رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الخامس 5 - بقلم فاطيما يوسف
اقترب الحج سلمان من مقعده والتف يمينا ويسارا ليرى ما اذا كان يستمع اليه احدهم ام لا وحينما وجد ان الدار امان تحدث شارحا مقصده :
_لع في حلين ما واخدش بالك منيهم يا سلطان يا اخوي ،
اسمعني عاد حداك واد ياتجوزه له يا تتجوزها انت مش حرام ولا عيبه الشرع حلل للراجل مره واتنين وتلاتة واربعة وانت لساتك عضمة ناشفة واللى يشوفك يقول عليك أصغر من ولدك ، ها قلت ايه في كلامي ده ؟
جال سلطان بعقله يفكر فيما قاله سلمان ويدوره في عقله ثم تحدث رافضاً الفكرة :
_ لع ولدي مايخدش واحدة عدى عليها غير وميكونش هو راجلها الأول وفرحته الاولي ،
عمران زينة شباب الصعيد ومتعلم ومتنور وفارس تلزمه مهرة متعلمة وتليق بالمِحاسب عمران أنا محطش ولدي في أمر ينغظ عليه عيشته أبدا .
قطب سلمان جبينه وتحدث باستجواد:
_ يُبقى تتجَوزها أنت ومتسيبش الغريب يدَّخل في أرضكم وياخد عرضكم ولا ايه ، ومعروفة من زمان أرملة الأخ لأخوه التاني .
احتار سلطان في ذاك الأمر الذي لم يحسب له حسبان في يوم من الأيام منذ أن ما،ت أخيه وتركها تعيش مع ابنه ولكنه ترك مكانه الذي تربى فيه لأجل أنه لا يصح أن يعيش معها في مكان وحدهم حتى لو كانت محرمة عليه ،
وتوقعوا جميعاً أن تعود الي أهلها ولكنها ظلت في مكانها ولم تتركه حتى بعد أن أعطوها حقها في إرثها بما يرضي الله ، ومرت الأيام ولم يفكر سلطان ولا أي منهم في أمرها ،
ولم يكن يتوقع أن يحدثه أحدا في أمرها ولم تأتي بباله يوما ، ولكن كلام صاحبه عنها شغل باله ، فلاحظ سلمان أنه تأثر بكلامه فطرق على الحديد وهو ساخن :
_ مالك بس ياحاج سلطان هي واعرة إكده !
دي البنتة زينة ومش عفشة علشان تقعد تفَكر كتييير .
تحدث سلطان وهو يتمسك بعصاه ويبدو عليه علامات الحيرة :
_ لع مش احكاية عفشة ولا أني بطلع لها حتى في اي وقت ، بس الحكاية ولادي مهيوفقوش وزينب كماني ممكن يجرى لها حاجة لو سمعت عنيه الحوار ده ، وكمان هي ممكن متوافقش إياك .
قطب جبينه باندهاش وهتف معترضا:
_ وه مهتوافقش على الحاج سلطان المهدى بحد ذاته ! كلام ايه اللي بتقوله ده عاد !
هي تطول تبقي جوزها دي هتوافق وهطير من الفرحة كمان ، قال متوافقش عاد !
ضحك سلطان على حديث سلمان وأردف:
_ وه كانك مغسل وضامن جنة ياحاج ، إنت عارف الموضوع ده لو انفتح هنبقي بنفتحوا طاقة جه،نم ومهتتسدش غير لما تحرِ،قنا كلياتنا .
ضر،ب سلمان كفا بكف وهتف بنبرة معترضة :
_ كانك انت اللى مكبِر الموضوع شوي ومانتاش واعي لعوايدنا وتقاليدنا اللى معروفة في الصعيد ، وبعدين زينب سيبها على مرتي اني هخليها تهديها لو شع،للتها اطمن من ناحيتها انت ،اما ولادك هما حد فيهم يقدِر يعترض قرارك ويقف قصادك ويوافق ويرفض ، دول العيال متربين زين وطول عمرهم ليك سمع وطاعة ، قلب بس انت الموضوع في راسك وإنت هتلاقي ان كل كلمة قلتها لك في محلها .
أماء سلطان برأسه وردد بتمهل :
_ خلاص هشوفه الموضوع ده بس متتعجلنيش أني هفكر فيه براحتي بس الأول أطمن على عمران وأفرح بيه وبعدين يخلق في قضاه ألف رحمة واللي رايده ربنا هو اللى هيصير .
_______________________________
في المشفى يجلس عمران مع محمد يتحدثون في مواضيع شتى فسأله عمران :
_ هي الدَكتورة سكون اللى اتكلمنا عنيها المرة اللي فاتَت مرتبطة.
قفز محمد من مكانه ووقف أمامه قائلا وهو :
_ لاااا مش مصدِق وداني اياك ، بقي عمران بذات نفسيه بيسأل عن واحدة ست !
