رواية في بيتنا غريب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم رقيه وائل
فتحت التليفون لأول مرة من ساعة ما طلعنا من القاعة و لاقيت اتصالات كتير من فاتن وآخر اتصال مردود عليه
بصيت ليه تانى و قولت بخوف اكبر : سراج ، حد فى البيت جراله حاجة ؟! .. رد عليا ، بابا كويس طيب ؟
جز على سنانه بأسف و بصلى ، حسيت فى عيونه الخضة على شكلى و دموعى إلى واقفة على تكة و تنزل
وقف العربية فى نص الطريق مرة واحدة
مسك راسى و بص فى عيونى وقال : والدك .. والدك محجوز فى العناية ، جاتله جلطة فى القلب !
الزمن وقف بيا للحظة .. مش مستوعبة إلى بيتقال و إن استوعبت فأنا مش مصدقة
عيطت بهستيرية وأنا بتكلم : لا .. لا ، أنت بتهزر بابا كويس .. بابا مش هيجراله حاجة ، بابا كويس .. أنا عارفة أنه هيبقى هيخرج منها بخير ، بـ بابا عمره ما اشتكى من حاجة ، بابا انسان كويس .. قولى أن بابا بخير ، فاتن قالت كده صح ؟! ..
سراج قول..
بص فى عيونى ، فى اللحظة إلى كنت بتكلم بسرعة و بخوف كإنى هتجنن
اتكلم بجدية أول مرة اعهدها عليه : أهدى يا ريحانه ، بصيلى .. "زعق فيا " أهددىى !
نفسى اتقطع فى ثانية و سكت وأنا ببصله بذعر
هدى و بصلى بحب ، و اتكلم بحنية طبطبت على قلبى : ريحانه .. تمالكى نفسك عايزك جامده
رديت عليه ببكا : مقدرش .. بابا لو جراله حاجة ء أنا..
قال بمقاطعة : مش هيحصل حاجة متخافيش هيبقى كويس .. ريحانه انتِ مش لوحدك ، انا معاكى و هفضل معاكى مهما جرى ، فى المحنه دى والى بعدها .. مش هسيبك لوحدك ،عايزك تاخدى قوتك منى ، جربى تتسندى عليا
و بعدها تبطلى عياط علشان قلبى بيو'جعنى و مش هعرف اركز فى الطريق ، خدى نفس .. أهدى .
دموعى وقفت وأنا ببصله .. كان مختلف عن كل المرات الى قبل كده ، المرة دى صورة عيونه هتفضل راكزة فى خيالى للأبد ، من كم الأمان إلى كان فيهم
سابنى و دور العربيه و قال : ادعى ربنا يقومه بالسلامه مقدمناش دلوقتى غير الدعا للى بإيده كل شىء .
بصيت قدامى و دعيت بخوف : يارب .. يارب قوم بابا بالسلامة يا رب .. يارب بابا ميجرالوش حاجة .
" فى الليله دى ، أنا طلعت من سراج بوعدين
أولهم كان أن بابا هيبقى بخير ..
التانى كان أنه هيفضل معايا و مش هيسيبنى
حاجات بره قدرته ، لكنها طمنت قلبى و كنت اتمنى لو يكونو حقيقة ! "
( فى المستشفى )
أول ما سراج ركن
نزلت من العربية جريت على المستشفى
هو لحقنى و بقى يجرى ورايا فى اروقة المستشفى وأنا بدور على فاتن
لحد ما لمحتها قاعدة قدام اوضة العمليات إلى نورها احمر ، بصة على إيدها بخوف كإن فى سيناريوهات مرعبه بتخطر على بالها دلوقتى .
لبسها كان مبهدل بس مش اكتر من وشها إلى الدموع مغرقاه ، ناديت عليها : فااتن !
بصتلى وهى مش مصدقه .. قامت وقفت و فتحت ذراعتها ليا ، جريت عليها خدتها فى حضنى
و بقينا نبكى فى حضن بعض ، زى العيال الصغيرة .
قولت : ازاى دا حصل ، امتى .. بابا كان كويس قبل ما أمشى حصل أية فالكام يوم دول بس !
