رواية اسمي حياة الفصل الحادي عشر 11 - بقلم الاء اسماعيل
الموضوع ده كان واجعني في قلبي اوي بس مكنتش قادرة اواجهه ولا اواجهها .. خايفة بعد كل ده اطلع انا اللي مأفورة و احساسي خايب و نيتي سوء …شلت ف قلبي و كتمت
بقيت حزينة و وحيدة و عوض ما يكون حبيبي معايا بقى طول الوقت مع صديقتي
معلش سبتهم مع بعض يمكن بتمر بفترة صعبة و محتاجاه اكثر
حضرت لوحدي كل حاجة. .. نظفت البيت و اشتريت كل حاجة لازماني عشان استقبال عيلته
مكانش فيه حد يستقبل الجماعة و جدتي مكانتش عارفة هي فين اصلا …فهمتها و اترجتها ما تعملش اي مشكلة و ما تلمسش اي حاجة من غير ما اقولها
لبست فستان من الفساتين اللي جابتهالي ست ناهد
وصل ابوي و مراته مع وقت المعازيم كأنهم اغراب
طلبت من هدى تجي معاي تساعدني اتحججت انها تعبانة نفسيا و مش هتقدر تحضر افراح …يعني تقدر تحط فول ميكب و تلف مع حبيبي ف كل حتة و ما تقدرش تجي تساعدني استقبله هو و اهله! ما علينا
صافيناز: مش لو كنتي حطيتي جدتك عند سعاد كان احسن دلوقت هتفضحنا قدام الجماعة.
رديت بحدة – تفضحنا ليه ؟! هوما عارفين انها تعبانة و كبيرة
– انتي دماغك ناشفة انا قصدي على صورتك قدام الناس .. يا رب تعملك مشكلة و تبوض الدنيا عشان تبقي تسمعي الكلام
– وفري نصايحك يا مرات ابوي …جدتي هي البركة و مهما عملت مش هاتفضح منها لانها السبب في اني اكون هنا دلوقت
وصلوا الجماعة و بعثلي حسام مسدج : احنا تحت العمارة
قلبي ابتدا يدق جامد ما بقيتش قادرة اقف على رجليا
فتحت مرات ابوي و رحبت بيهم ..فضلت في المطبخ ابص للصينية و ايديا بتترعش
وصلت رسالة تانية من حسام: وحشتيني .. تعالي بقى !
ما رحتش و فضلت مستنية لحد ما جات مرات ابوي بنرفزة
انتي فين كل ده …كوبيتين قهوة قعدتي قدامهم ساعتين !
طلعت و انا شايلة الصينية و هي هتقع مني من كثر ما بأترعش
بصيت لحسام اللي عينيه ما اتشالتش مني …كان لابس و متشيك و جاذبيته بصراحة مو،تتني شوية و كنت هيغمى عليا
بقى القمر ده كله جاي يخطبني انا !
حطيت الصينية و قعدت
شفت امه و ابوه و اخته ..ابوي اتكلم شوية و مرات ابوي ما بطلتش رغي طول الوقت اما والدة حسام طول الوقت بتبص لي و للبيت بنظرات احتقار و محدش سمع صوتها اصلا
هو البيت صحيح كان نظيف و فلة بس كل حاجة قديمة العفش الستاير البلاط
اي واحد كان يفهم انها ماكانتش متقبلاني و ما حبتنيش
و انا طبعا مش غبية للدرجة دي عشان ما افهمش ده
حسام و ابوه كانوا مندمجين اوي و ابوي كمان
رشدي – طبعا انت عارف يا مراد بيه سبب زيارتنا النهاردة
احنا طالبين ايد بنتكم حياة لابننا حسام
مراد : ده شيء يشرفنا يا رشدي بيه ..ربنا يقدم اللي فيه الخير
رشدي بحبور : يبقى نلبس عروستنا الخاتم على بركة الله ؟
قاطعته والدة حسام بحدة : لااااااا !!
الكل بص عليها و وش حسام جاب ألوان
اتحرج جوزها من الموقف البايخ و حاول يلطف الجو
رشدي – فيه ايه يا شهيرة …الولد عايز البنت و خير البر عاجله
شهيرة : لا ما ينفعش من اول زيارة …المرة دي جينا نشوف و نتفق بس ليس الخواتم لازم كل عيلتنا تكون موجودة مش دي الاصول ؟؟! و نظرت الى الجميع بتعالي
حسام اتغاظ و ما تتكلمش ولا كلمة بعد كدة و طول القعدة متنرفز …انا وشي ما بقاش فيه نقطة دم واحدة
حزنت جواي حزن عظيم حسيت اننا مش من قيمتهم و ان الجوازة دي لا يمكن تتم
كانت شهيرة ست في الخمسينات بس كل حاجة فيها راقية و شيك و تحسها ما عدتش 30 حتى .. الميكب و الفستان و الاكسسوارات اللي حاطاها ..حاجة عظمة كنا حرفيا كأننا الشغالين بتوعهم ..
