رواية حب بين نارين الفصل الثاني عشر 12- بقلم نورهان ناصر
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
حـب بيـن نـارين 🔥 آلبـارت الثاني عشر بـقلمي نـور هـان ناصر
جثى بعقبيه على الأرض وانزلقت يده من على وجهها ثم إجهش بالبكاء ، وهو يصرخ عاليًا ويبكي بشدة ، شعر الممرض بالحزن على حاله فما رآه صعب الفتاة وجهها مشوه للغاية ولكن ملامحها نفسها ملامح لميس نفس لون العينين نفس الشامة السوداء أسفل حاجبيها أخذ عز ينتحب بقوة وهو يقول بصوت باكي:
_ لأ مش بنتي مش هي تشبهها بس مش هي لا مش هي !!
أقترب الممرض منه وهو يضع يده على كتفه ثم قال وهو يحاول أن يطمئنه قليلاً :
_ يا باشا أهدى لسه بنعمل تحليل DNA الأول علشان نكون متأكدين وإن شاء الله مش هتكون بنتك أمسك نفسك شوي علشان والدتها !!
أومأ عز له ثم تحامل على نفسه ونهض وخرج سريعًا من الغرفة ، وهو يستند على مسند في الجدار ودموعه تنهمر أمام عينيه ، رآه الشرطي وإقترب منه ثم قال بنبرة صوت مُرتبكه :
_ إيه الأخبار ؟؟
أشار إليه الممرض بعينيه ، فرفع رأسه ونظر إليه بينما عز كان ينتحب بقوة، تركه الشرطي وإتجه إلى الممرض وتحدثا على إنفراد:
_ ها هي بنته؟!
أجابه الممرض بعملية:
_ مش متأكدين يا فندم يعني صورة بنت حضرته تشبه البنت إللي في المشـ"ـرحة بس مع ذلك مننساش إن ملامحها مشوه ومش واضحه كفاية ..
قاطعه المقدم قائلاً:
_ وإيه إللي هيتم حاليًا؟
رد الممرض بعملية:
_ لازم يعمل تحليل أبوه علشان نتأكد يا باشا !!
أومأ له الشرطي وإقترب من ذاك المجثي أرضًا ثم قال:
_ خلي إيمانك بربنا كبير إن شاء الله مش هتكون هي !!
رفع رأسه ونظر إلى عينيه وهو يأُمُل ذلك فتنحنح المقدم وقال :
_ أنا عارف إن الظرف مش مناسب بس بردو حضرتك معندكش حد تشك فيه ؟
هز عز رأسه بنفي ، تزامن ذلك مع قدوم الممرضة وهي تهتف بهدوء :
_ لو سمحت يا باشا كنا عايزين عز بيه علشان التحليل !!
أومأ لها المقدم وربت على كتفه ثم قال له :
_ عز باشا يلا قوم معاها !
...............................................
كانت تتقلب على الفراش، تعقد حاجبيها وهي تحرك رأسها وفجأةً هبت من جلستها وهي تصرخ ببكاء شديد:
_ بنتي !!!
أتت الممرضة ودلفت إلى داخل الغرفة وإقتربت منها قائلة :
_ أهدي يا مدام !!
أبعدت فيروز يديها عنها وهي تصيح بغضب شديد ثم قالت:
_ أهدى إزاي بنتي بنتي طمنيني !!
اجابتها الممرضة بتوتر :
_ شوفي حضرتك هُما لسه مش متأكدين إنها بنتكم لأن البنت ملامحها مشـ"ـوها شوي فهما لسه هيعملوا تحليل أبوه ليها علشان يتأكدوا وأنتِ أدعي إنها تكون مش هي ده إللي أقدر أقولهُولك!!
دعت فيروز بانتحاب:
_ يارب أحمي لي بنتي يا رب اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه !!
ابتسمت الممرضة بعملية وهي تربت على كتفها:
_ إن شاء الله مش هي !!
............................................