ياجدع قول كلام غير ده !
تأفف عمران من كلامه وهتف بضجر :
_ ماتخلص ياعم الطبيب عاد وبطل مقلتة ولت فاضي ملهش عازة.
استمتع محمد بطريقته المتعجلة وأحس بطفيف من الأمل من أجل صديقه وأجابه بإبانة:
_ هدي خلقك واصل ، لع مش مرتبطة وممكن أجيب لك قرارها من يوم ماتولدت لحد دلوك بس اديني الإشارة بس وأني أعمل لك نفسي المحقق كونان ، بس قبل أي شيء عايز أعرِف بتسأل ليه ؟
حمحم بصوت خفيض كي يستدعي الهدوء والثبات النفسي ثم أجابه :
_ لما حصل الموقف تبعها المرة اللى فاتَت وأني خارج كنت عايز أطمَن عليها معرِفشي ساعتها حسيت تجاهها إحساس غريب ، مكنتش عايز أسيبها وأمشي ، كنت عايز أفضل مطلع جوة عيونها ومهملهاش ولا أبعِد عنيها ، ولما روحت كل شوي تاجي على بالي وألاقيني بفكِر في كلامها البسيط اللي سمعته منيها ، وكله كوم ونظرة عيونها فيها حاجة غريبة حسيت منها كانها عارفاني من زمان أو فرحانة لشوفتي وهي من الاساس متعرِفنيش ، داي نطقت اسمي وهي غميانة وداي كانت أول مرة أشوفها .
كان محمد منتبها بكل تركيزه مع كلامه. وتعجب بشدة من إحساس عمران وهتف بنبرة مندهشة:
_ وه كل داي أحاسيس حسيت بيها من مجرد خمس دقايق وقفتهم وياها ،ولا لمعة عنيك وإنت بتتحدت عنيها دي لوحديها بتحكي حكاوي ياصاحبي ،
ثم أخذ الكرسي وأداره وجلس مستندا على مسنده بكلتا يداه مرددا بتركيز :
_ أني عايز أعرِف وأفهم كل حاجة وأعرِف احساسك ده بيمثلك ايه ، وحالتك الأسبوع ده كلياته وتفكيرك كان عامل ازاي ، وخلي بالك كل كلمة هتقولها هتفيدك في حالتك المحيرة دي اللى ملقينش ليها حل واصل.
تنهد عمران بأحاسيس مختلفة تارة بارتياح لدخول تلك السكون مداخل قلبه وتارة بتعب شديد لدخولها ذاته في توقيت لايصح بالنسبة لحالته ، وتارة أخرى لعقله وقلبه حينما فكروا بها طيلة الأسبوع وتناوبوا عليه كي تكون جزءا من يومه ،
ثم نطق بروح منهكة:
_ لما شفتها واتحدت وياها كاني كنت في الق،بر وحاسس بضلامه ولما تاجي على بالي أحس بشعاع النور دخل عليا وأحس بنبض قلبي الموجوع على حال صاحبه بيتوحع أكتر ونفس اللحظة أحس إني عايز أروح لها وأتكلم وياها وأتوه في تفاصيل ملامحها أكتر ، بس خايف أظلُمها معاي وأنا طريقي صعيب عليا ومعرفش فيه حل واصل ياصاحبي.
ربت صديقه على كتفيه وأردف مشجعاً له :
_ جمييييل جداً ياعمران احساسك ده إنت قلبك بدأ ينبض بالحب والعشق وطالما إكده اخلق من ضلمة الق،بر نور ده ربنا سبحانه وتعالى نوره لنا بالقرآن وإنت كمان سيب نفسك وسيب نور العشق يحتل قلبك وانسي اللى إنت حاسس بيه واخلق من ضلع الوجع غرام يمكن لما العشق يزور قلبك ينسيك إحساسك وحالك وتشفى ياصاحبي من الوهم اللى إنت عايش فيه .
أخذ عمران نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأردف بحيرة:
_ طيب إن مشيت ورا قلبي وحبيتها واتجوزتها وبعدين دخلت الجح،يم اللى أنا عايش فيها ايه هيوبقي موقفي ساعتها عاد !
صدِقني وقتها هبقى بندب.ح بسك.ينة تلمة وبد.بح.ها وياي والله أعلم ساعتها هتتحمل عاد ولا مش هتتحَمَل ؟
بنبرة قوية ومشجعة أجابه محمد:
_ لع ربك خلاف الظنون وبيخلق في قضاه ألف رحمة وصدِقني الدَكتورة بنت أصول ومتربية والعيبة متطلعش منيها واصل ، هي معانا في المستِشفى بقالها سنتين ومعاملتها زينة ومشفناش منيها الغلط ولا لاحظنا عليها الكِبر أبدا ،ولعلمك هى شبهك وشبه طباعك خالص ياعمران .
