رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل السابع عشر 17 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

  


 رواية جعفر البلطجي الجزء (3) الفصل السابع عشر 17 - بقلم بيسو وليد

 
طرقات عنـ ـيفة على الباب ومتواصلة تجعل مَن في الداخل يقتـ ـلع قلبه فز عًا ور عبًا، ومعها تعالت صر خات جعفر الغا ضبة والعنيـ ـفة قائلًا:هــاشــم .. أفــتــح الــبــاب .. يــا هــاشــم
خرج هاشم مِن غرفته بخطى سريعة متجهًا إلى الباب وخلفه كايلا التي شعرت بالهـ ـلع بسبب عنـ ـفه في الطرق لتقسم أن الباب سينكـ ـسر في أيا لحظة، فتح هاشم الباب ولَم يُمهله جعفر فرصة الحديث ليلكـ ـمه جعفر بعـ ـنف في وجهه صار خًا بهِ بـ عد وانية قائلًا:كـلـه إلا مـهـا يـا هـاشـم 
تعالى صوته المتأ لم بينما كان يضع يده مكان لكـ ـمة أخيه التي تلقاها وجـ ـهه في لحظة غد ر مِنهُ، لَم يستكفي جعفر بذلك بل أمسكه مِن تلا بيب قميصه وجـ ـذبه بعنـ ـف قائلًا بنبرة غا ضبة:انا طول عُمري بحاول أفضل محافظ على علا قتي بـ أختي ومخليش أي حاجه تأ ثر عليها وطول السنين دي كلها محدش قدر يزعلها بكلمة حتى انا مكانش عندي الجُـ ـرءة بس لمَ ييجي واحد زَّيك عايش حياته وحاطط إيده فـ الميَّاه الباردة وكأنه مش خـ ـارب بيت غيره يبقى لا يا هاشم لحد هنا واستوب انا مش هسمحلك تتما دى أكتر مِن كدا وأختي اللي خـ ـربت حياتها انا هصلحها وهعمل الصح اللي انا كُنْت عايز أعمله مِن الأول قبل ما أنتَ تتحشـ ـر وتاخد قرارات متخـ ـلفة زَّيك .. سراج هيرُدّ مها تاني وهتبقى تحت عصمـ ـته تاني والمرة دي انا اللي هكون سبب فـ إني أرجع أختي تاني وأحسن مِن حالتها اللي كل يوم فـ النا زل وصدقني يا هاشم ربنا مبينساش وهيدوقك مِن نفس الكاس اللي شربتّه لأختك الضعـ ـيفة ولو د كر أوقف فـ وشي وأمنـ ـعني 
أنهـ ـى حديثه ود فعه بعيدًا بعنـ ـف لير تد جسـ ـد هاشم بقـ ـوة كاد يسـ ـقط ولَكِنّهُ سارع في تو ازنه ووقف ينظر بنظرات مشتـ ـعلة إلى أخيه الأكبر الذي كان يقف قبالته يتطلع إليه بغضـ ـب وتحـ ـديٍ في نفس ذات اللحظة وكأنه يُخبره بنظراته تلك أن يتحـ ـداه ويمـ ـنعه عمَّ سيفعله ومِن هُنا أعزائي دعوني أُخبركم أن هُناك عد اوة جديدة نشأت بين الأخين في هذه اللحظة ولا يعلم أحدّ مَن منهم المنتـ ـصر 
«أنتَ فاكر نفسك مين يا جعفر؟، فُوق يا حبيبي أنتَ بيا أو مِن غيري كُنْت هتطـ ـلق أختك يا ننوس عين ماما أنتَ بتضحك على عيل بريـ ـالة يا جعفر هيصدق الكلمتين اللي قولتهم دلوقتي وهيخـ ـاف مِنك ويكـ ـش، بتحلم" نطق بها هاشم بكل وقا حة وهو يقف في موا جهة جعفر الذي كان الغضـ ـب يتأ كله حـ ـيًا الآن، لَم ير وق لهُ حديثه بالطبع فأكثر ما يكر هه جعفر هو أن يقف أمامه أحدّ ويتحـ ـداه بتلك الطريقة ويتحدث بكل وقا حة فـ لَم يولد بعد مَن تأتيه الجـ ـرأة التي تجعله يقف في وجه كَبير حارة درويش 
أكمل هاشم وقال «فُوق لنفسك يا حبيبي ومتعمليش فيها دور الأخ الحنين اللي بيخـ ـاف على أخته عشان انا عارف الشغل دا كويس أوي عشان تخـ ـلع أنتَ وتشيـ ـلني انا الليلة وتطلعني بني آدم حقـ ـير في النهاية وأنتَ الملاك أبو جناحات»
«انا مش مضطر يا حبيبي أثبتلك حاجه ومش مُجـ ـبر على حاجه وكل واحد بيشوفني بـ الصورة اللي هو عايز يشوفني بيها وانا مبمثلش الدور انا لو بمثل يا حبيبي كُنْت زماني دلوقتي مديك على قـ ـفاك ورامـ ـيك وواكل حـ ـقك يا حبيبي ما انا سهل أعيشك الدور وانا أصلًا لا طا يقك ولا قابلك حتى والشغل اللي بتقول عليه دا يا روح خالتك أنتَ اللي بتعمله مش انا ومتخلنيش بقى أقـ ـل أد بي ولساني يفـ ـلت قدام مراتك عشان مبقاش انا اللي خـ ـارب بيتك وراد دلك اللي عملته فـ أختك» أردف بها جعفر بنبرة غا ضبة بعد أن ظهر وجه الإجـ ـرام خاصته والذي لا يظهر إلا في الضـ ـرورة القصـ ـوى فقد ضـ ـغط أخيه على الو تر الحـ ـساس إذًا فليتحمل نتائج أخـ ـطأه 
شعر هاشم بنيـ ـران تأ كل صدره بوحـ ـشية وبداخله رغـ ـبة عا رمة الآن في تلقين أخيه در سًا قا سيًا حتى يعلم أنه ليس بهذا الجُـ ـبن والضـ ـعف الذي يظّنه هو، ولذلك لَم يتـ ـردد هاشم وأمسك أول ما طالته يده وسقـ ـط بها على رأس جعفر، صر خت كايلا بفـ ـزع ووضعت يديها على فَمِها وهي تنظر إلى د ماء الآخر التي تد فقت سريعًا على وجهه و "تيشيرته" الأبيض لتجـ ـحظ عينيها وشعرت بتـ ـراخي أطرافها وبر ودة تسري في أنحاء جسدها، دلف بشير بعد سَمِعَ صر اخ شقيقته لتجـ ـحظ عينيه ويتجـ ـمد جسده عندما رأى زوج شقيقته أر ضًا ود ماءه تسـ ـيل بقـ ـوة مـ ـرعبة
نظر إلى هاشم الذي سقـ ـطت العـ ـصاه الحـ ـديدية مِن يده أرضًا وهو ينظر إلى جعفر بعينين واسعتين بعدما أستفاق أخيرًا مِن حالته وأدرك تلك الكار ثة التي فعلها، تقدم بشير سريعًا مِن جعفر ليجلس على ركبتيه بجانبه يتفحصه قائلًا بهـ ـلع «أنتَ كويس يا جعفر حاسس بـ إيه»
