رواية حب بين نارين الفصل الحادي عشر 11
كان يستمع لحديثه بتوتر شديد وعندما أدرك ما ينتوي قوله، وقبل أن يكمل المقدم حديثه ، وقع الهاتف من يده وترنح هو الآخر ليقع على الأرض والهاتف بجواره يهتف به المقدم بنبرة صوت مُرتفعة بعض الشيء:
_ عز باشا حضرتك معايا ؟ يا عز بيه !!
طب لو حضرتك سامعني أنا محـ……
تقف في المطبخ وهي تعد العشاء بينما عقلها مشغول بما حدث في الآونة الأخيرة من أحداث ، تنهدت بخفوت وهي تقلب بالملعقة الطعام بمللٍ ، ثم صاحت فجأةً عندما إلتصقت يدها بالآنيه التي تعد بها الطعام :
_ آه يوه وده وقتك !!
صمتت قليلاً ثم أخذت تمسد على يدها ، ثم وبلا تفكير وضعتها أسفل المياة في الحوض وتشدقت قائلة:
_ هيبردها شوي بدل ماهي وجعاني كده ! أما أروح أشوف المخفي هياكل دلوقت ولا لا!!
أنهت حديثها وأمسكت بالمنشفة ومسحت يدها بها ، وخرجت إلى الريسبشن الرئيسي تهتف بنبرة هادئة:
_ عز بيه أحـ……!!
قطعت باقي كلماتها فور رؤيتها له ملقي أرضًا بلا حركة وبجواره هاتفه وأحد ما يصيح به ،إقتربت منه وهبطت لمستواه وهي تضع يدها على كتفه وتهتف بتوتر :
_ عز عز بيه حضرتك سامعني!!
لم تلقى إجابة منه ، أنزلت يدها من على كتفه ومدتها نحو هاتفه ثم أمسكت به وجدت الخط لازال مفتوحًا على الفور وضعته على أذُنها :
_ ألو؟ أيوة يا سيادة المقدم !
جائها صوت من الطرف الآخر من الهاتف وهو يقول:
_ أنتِ مين عز بيه فين ؟
قالت زينب بتوتر:
_ أنا المسؤولة عن بيته هو هنا بس اغمى عليه هو حصل حاجه حضرتك قولتله إيه؟
أجابها المقدم وهو يزفر بحنق:
_ بنته لقينا واحدة بنفس المواصفات بتاعتها وكنا عايزين نتأكد منه إذا كانت هي أو لأ؟ في حد من عيلته موجود أو والدة بنته ، فين مراته؟
ردت عليه زينب بتوتر:
_ أها موجودة يا فندم بس هي طليقته مش مراته!!
تمتم المقدم بغضب:
_ يا ستي أين يكن المهم أنا محتاج حد من العيلة ييجي يتعرف على الجـ”ـثه !!
شهقت زينب بقوة وصلت إلى مسامع الشرطي فزفر الآخر ثم تابع بضيق :
_ يا مدام إتصرفي شوفي طليقته دي فين وكلميها!!
أجابته زينب بدموع :
_ حاضر حاضر !
أغلقت معه وبحثت في الهاتف عن رقم والدة لميس حتى عثرت عليه ضغطت على الرقم وإنتظرت حتى أتاها رد الأخرى وهي تقول بحنق واضح :
_ أفندم وصلت لحاجه !
تحدثت زينب باستغراب :
_ يا هانم أنا زينب بقولك عز بيه واقع على الأرض مغمى عليه والظابط قال …
خفق قلبها بشدة قائلة تحثها على الاكمال :
_ إيه كملي كملي وصلتوا لحاجه ؟
تمتمت زينب بتوتر:
_ الظابط بيقول إنهم لقوه بنت بنفس مواصفات لميس هانم و يظهر عز بيه مستحملش الخبر واااا!!
وقع الهاتف من يدها وانهمرت دموعها بشدة وهي تصرخ ببكاء ، بينما زينب تصيح بتوتر :
_ يا مدام يا مدام هو ايه اليوم ده ؟
بضعفٍ رفعت الهاتف ووضعته على أذُنها وهي تبكي بشدة وتنفي برأسها أن يكون ما سمعته صحيحًا وأخذت تصرخ بالهاتف :
_ غلطانين أكيد دي مش بنتي مش لميس لأ لأ !!!