مرات ابوي حتى الكلام ما تعرفش تتكلم زي الناس الكلاس بترغي ف أي حاجة …و ابوي قدام الجماعة بيستنى ياخذ منها الإذن ف كل حاجة حتى في الكلام الوحيدة اللي عجبتني كانت جدتي ..قاعدة هادية اوي و بتبتسم ببرائة و اكلت الكيكة و ما نطقتش بحرف
خلصت المسرحية أخيرا و كانوا مروحين
حسام مسكني على جنب و همس لي بحب: طالعة حلوة اوي يا روحي نفسي اخذك في حضني في اللحظة دي 🥰
رديت عليه بكسرة : روح ورا والدتك ما تسيبهاش لوحدها السلم مكسور ..
اول ما طلعوا اتكلمت مرات ابوي بشماتة و على وشها اترسمت ابتسامة خبيثة : واضح اوي انهم مش هيرجعوا تاني ..الظاهر والدة حسام رافضة الجوازة دي… أقطع ذراعي ان ماكان جايبها بالعافية.
كنت عارفة و فاهمة مش محتاجة تفكرني بكلامها السم ده
مش انا العروسة اللي تستاهل ابنها….كل حاجة بتقول كدة
بعد ساعة أتصل حسام
– ها يا حسام وصلتو البيت ؟
– ايوة وصلنا من شوية سبتهم و طلعت تاني
-هاا قالوا ايه ؟؟
– ابوي انبسط اوي و عجبتيه جدا …و نوران كمان من ساعة ما رجعنا و هي بتتكلم عنك
– و امك يا حسام …أمك قالت ايه؟؟
اتوتر للحظة و سكت
– ما قالتش حاجة ..أمي اصلا كلامها قليل ..بس أكيد عاجباها
– انت بتتريق ياحسام ؟؟؟
– ليه ؟؟! هو انا قلت حاجة غلط ؟
– امك ما حبتنيش يا حسام….انا مش غبية عشان مافهمش حاجة واضحة وضوح الشمس زي دي
هو: ما تقوليش كدا يا حياتي .
– هي دي الحقيقة …لا اتكلمت ولا اكلت ولا شربت قهوة ..دي حتى كانت قرفانة من الكوبايات و قاعدة بتتفحصها بتقزز
حسام :……..لا رد
– حسام عايزاك تقولي الحقيقة … قالت ايه بصراحة؟.
هو: مش مهم قالت ايه ..لإن ده مش هيغير حاجة…انا بحبك….وانتي اللي هتكوني مراتي…
انا وقلبي يتقطع: تعصي امك عشاني ؟
هو: لاااااا !! مش كدة…بس خلي ثقتك فيا اكبر من كدة يا حياة…و انا هأقنع أمي و زي ما انا حبيتك هيجي يوم و تحبك هي كمان
حياة بحزن ؛ ما اعتقدش شهيرة هانم بنت الحسب و النسب تحب خدامة يا حسام …انت في الواقع مش في المريخ
حسام بضيق : حرام عليك يا حياة …بتحاولي تكسري فرحتي باليوم ده ليه ؟؟ ده احلى يوم في حياتي بتخربي فرحتي ليه
– لانها فرحة مؤقتة يا حسام …دي الحقيقة اللي والدتك قالتها بكل تصرفاتها من لما وصلت لحد ما روحتو
– سيبينا في حالنا انا و انتي و انسي ماما دلوقت …كنت هاتجنن عليكي …طالعة عسل في الفستان .
سكتت ما اتكلمتش اكتفيت بالصمت و اسمع حسام و حماسه
مرات ابتسم بس جوايا كنت عارفة ان انا داخلة معركة خسرانة
و ان قصة حبنا الجميلة هتتكتب نهايتها قريب اوي
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
عدت الايام و الاسابيع و حسام ما اتكلمش عن موضوع الخطوبة و لا الجواز تاني
مكنتش عايزة اضغط عليه و لا اسأله عمل ايه مع والدته كرامتي ما تسمحليش اسأله عن حاجة بعد كدة …و أكيد مش هأقدر احطه أمام اختيار صعب بيني و بين امه لاني هاطلع خسرانة أكيد هيختار والدته …و لا انا كنت هاسمح أنه يختارني ..لاني عشت من غير ام و اعرف معنى الحرمان من حنان الأم و رضاها…كنت بأحاول اقلل من مكالماتنا و لقائتنا
في الوقت ده هدى قربت اوي منه لدرجة أنه صارحها بان والدته مش قابلاني ولا هتقبلني في يوم
طبعا هدى ما اترددتش لحظة عشان تجي تحكيلي باللي قاله و هي كلها شماتة و فرحة
الموقف ده وجعني اوي … يمكن اكثر من رفض والدته نفسها
يعني ايه يصارحها هي و يهملني انا !!