أغمض جعفر عينيه بقـ ـوة وهو يشعر أنه لا يدرك ما يحدث حوله فقد بدأت الأصوات حوله تبتعد شيئًا فشيء، دلفت بيلا التي كانت تصعد بصـ ـعوبة إلى منزل شقيقتها وهي تضع يدها على بطنها المنتـ ـفخة لتقف مكانها مجـ ـحظة العينين ناظرةً إلى زوجها بصـ ـدمة وعدم أستيعاب، نظرت كايلا إلى هاشم وهي مازالت لا تستطيع أستيعاب ما فعله في أخيه لتعود عدة خطوات إلى الخلف بخـ ـوف وهي تنظر إليه 
«جعفر أنتَ واعي سامعني طيب قول أي حاجه» نطق بها بشير بر عب وهو ينظر إلى جعفر الذي كان يُحاول التماسك ليقول «قومني يا بشير» وبالطبع نهض بشير مسرعًا وأمسك يده لير مي جعفر حمـ ـولة جسـ ـده كلها على يده وينهض، أقتربت مِنه بيلا ووقفت أمامه تتفحصه بهـ ـلع قائلة «يا لهوي مين اللي عمل فيك كدا يا جعفر، مين عمل كدا إيه اللي حصل»
أغمض جعفر عينيه وأنكمـ ـشت معالم وجهه ألـ ـمًا قليلًا لتقول بيلا وهي تنظر إلى بشير «خُده يا بشير وأنزل الشقة بسرعة وانا هكلّم شيرين تيجي حالًا» وعندما أنهـ ـت حديثها ألتفتت تنظر إلى هاشم وظهر الغـ ـضب والحقـ ـد على معالم وجهها بوضوح بعدما رمـ ـقت العـ ـصاه الحـ ـديدية سا قطه بجانب قدمه لتعلم ما حدث دون أن يُخبرها أحدّ
وللحق هي لَم تتر دد لحظة واحدة وبدأت تصر خ في وجهه بغضـ ـب شـ ـديد أعمـ ـى عينيها لتقول «أنتَ إيه يا أخي شيـ ـطان ماشي تأ ذي فـ اللي حواليك وخلاص بتستمتع أنتَ كدا يعني أنتَ أكيد مجـ ـنون أنتَ كُنْت هتقـ ـتله يا مجـ ـنون أنتَ وا عي!» وعندما أنهت صر اخها العـ ـنيف في وجهه بدأ صدرها يعـ ـلو ويهبط بقـ ـوة وهي تلهـ ـث بسبب إنفعا لها وصر اخها وغضـ ـبها لقد شعرت بأن الد ماء تتد فق بقـ ـوة إلى رأ سها جعلتها لا تشعر بنفسها وهي تصر خ بهِ بتلك الطريقة فـ الحـ ـبلة لا تنفـ ـعل وتصر خ بتلك الطريقة خصيصًا في آخر شهور حمـ ـلها فمِن المتوقع أن تلـ ـد في أيا لحظة مبكرة 
في تلك الفترة كانت كايلا تختبئ خلف شقيقتها عندما كانت تصر خ هي بوجهه تنظر إلى هاشم بخـ ـوف فبعد ما فعله في أخيه قررت أن لا تبقى معه في منزل واحد بعد اليوم فاليوم كاد يقتـ ـل أخيه في لحظة غضـ ـب فماذا عنها هي بعد الآن، ألتفتت بيلا لترى كايلا خلفها والخـ ـوف يتمـ ـلَّك مِنها لتستشعر بيلا هذا وتقول بنبرة حا دة صا رمة «مفيش قعاد هنا لوحدك مع المجـ ـنون دا تـ ـلمّي شنطتك وتحصليني على تحت سامعه انا مش هسيبك معاه لحظة واحدة بعد كدا الله أعلم ممكن يعـ ـمل فيكي إيه، خُشي هاتي حاجتك وانا مستنياكي هنا»
ركضت كايلا إلى غرفتها سريعًا حتى تُـ ـلَّبي طلب شقيقتها بينما وقفت بيلا تنتظرها تعـ ـبث في هاتفها بمعالم وجه متـ ـهجمة، وضعت الهاتف على أذنها لتقول بنبرة حا زمة «حاجتك وتعاليلي بسرعة البيت جعفر راسه بتنـ ـزف والد م مبيوقفش، بسرعة يا شيرين» أغـ ـلقت الهاتف بعد أن تعجـ ـلتها ونظرت بحقـ ـد إلى هاشم فبعد الآن أصبح عد وها اللـ ـدود الذي حاول قتـ ـل زوجها وحبيبها ولولا صر خات كايلا التي أتت إليهم في الأسفل لمَ كان أحدّ سيشعر بهِ ولقد أخـ ـطأت حقًا يا هاشم فلتتحمل نتائج أخـ ـطأك وتحـ ـذر مِن تلك التي تقف أمامك تستعد لأ كلك حـ ـيًا
بدأ بشير يمـ ـسح د ماء جعفر الذي كان جالسًا في غرفة المعيشة بقطعة قماش بيضاء يُحاول إنقا ذ الموقف وهو يشعر بالخـ ـوف الشـ ـديد عليه ويسأله كل لحظة عمَّ يشعر بهِ، خرجت مها مِن غرفتها تنظر حولها لتجـ ـحظ عينيها بهـ ـلع عندما رأت هذا المشهد لتركض نحوه سريعًا تقف أمامه تتفحصه قائلة دون توقف «جعفر أنتَ كويس إيه اللي حصل ومين عمل فيك كدا وأزاي وليه» كانت تتحدث دون توقف ليوقفها بشير بقوله المفاجئ «هاشم»
أستغرق الأمر مِنها عدة دقائق حتى أستوعبت ما قيل لها لتنظر إلى بشير بهدوء قائلة بإستنكار «إيه؟!» نظر إليها مرة أخرى وقال وكأنه يؤكد إليها أن ما سمعته صحيحًا «هاشم اللي عمل كدا» جحـ ـظت عينيها بصـ ـدمة ونظرت إلى جعفر مرة أخرى بصمتٍ مُـ ـريب، آه لو تعلم أن ما حدث إليه كان لأجلها هي، لعل هذا يشفـ ـع إليه قليلًا وتسامحه، جلست مها بجانبهِ لتقول بنبرة هادئة «إيه اللي حصل يا جعفر»
لَم يكُن جعفر في أحسن حال فهو الآن في حالة مِن الصـ ـدمة والذ هول وما يد ور داخل عقله الآن هو اللا شيء، دلفت شيرين وأقتربت مِنهم سريعًا لتُبـ ـعد بشير عن مـ ـرماها وتقف هي بدورها أمام جعفر واضعةً الحقيبة على الطاولة قائلة «إيه اللي حصلك يا جعفر بيلا جيباني على مـ ـلى وشي»
بدأت بإخـ ـراج أدواتها وكتـ ـم تلك الد ماء بينما كان جعفر هادئًا بشكلٍ مـ ـرعب جعلهم يتعجبون صمته هذا، أقتربت بيلا مِنهم ووقفت بجانبه على الجهة الأخرى تضع يديها على كتفيه مشـ ـددةً عليه برفق، بينما دلفت كايلا إلى غرفة مها وهي تحمل حقيبتها، لحظات وعـ ـلت طرقات سريعة على باب المنزل ليتقدم مِنهُ بشير ويفتحه ليرى مُنصف يدلف مسرعًا وكل ما يقوله دون توقف «إيه اللي حصل، فين جعفر، إيه اللي حصل!» 