أردفت زينب بتوتر:
_ حضرتك سامعني تعالي هنا لازم تروحوا تشوفوا الـجـ”…..
قاطعتها فيروز ببكاء وهي تصيح بغضب شديد:
_ مش بنتي متقوليش كدا يا ست أنتِ !! أنا جاية حالا وهثبتلك إنها مش بنتي !! لميس حبيبتي اكيد عايشه .
_ يارب يا هانم !!!
أغلقت فيروز معها وهي مازالت تبكي بشدة وتهز رأسها بنفي أن تلك ليست إبنتها بعد نصف ساعة وصلت فيروز إلى منزل زوجها السابق ، ترجلت من السيارة الأجرة وهرولت سريعًا إلى داخل الفيلا لم تستمع لنداء الجارد لها وأخذت تتابع طريقها نحو الداخل حتى وصلت وفتحت لها زينب وعينيها منتفختان من كثرة البكاء صاحت فيروز بها بحدة فور أن رأتها تبكي وهي تقول :
_ متعيطيش دي مش بنتي فاهمه دي مش لميس بنتي عايشه ما متتش!!
ردت عليها زينب ببكاء وهي تقول :
_ إن شاء الله مش هي !!
تخطتها فيروزة ثم أسرعت نحو ذاك الجالس بإعياء ٍ شديد وهو يحني رأسه للأرض ، إقتربت منه ورفعت رأسه بقوة ثم لفت يدها حول عنقه وهي تصيح به بغضب شديد:
_ منك لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنت السبب مش هسامحك مش هسامحك رجعلي بنتي حرام عليك ياريتني ما سمحتلها تنزل يارتني حكيتلها على بلاويك السودة مكنتش هتفكر في يوم تجيلك يارتني ماوافقت على نقلها من جامعة تركيا لهنا كان لازم أقطع أي صلة تربطها بيك أي طريق يوصلها ليك !!!
صمتت قليلاً ثم صاحت بحدة :
_ كان لازم اقولها ابوكي مات من زمان من اليوم إللي أخدتها فيه وهي بنت عشر سنيين ورجعت على بلد أمي !!!
قال عز بانتحاب:
_ ياريتك عملتي كدا !!
شدته فيروز من بدلته ببكاء:
_ قوم معايا يلا خلينا نثبت إنها مش هي لا يمكن تكون بنتي !!!
_ يارب !!
رمقته فيروز بتهكم:
_ دلوقت عرفت ربك دلوقت منك لله منك لله !!
أردف عز بحزن وهو يسير معها باستسلام :
_ مش هلومك يلا بينا !!
كفكفت دموعها وخرج كلاهما قاصدان ذلك المشفى الذي أخبر المقدم أن من يظنونها بإبنتهم به ، وبعد ربع ساعة وصل كلاهما يقدمان ساق ويأخران أخرى
تحدث عز بحزن فور رؤيته للمقدم :
_ سيادة المقدم طمني !!
قال المقدم بحزن :
_ والله يا عز بيه ربنا يكون في عونك الحالة إللي جبنا فيها بنت حضرتك صعبه إتعرضت لضرب بالنار و
صمت قليلاً ثم نظر لوالدتها التي بالكاد تقف على قدمها واقترب منه وهمس له بشيء في أذنه ثم تنحنح بإحراج وابتعد عنه ، راقبته فيروز وقالت ببكاء شديد:
_ متخبيش حاجه عني قولتله إيه كمل ؟؟
نظر الشرطي لـ”عز” بأن يتدخل ، فوضع الآخر يده على كتف فيروز وكاد يتكلم فصاحت بحدة وهي تبعد يده عنها قائلة:
_ أبعد إيدك عني بنتي فين فينك يا لميس؟.
