقدر يوصل لغرام طول مهي في وسطينا، بنتك من النهارده ممنوع تخرج لوحدها مفهوم
___________________
في غرفة مي و عامر
قامت مي بتجميع و توضيب اغراضها واغراض عامر للعودة إلى منزلهم مرة أخرى و كانت الابتسامة على وجهها لا تفارقها سعيده بمصارحتها لعامر بكل شئ، فلا يوجد. شئ أفضل من قول الحقيقة، فماذا كان سيحدث معها أذا كان هو من وجد تلك الصورة و رآها و تحققت غاية حفيظة للتفريق بينهم، ماذا كانت ستفعل بعد أن وقعت في عشقة، تتخيل زواجه من زهره عقب انتهاء زواجهم و بدء حياة جديدة مع تلك الزهرة التي كان يعشقها زوجها قبلها، انتبهت لنفسعا و لما قالته فضربت جبينها بيديها تلعن نفسها فهي تعرف جيدا أن عامر يحبها بل يعشقها هي، فلماذا تفكر بزهرة و حبه لها سابقاً، فذلك الحب لم يكن حقيقياً، كان حب مراهقه و ليس أكثر
انتبهت علي صوت الباب و هو يفتح و يدلف منه أحد ما ظنته هي أنه عامر
حفيظة بغيظ و هي تنظر لتلك الحقيبة: إيه الشنطه دي يا مي
مي و هي تنظر لها: دي حاجتنا انا و هامر، احنا هنرجع بيتنا بليل، اول ما يجي من برة
حفيظة بغيظ: ليه بس كده ده انا لسه ملحقتش اشبع بابني
ثم استدارت حفيظة تنظر للمكان الذي وضعت وخبأت به تلك الصورة حتى يراها عامر فوجدتها فارغة جزت على أسنانها و التفتت لمي: أنتي اللي لميتي الحاجه اللي كانت في الدولاب
مي بإيماءة: اه انا، وأحب أطمنك و اقولك أنه انا اللي لقيت الصورة مش عامر، و محصلش اللي حضرتك كنتي عاوزاه يحصل
جزت حفيظة علي اسنانها و أردفت بصياح غاضب: يبقى أنتي، أنتي اللي قولتيلو عشان تمشو من هنا، بس أنا هوريكي يا بنت فرح و هخليه يطلقك و يرميكي زي الكلبه انهارده اول ما احكيله علي كل حاجه من الاول و احكيله علي الصورة اللي لقيتها عندك وانتي كنتي مخبياها بتاعه حبيب القلب
كانت مي تنظر لها بصمت لا تعلم بماذا ترد عليها أما حفيظة فخرجت من الغرفه و هي تتوعد لها
______________
في ذلك المنزل المهجور
كان مراد يتسطح على ذلك السرير يفكر في غرامه و تذكر ذلك المشهد الذي لم يفارقه طوال سجنه و الذي كان يجعل مراد يشتعل و يزداد كره ناحية فارس
flashback🌹
كان مراد في سيارته ينتظر فارس بتافف و ظل يتصل عليه و لكنه لم يجيب عليه
راه يخرج من الدوار و لكن ليس بمفرده فظنها اميمه اخته
فنزل من السياره وهو ينادي على صديقه
مراد : فارس
فانتبه فارس له
و وجد مراد امامه و يقترب منه
مراد : ايه يا اخي كل ده لطعني حرام عليك و بعدين مش بترد علي موبايلك ليه
كل هذا و غرام خلف فارس لم يراها مراد بعد فارس ببنيته العريضة كان يغطي عليهاا
فارس : مراد معلش امشي انت دلوقتي و انا هقابلك بليل
مراد و هو يلاحظ انزعاج صديقه : مالك يا فارس ايه اللي حصل
فارس : هحكيلك بعدين سلام دلوقتي
مراد : استني طيب انت رايح فين
فارس : رايح اسطبل الخيل
مراد : طب تعالو اوصلكم
