رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثامن 8 - بقلم فاطيما يوسف
كالعادة بأمنكم أمانة اللايك والريفيو اليومي لكل قارئة وخلي بالكم أنا أمنتكم ، ومش مسامحة اي حد هينسخ الرواية وينشرها في أي مواقع زي ما عملوا في بين الحقيقه والسراب ، وكمان مش مسامحة اللي هيقرا ويمشي ويتابع من غير تفاعل اللهم بلغت اللهم فاشهد ، اسيبكم بقى مع البارت قراءة ممتعة ياحبابيي 🥰🥰
ماذا لو هبتنا الحياة كل ما نتمناه دون عناء ؟ دون أن نتنازل عن أي حق من حقوقنا ولا نضطر خوض طريق الاستغناء ،
لما لم نترك غيرنا الحبيب يستمتع بحبيبه والعاشق يحظى بمعشوقه دون افتراء ؟
ولكن تعب كلها الحياة فما عجب إلا في ازدياد .
مرت الأيام الي أن جاء اليوم الذي يبدأ فيه العاشقان رحلتهم ،
تجلس سكون تفرك يداها بتوتر فهو اليوم الذي انتظرته كثيرا أتى موعده وستكتب اليوم على اسم معشوقها الأول الذي حلمت به كثيرا،
فتحدثت مع أختها وهي تبتلع انفاسها بصعوبه من شده توترها :
_يعني الدريس ده لونه حلو ولا ايه عاد يا مكة ؟
عبست ملامح وجه تلك المكة من توتر سكون والذي وصل اليها وهتفت بامتعاض:
_ يوووووه ، والله مكة زهقت منيكي ومن السؤال اللي سألتيه ميت نوبة النهاردة يا بت ابوي ، قلت لك جميل ولونه حلو وشكله جميل عليكي خلاص بقى فضيها سيرة عاد ما كانَتش خطوبة هي.
ألقت سكون في وجهها الوسادة وهدرت بها بحدة:
_بقى إكده تزهقي عليا في يوم زي ده والله يوم ما تبقي زيي و في حالتي ما هعبِرِك ولا هسأل فيكي .
وكادت أن ان تكمل حدتها الا أنها استمعت الى هاتفها يعلن عن مكالمة فأمسكت هاتفها واشارت الى مكة ان تخرج مرددة:
_بقول لك ايه فرقينا دلوك خلاص ما عايزاش منيكي حاجة واصل .
ابتسمت مكة وهتفت وهي ترفع حاجبها باستنكار:
_وه !هو من لقى احبابه نسى اصحابه ولا ايه يا ست سكون ؟
عموما هخرج علشان انا عِندي د م بس .
انهت كلماتها وهي تغمز لها بعينيها بدعابة معتاده عليها تلك الصغيره ،
اما سكون فتحت الخط وأجابته:
_السلام عليكم ، كيفك يا عمران؟
اعتدل في جلسته واتخذ وضع الاسترخاء كي يهاتفها باستمتاع وأجابها:
_تؤتؤتؤ اكده هزعل ، مفيش كيفك يا حبيبي ، اتوحشتك يا روح قلبي، حاجات من إكده اللي بيقولوها المخطوبين لبعض .
تحممت سكون ورددت بخجل :
_ أممم بالراحة علي شوي إهدي على سكون ياعمران .
ابتسم لخجلها وكم كان شعوراً لذيذا يجربه لأول مرة ، ثم هتف بمحبة :
_ عيون عمران اللي نفسها تطلع لك وتشوف طلتك اللي متوكد إنها هتُبقي ولا طلة السندريلا اللي مستنية أميرها .
ابتسمت بحالمية ودق قلبها بعنف وصار ينقبض وينبسط بنبضات متتالية سريعة من كلام ذاك العمران الساحر ، كم كان بارعاً في جذبها إلي عالمه أكثر وأكثر حتى باتت تدمنه ،
ورددت بهمس مغلف بالاندهاش :
_ قد إكده شايفني جميلة وبتوصفني بالسندريلا بحالها !
أجابها بمحبة مؤكدا :
_ الجمال مش بس جمال الشكل ، لاااا أني شفت فيكي حاجة مشفتهاش في غيرك ،
حسيت وياكي إحساس غريب وجميل من أول عيني ماوقعت في عينك ، حسيت إنك بتناديني ،
واستطرد حديثه باستفسار:
_ بس في حاجة غريبة إني اول ماشفتك نطقتي اسمي وكانك تعرِفيني من زمان ،
هو بصحيح إنتي كنتي تعرفينِي ياسكون ؟
قلبت عيناها بذهول مغلف بالخجل من تساؤله فهي غير معدة الآن لأن تجيبه على استفساره وهتفت بهدوء :
_ ممكن مجاوبش على السؤال ده دلوك ؟
ضم حاجبيه بعبس وهتف :
_ طيب ليه بقي ياحبيبي هو احنا مبقناش واحد ؟
تحمحمت بهدوء وأردفت بتأكيد :
_ لاا واحد ورب الكون عالم بمكانتك جواي ، بس مش حابة أحكي دلوك ، وكمان لما تكون قاعد قصاد عيني وجها لوجه وعيوننا تُبقى في عيون بعض وقتها أحكي لك كل الحكاوي اللي حايشاها لك من زمان .
_من زمان ياسكون ! من قد إيه إكده ياعمري ؟.. جملة استفهامية نطقها عمران بسكون وهو يبتلع أنفاسه ومنتظراً إجابتها التي ترطب على قلبه المسكين الذي جبر بعشق السكون .
كانت تداعب خصلات شعرها الغجري ذو اللون الأسود كسواد عتمة القمر وأجابته بهمس :
_ من سنين ياعمران .
بلل شفتاه بلسانه من عذب حديثها الذي عشقه كثيراً وهتف بنفاذ صبر :
_ ياااه ياسكون ماتحكي بقي عاد معِنديش صبر أستني ياحبيبي.
كاد أن يكمل حديثه إلا أنه استمع الى دقات أشبه بالطبول على باب غرفته ، وما هي إلا رحمة أخته الصغرى بمشاغبتها ، فهتف :
_ معَلش خليكي وياي هشوف اللي دماغها طايرة منيها داي وهاجي لك ياقلبي .
ضحكت على كلماته ورددت :
_ تمام معاك متقلقش .