أقترب الشرطي من عز ثم حدثه بضرورة أن يرى الجـ”ثـة كي يستكمل الإجراءات
أنهى كلمته وهو يضع يده على كتفه ، أنزل عز الدين يده بحده وهو يهز رأسه بشدة نافيًا ما قاله له وأخذ يصيح بحدة وهو يقول:
_ مش بنتي !!
تمتمت فيروز ببكاء شديد:
_ مش لميس صح قوله يا عز دي مش بنتنا!!
هتف المقدم بتوتر:
_ يا مدام إحنا نتمنى اتفضلوا معايا على المشـ”رحة!! .
أغمض الشرطي عينيه بضيق من نفسه لأنه قال تلك الكلمة ولكن ما باليد حيلة أخطأ في إختيار كلماته ولكن الأوان قد فات ، كان وقع تلك الكلمة غريبًا على مسامع فيروز الباكية “مشـ”ـرحة” معقول إبنتها في تلك الغرفة المُثـلجة التي لا يتحمل أحد الوقوف بها لمدة خمس ثوانٍ كامله ، معقول إبنتها الرقيقة التي لا تتحمل نسمة هواء باردة ترقد بجـسدها في تلك الغرفة ، هزت رأسها بعـ”ـنف وهي تبكي بشدة.
بينما لم تعد قدماها تحملانها لتقع على الأرض مغشي عليها بعد تلك الكلمة التي يرفضها عقلها بشدة ، فزع الشرطي ومعه عز من سقوطها فجأةً فنادى المقدم على إحدى الممرضات لتأخذها للغرفة المجاورة فامُصابها شديد عليها بينما أخذ عز يبكي بنحيب وصراخ ذكرى ذاك اليوم عاد لرأسه وعينيه ترانِ مشهد واحد وهو تلك الصغيرة الغارقة بـدمـ”ـائها وهو يتابع ما يفعل دون أية شفقة أو رحمة حتى إنتهت بين يديه ، أخذ المقدم يهز كتفه صائحًا به :
_ عز بيه أرجوك خليك معايا!! لازم تتأكد !!
إذا كانت هي متفقدش الأمل ربنا كبير !!
أومأ له بلا روح بينما أشار الشرطي للممرض الواقف على باب المشـ”ـرحة بأن يأخذه إلى الداخل ، إمتثل الآخر وأمسك بيد عز الغائب عن الوعي حيث كان يسير معه جسد بلا روح ، فتح الممرض باب الغرفة ، وفور ملامسة قدم عز لأرضية الغرفة إجتاحت القشعريرة سائر جسده ووجد قدماه ترتعشان بقوة وكاد يسقط من هول الموقف ، فـلحق به الممرض وأمسك بيده قبل أن يقع فـاستند الآخر عليه وسار معه بإتجاه تلك الثلاجات المتعددة والتي تحوي بداخلها على العديد من الجـ”ـثث .
كان يسير معه كما يساق المحكوم عليه بالإعدام يقدم قدم و يأخر أخرى حتى توقف الممرض عن السير أمام إحدى الثلاجات ، وهنا فقد الآخر تماسكه وانهارت قواه وأخذ يصيح داخل عقله :
_ كنت هخسرها كدا كدا وأنا عارف بس بس كنت بحاول أحميها مكنتش هسمحهلم يموتوا بنتي مهما يحصل وفضلت محافظ على وعدي معاهم علشان مشوفش اليوم ده بس بس جه بدري اه يا لميس يا حبيبتي يا بنتي !!!!
آفاقه من دوامة أفكاره الممرض وهو يمد يده ليخرج السرير من داخل الثلاجة ، إرتفعت وتيرة أنفاسه بينما أخرج الممرض الجـ”ـثة وأمسك بالغطاء الأبيض عليها ونظر له بعينه يعني”مُستعد”
هز رأسه بخفوت وفم مرتعش، فرفع الممرض الغطاء كاشفًا وجهها وهنا صاح عز بقوة وهو يبكي بشدة وإقترب من جـ”ـثة الفتاة وأمسك بوجهها وأخذ يصرخ عاليًا .
قبل ذلك بساعات
نظر إليها مطولًا بتردد ، كم هي بريئة لا تستحق تلك النهاية المفجعـ”ـه ، بدى التردد واضحًا عليه وهو يلتفت نحوها بين الفنية والأخرى ، كان سيتخلى عن تلك الخطوة ولكن عاد عقله ليصيح به بقوة لكي يـثنـيه عن التراجع مُذكرًا إياه بأخته وبما آل إليه حالها وبأن والد تلك التي تدعى بزوجته هو من تسبب له ولأخته بهذا العذاب ، هو لم يرحم طفلة لا حول لها ولا قوة ، لِما يرحم هو أبنته لما يشفق عليها ، في حين أن أخته لم تجد من يشفق عليها وفعل والدها البغيض فعلته النكراء بشقيقته فـوأدها حياتها لتكون ثمنًا لفعلته .
كانت تجلس بجواره لاحظت نظراته لها ، تغاضت عنها والتفتت إلى نافذة السيارة تنظر منها تحاول تشتيت نفسها حتى لا ترتبك من وجوده بقربها ولكن كيف لها ألا تفكر به وعقلها مملوءًا بمـئات التساؤلات حوله وكيف تزوجها وعن إمضتها ، كمَ ومض في ذاكرتها التاريخ الذي رأته كان قبل ثلاث سنوات، أي قبل دخولها الجامعه ، كيف وألف كيف في آنن واحد ولكن بلا أية إجابة جواب أسألتها وعلامات الاستفهام الكثيرة حوله إجاباتها ليست عندها بل عنده هو ..هو فقط !!
قطع الصمت مراد وهو يلتفت نحوها بضيق شديد ثم قال:
_ إنزلي ! .
ألتفتت له لميس ورمقته بنظرة مُسـتغربه وهي تنظر حول المكان بخوف شديد ثم قالت :
_ إيه أنزل هنا ؟
قال مراد وهو يؤكد ما يدور بعقلها :
_ أيوة يلا إنزلي اخلصي !!
همست لميس بدموع وهي تنظر صوب عينيه اللتان تتهربان منها على غير العادة :
_ فـ..ﻲ الـصحـ….ـرا لوحدي ! .
التفت مراد لها وهو يهتف بضيق شديد :
_ أيوة يلا مش كنتي عايزاني أسيبك يلا أديني بديكي حريتك يلا إنزلي !!
لم تتحرك وضعت يدها على وجهها واجـهشت في البُـكاء ، لم تتخيل أن يترُكـها بهذا المكان المُـوحش بلا ناس وبلا ضوء وبلا أي شيء !
مسح مراد على وجهه بغضب شديد ثم هبط من السيارة صافقًا الباب خلفه بقوة ، ثم أتجه ناحيتها وأمسك باب السيارة وفتحه بقوة ثم جذب يدها بقوة رغمًا عنها تحت صرخاتها وبكائها الشديد ، ثم وبلا أية رحمة سحبـها بقوة وألقاها على الرمال ووقف أمامها وقال وعينيه تلتمع بالـشــر :
_ الوداع يا زوجتي العزيزة أبقى سلميلي على جُـهنم مع أبوك !!!
إتسعت حدقة عينها بصدمة كبيرة وهتفت بنشيج ودموع مُحـرقة :
_ أنت مش طبيعي لازم تتعالج !!
أبتسم مراد بتهكم يصحبه سُـخرية :
_ هعمل كدا متقلقيش بس بعد ما أصفي حسابي معاكم ! .
أنهى كلمته ثم وبلا أي مُـقدمات أقترب منها وهي تتراجع للخلف وقالت بشهقة إنفلتت منها وهي تراه يخرج سـلاح ما من جيب سُترتهِ :
_ أنت أنت هتعمل إيه؟؟ متوديش نفسك في داهية ، القتل حرام ده ده من أكبر الكبائر عند ربنا أنت إيه يا أخي ……
قاطعها ساخرًا وهو يقول :
_ و فري نصايحك لحد غيري يكون مهتم يسمعها واتشهدي على روحك !!