نظر فارس لغرام و بعدها مراد : توصلنا اليه ده هي ١٠ دقايق مشي
رأي مراد غرام ليبلع لعابه و هو يسأل فارس
مراد : مين دي يا فارس
فارس : دي غرام مراتي
مراد بصدمه : مراتك ازاي يعني و فرح
فارس : هحكيلك بليل يا مراد قولت يلا سلام
أومأ له مراد و يبتسم له ليتحرك فارس و غرام من أمامه
فتغيرت ملامح مراد إلى الغضب و الغل
مراد : اتجوزتها يا فارس اتجوزت البني الأدمة الوحيده اللي انا حبيتها بس انا مش هسيبها لك يا فارس مش هسيبها غرام دي ملكي انا
ليتكئ على اسنانه : ملكي انا لوحدي
Back🌹
مراد و هو يخرج من تلك الذكري: خدتها مني زمان، لكن أنا هخدها منك المره دي و مش لوحدها لا هي و بنتك، و أشبع أنت بقى بأبنك، لكن غرام و بنتها كلها كام يوم و يبقوا معايا، معايا لوحدي
أنتبه على صوت ابنته التي كانت تقف أمامه
مراد و هو يعتدل: أنتي ايه اللي جابك، مقولتيش يعني انك جايه
مجهول ٢ : أنا عاوزة افهم أنت أزاي تيجي البيت، افرض كان حد شافك
مراد و هو ينهض من علي الفراش: أه أنتي جايه تعاتبيني بقا
مجهول ٢ و هي تزفر بضيق: و لا اعاتبك و لا حاجه يا بابا، بس أنا خايفه عليك و مش عاوزه حد يعرف أنك هربت من السجن كده ممكن
قاطعها مراد عندما أردفت تلك الكلمات التي صدمتها: اطمني هما خلاص عرفوا
مجهول ٢: انت بتقول إيه يا بابا عرفوا منين
مراد و هو يحرك كتفيه: عرفوا زي ما عرفوا بقا
المهم أنا عايزك تركز يلي الفترة الجاية و تعرفيني كل اللي بيحصل و بذات مع فارس و نبيل، أنتي فهمه
مجهول ٢ و هي تؤما: تمام يا بابا ربنا يستر وياريت متكررهاش تانى و تيجي البيت، فارس زود الرجاله حولين البيت و اضطريت انهارده أخرج قدامهم
مراد بانعقاد حاجبيه: و قولتلهم رايحه فين
مجهول ٢: هيكون فين يعني، السوق، متشغلش بالك بيا
ابتسم لها مراد و ما كاد يتحدث حتى فتح الباب ودلف مجهول ٣
مجهول ٣ بابتسامة: لا ده انا ربنا بيحبني بقي عشان اجي واشوفك كده
مجهول ٢: احمم طيب يا بابا انا همشي سلام يا....
مجهول ٣ بابتسامة و عينه لا تفارقها : سلام
و ما لبثت تغادر حتي امسكها مجهول ٣ من ذراعيها امام مراد و اردف بصوت خافت وصل لمسامع مراد: متنسيش اللي قولتلك عليه
مجهول ٢ بابتسامه طمأنينة: متخافش كل حاجه ماشيه زي ما احنا عاوزين، يلا سلام
مجهول ٣: سلام
خرجت مجهول ٢ من المنزل ليبقى كلا من مراد و مجهول ٣ سويا فأردف مراد باستفهام: كنت بتقولها ايه
مجهول ٣ بابتسامه: كنت بأكد عليها حاجه كده
مراد بلا مبالاه: طيب طيب جبتلي اللي قولتلك عليه
مجهول ٣ بإيماءة: جبتهم اتفضل
________________
في منزل شهد
كانت شهد تهاتف غرام علي الهاتف
شهد بصدمة: أنتي بتقولي ايه يا غرام، مراد مراد
غرام و هي تغمض عينيها بتعب: أيوه يا شهد هو مراد بعينه، مش عارفه عاوز ايه مننا، و ايه اللي دخله اوضه غرام
