رواية غرام الفارس الجزء الثاني 2 الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم هبة ابو بكر
غرام و هي تحاول نفض تلك الذكريات من مخيلتها، فكيف تفكر بذلك الشئ فمراد لا يزال سجيناً، بعد قتله لعمها أيمن، و تم الحكم عليه بالسجن المؤبد، فكيف يكون هو، حركت رأسها بعنف محاوله طرد تلك الأفكار و نظرت لأبنتها و رفعت يديها و مسدت علي شعرها بحنان أموي و هي تردف: حبيبتي متقلقيش أكيد هنعرف مين دخ، متخافيش من حاجه طول ما أنا و أبوكي موجودين
دلف نبيل إلي الغرفة و هي يحرك رأسه بنفي: مفيش حد يا جماعة، أنتي متأكدة يا غرام، أنة خرج من الباب هنا، أصله معني كلامك أنه لسه في البيت بس أحنا ملقيناش حد
غرام ببكاء: صدقوني، هو خرج من الباب هنا قدام عيوني
إسراء و هي تدلف إلي الغرفة و تردف بهدوء: مفيش حد في البيت يا غرام،حتي الغفر مشفوش حد
فارس و هو يقترب من أبنته: غرام حبيبتي نامي و أرتاحي و أنا هشوف الموضوع ده
غرام الأم: أقفلي الباب عليكي من جوة يا غرام،و فارس هيزود الغفر لحد منعرف مين اللي أتجرء و دخل أوضتك
غادة و هي تنظى لغرام بأسف: ريحي يا غرام شوية أنتي أصلا جسمك تعبان و محتاج راحه
نظرت غرام لكلاً من غادة و إسراء و أردفت ببرود: يلا يا إسراء علي أوضتك و أنت يا نبيل خد مراتك و أدخلو أوضتكو
أؤما لها نبيل و تحرك مع غادة و قبل تحركه رمق إسراء نظرة لم تفهم معناها،فزفرت بضيق و تحركت هي الآخري مغادرة الغرفة،أما غرام فأردفت: حبيبتي تحبي أنام معاكي أنهاردة
غرام و هي تؤمأ لها بموافقة: ياريت يا ماما،أنا فعلاً مش هعرف أنام لوحدي
أبتسمت غرام لها و نظرت لزوجها الذي أردف بمزاح: حلو الكلام ده أووي يا ست غرام هتأخدي أمك مني أنهارده
غرام بأبتسامة لم تصل لعينيها: معلش يا بابا هو أنهارده بس لأنه حقيقي مش هيجيلي نوم
فارس بأبتسامة جذابة: حبيبتي أنا بهزر معاكي أنتي بذات براحتك
أبتسمت له غرام و خرج فارس من الغرفه مغلقاً الباب من خلفه
اما غارام فدثرت نفسها تحت الغطاء بجانب أبنتها و أخذتها داخل أحضانها و ظلت تمسد علي شعر أبنتها،و عقلها شارداً بشئ ما نوت علي تنفيذه
_____________________
بعد مرور ساعتين
خطت خارج غرفتها تسير علي أطراف أصابعها تريد أخراجه من تلك الغرفة التي دلته عليها حتي يأخذها مخباءاً له
ففتحت الباب بهدوء شديد و أردفت بصوت خافت: يلا بسرعه،عشان أخرجك قبل ميصحو
أؤما لها و تحرك معها و ظلوا يلتفتون حولهم ليتأكدهم من خلو الطريق و أخرجته الي الحديقه و دلته علي ذلك الباب الخلفي الذي دلف منه و أردفت بغضب طفيف: أنت أزاي تعمل كده،هتكشف نفسك و هتكشف معاك
مجهول 1: أنا خلاص فاض بياو لازم أعيشهم كام يوم في رعب و أخوفهم
مجهول 2 بغضب: أنا بس نفسي أفهم أنت كنت بتعمل إيه في أوضه غرام،ايه اللي دخلك أوضتها
مجهول 1 بتحذير: أنتي متقوليليش أعمل إيه و معملش إيه أنتي فهمه و يلا أدخلي قبل محد يشوفك أمشي أتحركي
تحركت مجهول 2 من مكانها عائده لغرفتها مرة اخري و شيطانها يخبرها بأن تتخلي عنه و تعمل لمصلحتها فقط لا غير و تنسي ذلك الانتقام اللعين الذي من شأنه تدمير حياتها و مستقبلها