نطق لتلك المشاغبة :
_ ادخلي يامزعجة ادخلي وبطِلي حركاتك داي .
دلفت تلك الرحمة الي غرفة أخيها وهتفت بمحبة مغلفة بالدعابة وهي تغمز بعينيها:
_ إيه كان معاك معاك مكالمة غرامية مع الحب كله ولا ايه ياحضرة العمران ؟
قهقه بشدة على طريقتها وهتف وهو يشير بيده تجاه الهاتف :
_اها طبعاً ، واهي معاي على التليفون وسمعتك وعرفت إنك مجنونة عيانا بيانا ،
ثم فتح السماعة الخارجية وردد :
_ أها ياسكون سمعتي بودانك إنها مجنونة ودماغها طايرة منيها علشان تصدِقيني بس .
ضحكت سكون بشدة على مشاغبتهم وتحدثت:
_ كيف القمر والله يارحمة وروحك حلوة شبه مكة اختي بالظبط ، هي كمان بتحب الضحك والهزار والمشاغبة فينا ليل نهار .
هزت رحمة رأسها بكبر مصطنع ورددت وهي توجه كلماتها الى سكون عبر السماعة :
_ تشكرات اختنا سكون ، والله عارفة إكده بس أني مش بحب اتكلَم عن خفة دمي وروحي الحلوة كَتير .
أشار إليها عمران ناحية الباب قائلا :
_ طيب خلي عندك شوية من الاحمر عاد وفارقينا بقي .
رفعت حاجبها قاصدة مضايقته باصطناع وجلست على تخته وتحدثت وهي تلوي خصلات شعرها حول يدها :
_ والله أني عجباني القعدة اهنه ياأخوي اتوحشتك كتييييييير.
نظر اليها بغضب وهو يشير إليها بعيناه أن تخرج ولكنها قامت من مكانها وهتفت بصوت عال قاصدة إسماع السكون :
_ شفتي ياسكون الأخ اللي قلبه جاحد بيبص لي بغضب وعايزني أخرج من أوضته وبيستقوي علي عشان الحيلة واللي على الحجر ومربع في قلب الحاجة زينب .
استمعت سكون إليها بتركيز مصاحب بالابتسامة فهي تتحدث عن تفاصيل عمران ، فهي حلمت كثيرا أن تعرفه وتدخل في أعماق يومه وتشاركه لحظاته الحزينة قبل السعيدة ،
واردفت بشموخ يليق بعمرانها :
_ وه على إكده محبة عمران مسيطرة على قلوب الكل إكده يارحمة ومن أولهم إنتي باين من كلامك إنك مش غيرانة خالص .
اتسعت مقلتي رحمة من كلام سكون وهتفت بذهول مصطنع :
_ حتى إنتي فهمتيني صح قصدي غلط ياسكون ، أنا بايني مليش حظ في البيت ده .
اجابتها سكون بنفي :
_ لااا ده إنتي سكرة خالص يارحوم والله حبيتك قوووي ، ومن دلوك ومن قبل ماشوفك
حسيت إنك كيف اختي مكة الخالق الناطق ،
منحرمش منيكي ياحبيبتي.
شكرتها رحمة على ذوقها ورقتها في الحديث وتحركت صوب الباب للخروج وهي تبلغ عمران :
_ الحاجة زينب بتبلغك إنها لبست وفي انتظارك تحت وبتقول لك شهل ياعريس علشان منتأخرش علي البنتة الزينة .
ألقت كلماتها وأغلقت الأبواب وهبطت الأدراج بإزعاج كعادتها ،
أما سكون تحدثت :
_ خلاص هسيبك بقي تشوف حالك واني كمان اختي الكبيرة وصلت بولادها هخرج وأشوفها وكمان هشوف هعمل ايه .
هز رأسه باستحسان وتحدث :
_ تمام ياحبيبي خلي بالك من نفسك على ماشوفك ونتمم أول فرحتنا على خير ، مع السلامه يانبض القلب .
ابتسمت بحالمية وأردفت :
_ مستنياك ، في رعاية الله .
***************************
في منزل سكون دخلت إليها مها أختها بطلتها البهية كعادتها فهي تعشق الاهتمام بنفسها ثم جرت اليها وألقت نفسها داخل احضانها وهي تردد بوحشة :
_ عروستنا اللى كيف البدر المنور دكتورتنا اللي مشرفانا ، اتوحشتك قوووي ياقلب اختك.
شددت سكون من احتضانها كثيرا ورددت بوحشة مماثلة:
_ والله ما في حد قمر غيرك كفايه ريحتك اللي سابقاكي في المكان، هموت واعرف بتجيبي الروايح القمر دي منين ده انتي عامله ولا نجوم السيما يا مها يا حبيبتي .
اخرجتها مها من احضانها واجابتها وهي تربت على وجنتها بحنان:
_من عيوني لحبيبه قلبي اجيب لك من كل حاجه ده انت تؤمريني امر يا طيبة يا جميلة.
دخلت مكة في الحوار وهي تستمع اليه من البدايه هاتفة باستنكار:
_ايه ده بتقسموا الغنايم ولا ايه من غيري هو انا مش اختك زيها يا بت ابوي ولا اني بت البطة السودا اياك !
احتضنتها مها هي الأخرى بحنان بالغ فهي قد استوحشتهم كثيرا وتشتاق اليهم بشدة وهتفت بحنو:
_كيف إكده ده يا حضرة الاعلامية اللي طالعه سلالم المجد وسامعة عنيها اخبار تسر العين والقلب ، المرة الجاية هجيب لك احلى برفانات لجل عيونك الزرق اللي بلون السما دول ويجننوا يا قمر انتي .
حركت سكون رأسها برفض ورددت بسماجة:
_لا يا اختي ما تتعبيش حالك وتجيبي لها برفانات هترميها هي ما لهاش في الكلام ده نهائي، ابعتي لي اني بس أني داخلة على جواز اهتموا بيا علشان ما يهربش مني في نفس اليوم .
اتسعت مقلتي مها بذهول واردفت:
_هو مين ده اللي يقدر يهرب من الجمال والهدوء والأدب اللي متجمعين فيكي يا حبيبتي ! ده أمه دعياله في ليله قدر ان ربنا رزقه بالدكتورة سكون على سن ورمح .