كانت تجلس تستمع لصوت الشيخ في المذياع وهو يتلو آيات الله بصوت عذب مُريح ، وهي تنظر للملابس الجديدة التي إبتاعتها ثم هتفت ببشاشه:
_ شكلهم حلوين أوي !!
ردت عليها العاملة بابتسامة وهي تقول :
_هيبقوا أجمل لما تجربيهم يلا اتفضلي قيسي ده كده !! علشان أعلمك لفات للحجاب !!
اجابتها سارة بود:
_ لأ أنا أعرف لفات للحجاب شوفتها على النت !!
ردت العاملة بابتسامة:
_ دي متتسماش لفات يا حبيبتي دول بيحاولوا يخلوا الحجاب مواكب للموضة ويقولولك الحجاب الشرعي قال لما يكون نص شعرك باين أو الحجاب مش محكم لفه وفيه أجزاء من جسمك باينه زي رقبتك أو ودنك أو حتى عنقك من شروط الحجاب الشرعي إنه يكون ساتر لجميع أجزاء البدن فضفاض واسع ومحتشم ميكونش شفاف أو ضيق بحيث يكون مبين شيء أو يحدد جسمك لازم يكون ساتر لجميع مفاتنك أنا دلوقت هوريك لفات جميلة وفي نفس الوقت تكون مغطية المنطقة إللي فوق وهتعجبك إن شاء الله الخمار بقى أحسن وأجمل بس هنبدأها خطوة بخطوة ودلوقت يا قمر يلا روحي قيسي الدريسات دي !!
ابتسمت سارة وهي تحمل الملابس بيدها ثم نظرت لها بامتنان فلقد طلبت أن يرسلوا لها مرافقة لتعلمها كيفية الإرتداء الصحيح ، فهتفت ببسمة لطيفة :
_ شكرا إنك جيتي !!
إقتربت منها العاملة ووضعت يدها على كتفها وقالت :
_ ده واجبي يا سارة يلا يا بنوته عايزين نشوف إستيل جديد وحطي في علمك إللي حواليك مش هيتقبلوا شكلك الجديد وممكن تسمعي كلام مش لطيف خالص أوعي تخليه يأثر على رغبتك في إنك تكملي طريقك ...
قاطعتها سارة وهي تقول بصوت هادئ:
_ ميهمنيش رضا الناس المهم عندي رضا ربي وبس وبعدين رضا الناس غاية لا تدرك صح !! ودي حياتي وشكل أنا حابه أكون عليه ومش هسمح لحد يخليني أرجع لسارة القديمة وعلى الكلام إللي هيقولوا أنا عارفاه كويس .
صمتت قليلًا ابتلعت ريقها وأردفت بدموع لم تستطع حبسها :
_ ياما قولت منه لأقرب واحدة ليا ولا مرة مدحتها أو قولتلها كلمة حلوة عن لبسها دايما بقولها كلام يسد البدن .
شردت عينيها لتتذكر إحدى المواقف مع لميس في بداية سنتها الثانية في الجامعة
عودة إلى الوراء
كانت تنظر لملابس لميس بسخرية حيث ترتدي درِس فضفاض وبلا حزام لكي لا يحدد خصرها وترتدي أعلى رأسها حجاب كبير يغطي جزء كبير من ملابسها من منطقة الصدر هتفت بضيق:
_ بقيتي عجوزة يا بنتي إيه إللي أنتِ لابساه ده إيه البحر إللي عايمه فيه ده ، بقى ده شكل واحدة جاية من تركيا شكلك مسخرة !!