انتبه عمران بكامل حواسه وأردف مستفسرا:
_ كيف يعنى طباعها شبه طباعي ؟
أجابه بتوضيح:
_ ملتزمة دينيا ومبتسمحش لحد يقرِب منيها ولا بتهزِر مع أي حد ، وجد في شغلها وبتحبه جداً وبتأديه زي ماقال الكتاب وبتعامل المرضى كيف مايكونوا من أهلها وبتساعدهم معنوياً وبتحفِزهم على الشفا ، وغير إكده معاملتها كيف الس،يف مع أي دَكتور إهنه ومش من النوع اللى بيخضعوا بالقول ولو حتى للمدير ذات نفسه، وإنت بردك ملتزم وتعرِف ربنا وبار بوالدك ووالدتك وفوق ده كلياته راجل بمعنى الكلمة ياعمران علشان إكده ربنا هيخرجك من صراعك على خير لأنك بتثق في ربنا ومسلِم له أمرك وعمرك ماعترضت على حكمته في اللى بلاك بيه.
ابتسم عمران ابتسامة أمل مما سمعه وقرر أن يخ،وض المعركة ويترك لقلبه العنان ينبض بعشقها فهو محتاجاً لها ومحتاجا لوجودها في حياته ، فلم يكن يشغله أيا منهن قبل ذلك ولكن عندما وقعت عيناه في عيناها أول مرة أحس بأنه انسحب إلي عالمها ، ذلك العالم الذي افتقده كثيرا وأحس بالحنين إليه مرات ومرات ، فتحدث منتويا على الدخول لعالم السكون قائلاً:
_ أها تمام هتوكِل على الله ، بس مش عارف أبدأ وياها منين ؟
خايف أدخل لها غلط تفتكرني من إياهم وألاقي منها صد يقفلني من أولها .
قوس محمد فمه بانزعاج وهتف باستنكار:
_ وه كيف عمران المهدي يقول إكده عاد ! ده إنت مجرد وقوفك قدامها بس يسحب أنفاسها ،متقلقش خش بقلب جامد وصدر مفتوح وبعدين إنت ناوي الحلال ياصاحبي ومنتاش من إياهم اللى بيلعبوا بعقول البنات وبعدين يسيبوهم ويخلعوا ، انزل وروح قصَادها وإنت هتلاقي الكلام حضر والأسباب اتوجدت وكلمة بتجر كلمة ، مبتسمعش واصل عن حديث المحبين كيف بيبتدي !
من نظرة وابتسامة وكلمة والسلامة وحاجات كَتيرة ياما ، هلحِنها لك عاد بقي .
قهقهه عمران حتى أدمعت عيناه من طريقته في الكلام وأردف وهو يحمل مفاتيحه كي يهبط إلى الأسفل ويبدأ أولى مراحل الوصول لعالم السكون:
_ كانك ملحنتهاش لسه ؟ روح ياشيخ إلهي ربنا يرزقك باللي توقع قلبك وتشحتفه كمان .
ضحك هو الأخر وتحدث وهو يمسك بتلابيب حلته الطبية:
_ لع هو أني شبهك إكده ، أني خلاص وقعت وعيني سهمت على حبيبها ومش بس إكده ده أني خطيت أول خطوة كمان .
رفع عمران حاجبه باندهاش:
_ كيف إكده ومن وراي ياخاين ؟! انطُق مين دي بسرعة .
مط محمد شفتيه وأجابه بمرواغة:
_ بعدين هحكي لك ، امشي بقي علشان ورايا مكالمة مهمة مع حد قَريب لقلبي .
اتسعت مقلتي عمران وهتف بنبرة مندهشة:
_ وكمان أخدت رقمها وبقيت تكَلَمها ! أه منك مطلعتش سهل واصل وعامل نفسك غلبان ولا ليك في الطور ولا الطحين .
وتابع كلماته وهو يخرج من الباب منتويا المغادرة:
_ أني ماشي علشان هشوف هعمِل إيه وبعدين نشوفوا الموضوع ده يامكار إنت.