ابتسمن جميعا وبدأن في تجهيز سكون لاستقبال عريسها والفرحة والسعادة تغمرهن جميعا اما والدتهن كانت في الخارج تجلس مع اخويها ،
مر الوقت سريعا واستعد عمران للقاء حبيبته هبط الأدراج بطلته المميزة فقد كان مرتديا جلبابا من اللون الأسود ويعتليه عمامه من اللون الابيض فحقا كان وسيما بالجلباب ولأول مره تراه سكون بذاك الشكل،
استقبلته والدته وهي تحوم حوله بالزغاريد وتمسك في يدها المبخره وتردد :
_ رقيتك واسترقيتك من عين كل اللي شافوك واللي هيشوفوك ولا صلوش علي النبي ، رقيتك واسترقيتك من عين زينب ومن عين حبيبة ومن عين رحمة ومن عين رحمة وكمان من عين رحمة ومن عين وجد ومن عين سلطان ، ربنا يحميك من العين يانضري .
أصدر الجميع سعالا شديدا بسبب كمية الدخان الصاعدة من البخور ، وهتفت رحمة بامتعاض:
_ اشمعنا اني ياماما اللي من عين رحمة عشرين مرة ! والله إكده ظلم ده أني كيوتة ومش بحسد خالص ، اني بس عيوني هتاكل المز العريس ده وكل ياناس ، ياخراشي علي الهيبة ياعمران ياخوي والله العروسة هيجرى لها حاجة .
صعقت الحاجة زينب من حديث والدتها وألقتها بالشال الخاص بها في وجهها وهي تنهرها :
_ اكتمي عاد يابت يام عيون صفرا إنتي ، عينك هتجيب ولدي الأرض ، اكتمي يابت ،
وتابعت حديثها وهي تخمس في وجهها وتربت على ظهر ولدها:
_ الله اكبر عليك ياولدي خمسة وخميسة .
كل ذلك في حضرة تلك الوجد التي تتابع ذاك الموقف بقلب ينحسر ويتوجع ألما مريرا كالعلقم في حلقها ،
كانت عيناها تأكله وتود أن تسحبه من يداه وتهرب به في عالم لايوجد به غيرهما ،
ودت لو كانت مكان سكون الآن وكانت هي عروسه بدلاً عنها فحقا كانت ستسعده وتريه من عشقها ألوانا وتسقيه من شهدها أنهارا ،
ولكن هي الآن متحسرة عليه وقلبها ينكوي نيرا.نا بالغيرة التي تح.رق داخلها ،
ووقفت أمامه ونظرت إليه بعيناي يكسوها الدمع ولم تخشى من حولها مرددة :
_ مبروك ياأستاذ عمران ، ألف مليون مبروك ربنا يتمم لك على خير وتُبقى عروسه الهنا.
وقبل أن تمد يداها فهو لايحبذ لمستها نظر ورائه وهو يردد مباركتها بخفوت :
_ الله يبارك فيكي ، أمال فين أبوي الحاج سلطان يا أمي ؟
كادت أن تجيبه إلا أنهم استمعوا الي صوته وهو يهبط الأدراج والفرحة تسكن عيناه بغزارة :
_ اني نازل أهه ياولدي ، يالا بينا نتوكل على الله ولد عمك مستنينا برة والحاج سلمان والحاج سعيد خالك ، يالا .
خرجوا جميعاً عدا تلك الوجد فهي لن تذهب معهم في ذاك الاتفاق فهي ليست لها صفة بينهم ، وخرجت ورائهم وعادت إلى منزلها تتحسر وتتوعد داخلها آلاف الويلات له ولعروسه ولأبيه وأمه ولجميعهم فهم جميعاً في نظرها كسروا قلبها ،
بعد مرور نصف ساعة وصل الجميع منزل العروس في طلة تخطف الأنظار فهم لهم هيبة عرفوا بها في تلك البلدة ، تهافتت الزغاريد من مها ورحمة وزينب ودوت أرجاء المكان ،
صعدوا جميعهم في غرفة الاستقبال الواسعة في شقتهم وبعد السلام والترحاب تحدث سلطان:
_ إحنا جايين النهاردة نطلب يد الدَكتورة سكون لولدي عمران ، وجاهزين ومستعدين لكل طلباتكم ، وعنينا لبتنا واللي تأمر بيه طلباتها كلها مجابة .
تحدث مسعد الأخ الأكبر لماجدة مبتسماً:
_ واحنا يشرفنا وجودكم ياحاج سلطان ، ده إحنا النور والهنا زارنا بوجودكم وسطينا.
واحنا مهنطلبش حاجة زيادة عن الناس والأصول واللي تقولوا عليه ماشي ، إحنا بنشتري راجل ولد أصول .
ابتسمت زينب لقناعة ذاك الرجل التي أحستها من كلماته وشعرت براحة اجتاحت أوصالها لذاك المنزل وكانت جالسة متشوقة لرؤية العروس التي خطفت قلب عمرانها ،
اتفقوا على كل شئ الي أن تحدث عمران مستئذنا من أبيه :
_ بعد إذنك ياحاج سلطان ، أني عايز أتجوز بعد تلت شهور ملهاش عازة الخطوبة الطويلة أني جاهز وأظن الدكتورة جاهزة فنتوكل على الله .
استحسن سلطان حديثه وهتف بموافقة:
_ علي خيرة الله ياولدي احنا طلعنا أهل وأني ممانعش ، بس الكلمة الأولى والأخيرة لخالها اللي في منزلة والدها ،
وتابع كلماته وهو ينظر إلي مسعد مرددا باستفسار:
_ ها قلت ايه في طلب عمران يامسعد اموافق ولا ليك راي تاني ؟
نظر مسعد الي اخته وأشارت إليه بابتسامة استنتج منها الموافقة وردد بمباركة:
_ مبروك ياعريس على خيرة الله مفيش داعي نأجلوا الفرح .
هز سلطان رأسه باستحسان:
_ على خيرة الله نقروا الفاتحة بقي .
هنا هتفت زينب قائلة بلهفة وعيناها تتلفت في المكان:
_ طيب مش تحضر العروسة نسلموا عليها وتقرى فتحتها ويانا ولا ايه ياأم مها ؟
قامت ماجدة من مكانها وأجابتها بابتسامة:
_ من عيوني يام العريس هجيبها طوالي .