قالت لميس وهي تهز رأسها بيأس :
_ تاني يا سارة آه ياستي ده شكل واحدة جاية من تركيا واللبس ده عجبني هو جزء مني وأنا مرتاحه كده !! الجنة تستحق يا سارة بعدين أنا عايزة أسألك سؤال تخيلي معايا لو شوفتي شباب كتير أوي واقفين بيشتكوا منك وأنتِ بلبسك ده بنطلون ضيق ومقطع ودراعاتك إللي باينه دي ده غير الميكاب وشعرك ده إللي هتتحسبي على كل شعرة تبين منه هتعمليي إيه لما تشوفيهم واقفين وبيشاورا لربنا سبحانه وتعالى ويقولوا أهي هي دي إللي فتنتنا هي إللي جرجرتنا بلبسها هي دي السبب في إني فكرت في معصية هي دي إللي خلتني أزنـ"ـي هي دي جزء من ذنبنا هما ليه بيعملوا كده إحنا بشر وخطائين؟ زمان مكنش فيه لبس كده وأحنا مش في زمن الأنبياء ...ها يا سارة جاوبيني ردي هتعملي إيه؟؟
توترت سارة كثيرًا إذدرقت ريقها بصعوبة وهي تتخيل الموقف ثم هزت رأسها وقالت :
_ كرهتيني أقولك كلمة يلا المحاضرة هتبدأ !!!
قالت لميس وهي تمسك بكتبها بينما الأخرى تركتها وأخذت تهرول هاربة:
_ بتهربي يا سارة لإيمتى بس .
صمتت قليلًا لتقول وهي تنظر للسماء:
" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " صدق الله العظيم ربنا يهديكي!!
عودة إلى الواقع
تأثرت العاملة كثيرًا بما سمعته من فم سارة وقالت بينما تمسح بعض العبرات :
_ ياه صحبتك دي كنز يا سارة حافظي عليها في زمن إللي زي ده صعب تلاقي حد يخاف عليكي كده !!
أكدت سارة بدموع:
_ عارفه ربنا يردهالي بخير !!
أردفت العاملة بابتسامة وهي تأمن ورائها:
_ اللهم آمين !!
...........................................
- النتيجة طلعت !!
قالتها فيروز وهي تبكي للممرضة التي دلفت للغرفة .
أومأت الممرضة وهي تقول:
_ هو في العادة التحليل مش بيطلع في نفس اليوم بس علشان الحالة مستعجلة فالدكتور سحب العينة من عز باشا قبل ساعة وفي خلال نص ساعه هتطلع وربنا يطمنكم!!
قالت فيروز برجاء :
_ يارب خيب ظني يا رب وطمني على بنتي !!
.....................................
كانت تتحدث في الهاتف والقلق يتأكلها من الداخل بينما تستمع لنبرة صوت الطرف الآخر لتقول بضيق شديد:
_ بقولك كلمني ومش طايق نفسه أنا خايفه يعملها حاجة !!
جائها صوت الطرف الآخر يهتفت بهدوء :
_ لأ متقلقيش دي مراته أكيد مش هيأذيها !!
صاحت بحدة وهي تقول :
_ ده علشان كده هيأذيها أنت ناسي هي بنت مين ؟؟
رد عليها بهدوئه:
_ منستش بس هو مش هيقدر يعملها حاجه خليك واثقة في كلامي !!
أجابته بصوت قلق :
_ أنا مش مطمنة خالص مراد كان منفعل أوي لما كلمني يا خوفي لا ميعرفش يتحكم في غضبه هنعمل إيه؟؟
رد عليها وهو يهز رأسه نافيًا:
_ أهدي بقى متوترنيش إن شاء الله مش هيبقى فيه حاجه وأنا نازل مصر أصلا هكون معاه!!
ردت عليه:
_ طيب أنا هحاول أكلمه !!
................................................
كانت الأعصاب مشدودة وأخيرًا خرجت نتيجة التحليل ، كان عز يقف مُتأملًا أن تكون النتيجة سلبية بينما فيروز تدعي في داخلها هي الأخرى أن تكون تلك الفتاة ليست إبنتها ، قطع صمتهم الطبيب وهو يخرج النتيجة من الظرف ، توترت الأجواء وإزدادت ضربات قلوبهم فقال الطبيب وهو ينظر للنتيجة بصمتٍ لحظات ثم أحنى رأسه للأرض بحزن شديد وهو يقول تلك الكلمة التي قسمت ظهر البعير .
كانت فيروز تنظر لشفاه الطبيب متلهفة لتسمع منه كلمة تريح قلبها من عذابــه
_ للأسف النتيجة positive!!