شهد بحيره: طب مراد زمان عمل كل اللي عمله عشان كان بيحبك، طب دلوقتي اكيد راجع و عاوز يكسبك من جديد، بس السؤال إيه اللي دخل بنتك في الموضوع و إيه اللي دخله أوضتها
غرام بحيرة: مش عارفه يا شهد مش عارفه ومش فاهمه حاجه
شهد بتساؤل: غرام، اميمه و بلال عرفت انه هرب
غرام بنفي: لا طبعا محد يعرف لسه
شهد: لازم تعرفوهم يا غرام عشان ياخدوا احتياطهم هما كمان احنا لسه منعرفش المجنون ابن المجانين ده عاوز مننا ايه مش كفايه اللي عملوا زمان هو و وفاء و فرح معاكي
غرام بضيق: يووه يا شهد مش وقته الكلام ده و بعدين متقوليش كده قدام فرح هتزعليها،انتي عارفه ان امها الله يسامحها كانت هي السبب
شهد باستفهام: طب و بعدين،هتعملوا ايه،و بعدين كريم كمان متستبعديش انه يكون مراد اللي عمل كده فيه،مراد ده مجرم
غرام بصدمه: لا لا مش معقولة يكون هو اللي عمل كده في كريم،اصل كريم معملوش حاجه و غير كدن ميعرفهوش
شهد و هي تضرب علي قدميها: يا غرام يا غرام ركزي معايا هو مش دخل اوضه بنتك و كريم ده يبقا جوز بنتك وغير كده شفتيه النهارده في المستشفى اكيد دي مش صدفه يعني
غرام بعدم تصديق: لا يا شهد مظنش انه يكون و بعدين كريم ليه اعداء كتير و ناس كتير مش بتحبه،و بعدين متقوليش جوز بنتي دي تاني،كريم خلاص طلقها
شهد و هي تشهق: طلقها،يخربيته يعني لسه صاحي و طلقها
فارس و مالك و هم يقفون امام والدتهم بعد أن سمعوا أخر ما نطقت به
مالك باستفسار: هو مين اللي طلق مين
شهد و هي تجيبه: اخرس يا مالك،و متقفش انت و هو كده
فارس بشك: مين اللي طلق مين يا ماما
شهد بتنهيده: كريم فاق انهارده و طلق غرام ارتحت
فارس و الابتسامة على وجهه لا يصدق.ما يسمعه للتو فغرامة اصبحت حره،و لم يعد هناك عوائق تمنع تقربهم مرة أخري
فارس وهو يقترب من والدته: بتكلمي جد يا ماما قولي والله
شهد لغرام: غرام انا هقفل دلوقتي وانتي كلمي اميمه و عرفيها زي مقولتلك و خليها تخلي بالها من ولادها
مالك بعد ان اغلقت مع والدته مع غرام: في اي يا ماما و ليه عاوزه طنط غرام تكلم طنط اميمه هو في حاجه ولا اي
شهد وهي تدفعهم من امامها: يا واد اوعي انت و هو قرفتوني كل حاجه بتدخلو فيها مش عارفه في اي
فارس و هو يمسك ذراع والدته: خدي هنا رايحه فين مش هسيبك غير لما تعديني اللي انتي قولتيله تاني
شهد بضيق و تتحرك من أمامهم: لا مش فضيالك والله و علي العموم اطمن السكة فضيت قدامك
________________
في المساء
دلف عامر الي المنزل ليجد والدته في انتظاره فجز علي أسنانه فهو يشعر بالغضب تجاه والدته بسبب مخططاتها تلك و ما الذي كانت ستفعله به و كيف كانت ستهدم زواجه و ستحطم قلبه و كيانه فأي أم هي حتى تفعل تلك الفعلة الشيطانية بابنها، لما لا تتركه يفعل ما يشاء مدام يجد سعادته فتنهد و اقترب منها و اردف بهدوء ينافي الغضب الذي بداخله تجاه والدته
عامر: خير يا أمي!!