أما داخل المطبخ كانتا تقفن الثلاث بنات وسكون في حالة خجل وتوتر شديد في تلك اللحظة التي لم تتوقع خجلها وتوترها بتلك الدرجة ،
فتحدثت مها إليها والتي كانت تتابع الاخبار وتستمع إليهم :
_ جهزي حالك ياعروسة هتخرجي دلوك لعريسك ياقمر .
أمسكتها سكون من كتفيها وهتفت بتوتر بالغ :
_ له اني متوترة اووي اووي يامها متسبنيش أخرج لحالي قدام الناس داي كلياتها .
ربتت مها على ظهرها ورددت بطمئنة :
_ له اجمدي إكده هي الثواني الأولى وهتاخدي على الجو والمكان والتوتر داي هيمشي كلياته ، يالا اخرجي بالعصير وأني هخرج بالجاتوه .
رأتها تقف كما هي بتوترها فلكزتها على كتفيها قائلة :
_ يالا ياداكتورة همي عاد علشان ميقولوش علينا قلالات الذوق .
حاولت أن تهدأ من توترها وعدلت من ثيابها وحجابها وحملت المشروبات بيدين ترتعش وهي تتهادى في خطواتها كي تتفادى الوقوع ،
خرجتا اليهم وفور أن رأتهم ألقت وجهها أرضاً من شدة خجلها ، ثم مرت على الرجال أولا بالمشروب حتى وصلت إلى زينب والتي فور وقوفها أمامها حتى نطقت بتكبير :
_ الله أكبر ماشاء الله ، عروسة كيف القمر ياولدي ، تعالي اهنه اقعدي جاري يامرت الغالي .
وتابعت حديثها وهي تنظر إلى عمران مرددة بابتسامة:
_ زينة الصبايا ياولدي دخلت قلبي من أول ماشفتها ، ربنا يبارك لك فيها ويتم لكم على خير ياضي عيني.
تحمحمت سكون بهدوء وأردفت بصوت خافت :
_ شكرا ياحاجة ، ده من ذوقك الجميل.
_لاااااا اني من اليوم تناديني بماما زيك زي رحمة وحبيبة يابتي.... جملة اعتراضية نطقتها زينب لسكون وهي تنظر لها بمحبة نابعة من قلبها وأكملت:
_ ده أني مستنية اليوم ده من زمان قوووي ياحبيبتي ،ده إنتي هتنوِري دارنا .
أنهت كلماتها وهي تجذبها من يدها تشدها الي أحضانها ، وبدور سكون شددت من احتضانها وهي تردد بطاعة:
_ حاضر ياماما الحاجة .
لم تستطيع النظر إلي عمرانها كي تراه أو تملي عينيها من طلته ، وظلت على خجلها وتوترها ،
أما هو لم تطلع عيناه فقط بل خصص كل حواسه لرؤيتها ، العين تنظر لطلتها ، والقلب يخفق غراماً لعبيرها والروح تستعد شوقا لحديثها ، فطلتها كالبدر ليلة تمامه ، وعبيرها زهره يفوح أبهى عطوره ، وحديثها المنتظر هو كل مناه وأماله ،
كان يتطلع الي كل انش فيها يتأمله ويحفره بداخله ،
فاق من شروده بها على جملة والده :
_ مبروك ياولدي ، مبروك يابتي ، نتوكل على الله ونقروا الفاتحة ، وزي ماتفقنا إن شاء الله هنكتب الكتاب بعد شهر من دلوك والجواز كمان تلت شهور .
رفعوا أيديهم جميعاً يرددون فاتحة الكتاب بأفواه منفرجة من السعادة ، بعد الانتهاء تناولوا المباركات بينهم مهنئين بعضهم البعض ،
وبعد حديث طال بينهم مايقرب من ساعة هتف سلطان وهو يقوم من مكانه :
_ربنا يتمم بخير وعقبال الليلة الكبيرة ، يالا ياأم عمران نتكل على الله إحنا ونسيبوا عمران مع عروسته شوي .
ردد مسعد قائلا :
_ ما لسة بدري ياحاج مستعجل على إيه ، قعدتك مايتشبعش منيها .
أما ماجدة تحدثت وهي تحتضن زينب :
_ طيب هما لو وراهم مصالح ومتعجلين يمشوا وخليكي إنتي ياحاجة أني اتونست بيكي والله .
شددت زينب من احتضانها مرددة :
_ اني الود ودي مسيبش عروسة ولدي وامشي وأقعد وياكم بالساعات والله ، بس علشان أمور الدار إنتي دارية بيها مبتنتهيش ،
واسترسلت حديثها وهي تقصد سكون :
_ متقلقيش ياعروسة الغالي هزهِقك مني زيارات لحد ما تقولي جاي يابوي منيها المرة الفاضية داي .
هزت سكون رأسها باستنكار وأردفت بنفي:
_ لا متقوليش إكده ياماما الحاجة ده إنتي تنوري في اي وقت وأن مكنتش الأرض تشيلك نشيلك فوق راسنا .
انفرجت أساريرها من ردها وازدادت ملامحها فرحة عارمة وهتفت:
_ تسلمي ياأم لساان بينقط شهد ياقمرة إنتي.
وظلا يودعان بعضهم حتى انقضي الجميع وأخيراً تركوا العاشق ومعشوقه يجلسون وحدهم في الشرفة الموجودة أمام عيناهم ،
دقات قلوبهم تسبقهم ويكاد يسمع كل منهم دقات الآخر من فرط سعادتهم ،
كانت سكون تجلس أمامه محبوسة الأنفاس ، تريد أن تنظر داخل عيناه ولم تستطيع أن تفعلها ، حينما استمعت إلي اسمه يخرج من بين شفتاه كترنيمات أعذب الألحان أغمضت عيناها وداخلها مغرم بسحر اللحظة التي انتظرتها كثيرا ، فهتف مناديا عليها بصوت مبحوح وهو يتعمق في النظر إليها:
_ سكوني ، ليه مبتطلعيش ليا مرايداش عيونك تسكن عيون عمران .
انقلب وجهها وازداد احمرار وتوهجا من ذاك العمران وكلامه ونبرته التي يتحدث بها وقررت أن ترفع عيناها سهما بسيطا كي تروي عيناها برؤيته ورددت بهمس:
_ له بس متوترة ومكسوفة شوي بس .