_ لاااااااااااااااااااااااااا !!!!
صرخت بها فيروز لتشعر بعدها أن أحبالها الصوتية قد تمـزقت جراء صُـراخها بشدة، بينما وقع عز على الأرض بلا حركه ، تعالت الأصوات من حولهم وهرع الطبيب والممرضين ليسعفوه بينما فيروز إستندت بضعفٍ على الجدار وهي تنزلق من عليه ببطء وعينيها مُتسعتان لا تصدق ما سمعت معقول لن ترى إبنتها مرة أخرى هل كانت هذه النهاية ومضت في ذاكرتها بعض المقتطفات مع صغيرتها .
صاحت لميس بحب وهي ترى والدتها أتت من عملها فاندفعت نحوها تحتضن قدماها :
_ آني آني إشتقت لكِ !!
ابتسمت فيروز بسعادة وهي تنحني بجزعها تحملها وتلف بها وتتعالى أصوات ضحك لميس لترن في أرجاء المنزل كأجراس الموسيقى
...........
ذمت لميس شفتيها بضيق:
_ أريد أنا أذهب معكِ لن أفعل شيء صدقيني هيا يا أمي !
لتجيبها فيروز ببسمة:
_ أتعديني بذلك !! لن تزعجي المرضى !!
هتفت لميس وهي تهز رأسها بسعادة :
_ نعم (Evet )!
ذكريات تلوها ذكريات لتصرخ فيروز بانتحاب كبير وصوت يقطع نياط القلوب :
_ بنتي لا أكيد دي مش هيا انتوا كدابين ...كدابين هاتولي بنتي ....لميييييس !!
لتفقد وعيها هي الأخرى ولا تسمع سوى بعض الهمسات اللطيفة وهي ترى مشهد واحد إبنتها تجلس بقربها تنظر لها ببسمة لطيفة وهي تمسح بيدها على وجنتيها وتقول بحب :
_ إنني بخير يا أمي هذا مجرد حلم !!
كان يقف على بعد منهم يهاتف أحدهم وهو يقول بصوت هادئ:
_ كله تمام يا مراد باشا إبتلعوا الطعم !!
ازدادت ابتسامة مراد ليردف بخبث :
_ تشكر يا سيادة المقدم !!
هتف المقدم بهدوء:
_ لأ شكرًا دي متنفعش أنا عايز أشوفك يا عم !!
قال مراد وهو ينظر نحوها بينما تغفو الأخرى لا تدري بما يحدث من حولها :
_ عن قريب يا عزيز باشا ! .
أغلق معه الخط ليتنهد بخفوت ثم أحضر مقعد وجلس بالقرب منها وهو يتذكر ما حدث .
عودة إلى الوراء
جثى على الأرض وهو يمسك بالمُـسـدس بيده وعينيه تبكيان بقوة بعد أن إختفى صوتها ، أخذ مراد يصرخ عاليًا وهو يقول بدموع :
_ مكنتش عايز دي تكون النهاية بس ...
قاطعه صوت إرتفاع نغمة هاتفه ، أخرجه من سترته بيدٍ ترتعش ثم رد عليه :
_ أيوة يا رامي !!
جائه صوت رامي من الطرف الآخر من الهاتف وهو يقول بقلق :
_ مراد مراد أوعى تكون عملت حاجه تندم عليها !!
مسح مراد دموعه وهو يهتف بضيق:
_ خلاص مبقاش لوه لازمه الكلام ده !! أنا قـتلتها!!
صاح رامي عاليًا وهو يقول بغضب :
_ إيه قتـلتها إنت إتجننت ليه يا مراد ليه عملت كدا؟؟
تمتم مراد بضيق مستهجنًا عتاب صديقه وسؤاله السخيف :
_ بتسألني ليه ؟ ما أنت عارف ليه ، ده اللي كان لازم يحصل أصلا .