ألقى كلماته وتركه يبتسم عليه وهبط للأسفل يفكر في حيلة يبدأ بها في الحديث مع سكون ،وفي لحظة تذكر شيئاً ما جعله يهرول بأقدامه كي يصل إليها ،
وجدها تتناول قهوتها في هدوء يشبهها وقف يتابعها ويراقب حركتها من بعيد ، رآها تقترب بأنفها وتشتم رائحة القهوة بتناغم وانسجام وهي تحتضن ذاك الكوب بين كفاي يداها الصغيرتين ، كم أثرته تلك الحركة وجعلته يتمني لو كانت كفاها بين كفاي يداه ويشعرها بالدفء الذي تشعر به من قهوتها ،
كان ينظر إليها بشغف كى يرى علامات وجهها ويفسرها وحدث حاله بانتشاء:
_ جميلة أنتي تلك السكون فبسمتك تعطي املاً لفاقده وهدوئك راقي ،
أتوه في ملامحك كي أكتشف ماورائها وأفسر معالمها فالبسمة تعطيكي بهجة وتعطيني راحة ، والنظرة البريئة تزين وجهك وتعطيني حافز كى أتقدم ، والهدوء النفسي والهالة التى تحيطين بها حالك ككل تحدثني قائلة تقدم عمران واذهب إليها فهى تشبهك وأنت في احتياجها هي فقط ليس غيرها ، ففيكي سأختصر كل نساء العالم سكون وأجعلك بهم كلهم ،
ساقته قدماه إليها ثم ألقى السلام عليها وهي تعطيه ظهرها :
_ السلام عليكم ورحمه الله ، هي القهوة طعمها يشهى للدرجة دي يادَكتورة ؟
قبل أن تراه وتعرف من المتحدث انطلق لسانها غصباً عنها :
_ عمران ! احمم أقصد وعليكم السلام ورحمه الله ،
قالت سلامها وهي تدير وجهها إليه وتابعت بخجل لتسرعها :
_ لع بس دي خصلة فيا بحب أشم ريحة القهوة ، أصل ريحتها بالنسبة لي عاملة شكل الإدمان تلقائي إكده بعمل الحركة دي .
أماء بوجهه باستحسان وأردف:
_ ميعملش الحركة داي إلا كائن إحساسه عالى وبيحب الهدوء ومدي للقهوة قوانينها الصحيحة في شربها .
بوجه مندهش تسائلت:
_ كيف يعني مفهماش! هي القهوة ليها قوانين لما تتشرب ؟
ربع ساعديه أمام صدره واستند بجزعه علي الشجرة مجيبا:
_ وه كانك متعرفيهاش ! عموما هقولك أني عليها أولها إنها مينفعش نشربها واحنا مشغولين إكده مش بنحترمها ، لاااا نشربها واحنا بنخ،تلس من الزمن لحظات هدوء تليق بوجودها بين كفوف اليد ، وتاني حاجة نشربها واحنا بعيد عن الضوضاء علشان نعرف نستمتعوا بريحتها وهي هتاخدنا معاها لعالم جميل عميق زي ساعة العصاري إكده بنخلصوا مشغوليتنا ومسؤليتنا ونقعد نرتاح هبابة فالساعة دي معروفة إنها الراحة المحببة للبني أدم من متاعب يومه .
تعمقت النظر في عيناه دون قصد منها أو إرادة ، فقدت النطق لما تسمعه أذناها في حضرة معشوق الروح ،
وحدثت حالها وهي تسمعه:
_ كفى عمران لقد تخطيت قوانين العشق والغرام لأجل عيناك ،
فقد أنهيت رسم غرامك بجميع الحروف والكلمات فكل الكتيبات صارت جميع سطورها عمران ،
قبل أن تحادثني وكنت أعشقك لحالي كنت مغرمة والآن بعد أن دوى صوتك في أذناي صرت هائمة عاشقة متيمة ،
لاحظ نظراتها وشرودها وفهم معناها بل واقتح،مت أوصاله من أجل صدقها ، لم يريد إحراجها ولا أن يشتت تركيزها بكلامه
فجذب الكرسي الموضوع أمامها محمحما باستئذان:
_ تسمح لي أقعد عايز أستفسر منك على حاجه إكده بخصوص أختي ، أنا سمعت انك دكتورة نسا وتوليد.
انفرجت أساريرها فعمران بذاته يستئذنها أن يجلس معها ،
هدأت من توترها ولملت مشاعرها المبعثرة في حضرته وأجابته بموافقة:
_ اتفضل أني لسة شوية على ماأطلع أمر على المرضى .
جلس مقابلتها تحت ظل الشجرة وأردف متسائلاً كي يخلق معها حديثاً فهو مستمتع جداً بجلسته معها :
_ أختي الكَبيرة حامل وقربت تولد فاضل ليها تلت شهور وتقوم بالسلامة وبتابع في حملها مع دَكتور وأني مضايق من الحكاية داي ،ايه رأيك أجيبها تتابع إهنه وياكي وكمان انتي اللى تولديها .
نال اقتراحه إعجابها وأبدت رأيها بصدر رحب:
_ أه طبعاً معِنديش مانع هاتها والأجهزة اهنه حديثة وأني بعمل متابعات كَتيرة لستات المركز بيَجولي كَتير ، بس ده ميمنعش إن المتابعة مع الدكتور بتاعها حاجة مش حرام .
تبدلت ملامحه لانزعاج وهتف :
_ كيف إكدة معنديش حريم تنكشف على راجل غريب حتى لو قديس عاد ! وده طبع فيا الكل يعلم بيه وأتمني ناس تانيين ياخدوا بالهم منيه علشان أنا غيرتي على اللى مني صعيبة قووي .
دقات قلبها تهتز بع،نف من تصريحه المخبأ فهو أعلنها أمامها أن تأخذ بالها من غيرته بل وتمنى ذلك ، أممن الممكن سكون أن يكون عمران وقع أخيراً في هواكي وأصبح يتمنى جلوسه معكي ؟
اهدأ قلبي واترك العنان لعيني ولساني يتشبعان من جلوس العمران ،
لاحظ نظراتها التائهة والمندهشة فأحب مشاغبتها مرددا :
_ وه هو إنتي عادتك السرحان إكده علطول يادَكتورة ؟
خجلت بشدة من تلميحاته وأردفت بتوتر :
_ لع ، عادي مش سرحان ولا حاجة .
رفع حاجبه وأكمل مشاغبته :
_ الله حاسك متوترة وحاجة مخلياكي مش على بعضك .
فركت أصابع يداها من محاصرته لخجلها وأردفت بتلقائية :
_ وه ياعمران مفيش حاجة عاد .
زينت البسمة وجهه وهتف وهو ناظراً بعينيها :
_ عمران طالعة منيكي حلوة أوووي وكانك تعرفِيني من زمان ، وأنا حاسس بإكده .
أدارت رأسها جانباً بخجل وكان السكوت علامة الموافقة على كلامه ،
لاحظ خجلها الشديد وسكوتها على كلامه ومن هنا تيقن عمران بعشق سكون له وقرر بدأ شرارة العشق لها فبادر بطلبه بشجاعة:
_ طيب ممكن تديني رقمك علشان اتواصل معاكي لما أجيب أختي وأجيلك إهنه علشان المتابعة ، وقبل ماترفضي أو تعترضي لازم تعرِفي إني هكون أمين عليه ومهضايكيش ولا مرة .
نطقت شفاها الرقم بشجاعة فهي تمنت تلك اللحظة من سنوات ، وأخيراً استجاب رب السماء لها وقرب منها عمران وأصبحا على مشارف أبواب العشق ، وبعد أن أملته الرقم تحدثت بثقة :
_ وان مكنتش هثق فيك انت هثق في مين ؟
ودت أن تكمل كلامها وتقول له لقد أعطيتك قلبي وسكنته وأغلقت عليك بمفتاح أقفاله ضاعت في بحر الهوى ولم يعود مهما طال الزمان ، ولكن لن تفعلها سكون فمهما كان حبها له وغرامها به لن تبادر هي الأولي بالاعتراف فهي وعدت حاله أن تتحمل عذاب عشقه حتي لو طال سنينا ولا أن تبادر هي فكرامة الأنثى داخلها لن تتنازل عنها ،
أما هو دوَّن الرقم بأصابع منطلقة وكأنه يدون عقدا من الماس ، ثم انتصب واقفاً وانتوى المغادرة:
_ أنا سعيد جداً إني اتكَلَمت معاكي ياداكتورة وهمشي دلوك وإن شاء الله الجيات أكتر من اللي راحت ، معايزاشي حاجة قبل ماأمشي .
كانت حزينة لفراقه فلم تشبع منه ولكن حمدت ربها داخلها بأنها تقدمت خطوات في عشقها المكتوم واخيرا جائها عمران وأجابته بابتسامة:
_ معايزاش غير سلامتك ، استودعتك اللهم الذي لاتضيع ودائعه .
اندهش من ردها المريح الهادئ الذي ينبعث منه الأمل ورد وديعتها :
_ تسلميلي على دعوتك الجميلة ياغالية .
وتركها وغادر تتصبب خجلاً وهي تنظر على أثره بمحبة نابعة من قلبها الجميل وهي تحدث حالها:
_ احقا وصفني بأنني غالية ثم تركني أحادث نفسي بوله ، لاااا ياذاك العمران تمهل على قلبي يارجل فلم يعد يتحمل طوفان عشقك المبتدئ فكيف عن نهايته ! حقا ستمنحني سعادة وعوضا يجبر قلبي الذي انتظرك سنين .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
كان أدم المنسي يجلس في غرفته ممددا على تخته ومترددا أيرسل لها أم لا فتركيبتها شغلته بشدة لم يقابل مثلها ، ولأول مرة يجري وراء إحداهن ولأول مرة يبادر هو بالتحدث إليهن ، جاهد حاله كثيراً أن يحادثها ولكن انطلقت أصابع يداه رغماً عنه بالاتصال عليها ،
كانت مكة جالسة في غرفتها تراجع دروسها فهي في السنة الأخيرة وتود أن تنجح فيها بأعلى تقدير ، وجدت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة فأمسكت الهاتف ونظرت إلى شاشته بغرابة وهي تحدث حالها:
_ مين الرقم ده ، وليه مكتوب برايفت ، معقولة يكون حد تبع الحكومة ! ولا حد تبع أي قناة ، طيب أرد ولا مردش،
أما هو منتظراً ردها ولما تأخرت عليه في عدم الرد انز،عج كثيرا فهو ليس معتاداً على ذلك ولكن هدأ حاله أنها لن تعرفه ، وفجأة استمع إليها تردد :
_ السلام عليكم ورحمه الله ، مين معاي .