اقترب بمقعده قليلا منها ولكن مع حفظ المسافات وشبك كلتا يداه وهتف :
_ياااه كنتي فين من زمان ، استنيتك كَتييير ومكنتش متوقع إن يوم ملقاكي هتُبقى صدفة ، ومن يومها عيوني بتتلهف لشوفتك .
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشها إليه:
_ طيب انت متعذبتش كتير ياعمران ، أما أني استنيتك كتييير تاجي وكل مرة بشوفك قلبي ميبطِلش دقات وانفاسي بتبقي محبوسة لحد ما تفارق المكان .
اتسعت عيناه بذهول من اعترافها المفاجئ وردد بدهشة ارتسمت على معالم وجهه :
_ كيف الكلام ده ياسكون ، إنتي كنتي تعرفيني من زمان وعشقاني كمان وأني معرِفش ؟
تنهدت وبعيناي عاشقة أومأت له بأهدابها وتحدثت :
_ أعرفك من تلت سنين ، أول مابدات تدريب في المستشفي شفتك وانت قاعد مع الدكتور محمد ، كانت أول حاجة وداني تسمعها منيك ضحكتك على موقف بيناتكم بصوت عالي خلاني انتبهت ومن وقتها ارتبكت وركزت ودققت في صاحب الملامح ، ومن يومها ابتديت اركز مع الدكتور محمد وكل مرة بتاجي له زيارة بتاخد حتة من قلبي وياك وأنت خارج ، وكل يوم بيمر علي وانت مشايفنيش بتعذب وبحس إنك بعيد عليا ابعد من السما للأرض .
ضم حاجبيه وأغمض عيناه لوهلة من اعترافاتها ، وضغط بإحدى يداه على الأخري ثم فتح عيناه وهو ينظر لها نظرة عاشق :
_ يااااه تلت سنين ياحبيبي وانتي بتفكرى فيا ومستنية القدر يجمعني بيكي !
تلت سنين وانتي بتتلهفي لشوفتي واني مدراينش ،
وتابع كلماته وهو يشير على حاله بتنهيدة حارة:
_ ياه ده أني من أول عيني ماوقعت في عيونك من اول نظرة ومن أول همسة متحمَلتش ، كيف اتحملتي عذاب العشق ياسكوني كل السنين داي ؟
مرت الذكريات أمام عيناها وتذكرت كم اشتاقت له ولم تجده ، كم ودت رؤيته في أوقات حزنها وفرحها ولم تجده ،
خرجت تنهيدة من صدرها وأجابته :
_ كنت بصبر نفسي من المرة اللي بشوفك بيها للمرة اللي بعديها ، وكل مرة بشتاق فيها ومبشوفكش وتطول الغيبة بدعي ربنا يبعتك حدي علشان قلبي يهدى .
كان يحسد نفسه في تلك اللحظة عليها ، ود الآن أن يحتضنها ويأخذها بين ذراعيه كي ينسيها ألم الاشتياق ، فحقا مؤلم أن يكون حبيبك أمام عيناك ولا تستطيع حديثه ،
رأت نظرته المرتكزة عليها ويبدو عليها الشفقة ، فسألته :
_ مالك ياعمران بتبص لي إكده ليه ؟
اخذ نفسا عميقا ثم زفره وتحدث بوله من إحساسه بها :
_ تعرِفي نفسي أخدك بين أحضاني وأضمك لقلبي وأفضل أطبطب عليكي علشان أنسيكي أي لحظة خليتك تتعبي وتسهري وانتي بتفكرى في عمران .
ابتلعت انفاسها بصعوبة من كلماته الكبيرة علي بداية عشقهما وهتفت برجاء:
_ لااا ياعمران بلاش الكلام ده عاد مهتحملهوش ، خليني صابرة الشهور القليلة داي واني متماسكة ، ده أني انتظرتك كتييير لحد ما ربنا جبر قلبي.
أحس بخجلها وهداها مرددا:
_ من عيوني ياعيوني إنتي ، فات الكتييير مبقاش إلا القليل .
وهكذا حديث المحبين العاشقين أوله نظرة وأوسطة ابتسامة وآخره كلمة عهد أمنتهم باستكانة.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مرت الأيام على أبطالنا وهم منخرطون كل في وجهته ، فوجد قررت اصطياد سلطان وانتوت على أن تنول عمران في خطتها الواثقة من نجاحها تلك المرة ،
أما مكة انشغلت كثيرا في مذاكرتها بتركيز وجدية وفي نفس الوقت تحاول تطوير نفسها في مهنتها وأصبحت مقربة جدا لهند فهي تتابعها عبر الواتساب وطالت المحادثات بينهم وأغلب يومهم يتحدثون عن كل شئ في حياتهم فقد ارتاحت هند لها بشدة وأحبتها رغم صغر سنها ،
أما عن رحمة فهي تتابع عملها بشغف وباتت تحفظ طباع ذاك الماهر عن ظهر قلب ،
والان جالسة على مكتبها تفحص ملفات القضايا وتعيد ترتيبها ،
وأصبح ماهر يعجب بذكائها وبدأ يشعر بأنها جزء لا يتجزأ من يومه ، فهي أصبحت تأتي يومياً ثلاث ساعات إلي المكتب ،
وأثناء انهماكها في العمل دلف زميل لها في المكتب وألقى السلام وجلس مقابلتها وتحدث:
_ كيفك ياآنسة رحمة ، المكتب نور بوجودك كل يوم.
أجابته بمهنية وهي تقلب في الأوراق التي أمامها:
_ شكراً جدا يارامي ده من ذوقك بس .
شبك رامي كلتا يداه وأكمل حديثه وهو يحاول جذب انتباهها :
_ تعرِفي إنك مثال للبنت الذكية الطموحة اللي بتحب النجاح وعمرها ماتعرِف الفشل .
ألقت الاوراق من يدها وجذبت اللابتوب ورددت بإهمال وهي تنطلق بأصابعها عبر لوحته :
_ كلنا اهنه يد واحدة يامتر وبنكمل بعض وطريقتنا في الفكر نفس الذكاء لأن اللي مختارنا واحد .