أتجه إليه سريعًا وجلس على ركبتيه أمامه يتفحصه قائلًا بهـ ـلع «إيه اللي حصل ومين عمل فيك كدا!» ليُجيبه بشير قائلًا «المدعـ ـوق هاشم» جحـ ـظت عينين مُنصف بصـ ـدمة وهو ينظر إلى جعفر ليقول «ليه حصل إيه يا جعفر» أغمض جعفر عينيه بهدوء ولَم يُجيب أحدٍّ مِنهم، وبعد القليل مِن الوقت أنتـ ـهت شيرين مِن لـ ـف الشاش الأبيض حول رأسه قائلة «متقلقش كام يوم وهتبقى زَّي الفُل إن شاء الله أهم حاجه متتعـ ـصبش ومتفكرش كتير»
ربت مُنصف على يده برفق وهو ينظر إليه بحـ ـزنٍ شـ ـديد، نهض جعفر وأتجه إلى غرفته مغـ ـلقًا الباب خلفه دون أن يتحدث مع واحدٍ مِنهم لتشعر بيلا بالغـ ـضب يتمـ ـلَّك مِنها مرة أخرى جاعلًا الد ماء تغـ ـلي داخل أو ردتها وتتصا عد إلى رأسها تُفكر في العودة إليه وضـ ـربه واحدة مثلها حتى تأخذ ثأ ر زوجها وحبيبها
___________________
كانت هناء تجلس في منزلها تضحك بين الفينة والأخرى وهي تشاهد مسرحية كوميدية قديمة وتقوم بتقطـ ـيف الملوخية، لحظات وتعا لت طرقات على باب منزلها لتنظر إليه وتترك الملوخية وتتقدم مِنه مجيبة على طرقات الطارق في الخارج قائلة «جايه يا اللي على الباب حاضر» فتحت الباب لترى أبنتها تحمل حقيبة ثيابها وتقف أمامها تنظر إليها قائلة بنبرة هادئة «ليا عندك مكان؟» 
في الواقع تفاجئت هناء كثيرة وما زاد تفاجئها هو حقيبتها التي تحملها لتبتـ ـعد عن مـ ـرماها تشير إليها قائلة «طبعًا تعالي»، دلفت كايلا بالفعل وتركت حقيبتها بجوار الباب بينما أغـ ـلقت هناء الباب ولَحِقَت بها قائلة بتساؤل وقـ ـلق «في إيه يا كايلا وإيه شنطة الهدوم دي أنتِ أتخـ ـانقتي أنتِ وجوزك ولا إيه» 
«انا عايزه أتطـ ـلق» نطقت بها كايلا بنبرة حا زمة وكأنها أتخذت القرار وتُخبرها فقط بما ستفعل، في الواقع كانت هناء متفاجئة مِمَّ تسمعه وتراه وكأنها تحلُم وهذه ما تسمى بالأحلام العصرية، أبتلـ ـعت هناء غصـ ـتها وقالت بنبرة هادئة «عايزه تطـ ـلقي ليه؟»
«عشان دا مش بني آدم يتعا ش معاه، انا عايشه مع سـ ـفاح يا ماما» نطقت بها كايلا وسقـ ـطت دموعها بعدما تذكرت مشهد جعفر مرة أخرى أمامها لتتفاجئ هناء وتنهض جالسة بجوارها على الأريكة تحاوطها بذراعيها تضمها إلى أحضانها الدافئة قائلة «أهدي بس وقوليلي عايزه تطـ ـلقي ليه وإيه اللي حصل يوصلك إنك تيجي بشنطة هدومك وتطلبي الطلا ق»
شعرت هناء بإهتـ ـزاز جـ ـسد أبنتها بين ذراعيها ومِن ثم بدأت تبكي، شعرت هناء بالقـ ـلق عليها لتزفـ ـر قائلة بقـ ـلة حـ ـيلة «لا حول ولا قوة إلا بالله، طب قوليلي عملّك إيه يا حبيبتي وانا هوَّريه النجوم فـ عز الضـ ـهر، عملّك إيه يا حبيبتي مَـ ـد إيـ ـده عليكي قوليلي أقسم بالله لـ أكون كـ ـسرهاله»
«هاشم أتجـ ـنن يا ماما، كان هيمَـ ـوت أخوه، ضـ ـربه بعـ ـصايا حـ ـديد على رأ سه خلّى راسه تنـ ـزف بشكل مـ ـرعب، انا خا يفه أوي مِنُه مش عايزه أكمّل، في لحظة غـ ـضب كان هيقـ ـتل أخوه أومال انا هيعمل فيا إيه، خلّيه يطـ ـلقني يا ماما بالله عليكي»، أنهـ ـت كايلا حديثها ثم بدأت تبكي بشكلٍ هيسـ ـتيري فما حدث أمام عينيها ليس هينًا عليها البتة
طبعت هناء قْبّلة أعلى رأسها وقالت مربتةً على ذراعها:حاضر يا حبيبتي هعملّك اللي أنتِ عوزاه حاضر أهم حاجه بس تهـ ـدي دلوقتي وترتاحي وهنتكلم في الموضوع ده بعدين .. ممكن
حركت رأسها برفق وهي مازالت تمكث داخل أحضانها، بينما أخذت هناء تستغفر ربها وهي تمسّد على ذراعها برفق تقوم بتهـ ـدأتها وهي تنتوي على محادثة أبنتها الأخرى وفهم ما يحدث دون علمها، لحظات وأبتعدت كايلا عن أحضانها لتنظر إليها هناء قائلة:يلا أدخلي أوضتك وخُدي شاور هادي كدا وريـ ـحي أعصا بك وانا هقوم أعملّك فنجان قهوة عشان تفوقي وعامله كمان الأكل اللي بتحبّيه يعني هرَوق عليكي جا مد أوي 
أبتسمت كايلا ومسـ ـحت دموعها لتمسّد هناء على خصلاتها قائلة:يلا يا حبيبتي 
_______________________
كانت تجلس على فراشها تضمه إلى أحضانها تمسّد على خصلاته برفق وهدوء ولَكِنّ كانت تغـ ـلي كـ الحُـ ـمَم البر كانية بداخلها وتُفكر في الإنـ ـتقام مِنهُ فهذه كانت محاولة قتـ ـل فهو غـ ـضب وثا ر وفكر في طريقة حتى يقوم بـ إرضاء نفسه الأ مارة بالسـ ـوء وتهـ ـدأ غـ ـضبه أن يقوم بضـ ـربه ويأتي بهِ صر يعًا حتى يشعر بالرضا في لحظة قد أعمـ ـى بها الشيـ ـطان عينيه وصوَّر إليه أبـ ـشع الطرق المؤ دية إلى طريقٍ مغـ ـلق وقد أغو اه وحدث ما حدث 