هتف رامي بحدة :
_ انتوا فين قولي ؟
اجابه مراد بضيق:
_ في الصحرا عند ال******
زفر رامي بضيق شديد من غباء رفيقه الذي سيؤدي به للهلاك :
_ أنا جي حالا شوفها لسه عايشه ولا ؟؟ أتصرف دي جنار هانم مش هتسكت على إللي حصل وديت نفسك في داهية يا صاحبي ليه بس ليه عملت كده ما أنت عارف أن ملهاش ذنب !!
همس مراد بدموع :
_ ولا أختي ولا أنا كان لينا ذنب في حاجه !!
هسهس رامي بضيق:
_ مش وقت الكلام ده أنا هتصل بالمقدم عزيز يتصرف هي دي الخطة يا مراد بوظت الدنيا !!
أردف مراد بضيق:
_ إعمل إللي تعمله !!
ثم أغلق معه وسار بخطوات سريعة نحوها حتى وصل إليها تفترش الأرض وجهها علي الرمال وظهرها له وساكنه بلا حركه ، جثى مراد بجوارها ورفع وجهها عن الرمال بـ أيدٍ ترتعش وبرفق وضعها على ذراعه وباليد الأخرى أخذ يزيل الرمال العالقة بوجهها بحنان وهو يبكي بشدة ويقول :
_ لميس لميس أنا أنا آسف مكنش قصدي و ....
صدرت منها "آنه" خافته لتتسع حدقة عينه بصدمة لاتزال على قيد الحياة، أخذ يقلب عينيه وهو يتفحصها بحذرٍ شديد لم يرى أي أثار لـدمـاء عليها
ضمها إلى صدره بقوه وهو يبكي عندما أدرك ما حدث لقد فقدت وعيها من صوت الرصـاص بينما هو لم يصبها بشيء كيف له أن يأذيها كيف ؟؟
كان يحتضنها بشدة يمسح على خمارها وهو يزيد من إحتوائها بين يديه وأخذ يقول بصوت مرتفع نسبيًا:
_ أنتِ بخير أنا مقـتلتكيش مقدرش مقدرش أعملها الحمد لله الحمد لله أنا مستحيل أعملها الحمد لله أنتِ معايا أوعدك معاملتي هتتغير أنتِ ملكيش ذنب بده كله ، طاري مش معاكِ !.
صمت قليلاً ليكمل وهو يضمها له أكثر :
_ لميس أنتِ معايا ؟؟
تأوهت بخفوت وهي تشعر بأن أحدهم يضغط عليها بشدة كما لو كان سَيُـكـسـر عظامها وألــم شديد في أسفل قدمها بينما أخذت تهذي وهي تقول من دون وعي :
_ مـ...مـ..ـراد !!
لم يصدق ما سمع منها ، نظر إليها وجدها شبه مُستيقظة تهتف بإسمه بخفوت وفم مرتعش، تهللت أساريره لازالت تتذكره أخذ ينصت لحديثها بإصغاءٍ
_ مراد صديقي الصدوق أنت فين ؟؟
قال مراد وهو يضمها له أكثر :
_ أنا هنا معاكِ مش هسيبك !!
في ذلك الوقت كان رامي قد وصل إلى المكان المتواجدين به رأى سيارة مراد بينما هو ليس فيها رفع رأسه ونظر في الأرجاء وهو يبحث عنه حتى رأى أحدًا ما يجلس وهو يضم شيء ما فصاح رامي عاليًا وهو يقول بعد أن أدرك أن ذاك الشخص هو صديقه :
_ مراد !!
رفع مراد رأسه ونظر إليه فاقترب رامي منه وجده يحتضن لميس بقوة ولازال جالسًا على الرمال فهتف رامي بضيق:
_ عايشه؟
أومأ مراد بدموع:
_ أيوة أنا مقتـلتلهاش هي أغمى عليها !!
تنهد رامي وهو يسمح على وجهه ثم قال بخفوت :
_ طب الحمدلله أنا ظبط مع المقدم عزيز على كل حاجه الخطة هتمشي زي ما خطت ليها يا صاحبي والبنت وصلت المشـ"ـرحة دلوقت وكله تمام !