____________________
في صباح يوم جديد
أستيقظت غرام و نظرت بجانبها فوجدت أبنتها لا تزال نائمه ففركت عينيها بتعب فهي منذ ما حدث.أمس لم تنم الإ ساعات قليله،فكلما أغمض لها جفن،تستيقظ مره آخري علي كابوس فأعتدلت بجلستها علي السرير و حركت عنقها بأهاق و بعدها نهضت من مكانها و خرجت من الغرفه مغلقة الباب بهدوء،و أتجهت ناحية غرفتها فوجدت فارس مستيقظاً
غرام بهدوء: صباح الخير يا فارس
فارس و هو يلتفت إليها: صباح النور يا غرام، غرام عامله إيه دلوقتي
غرام بأيماءه: كويسه أطمن
فارس و هو يزفر: أطمن أزاي بس،و أحنا لسه منعرفش مين اللي دخلها أمبارح الاوضه و عاوز إيه منها
أبتلعت غرام ريقها و أردفت بتلعثم و تردد واضح: فارس هو اللي حصل أمبارح ده مش بيفكرك بحاجه
فارس و هو ينظر لعا بأنعقاد حاجبيه: حاجه زي ايه يا غرام وضحي كلامك
غرام بتنهيده طويلة: يعني لو تفتكر من كام سنه لما أنا و أنت كنا لسه متجوزين و كنت بحس أنه حد بيدخل أوضتي و
لم يستمع فارس لبقيه حديثها فتلك الذكري مرآت أمام مخيلته مرة آخري فجحدت عينيه و هو ينظر لغرام بعدم تصديق: أنتي تقصدي اللي أنا فهمته
غرام بحيره من آمرها: مش عارفة يا فارس بس أنا حاسه أنه مراد،فارس أنت لازم تسئل و تشوفه لسه في السجن و لا هرب و لا إيه حكايته بضبط،و لو هو عاوز إية من بنتي هي مأذتوش في حاجة
___________________
في منزل اسر و شهد
أستيقظ فارس من نومه و أمسك هاتفه حتي يعرف الوقت فوجدها الواحده ظهراً، فأعتدل بجلسته و أغمض عينيه يحاول أن يتذكر آحلامه التي أصبحت غرام بطلها فحتي في نومته لا تتركه، فظل يتخيلها بين أحضانه و ملكه، و لكنه سريعاً ما فتح عينيه يوئنب نفسه علي تلك الأفكار، فهو لا يجوز له أن يفكر بها تلك الطريقه، فهي لا تزال ملكاً و زوجه لغيره، فزفر بضيق و نهض من مكانه يريد أنهاء ذلك الآمر ال يوم و سيضع له حداً
دلف الي الحمام و نزل تحت الماء البارد يريد أخماد تلك النيران التي أشتعلت بجسده و بقلبه كلما تذكر بأن غرام تزوجت بغيره و أصبحت ملكاً لغيره فخرج من الحمام و هو يحاويحاوط حط خصرة بالمنشفه و ما كاد أن يرتدي ملابسه حتي وجد الباب يفتح علي مصرعيه و يصاحبه دخول كلاً من ملك و مالك و أصوات صراخهم تسبقهم فقلب فارس عينيه بملل فأردف مالك بغضب
مالك بغضب: بص يا فارس أنت لازم نشوف صرفه مع أخوتك دي، رجعت تاني تلبس لبس صبياني و كل ما آجي ألبس تيشيرت مش بلقيه و ارجع القيها لابساه أنا حقيقي زهقت منها لازم تشوفولكوا حل معاها
ملك بصياح مماثل: والله أنا حرة بقا ألبس اللي يعجبني و بعدين قمصانك دي أحلي عليا، عشان بس تبقا عارف
فارس و هو يلتفت اليهم و ما كاد يتحدث حتي جحدث عينيه و أردف بصدمة: نهار أبوكي أسود إيه االي أنتي عملاه ده شهد شافت اللي أنتي عملاه ده
ملك و هي ترفع يديها تمسد علي شعرها الذي قامت بقصه مثل الرجال: لا لسه، بس هتعمل إيه يعني، أنا حرة، حرررررة سمعين
دلفت شهد إلي الغرفه بنفس الوقت و أرفت بتهكم: لا يختي مش حرة و يلا عشان تنزلي تحضري معايا الغدا