نظرت إليه بهدوء لتراه ساكنًا بين أحضانها مغمضًا عينيه فمنذ قرابة الثلاث ساعات لَم يتحدث وكأن ضـ ـربته تلك أفقـ ـدته النطـ ـق، طبعت قْبّلة هادئة على جبينه وظّلت ملتزمة الصمت، لحظات ورأت بيلا باب الغرفة يُفتح وتدلف ليان بخطواتٍ هادئة تنظر إليها، أغـ ـلقت الصغيرة الباب بهدوء شـ ـديد حتى لا تُيقظ أبيها وتقدمت مِن الفراش وهي تسير على أطـ ـراف أصابعها حتى وصلت إليه وصعدت أعلى الفراش بجانب أبيها على الجهة الأخرى
نظرت إليها بيلا دون أن تتحدث لتراها تنظر هي إليه ثم مَدت يدها الصغيرة ووضعتها على وجهه تسير بها عليه برفق وحنو، أبتسمت بيلا لفعلتها وكلما رأت حنان طفلتها عليها وعلى أبيها يتراقص قلبها فرحًا وسعادة، طبعت قْبّلة هادئة على وجنته ثم نظرت إلى والدتها التي مسَّدت على خصلاتها برفق لتبتسم إليها 
«البو سة دي انا كُنْت مستنيها بقالي شويه» نظرت إليه ليان وأبتسمت لتمنحه واحدة أخرى لتراه بيلا يبتسم ويتبدل حاله فجأة ليفتح عيناه وينظر إلى أبنته لتعلو أبتسامته قائلًا:الو جع اللي كان فـ راسي خـ ـف ... واحدة كمان بقى 
منحته قْبّلة أخرى لتتسع أبتسامته ويجـ ـذبها إلى أحضانه ضاممًا إياها برفق طابعًا قْبّلة عمـ ـيقة على وجنتها، نظرت إليه وأشارت إلى رأسه قائلة:هي راسك كويسه
أبتسم إليها وقال:قولت مينفعش لولو تبقى را بطة د ماغها لوحدها كدا قوم إيه بقى مخـ ـبوط فـ راسي وانا طا لع على السلم قامت ماما الأو ڤر تربـ ـطهالي شوفتي بقى مع إنها متستاهلش
يكذُ ب بالطبع، فهذا لَم يحدث ولَكِنّ أضطر إلى قول ذلك حتى لا يجعلها تشعر بالخـ ـوف مِن هذا المد عو أخيه وحتى لا تكر هه ولَكِنّ كيف سيأ تمن عليها في مكان هو متواجد بهِ فأصبح لا يشعر بالأمان نحوه ومثلما حاول أذ يته التي كانت ستقتـ ـله سيقوم بأذ ية أبنته وزوجته وطفلته المسـ ـكينة التي لَم يحين وقتها للقدوم، نظر إلى بيلا التي كانت تنظر إليه وتمسّد على رأسه برفق وتذكر غضـ ـبها وثو رانها والحـ ـقد الذي كان يرتسم على معالم وجهها بوضوح عندما أُصيـ ـب وكم شعر بالسعادة تغمره حينما رأى هذا الردّ مِنها فخلفه تقبع امرأة شـ ـرسة تخشى على زوجها وتستعد لإلتـ ـهام أي شخصٍ يقترب مِنه ومِن طفلته 
نظرت ليان إلى أبيها فجأة وقالت بتفاجؤ:في حاجه بتتحـ ـرك جوه بطـ ـن ماما
نظر إليها جعفر ثم نظرا إلى بيلا التي كانت تبتسم وتشعر بحـ ـركة أبنتها داخل أحشـ ـائها، أعتدلت الصغيرة في جلستها ونهض جعفر كذلك وجلس نصف جلسه مستندًا بمرفقه على الوسادة، وضعت ليان يدها الصغيرة على بطـ ـن والدتها تستشعر تلك الضـ ـربات وتلك الأقـ ـدام الصغيرة التي كانت سـ ـببًا في ذلك لتعلو أبتسامتها على ثغرها أسفل نظرات بيلا وجعفر اللذان كانا يتر قبان ويتابعان ردّة فعلها 
نظرت ليان لهما مبتسمة ولَم تعُد تشعر بتلك الأقـ ـدام الصغيرة وتلك الضـ ـربات التي تتلقاها والدتها، تحدثت وهي تنظر لهما قائلة:أخـ ـتفت
أمسكت بيلا بيدها ووضعتها على الجهة الأخرى لتشعر ليان بتلك الأقـ ـدام مرة مرة أخرى تضـ ـرب والدتها لتعلو أبتسامتها السعيدة على ثغرها وبدأت تستشعر حجـ ـم تلك القد م الصغيرة عندما بدأت تضـ ـغط بخفة على موضعها، نظرت بيلا إلى جعفر مبتسمة ليبادلها نظراتها وأبتسامتها بهدوء عندما رأى سعادة ليان وإندماجها
نظرت إليها الصغيرة وقالت متسائلة:هي لمَ بتضـ ـربك بتو جعك؟
حركت بيلا رأسها برفق لتسألها الصغيرة مرة أخرى قائلة:ليه بتضـ ـربك؟
أبتسمت إليها بيلا ومسَّدت على خصلاتها الطويلة الناعمة وقالت مصححة كلمات أبنتها:بتلعب معايا مش بتضـ ـربني 
أبتسمت ليان ونظرت إلى أبيها وقالت:شوفت يا بابا حُط إيدك كدا هتلاقيها بتلعب معايا
أبتسم إليها جعفر ومَد يده يضعها على بطـ ـن زوجته ليشعر بأقد ام تلك الصغيرة الشـ ـقية تضـ ـرب في والدتها عكس ليان التي كانت هادئة عندما كانت بيلا حـ ـبلة بها فتلك الصغيرة الشـ ـقية أتعـ ـبت أمّها في شهور حـ ـملها عكس تلك الرقيقة التي تقبع داخل أحضانه كانت هادئة ولذلك لَم تُعا ني بيلا إطلاقًا معها، نظر جعفر إلى أبنته وقال مبتسمًا طابعًا قْبّلة على وجنتها الصغيرة:شقـ ـية جدًا عكس لولو البسكوتة بتاعتي الرقيقة
أبتسمت ليان أبتسامه جميلة ونظرت إليه لتقول بيلا بنبرة ممـ ـزوجة ببعض الأ لم مبتسمة:شوفتي شـ ـقية أزاي 
