رواية اسمي حياة الفصل الثامن 8 - بقلم الاء اسماعيل
الموضوع ده كان واجعني في قلبي اوي بس مكنتش قادرة اواجهه ولا اواجهها .. خايفة بعد كل ده اطلع انا اللي مأفورة و احساسي خايب و نيتي سوء …شلت ف قلبي و كتمت
بقيت حزينة و وحيدة و عوض ما يكون حبيبي معايا بقى طول الوقت مع صديقتي
معلش سبتهم مع بعض يمكن بتمر بفترة صعبة و محتاجاه اكثر
حضرت لوحدي كل حاجة. .. نظفت البيت و اشتريت كل حاجة لازماني عشان استقبال عيلته
مكانش فيه حد يستقبل الجماعة و جدتي مكانتش عارفة هي فين اصلا …فهمتها و اترجتها ما تعملش اي مشكلة و ما تلمسش اي حاجة من غير ما اقولها
لبست فستان من الفساتين اللي جابتهالي ست ناهد
وصل ابوي و مراته مع وقت المعازيم كأنهم اغراب
طلبت من هدى تجي معاي تساعدني اتحججت انها تعبانة نفسيا و مش هتقدر تحضر افراح …يعني تقدر تحط فول ميكب و تلف مع حبيبي ف كل حتة و ما تقدرش تجي تساعدني استقبله هو و اهله! ما علينا
صافيناز: مش لو كنتي حطيتي جدتك عند سعاد كان احسن دلوقت هتفضحنا قدام الجماعة.
رديت بحدة – تفضحنا ليه ؟! هوما عارفين انها تعبانة و كبيرة
– انتي دماغك ناشفة انا قصدي على صورتك قدام الناس .. يا رب تعملك مشكلة و تبوض الدنيا عشان تبقي تسمعي الكلام
– وفري نصايحك يا مرات ابوي …جدتي هي البركة و مهما عملت مش هاتفضح منها لانها السبب في اني اكون هنا دلوقت
وصلوا الجماعة و بعثلي حسام مسدج : احنا تحت العمارة
قلبي ابتدا يدق جامد ما بقيتش قادرة اقف على رجليا
فتحت مرات ابوي و رحبت بيهم ..فضلت في المطبخ ابص للصينية و ايديا بتترعش
وصلت رسالة تانية من حسام: وحشتيني .. تعالي بقى !
ما رحتش و فضلت مستنية لحد ما جات مرات ابوي بنرفزة
انتي فين كل ده …كوبيتين قهوة قعدتي قدامهم ساعتين !
طلعت و انا شايلة الصينية و هي هتقع مني من كثر ما بأترعش
بصيت لحسام اللي عينيه ما اتشالتش مني …كان لابس و متشيك و جاذبيته بصراحة مو،تتني شوية و كنت هيغمى عليا
بقى القمر ده كله جاي يخطبني انا !
حطيت الصينية و قعدت
شفت امه و ابوه و اخته ..ابوي اتكلم شوية و مرات ابوي ما بطلتش رغي طول الوقت اما والدة حسام طول الوقت بتبص لي و للبيت بنظرات احتقار و محدش سمع صوتها اصلا
هو البيت صحيح كان نظيف و فلة بس كل حاجة قديمة العفش الستاير البلاط
اي واحد كان يفهم انها ماكانتش متقبلاني و ما حبتنيش
و انا طبعا مش غبية للدرجة دي عشان ما افهمش ده
حسام و ابوه كانوا مندمجين اوي و ابوي كمان
رشدي – طبعا انت عارف يا مراد بيه سبب زيارتنا النهاردة
احنا طالبين ايد بنتكم حياة لابننا حسام
مراد : ده شيء يشرفنا يا رشدي بيه ..ربنا يقدم اللي فيه الخير
رشدي بحبور : يبقى نلبس عروستنا الخاتم على بركة الله ؟
قاطعته والدة حسام بحدة : لااااااا !!
