Ads by Google X

رواية ملكة قلبي الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم مريان بطرس

الصفحة الرئيسية

   

 رواية ملكة قلبي الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم مريان بطرس

ظلت تتطلع اليها وهى تجلس امامها بذلك المقهى ترتشف كوب العصير بيدها بجسد لا يزال يرتعش لا تعلم من الغضب ام من الألم والحزن إلى أن وجدتها تضع الكوب أمامها على الطاولة لتسألها بهدوء 

أحسن؟ 


اومئت برأسها ب ارهاق 

كانت لا تزال حتى الان تحاول السيطرة على غضبها مما سمعته منها وتريد توضيح أكثر فما سمعته يثير اشمئزازها وقرفها يجعلها ترغب فى التقيؤ بشدة لا تصدق ب إن من تقبع امامها هى صديقتها ولكنها على الرغم من ذلك حاولت اظهار قدر من الجمود متسائلة بهدوء 

هديتى شوية؟ 


اومئت برأسها مرة اخرى ب إنكسار لتضيق عينيها متسائلة بقوة حتى وإن لم ترتفع نبرة صوتها

ممكن افهم بقى ايه الكلام اللى قولتيه دة لانى فعلا مش فاهمة حاجة؟ 


صمت كل ما أخذته هو الصمت لتهتف ب اسمها بنبرة حادة ولكنها حافظت على انخفاضها قدر الامكان 

شيرين


رفعت شيرين انظارها لها متسائلة ب ألم وإنكسار

عاوزة تعرفى ايه يا أميرة؟ 


نظرت لها أميرة قائلة بقوة 

عاوزة توضيح لكل اللى قولتيه دة لانى فعلا مافهمتش حاجة عاوزة افهم انتى كنتى بتقولى ايه؟  مين رافد دة بالظبط وازاى مجبورة عليه؟ 


رفعت انظار مجروحة لها مجيبة ب انكسار 

ما أنا قولتلك 


مفهمتش حاجة وضحيلى من الأول 

اجابتها أميرة بحزم لتومئ برأسها قائلة بهدوء 

تمام 

ثم استدركت مكملة 

بس ليا طلب 


ظلت أميرة تنظر لها منتظرة افضائها بطلبها لتقول الأخرى 

ممكن الكلام دة يبقى سر بينى وبينك 


اومئت برأسها بهدوء تنتظر اجابتها لتجدها تنزل رأسها لاسفل تنظر ليديها الموضوعة على الطاولة تتلاعب بهم بتوتر تركتها تهيئ نفسها بهدوء لما هى مقبلة على قوله والذى من الواضح انه يؤلمها وبشدة ثم بعد فترة وجدتها تفتح فمها قائلة بتردد 


بصى زى ما انتى عارفة انا ماليش اخوات او بمعنى اصح انا الوحيدة لاهلى كان ليا اخ "وليد" الله يرحمه 


اومئت أميرة برأسها لتكمل شيرين بتوتر وألم 

انا وليد اخويا كان معاه كليه اداب فلسفة حاول يشتغل بيها بس 

ابتسمت ساخرة مكملة ب ألم 

بس هتعمل ايه فى الزمن وفلوس الشغل بيها هتعمل معاه ايه؟ ولا اى حاجة لا هتقدر تعيشه ولا هتخليه يكَوّن نفسه ولا اى حاجة 


اومئت برأسها بتفهم لتكمل هى بضيق 

ومع ذلك ميأسش حاول بكل قوته انه يعمل حاجة لنفسه 

ثم فتحت يديها تفردهم على الطاول تكمل ب عجز 

بس دة مش كافى انه يعمل حاجة لحد ما تقريبا يأس 


ظلت اميرة تتطلع اليها ماعلاقة هذا الأمر ب أمر خطبتها من رافد ولكنها مع ذلك ظلت صامته لتجدها تكمل ب ألم 

لحد ما واحد من اصدقائه جه وقاله على مكتب توظيف 


ضيقت عينيها بتعجب تريد فهم ماتقول لتكمل هى بهدوء موضحة 

مكتب بيقدمله ويخليكى تسافرى برة مصر يجهزلك شغلانة معينة بس كله بحسابه يعنى التأشيرة على حسابك واجرة المكتب على حسابك وتذكرة الطيران على حسابك  وكل حاجة 


اومئت برأسها بتفهم لتكمل هى ب ألم وبكاء وهى تتذكر اخيها الحبيب 

وليد مكانش بينام شايف حلمه قدامه يسافر برة مصر سنة او اتنين يشتغل اى شغلانة هيقبض منها مبلغ كويس ولما يجى يعمل ليه مشروع لانه هنا فى بلده بدال ماهو تعبان ومش عامل حاجة يسافر يكون نفسه ويلمله قرشين بس مكانش فى ايده حاجة ماما باعت دهبها بس برده مقدرش يكمل التأشيرة اللى هياخدها الموضوع محتاج مبلغ جامد واحنا زى ما انتى عارفة على ادنا 


اومئت برأسها بتفهم ولم ترد فتح فمها حتى لا تؤلمها اكثر تاركة اياها تبحر فى رفوف ذكرياتها تختار ماهو مناسب للحديث وماهو لا لتجدها تكمل ب ألم ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزارة 

داخ وسط الناس على حد يسلفه بس محدش رضى او قدر مش فارقة لحد مافقد الامل تقريبا 


صمتت لبرهة ترتفع شهقاتها فها هى وصلت لاصعب جزء بحياتها وسبب ألمها لتكمل هى بحزن 

لحد ما حد من اصحابه اقترح عليه يكلم الحاج محمد الدسوقى 


رفعت اميرة رأسها ب استفهام لتكمل هى بتوضيح 

محمد الدسوقى والد رافد الدسوقى

اومئت اميرة برأسها لتكمل شيرين 

كلم وليد بابا ف بابا وماما شجعوه وبالاخص ماما قالتله يكلم رافد وهو شاب زيه وهيتفهمه وعمره ماهيخذله وهما الحمد لله ربنا فاتحها عليهم من وسع والحمد لله المال كتير جدا وربنا يبارك ف اكيد رافد ماهيرفضش والحاج محمد معروف عنه انه رافد فى كفة والدنيا كلها فى كفة ف اذا رافد قال حاجة او طلب منه طلب عمر ما الحاج يكسرها وخصوصا انه كبير المنطقة وبيأهل رافد من بعده لمكانه ومفيش واحد يقدر يكسرله كلمه وعمر ماخذل حد ابدا 


قطبت جبينها بتعجب ترى ما هو عمل محمد الدسوقى هذا ليجعله بهذه اللمكانة بالحى ويمتلك كل تلك الاموال ليستطيع اقراضها لاحدهم ولكنها صمتت تنتظر التوضيح من صديقتها ولا تريد مقاطعتها لتجدها تكمل ببكاء 

وليد وافق وخصوصا بعد تشجيع اهلى وراح كلم رافد 


ثم ازدادت وتيرة بكاءها والمها وهى تكمل بحزن 

وافق وكلم والده وادوله الفلوس على ضمان انه لما يرجع يردهم ومضوه على وصولات امانة بكدة وفعلا قدم وليد على السفر وسافر تبع شركة مقاولات ب انه هيشتغل نقاش

حسنا حتى الآن لا تجد شئ غريب فى الأمر حتى الان برمته امر عادى وان كان يوضح شئ ما فهو يوضح حسن اخلاق واحترام ذلك الرجل وابنه لذا ما الغريب ولكنها على الرغم من ذلك لم ترد مقاطعتها بل تركتها تخرج ما بقلبها دون ضغط لتجدها تقول بعدها ب

وهى تنهار فى البكاء اكثر و اكثر و كأن هنا يكمن موضع الألم ولكن حينما وجدتها تغيب فى احزانها وبكاءها ركضت تربت على ظهرها قائلة بحنان 

شيرين اهدى شيرين لو سمحتى اهدى 


ثم امسكت بكأس العصير تناولها اياها ولكنها تفاجئت بها تلتف لتحتضنها هاتفة ب انهيار قائلة بكلمات متعثرة من بين شهقاتها 

بس وليد مرجعش يا أميرة للاسف وليد مرجعش وليد راح ومات وقع من فوق السقالة وهو شغال ومات 