حفيظة بانفعال: و هيجي منين الخير، اسمع يا عامر انا سكت كتير اووي بس مش هسكت اكتر من كده، انا هكلم و هحكيلك كل حاجه حصلت و مراتك دي عملت إيه
ثم أخذت نفسا عميقا و استرسلت حديثها بخبث شيطاني: مراتك مش بتحبك يا عامر، مراتك قلبها لسه مع حبيب القلب اللي كان خطيبها قبلك و مات، و لسه محتفظه بصورته بين هدومها شفتها قبل كده و ساعتها مرضتش اتكلم و ازعلها، بس مراتك زودتها اوي انهارده دخلت الاوضه لقيتها قاعده على السرير و عماله تعيط و هي حاضنة الصورة و بتكلمها، و كانت عماله تقول انها مش حبيتك و انها لحد دلوقتي بتحبك، عامر انت متعرفش حاجه، مراتك دي شيطانه، و مش بتحبك، انت سايب اللي بتحبك و قلبها ليك و باقي علي واحده بتخونك بمشاعرها مع خطيبها اللي مات، لو انت تقبلها على نفسك انا مقبلهاش يا عامر، مقبلش علي ابني أنه يكون مع واحد مش بتقدره و لا عارفه قيمته
كان عامر يستمع إليها و الصمت و الخذلان يصاحبه، لا يصدق بأن والدته تردف بذلك الحديث، يعلم جيدا انها تكذب بكل حرف تردفه فكيف يكون كلامها صحيح و مي قد أخبرته بحقيقة الأمر اليوم، و تلك الصورة التي تتحدث عنها والدته معه و بحوزته فكيف لها أن تتحدث بكل ذلك السوء عن زوجته
حفيظة و هي تظن انها نجحت بمخططها و انه صمته ذلك بعده جحيما: انت ساكت ليه يا عامر معقوله تقبلها على نفسك هتقبل واحده زي دي علي ذمتك
تحرك عامر من امامها بسرعة البرق و هو لا يرى أمامه لا يريد ان يفرغ غضبه عليها لذلك تحرك بتلك السرعة أما هي فقد ظنت بنجاح مخططها وبدأت ابتسامتها الشيطانيه الماكره ترتسم علي وجهها و أردفت بخبث: أشربي بقي يا بنت فرح، يكشي تموتي في ايده و نخلص منك
و بعدها اتجهت ناحيه هاتفها تهاتف شقيقتها لتخبرها بأخر التطورات
أما عامر فصعد الى الغرفة وهو يشتعل من والدته فدلف إلى الغرفه و دفع الباب خلفه ففزعت مي و اردفت بدهشه: مالك يا عامر في إيه
عامر وعضلات وجهه متشنجة: جهزتي حاجتنا
أومأت له مي و أردفت و هي تقترب منه: أيوه
عامر وهو ينظر على أمتعتهم: طب يلا بينا هنمشي دلوقتي
بالاسفل كانت حفيظة تهاتف شقيقتها و اخبرتها بكل ما حدث
تفيده بفرحه: والله طلعتي مش سهله خالص يا حفيظه
حفيظة: و انتي كنتي فاكرة اني هسيبها تاخد مني ابني بتحلم، بقولك اي اقفلي دلوقتي و هكلمك تاني مش عايزاه يشوفني و انا بكلمك سلام
تفيده بسعادة: سلام
استدارت حفيظة حتى تصعد لغرفتهم حتى تسترق السمع إلى حديثهم فوجدت عامر برفقة مي امامها و يحملون اغراضهم فجحدت عينيها بصدمه
حفيظة بصدمه: ايه ده يا عامر
عامر وهو يقف بمواجهتها و أردف بغضب: زي ما حضرتك شايفه و واخد مراتي و هروح. بيتي، مراتي تستاهل تقعد في بيت اللي فيها يقدروها و يعرفوا قيمتها، مش يكلموا عنها في ضهرها و يفترو عليها، أنا عارف كويس اوي يا امي ان مي بريئه، هي حكتلي انهارده علي كل حاجه و الصوره اللي اتكلمتي عنها دي معايا انا سمعه يا امي الصورة و أنا بنفسي قطعتها
يتبع...
الفصل الخامس والعشرون
استدارت حفيظة حتى تصعد لغرفتهم حتى تسترق السمع إلى حديثهم فوجدت عامر برفقة مي امامها و يحملون اغراضهم فجحدت عينيها بصدمه
حفيظة بصدمه: ايه ده يا عامر
عامر وهو يقف بمواجهتها و أردف بغضب: زي ما حضرتك شايفه و واخد مراتي و هروح. بيتي، مراتي تستاهل تقعد في بيت اللي فيها يقدروها و يعرفوا قيمتها، مش يكلموا عنها في ضهرها و يفترو عليها، أنا عارف كويس اوي يا امي ان مي بريئه، هي حكتلي انهارده علي كل حاجه و الصوره اللي اتكلمتي عنها دي معايا انا سمعه يا امي الصورة و أنا بنفسي قطعتها
حفيظة بصدمة مما تسمعه فتردفت بنبرة متلعثمة: ع عامر أنا أنا
عامر بصياح: أنتي إيه، أنتي إيه يا أمي، أنا عاوز بس أفهم أنتي ليه عاوزة تخربي عليا و تخربي جوازي ها، لو علشان بنت اختك فتبقى بتحلمي لو فاكرة أنه كان ممكن بعد ما يحصل اللي انتي عاوزاه أني ارجع لزهرة، أنسي زهرة خلاص أنتهت من حياتي و مش هترجع تاني أنتي فاهمه
خرج والده علي صوته العالي فأردف بأنعقاد حاجبيه: في إيه يا عامر بتزعق كده ليه؟؟؟
عامر وهو يرفع يديه ويمسح علي وجهه ونظرات مي لا تفارقه يتألم قلبها لرؤيته بتلك الحالة
عامر و هو ينظر لوالدته و يرفع سبابته تجاه مي: لازم تعرفي أنه مي مراتي، و أنا بحبها، و مش هسمح لحد أنه يفرق بينا، و ده امر واقع لازم تقبليه، يا اما هتخسريني يا امي، سمعه هتخسريني
ثم تحرك من مكانه وهو يحمل حقيبتهم الصغيرة و جذب مي من ذراعيها لتتحرك معه، أما والده فظل ينادي عليه ليفهم ما الذي يحدث و لماذا ترك منزلهم بتلك السرعة و لكن لا حياة لمن تنادي، أما حفيظة فأردفت بغل و كره و حقد مضاعف تجاه مي التي تراها السبب الرئيسي لما حدث فهي من سبقتها وقصت له كل شى و جعلتها كاذبة في عين ابنها : لا يا عامر مش هقبل بكده، و مش هقبل أنك تكمل مع بنت فرح، و بنت اختي هي االي هتيجي مكانها، أما زوجها فالتفت لها و هو غاضب منها فهو بعلم زوجته جيدا و من المؤكد بانها قد فعلت فعله شنيعه جعلت ابنهم يترك لهم المنزل
-أنتي إيه نفسي أفهم!؟ مش بتحسي بابنك ليه ابنك بيحب مراته افهميها بقا و ابعدي عنهم
حفيظة بغل و صياح و هي تصعد الدرج: ملكش دعوة ده أبني و انا حره فيه و لازم يطلق بنت الكلب دي و يجوز زهره بنت تفيدة اختي
ثم صعدت لغرفتها تفكر في خطه شيطانيه جديدة و أمسكت هاتفها و هاتفت شقيقتها لتخبرها بما حدث
___________________
في غرفة غرام
كانت تصدح صوت ضحكاتها العالية بالغرفة فأردفت مي بغضب مصطنع: ممكن أعرف الهانم بتضحك علي ايه هو انا قولت حاجه تضحك
غرام من بين ضحكاتها: كل اللي إنتي حكتيه ده و مش عاوزاني أضحك، انتي مش متخيله أنا كان نفسي ازاي أشوف وش حماتك و رد فعلها لما عامر قالها انه الصورة معاه و أنه قطعها
مي بتنهيدة: قعد يزعق معاها طبعا أنتي متعرفيش قلبي وجعني ازاي لما شفته مضايق كده
غرام بأبتسامة: الله الله ده ايه التطورات الجامدة دي، ده أحنا شكلنا طبينا
مي بتأفف: أوف تصدقي انك بايخه، انا غلطانة أني بكلم معاكي، يلا روحي شوفي بتعملي إيه
