رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم فاطيما يوسف
البارت لسه خالصين حالا كالعاده يا حلوين عايزه تفاعل عايزه رايكم في البارت طبعا مش عايزه كسل عايزه الجروب يلعلع هههههه ما تبخلوش عليا ما تتصوروش انا بقعد طول النهار اكتب في البارد ده علشان خاطر يوصل لكم كده واسيبكم مع القراءه الممتعه حبيباتي 😍😍😍
مر عشرة أيام على تلك الأحداث بأكمل وحال ابطالنا مع نبض الوجع قاسي عليهم ،
في منزل مجدي تدهورت حالته الصحية بشدة فهو قد علم مابه والمرض الذي أصابه ورفض العلاج بشدة ومها حاولت معه كثيرا وهو مصمم على رأيه ،
تجلس معه في غرفتهم وهي مازالت تتحايل عليه :
_ لازم تتابع العلاج يامجدي مينفعش اكده ،
إنت أصلا سكت الفترة داي كلها كيف !
والأعراض اللي كانت بتجي لك إزاي كنت بتطنشها ! ليه أهملت في نفسك وفي صحتك دي كله يامجدي .
كان يشعر بالإرهاق الشديد فقد زاد تعبه تلك الأيام وخاصة ان اعراض الحمى أثرت على ذاك المرض اللعين وجعلته وصل به للمرحلة الرابعة ثم تحدث بصوت متعب بشدة وكأن نواكب الحياة قررت أن ترصده وحده لا احد غيره :
_ اني ولا هروح ولا هاجي اني خلاص بودع وايامي معدودة في الدنيا وعايز اموت على فرشتي ولا انتِ ناقصة مرمطة وبهدلة وياي كفاية تعبك معاي دلوك أني والعيال وحياتك كلها بقت علاج وأدوية وتشليني وتحطيني ،
وأكمل من بين نهجانه بلوم لحاله عما فعله بها طيلة السنوات الماضية:
_ تعبتك وياي يا ام الزين وخليت حياتك كلها مرار ويوم مافوق الاقي الهموم والأمراض رصداني من كل مكان ، شكل ربنا مقدر لك الشقاء في الدنيا علشان رزقك بواحد زيي .
أمسكت يداه بحنو فهو مريض وقبلته بحنان وعيناه تلتمع بالدمع فقد تأثرت بحالته ،
ففي ضعغه ومرضه نسيت كل شئ ، نسيت مافعله بها ، كم كان قلبها جمييل ثم حسته للمرة التي لم يعرف عددها:
_ مليكش صالح بيا يامجدي والله العظيم لو عضم في قفة ماهتخلى عنيك وانت مريض ،
ولازم تتعالج يامجدي إن مكانش علشان خاطرك يوبقى علشان خاطر زين وزيدان ، لازم تفوق وتكمل علاجك الطبيعي وتروح معايا تتابع الجلسات وتعمل زرع النخاع الشوكي الدكتور قال لي ينفع في حالتك يامجدي .
أدمعت عيناي مجدي وبكى لأول مرة كالأطفال وهو متشبس بيدها بوهن وكأن مرضه أضعفه بشدة ثم تحدث من بين شهقاته :
_ مكنتش عايز أمـ.ـوت دلوك ، كنت بكوش على الفلوس على قد ما اقدر من غير حسبان لرب العباد ، عميلت كل حاجة وحشة ، سلفت المحتاج بالربا ، رشوة وارتشيت ، ناس دخلتها السجن علشان مقدروش يسدو الدين بالربا ، وحاجات كتير خيالك مايتوقعهاش ،
وفجأة ربنا ابتلاني بكل الأمراض اللي في الدنيا ودلوك بقيت على مشارف الموت ، وربنا استجاب دعوة مظلوم محتاج فيا ، سبحانه يمهل ولا يهمل ،
وأكمل من بين شهقاته التي جعلتها تمسد عليه بحنان فهو مهما حكى عن قذارته التي فعلها مجرد أن رأت دموعه حزنت لأجله :
_ حتى ولادي مرحمتهمش وكنت دايما ادعي عليهم ربنا ياخدهم ويريحني منيهم علشان مخلينك منكدة علي لما كنتِ دايما بتطالبيني اكون جارهم .
دق قلبها وجعا الآن على أولادها وتذكرت أنه لم يكن أبيهم ولذلك لم يشعر بأبوته لهم فسبحان مسبب الأسباب ، ثم حاولت تهدئته وهي تمسح دمعه وتربت على ظهره:
_ خلاص يامجدي اللي فات مـ.ـات وأني مسامحاك من كل قلبي ومش زعلانة منيك خالص ، أما بالنسبة للناس استغفر ربنا كَتييير وتوب يامجدي وصلي وهو غفور رحيم ، بس إنت دلوك لازم تتعالج لازم .
أغمض عيناه وهو رافضا العلاج ومنهيا النقاش في ذاك الموضوع:
_ له ولا هروح ولا هاجي ومتتكلميش في الموضوع دي تاني ، سيبي ربنا يخلص ذنوب الناس مني وينـ.ـتقم ماهو المنتـ.ـقم الجبار .
اخذت معه وقتاً طويلاً تحاول إقناعه ولكن رأسه يابسا كالحديد لايستجيب أبدا ، وجدت أنه نام من أثر الدواء فدثرته بالغطاء ثم خرجت من الغرفة ،
أمسكت هاتفها ووجدت أكثر من خمس مكالمات من عامر فلوت شفتيها بامتعاض من كثرة اتصالاته ، فدخلت غرفة جانبية وقامت بالاتصال عليه و أتاها الرد منه ملاماً لها :
_ إيه يامها داي كلاته علشان تردي علي ، بقالي ساعة برن عليكِ !
حللت أصابعها بين خصلات شعرها ثم استدعت الهدوء و أجابته:
_ هو أني فاضية لحوارات التليفون داي ياعامر اني اللي فيا مكفيني ،
واسترسلت وهي تذكره :
_ وبعدين انت مش لسه مكلم الاولاد من يومين بالظبط في ايه بقى مش كل شوية اتصال اني مش ناقصة حـ.ـرب اعصاب عايزة افوق لولادي ومراعيتهم .
ذكرها هو الآخر مرددا بنبرة تصميم:
_ ماهم ولادي بردو ولا شكلك عايزة تنسي ومصممة اني مفكرش فيهم ولا اكلمهم ومش عايزاني اجي ناحيتهم .
نفخت بضيق من حالة الروع والتشتت النفسي التي تحياها تلك الأيام مابين مرض زوجها ورعاية أبنائها فهي أصبحت تبعد عنهم كثيراً هذه الأيام ولم ترعاهم كيفما كانت والأخير ذاك العامر الذي لم يتركها وشأنها ومستمر بالضغط عليها ثم انفـ.ـجرت باكية هي الأخرى وقواها لم تعد قادرة على تحمل كل تلك الأعباء وتحدثت من بين شهقاتها:
_ حرام عليك ياعامر ، حرام عليكم كلكم ،اللي بيحصل فيا دي كَتييير والله العظيم فوق مستوي طاقتي .
انفـ.ـجر بها هو الآخر ولم يراعي حالتها فهو أب حرم من أبنائه فهو كان يحبهم حبا جما وهو عمهم والآن عرف أنه أبيهم فقد أجرى لهم تحليل "DNA" فقد أخذ أحد شعيرات أحدهم خلسة دون أن تعرف مها والنتيجة ظهرت أنهم أبنائه فازداد حبهم له وعاطفة الأبوة اشتـ.ـعلت داخله بجدارة وأصبح يشتاقهم أكثر من ذي قبل وأوقاتا كثيرة يندم حاله أنه ابتعد وتركهم ، أوقاتا يؤنب نفسه أنه لم يدافع عن حقه في وجوده بجانبهم ،
ولكن اصمت أيها العامر وأَخرِس عاطفتك بداخلك وتحمل عاقبة كبيرة من الكبائر نتج عنها طفلان لم يكن ذنبهم في الحياة غير أن والداهم أنجبوهم من رحم الكبيرة ،
ولكن ذاك العـ.ـذاب الدنيوي فما بالك بالعـ.ـذاب الأخروي ، ثم هتف بحزن شديد:
_ يامها أني بنهار اهنه وأني عارف اني سايب حتة مني ومش قادر اني اشوفهم كل يوم واطمن عليهم ، مش قادر مشفش بسمتهم ونظرة عنيهم واتابع خصوصياتهم ،
ثم استرسل نبض وجعه وهو يحاول يذكرها:
_ مش فاكرة زمان لما كنا بنتكلم مع بعض وأقول لك إن لما يوبقى عندي ولاد ههتم بيهم قووي وهصاحبهم وعمري ماههمل فيهم ، هلبسهم زي ما بلبس بالظبط ، اي مكان رايحه هاخدهم وياي ، هيبقوا هما ولادي وأصحابي واخواتي هيبقوا هما كل دِنيتي ، وزين وزيدان كمان اني اللي مختار أسمائهم والإختيار كان نابع من قلبي ، ليه مش قادرة تشوفي كم المعاناة اللي أني عايشها .
التوى ثغرها بحسرة على حالها وحال ابنائها وحال زوجها وحال ذاك العامر هو الآخر ، لم تعرف هم من فيهم تتحمل ؟
كل تلك الضغوطات تتحملها فوق أعصابها المتماسكة بهش الآن ، وبكت هي الأخرى بدموع تخرج من قلبها وكل جسدها المنهك وليست عيناها مما جعله هو الآخر لن يستطيع تحمل دموعها وحاول تهدئتها :
_ خلاص يامها اهدي والله غصب عني بشيلك الهم ، والله العظيم لو بإيدي اعمل حاجة ولا إنك تنهاري اكده هعملها ،
خلاص لو مش عايزاني اكلمهم كل شوية ومزعجكوش مش هعملها بس متعيطيش يامها كفاياكي وجـ.ـع ودموع .
أغلقت الهاتف معه وارتمت على التخت تبكي بحـ.ـرقة على حالها ككل والمستقبل أمام عيناها لايبشر بالخير ثم رددت بدعاء وهي تضع يدها على صدرها المتألم بنبض وجـ.ـع يفوق الأوجـ.ـاع بمراحل :
_ يارب ريحني من اللي أني فيه ، يارب اني تعبت ومقدراش اتحمل اكتر من اكده يااااارب .
وكأن ابواب السماء كانت مفتوحة في ذاك الوقت وحدث مالم تكن تتوقعه مها يوماً ما .