ربتت ليان على بطـ ـنها برفق وقالت بنبرة حاز مة وكأن شقيقتها تسمعها قائلة:لين .. متتعـ ـبيش ماما وأسمعي الكلام عشان مز علش مِنك
أبتسم جعفر عندما سَمِعَ أسم "لين" يخرج مِن فَم أبنته فطوال تلك المدة السابقة كان يُخبرها ويؤكد عليها أن شقيقتها أسمها لين على الرغم مِن عنـ ـاد بشير معه وإخبارها كذلك أنها ستكون أسمها "سعدية"، هذا الإسم الذي عندما تلقته أذناه جعله مصـ ـدومًا وظّل حينها يركض خلفه ويتو عد إليه بالو يل ويؤكد على مسامع صغيرته أسم "لين" وليس "سعدية"
*****************
«في إيه يا ابني هو انا قولت حاجه غـ ـلط!» نطق بها بشير وهو يركض في أنحاء المنزل وخلفه جعفر الذي صا ح بهِ قائلًا «سعدية مين يا أبو سعدية!» فقال الآخر «سعدية بنتك»
عـ ـض جعفر على شفتيه بغـ ـضب وأمسك بالزجاجة البلاستيكية وألقـ ـىٰ بها نحوه لينحـ ـني بشير بجـ ـذعه العـ ـلوي إلى الأسفل صا ئحًا بعلـ ـو صوته كالنسـ ـاء النـ ـدابات «يا لهـ ـوتااااي جعفر فتـ ـحلي را سي يا ناس»
جحـ ـظت عينين جعفر بصـ ـدمة الذي تصـ ـلب جـ ـسده بسبب ما فعله بشير لتعـ ـلو ضحكات ليان التي كانت تشاهدهما، أبتسمت بيلا التي كانت تجلس بجانب صغيرتها ونظرت إلى بشير الذي غمز إليها بطـ ـرف عينه دون أن يشعر بهِ جعفر ثم نظر إليه مرة أخرى وقال بعـ ـناد:سعدية يا جعفر .. بت يا لولو أختك أسمها سعدية
صا ح بهِ جعفر بعدما عاد يركض خلفه قائلًا:ياض متستـ ـفزنيش يالا
ضحك بشير بإستمتاع ونظر إليه وهو يراقص حاجبيه قائلًا بنبرة مستـ ـفزة:أزيك يا أبو سعدية عامل إيه وأزي سعدية بنتك
صر خ بهِ جعفر كالمجـ ـنون لتعـ ـلو ضحكاتهم على ما يرونه لينظر جعفر إلى أبنته وقال بنبرة صا رمة وهو ير مق بشير بطـ ـرف عينه منتظرًا مِنهُ أيا أعتر اضات:أختك أسمها لين متسمعيش كلام الكـ ـلب دا عشان انا همـ ـسكه أدغـ ـدغ أهله دلوقتي 
ضحك بشير بملء فاهه وقال:والله البت سعدية دي هتبقى بت عفـ ـشة أوي 
نظر إليه جعفر وقد بدأ يتحدث بوقا حة مدا فعًا عن صغيرته قائلًا:مين دي يا أبو وش سـ ـمج ومد اس عليه قطـ ـر دا انا بناتي قمر يا حبيبي ويتطلبلهم ألماظ مش دهب .. بنات جعفر ملكات جمال يا معـ ـفن يا منـ ـتن ولو فكرت تقـ ـلل مِن بناتي تاني هقـ ـلل انا مِنك جا مد أوي وهيبقى شكلك ز بالة أوي 
نظر بشير بذهول إلى شقيقته التي ضحكت قائلة:أتقـ ـلب السـ ـحر عالسا حر 
نظر إليها بشير قليلًا بصـ ـدمة وفمًا مفتوحًا قبل أن يقول مشيرًا إلى نفسه:دا الكلام دا ليا انا؟!
حرك جعفر رأسه برفق وهو ينظر إليه ببر ود ليقول بشير وهو مازال على وضعه:وحـ ـياة أمك؟!
نظر بشير إلى ليان وأشار نحوها قائلًا:مش كفاية واحدة نسخة مِنك هيبقوا أتنين
أبتسم جعفر وقال:طالما انا اللي مسميها يبقى تأكد إنها هتبقى النسخة التانيه مِني .. عشان كل ما تشوفهم قدامك فـ غيابي تتحـ ـصر أكتر وأكتر 
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر بطرف عينه تزامنًا مع رفع حاجبه الأيمن إلى بيلا وقال متعـ ـمدًا إغضـ ـابه:مش كدا ولا إيه يا أم لين 
رمـ ـقه بشير بغضـ ـب وصر خ بهِ كالمجـ ـنون وأصبح هو مَن يركض خلفه بعد أن كان الأخير هو مَن يركض خلفه قائلًا بو عيد:مش هسيبك يا جعفر .. مش هسيبك يا مسـ ـتفز
****************
«قال سعدية قال، فاكر نفسه مايكل جاكسون بيتـ ـريق على بناتي» أردف بها جعفر بتهـ ـكم واضح لتضحك بيلا بخفة قائلة:بيسـ ـتفزك يا جعفر إيه الجديد 
أبتسم جعفر أبتسامه جانبيه ساخـ ـرة وقال:دا يحمد ربنا إني مكسـ ـرتلهوش إيـ ـد ولا رجـ ـل ساعتها كان زمانه بينـ ـدب 
نظرت ليان إليه وقالت:لين هتبقى شبه بابا
أبتسم جعفر أبتسامه واسعة سعيدة ونظر إلى بيلا منتظرًا ردّاً مِنها ولَكِنّ وجدها تبتسم دون أن تتحدث أو تُكلف نفسها عناء الردّ ليعلم أنها راضية عن هذا، نظر إلى صغيرته وحملها قائلًا:مِن كتر ما أمك بتعـ ـشقني طالعين شبهي يا برنسيس
______________________
"بعد مرور يومان"
دلفت جنة رفقة نور إلى جعفر لتقول:الكلام دا بجد يا جعفر 
ألتفت جعفر ينظر إليها بهدوء وقال:كلام إيه 
جنة بحـ ـدة:هاشم دخل السجـ ـن فعلًا
أجابها بنبرة با ردة وقال:آه
«آه!» صا حت بها بغـ ـضب عندما رأت البر ود عنوانه لتُكمل قائلة «آه إيه يا جعفر، آه إيه، وإيه البر ود اللي أنتَ فيه دا!»