تحدق مراد وهو ينهض ويعدل من وضعية لميس ، حيث حملها برفق وسار بها نحو سيارته :
_ طيب تمام عايز الموضوع يتم كأنه حقيقه لازم لميس تموت قُدامهم لازم كمان رجالة المافيا يقتنعوا إنها ماتت فاهمني ده إللي مهم عندي !!
أومأ رامي بضيق:
_ متقلقش أنت المهم أبقى رن على جنار هانم طمنها لأنها قلقانه جدًا وهي إللي طلبت مني أتصل بيك بعد كلامك معاها آخر مرة وكنت منفعل أوي!!
تحدث مراد بضيق:
_ إفتكرت ليلة الحادثة ومقدرتش أسيطر على غضبي !
همس رامي بضيق:
_ الحمدلله إنها جات لحد كدا !!
قال مراد وهو ينظر للميس بابتسامه:
_ معاك حق الحمد لله !!
_ هتروحوا فين دلوقت إتأكدت إنها مش مصابة ؟
أجابه بهدوء وهو يضمها له :
_ أيوة الحمد لله مفهاش حاجه هاخدها وأروح على بيتي التاني ومنه على المطار هبعدها عن الأجواء دي كلها وأبقى ظبط لي باسبورد مزيف ليها .
تحدث رامي بهدوء :
_ لازم الباسبورد بتاعها يبقى معاك الأول هاته !
ابتسم مراد بهدوء:
_ إطمن هجيبه!!
عودة إلى الواقع
نظر إليها بهدوء فوجدها تعقد حاجبيها بضيق شديد وتحرك جفنيها بحركاتٍ ليست متوازنة يبدو أنها تصارع أحد الكوابيس ، لذا سارع مراد يهتف بهدوء :
_ لميس لميس فوقي أنتِ بتحلمي!!
فتحت لميس عينيها الغائرة بالدموع وهي لا ترى أمامها ثم نهضت وتحدثت بخوف شديد:
_ أنا معملتش حاجه معملتش حاجه !!
أقترب منها مراد وأمسك بوجهها بحنو وهو يقول بصدق وهو يجعلها تتوسط صدره :
_ عارف إرتاحي دلوقت علشان مع آذان الفجر هنسافر !!
أردفت لميس بدموع وهي لا تعي ما يحدث ولم تنتبه على كلمته الأخيرة بخصوص السفر أو احتضانه لها :
_ ليه بتعمل كده؟ إزاي إتجوزتني ليه عايز تنتقم مني ؟ أنا معملتش حاجه!!
همس مراد بهدوء :
_ هفهمك كل حاجه بس مش دلوقت !!
ابعدته عنها فجأة تهتف برعب شديد :
_ كنت هتقتلني !!
همس مراد بنبرة هادئة وهو يكوب وجهها بين كفيه:
_ مقدرش أعمل كده أنتِ لما تعرفي الحقيقه هتعذُوريني !!
أبعدت لميس يده عن وجنتيها قائلة بضيق :
_ وإيه هي الحقيقه ؟ أنت مين ؟ قولي !!
تنهد مراد بهدوء :
_ هقولك كل حاجه وأحنا في بلدك التانيه!!
عقدت لميس ما بين حاجبيها بدهشه:
_ تقصد تركيا ؟
أكد مراد بهدوء :
_ أيوة يلا نامي دلوقت ، قُدامنا كام ساعة على ميعاد الطيارة !!
تنهد مراد بخفوت لأنها شبه واعية فلو كانت بكامل قوتها لما حدثته بهدوءٍ هكذا ، أخذ يتأمل ملامحها بعدما أغلقت جفنيها وهو يتخيل لو كانت تلك الرصـاصة أصابتها ، زفر بحنق لا يريد أن يتخيل حدوث هذا ، قطع تأمله إرتفاع نغمة هاتفه، زفر بحنق ثم أخرجه من سترته وتنهد بخفوت عندما رأى الإسم المُدون ، ثم إنسحب بهدوء من الغرفة وأغلق الباب خلفه .