********************
في المالديف عند ذاك العاشقان المجروحان والموجوعان وكلاهما حالته يرثى لها ،
فمنذ تلك المرة وذاك اللقاء المغتصب من آدم لتلك المكة وهي تغلق على حالها بشدة ولم تسمح له بالحديث معها ، تعيش على فتات من الطعام البسيط حتى ضعف جسدها ،
أما هو يتألم داخله في صراع بين قلبه وعشقه وبين عمله وموهبته المحببة لقلبه ،
لم يعرف كيف يحل تلك المعضلة كي يراضيها ؟
ويزيد عليهم جفائها وابتعادها عنه ونظرة عينيها الحزينة ،
يجلس أمامها يحدثها ولم تتفوه ببنت شفة أمامه ، يطلب منها أن تأكل وتراعي حالها ولم تجيبه فهو قد جرح مشاعرها وأنقض وعده معها ،
اكثر من عشرة أيام وهي على حالتها تلك والآن لم يستطع صبرا أكثر من ذلك فهو قد اشتاق لصوتها ، اشتاق لحديثها ، اشتاق لضحكاتها ، اشتاق لقربها وان يتنعم بأنفاسها ،
ثم دلف إليها الآن وهو عازم على أن يخرجها من صمتها ولن يتركها ويترك الجفاء يدمـ.ـر علاقتهم قبل أن تبتدئ ،
دلف الى الغرفة لم يجدها كانت في ذاك الوقت تأخذ شاورا ، علم وجودها في الحمام فجلس على الكرسي ووجه أنظاره ناحية النافذة المطلة على الحديقة فذاك الكرسي وذاك المكان كان جلستها المفضلة طيلة العشرة أيام وبجانبها مصلاها ومصحفها وسبحتها ، أمسك المصحف بين يداه فهو لم يعتاد على قراءة ورد معين ، ثم فتح المصحف ثم وجد أمامه سورة يوسف وبتلقائية بدأ في القراءة بصوت هادئ جمييل ملائكي ثم تعمق في القراءة وبدأ صوته يعلوا ويتوه في جمال تلك السورة ،
ومن خشوعه في القراءة بدأ يتدبر تلك القصة بتفهم فذلك النبي عليه السلام تعرض للأذى منذ أن كان طفلاً لايفقه شئ من أخواته اللذان فعلا به فعلتهم الشنعاء كي يتخلصو منه ولكن ارادة الله أن يُربى في منزل عزيز مصر ويُحرم من أبيه وإخوته ثم تتناوبه نكبات الحياة وتطمع به النسوة ويُسجن ، لقد ذاق المرارات من الحياة غُدر به وهو طفل ولم يعترض ، حُرم من العائلة وربي في بيت غريب ولم يعترض ، سجن ظلما وهو نبي ولم يعترض على حكم الله ،
كان من اجمل خلق الله حُسنا وأحسنهم أخلاقا وبالرغم من كل ذلك سامح أخواته مما فعلوه به ، وأصبح عزيز مصر ويملك خزائن الأرض بأكملها ورجعت إليه عائلته بعد سنوات العجاف والصبر ،
كان آدم يقرأ تلك السورة بتمعن شديد وغاص في أعماق جمالها ، تلك آيات الله تلاها بخشوع أثلج صدره ، فصلته عن العالم بأكمله ، اراحت صدره ، أشعرته بالأمل والطمأنينة ، اشعرته بأن بعد الليل بزوغ فجر يحمل بين طياته اقدارا جميلة لا يعلمها إلا الله ،
أما هي خرجت من الحمام بذاك المعطف الخاص بالحمام وصُدمت عندما رأته ولكنه كان متعمقا في قراءة القرآن فجذبها صوته ، خطـ.ـفها إليه دون أن تدري ،صوت عذب يريح القلب والأعصاب في القراءة ، خشوعه وتلاوته المتعمقة جعلتها اقتربت منه وجلست بجانبه دون أن تشعر وجلست أسفل قدماه تُطرب أذناها بأعذب الكلمات ،
أنهى قراءة السورة وشعر براحة غريبة اغتالت جسده ، لأول مرة يتدبر قراءة القران بذلك الخشوع ، كم كان عذباً وفيه راحة تكفي العالم أجمع ،
اغلق المصحف ثم نظر بجانبه وجدها جالسة بهيئتها الخاطفة لأنفاسه تلك ، أما هي رددت لأول مرة منذ خصام لها منه منذ أكثر من عشرة أيام وهي تخاصمه :
_ صوتك جمييل قوووي وأنت بتقرأ ، صوتك خطـ.ـف قلبي .
نزل من على الكرسي وهبط لمستواها قائلاً بوحشة وهو يتعمق النظر في عيناها:
_ وانتِ كمان صوتك وحشني قووي متحرمنيش منه تاني .
أخفضت نظرها خجلاً من نظراته الهائمة بها وتركيزه الذي خصصه كله لأجل عيناها وهي تتمتم بخفوت :
_ وانت كمان متحرمنيش من صوتك الجميل وأنت بتقرأ القرآن تاني .
ابتسم لخجلها ثم رفع وجهها إليه مجبراً إياها النظر في عينيه مرددا بشجن عاشق حرم من معشوقه:
_ وحشتيني قووي قوووي قوووي ، هنت عليكِ يامكة تبعدي عني المدة دي كلها ؟
بنفس نبرة الشجن لامته بعينيها وكلامها :
_ واني هنت عليك تجـ.ـرحني بالطريقة داي وتغصبني وتفاجئني بحاجة مكنتش متوقعاها دلوك وتخليني اكره اللحظة دي .
اعتذر لها بأسف حقيقي نابع من قلبه فهو لم يكن يوماً شهواني كي يفعل ما فعله بها وأنه أغصبها على قربه مرددا بندم :
_ لا والله عمرك ماتهوني عليا أبدا ياحبيبتي ، حقك على قلبي اني مشيت ورا الشيطان في لحظة تهور مني ومحسبتش نتيجتها .
بعيناي تبتسم له أردفت وهي تقبل اعتذاره بصدر رحب :
_ واني قبلت اعتذارك وحابة نفتح صفحة جديدة مع بعض ، ونبدا من جديد نقطة ومن اول الصفر واللي بيربطنا ببعض في البداية الحب الكبير ، ايه رأيك.
احتضن يداها بين يداه وشعر بحررارتهما التي تولدت فورا من قربه منها هاتفا بموافقة:
_ تصدقي دي أحلي حاجة قلتيها ، أنا مستعد جداً نبدأ من الاول وجديد بس اهم حاجة متبعديش عني .
لأول مرة تشدد على احتضان يداه بين يديها مما جعل قلبه يخفق داخله من غرامه بها في تلك اللحظة فقد شعر الآن بمدى احتياجها لوجوده بجانبها ، ثم أكدت على كلامه وقالت الكلمات التى أراحت صدره :
_ مش هبعد خلاص يا آدم بس محتاجة منك حبة تنازل شوية ممكن .
أغمض عيناه وهو يتنفس أنفاساً من هولها وصل زفيرها إليها ثم فتح عيناه وطلب منها راجيا :
_ طب ممكن منتكلمش في الموضوع ده دلوقتي واوعدك إني هفكر فيه وهشوف همشي إزاي بس دلوقتي عايز فترة نقاهة اعيشها معاكي بدون زعل بدون اختلاف بدون خناق .
لم تعانده تلك المرة كما أنها فكرت كثيرا أن تستغل حبه لها لصالحه ، قررت أن تسحبه لدنيا الصلاح والتقوى بالهدوء والسكينة وليس الإكراه ، فكرت في الأيام التي جلستها كثيراً وحدها حتى اهتدت لأن تسحبه لذاك العالم بحبها وليس بنفورها ، فهو لم يأتي بالعناد مهما كان ثم بادرت لأول مرة منذ أن عرفها بالاقتراب وهي تحتضن وجنته بين يديها مما جعل داخله ثائر غير مصدق ، عزفت على أوتار قربها منه ، دغدغت مشاعر الصبر في الاقتراب منها لديه من مجرد احتضانها لوجهه فقط وهي تهمس له :
_ موافقة يا آدم مفيش زعل ومفيش خناق ومفيش بعد كمان .
اتسعت مقلتيه بذهول من كلمتها الأخيرة ثم أمسك يدها وساعدها على القيام والوقوف أمامه وهو يتسائل بنبرة متعجبة :
_ انتِ قلتِ ايه دلوقتي ؟!
وأكمل وهو يجيب على حاله أمامها:
_ قلتِ مفيش بعد صح ؟
هزت رأسها بابتسامة خجلة فهي تحدثت مع سكون اختها وقصت عليها كل شئ والأخرى نهرتها بشدة من عدم اعطائها لزوجها حقوقه وكيف أنها متدينة تعرف الله وتتمنع عليه بتلك الدرجة ؟
وفهمتها أن قرب الزوج من زوجته حقا شرعيا له حتي لو اختلفا على نقاط في مسار طريقهما ولكن حقه الشرعي ليس لها الحق في منعه إياه منه ، ونبهتها ان ذنب النظرة منه لامرأة غيرها سوف تصب على رأسها هي لأنها حرمته وهو يريدها ،
رأى رغبتها به في عينيها لأول مرة ، لم يصدق حاله الآن مكة راغبة به ، يالها من لحظة لاتنسي ، لحظة يريد أن يوثقها الآن بختم العاشقين ويحتفظ ببهاها بين ثنايا قلبه ،
ثم سألها وهو ينزع تلك المنشفة من على رأسها حتى انسدلت خصلاته على ظهرها بهوجاء أعطتها شكلاً جعله راغباً بها وهو يدفن يداه بين رقبتها ويتحسسها برغبة آذابتها :
_ يعني مستعدة نعيش مع بعض زي اي اتنين متجوزين طبيعي دلوقتي ؟
أغمضت عينيها من شدة خجلها وهي تهز رأسها للأمام دون أي كلام فهي متوترة في قربه الآن ، تشعر بأن قدميها لم تستطيع الوقوف أمامه ومشاعرها تتخبط داخلها وجسدها مفكك من اقترابه وهمساته ولمساته ،
وعلي حين غرة جذبها إلى أحضانه حتى ارتطمت بعظام صدره القوية ثم حملها ارضا وبدأ يدور بها في الغرفة بأكملها وهو لم يصدق الآن ماوصلا إليه معها ،
فهو الآن يملك سعادة العالم أجمع ، ثم أنزلها أرضاً وهدأ من أنفاسه الثائرة داخله ثم همس بعيناي راجية:
_ بحبك ونفسي أسمعها وشفايفك بتنطقها.
قررت أن تعترف بها الآن فهي بالفعل عشقته مثله وتريده مثله فقالتها وهي لم تقوى على النظر في عينيه من خجلها :
_ بــ حــ بــ كــ .
ظل ينظر إليها ولم يستطيع التحدث فقد ثار القلب وهدا في آن واحد وتضاربت المشاعر داخله ،
ظل القابع بين أضلعه الآن ثائر ويطالب بالمزيد منها ، لم يتخيل أن لنطقها سحراً جذاباً سيلقى به في أعماق هواها أكثر من ذي قبل ،
ثم سألها بأنفاس متلهفة لأن ينالها الآن بكامل رضاها :
_ يعني مش خايفة دلوقتي ومش هتلوميني تاني وتزعلي .
حركت رأسها برفض وتمتمت بخفوت:
_ له مخيفاش انت جوزي وحقك علي الطاعة واني ممنعكش من حقوقك .
حزن لردها ثم نطق بملامة :
_ مكنتش عايز الرد كدة يامكة ،
ثم داعب وجهها بأنامله وبحركته تلك جعلها تشعر بالإثارة والتلهف لقربه وهي تهمس:
_ أمال إيه بقى .
أجابها وهو مازال يداعب وجهها بأنامله كي يجعلها متلهفة لقربه طالبة بالمزيد :
_ عايزك تردي تقولي آه محتاجة حضنك وقربك ياحبيبي .
لكزته بخفة في صدره قائلة :
_ انت طماع قووي على فكرة.
داعب أنفها بوجهه وهو يهمس لها بمشاغبة:
_ وماله هو أنا بطمع في حد غريب ، أنا بطمع في حلالي وحبي وقلبي ،
وأكمل وهو يغازلها :
_ بس بجد شكلك زي القمر وانتِ واخدة شاور وتجنني .
أكملت بمداعبة مماثلة:
_ هو إنت ناقص جنان يادومي .
ضحك بشدة على مداعبتها ثم نطق بتكبير :
_ الله اكبر بدأت تندع أهي وأخيراً يابن المنسي جربت حبة دلع من اللي عنك اتمنع.
ضحكت هي الأخرى قائلة:
_ الله ده انت واقع ودايب وكل حتة فيك قربت تولـ.ـع .
حرك رأسه للأمام ثم غمز لها بشقاوة:
_ آه والله ده القلب والروح وكله كله خلاص جاب آخره منك يابنت قلبي.
قررت أن تشاغبه فابتعدت عنه قائلة :
_ طب أخرج بقي علشان عايزة اغير هدومي.
جذبها لأحضانه مرت أخرى وهو يهتف برفض قاطع:
_ أخرج مين ياحلوة هو بعد بحبك دي فيها خروج من الأوضة دي إلا واحنا راجعين مصر .
شهقت باندهاش وتحدثت بنبرة ذهولية مصطنعة :
_ نعم ، مصر ايه ! هتقعدني في الاوضة اسبوعين بحالهم.
غمز لها بعيناه وهو يشدد من احتضانها :
_ حقي يابنت الجندي ولا مش حقى .
ابتسمت له ابتسامتها الساحرة مرددة بموافقة:
_حقك طبعاً .
الآن استراح قلبه وسيبدأ معها رحلة عاشق محروم منذ أن أحبها لم ينعم بلحظة صافية معها ، الآن سيقترب منها وفي هواها سيتنعم وبرضاها سينالها وحتما ستذوب بين أضلعه من قربه الشديد الذي أهلـ.ـك قلبه ،
ثم تحدث بشفاه تتلذذ لاقترابها :
_ مش عارف هتبقى عاملة ازاي وانتِ راضية حاسس إنك هتبهريني .
ضحكت بمشاغبة ثم هتفت :
_ متأملش قووي اني لا أفقه شئ في حديث المحبين .
رفع حاجبه ماكراً ثم ردد بنفس المشاغبة :
_ له متقلقيش ما أنا هخليك معلم واحنا منك نتعلم .
خجلت بشدة من تلميحاته ثم همست :
_ انت قليل الأدب على فكرة.
_ لااا هو احنا لسه عملنا حاجة لسه بنقول ياهادي .
_طب امشي بقي علشان انت كسفتني خالص بطريقتك دي .
غمز لها قائلاً بمداعبة تليق بذاك العاشق :
_ وماله الخجل مطلوب بردو بيعلى ليفل الجولة شوية .
شهقت بشدة من طريقته التي أخجلتهت ثم دفنت رأسها في عنقه فاستغل الفرصة في قربها مرددا بجانب أذنها وهو يلوي خصلات شعرها بين يديه :
_ ياهلا بالزين .
وابتدات معركة عشق الآدم لحبيبته التي سكنت ضلوعه برضاها لأول مرة ، سافر معها إلى رحلة العاشقين التي حلم بها كثيراً وكثيراً وأخيراً نالها ذاك الآدم مع حبيبته التي قررت أن تستخدم معه أسلوب الرفق لا العند وهي واثقة كل الثقة أنه سيجبرها وينسحب من ذاك الطريق الذي يؤرق حياتها معه وقررت أن لاتعاند القدر في زواجه منها ،
رحلا إلي عالمهم الذي قاده آدم بحنو جعلها ذائبة بين يداه ( ونسيبهم بقي ياجماعة مالكم بيهم 🙈🙈)
******************
الحياة لن تعطيك إلا إذا طلبت وألححت، فأسعى وابحث عن الحب والحياة حتى تحقق كل ما تمنيت ، كن محباً للحياة ومتفائلاً حتى تنعم بالسعادة ولا تضيع قدراً كبيراً من الزمن بحثاً عن التعاسة ، لا تتحدث كثيراً وافعل كثيراً فهذه هي سمات العظماء من يطمحون وينفذون، اقتنص الفرص التي تأتيك واستغلها بأفضل الطرق ولا تنتظر كثيراً حتى لا تضيع منك فقد لا تأتي مرة أخرى ،
تلك الكلمات التي دونتها رحمة على صفحتها الشخصية عبر الفيسبوك فهي تعشق التحدي ،
وكالعادة ذاك العاشق لن يضيع أي شئ تدونه تلك الصغيرة المشاغبة فقام بالتعليق لها :
_ كي نستمر في هذه الحياة، يجب أن نقضي مزيداً من الوقت في الاستمتاع بما هو جميل ومُحبب لنا، على حساب الأشياء الأخرى التي لا نحبها وكل منا يعرف جيدا ماذا يحب وكيف يستمتع ومع من .
قرأت تعليقه بابتسامة لذاك المشاغب المختلف المتأني في مشاعره وكبرياؤه ذلك وتمرده يجعلها تذوب فيه أكثر من ذي قبل ،
وأثناء شرودها في ذاك الماهر جائها اتصاله فأجابته على الفور بمشاغبة :
_ عم الفليسوف اللي ماشاء الله عليه عميق قووي في ردوده .
بقامة عالية وشموخ اعتاد عليه ذاك الماهر:
_ طبعا انتِ مش مع أي حد انتِ مع ماهر البنان.
ضحكت بشدة على رده ثم تحدثت بنفس الفخر والشموخ:
_ أه عارفة ماهو اني بردو مش أي حد يامتر وحاسب لاتقع في البير اللي ملهش قرار بتاع رحمتك .
ابتسم برزانة ثم قام بتبديل المكالمة لفيديو كي يراها فقبلت مكالمته وهي تضع الحجاب بإهمال على رأسها ، رآها أمامه بملابس المنزل وهي تجلس في الحديقة بذاك الترينج الملتصق بجسدها ، تفحصها جيدا ثم قال:
_ أه قاعدة واخدة راحتك على الآخر ولابسة لبس مينفعش تخرجي من اوضتك ورامية طرحتك كمان ،
وأكمل بهدوء فهو لن يتعصب كي لايحزنها وسيكتم غيرته ويفهمها مايريده :
_ على حد علمي إن جاسر بن عمك ممكن ياجي في اي وقت ويدخل البيت عادي وطبعاً حضرتك بتقعدي قدامه اكده باللبس الضيق ،
فانا بكل هدوء يارحمة بقولك حالا تطلعي أوضتك تكلميني منها وممنوع تماماً تنزلي الجنينة إلا بعبايتك وحجابك ملفوف بإحكام على راسك .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة :
_ الله ياماهر بقى انت بتركز في كل حاجة قووي متعقدهاش قووي اكده.
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة بكل تصميم :
_ مش هنكمل كلامنا غير لما تعملي اللي طلبته منك دلوك يارحمة ، وخلي بالك إني بتكلم بكل هدوء ومن غير انفعال زي ماطلبتي مني ،
وخلي بالك إني من النوع اللي بيغير على اللي منه قووي وغيرتي صعبة ووحشة وممكن تكون خنيـ.ـقة في وجهة نظرك بس داي طريقتي .
دبت في الأرض بقدمها كالأطفال ثم صعدت إلى الأعلى ودلفت إلى غرفتها وجلست على تلك الأريكة وهي تردد بغيظ:
_ اكده استريحت لما فرهدتني وقومتني من مكاني علشان حاجات عادية .
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر عشقا تحدث شارحاً:
_ داي اصول ياحبيبتي انك لازم تراعي انك بقيتي ست مسؤلة من راجل واخد باله من كل تفاصيلك ، واخد باله يومك ماشي إزاي ، متابع أي حاجة تخصك بكل اهتمام ،
وأكمل بعيناي متسائلة بمحبة :
_ هل الحاجات اللي قلتها داي وطلبتها منك مضايقاكي يارحمتي ؟
أجابته بنبرة صوت فخورة وإطرائية :
_ طب هو في واحدة تضايق انها هتتجوز راجل بجد ياماهر !
في واحدة هتضايق من راجل عايز يخبيها عن عيون الدنيا بحالها وعايزها ليه لوحده !
في واحدة تطول يبقي أمانها عايز يغطيها برموش عينيه ومبيطقش إن حد يشوفها أو يلمحها أو حتى يمس طرفها .
صمت لثوان ثم حدق في عينيها وأردف :
_ إجابتك على غيرتي جميلة قوي يارحمتي ،طلعتي مكارة كبيرة قووي .
ضحكت بخفة أذابت معها ذاك القلب الصلب وهتفت بنبرة فاخرة تليق باعتزازها لنفسها :
_ وه وهو المكر وحش يامتر داي مطلوب في كل وقت وأني عارفاني كويس في المكر معلمة .
ضحك برجولة تليق به ثم قال:
_ آه انتِ هتقولي لي مانا نسيت أبلغك إن الستات مقدمين فيكِ بلاغ انك كسـ.ـحتيهم وضـ.ـربتيهم وعرضتي حياتهم للخطر ،
وأكمل وهو يسألها:
_ إلا قولي لي يارحمتي انتِ معاكي الحزام الأسود علشان قدرتي على العتاولة دول لوحدك ؟ داي الواحدة فيهم لو نفخت فيكِ تطيرك ؟
ضحكت بشدة تلك المرة ثم هدأت من ضحكاتها مجيبة إياه بإيضاح :
_ ماهو يامتر القوة مش في العضلات بس لاااا داي قوة العقل وسرعة البديهة في التفكير هي اللي بتحكم في الوقت دي ،
يعني راوضتهم الاول وفرقت شملهم ورعبتهم وبعدين اصتادتهم واحدة واحدة بأقل مجهود ، يعني درست الموقف في لمح البصر وملقتش غير الطريقة اللي اتعاملت معاهم بيها داي وربنا طبعاً اللي وفقني واداني القوة وقتها .
ضحك هو الآخر على حكواها ثم أشاد :
_ لاا طلعتي تمام ميتخافش عليكِ قال واني اللي كنت راجع وبقول استر ياللي بتستر رحمة راحت اتاري رحمة ملهاش حل ولا مثيل .
_ والله العظيم أول مالمحتهم من بعيد واقفين بعرض الطريق وبيشمروا اكمامهم وشفت أجسامهم الضخمة قلت النهاردة اني رحت في خبر كان وبعدين هروح فين لو جريت هيلحقوني ووقتها هيحسوا بخوفي وبكدة هروح في خبر كان فقلت يالا أهو اختبار لكشف القدرات بردو والحمد لله نجحت.
_ طب هتعملي ايه ياباش محامية في البلاغ المتقدم ضدك منهم ؟
لوت شفتيها بامتعاض وقالت :
_ الله هو ضربني وبكى سبقني واشتكى !
وأكملت بقلب مطمئن :
_ هما ميعرفوش اني معايا خط المحاكم ولا ايه ، دول هربت منهم خالص .
سألها عن زوجة أبيها:
_ مرات ابوكي راحت في خبر كان دي ممسوكة متلبسة ورايحة لها بيتها برجليها في وقت غريب ، داي لو كانت قاصدة تورط نفسها مكانتش عملت اكده.
التوى ثغرها بضيق عندما ذكر سيرة تلك الوجد:
_ طب بتجيب السيرة العِكرة داي ليه دلوك ياماهر ماتغور في ستين داهية.
_طب الحاج سلطان عرف ولا لسه ؟
_ سألني وسأل عمران عليها انها مبتردش على تليفوناته ولحد دلوك بنقول له إن تليفونها انكسـ.ـر ومجبتش واحد جديد ونطمنه انها زينة .
_ بس المفروض يعرف داي مرته بردو .
_ لما يرجع يوبقى يعرف ومش هيعرف يعمل لها حاجة ولا يقدم ولا يأخر وياها داي راحت لعشماوي بضمير مستريح بت المؤذيين داي .
_ دي انتِ مش قابلاها خالص وواضح انك فرحانة فيها .
دون أن تنفي ماقاله بل واكدت عليه :
_ ياخراشي دي أني فرحانة فيها فرح ، داي كانت أذى للكل في البيت دي ومتتصورش هي دلوك أذت اخوي ومرته كد ايه بسبب غلها وحياتهم مهـ.ـددة بالانفصال بسببها .
ضم حاجبيه باندهاش:
_ ياه هي للدرجة دي كانت عاملة دور مرت الأب ؟
أجابته بتأكيد :
_ يوووه فوق ماتتخيل يالا ربنا يجـ.ـحمها مطرح ماهي .
وأثناء حديثها انسدل حجابها من على رأسها وبانت خصلاتها فردد هو بوله بجمالها :
_ رحمتي شعرك جميييل قووي.
انتبهت لحجابها الواقع على كتفها فرفعته فوراً وثبتته على رأسها بخجل من عينيه التي اقتحمتها ثم تحمحمت بهمس :
_ هو انت مابتصدق .
ابتسم لخجلها ثم أكد عليها:
_ طبعاً أصل غشيم اللي ميستغلش الفرص الحلوة في إبداء رأيه بالحلوين اللي معاه .
رفعت حاجبها بمكر ثم قالت :
_ الله هو حلال ليك وحرام لغيرك ولا إيه يامتر ؟
نظر إليها بتفحص وبنبرة واثق أكد لها :
_ ايوه اصلك كلك على بعضك بتاعتي يارحمتي .
جعلها هامت به وبنظراته المتفحصة له ثم رددت بتمنع :
_ بس لسه مبقتش بتاعتك علشان تحلل لنفسك حاجات متنفعش .
أجابها بمكر :
_ طب هو أني اللي كشفت عن سبايك الدهب اللي ظهرت دلوك ولا انتِ السبب .
رفعت حاجبها لمكره ثم هتفت باستنكار:
_ وه وه ! دي انت بتتلكك بقي يا سي ماهر ولما بتصدق .
حرك رأسه للأمام مؤكدا كلامها :
_ وماله لما اتلكك علشان اشوف الجمال اللي بيخـ.ـطف ده والشقاوة اللي تدوب .
أخجلها بشدة من نبرته ونظراته ثم تحدثت بهمس راجي :
_ لاا اهدي علي اني مش حمل مكرك دي وارجع لماهر الغيور الصلب .
ابتسم برجولة اذابتها :
_ الله كنتِ من يومين عاملة نفسك هيرو ووحش ومحدش هيقدر عليكِ من كلمتين جبتي لورا في ثانية واعصابك وقعت ،
واسترسل وهو مازال يشاغبها :
_ اكده لما تدخلي المباراة هتخسري من أول هجمة يارحمتي واني مش عايز اكده عايز مبارزة قوية تهلك وتخليني اجري طول المباراة ومدخلش الجون بسهولة .
أنهى كلامه وهو يباغتها بغمزة شقية وجعلت القابع بين أضلعها يدق بعـ.ـنف من طريقته الجديدة كلياً معها ثم قالت وهي تداري وجهها بعيدا عن الهاتف :
_ ماهر بطل بقي طريقتك دي أني بتكسف بجد .
_ طب بتداري وشك ليه ياحب خليني اشوف ملامحك اللي بتتكسف القمرر دي .
مازالت مبتعدة بوجهها عنه ثم أغلقت الهاتف فورا مما صدمه منها فهي خجلت بشدة وهو لم يتوقع ذلك منها وبات يجزم انها ستكن رائعة حينما تكن بين يداه فحقا لقاؤها سيكن مزيجاً من العشق الجامح لكلتاهما والمشاعر الرقيقة البدائية منها ، فحقا يليق بكِ الفخر والاعتزاز بالنفس والكبرياء رحمتي،
ثم أرسل لها رسالة :
_ دي انتِ طلعتِ لاعبة فاشلة خالص يارحمتي.
ابتسمت بحالمية لمشاغبته واحتضنت الهاتف بين يديها وداخلها يردد :
لم لم اترك ضعفي بين يداك حبييي واتوه معك في دنياك الرائعة ؟
اريد أن أكـ.ـسر حواجز الصد وأقتحـ.ـم قلعتك العاشقة وأشيد داخلها مبنى عشقي ولن اجعل احدا يقترب من اسواره العالية ،
فبك القلب يحيا ومعك العين تتمنى وإليك الروح تفيض شوقاً واتمني أن أعيش معك روعة حياتي القادمة .
#خاطرة_رحمة_المهدي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
#من_نبض_الوجه_عشت_غرامي
**********************
في منزل سلطان وبالتحديد في شقة عمران تدور سكون حول نفسها باختنـ.ـاق فما زالت حبيسة تلك الشقة وعمران أخذ لها اجازه من المشفى ومصمم على عدم خروجها ويخرج من الصباح الباكر ويعود بعد منتصف الليل دون أن يراها أو تراه ،
لقد رباها عمران ببعده عنها وجموده عليها ، لم تكن تتوقع أن غضـ.ـبه صعباً بتلك الطريقة وأنه شديداً لأبعد الحدود في وقت خصامهم ،
وفي إحدى الليالي قررت أن تنتظره حتى لو أتى فجرا فهي لن تتنازل علي أن تتحدث معه اليوم وتصل معه إلى أمر نهائي فعقابه مريرا ،
ظلت تنتظره حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى أن جاء اخيرا ومع دقة الباب تصارعت دقات قلبها داخلها ، فقد شعرت بأنه تشتاقه كثيراً وبالرغم من أنها تطل عليه كل يوم وتتشبع برؤيته خلسة وهو نائم إلا أنها لم تعد قادرة على التحمل والابتعاد ، فالاشتياق له وصل إلى مرحلة لم تتحملها ، والابتعاد مرير ،
ما إن دخل تلك الغرفة حتى وجدها في انتظاره لم يكن يتوقع أنها تنتظره إلي الآن ،
ولكن إحساسه هو الآخر ضاعف احساسها بمراحل ووحشتها له زادت أضعاف الأضعاف ، فقد اشتاقها فوق الاشتياق اشتياقا ،
تحدث بجمود اصطنعه يأعجوبة دون أن ينظر لها وهو يعطيها ظهره :
_ عايزة ايه وايه اللي جايبك اهنه ؟
تنفست بصعوبة بالغة فقد عبئت رائحته صدرها وصارت تتنفسها اكثر وأكثر حتى يقل اشتياقها له ولكن مازادها إلا احتياج لحضن عمرانها ،
ثم اقتربت منه ولمست أكتافه من الخلف فجعلت جسده يشعر كأن الكهرباء مسته من كثرة وحشته للمسة سكونه ،
كفاك قلب العمران ! كفاك إذلالا لي ، كفاك ذاك الشعور الممـ.ـيت داخلك ، كل ليلة تزورك في احلامك وتشعر بوجودها بين أحضانك ،
كفاك عـ.ـذاب لصاحبك فهي خانت العهد والوعد وقتـ.ـلتك دون رأفة أو رحمة ،
كل ذلك من مجرد لمسة أصابعها لكتفك !
ثم استمعت أذناها لهمسها من الخلف فأغمض عيناه فصوتها هو الآخر فتت مشاعر الجمود داخله ، يريدها بشدة ، كل خلية في جسده تطالبه بالاقتراب منها :
_ هتفضل حابسني لحد ميتة ياعمران وأني مبتكلمش واكده هتضر في شغلي وهنفصل ومستقبلي كلاته هيضيع ؟
أجابها وهو موجوع منها وهو على نفس وضعه دون أن يواجه عيناها:
_ مانتِ كمان مرحمتيش ولدى وضعيتيه ومستنتيش لما تتوكدي من الحقيقة واهه كل شي انكشف وبان والملعونة اللي كانت بتوقع بيني وبينك وعايزة تخرب علينا نجحت في اكده وشيلتني منك شيلة تقيلة قووي ياسكون ودلوك الاعدام مستنيها واكيد اتوكدتي إن إللي تقـ.ـتل تقدر تفتري بردو وإن الفيديو اللي بعتته كله ظلم وافترا .
أغمضت عيناها هي الأخرى من وجع حبيبها على يدها وغير قادرة على التبرير ،
ثم تحدثت بصوت خفيض كي تجعله يستريح :
_ اني عمري ماشكيت فيك لحظة ياعمران .
الى هنا أعطاها وجهه ونظر إليها نظرات قاتمة وغضبه وصل عنان السماء ثم هزها من كتفيها قائلاً:
_ أمال عميلتي في ولدي اكده ليه ياسكون لما انتِ واثقة في عمران قووي اكده ؟
لم ينطق لسانها ولكن نطقت دموعها وشهقت بشدة ولم تستطيع تبريئ نفسها من تلك التهمة الشنيعة تهمة قـ.ـتل النفس ،
قتـ.ـلته دموعها ، شقته إلي نصفين نصف يريد أن يحتضنها ويحنو عليها ولا أن يراها تبكي ونصف يريد أن يسحقها بين يداه دون رأفة أو رحمة ، ماذا بك ايها القدر تصفعني دون رحمة ، ماذا بها حكمتك ربي من عذـ.ـابي الذي أتعبني وارهقني ،
ثم نظر في عينيها وترجاها :
_ لو مخبية حاجة عني عرفيها لي ياسكون ومتدمريش اللي بينا واني هفكر بالعقل وهلتمس لك كل الأعذار.
لم يجد منها رد غير البكاء ثم ردد بنظرات جامدة بأمر لايقبل النقاش :
_ قدامك ربع ساعة بالظبط تلبسي وتجيبي شنطتك وتنزل لي تحت ،
وأكمل بنبرة تحذيرية :
_ هما ربع ساعة بالظبط وتنزلي اكتر من اكده هتشوفي وش عمرك في حياتك ماشفتيه قبل اكده وادعي ربك ماتشوفيهوش .
•تابع الفصل التالي "رواية من نبض الوجع عشت غرامي" اضغط على اسم الرواية