«عايزاني أعمل إيه يعني أخوكي مُتهـ ـم فـ شُـ ـبهه أنتِ مستوعبة إنه كان هيمو تني ولا أنتِ مُغـ ـيبة!» صا ح بها بنبرة عا لية وغضـ ـب وهو ينظر إليها بشـ ـراسة عندما شعر أنها تد افع عن هاشم وتقف ضـ ـده، توسطت يديها خصرها وقالت بنبرة حا دة «تتصرف وتخـ ـرجه»
جحـ ـظت عينيه بشكلٍ مخيـ ـف وهو يتطلع إليها يكاد يقتـ ـلها حقًا هل جُـ ـنت أم أنه أصبح مخـ ـتلًا وهم العا قلين، شعر نور بالخـ ـطر مِنه ولذلك حاول تهدئة الأجواء بينهما قائلًا:أهدوا يا جماعة وصلوا على النبي مش كدا كل حاجه تتحل بالعقل والهـ ـداوة 
نظر إليه جعفر وأشار تجاه جنة قائلًا بنبرة تحمـ ـل في طا ياتها العنـ ـف الذي يُحاول لجـ ـمه:الكلام دا تقوله لمراتك مش ليا انا
أبتلـ ـع نور غصته بهدوء ونظر إلى جنة التي قالت بحـ ـدة:أنتَ إيه يا جدع إيه البر ود دا أخوك مـ ـرمي فـ السجـ ـن ولا كأنه أخوك أصلًا
ضغـ ـط على ضروسه بقـ ـوة وصا ح بها بغـ ـضب جحيـ ـمي بعدما أستطاعت إشـ ـعال فتـ ـيلة غضـ ـبه قائلًا:أنتِ اللي إيه مبتفـ ـهميش اللي محـ ـموقاله أوي دا لولا ستر ربنا انا كان زماني ميـ ـت بسببه انا كُنْت بتصـ ـفى يا هانم لولا مرات صاحبي هي اللي لحـ ـقتني .. إيه مبقاش فيه مشاعر خلاص بقيت انا الز بالة وهو الطيب
خرجت مها على صوت صر اخهما في بعضهما البعض ووقفت بجانب جعفر تنظر إلى أخويها اللذان كانا أشبه بجـ ـمره نا ر وبنز ين في هذه اللحظة ويقـ ـبع بينهما هذا المسـ ـكين الذي يُحاول تهـ ـدأة الأمور ولو قليلًا لينظر إليها مستـ ـغيثًا بها عـ ـلّها تفعل شيئًا 
نظرت مها إلى جنة وقالت بنبرة حا دة حاز مة:بقولك إيه يا جنة كلمة وردّ غطاها لو جايه تدا فعي عن المحـ ـروس أخوكي وتـ ـرمي اللـ ـوم على الغـ ـلبان دا يبقى تتفضلي أحسن ليكي ولينا 
نظرت إليها جنة بذهول وقالت:أنتِ بتطـ ـرديني يا مها
مها بجـ ـدية:انا قولت اللي عندي أفهميها زَّي ما تحبّي بس اللي هييجي على أخويا تاني ها كله بسنا ني مهما كان هو مين 
نظرت إليها جنة قليلًا وهي حقًا مصـ ـدومة لا تُصدق ما سمعته منذ قليل، تركتهما وخرجت بغـ ـضب لينظر نور إليهما بهدوء قبل أن يلحق بها بعد أن قال «سلامتك يا صاحبي»، نظر جعفر إلى أثـ ـرها بضيـ ـق شـ ـديد وحاول تهـ ـدئة نفسه ما سحًا على وجهه، نظرت إليه مها بهدوء وعانقته دون أن تتحدث، حاوطها جعفر بذراعيه ضاممًا إياها طابعًا قْبّلة أعلى رأسها 
___________________
"بعد مرور شهر"
كان جعفر يقف أمام باب منزل صديقه المقرب ينتظر ردّاً مِنه منذ قرابة الدقيقة والنصف، ليسمع أخيرًا أصوات أقـ ـدام تقترب ويُفتح الباب ليظهر سراج أمامه بمعالم وجه خا لية مِن أيا تعبيرات، أبتسم إليه جعفر وقال:ليك وَحـ ـشة يا صاحبي واللهِ
أنهـ ـى حديثه وعانقه ليبادله سراج عناقه بهدوء قائلًا:وأنتَ كمان 
أبتعد جعفر عنه ودلف مغـ ـلقًا الباب خلفه قائلًا:قولت أجي أتطـ ـمن عليك وأقعد معاك شويه وحشتني مبقتش أشوفك 
دلف سراج إلى المطبخ ليلحق بهِ جعفر يسمعه يقول:مش فارقه معايا .. كل حاجه ما تت فـ عيني خلاص مِن بعد ما مـ... 