الكل بص عليها و وش حسام جاب ألوان
اتحرج جوزها من الموقف البايخ و حاول يلطف الجو
رشدي – فيه ايه يا شهيرة …الولد عايز البنت و خير البر عاجله
شهيرة : لا ما ينفعش من اول زيارة …المرة دي جينا نشوف و نتفق بس ليس الخواتم لازم كل عيلتنا تكون موجودة مش دي الاصول ؟؟! و نظرت الى الجميع بتعالي
حسام اتغاظ و ما تتكلمش ولا كلمة بعد كدة و طول القعدة متنرفز …انا وشي ما بقاش فيه نقطة دم واحدة
حزنت جواي حزن عظيم حسيت اننا مش من قيمتهم و ان الجوازة دي لا يمكن تتم
كانت شهيرة ست في الخمسينات بس كل حاجة فيها راقية و شيك و تحسها ما عدتش 30 حتى .. الميكب و الفستان و الاكسسوارات اللي حاطاها ..حاجة عظمة كنا حرفيا كأننا الشغالين بتوعهم ..
مرات ابوي حتى الكلام ما تعرفش تتكلم زي الناس الكلاس بترغي ف أي حاجة …و ابوي قدام الجماعة بيستنى ياخذ منها الإذن ف كل حاجة حتى في الكلام الوحيدة اللي عجبتني كانت جدتي ..قاعدة هادية اوي و بتبتسم ببرائة و اكلت الكيكة و ما نطقتش بحرف
خلصت المسرحية أخيرا و كانوا مروحين
حسام مسكني على جنب و همس لي بحب: طالعة حلوة اوي يا روحي نفسي اخذك في حضني في اللحظة دي 🥰
رديت عليه بكسرة : روح ورا والدتك ما تسيبهاش لوحدها السلم مكسور ..
اول ما طلعوا اتكلمت مرات ابوي بشماتة و على وشها اترسمت ابتسامة خبيثة : واضح اوي انهم مش هيرجعوا تاني ..الظاهر والدة حسام رافضة الجوازة دي… أقطع ذراعي ان ماكان جايبها بالعافية.
كنت عارفة و فاهمة مش محتاجة تفكرني بكلامها السم ده
مش انا العروسة اللي تستاهل ابنها….كل حاجة بتقول كدة
بعد ساعة أتصل حسام
– ها يا حسام وصلتو البيت ؟
– ايوة وصلنا من شوية سبتهم و طلعت تاني
-هاا قالوا ايه ؟؟
– ابوي انبسط اوي و عجبتيه جدا …و نوران كمان من ساعة ما رجعنا و هي بتتكلم عنك
– و امك يا حسام …أمك قالت ايه؟؟
اتوتر للحظة و سكت
– ما قالتش حاجة ..أمي اصلا كلامها قليل ..بس أكيد عاجباها
– انت بتتريق ياحسام ؟؟؟
– ليه ؟؟! هو انا قلت حاجة غلط ؟
– امك ما حبتنيش يا حسام….انا مش غبية عشان مافهمش حاجة واضحة وضوح الشمس زي دي
هو: ما تقوليش كدا يا حياتي .
– هي دي الحقيقة …لا اتكلمت ولا اكلت ولا شربت قهوة ..دي حتى كانت قرفانة من الكوبايات و قاعدة بتتفحصها بتقزز
حسام :……..لا رد
– حسام عايزاك تقولي الحقيقة … قالت ايه بصراحة؟.
هو: مش مهم قالت ايه ..لإن ده مش هيغير حاجة…انا بحبك….وانتي اللي هتكوني مراتي…
انا وقلبي يتقطع: تعصي امك عشاني ؟
هو: لاااااا !! مش كدة…بس خلي ثقتك فيا اكبر من كدة يا حياة…و انا هأقنع أمي و زي ما انا حبيتك هيجي يوم و تحبك هي كمان
حياة بحزن ؛ ما اعتقدش شهيرة هانم بنت الحسب و النسب تحب خدامة يا حسام …انت في الواقع مش في المريخ
حسام بضيق : حرام عليك يا حياة …بتحاولي تكسري فرحتي باليوم ده ليه ؟؟ ده احلى يوم في حياتي بتخربي فرحتي ليه
– لانها فرحة مؤقتة يا حسام …دي الحقيقة اللي والدتك قالتها بكل تصرفاتها من لما وصلت لحد ما روحتو
– سيبينا في حالنا انا و انتي و انسي ماما دلوقت …كنت هاتجنن عليكي …طالعة عسل في الفستان .
سكتت ما اتكلمتش اكتفيت بالصمت و اسمع حسام و حماسه
مرات ابتسم بس جوايا كنت عارفة ان انا داخلة معركة خسرانة
و ان قصة حبنا الجميلة هتتكتب نهايتها قريب اوي
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
عدت الايام و الاسابيع و حسام ما اتكلمش عن موضوع الخطوبة و لا الجواز تاني
مكنتش عايزة اضغط عليه و لا اسأله عمل ايه مع والدته كرامتي ما تسمحليش اسأله عن حاجة بعد كدة …و أكيد مش هأقدر احطه أمام اختيار صعب بيني و بين امه لاني هاطلع خسرانة أكيد هيختار والدته …و لا انا كنت هاسمح أنه يختارني ..لاني عشت من غير ام و اعرف معنى الحرمان من حنان الأم و رضاها…كنت بأحاول اقلل من مكالماتنا و لقائتنا
في الوقت ده هدى قربت اوي منه لدرجة أنه صارحها بان والدته مش قابلاني ولا هتقبلني في يوم
طبعا هدى ما اترددتش لحظة عشان تجي تحكيلي باللي قاله و هي كلها شماتة و فرحة
الموقف ده وجعني اوي … يمكن اكثر من رفض والدته نفسها
يعني ايه يصارحها هي و يهملني انا !!
عدى عليا اسبوعين كنت وحيدة تماما و حزينة و مهمشة و هدى كل وقتها مع حسام و سايباني لحد ما حصل اليوم اللي كنت خايفة منه
جدتي تعبت اوي و مبقتش تتكلم ولا تاكل ولا تقوم ما عرفتش اتصرف وحدي كنت ملخومة بين الدكتور و البيت و الشغل
صاحب الكفيتيريا ربنا يكرمه وافق يديني اجازة اسبوع اقعد معاها
و اراعيها حاولت أتصل بعماتي و اعمامي و بابا محدش وافق ياخذها عنده او يجي يساعدني فيها
لحد ما ف يوم صحيت الصبح لقيتها مش بتتحرك
ما عرفتش اعمل ايه اتصلت بحسام فورا
نص ساعة و كان عندي و معاه دكتور دخل يشوفها و انا فضلت برة مع حسام ابكي
– انا آسفة اتصلت بيك ف وقت زي ده بس محدش هيرضى يجي من غيرك
– ايه آسفة دي يا عبيطة. ..انتي هتبقي مراتي فاهمة يعني ايه مراتي ؟! يعني انا و انت واحد و مش عايزك تتصلي بحد غيري
مشاكلك هي مشاكلي و فرحتك فرحتي و احزانك احزاني
طلع الدكتور من عندها و قال بأسف : نبضها ضعيف اوي لانها ما اكلتش حاجة انا علقتلها محلول …ربنا يخفف عنها
حسام حاسب الدكتور و رجع كنت منهارة مسح دموعي و قالي
– ابوي و أمي جايين يزوروا جدتك قومي غيري هدومك و انا نازل اجيب الدوا و شوية حاجات يمكن ترضى تاكل حاجة
– مفيش فايدة يا حسام …مش هترضى تاكل …انا خايفة اوي حاسة اني هاخسرها …انا مليش غيرها يا حسام …
حضن وشي بايديه و هو بيبص جووة عيوني : و انا ابقى ايه ؟؟ هااا انا ايه ؟؟
بصيتله بانهيار : انت مصدر قوتي .. و مصدر اماني انا اصلا مكنتش عايشة قبل ما اعرفك …انا بحبك اوي يا حسام
– و انا بأعشقك يا قلب حسام …يالا خليكي قوية عشان جدتك
انا رايح اجيب الحاجة
كان طالع ناديت عليه بلهفة : حساااام
لف لي و فجأة جري عندي حضنني بكل قوته .. كأنه كان حاسس ان ده هيبقى آخر حضن ما بيننا ..ما نطقش حرف و حسيت دموعه على وشي لحد ما رن جرس الباب
طلعني من حضنه و قال جملة غريبة :دلوقت اقدر امو٫ت و انا مرتاح
– موت ايه يا مجنون بعد الشر عنك !!
ابتسم بإنكسار : افتحي الباب دول اهلي
مسح دموعه بسرعة و رحت انا فتحت الباب و انا جسمي بيترعش من حنيته و لمسة ايديه و حضنه
لقيت ابوه داخل لوحده و جايب اكياس كثيرة
– الحمد لله على سلامتها ان شاء الله تقوم بالسلامة يا بنتي
بص حسام حواليه ..كان بيدور عليها بس ابوه كان لوحده
حسام اتغاظ و هو بيسأله : اومال ماما فين ؟
رشدي بتوتر : اتصلت بيها خالتك في آخر لحظة قالت فيه عندهم مشكلة محتاجاها ضروري
حاول ابوه يلتمس لها العذر بس انا فهمت كل حاجة
والده كان انسان طيب و متفهم و كلامه ريحني اوي عرض عليا مساعدة بس حسام فهمه اني مش باقبل مساعدة حد
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
عدى اسبوع و كان لازم ارجع الشغل بعد ما الإجازة خلصت و قبل ما ادور لجدتي على ممرضة تقعد معاها قرر ربنا ياخذ امانته
صحيت اصحيها عشان تأخذ الدواء لقيتها ج٫ثة من غير روح
طلعت برة و فضلت اصرخ و انادي عالجيران و وقعت عالارض بإنهيار …سابتني و راحت ماتت و سابتني وحيدة
مااااااتت ماما …سبتيني ليه يا ماما خوذيني معاكي انا مليش مكان هناااا 😭
دخلت قعدت جنبها و انا مش مستوعبة اللي بيحصل لسة
الجيران اتصلوا على ابوي و جابوا دكتور يطلع شهادة و بعد ساعة كان البيت اتملى بالناس …انا كنت كأني تايهة وسطيهم
جات هدى جري بعد ما خلصت شغلها و رجعت و شافت الناس متجمعة
اول ما وصلت خذتني في حضنها و قعدت اعيط كثير اوي رغم برودها معايا في آخر فترة بس انا مليش غيرها
حسام ما بطلش اتصالاات بس انا ما شفتش التلفون اصلا
و مكنتش قادرة امسكه و اكلم حد
كلم هدى و ردت عليه و قالتله اني مش في حالة تسمح بالكلام
كنت باسمع في البكاء برة …نسوان قاعدة بتعيط اوي
هو مين اللي يعرف جدتي عشان يعيط عليها !! هو مين بيحب جدتي اكثر مني عشان مقطع نفسه من العياط كدة !!
رحت للصالة و انا باتسحب و هدى ماسكاني
لقيت عماتي بيعيطوا او بالاحرى منهارين من العياط
-باااااس كفااااااية !!! كفاية عيااااط كفاية كذب كفااااية نفااااق
بتعيطو على ايه !!!! هاااااا بتعيطو ليه دلوقت ؟؟؟
هدى بتوتر : حياة انتي بتعملي ايه الناس بتبص عليكي
– هوما بيعيطو عليها ليه ؟؟؟؟ دول منافقين ..كذابين
محدش صعبت عليه .. ده بس عشان شكلهم قدام الناس
عمتي الكبيرة : اخرسي و اعرفي انتي بتقولي ايه !!
– ليه هو انا كذبت عليكم !!! هي كان مرة طلبتكم بالاسم و رفضتو تزوروها !!! كام مرة اتصلت عليكم و قلتلكم انها نفسها تشوفكم ؟ كانت كل ليلة بتنام و هي معيطة عشان وحشتوها لما قلتلكم تعبت اوي و عايزاكم جنبها قلتولي ايه ؟؟ ولا وحدة فيكم اتحركت و قالت أمي محتاجاني في آخر ايامها
عمر ما واحدة فيكم جابتلها حاجة و قالت ماما نفسها فيها
الغريب يسأل عنها و يجيبلها اكل و انتو لا
دلوقت بعد ما راحت جايين تنزلوا دمعتين قدام الناس قال يعني بجد مامتكم و كدة!!
عمتي التانية : عارفين انك اكثر وحدة حزينة على فراقها و مقدرين الوضع اللي انتي فيه بس ده ما يديكش الحق تغلطي فينا .. الزمني حدك و إلا .. !!!
عمتي الكبيرة : و بعدين ايه اللي هيخلي والدتنا من غير اكل او تحتاج الغريب! ماهي معاها معاش ابونا بيكفيها و زيادة الا بقى لو كنتي بتاخذيه انتي و بتصرفيه على الصرمحة و قلة الادب .. ما احنا متابعين كل الاخبار بس ساكتين عشان سمعة اخونا …
ضربتها كف ثلاثي الابعاد : اخرسي قطع لسانك الصرمحة سبتها لبناتك ..انا اشرف منكم كلكم ! انا انكسر ظهري في خدمة البيوت عشان ما اضطرش احط مناخيري لحد و اناس جاية بعد كل ده تتهميني في شرفي يا ز،بالة!!!
كانت هتتهجم عليا : انا زبالة يا حق،يرة يا بنت الخا،ينة اللي ما شفتيش بربع جنيه تربية
مسكتها هدى و بعدتني عنها : عيب يا حياة …و انتو يا طنط مش كدة احنا في جنازة
حياة بغضب : يبقى يبطلوا تمثيل و يغورو من هنا
بصتلي عمتي لكل حقد و كره: البيت ده بيت ابونا و انتي اللي تغوري من هنا …و بدل ما انتي بتدينا في مواعظ شوفي نفسك… ما انتي عمرك ما زرتي امك
حياة بدهشة : ااااه قلتيلي !!! يبقى تمثيل العياط ده كله عشان البيت !!! هاااا ان شاء الله تتحرقو انتو و البيت في يوم واحد
قربت مني بغل : لو سبتك هنا ليلة وحدة ما ابقاش اسمي نفيسة …اصبري يعدي العزاء بس .
الجيران فصلوا ما بيننا بالعافية و اخذتني هدى على اوضتي
بعد شوية جيه حسام و اترجى هدى تطلعني
طلعت عالمطبخ لقيته مستني هناك مسكني من ايديا و هو بيعيط معاي :البقاء لله ربنا يرحمها ..و يصبر قلبك يا حياتي
هوما 5 دقائق قعدهم و بعدين نزل عند الرجالة
و جات والدته عزت و طلعت في اڨل من دقيقتين كان واضح انهم اجبروها تجي تعزي
راحت جدتي و سابتني اواجه الدنيا و قرفها لوحدي
حتى لو كانت تعبانة و مش حاسة باللي حواليها بي كانت قوتي و دعمي و عزوتي
الناس كلها كانت حاسة بوجعي اول ما الجنازة طلعت عارفين اني مليش غيرها و مليش مكان اروح عليه
صعبت على الناس كلها الا على عماتي و مرات ابوي اللي كانوا بيبصولي بكره شديد
عدى اسبوع و حسام ما سابنيش لحظة كل وقت يتصل و هدى رغم كل اللي حصل وقفت معايا ما سابتنيش ولا لحظة بتبات جنبي و دموعي مغرقة حضنها
جات عمتي تاخذ مفتاح البيت و معاها مرات ابوي
– ها لميتي هلاهيلك ولا لسة
– مش متحركة من هنا
صافيناز: يا لهوي ناوية تعيشي لوحدك ولا ايه ؟؟ الناس تقول ايه ولا عايزاهم يثبتوا عليكي التهمة إياها
كانت تقصد مجية حسام لبيتنا
– انتي كان يهمك كلام الناس في ايه ؟؟ ولا ما عنديش يقولوا عليا شغالة في البيوت .. و دلوقت همك أعيش وحدي ؟
عمتي – محدش هيعيش هنا …البيت ده بيت ابونا و ميراثنا احنا هنبيعه و كل واحد ياخذ نصيبه. .و انتي عندك بيت ابوكي
صافيناز : و ايش معنى ابوها !! ما امها عايشة تغور عندها !
كنت قاعدة بأفكر بس في كلام جدتي طول ما هوما متناقشين
قالتلي مرة لو حصلي حاجة محدش هيسيبك في حالك
عرضت عليا تكتب البيت بإسمي عشان ما حدش يطردني بس بعد ما تعبت و بقت يوم تفتكرني و عشرة ناسياني اتأجل الموضوع .. كأنها كانت عارفة بناتها و تفكيرهم
يعني رموها هي و ما سألوش فيها و هي امهم هيسألوا عليا انا اللي حيا الله بنت اخوهم ؟؟
لكن الحمد لله ربنا موجود و مفيش حاجة تفضل على حالها
مكانش فيه داعي للكلام الكثير ماهي فعلا بيت ابوهم و هوما الورثة الشرعيين و مقررين ياخذو كل حاجة حتى الهلاهيل القديمة و العفش المتهالك
مكانش عندي مكان اروح عليه ما عدا بيت ابوي
مكانش مبسوط لا هو ولا مراته بس طبعا مجبر ماهو انا في الاخير بنته…خايف سمعته من كلام الناس و متأكدة لو كنت ولد كان سابه مرمي في الشارع
حياتي الجديدة في بيت ابوي صعبة اوي …مرات ابوي ماكانتش بتتحملني حتى العشرة دقائق اللي بازورهم فيها فما بالك انها تتحملني على طول !!
بتدورلي على اتفه الاسباب عشان تتخانق معاي و طبعا ابوي عمره ما هينصفني على حسابها …بقيت اتجنبها خالص و عشان اقلل من ساعات وجودي في البيت بقيت اشتغل ساعات زيادة …اوصل البيت يا دوب أنام و بس و اصحى بدري اطلع الشغل تاني ما اخليهاش تشوف وشي خالص
عدا شهر….بقيت حاسة بفراغ كبير بعد موت جدتي…
حسام ديما معايا….و بيحاول يفرحني …و ينسيني الواقع المر اللي انا عايشاه
بقى بيجي الكافيتيريا يقعد يشرب قهوة و شاي طول اليوم عشان بس يفضل جنبي
مرة رجع السيرة الجواز تاني
حسام : بصراحة انا مبقيتش قادر اتحمل اشوفك بتعاني بالشكل ده و اقف اتفرج …سيبي بيت ابوكي و تعالي نتجوز و نعيش سوا …و ما لكيش دعوة بأمي انا هأتصرف معاها
– هو انت فاكر الموضوع سهل للدرجة دي ؟!
– ايه الصعب فيه ؟؟ انا باشتغل و مكسبي مش بطال هأجر شقة نعيش فيها لغاية ما تتدبر و نشتري شقة
– مستحيل اوافق و امك رافضة الفكرة
انا طول عمري يتيمة ام و والدتي عايشة يا حسام
رمتني و كأني غلطة عمرها ..مسحتني من حياتها كأني لطخة سودة بتوسخ لها ماضيها …خايفة تشوفني تفتكر خيانة ابوي ليها ..حتى لما طلعت من البيت و رفضت ترجع له و كذب عليها عشان شكله قدام عيلته و قال ان هي اللي عرفت راجل تاني عشان كدة سابت البيت و سابت بنتها .. بدل ما تعاقبه هو عاقبتني انا …كل ده ليه ؟! لإني بنته …ده ذنبي الوحيد
كنت صغيرة شوية و لما اشتاق لها اروح ازورها ما تسيبنيش ادخل بيتها تطردني من الباب خايفة جوزها و ولادها يشوفوني
بتقول هي دلوقت بتحكيلي كل ده ليه !!! عارف ليه ؟؟
لاني بعد كل اللي حصل منها ده لو اتصلت بيا بكرة و قالتلي بنتي حبيبتي تعالي انا محتاجاكي هنسى كل الكلام اللي قلتهولك ده و مشاعر الحزن و القهر و الدموع اللي عشتها بسببها و اروح لها جري و اترمي ف حضنها و اقولها انا من ايدك دي لايدك دي …عارف ليه ؟؟ لانها أمي …يعني ما تتعوضش ولا يمكن اي حد يحل مكانها
لما بالك بوالدتك اللي بتحبك و مراعياك و مغرقاك بحنانها من لما كنت صغير و مستنياك تكبر و تعوضها و تفرحها
أظن أن انت فهمتني دلوقت …. و اتأكدت اني لا يمكن اقف بينك و بين والدتك ..لا يمكن اسيبك تعيش تعيس بسبب فقدك لامك …اخاف يجي يوم و تكرهني لاني سبب بعد والدتك عنك
حسام : أمي بتحبني و مستحيل تشوفني تعيش و تفرح
هي عارفة اني مش هاقدر أعيش مع وحدة غيرك
حياة : ما تقدرش تعرف ايه المستخبي لنا لو كان في قدرنا نكون لبعض يبقى محدش هيقدر يفرقنا …بس لو كان قدرنا اننا نفت….
– اوعي تقولي الكلمة دي تاني .. انتي ليا ..و عمري ما فكرت انك ممكن تكوني لراجل غيري 😡 و انتي كمان شيلي الفكرة دي من دماغك
حسام كان مقرر يعمل المستحيل عشان يقنع والدته
بعد شهر والده تعب بجلطة و كانت حالته خطيرة
حسام نسي موضوعنا و اتلخم مع موضوع والده و تحاليل و سفر
عدى اسبوع و الحركة في البيت مش طبيعية …تنظيف و لبس جديد و حاجات غريبة بتحصل و مرات ابوي هتطير من الفرحة ..شكيت في الموضوع بس ما اديتلوش اهمية
لحد ما جات اليوم اللي قبله بلغتني ان فيه ناس جايين يطلبوا ايدي بكرة لابنهم!
– يعني كل الفرحة دي عشان هتخلصي مني !!!!
صافيناز بغل: اومال هتفضلي في وشي زي البيت الواقف !
– بس انا مخطوبة و انتي بنفسك حضرتي خطبتي !
– بامارة ايه!! مش شايفة خاتم ولا شايفة حد رجع و عبرك من يوميها
ولا هو الموضوع بالكلام !! مخطوبة لواحد امه رافضاكي واضحة الحكاية اوي
– حسام هيقنعها و هتوافق الموضوع بس محتاج وقت
– و انا ما عنديش وقت استناكي فيه …انا عايزة اخذ راحتي في بيتي … وجودك طابق على نفسي .. مخنوووووقة
– قولي كدة ؛!! بس انا مش قاعدالك فالبيت تقريبا و مرتبي بتاخذوه على داير مليم …و عمري ما اكلت في البيت !!! هوما الاربعة ساعات اللي بنامهم هنا!!! بس دول خنقوكي ؟؟ سهلة من النهاردة مش قاعدالك و عريسك ابقي جوزيه لبنتك
– يا سلام !! ماكان من الاول !! هو يعني سهل تلاقي مكان تروحي عليه
– ملكيش دعوة بيا ..محدش يقدر يجبرني اعمل حاجة انا مش عايزاها
طلعت من البيت و انا منهارة …كنت هاتصل على حسام و اقوله بس افتكرت أنه مشغول مع مرض والده ..مش عايزة ازود عليه هم فوق همه
زي العادة كنت أعتقد اني اقدر احلها بنفسي… كنت اكبر غبية .
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اسمي حياة ) اسم الرواية