صوتها في الهاتف هادئ ومريح ولكن ملتزمة الجدية فرد عليها سلامها :
_ وعليكم السلام ورحمة الله ، آنسة مكة معايا .
ردت بنفس الجدية :
_ أيوه ، مين حضرتك ؟
اندهش بشدة فكان متوقعاً أن تعرفه من نبرة صوته ، يالها من فتاة عجيبة كسَّ،رت كل قواعد النسوة في نظره فهتف :
_ ياه ياترى مش عارفاني ولا فاكرة إن إنتي سمعتي الصوت ده قبل كدة .
تأففت بشدة من ثرثرته وهتفت قبل أن تغلق الهاتف في وجهه :
_ لاااا ده إنت باينك واحد فاضي ولا وراك شغلة ولا مشغلة ، وأني مفضياش للهبل بتاع أمثالكم ده ، ياريت متتصلش تاني ياحضرة معرفش ايه انت .
أنهت كلماتها وأغلقت الهاتف في وجهه ، مما جعله انت،فض من مكانه وهو يلقي الهاتف على التخت بع،نف مرددا بغيظ وهو يدور في الغرفة :
_ بنت المجنونة اتجرأت وقفلت السكة في وشي ، والله لاندمها على الحركة دي ، لااا وكمان بتمثل إنها معرفتنيش إزاي ده ، أنا صوتي مميز ومعروف ،
وظل يدور في الغرفة وهو يتآكل غيظاً من قلة ذوقها في الحديث معه، ثم قرر بعد أن فكر كثيرا أن يرسل لها رسالة عبر الواتساب يعن،فها فيها ، ذهب إلى تخته وأمسك هاتفه وكتب لها :
_ هو من الذوق إنك تقفلي الموبايل في وش اللي بيكلمك ، من الواضح إن قلة الذوق دي طبع فيكي وطلعت مرئية ومسموعة كمان ، طيب قبل كدة عملت اعتبار للعميد وسكت لك عن قلة الذوق لكن المرة دي مش هعمل اعتبار لحد وهعرفك مقامك .
وصلتها الرسالة من ذاك الرقم وقد عادت الي مذاكرتها ونست أمر المكالمة ثم استمتعت إلي رنة رسائل الواتس الخاصة بها التقطت يداها الهاتف واتسعت مقلتيها من ذاك الدخيل الذي اقتحم خصوصيتها وبعث لها ، قررت الدخول لمحتوى الرسالة كي تعنفه بشدة ثم بعد ذلك تضعه ضمن قائمة الحظر ،
قرأت رسالته بتمعن وإذا بها تض،رب بكفها على جبهتها كعلامة لتذكرها وأردفت بلسان حالها بصوت عال :
_ آدم المغنى هو انت ! وده عايز ايه ده لااا وكمان بيشتم وبيقول لي قليلة الذوق هو إيه البني ادم المغرور بزيادة ده ، قال ياقاعدين يكفيكم شر الجايين ،
ثم أرسلت إليه مرددة:
_ أولا مسمحلكش تكلمني بالطَريقة المهينة داي ، وثانيا فيها ايه ما أني سألتك انت مين واتمعظمت علي فطبيعي إني أقفل السكة في وش اللي بيستظرِف ، وثالثا بقي نعم فيه حاجة مطلوبة مني حضرتك علشان تتصل بيا ؟
كان ماسكا هاتفه وهو مندهش لحاله لأول مرة ينتظر رداً على رسالة ، لأول مرة يمسك هاتفه وينظر إلي شاشته منتظرا رد أنثى ، لأول مرة يشعر بالإهانة لمكانته من إحداهن ، أتته رسالتها فتحها على الفور وقرأ محتواها واغتاظ بشدة من تعن،فها في الرد عليها ،
فوجد حاله يرسل إليها برسالة نار،ية كي يح.رق.ها كما أغاظته :
_ هو إنتي متعلمتيش تردي عدل وكيوت كدة زي باقي البنات ولا إنتي مش من ضمن البنات ولا تعرفي حاجة عنهم .