غرام بسرعه و ضحكة عالية : لا لا خلاص متزعليش يا ميوش أنا بهزر
مي بغيظ: أنا مش عارفه انتي بتضحكي على إيه، اقفلي يا غرام و أنا هروح أصحي عامر اقفلي
غرام بضحكه: طب براحه بس متزقيش كده الله
أغلقت غرام مع مي و التفتت لتغادر الغرفة فسمعت طرقات علي الباب يصاحبها دلوف إسراء
إسراء بابتسامة بسيطة: صباح الخير
غرام بأبتسامة: صباح النور
إسراء بتبربر: أنا زهقت من القعده في الاوضه و قلت أخرج أشوفك شوية
غرام بفرحه: لو اوي أنك بدأتي تخرجي من الاوضه، يلا بقا يا ستي ننزل نفطر وبعدين نبقى نخرج نشم نتمشي شوية و ناخد غاده معانا
إسراء بأبتسامة: تمام زي ما تحبي، يلا بينا
خرجوا من الغرفة ليقابلوا نبيل وغادة وهم يخرجون من الغرفة وأردفت غادة بإبتسامة: صباح الخير
غرام و إسراء: صباح النور
ثم نظرت غرام لشقيقها و اردفت بمرح: جرا إيه يا نبيل أحنا مش عجبينك و لا إيه
نبيل بابتسامة مقتضبة: اها مش عجبني، ثم نظر لاسراء بنظره جانبيه لاحظتها و انتبهت عليها غرام فزفرت بضيق لا تعلم لما يعامل شقيقها إسراء بتلك الطريقة
فنظرت لغادة وأردفت: غادة أنا و إسراء هنخرج نتمشى بعد الفكار و أنتي تعالي معانا
غادة و هي تصفق بيديها بسعادة: تمام أوي
نبيل و هو ينظر لزوجته: هكا قالولك رايحين الملاهي دول رايحين يتمشو
غادة وهي تلكزه بكتفيه و أردفت بمرح: يا عم انا بحب خروجات البنات دي أنت مالك
أما إسراء فكانت عينيها لا تفارق كلا من نبيل و غادة نظرات غامضه لاحظها نبيل و ازدادت شكوكه تجاه فأردف و هو يضع يديه بجيوبه: انتي بتبصلنا كده ليه
إسراء و هي تنتبه له وأردفت بتلعثم: نعم!
نبيل وهو يكرر سؤاله مرة اخري و لكن تلك المرة بحده و صرامة: بقولك بتبصيلنا كده ليه؟!
إسراء و هي تبتلع لعابها: أبدا بس سرحت شوية
أما غرام فاردات تهدئ ذلك الجو المشحون فاردفت وهي تتحرك: يلا يا إسراء ننزل أنا هفتانه خالص
فتحركت إسراء برفقة غرام و عين نبيل تتابعها فأردفت غادة بغضب : هو أنت بتبص عليها كده ليه يا نبيل، متبصش كدة
نبيل و هو ينظر لها و اردف: يعني هكون بحب فيها مثلا، بس صاحبتك دي انا مش مرتحلها، ثم نظر لها و اردف بصوت خافت: أنا مش عاوزك تشيلي عينك من عليها و لو شفتيها بتخرج عرفيني، حاسس انه وراها حاجه
غادة بانعقاد حاجبيه و دهشه شديدة: يعني إيه اللي بتقوله ده، إسراء مش كده يا نبيل و مفيش حاجه وراها ده كله تهيأوات عشان انت مش بتحبها بس صدقني اسراء مفيش اطيب منها
نبيل بسخريه: بكرة نشوف، يلا بينا
_________________
علي طاولة الافطار
كانت إسراء لا تقترب من الطعام بسبب تلك النظرات التي مازالت تلاحقها فنبيل لا يكف عن النظر إليها بتلك النظرات
غرام و هي تنظر لأخيها بغيظ : كلي يا إسراء كلي ،و ملكيش دعوه بحد
غادة و هي تريد الهاء نبيل عن إسراء : هما فين عمو فارس و طنط غرام
غرام و هي تبتلع طعامها : ماما و بابا فطروا من بدري و دلوقتي هي في أوضتها و بابا فى اوضه المكتب مش عارفه بيعمل إيه
أومأت لها غاده و نظرت إسراء لغرام و أردفت : أنا الحمد لله شبعت مش يلا و لا إيه