....................................
بالخارج :
تحدث مراد بضيق:
_ نعم يا جنار هانم !
بادلته جنار نبرته بضيق أكبر :
_ في إيه يا مراد ؟ مالك النهاردة مش على بعضك خالص !؟ حصل إيه؟!
زفر مراد الهواء بضيق وهو يجيبها بينما يغمض عينيه:
_ إفتكرت الحادثة !!
تبدلت ملامحها للحزن لتردف جنار بهدوء :
_ إحنا إتخطينا المرحلة دي وخلاص تميت علاجك يبقى في إيه بقى ؟
تمتم مراد بانفعال:
_ في إيه؟؟؟ بتسأليني في إيه؟؟ في إن بنته قُدام عيني وأنا حاسس بالعجز ومش قادرة أعمل حاجه !.
أردفت جنار بعملية :
_ مراد حبيبي أضبط أعصابك مضيعش كل حاجه من إيدك مرة واحدة ! لميس متعرفش لحد دلوقت أختك حصل ليها إيه إفتكر إنهم كانوا صحاب وهما صغيرين أيوة لميس سابتها ومشيت على تركيا مع أمها بس كان فيه بينهم صحابيه ولو لفترة مؤقتة !!
قال مراد وهو يزفر بحنق:
_ عارف !!
هتفت جنار بهدوء :
_ رامي كلمني إنهاردة و ..
قاطع حديثها مردفًا بضيق:
_ محصلش حاجه ! أنتِ عارفه كويس إني مبخطأش النشال ولو كنت عايز اقتـلها كان زمانها ميـته دلوقت !!
غمغمت جنار بتهكم :
_ وأنا علشان عارفه بقولك تاني مرة خلي بالك و إللي حصل إنهاردة أتمنى ما يتكررش يلا سلام ورحلة سعيدة !.
أغلق مراد هاتفه مع تلك الطبيبة وهو يزفر بضيق ثم رفع رأسه ونظر للسماء يفكر .
..................................................
كان يجوب الغرفة ذهابًا و إيابًا ثم هتف بانفعال شديد :
_ إنتوا متأكدين إنها ماتت !!
رد عليه وهو يخفض رأسه للأرض:
_ أيوة يا باشا ده حتى عز حالته الصحية مش تمام بيقولوه جاتلوه أزمة قلبية مفاجئة بس هو حاليًا كويس !!
نفخ دخان سيجارته وهو يقول :
_ تؤتؤ إذا كان كده لازم له زيارة ده حبيبنا بردو !!
تحدث بهدوء :
_ إللي تؤمر بيه سعادتك !!
............................................
كان يقف على رأس الشارع يزفر بحنق واضح من تأخرها، أخذ يدبدب بقدمه في الأرض وهو ينظر لساعة يده كانت تشير إلى الثانية إلا عشر دقائق
_ هي تأخرت كده ليه ؟
هتف بها وهو يعقد ساعديه أمام صدرهِ بضيق شديد ، زفر بهدوء فور رؤيته لها تقترب نحوه وهي تلتفت بين الفنية والأخرى بخوف حتى وصلت إليه وقالت :
_ معلش بس كنت ...
قاطعها قائلاً بضيق :
_ مش مهم جبتي المطلوب يا زينب !!
أجابته زينب ببسمة بينما تخرج شيء ما من ملابسها :
_ طبعًا خد الباسبور أهو أنا كنت شايلاه زي ما قولتلي !!
قال مراد بهدوء :
& طيب متشكر اوي ألحق اطلع واحد زيه فيك !!
تمتمت زينب بهدوء:
_ ربنا معاكم !!
تبسم مراد في وجهها ثم غطى رأسه وانسحب بهدوء ، عاد مراد إلى منزله وفور وصوله وصل إلى مسامعه صوت صراخ لميس من الغرفة وقع قلبه أرضًا وفور أن وطأت قدمه الغرفة حدث ما لم يتوقع حدوثه يومًا ...
•تابع الفصل التالي "رواية حب بين نارين" اضغط على اسم الرواية