اتسعت مقلتيها بذهول لما قرأت توبيخه وضغطت على شفاها بغيظ وأرسلت إليه :
_ لا اوعى تكون فاكرني من البنات إياهم اللي بيتلزِقوا فيك ولا إني هدوب من نظرة عينيك ، واني هتهبل مثلاً علشان بتكلمني ، لاااا يافندم العنوان غلط مش مكة الجندي اللي تتهاون في أخلاقها وتخضع بالقول أيا كان لمين ، يعني أنت بالنسبة لي راجل عادي شهرتك وشكلك وحجمك مشايفهمش واصل .
قرأ رسالتها والي هنا وانقلب غيظه لانف،جار ووصل غضبه عنان السماء ، وجلس يفكر كيف يرد عليها رداً يقصف جبهتها كما قصفتها هي توًّا ، ثم أرسل إليها رده بعد أن فكر قليلاً:
_ ومين قال لك اني عايزك تتهبلي أو إنك أصلاً حاجة مهمة بالنسبة لي علشان تقولي الكلام ده ، قولي إنتي بقى إن نيتك شمال زي تفكيرك وقلتي خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم ، أو تكوني مفكرة نفسك مارلين مورلوا مثلاً فوقي لنفسك وشوفي بتتكلمي مع مين .
اندلعت ثورة الح،رب بين الثنائي العنيد وكل منهم مستعد لشن الهج،وم على الأخر ، قرأت رسالته بمقلتين واسعتين أثر اندهاشها ، فحقا استفزها وأثار حفيظتها فأرسلت إليه :
_ مارلين مورلوا مين دي اللى أبقي زييها !
ولا يشرفني أكون زييها لو إنت مفكِر إنك بتقارني بواحدة تستحق ، أنا أرد عليك في حالة واحدة لما تشبهني بأم من أمهات المؤمنين دول بقي اللي محلِمش أكون زييهم يعني لو انت تعرِفهم من الأساس ،
يعني تشبيهك ده مستفزنيش واصل يافنان ،
وتابعت رسالتها بنوع من السخرية :
_ممكن بقي نبطلوا وصلة القط والفار داي وتقول إيه سر اتصالك العظيم بواحدة مغمورة زيي ملهاش لازمة ؟
احتقن وجهه من رد تلك الصغيرة التى جعلته يشعر بالمهانة وأنها تكبره أعواما لا هو الذي يكبرها ، أحس أنه أمام جسم صغير لكن ذو عقل كبير ولسان كالمبرد يق،ص من يقت،حم حصونها، وجد حالها ينجذب إلى عالمها المختلف عن أيا منهن ، رغم أنها لم تعطيه حجمه ولا أنها لن تشعره باهتمامها ولا بالانبهار به ، حقا وجد حاله يهدأ من انفعالاته ويقرر مهاتفتها ،
رأت تأخره في الرد ولامت حالها على عنفها معه في الرد فهي بيئته التى نشأ فيها وليس له ذنب ومن الواجب أن لاتسخر منه وأن لاتبادل عجرفته بمثلها وأن تعامله بأخلاقها فالدين المعاملة ، ومن الممكن أن يأخذ عن الملتزمين مثلها فكرة سيئة وتكون هي المثل الذي أوصلته لتلك الفكرة ،
رأت اتصاله فأجابته بهدوء :
_ السلام عليكم ورحمة الله ، فيه حاجة مطلوبة مني يافندم .
لاحظ هدوئها تلك المرة في الرد عليه فقرر مجاراتها وأخذ هدنة فاللعب معها أصبح ملاذا أعجبه بشدة ، فأجابها بهدوء وهو يحمحم صوته :
_ احم كنت عايز أسألك مين اللي نزلت اللقاء اللى صورتيه بنفسك معايا وبتتكلم بصفة إن اللقاء كان معاها هي ؟
تذكرت أمر صاحبتها وأجابته بخجل:
_ أها أنا بصراحة إكده مرضيتش أنزله وهي فضلت تتحايَل علي إني أديه لها وفضلت ماسكة وداني طول الأسبوع لما صدعتني فاديته لها .
انزعج بشدة من تلك المخلوقة التي تثبت له دائما أنه كالحشرة التى لاتستحق وهتف بضيق:
_ إزاي تعملي حركة زي دي بدون ماتستئذنيني ،هو مش ده بردو اسمه كذب ونفاق ولا انتي بتحللي على مزاجك وتحرمي على مزاجك ياهانم .
_هانم ! ... قالتها مكة باندهاش
أجابها بانزعاج:
_ هو ده كل اللي لفت انتباهك من كلامي !
ممكن حضرتك تفسري لي اللى حصل ده إزاي يحصل ؟
إنتي مش عارفة إني نجم وليا اسم وشهرة ومينفعش أسجل لقاء مع واحدة أصلا مش معروفة ولا حتى صفحتها معروفة ولا متوثقة كمان .