غادة بدهشه : كلتي إيه يا بنتي كملي أكل
إسراء و هي تبتلع لعابها : لا الحمد لله شبعت
أومأت لها غادة : خلاص براحتك مش هضغط عليكي
أما نبيل يتناول طعامه و بين الحين و الاخر يرمق إسراء التي لاحظت تلك النظرات وما كاد ينهض حتى سمع صوت يعلمه جيداً
صباح الخير
غرام و الطعام يقف بحلقها لسماع صوت فارس حبيبها الأول و الأخير
نبيل من بين أسنانه : يا صباح الزفت ،إيه اللى حدفك عندنا من على وش الصبح كده
فنظرت له كل من غرام و غادة بعتاب أما فارس فاقترب منهم و جلس بجانب إسراء
فارس بسخريه : أصلي كنت معدي من قدام البيت قلت ادخل اشوف خلقتك البهية
ثم نظر لاسراء و أردف بهدوء : إسراء عاملة إيه
إسراء بإيماءة و جسدها يرتجف لجلوسه بجانبها : الحمد لله
أما غرام فتركت طعامها و أردفت بأبتسامة مقتضبة : إيه يا بنات مش يلا و لا إيه
فارس بتساؤل و هو ينظر لها : إيه يا غرام هو إذا حضرت الشياطين و لا إيه
نبيل بسخرية : أيوه بالضبط كده ،اتفضل بقى طرأنا
غرام بتحذير : نبيل ممكن تسكت
نهضت إسراء و هي تردف : طيب هغير هدومي بس الأول يا غرام بسرعه و جايه
أومأت لها غرام و ما لبثت أن تتحدث لتردف غادة :و أنا كمان هطلع اغير بسرعة و هنزل علطول
غرام و هي تنظر لهم : تمام بس متتأخروش بسرعه
أؤمات كلا منهم وذهبت كل واحدة إلى غرفتها
أما غرام فكانت تشعر برجفه بسيطه تسري بجسدها و كم أرادت الخروب من أمام حبيبها و لكن منعها وجود نبيل ،فعي تعلم جيداً الخلاف بينهم و لا تريد تركهم بمفردهم
فأردف فارس : ايه رايك اجي معاكو و أهو نتمشى سوا
غرام بنفي : لا مفيش داعي احنا مش هنروح بعيد هنتمشي بس شوية و
ما لبثت تكمل حتى خرج فارس من مكتبه و هو يعقد حاجبيه و اردف بتساؤل : أنتو اللي هو مين
غرام و هي تنظر لوالدها : أنا و إسراء و غادة يا بابا
فارس برفض : مفيش خروج يا غرام من الدوار أنتي سمعه
غرام و هي نقترب منه : ليه بس يا بابا انا زهقانه اوي و كنت هتمشي مع البنات متقلقش
فارس وهو يزفر بضيق : قلت لا يا غرام مفيش خروج لحد ما نعرف مين اللي عمل في جوزك كدة و مين اللي دخل اوضتك
نهض فارس من مكانه و هو يقترب منهم و يردف باستغراب و دهشة شديده :يعني إيه الكلام ده ،هو في حد دخل اوضه غرام
فارس بإيماءة : أيوه و منعرفش هو مين ،عشان كده انا مش عاوزهم يخرجو في خطر عليهم
فأردف نبيل أخيراً : خلاص يا بابا أنا هروح معاهم متقلقش
و انا كمان هكون معاهم متقلقش
أردف فارس بتلك الكلمات فنظر له نبيل و هو يردف بغيظ : أنا مش فاهم واحد و هيخرج مع أخته و مراته أنت مالك بقي صفتك إيه عشان تيجي معانا يا بن الهلالي
فارس بصياح غاضب من لسان أبنه :نبيل ،إيه مفيش أحترام لوجودي و لا إيه
نبيل وهو يجز علي أسنانه : أنا أسف يا بابا
فارس بغضب : آخر مرة ،آخر مرة ،أسمعك بتكلم فارس بالطريقة دي ،إنت فاهم
غرام و هي تريد تهدئة الوضع : خلاص يا بابا ،يبقى فارس و نبيل يجوا معانا ،و لا أنت لسه معترض
فارس و هو ينظر لنبيل و فارس : البنات أمانه في رقبتكو ،تمام
فارس و نبيل : تمام
____________________
في غرفة ........