ما لبثت أن تكمل حتي جحدت عينيها لا تصدق ما فعلته أبنتها بشعرها
شهد بصدمة: نهار أبوكي أسود يا ملك، إيه اللي انتي عملتيه ده أنتي أتجننتي، خدي إذني قبل ما تعملي كده يا بت إنتي
ملك بلا مباله: لا طبعا مخدتش عشان عارفه أنك مش هتوافقي و بعدين هو ده شعري و لا شعركو، أنا حره فيه أقصه، أطولوا، أولع فيه
شهد و هي تتلفت حولها كالمجنونه تبحث عن شئ حتي تضربها بها و لكنها لم تجد فأقتربت منها تريد جذبها من شعرها
شهد و هي تحاول ضربها: طيب أنا دلوقتي لما أحب أضربك و أشد شعرك أشده وزاي و أنتي حلقهولي زيرو كده ها
ملك و هي تجري بالغرفه و شهد خلفها: يا ماما أهدي و أ مست هدي بالله الكلام أخد و عطا
شهد بعصبيه: و أنت خليتوا فيا عقل
أما مالك فكان يتابع ما يحدث و عينيه تشع سعاده فاف.بصوت عالي: أيوه كده يا ماما الله ينور و بعدين ياريته جه علي شعرها و بس دي بتلبس لبسي
شهد و هي تمسكها: كمان أنتي عاوزه تجلطيني صح
أما فارس فتنهد بضيق و أخذ ملابسه و ترك لهم الغرفه ليقابل والده في وجهه
آسر: هو في إيه بضبط أمك و أخواتك صوتهم عالي ليه
فارس بضيق: أدخل شوف حضرتك بنفسك
و تركه و دلف أحدي الغرف ليرتدي ملابسه اما شهد فكانت لاتزال تمسك ملك و تنهرها علي فعلتها تلك فدلف آسر الي الغرفه
اسر: هو في إيه هو أنا دخلت عنبر كام
مالك بضحك هستيري: ملك يا بابا عملالي فيها واد و راحت قصت شعرها و الانقح بتلبس قمصاني شوفت
آسر بسخريه: يعني و هي هجيبه من برة،ما كله من أمك
ألتفتت له شهد و هي تردف بصياح و هصبيه: بتقزل إه يا آسر سمعني
آسر: مبقولش يا حبيبتي بقول تسلم إيدك بس ربيها بنت قليله أدب و ربايه
مالك بموافقه: بضبط كده دي قليله أدب و ربايه أضربي يا ماما و لا يهمك
تركت شهد ملك و أتجهت ناحيه مالك و هي تردف: لا خوش يا واد أنت اللي متربي بلا نيله و أنت طالع لابوك غور من وشي
رفع آسر يديه و حك أسفل عنقه و هو يردف: الست دي بتحبني اووي شفت قالتلك إيه
________________
وصل فارس أمام الدوار فأستقل من سيارته و أغلق الباب خافه و هندم ملابسه و تحرك لداخل الدوار، فوقع عينيه علي غرامه الذي تسير برفقه إسراء، فظهرت أبتسامه علي وجهه، و أقترب منهم و أردف بابتسامه جذابة: مساء الخير
نظرت له كلاً من إسراء و غرام و لم يرد عليه أحد، ف إسراء تشعر برهبه و خوف شديد من أي رجل، أم غرام فمازالت لم تنس ما فعله، و ما أوصلهم إليه
فارس بهدوء مزيف: غرام ممكن أكلم معاكي
إسراء و هي تستأذن من غرام: طيب أنا هسيبكو و أدخل أوضتي عن أذنكو
أؤمات لها غرام و تحركت إسراء مغادرة من أمامهم فنظرت غرام تجاه فارس ببرود و أردفت: خير إيه الكلام اللي عاوز تكلمه معايا، أنا سمعاك
فارس و هو يزفر شاعراً بالضيق من أسلوبها الحاد معه: غرام أنا عاوز نرجع زي الأول، أنا مش هدافع عن نفسي و أققول أنا مغلطتش، بالعكس أنا عارف كويس أوي أني الغلط كان مني من الأول، و أنا اللي وصلتك و وصلت نفسي للي أحنا فيه دلوقتي
غرام بمقاطعة: أنت عاوز إيه دلوقتي، أنا عاوزه أفهم
فارس: أنا عاوز فرصه أصلك فيه كل اللي أنا عكيته و مكنتش فهمه، أنا بحبك يا غرام، بحبك من و أحنا عيال، بحب كل حاجه فيكي ضحكتك، عيونك، خد
قاطعته غرام مردفه: و أنت جاي تعرف مشاعرك دلوقتي، بعد فوات الآوان
فارس و هو يحرك رأسه بنفي: لا يا غرام أنا عرفته من بدري من قبل متجوزي كريم، و ده كان السبب اللي خلاني أسيب ريتاج، بس هي لعبتها صح، و وهمتني أنها متقبله حبي ليكي و أنها مش بتحبني و أنه كان مجرد أعجاب مش أكتر، و أنا كنت غبي و صدقتها، و ساعتها فهمتني أنها هتكلم معاكي و هتفهمك كل حاجه، بس هي معملتش كده و فضلت منيماني لحد ما أنتي أتجوزتي
صمت قليلاً يحاول تهدئه أنفاسه الغاضبه فرفع يديه يمسح علي وجهه و هو يردف: كنت فاكر أنك أنتي اللي خدعتيني لانها قالتلتلي أنها قالتلك علي كل حاجه و فهمتك و أنتي تقبلتي و قولتلها أنك هتسيبي كريم، و محتاج شويه وقت بس عشان تقدري تسامحيني، و أنا من هبلي و سذاجتي وافقت و ما صدقت ما دام عارف أنك هتسامحيني، بس أتفجاءت بنبيل بيكلمني يوم فرحك و بيقولي
لمعت عينيه بالدموع و رفض تحريرهم و أردف بنبرة متحشرجه: أنا مصدقتش ساعه لما قالي، قولت مستحيل غرام تعمل كده و تخدعني، بس لما جيت عرفت أنه حصل و أنك أتجوزتي فعلاً، و ساعتها أتخانقت مع نبيل، و كله كوم و لما عرفت أنه ريتاج و كريم متفقين مع بعض كوم تاني، الهانم عرفت أني بعت واحد يجبلي قرار كريم قامت دفعاله عشان ميقوليش حاجه و وصلت لكريم و اتفقوا سوا عشان يفرقونا يا غرامي
كانت غرام تستمع إليه و جسدها يننفض فكل هذا الحديث، لم تكن تعلم عنه شئ، و ظلت تنظر اليه و إلي دموعه الحبيسه داخل مقلتيه و كم تمنت بالقاء نفسها داخل أحضانه و لكنها فعلت عكس ما تشعر به تماماً
غرام ببكاء: أمشي يا فارس أمشي، و متنساش اني لسه متجوزه
و أسرعت مهروله من أمامه ليردف هو بصوت عالي وصل إلي مسامعها: هتطلقي يا غرام، سمعاني هتطلقي و قريب أووي هتبقي علي ذمتي أنا
__________________
دلفت غرام الدوار و هي تفكر بحديث فارس،تنوي تبديل ملابسها و الذهب الي المستشفي لروئيه كريم، و ما كادت تصعد الدرج حتي أستمعت إلي رنين هاتفها، فأخرجته و أردفت بأستغراب: ألو
أحدي الممرضات: ألو، حضرتك أحنا من المستشفي، و حابين نبلغ حضراتكو، أنه الحالة فاقت من الغيبوبة و بيسئل علي حضرتك
_____________________
أما فارس الأب فكان بمكتبه ينتظر مكالمة ضرورية و و أثناء شروده دلفت غرام بلهفه إلي الغرفه و هي تخبرة بأستعاده كريم وعيه
غرام: بابا، المستشفي أتصلت كريم فاق
فارس براحه: طب الحمد لله،يلا أطلعي أوضتك غيري بسرعه عشان نروح نشوفه، و نعرف منه اللي عمل فيه كده
أومات له و خرجت سريعاً من الغرفه أما فارس فتغيرت ملامحه و هو ييفكر أيمكن أن يكون مراد، هو من يفعل بهم كل ذلك فزفر بضيق و ما كاد يمسك هاتفه حتي وجده يرن، فأجاب المتصل بصرامه و هو يردف: أكلم أنا سامعك
المتصل: حضرتك توقعاتك في محلها، مراد هربان من السجن بقاله كام أسبوع
يتبع.....
!
•تابع الفصل التالي "رواية غرام الفارس" اضغط على اسم الرواية