نطق فاهه سريعاً:
_ إلا إنتي فيكي حاجة مختلفة تجذب اي حد أنه يشوفها فيكي .
الى هنا ولم تستطيع تجاهله فأغلقت شاشة الحاسوب وأردفت باستفسار:
_ يعني ايه كلامك ده يارامي ؟
انفرجت أساريره لأنه استطاع جذب انتباهها وهتف مصارحا إياها:
_ اني هقول لك على حاجة حاسسها من ناحيتك وياريت تفكِري قبل ماتردي علي ،
عدل من ربطة عنقه بتوتر وأكمل :
_ اني معجب بيكي من أول يوم شفتك فيه اهنه في المكتب وحابب نتعرف على بعض لو معِندكيش مانع ؟
كادت أن تجيبه إلا أنها بهت وجهها وما ت الكلام على لسانها فور ان رأته دالفا الي المكتب وهو يردد بغ ضب يصحبه البرود :
_ تاخد مستحقاتك وتمشي من المكتب فوراً .
انتفض ذاك الرامي من مكانه وردد معتذرا:
_ آسف جداً يافندم ،اني عرفت غلطتي وأوعدك مش هتتكرر تاني .
لم يعيره أدنى إهتمام ووجه أنظاره إلى رحمة آمرا إياها :
_ بلغيهم فوراً باللي قلته بخصوص الأستاذ وحصليني على مكتبي .
ارتعبت من نبرته ونظرته وفورا قامت بالاتصال عن المسؤول المالي عن المكتب وأبلغته ماأملى عليها ، وجمعت ملفاتها ورتبتهم ووضعتهم في درج مكتبها وأغلقته بإحكام فهي لن تتحمل الخطأ وتضع الأمور نصب عينيها ، فهي قد عشقت العمل هنا وأحبت التحدي داخل ذاك المكتب وستتعب لتصل ، دلفت بخطى ثابتة إلى المكتب وهدأت من حالها كي لايراها خائفة أو ضعيفة فهي حفظته عن ظهر قلب ،
وجدته يتحدث وهو مشطاط من الغضب :
_ إيه اللي أني سمعته ده ياآنسة هو المكتب بقي موعد للغراميات بتاعتك ولا ايه ؟
خطت خطوتان حتي اصبحت أمام مكتبه مباشرة ودافعت عن حالها :
_ أني معمِلتش حاجة والله يامتر ، اني كنت بتابع شغلي وبصيت لقيته بيتكلم إكده زي ما حضرتك سمعت لسه هرد عليه نفس الرد ده لقيتك قدامنا .
على نفس غضبه أردف بكلمات :
_ماهو لو حضرتك مصدرة الوش الخشب للكل وخصوصاً الشباب اللي في المكتب مكنش حد قدر يقول لك الكلام ده ،
وتابع حدته بسخط أذهلها :
_ لكن حضرتك ماشية تهزِري وترمي ابتسامات للي رايح واللي جاي علشان تجذبيهم ليكي وتتشافي .
اهتز جسدها بعـ.نف من كلماته وتشنجت عضلات وجهها وباتت لاتصدق ما رماها به ذاك الماهر وهتفت بعدم تصديق:
_ اني يافندم! تقصدني بالكلام ده ؟
واسترسلت دفاعها عن نفسها بملامة :
_ ايه اللي بدر مني يخليك تقول إكده ؟
قام منتفضا من مكانه وهو غاضـ ب مستكملا حدته باستفسار:
_ وحضرتك بقي رأيك ايه في إعجاب المتر بيكي ؟
طبعاً قلبك طار من الفرحة والسرور انك بقيتي محط أنظار الجميع مانتي مديرة مكتب ماهر الريان .
الى هنا ويكفيها فلن تتحمل إهانات منه وخاصة في تلك المسألة بالتحديد فهي ابنة سلطان المهدي وأخت عمران المهدي الأبية التي لم تتهاون في شرفها وسمعتها وهتفت :
_ له لحد اهنه متكملش يامتر اني رحمة سلطان المهدي يعني الخط المستقيم يحيد وهي يستحيل تعمل الغلط أو تخضع بالقول أو الفعل ، مش معني إني مديرة مكتب حضرتك إنك تهيني في سمعتي وأخلاقي أنا لا يمكن اسكت عن إكده أبدا حتى لو التمن اني أخسر أولى جولاتي واهمها كماني.
نظر إليها نظرة عميقة وهتف مفاجئا إياها :
_ تتجوزيني يارحمة ؟
تبدل حالها من النقيض الي النقيض وثار القابع بين أضلعها ينبض من كلمته التي نطقها فجأة ، وردد لسانها بخفوت :
_ حضرتك قلت ايه ؟
أجابها سريعا دون تفكير :
_ كلامي وعرضي واضح ، بطلب ايدك للجواز موافقة ولا عندك اعتراض ؟
أشاحت بيدها باندهاش من سرعة طلبه وأردفت بتعقل :
_ الحكاية دي مش عرض وطلب يافندم ، بناء على إيه نخطي الخطوة دي من غير مانحسب لها كويس أو أحس إني مهمة عندك مش مجرد مأذون وورقة وبيت يجمعنا عاد .
تحرك بخطواته المتريسة وجلس أمامها وبدأ بسرد رأيه قائلاً:
_ اني لمست فيكي الطموح وانك دايما جاهزة ومستعدة ومعندكيش حاجة تفرمِ لك وتوقفك عن نجاحك بمعني أصح بتحسبي الخطوة قبل ماتعمليها كويس قوووي ودي أهم الصفات اللي أحبها في شريكة حياتي وكنت بدوِر عليها من زمان .
اهتز فكها باستنكار ورددت بنفس تعقلها :
_اعذرني يافندم حضرتك بتتكلم عن احتياجك لآلة أو ماكينة atm تطلب فتديك مباشرة من غير نقاش ،مش بني ادمة تعيش معاك في بيت واحد فين كلامك عن المشاركة الزوجية عن احساسك باللي عايزها تعيش معاك ؟
تفهم كلماتها بعمق وشبك كلتا يداه ناطقاً بعملية :
_ بيعجبني فيكي إنك مبتنبهريش بالبدايات وحسبانك لكل الخطوات ، وهمشي معاكي على المثل اللي اختارتيه ماكينة "atm" عمرها مابتدي من غير مقابل ، أني هديكي البرستيج والشهرة والنجاح ، وانتي هتديني الاستقرار الهدوء وهتكملي معايا مشواري اللي بنيته ،وأظن اي ست مش محتاجة غير إن زوجها يحترمها ويقدر وجودها في حياته ويبقي لها السند اللي بجد مش مجرد حبة شعور لايودي ولا يجيب في الزمن ده .