أمسكت هاتفها و هاتفت والدها
مجهول ٢: ألو
مراد و هو يعتدل بجلسته : في جديد
مجهول ٢: لا مفيش ،بس أنا و غرام و .... ،خارجين دلوقتي ،فقلت أعرفك
مراد بخبث : تمام ،يعني هتخرجوا من الدوار انهارده ،طب هتروحوا فين
مجهول ٢ : هنتمشي شوية ،مش هنبعد يعني عن الدوار ،أنا قولت أعرفك
مراد وعينيه تلمع بخبث : تمام ،اقفلي أنتي بقا دلوقتي
مجهول ٢ : ماشي سلام
مراد بابتسامة : سلام
أغلق مراد الهاتف مع أبنته و ظل يحرك الهاتف بين يديه وهو شارداً بخبث فخطته التي وضعها ستنفذ اليوم فهو أن يرى غرامه معه و بين يديه
__________________
كانت الفتيات يسيرون سوياً و كل واحده منهم شاردة بشئ ما ،أما نبيل و فارس كانوا يسيرون خلفهم و كل منهم يلزم الصمت ولكن فارس لم يتحمل ذلك فأردف بهدوء : أنا مش هقولك أنت مش بتحبني ليه و لا أي حاجه من الكلام ده ،لاني سبق و سئلتك و أنت رديت ،يعني أنا عارف أجابتك يا نبيل ،بس أنا حابب أقولك حاجه واحده
نبيل و هو يقف و ينظر لفارس بفضول : اللي هي
فارس و هو يقف و ينظر له هو الآخر ولم ينتبهوا للفتيات و هم يبتعدون عنهم و أنشغلوا بحديثهم عنهم : أنا بحب غرام يا نبيل ،عارف يعني إيه بحبها ،بحبها زي ما أنت بتحب غادة و يمكن أكتر كمان ،لا مش يمكن ده أكيد ،أنا و غرام سوا من واحنا عيال ،بس الفرق بيني و بين غرام ،أنها عرفت تحدد مشاعرها بدري و قدرت أنها تفهما ،لكن أنا كنت غبي ،و كلمة غبي دي شوية عليا ،و أتوهمت بحب غيرها و خطبتها و جرحتها و كسرت قلبها ،أنت مش متخيل أنا بتألم ازاي كل ما بفتكر اللى عملته مع غرام و قد إيه أنا كنت غبي
ثم أخذ نفساً عميقاً و أردف بهدوء : أنا مش عارف و مش فاهم أزاي أزاي مقدرتش أفهم مشاعري و أزاي جرحتها كده ،نبيل أنا مش هقولك نفس الكلام اللي كل مرة بقوله ،أنا بس هقولك أن أنا و أنت لازم نبدء من جديد
نبيل و هو يضع يديه بجيوبه : أبدء من جديد و معاك أنت
لم يفهم فارس أتلك سخرية أم ماذا و لكن تلك الابتسامة التي عقبت حديثه قد جعلته يفقه مقصده جيداً
فارس و هو يشعر بالغضب يتملكه فأردف من بين أسنانه : أنت لازم توافق يا نبيل أنت فاهم مش بمزاجك هو و للزم تتقبلني لأن غرام قريب أوي هتبقي مراتي
نبيل و هو ينزل يديه و يردف بفحيح الأفاعي : تبقى بتحلم
و ما لبث أن يكمل حتي قاطعه صوت كلا من غادة و إسراء و هم يردفون بخوف و ذعر : نبيل ألحق يا نبيل غرام اتخطفت !!!!!
يتبع...
تفاعل حلو يا غالين 💜💜أصله الرواية قربت تخلص
•تابع الفصل التالي "رواية غرام الفارس" اضغط على اسم الرواية