أحست أنها ارتكبت خطأً شديداً في حقه ولكنها لم تقصد فتمتمت بخفوت :
_ أني أسفة مكنتش أعرف إن دي حتوبقى حاجة كبَيرة أو حتوبقى مضرة ليك مكنتش عِملتها ، والله العظيم دي الحقيقة ودة اللى كان في نيتي وقتها.
حقا أدهشته بأسفها ماكان يظن أنها ستنقلب بوداعة في نفس حوار الشراسة التى شنته عليه منذ قليل ،
حقا عجيبة أنتي يافتاة تجمعت فيكي صفات الفتاة الشرسة والوداعة والتدين والطيبة وطيلة اللسان وحسن كلامه في آن واحد ،
لقد شغلتي البال وأصبح لكي مكانة في قلبي الضال ، وسأسرق من زماني وقتا لكي على أي حال ، ثم هتف باستغراب من أسفها:
_ عجيبة هو إنتي بتعرفي تعتذري زي البني ادمين العاديين أهو ، أمال ماله لسانك اللى عامل زي المبرد ده ومابتصدقي تبخيه في وش أي حد .
عادت لشراستها من جديد وأردفت بحدة :
_ وه لساتك هتشتم تاني وتطول لسانك ده وأني المفروض إني أسكت لك عاد .
خرج رده عليها من فمه بتلقائية وهو مستمتع:
_ لهجتك الصعيدية جميلة أوووي أول مرة أقابل واحدة شبهك يامكة .
احمر وجهها خجلاً ولأول مرة يغازلها أحدهم وتستمع إليه فكم كانت نبرته هادئة ناعمة أثارت تلك الفتاة التى لاخبرة لها ، عندما سمعته لم تقدر أن تتفوه بالنطق وكأن لسانها ابت،لع من أثر الخجل الذي انتباهها ، فوجدت حالها ترد بخجل ....
_________________________________
في منزل مجدي زوج مها ، حيث تجلس مها مع أبنائها تحاول فك اللغز الذي أعطاه لها ابنها وهي مستمتعة باللعب معهم فحقا الأوقات التى تقضيها مع ولداها التوأم من أحب الأوقات إلى قلبها فالجلوس معهم له لذة تجعلها في قمة سعادتها فهي تعشقهم وتهتم بهم وبأمورهم وتشاركهم كل يومهم ، فبعد محاولات عدة استطاعت تجميع اللغز ببراعة ، فصفق الصغير بسعادة نظراً لنجاح والدته وهتف :
_ ايه ده برافوا ياماما طلعتي شاطرة أوووي ، ممكن تعلميني أعمله كيف علشان أبقي عبقري زيكي إكده ؟
قرصته من وجنته بخفة ولطف وهي تردد بفرحة لسعادته :
_ وه كانك مفكِر أمك مفهماشي حاجة إياك ،
وتابعت كلماتها وهي تشير على حالها بفخر :
_ أني شاطرة قوووي وعلشان مش داكتورة ولا صحفية شكل خالاتك يوبقي مش بفهم ، أني لو كنت غويت العلام كان زماني مِحاسبة قد الدنيا بس أني مرضيتش وعلشان إكده واخده بالي منيكم وعايزاكم تعملوا اللي معمِلتهوش واصل ، ها اتفقنا .
رفع الولد كف يداه يض،ربه بكفها مرددا هو وأخيه التوأم في أن واحد:
_ اتفقنا ياماما هنبقي شطار وحلوين علشان تحبينا وتلعبي ويانا علطول .
احتضنتهم بسعادة وأردفت وهي تربت على ظهرهم بحنو:
_ وه أني بحبكم يانن عيوني من غير أي حاجة ده انتو النفس اللي بتنفسه ، وانتو الحتة الحلوة في قلبي وكلي .
وأثناء احتضانها استمعوا الى جرس الباب يعلن عن وصول ضيف ، ارتدت حجابها وذهبت لتفتح ولكن وجدت الباب ينفتح ويدخل زوجها مجدي وهو يردد بابتسامة:
_ متستغربيش يامها معايا ضيف عزيز هتفرحوا أووي لما تشوفوه ،
ثم نظر إلى الخارج مرددا وهو يفسح المجال للضيف أن يدخل :
_ اتفضل ياعامر ياأخوي بيتك ومُطْرحك ،
ثم وجه كلامه الي أبنائه مرددا :
_ تعالوا سلموا على عمكم ياولاد اتوحشتوه قوي .
أما هي منذ أن رأته أمامها تش،نج جسدها وبهتت ملامحها وطار الكلام من على لسانها ،
وأصبحت واقفة بمشاعر شتى ولكن يغلبها ويسيطر عليها فقدان الراحة من الآن .
•تابع الفصل التالي "رواية من نبض الوجع عشت غرامي" اضغط على اسم الرواية