كانت تستمع الي كلماته بتركيز ،حقا هذه أولى صدماتها في ذاك الذي دق قلبها لأول مرة في حياتها ، أمن الممكن أن تكون خدعت بالمنظر والهالة التي رأتها وشعرت بها في حضرته ؟
أمن الممكن أن حبس أنفاسها في وجوده وعندما تشتم رائحته تغمض عيناها من استمتاعها بأنفاسه في المكان كذباً !
كيف لذاك الماهر أن يخدع إحساسي الذي لم يكذبني يوماً ؟
لاااا يارجل عُدَّ حالك فأنا أعدك اني سأدخل معك تحدي التغيير واني سأجعلك تلهث ورائي دون أن أكل أو أمل ، فأنا ابنة حواء التي أخرجت آدم من الجنة أعدك اني سأحولك من النقيض للنقيض ،
ولكن تحمل أمامي واستعد لصد الهـ.جمات التي سأشنها عليك ولن أفشل فلن أعرف طريق الهزيمة يوماً ولن ولم أجربها ،
#كلمات_رحمة_المهدي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
تفهمت كلماته ووعتها وحفظتها وبدأت اولى كلماتها في معركتها:
_ طيب فين كلامك عن الحب ، عن احتياجك ليا عن شعورك ناحيتي ؟
رأى حيرتها واستنتج انها ستشن مكر حواء عليه ولكنه أشفق عليها مما ستراه على يداه فهو ذو رأس متيبس ولن يفعل غير مايحلو له وأجابها بعقلانيته :
_ الارتياح والعيشة الهادية السوية هما أساس نجاح أي بيت مش اكتر ولا أقل .
رفعت حاجبها ونطقت على الفور :
_ طيب نفرق ايه بقي عن الحيوانات طالما مفيش حب مفيش لهفة مفيش حاجة تضيف لليوم روح ؟
قام من مكانه قاصداً إنهاء تلك الجولة فهو يحبذ أن تكون البداية بيده والنهاية أيضا بيده وهو يجيبها:
_ نشوف الموضوع ده بعدين اني هديكي مهلة تفكري ولحد ماتديني رد الشغل غير اي حاجه تانية وانتي عارفاني وعارفة طبعي كويس.
بنفس طريقته العملية قامت من مكانها وهي تناوله الملفات قائلة :
_ دي قضية عزام المنياوي اللي حضرتك طلبتها ونفذت كل اللي حضرتك قلت لي عليه بالظبط.
وتابعت حديثها بمهنية:
_ تؤمرني بحاجة تانية يافندم ؟
أمسك الملف بين يداه وادعي عدم الإهتمام لها ولطريقتها الذي لم يتوقعها بعد طلبه وأشار برأسه:
_ لااا مش محتاج اتفضلي على مكتبك .
لن تنظر إليه وخرجت من مكتبه وفور خروجها انكبت على الملفات وانهمكت في العلم وهي على دراية أنه يراقبها الآن من داخل مكتبه كي يرى رد فعلها ونظرات وجهها كي يحدد من اي طريق يبدأ معها كي يجعلها تخضع له تحت قوانينه ،
و بالفعل كان يراقبها بجدية وخالفت توقعاته وجلس يردد مع حاله :
_ مختلفة إنتي ايتها الأنثي عن باقي حواء ،
ولكنني لن أستكين حتي أجعلك تخضعين على اي حد سواء ،
وصار كل منهم يفكر وكل منهم يردد أمام الاخر سرا :
أعرفك بنفسي أنا ذلك الوحش الكاسر الذي لم ينحني ،
وأنا تلك الأبية التي لم ولن يُخلق من يجعلني أنكوي،
حسنا أيتها الأبية فلنري من سَيُرفع له القبعة علي حلبة المصارعة ،
لاتنتظر حتي تري فا أنا نا ر تخرق من يقترب وتكـ.سر العظام حتي تفترق فانفذ بروحك حتي لاتحــ.ترق ،
لاتقلقي فالوحش الكاسر عظمه شديد وقواه مصنوعة من حديد وقلبه وروحه باردتين كالجليد .
**************************
في مكتب الإعلامية هند علام تجلس هي واخيها يتحدثون في ذاك الأمر الذي لم ينفض ، فرددت له بحيرة :
_ يابني إنت حيرتني معاك كل يومين الاقيك جاي لي وانا مكنتش بشوفك غير كل شهر بالعافية تتابع معايا المحطة ، هي للدرجة دي مأثرة فيك وتخليك تيجي في اليوم اللي هي بتيجي فيه وتشوفها من ورا الستار ، ممكن أفهم في ايه بالظبط ؟
تنهد بحيرة من حاله فهو الآن أصبح معذب اسير العيون الزرقاء وهتف بنبرة متعبة:
_ شفتي حالي واللي جرالي ! أنا ذات نفسي مش مصدقني وبشفق عليا ،
أنا الفنان ادم المنسي اللي نص بنات مصر تتمني كلمة مني وقعت في غرام صاحبة العيون الزرقا وكمان معرفش شكلها ولا اي حاجه عنها ،لاا والأدهى انها حاطة سلك أشواك حواليها وممنوع الاقتراب ، شفتي متقفلة إزاي على أخوكي ؟
انهى كلامه بنظرة بائسة يائسة ، فقد أحبها ونفذ الأمر والأدهى من ذلك أنها لن تراه ولم تفكر به من الأساس ،
أشفقت أخته علي حالته وتسائلت بحيرة لحاله :
_ طيب وهتعمل ايه ياحبيبي ده إنت واقع لشوشتك خالص ؟
أجابها وتعبيرات وجهه تتبدل مابين ابتسامة وشرود وحزن وألم جميع التعبيرات بانت على معالمه في نفس اللحظة :
_ متتصوريش كل يوم احلم بيها حلم شكل واتخيل شكلها بكذا شكل ، مرة شقرا ومرة بيضا ومرة سمرا ومرة قمحية ، مرة بحسها بتحبني وعايزاني ومرة تانية بحسها بتتخانق معايا وكرهاني ، أنا بقيت بنام وبقوم ومش في دماغي غيرها ،
وتابع شرح إحساسه بتلك المكة وعلامات التعب بادية على وجهه :
_ هو معقولة أحب إنسانة من غير ماعرف شكلها أو اعرف تفاصيلها ،
أنا حبيتها في يومين لاااا في ساعة حتي كمان في لحظات هو معقول اللي أنا فيه ده ياهند ولا ده انبهار بنوع جديد معداش عليا قبل كدة ؟!