وقبل أن يطلق الـنــار عليها توقف قليلاً بينما هي أغلقت عينيها واستغفرت ربها وهي تتلو الشهادة ، لحظات مرت كأنها سنوات ، نظر مراد نحوها بريئة لطيفة تشبهها كثيرًا تخيل لو كانت تلك المجثية أرضًا أخته ، إلا أنه سرعان ما نفض هذا التخيل وهو يقول وينفي بداخل عقله :
_ وأبوها ليه متخيلش تكون إللي تحت أيده دي بنته ليه موقفش عن إللي بيعمله ليه ؟؟ ليه عمل كدا في بنتي أيوة لميس مكنتش أختي دي بنتي أنا إللي ربيتها أنا كان نفسي أزفها لعريسها أشوفها بالأبيض أشوفها سعيدة في حياتها أفرح بتخرجها ليه حرمني من ده كله ليه ؟؟؟ ليه أرجع وتكون أخر مرة أشوف أختي فيها يكون بالمنظر ده شوفتها بالأبيض بفستانها الصغير والاقيها بالوضع ده مفيش مكان في جسمـها مش بينـ”ـذف ليه لوث برائتها؟؟ ليه يعمل كده ليه؟؟ مش هرحم بنته زي ما هو مرحمش أختي ولا أبويا ولا حتي أمي ولا أنا !!!
أنهى حديثه مع عقله وسـحـب الذنـاد واستعد ليطلق عليها الرصــاص ، وعلى ذكر ذلك التمعت في خاطرة فكرة خبيـثة ليقول :
_ لازم أجهزك الأول علشان يكون الوجع مُضاعف وأظن ده حقي وأنا مش هسيبه بقى .
رفعت لميس رأسها ونظرت إليه لا تفهم كلماته ولكنها لم تستشعر الخير فيها بالمرة ، قرأ الآخر ما يدور بعقلها وابتسم بخبث شديد عندما علم فيما تفكر ، ثم قال بشوق زائــف :
_ ألحق أشبع منك قبل ما تروحي بقى !!!
رمقته لميس بنظرات كاره وهي تهتف بانتحاب:
_ ده بعدك نجوم السما أقربلك أنا هموت زي ما أنا بِـطهري وعفافي مش هتلمس مني شعرة أنت فاهم !!!
تعالت ضحكاته الساخرة منها ثم تمالك نفسه قليلاً ليردف بإنتشاء:
_ حلوة نجوم السما أقربلي ده أنتِ بيني وبينك سنتي واحد وأحنا في مكان خلآ .
همست لميس بغضب:
_ هتشوف .
انحنى مراد لمستواها وهو يمسك بفكها يضغط عليه وعينيه ترميانه بشرر ، ليبتسم فجأة وهو يمشي يده على وجهها باستمتاع .
في حين كانت لميس تحدقه بنظرات ساخطة ثم قبضت على حفنة من الرمال كانت تمسك بها بقبضتي يدها ثم على حين غرة ، رفعت يديها وألقتهم صوب عينيه ، صرخ الآخر بقوة من شدة الألــم ، فانتهزت هي الفرصة التي لن تأتيها مرة أخرى وقامت بالركض مبتعدة عنه .
كان مراد يفرك في عينيه بقوة حتى تمكن من فتحهما وحمل سلاحـه وأخذ يركض خلفها حتى رآها رفع مُسـدسه نحوها وقال صارخًا :
_ حقك هيرجعلك يا حبيبتي !
ثم تابع بغيظ شديد وهو يراها تبتعد أكثر :
_ لمييييس إقفي أحسن لك !
كانت ماتزال تركض ودموعها تنهمر بقوة وهي لا تعرف أين تذهب في تلك الصـحراء الشاسعه ، وصلها صوته وهو يصرخ بإسمها أن تتوقف ، فلم تصغي إليه واستمرت بالركض فـ هتف مراد بضيق:
_ هتوحشيني !!
ثم وبلا تفكير ضغط على الذنـاد ، ورأى الأخرى تهوي على الأرض عقبها صُـراخها بشدة ، لتهبط دمعة حارقة على وجنتيه ثم جثى على الأرض وهو يصرخ عاليًا.
يتبع…
•تابع الفصل التالي "رواية حب بين نارين" اضغط على اسم الرواية