جه صالح من ورايا بص على سراج و بصلى و على الفستان إلى كنت لابساة و قال بغيظ : مانتى لو كنتى معانا ومش مقضياها سهر مع الى يسوى و إلى ميسواش ، كنتى عرفتى لوحدك .. على الأقل كنتى لحقتيه قبل مـ اللمبه الحمره تنور !
سراج بصله نظره مرعبة و جز على أسنانه كإنه بيحاول يتحكم فى اعصابة علشانى
جه جنب منه و قال بخفوت : فيه اكياس د'م كتير فى المستشفى فى حالة لو البعيد معندهوش !
بصله صالح بغيظ ، ردها عليه سراج بلامبالاة كبيرة .. وقال ببرود : و رب العزة لو فتحت بؤك تانى بكلمة تضايق ريحانه أو متجيش على هوايا لهكون معرفك مقامك كويس ، ممكن اوريك عملى سراج الخزرجى لما بيشيل من حد ، بيشيله إزاى من على وش الدنيا !
اتصدم صالح من نبرته و نظراته الجدية .. بلع ريقة بصمت و بصله بغضب مكتوم .
بص سراج لريحانه و اتحولت نظراته للاهتمام لما جت عليا .
قرب منى و طلع منديل بدلته البيبى بلو إياه ، و كان هيمسحلى دموعى ، لكن اخدته منه و أنا بشكره بحرج .
ابتسم بتعب ، و قعدنى وقال : اجبلك حاجة تاكليها ؟
ريحانه : لا مش عايزة .. مليش نفس .
جت فاتن قعدت جنبى و قالت بأدب لسراج ،كأنه واجب عليها : خلاص حضرتك تشكر جبت ريحانه ، لو عايز تروح تشوف اشغالك اتفضل
رجع ظهره للجدار و قال : دى لا تيجى فى الأصول ولا تيجى فى إلى بينى وبين ريحانه .. خلينى هنا مستريح .
كان صريح أوى ، فى الوقت الغلط وفى المكان الغلط !
(بعد شوية)
اللمبه اتطفت و الباب اتفتح ..
كلنا جرينا على الدكتور إلى خرج و القلق واكل قلوبنا .
صالح : خير يا دكتور ، طمنا ؟
قلع كمامته و بصلنا نظرة مفهمنهاش و قال : ادعوله ..
الممرضة من وراه : الانسه ريحانه و الاستاذ صالح فين ؟ الحاج منصور عايز يقابلهم لوحدهم
فاتن : وأنا .. بابا مش عايز يقابلنى ؟!
الممرضة ببرود : لا هو طالب دول بالإسم
بلعت ريقى بتوتر و بصيت لفاتن وأنا بقولها : متقلقيش تلاقيه من أثر البنج بس .. هيبقى كويس ، مش هتأخر عليكى .
بصت لسراج نظره معناها يخلى باله من فاتن
غمض عيونه ببطء بمعنى " حاضر "
( فى الغرفة عند منصور )
كان نايم وباين عليه الإرهاق و التعب الشديد
و معتمد فى نفسه على جهاز التنفس
جريت عليه ريحانه و مسكت إيده وهى بتقبلها وبتقول : سلامتك يا بابا .. سلامتك يا حبيبى ، متقلقش .. متقلقش من حاجة أنت هتبقى كويس .
بإيده التانية الحره ، شال جهاز التنفس من على بؤه و قال : ر .. ريحانه .
ريحانه بعياط : نعم يا حبيبى
جه صالح من الناحيه التانيه وهو بيقول : سلامتك يا عمى ، إن شاء الله تقوم بالسلامة .
منصور بتعب و بصوت فيه بحه : قمت مقومتش .. أنا ليا طلب واحد بس منكم
مسك إيد ريحانه و مد إيده مسك إيد صالح وضمهم على بعض وقال : اوعدونى يا ريحانه و يا صالح .. اوعدونى أنكم هتتجوزوا !
•تابع الفصل التالي "رواية في بيتنا غريب" اضغط على اسم الرواية