تخشب جسد أميرة تحت يديها وهى تتفاجئ بكلماتها إذا هذا هو سبب موت اخيها إذا هذا هو سبب موت اخيها، هذا هو سبب ألمها هى واهلها، هذا هو سبب حرمانها من سندها ودعمها، هى لا تعلم شئ عن الاخ الأكبر بل هى لا تعلم شى عن الأخوة هى طالما تمنت ان يكون لها اخوة ولكن لم يمن الله عليها بهذا ولكن تستطيع الشعور الآن ب ألمها من حيث فقدان احدهم غالى وعزيز على قلبها لذا ضمتها لصدرها تربت على جسدها بحنان قائلة برقة حنونة 

طيب اهدى اهدى هو فى مكان احسن محدش عارف لو كان عايش كان حصل ايه 


شعرت ب انها ربما لن تحسن فى اختيار الفاظها لذا صمتت لبرهة من الوقت فقط تربت على ظهرها بحب تاركة اياها تخرج ما بقلبها وما ان هدأت حتى ابعدتها عنها قائلة برقه وابتسامة عذبة 

احسن؟


اومئت برأسها لتبتسم قائلة بمرح 

انا هنا متقلقيش مش انا اختك والاخوات فايدتهم ايه غير انهم يرخمو على بعض 


ضحكت بنعومة لتصمت لبرهة فى حين ظلت أميرة تتطلع اليها تنتظر ان تكمل لتجدها تحاول التماسك قائلة ب ألم 

طبعا الخبر وصل، ماما وبابا انهار وبالاخص ماما شالت الهم وحست انها السبب خصوصا انها هى اللى شجعته على كدة وفضلت شايلة ذنبه فى رقبتها 


اومئت برأسها بتفهم لتجدها تكمل 

بصراحة الناس صبرو علينا كتير وجه بعدها الحاج محمد يطالب بفلوسه بعد ما بابا فاق من موضوع وليد كان فات شهرين او تلاتة من موته 


ظلت تنظر اميرة جهتها وقالت بتوقع 

وطبعا باباكى مكنش معاه اللى يسد 


اومئت برأسها بخزى لتكمل بحزن 

منين وهو مجرد موظف حكومى وعامل غلبان بالعافية بيسد طلباتنا وحتى دهب ماما باعته لما سافر وليد محيلتناش غير البيت اللى قاعدين فيه وحتى دة ميكفيش حاجة لانه قديم جدا وصغير  وف نفس الوقت هنسيبه ونروح فين 


ظلت اميرة تنظر جهتها لتقول بضيق 

الشركة اللى سافر ليها مبعتتش تعويض 


هزت كتفيها تجيبها بضيق 

كان رد الشركة ب انهم ما اتسببوش فى دة ولا كان بسببهم الموضوع اهمال منه ولما اتكلمنا وقومنا محامى نرفع قضيه مازلنا فيها بس رأى المحامى انه هتكون حتى التعويضات ضعيفة 


ظلت أميرة تنظر جهة شيرين لتقول بتقرير 

وطبعا الحاج محمد معندوش استعداد لانتظار حاجة مش عارف ابعادها ولا هيطول حاجة اصلا ولا لا 


اومئت شيرين برأسها لتتساءل اميرة بهدوء 

وبعدين؟ 


هزت شيرين كتفيها قائلة بهدوء ساخر 

ولا قابلين الحاج قعد مع بابا طلب فلوسه ولما عرف انه مش هيقدر يدفع قاله خلاص ناخد شيرين بدل الفلوس 


نعم!!

هتفت بها أميرة بصدمة لتكمل شيرين بلا مبالاة ظاهرية 

ايه هو اللى نعم؟ الراجل طلب فلوسه بابا قال معيش قاله خلاص اركن الفلوس على جنب مش عاوزينها خالص واعتبرها مهر شيرين وهاخدها ل رافد ابنى ولما بابا قال هياخد رأيى قاله تمام يا بكرة تكون عندى موافقة شيرين يا تكون عندى فلوسى ان محصلش حاجة من الاتنين الوصولات هتكون فى النيابة 


ظلت اميرة تنظر جهتها بصدمة فى اى عصر نعيش نحن واى عالم هؤلاء كيف يرضون ب انفسهم ان يكون زواج فتاة بالاجبار كيف يرضون ان تجر كالعبيد حارمين اياها هى والدها من ابسط حقوقها وهى ان تختار شريك حياتها وضعت يدها على رأسها تشد خصلاتها للخلف لا تستوعب.. حقا لا تستوعب ما يُقال 

حولت انظارها جهة شيرين ترى ماذا تقول لها وكيف تواسيها نعم تتحدث ببساطة، بسخرية ولكنها تستطيع الشعور بطعم العلقم العالق بحلقها ترى اى شعور بالخزى يتملكها، اى الم ينخر فى قلبها ترى كيف تنظر إليه وهى تشعر ب أنه يجبرها اجبارا على العلاقة بينهم يجبرها ب ان تكون جزء من حياته حتى وان ارادت ان تحبه ف لن تستطع بعدما حدث لتنظر لها قائلة بتعثر 

شيرين 


سالت دموع شيرين على وجنتيها لتقول ببكاء 

عرفتى ليه يا أميرة عرفتى ليه مابتكلمش عن علاقتى بيه عرفتى ليه بحاول أبعد عنه عرفتى ليه بحاول أدور على حب، انا محبيتوش وهو قتل جوايا اى محاولة إنى انا احبه وهو بيجبرنى على جوازى منه وهو بيحسسنى انى بهيمة صاحبها مقدرش يدفع الفلوس اللى عليه قامو اخدوها منه بدالها اتحرمت من اى مشاعر ادمية من اى احترام 

ثم اكملت ب انهيار 

كرامتى اتداست تحت الرجلين يا أميرة رغبتى فى الإختيار اغُتصبت منى، مشاعرى واحاسيسى زى مايكون مسكها ودهسها ب ايده وهو بيبص فى عينى وبيقول ممنوع عليكى الاختيار تفتكرى واحد زى دة لما ابص له بحس ب ايه 


ثم اكملت ب انهيار وبكاء وهى تشير جهة قلبها 

بحس ان قالى بيتعصر فى صدرى يا اميرة بحس انى بموت بحس انى مش قادرة آخد نفسى بحس برغبة فى البكاء مش قادرة انى اكون سوية معاه مش قادرة اتكلم مش قادرة اعبر عن مشاعرى وازاى هعبر عنها وهى اتداست تحت الرجلين كرهت الدنيا وكرهت حياتى وكرهت ضعف ابويا اللى خلاه ياخدنى ويبيعنى كدة كرهت خزى امى اللى خلانى موطية راسى وسط الناس عايزة اهرب من البيت دة عايزة اهرب من قدرى دة 

ثم هزت رأسها تكمل ب انهيار

بس تفتكرى ههرب من قدرى هيستقبلنى ايه فى الدنيا تفتكرى اللى تهرب من اهلها وخطيبها حتى لو مجبورة عليه الناس هتشوفها ازاى او هتعمل فيها ايه احنا للاسف فى المجتمع دة بنتعامل بدرجة تانية يا اميرة ملناش رأى ولا اختيار ونهار مابيبقى لينا فهو اتسلب مننا قدام اللى اقوى مننا 


صمتت تلهث وهى تسحب انفاسها بقوة ثم بدأت بالسعال من فرط بكاءها وغضبها لتركض أميرة تربت على ظهرها قائلة بخوف

شيرين خدى شيرين اهدى وخدى نفس 


ابعدت شيرين يديها عنها بعنف وكأنها وجدت اخيرا منفذ تخرج من داخلها اوجاعها واحزانها له ثم صرخت امامها بقهر وألم فى حين غرق وجهها امامها بالدموع والعرق مكملة بانهيار

لا واللى يحرق قلبك انه طالب منك بعد اللى عمله انك تتعاملى معاه عادى اللى يحرق قلبك انه يسألك مالك مش بتتعاملى معايا طبيعى ليه؟! طيب ازاى وانت دهستنى ودهست قلبى ومشاعرى وكرامتى تحت رجليك لبستنى الخزى وانا مش قادرة اتكلم عنك او عنى، طيب ازاى وانا مش شايفة بعلاقتى بيك غير الاشمئزاز، ازاى جاى بتطالب انك تكون صديقى وانا مش شايفة منك غير الاجبار 


ثم رفعت عينيها لتنصدم اميرة من مرآهم عيناها كانت مجروحة لا بل ذبيحة كشاه مذبوحة تركت ارضا لتخرج آخر انفاسها تتعثر وتنحرق ب آلمها واحزانها ولا من معين، نيران قلبها تحرقها بين لحظة والثانية ولا يوجد من يطفئها بل بالعكس تزداد قتامة وتزداد توهج بين لحظة واخرى 