بتـ ـر حديثه سريعًا وأنتبه إلى نفسه ليقول بعد أن نظـ ـف حلقه مغيرًا مجرى الحديث:قهوة ولا شاي
أبتسم جعفر الذي كان يقف خلفه مستندًا على الجدار بجواره متفهمًا كان سيقوله سراج ولَكِنّهُ قال:قهوة
بدأ سراج بإعداد القهوة إليه والصمت هو الذي يحـ ـوم داخل المكان، ولَكِنّ قطـ ـعه سراج قائلًا بنبرة هادئة:بنتك أخبارها إيه دلوقتي 
أجابه بنبرة هادئة وهو ينظر إلى ظهره قائلًا:بخير الحمد لله الكابـ ـوس خلص خلاص 
سراج:الحمد لله ... ربنا يخليهالك 
دام الصمت مرة أخرى بينهما لبضع دقائق ليقطـ ـعه جعفر هذه المرة قائلًا بهدوء:مش عايز تتكلم معايا زَّي الأول فـ حاجه ... بقالي شهر معرفش عنك حاجه أكيد حصلت حاجات حابب تحكيها
أبتسم سراج أبتسامه جانبيه ساخـ ـرة وقال:اللي كُنْت بحكي عنها مبقتش معايا
وللمرة الثانية يُدرك ما يتفوه بهِ ويكشـ ـفه أمامه ليزفـ ـر بضـ ـيق ضا ربًا على سطح الرخامية بيديه، أبتسم جعفر إليه وقال:عادي يا صاحبي ما هي مراتك
أبتسم سراج بجانبيه وسخـ ـرية مرة أخرى لَم ينـ ـتبه إلى ما قاله جعفر إلا بعدما مرَّت دقائق أخرى ودام الصمت قليلًا بينهما، ألتفت سراج بهدوء ينظر إليه وهو يشعر أنه تلقـ ـىٰ شيئًا غريبًا على مسامعه، ليرى الإبتسامة تشـ ـق ثغره وهو يعلم جيدًا أن تلك النظرة وتلك الأبتسامه يَكمُن خلفها العديد مِن الأخبار السعيدة فهو صديقه المقرب ويعلم تعابير وجهه جيدًا وما يقـ ـبع خلف كل واحدٍ منهم 
«مراتك مستنياك ترجعها بيتها تاني على فكرة»، نطق بها وهو يبتسم بتخا بث ويعلم تمام العلم أن سراج الآن في حالة تشـ ـتت وعدم إستيعاب، فتح جعفر باب الثلاجة وأخذ ثمرة تفاح وزجاجة المشروب الغازي التي كانت غر يبة على ناظريه لينظر بعدها إليه مشيرًا بيده الممسكة بالزجاجة قائلًا بتعجب «سبيرو سباتس!، أنتَ كويس يا سراج!» 
كان يعلم أن سراج دومًا مِن مُحبين البيـ ـبسي والذي مِنهُ ولذلك تعجب عندما رأى منتجًا آخر غير الذي أعتاد عليه صديقه منذ الصغر ولَكِنّه لَم يهتم وأغـ ـلق الباب مرة أخرى وتقدم مِنهُ متفاد يًا إياه حتى يسكـ ـب القليل في الكوب غير عابئًـ ـا بالذي كان يقف مشـ ـدودًا ومصـ ـدومًا
عاد إليه مرة أخرى ووقف أمامه وقطـ ـم قطعة مِن ثمرة التفاح وهو ينظر إليه بهدوء وكأنه يشاهد عرضًا تلفزيوني أمامه في بدايته، رمش سراج عدة مرات بعينيه قائلًا بتساؤل «أنتَ طلبت حاجه؟»
ضحك جعفر على ما يراه أمامه ونظر إليه مبتسمًا وقال «بقولك مراتك مستنياك عندي ترجعها بيتها تاني» أنـ ـهى حديثه وهو يرتشف القليل مِن المشروب الغازي ليشعر سراج أن عـ ـصا قد سقـ ـطت على رأ سه، أخذ جعفر إصبـ ـع موز مِن جانبه وقام بتقـ ـشيره ثم تناولها وهو يستند بمرفقهِ على الجهاز الموضوع بجانبه على سطح الرخامية والذي كان "الميكروويف" وهو ينظر إليه بأبتسامه واسعة 
«مراتي!» نطق بها سراج بتعجب شـ ـديد وهو ينظر إليه وكأنه يتأكد أن أذنيه مازالت بخير وأنه لَم يُخـ ـطئ السمع ليرى جعفر يؤكد إليه ذلك مومئًا برأسه بتأكيد، أبتـ ـلع سراج غصته بهدوء شـ ـديد وحـ ـذر منتظرًا سماع المزيد ليفهم جعفر نظرته ويقول:بصراحة كدا البت دا يبة فيك وهتمـ ـوت وترجعلك وانا بصراحة كدا ز هقت مِنها خلَّصت مخزون البيت فبعد إذنك يعني رُدّ ها عشان انا مبقتش حِمّـ ـل الفجـ ـع اللي هي بقت فيه بسـ ـببك 
جحـ ـظت عينين الآخر بذهول وهو يشعر أنه أصبح مخـ ـتلًا في الآونة الأخيرة، ولَكِنّهُ قال سريعًا بلهفة دون أن يشعر بنفسه «دا انا اللي بمـ ـوت فيها أقسم بالله وهمـ ـوت وأرُدّ ها تاني حتى لو كانت الساعة تلاتة الفجر هرُ دّها عادي 
أبتسم جعفر وحرك رأسه بأ سى وقال:بس للأسف بقى دا كان مِن شهر دلوقتي خلاص ... فقدت الأمل وأستسـ ـلمت للأمر الواقع 
«لا ليه انا والله تا يه مِن غيرها ومش كويس لو ليا معـ ـزَّة عندك يا جعفر خلّيني أرجعها انا تـ ـعبان أوي يا صاحبي ومش عارف أعيش حياتي صح مِن غيرها انا حياتي فا ضية ود ماغي مسو حاني وحاسس إني ميـ ـت بجد، صاحبك بيعا ني في صمت يا جعفر أقسم بالله مِن غيرها، هعمل أي حاجه هي عايزاها وأنتَ عاوزها مستعد أعمل أي حاجه بس بالله عليك أرحـ ـمني وأرحـ ـم قلبي اللي أتقـ ـطع ألف مرة فـ بُعا دها» أردف سراج بنبرة حـ ـزينة متأ لمة وها قد أظهر ضُعـ ـفه وحـ ـزنه وقـ ـلة حـ ـيلته أمام صديقه المقرب علّ قلبه يلين ويجعلها تعود إليه مرةً أخرى 
بينما تأ لم جعفر كثيرًا وهو ينظر إليه ويستمع إليه ليلعـ ـن هاشم بداخله على ما وصولوا إليه، حاول التحـ ـكُم في دموعه التي كانت ستخـ ـونه وتسقـ ـط لينظر إليه بعد أن تمالك نفسه ووضع راحتيه على كلى ذراعيه وقال بنبرة صادقة «وانا مبهزرش يا صاحبي، انا جاي أقولك رجعها عشان هي مش كويسه مِن غيرك وأنتَ مش كويس مِن غيرها وانتوا الأتنين بتكملوا بعض ومينفعش واحد فيكم يبعد عن التاني، رُ دّها يا صاحبي لعصـ ـمتك تاني وخُدها وأرجع سراج اللي انا أعرفه تاني، عشان اللي واقف قدامي دا واحد معرفهوش»