عدى عليا اسبوعين كنت وحيدة تماما و حزينة و مهمشة و هدى كل وقتها مع حسام و سايباني لحد ما حصل اليوم اللي كنت خايفة منه
جدتي تعبت اوي و مبقتش تتكلم ولا تاكل ولا تقوم ما عرفتش اتصرف وحدي كنت ملخومة بين الدكتور و البيت و الشغل
صاحب الكفيتيريا ربنا يكرمه وافق يديني اجازة اسبوع اقعد معاها
و اراعيها حاولت أتصل بعماتي و اعمامي و بابا محدش وافق ياخذها عنده او يجي يساعدني فيها
لحد ما ف يوم صحيت الصبح لقيتها مش بتتحرك
ما عرفتش اعمل ايه اتصلت بحسام فورا
نص ساعة و كان عندي و معاه دكتور دخل يشوفها و انا فضلت برة مع حسام ابكي
– انا آسفة اتصلت بيك ف وقت زي ده بس محدش هيرضى يجي من غيرك
– ايه آسفة دي يا عبيطة. ..انتي هتبقي مراتي فاهمة يعني ايه مراتي ؟! يعني انا و انت واحد و مش عايزك تتصلي بحد غيري
مشاكلك هي مشاكلي و فرحتك فرحتي و احزانك احزاني
طلع الدكتور من عندها و قال بأسف : نبضها ضعيف اوي لانها ما اكلتش حاجة انا علقتلها محلول …ربنا يخفف عنها
حسام حاسب الدكتور و رجع كنت منهارة مسح دموعي و قالي
– ابوي و أمي جايين يزوروا جدتك قومي غيري هدومك و انا نازل اجيب الدوا و شوية حاجات يمكن ترضى تاكل حاجة
– مفيش فايدة يا حسام …مش هترضى تاكل …انا خايفة اوي حاسة اني هاخسرها …انا مليش غيرها يا حسام …
حضن وشي بايديه و هو بيبص جووة عيوني : و انا ابقى ايه ؟؟ هااا انا ايه ؟؟
بصيتله بانهيار : انت مصدر قوتي .. و مصدر اماني انا اصلا مكنتش عايشة قبل ما اعرفك …انا بحبك اوي يا حسام
– و انا بأعشقك يا قلب حسام …يالا خليكي قوية عشان جدتك
انا رايح اجيب الحاجة
كان طالع ناديت عليه بلهفة : حساااام
لف لي و فجأة جري عندي حضنني بكل قوته .. كأنه كان حاسس ان ده هيبقى آخر حضن ما بيننا ..ما نطقش حرف و حسيت دموعه على وشي لحد ما رن جرس الباب
طلعني من حضنه و قال جملة غريبة :دلوقت اقدر امو٫ت و انا مرتاح
– موت ايه يا مجنون بعد الشر عنك !!
ابتسم بإنكسار : افتحي الباب دول اهلي
مسح دموعه بسرعة و رحت انا فتحت الباب و انا جسمي بيترعش من حنيته و لمسة ايديه و حضنه
لقيت ابوه داخل لوحده و جايب اكياس كثيرة
– الحمد لله على سلامتها ان شاء الله تقوم بالسلامة يا بنتي
بص حسام حواليه ..كان بيدور عليها بس ابوه كان لوحده
حسام اتغاظ و هو بيسأله : اومال ماما فين ؟
رشدي بتوتر : اتصلت بيها خالتك في آخر لحظة قالت فيه عندهم مشكلة محتاجاها ضروري
حاول ابوه يلتمس لها العذر بس انا فهمت كل حاجة
والده كان انسان طيب و متفهم و كلامه ريحني اوي عرض عليا مساعدة بس حسام فهمه اني مش باقبل مساعدة حد
بقلمي آلاء إسماعيل البشري
عدى اسبوع و كان لازم ارجع الشغل بعد ما الإجازة خلصت و قبل ما ادور لجدتي على ممرضة تقعد معاها قرر ربنا ياخذ امانته
صحيت اصحيها عشان تأخذ الدواء لقيتها ج٫ثة من غير روح
طلعت برة و فضلت اصرخ و انادي عالجيران و وقعت عالارض بإنهيار …سابتني و راحت ماتت و سابتني وحيدة
مااااااتت ماما …سبتيني ليه يا ماما خوذيني معاكي انا مليش مكان هناااا 😭
دخلت قعدت جنبها و انا مش مستوعبة اللي بيحصل لسة
الجيران اتصلوا على ابوي و جابوا دكتور يطلع شهادة و بعد ساعة كان البيت اتملى بالناس …انا كنت كأني تايهة وسطيهم
جات هدى جري بعد ما خلصت شغلها و رجعت و شافت الناس متجمعة
اول ما وصلت خذتني في حضنها و قعدت اعيط كثير اوي رغم برودها معايا في آخر فترة بس انا مليش غيرها
حسام ما بطلش اتصالاات بس انا ما شفتش التلفون اصلا
و مكنتش قادرة امسكه و اكلم حد
كلم هدى و ردت عليه و قالتله اني مش في حالة تسمح بالكلام
كنت باسمع في البكاء برة …نسوان قاعدة بتعيط اوي
هو مين اللي يعرف جدتي عشان يعيط عليها !! هو مين بيحب جدتي اكثر مني عشان مقطع نفسه من العياط كدة !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اسمي حياة ) اسم الرواية