لتصرخ بها ب الم فى حين كانت تلهث لتستطيع سحب انفاسها من فرط انفعالها لا تعلم اهو ألم ام غضب ام كليهما ولكنه قادر على قتلها حية بالفعل

انتى مش فاهمانى يا أميرة عارفة لو كان واحد تانى كنت ممكن... ممكن افكر لكن انتى عارفة دة مين دة رافد الدسوقى دة اللى مفيش واحد فى المنطقة كلها يقدر يرفع عينه فيه او يكلمه والا هيكون منقول على نقالة لاقرب مستشفى دة رافد الدسوقى اللى كلمته بتهز بدن اى واحد،  ماشى فارد جسمه على الكل وانا 


صمتت تستجمع انفاسها لتكمل ببكاء ونبرة جريحة اصابتها بالفعل بمقتل نبرة ضعيفة خائفة لم تسمع شيرين تتحدث بها من قبل وهى تقول ب ارتعاش لا تستطيع اخفاءه 

انا بخاف منه يا أميرة انا فعلا بخاف منه ومش عارفة أعمل ايه أنا مش مختلفة عن أى حد فى المنطقة أنا بترعش منه ومن منظره البلطجى دة، ازاى هعيش معاه حياة سوية اعيش مع بلطجى مرعب وفوق دة كله واخدنى اجبار وتخليص حق 

ثم هزت رأسها وهى تحتضن نفسها تحاول اسكات ارتعاش بدنها الذى بدى واضحا فى تلك اللحظة بشدة 

مفيش بينا اى تشابه لا ثقافى ولا اجتماعى ولا تفكير ولا حتى احترام يبقى هنكمل ازاى 


الصدمة المحتلة وجه اميرة كانت خير دليل على عدم قدرتها على الحديث نعم فهى على الرغم من كونها من اسرة فقيرة ايضا ولكن لم تمر عليها تلك اللحظات لم تشعر بهكذا شعور فهى تتنعم ب احضان والدها ووالدتها تأخذ كامل اهتمامهم وحبهم والدها حتى وان كان يمزح معها يناكفها احيانا ولكن على الرغم من ذلك يحيطها بحب وعناية ورعاية غير محدودة يشعرها ب انها ملكة متوجة على عرش قلبه وسيلبى لها ماترضى وترغب حتى وان طلبت نجمة من السماء لذا فما تسمعه من شيرين امر لا يُصدق بالنسبة لها بل وهو امر غريب يثير صدمة بالفعل بقلبها ولكنها على الرغم من ذلك وجدت لسانها يهتف بصدمة


وعلى كدة رافد الدسوقى دة شغال ايه؟


وكانت اجابة الاخرى صدمة اخرى اخذتها كمن القاها بحجر برأسها وهى تجيبها ببسمة ساخرة 

ميكانيكى

****************

تحرك يمسح يديه بتلك المنشفة القطنية الممتلئة بالبنزين ليستطيع التخلص من الزيت والشحم العالق بيديه بعد ان قام من الانتهاء من تلك السيارة أمامه فى حين يقبع عقله بمكان اخر 

امسك هاتفه يضغط على زره لينظر إلى الساعة ليضئ له مطالعا وجهها به فى خلفيته لينظر لها يتطلع اليها بحزن الى ان انطفئ ضوئه امامه فى حين كان مازال ينظر جهة الهاتف بشرود ظل على ذلك الوضع لبرهة من الوقت الى ان ألقى بجسده على المقعد خلفه يتطلع الى سقف المكان بشرود يشد خصلاته للخلف بشدة حتى كاد يقتلعها داخل عقله تدور دوامات ودوامات ولا يجد سبيل للتخلص منها فما يُقال شئ وما يقبع أمامه شئ آخر وكلما القى سؤالا لا يجد له اجابة كلما سألها مابها تجيبه بلا شئ فى حين يستطيع الرؤية بوضوع ب ان هناك مايضايقها ب ان هناك مايحرقها ولكن لا يجد اجابة لسؤاله،  يسألها ان كانت تشعر بالنفور تجاهه تجيبه ب لا ولكن تصرفاتها كلها توحى بنفورها منه رفضها وجودها بصحبته ب اى مكان رفضها ان يتعرف عليه اصدقائها رفضها ب ان يعرف عنها شئ كل شئ كل ما بها غريب لا يستطيع فك احجيته يريدها ان تتحدث ولكنها ترفض تنفى ولا يجد هو لاسألته سبيل لاجابتها 


زفر الهواء من صدره عله يخرج مايحرقه وهو يتساءل اذا لما؟ لما وافقت على الخطبة منه ان كانت لا ترغبه؟ لما وافقت على الاتباط به اذا كانت لا تريده؟ لما تقطع كل وسائل الترابط والتفاهم بينهم ؟

ان كانت بالفعل دخلت معه بعلاقة خطبة جادة وستتحول الى زواج لما لا تحاول التعرف عليه وتدعه يتعرف عليها 

ظل يطرق برأسه للخلف بضيق رأسه سينفجر من التفكير بالفعل نعم يحبها نعم يعشقها نعم يتمناها ويحلم بها يوميا ولن ينكر ذلك عينيه لا ترى سواها منذ أن كانت طفلة بضفائر تلهو امامه فى شوارع حيهم بصحبة اخيها وهو يحبها منذ كانت ضحكتها الطفولية البريئة ترتفع بالمكان تلفت انتباه الجميع لترتسم الضحكة لا اراديا على وجوههم ووجهه وهو يحبها ومنذ اصبحت مراهقة بدأ جسدها يلتف ليأخذ شكل الاناث وتحمر خجلا بمجرد نظرة من احدهم اليها وهو يحبها يعشقها وهى كانت تركض تحمى منحناياتها الصغيرة التى بدأت بالظهور أمام الجميع بكتبها رغبه منها بعدم لفت نظرهم لها واخفائها عن الحميع يحبها حينما اصبحت انثى يافعة تركض بسعادة فى الحى حينما اتى اخيها يهتف بنجاحها وحصولها على درجات عاليه لتصفق بسعادة وفرحة يحبها فى كل مراحل حياتها وكل سنوات عمرها عينيه لا ترى غيرها تلك الصغيرة الجميلة الشجاعة الممتلئة بالحيوية والمرح والضحك التى كانت تملئ الحياة بهجة وسعادة ليركض دائما من ورشة والده ينظر جهتها حينما يسمع صوتها يراقبها بحب وحنان يرتعش قلبه داخل صدره بفرحة وسعادة حينما يسمع صوتها وضحكاتها ليخفق قلبه داخل صدره مؤازرا لها

اتسعت ابتسامته وهو يتذكر  تلك القصيرة التى كانت ترتفع على أطراف اصابعها وترفع وجهها لاعلى لتستطيع مجابهة طوله وهى تجادله بضيق وغضب دون ان تخشاه او تخشى غضبه ليظل ينظر جهتها ب ابتسامة ثم فى النهاية يجيبها ساخرا ب ان تذهب لمنزلها ولا تجادل احدا لا تستطيع الرد عليه 

ad

ظلت الابتسامة على وجهه تتسع كلما تذكر مواقفهم معا تحت نظرات والده المبتسمة 

الى ان نذكر حينما اتى والده ذات يوم يخبره ب انه طلب يدها من والدها ووافق 

يتذكر منظره وقتها وهو يتساءل بصدمة 

هل هو صادق هل بالفعل شيرين وافقت عليه تلك القطة الشرسة ستصبح زوجته بالفعل ليؤكد له  والده الحديث وقد كان بالفعل ف اصبحت مخطوبته رسميا ولكن 


صمت ينظر امامه بشرود هناك شى غريب لم تعد شيرين التى احبها، لم تعد تلك للتى كان يركض خلفها ليرى ضحكتها لم تعد تلك التى ترتسم الضحكة تلقائيا على وجهه بمجرد رؤيتها، لم تعد تلك التى تجابهه الكلام فى حين عيناها السوداء الجميلة كانت تلتمع بالمرح والشقاوة والمشاكسة بل اصبحت اخرى عيناها راكدة منطفئة ميتة الروح عيناها لم يعد يراها تلتمع بالمرح انما اخرى منكسرة لا تلتمع سوى بالدموع فقط 

ضغط على اسنانه بغضب 

تشعره دائما ب انها رافضة لتلك العلاقة ولكن لما وافقت عليها من الاساس يجبرها ويدفعها دفعا للتعبير ولكن لا تتحدث ترى ماذا حدث لها مالذى يضايقها فعلا لا يعلم حقا لا يعلم وهى لا تريد الحديث 

جحظت عيناه لدرجة ان تحولت لنذير شؤم 

ترى أ اجبرها والده على الموافقة؟ ولكن لما وهو لم يطلبها منه ابدا؟ وكيف؟ وان كان بالفعل حدث لما لا تقول شيئا امام كل ضغطه عليها؟ سيجن حقا سيجن ولا سبيل لاجاباته ابداً ابداً 


صمت ينظر أمامه بشرود ف ليجيب ذلك السؤال لما ستوافق عليه؟ هو لا يعيبه شئ ولكن ليس المثالى بالنسبة لها فهم لم يكونو على وفاق فى الحديث لم يكن احاديثهم احاديث محبين بل انما جدالات فقط تشهد عنها حارتهم الشعبية كلها حتى وان كانت جدالات بالنسبة له مجرد استفزاز لها ومرح معها ولكنه بالنسبة لها قد يكون ثقيل الدم فهو ان جادله احدا آخر غيرها لكان حطم وجهه بالفعل لكنه فقط يشاكسها فهل كانت تفهم مشاكسته لها ب انها مشاكسة حبيب لمحبوبته ليرى احمرار وجنتيها الشهيتين ويسمع صوتها الجميل دون خجل ويجعلها تتحدث معه فقط ام ماذا؟ 

وهناك سؤال آخر ماذا ان كانت مجبره على الزواج منه وكان قد اجبرها والده بطريقة ما ماذا سيفعل؟ هل سيتركها ام سيظل متمسك بها على الرغم من رفضها له؟ ماذا سيفعل حقا؟


عند ذلك السؤال وتلك النقطة صمت عقله يفكر هل١١ يتركها بعد ان اصبحت بين يديه ام سيفعل المستحيل ليجعلها له ليصبح اسمهم معا وتصبح بالفعل شيرين حبيبة رافد ورافد حبيب شيرين 


*************

كانت تخرج من المكان متطلعة يمينا ويسارا بصحبة والدتها العزيزة فى حين ركض والدها ليحضر السيارة حينما رأته يخرج من احدى المطاعم امامها ذاهبا لاحضار سيارته ابعدت عينيها بعيدا تتخفى فى والدتها بخجل لا تريده ان يلمحها بعد ذلك الموقف الاخير المُخجل معها ولكنها صدمت حينما وجدته توقف فى منتصف الطريق ينظر الى احدا ما ثم ركض بسرعة رهيبة يعبر الطريق حتى ظنته غير منتبه له ظلت تتابعه بعينيها لتجده مرة واحدة وقف امام عجوزة ما ليمسكها من يدها يسحبها بعيدا بشدة وسرعة على جانب الطريق انتبها للامر ولكنها صُدِمَت كما الجميع حينما وجدت شئ ما سقط من فوق سطح المنزل الذى كانت تقف أمامه تلك المرأة إتسعت عينيها بصدمة كما المرأة تماما تلك التى بهت لون وجهها وهى تحول وجهها مابين وجه باسل والمكان الذى كانت تقف به والذى اصبح يحتل مكانه عرق خشبى كبير ساقط لاسفل كاد يودى بحياتها انتبهت المرأة لصوت باسل الذى هتف برعب 

انتى كويسة يا امى؟ 


رفعت المرأة أنظار مذهولة جهته وكأنه القاها بحجر لتجد عيناها ترق بحنان بعدها وهى تربت على يده ب ابتسامة حنونة مجيبة برقة 

انا كويسة يا بنى كتر خيرك 


ظل يفحصها بعينيه بقلق ليعود بعينيه موضع ذلك اللوح الخشبى ينظر جهته بذعر ليلف عينيه تجاهها متسائلا بخوف 

متأكدة انه محصلش حاجة لو حاسة بحاجة هوديكى المستشفى حالا؟


ظلت تنظر جهته بحنان لتجيبه بعذوبة وهى تتطلع بعينيه الخائفة عليها بصدق 

والله انا كويسة يابنى محصلش حاجة 


ظل ينظر لها بصمت ليجد الجميع مرة واحدة شخص يهبط من المنزل يلهث قائلا برعب وهو ينظر جهة تلك السيدة والشاب الواقف جوارها 

انتى كويسة يا حاجة حصلك حاجة؟


اومئت برأسها قائلة بهدوء مرتعد

انا كويسة الحمد لله 


ظل الفتى ينظر جهتها بخوف ليجيبها برعب 

انا اسف والله انا مقصدتش انا مش عارف اتزحلق ازاى انا كنت بثبته علشان ادهن الشقة اللى فوق مش عارف ازاى فك واتزحلق لبرة 


نظرت جهته لتجيبه بهدوء 

قدر ولطف يابنى وكتر خيره الشاب دة نجدنى


توحشت عينى باسل ليجيب بغضب 

بس لو مكنتش موجود ياترى ايه كان حصل نتيجة اهمالك كان زمان الست ماتت وانت شلت ذنبها ودمها كان فى رقبتك نتيجة اهمال سيادتك 


نظر له الشاب ليجيبه بخجل واضح 

انا اسف والله بس انا فعلا مكنتش اقصد انا كنت بثبته والموضوع حصل فجاءة مش ب ايدى والله انا مش مستوعب لحد دلوقتى حصل ازاى، وازاى اتزحلق لبرة من الشباك على تحت! 


اهو حصل يا خويا تفتكر بقى احنا ممكن نعمل ايه ب اعتذارك لو حصلها حاجة؟

قال جملته تزامنا مع اقترابه جهته لتمسكه تلك السيدة تعيده للخلف قائلة بحنان 

محصلش حاجة ل دة كله يابنى ربك نجدنا 


نظر لها ليقول بضيق 

بس يا امى 


ابتسمت للمرة الثانية تجيبه بحنان 

صدقنى يابنى انت مش عارف الخير فين وصدقنى لتانى مرة انا مش زعلانة بالعكس انا مرضية اوى انا عارفة ان ربنا اراد ان يحصل كله دة علشان بس اشوفك وتنجدنى واسمع منك كلمة امى دى 


نظر جهتها بتعجب وهو لا يفقه شئ من كلماتها لتربت على يده قائلة بحنان 

ربنا يراضيك زى ماراضيتنى ويطبطب على قلبك زى ماطبطبت على قلب ام موجوعة ومحروق قلبها على ابنها 


قطب جبينه بتعجب يستصعب عليه فهم ماتقول فى حين التفت هى جهة الشاب الآخر قائلة بحنان 

روح شوف شغلك يابنى ربنا يستر عليك وعلى اللى زيك 


اومئ الشاب يقول بخجل 

انا آسف للمرة التانية ياحاجة 


اومئت برأسها فى حين ظل باسل ينظر جهتها بحيرة ليزفر انفاسه بضيق قائلا وهو مازال لم يتخطى غضبه ورعبه مما حدث

هتعدى الشارع؟ 


ظلت تتطلع اليه بحنان ثم اومئت برأسها بهدوء لتجده يجيبها بحنان 

طيب امسكى فيا 


امسكت بيده ليعبر بها الشارع بهدوء حتى وصل الى سيارته ليقول بهدوء 

اركبى 


نظرت جهته بتعجب ليجيبها ببساطة 

معلهش ماهو انا مش هآمن اسيبك انا هعمل اللى هيمليه عليا ضميرى اركبى وانا هوصلك منين ماتحبى 

ظلت تنظر جهته بحنان وحزن لتجده يفتح لها الباب قائلا بهدوء 

اتفضلى اركبى 


اومئت برأسها ليتحرك هو يلتف حول سيارته متحركا بها كل هذا كان تحت مرآى ومسمع من كلا من جنا ووالدتها لتنظر لها وفاء قائلة بتعجب 

مش دة باسل اللى قابلناه فى مزرعة جدك 


اومئت برأسها لتقول بهدوء 

ربنا يحميه يارب ويكتر من امثاله ويفرحه يارب 


اومئت جنا برأسها ولم تتحدث لتتحرك مع والدتها وعقلها يعيد ماحدث امامها من موقف رجولى منه مئة مرة لتعلم انه شاب لا مثيل له 

 

google-playkhamsatmostaqltradent