شقـ ـت الأبتسامه أخيرًا ثغره لتلتمع عينيه بسعادة وبدأ يقول دون توقف والسعادة واضحة على محياه «قول أقسم بالله»
«أقسم بالله» نطق بها جعفر بصدق وهو يبتسم ليقـ ـفز سراج بسعادة دون توقف وهو يضحك بسعادة لا يُصدق ما سمعه منذ قليل، بينما كان جعفر يقف أمامه ينظر إليه مبتسمًا وتركه يفعل ما يُريد فهو أحبّ سعادته التي ظهرت عليه دون سابق إنذ ار، توقف فجأة وعانق جعفر وهو يشكره مبتسمًا قائلًا:شكرًا يا صاحبي 
بادله جعفر عناقه وربت على ظهره برفق وقال مبتسمًا:متشكرنيش يا صاحبي .. انا صلحت غـ ـلطته وغـ ـلطتي إني فكرت فـ حاجه زَّي دي مِن الأساس مِن غير ما أفكر في مشاعر اللي قدامي .. سامحني يا صاحبي 
ربت سراج على ظهره قائلًا بحنو وأبتسامه:مسامحك يا حبيبي 
أبتسم جعفر لحظات قبل أن يقول بتقـ ـرف:سراج ريحتك منتـ ـنة أنتَ مبتسـ ـتحماش بقالك قد إيه 
أبتعد عنه سراج ينظر إليه بصـ ـدمة وبدأ يشـ ـتم رائحته ليقول بعد نظر إليه:مفيش حاجه يا عم خضـ ـيتني إيه 
حرك جعفر رأسه برفق وقال بتقـ ـرف:كأنك وا قع فـ طـ ـرنش يا اسطا
تحدث سراج مدا فعًا عن نفسه قائلًا بأنفـ ـعال:أقسم بالله بستحمى مرتين فـ اليوم مرة الصبح ومرة بليل
لحظات وضحك جعفر بملء فاهه وهو ينظر إليه لينظر إليه سراج وتلين معالم وجهه إلى العبـ ـوس ليقوم بحد فه بالزجاجة التي كانت تقـ ـبع بجواره قائلًا بعد أن تصـ ـدى إليه جعفر:يخـ ـربيت تُـ ـقل د مك يا جدع 
___________________
«أزهار، يا أزهار موبايلك بيرن!» نطق بها صلاح الذي كان يجلس مع صغيريه يذاكر لهما بعدما رأى أزهار مندمجة في أعمال المنزل وهو متفرغًا اليوم لذلك أقترح عليها أن يذاكر هو إلى طفليه وتقوم هي بأعمال المنزل لتقوم هي بالموافقة دون تـ ـردد
خرجت أزهار وهي تُجـ ـفف يديها لتأخذ الهاتف وتُجيب على المتصل لترى والدتها، أجابت دون تـ ـردد قائلة «أيوه يا ماما، في إيه يا ماما؟» نظر إليها صلاح بعدما سَمِعَ نبرتها القلـ ـقة عندما وصل إليها ردّ والدتها إليها لتجـ ـحظ عينيها بصـ ـدمة وهي تقول بهـ ـلع «إيــه»
شعر صلاح بأن هناك أمرًا ما لينظر إلى طفليه قائلًا بنبرة جا دة:كملوا الهوم وورك راجع على طول أجي الاقيكم خلصتوا
نهض صلاح وذهب إلى أزهار أسفل نظرات طفليه لهما، توقف صلاح أمامها ليرى عينيها المـ ـلتمعة تنظر إليه وهي تستمع إلى والدتها التي كانت تتحدث على الجهة الأخرى دون أن تتحدث هي بحرفٍ واحد
____________________
«أفرحي يا ستي سراج ردّ ك لعصـ ـمته تاني وجاي مع جعفر دلوقتي» نطقت بها بيلا مبتسمة التي دلفت مؤخرًا إلى الغرفة تنظر إليها، قفـ ـزت مها مِن جلستها وركضت نحوها تقف أمامها قائلة بتـ ـرقب «بجد يا بيلا ولا بتهزري؟» 
ضحكت بيلا قائلة «بجد واللهِ، المهم دلوقتي تجهزي بسرعه عشان سراج بقى عنده جـ ـفاف عا طفي وهييجي دلوقتي ياخدك ويطيـ ـر بيكي» قـ ـفزت مها بسعادة وهي تصفق لتُعانق بيلا بفرحة طابعة قْبّلة على وجنتها، قائلة «انا مبحبّكيش مِن فراغ واللهِ»
ضحكت بيلا مرة أخرى ونظرت إليها مبتسمة وقالت «أهم حاجه إنك تكوني مبسوطة دا اللي يهم جعفر غير كدا مفيش» أبتسمت مها قائلة «دا حبيبي»
وبعد مرور نصف ساعة توجهت بيلا إلى باب المنزل وفتحته بهدوء لترى جعفر وسراج أمامها، دلفا ليضم جعفر بيلا مطمئنًا عليها بعد أن مـ ـرضت في الآونة الأخيرة بينما توقف سراج يبحث عنها بعينيه فهو إشـ ـتاق إليها كثيرًا ولَم يصدق جعفر عندما أخبره أنه يجب عليه أن يقوم بـ ردّ ها إليه مرة أخرى 
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى ثم نظر إلى بيلا التي فَهِمَت نظرته لذلك تركته وتحركت إلى الغرفة القا بعة بها مها حتى تأتي بها وتعود إلى زوجها، كان سراج وكأنه عريس جديد فاليوم بالنسبة إليه عيد، كان ممسكًا بباقة الورد الأحمر منتظرًا إياها على أحـ ـر مِن الجـ ـمر وكأنها المرة الأولى إليه، لحظات وخرجت مها تقف على باب الغرفة تنظر إليه مبتسمة أبتسامه جميلة ومشرقة إليه لتتسع أبتسامته عندما رأها أمامه كما أعتاد رؤيتها دومًا، جذابة
ركضت إليه مها دون تفكير وأرتـ ـمت بأحضانه تعانقه بقـ ـوة وسعادة وكأنه غا ب عنها لسنوات عِدة، بينما ضمها سراج إلى أحضانه بقـ ـوة وهو الآن يشعر أنه قد أمتـ ـلك السعادة أكملها عندما شعر بدفء أحضانها التي حُـ ـرِمَ مِنها
«وحشتيني» نطق بها سراج بنبرة تكاد تكون غير مسموعة ولَكِنّ وصلت إلى مها التي شـ ـددت مِن عناقها إليه كـ ردّاً مِنها على تلك الكلمة التي تصف كم شـ ـوقه وحُبّه وعشـ ـقه إليها.
____________________________
#جعفر_البلطجي 3
#الحاكمة_الصغيرة 17
بقلمي:بيسو وليد
 
يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent