رواية اسمي حياة الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم الاء اسماعيل
افتكرت رقم حسام و سجلته و طنط الهام معاي مستنية بكل حماس ..رنيت كثير .بس للأسف تلفونه مقفول طول الوقت.
– هااا ؟؟ ايه اللي حصل ؟
– تلفونه مقفول او مفيش شبكة مش عارفة !
– يبقى مفيش حل غير انك تروحيله.
– اروح فين بس يا طنط الهام ايه الكلام ده !!
– ايه المشكلة مش فاهمة ؟؟
– يعني هاطلع من هنا لإسكندرية عشان اشوفه ؟؟
– لا مش كدة …مش انتي مستنية الست ناهد تكلمك بخصوص صاحبتها دي ؟؟ يبقى نستنى و نشوف مش عارفين هيكون ايه
ضحكت بسخرية : انتي صدقتي بجد ؟! 😂 انا بصراحة بعد حكاية نفيسة و هدى بقيت اشك في حاجة اسمها صاحبة ههه
إلهام بهدوء – لما تعرفي تختاري صديقاتك بجد ساعتها مش هتشكي ان فيه صداقة بجد …و عايزة اقولك حاجة حطيها حلقة في وذانك ..الصداقة مش بعدد السنين …الصداقة بالمواقف .. ما تزعليش مني بس انتي ما عرفتيش تختاري صديقتك ..انا متفائلة خير من حكاية ناهد دي …قولي يا رب
– يا رب ❤️..طب انتي مش هتحكيلي حصل لك ايه بعد ما ولدتي سند ؟؟
– هقولك ايه بس
– لو مش عايزة تحكي تفاصيل احكيلي بإختصار
اتنهدت الهام بحسرة
– هقولك ايه ولا ايه بس ؟؟ طبعا انتي تقدري تتخيلي حياتي كان شكلها ايه ! بنت عمرها 18 و شايلة ولد على ايدها مسؤول منها و واقفة لوحدها في وش دنيا ما بترحمش .
في الأول كنت في حماية نورا بس بعد ما ماتت حسيت نفسي لوحدي بجد
محدش كان راضي يشغلني .. مكنتش اعرف اعمل حاجة اصلا
حاولت اشتغل في البيوت …بس تخيلي كدة : بنت صغيرة و حلوة الموضوع كان صعب ؛ كل الستات خايفة على اجوازها مني… كل اللي تعرف ان عندي ولد من غير جواز تفتكر اني وحدة شما،ل عايزة تلف على جوزها ..اشتغلت شغلانات كثير بس كل مرة كنت اسيب الشغل لنفس السبب : كلهم عايزين ينهشوا في لحمي محدش بيعمل حاجة لوجه الله .. في أوقات كثير كنت بافقد الامل و احس بالإحباط بس ارجع و أقول ربنا كبير و مش هيسيبنا أكيد … هتصدقيني لو قلتلك اني كنت بأستمد قوتي من سند ؟
حياة بتساؤل : سند ؟
– ايوة …من لما ولدت و قالتلي الدكتورة أنه ولد و انا حسيت ان ده اللي هيكون ظهري و اماني و سندي ..كان عندي احساس قوي أنه هيعوضني عن ابوه و حقا،رته معاي ..عشان كدة سميته سند ..كنت كل ما اضعف او افشل أبص فيه عشان انسى كل همومي و أقول بكرة هيكبر و يعوضني عن كل ده
حياة : طب و بعدين ؟؟ حصل لك ايه ؟
– بعدين ربنا بعثلي الفرج ؛ الست سارة الخياطة
هي الوحيدة اللي وافقت تساعدني و فتحتلي بيتها و امنتني على ولادها و كل حاجة تخصها
جوزها كان معاق و هي اللي بتصرف عالبيت .. مكانتش ملحقة على الشغل في البيت و الاولاد و الخياطة …وافقت تشغلني معاها …صحيح مبدئيا المرتب كان تافه بس المهم لقيت مكان اتاوى فيه مكانتش ممانعة أبدا وجود ابني معاي و ادتني اوضة عندها مقابل اني اكون مدبرة البيت ؛ كنت شايلة شغل البيت كله فوق دماغي ده غير الطبخ و الولاد …لما أحوالها اتحسنت زودتلي في المرتب … هي اللي ساعدتني عشان اكتب سند بإسمي و اطلع له شهادة ميلاد و بعد ما دخل المدرسة بسنة سافرت ست سارة على المنصورة ..و طبعا مكانتش تقدر تستغنى عني و سافرت معاها انا و ابني و لاني مليش مكان اقعد فيه .. اهم حاجة طلعت بيها من الشغلانة دي كانت الخياطة …علمتني التفصيل و التصميم و اخذت منها كل اسرار الصنعة…
– حصل ايه بعد كدة ؟
– الست سارة كانت مستنية عرض اتعرض عليها و أخيرا جات لها الفرصة اللي كانت مستنياها .. عرض عمل في مصنع كبير اخذت جوزها و عيالها و سافرت البحرين .
– و انتي ؟؟ عملتي ايه بعد كدة ؟؟
– انا !! يا ستي انا كنت بخبي من المرتب اللي بتدهوني سنين طويلة لحد ما قدرت احوش مبلغ كويس …أجرت البيت ده و ست سارة ادتني مكنة الخياطة بتاعتها هدية نهاية الخدمة ابتديت اشتغل عليها ..مكنش صعب عليا اني اكسب شعبية و زبائن لان الناس اللي كانت بتتعامل معاها كلها بقت بتتعامل معاي لانها عارفة ان شغلي زي شغلها بالضبط
و رغم ان محلات اللبس الجاهز مالية السوق بس لسة فيه ناس بتطلب هدوم بتصاميم خاصة …يعني الحمد لله الشغل دايما موجود و المبلغ اللي بأكسبه مغطي مصاريف البيت .
– ربنا يبارك لك يا طنط …انتي بجد ست عظيمة و تستاهلي كل خير .
– طب بقولك ايه يا بت؟؟
– ايه يا طنط ؟؟
– ما دمتي من غير شغل حاليا ..ايه رأيك تساعديني ؟؟
– في الخياطة ؟؟
– ايوة ليه لا ؟؟! انا شفت الجيب اللي كنتي مخبية فيه التقرير خيطتيه ازاي !! كان متخيط بإحترافية ولا فيه حد يقدر يكشفه انه موجود اصلا
– بس دي مجرد وحدة من هواياتي …مش اكثر .
– بس صدقيني انتي شاطرة فيها و هتتعلمي بسرعة لو حطيتي دماغك في الشغلانة دي .. اهو تكسبي شوية فلوس على ما تلاقي شغلانة تانية قلتي ايه ؟؟
– بصراحة مش عارفة اقولك ايه
– جربي ما خسرتيش حاجة ..بصراحة انا عندي طلبات كثير و مش ملحقة و أكيد لو ساعدتيني هنخلصها بسرعة اكبر و المكسب هيكون اكثر و هنقسم الارباح ما بيننا .
– موافقة …هأجرب ليه لا ؟ ☺️
– ايه الكلام اللي انا باسمعه ده ؟؟ عايزة تشتغلي ؟؟ اومال انا رحت فين ؟!
إلهام : سند انت جيت امتى ما سمعتكش لما دخلت ؟
– جيت من شوية …ايه حكاية الشغل اللي عايزاها تساعدك فيه ده ؟؟ هو انا قصرت معاكي في حاجة يا حياة !!
– افهمني يا سند ..انا مش متعودة أقعد من غير شغل …بحب احس ان لي كيان مش بحب اكون عالة على حد .
– عالة ايه يا عبيطة انتي ! انا اخوكي و دي أمك اوعي تقولي الكلمة دي تاني !!
– سيبها على راحتها يا سند …انا فاهمة حياة ..اللي متعود على الشغل ما يقدرش يقعد أبدا من غير ما يعمل حاجة
سند بتذمر: اتفقتو انتو الإثنين مش كدة !! ماشي ..براحتك
كان سند طالع و فجأة رن تلفوني ..سند وقف يشوف مين
و انا الدهشة عقدت لساني لما شفت اسم ناهد ..
– الوو ست ناهد ازيك !!
– الحمد لله يا حياة انتي اخبارك ايه ؟؟
حياة بحماس- الحمد لله أموري تمام
– آسفة اتأخرت عليكي عارفة .. صحبتي اللي قلتلك عليها حصل معاها ظروف اضطرتها تفضل في فرنسا اسبوع ،بس صدقيني منستكيش …انتي عارفة اني وعدتك
– عارفة من غير ما تقولي .. معنديش شك في كدة يا ست ناهد
– هااا يا ستي هتقدري تجي بكرة ؟؟
بصيت لسند بدهشة و رديت بفرحة – بكرة ؟؟ بجد !!!
– ايوة يا حياة أنا طلبتلك معاد معاها و قالت انها فاضية بكرة الساعة 10 هنتقابل كلنا في الكافيه و ما تخافيش انا فهمتها انك من طرفي و عزيزة عليا …بس انا عايزة اقابلك قبل ما توصل عشان نتفق انا و انتي على شوية حاجات كدة هتقدري تجي ولا نغير المعاد ؟؟
هز سند راسه بالموافقة و اكملت انا بفرحة : أكيد هآجي ..بجد مش عارفة اشكرك ازاي !!
– هتشكريني بعد ما تتوظفي ..دلوقت ركزي بس عشان عايزاكي ترفعي راسي .
قفلت معاها و حضنت سند و إلهام : أخيرا !! حاسة اني أخيرا هأحقق احلامي يا سند …ادعيلي يا حبيبي 🥰
– ربنا يسهلها
إلهام بحب – الحمد لله.. يا رب تتوفقي يا روحي . .بس أبقي ركزي في اولوياتك لما تروحي و اوعي تنسي الأهم
سند بتساؤل : و ايه الأهم من الوظيفة ؟
حياة بلجلجة : مفيش ..مامتك بتحب تهزر طبعا .. هو فيه أهم من الوظيفة ؟؟ و بصيت لها بحدة و برقت عيني
إلهام بمزاح : أكيد بأهزر معاها مالك استغربت ! 🙄
سند – طب ايه رأيك نروح النهاردة ؟ اهو ترتاحي الليلة عشان بكرة توصلي في المعاد
حياة بدهشة : هنروح فين ؟؟
سند – يا ستي هتتدبر .
إلهام : هو انتي مش قلتي ان مفتاح شقة جدتك مع ابوكي عشان عارضينها للبيع ؟ تقدري تطلبيه منه
حياة بضيق : لا مش عايزة اروح هناك تاني انتي عارفة الحكاية …و بعدين محدش يعرف ان سند اخوي
سند بشك : حكاية ايه دي ؟
إلهام بتذكر : لاا مفيش …دي وحدة صحبتها ساكنة معاهم في نفس العمارة …حصلت مشاكل بينهم و مش عايزة تشوفها تاني ..انا فعلا نسيت الموضوع ده
سند : تمام يبقى هنبات في أي أوتيل يالا بسرعة حضري نفسك مفيش وقت .
طبعا مكانش ممكن ارجع الحتة دي تاني بعد ما الكل شك في أخلاقي ..محدش هيصدق ان سند يبقى اخوي مفيش شبه خالص ما بيننا …مش مهم هنروح اي حتة تانية المهم اني اتوفق مع الست مرفت و اهي كلها ليلة و خلاص
مكنتش قادرة امسك اعصابي من الفرحة ! هاقابل الست مرفت و هأروح لحسام …ايوة انا قررت اعمل بنصيحة طنط الهام مش هأقف اتفرج …لازم اواجهه مش هافضل طول عمري اندب حظي و أقول يا ريت اللي جرى ما كان
رحت انا وسند إسكندرية و راح هو يدور على أي أوتيل بسيط
و انا عملت حجة و قلتله اني لازم اروح عند ابوي عشان محتاجة شوية حاجات .. سابني و اتفقنا نتقابل في المطعم على معاد العشاء
طلعت على طول على الشركة اللي بيشتغل فيها حسام
سألت قالولي أنه اجازة ..يعني هاضطر أروح له البيت
..رحت بيتهم و فضلت استنى ..قعدت ساعة و نص..
مفيش حد طلع و لا دخل و عربيته مش موجودة
قررت أتشجع و اخبط عالباب..
مش مهم مين هيفتح مش مهم هيتقالي ايه ،المهم إني حاولت.
خبطت عالباب و اتصدمت لما لقيتها شهيرة هانم!
كانت خيبة أملي كبيرة لما لقيتها أمه…. مش عارفة ليه إفتكرت على طول اخر لقاء بيننا كانت قاسية معايا اوي …
بصتلي بتساؤل: حياة ؟؟ بتعملي هنا ايه ؟ مش اتجوزتي ؟؟
حياة بتوتر : لو حسام موجود تناديه … عايزاه في موضوع .
كانت هادية خالص و هي بتبصلي… انا كنت متوقعة انها هتتصدم لما تشوفني او تهزقني زي آخر مرة …بس هي حكت معايا بهدوء و برودة أعصاب و كأنها كانت متوقعة مجيتي :
بس حسام مش هنا..
حياة : حاولت أتصل بيه بس تلفونه على طول مقفول !
شهيرة بهدوء: ده لأنه في لندن .. بيستعمل خط دولي
رديت بدهشة: ايه ؟؟ مسافر؟ طب ممكن رقمه اتصل عليه ؟
شهيرة : لحد الساعة معندوش رقم معين ….هو كان بيتصل من فون خطيبته…
اول ما سمعت الكلمة دي.. قلبي اتخلع من مكانه… حسيت بغصة في حلقي…. و عينيا اتملت تلقائيا بالدموع ….
رديت بصوت مخنوق : خطيبته ؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اسمي حياة ) اسم الرواية