وعت لكل كلمة نطقها أخيها المعذب والمشتت فحقا مشكلته معضلة للغاية فكيف للمنتقبة والمطرب أن يتلاقىط ؟
هل ستحدث المعجزة وتتآلف قلوبهم وتتناغم أحاسيسهم ؟!
ومن منهم سيسحب الآخر لعالمه هو العاشق حتى النخاع لموهبته ومهنته ،ام هي العاشقة والمحبة حتى النخاع لنقابها وتدينها ؟!
وهتفت برفض :
_ انبهار ايه يابني! إنت بتهزر ؟
بعد كل الكلام ده وتقول لي انبهار ! ده إنت واقع وغرقان في جمال عيونها بس ، أمال لما تشوف اللي أنا شفته هتعمل ايه ، ياعيني عليك يا اخويا ده إنت داخل حرب العشق الممنوع بشراهة.
أشاح بكلتا يديه وامتعضت تعابير وجهه وردد ممتنعا:
_ يوووه ياهند هو إنتي بتصبريني ولا بتحتويني ، يابنتي هو أنا جاي لك ارتاح ولا تتعبيني اكتر ،
ثم تبدل وجهه من الامتعاض الي الحالمية وهو يسألها بفضول:
_ طيب قولي لي تسريبة صغنونة عنها ،بيضا ولا سمرا ، حلوة ولا وحشة ، هادية ولا مجنونة ، بتحب ايه وبتكره ايه ، ؟
اتكلمي وارئفي بحال اخوكي ياهند أرجوكي .
ضحكت بشدة من طريقته الصبيانية وتحايله ثم هدأت من نوبات ضحكتها وأجابته برفض قاطع:
_ شوف مش إنت أخويا وحبيبي بس إلا الأمانة ، أنا لا يمكن أخون إنسان ائتمني علي أي حاجة ، لا يمكن أخليها تفقد ثقتها فيا ، مستحيل يجي يوم عليا وأتفاجئ بيها تقول لي انتي مطلعتيش قد الثقة اللي انا اديتهالك ، وأنا بصراحة حبيتها وقربت منها وعجبني علاقتي البديئة بيها ، نوع مختلف من الصحاب ممرش عليا قبل كدة فيستحيل أعمل حاجة تخالف ضميري ،
وتابعت كلماتها وهي ترشده :
_ وبعدين يابني متفقدش عنصر المفاجأة ،يعني خليك كدة حب ودوب واتمني علشان لما تشوف نصيبك تقول كرمك يارب دي طلعت لي منين دي ؟
اتسعت مقلتيه من وصفها المخبأ وهتف مستفسرا:
_ ياه هي حلوة اووي كدة ؟
أمائت برأسها وعلى وجهها الابتسامه واجابته:
_ جميلة حد الفتنة ، فجهز نفسك للي هتشوفه علي ايديها .
اعتدل بجلسته وأكمل استفساراته:
_ بس انا شفت بنات حلوة كتيير جدا في الشكل مش مقياس ،
يعني هتفرق ايه عنهم ؟
أجابته بإبانة :
_ لااا دي تفرق كتييير أوووي ، جمالها طبيعي مش بوتكس ولا فيلر ، دي تصحي من النوم تشوفها تسمي عليها وهي قايمة بطبيعتها اللي خلقها بيها ربنا زي البدر ، أما اللي أنت بتتكلم عنهم كلهم عيرة تشوفها بالليل تنبهر تصحى الصبح تلاقي خلقة غير الخلقة .
تسائل مندهشا:
_ الله بتتكلمي كدة كأنك مش زي دول مانتي بوتكس وفيلر وبردو زي القمر مش مقياس يعني .
قامت من مكانها وجلست أمامه ورددت بتأكيد:
_ أه أنا زيهم بس انت عارفني بخرج بطبيعتي كتيير وبلغي الميكب كتيير ،اما اللي انت تعرفهم وتقصدهم كلهم من النوع اللي قلت لك عليه ،
واسترسلت حديثها وهي تضع الأمور نصب عيناه:
_ بس خلي بالك انك لو استمريت هتقدم تنازلت كتير اووي .
استوعب سؤالها واردف بنبرة جادة متجنبا مافهمه منها :
_ مش فاهم ياهند ، ايه اللي مكبر المشكلة في نظرك أوي كدة ، هي بنت وانا راجل يعني هيبقي فيه توافق اكيد طالما الحب موجود؟
أخذت نفسا عميقا وزفرته بشرود وهي تهتف :
_ مش ده اللي أقصده ياادم ، إنت شخصية بتفكير وهي شخصية بتفكير تاني خالص ،
هتقدر تغير شخصيتك وأسلوب حياتك عشانها ، ولا هتعلقها وتعلق نفسك بأحبال الهوا وخلاص.
بروح منهكة كن كثرة التفكير أجابها بحيرة :
_ مش عارف ياهند مش عارف ، بس كل اللي انا متأكد منه إني عايز أشوفها وأتكلم معاها وأعرف تفاصيلها ، وأشاركها يومها فهماني .
كادت أن تجيبه إلا انهم استمعوا إلي دقات تشبه الطبول علي باب المكتب ، هي علمت صاحبة الدقات وشفقت على حاله ، وفورا فتحت الباب وطلت صاحبة العيون الزرقاء تطل طلتها الملائكية وهي تردد بمشاغبة فور دلوفها:
_ هنودة حبيبة قلبى كيفك ياقمر اتوحش...تك
وكادت أن تكمل مشاغبتها إلا انها رأت أخر شخص لم تتوقع ان تراه فبهت وجهها وما ت الكلام على لسانها ...
•تابع الفصل التالي "رواية من نبض الوجع عشت غرامي" اضغط على اسم الرواية