رواية زنزانة احلامي كاملة بقلم اميمة شوقي عوض عبر مدونة دليل الروايات
رواية زنزانة احلامي الفصل الرابع 4
لما اطلقك بقى هتعملى ايه ؟
كانت تنظر إليه بصدمة ودموعها تتساقط بشده
تشهق شروق وهى تضرب بيديها على صدرها : انت بتقول ايه يا هشام ، انت اتجوزت على لينا ؟
كان وليد ينظر إليه بغموض
لم يلتفت إلى أحد منهم ،فقط ينظر إلى لينا ثم بدأ يقترب منها بهدوء شديد وهى تراقبه بصدمة وحزن ودموعها تعرف مجراها
هشام ساخرا وهو يخفض رأسه تجاهها: كنتٍ استنى لما اتجوز عليكى أو اطلقك علشان الانتحار يكون لسبب مهم شوية
بس متقلقيش هيحصل
ثم وقف وهو ينظر إلى والديها ويشير إليهم ويقول :لسه عايشين ،مفيش حد فيهم مات يعنى
ثم أشار إلي نفسه وهو يقول : وانا لسه متجوزتش عليكى للاسف
يا ترى بقى ايه السبب العظيم لانتحار الست لينا
المدلله ، اللى طلبتها أوامر
ثم ترك الغرفه بأكملها وخرج وهى مازالت على وضعها
#روايات_أميمة_شوقى_عوض
_____________________________________
كان يجلس خارجا ينظر أرضا ويضع يديه على رأسه بتعب
لم يكن يريد أن يضغط عليها هكذا ولن لابد أن تندم وتعرف أن ما فعلته خطأ فادح
منع نفسه بصعوبه من أن يأخذها فى أحضانه ويضمها إليه ليشعر بوجودها وأنها عادت إليه
لكنه حزين ،متعب ،يشعر بالاختناق وأنه لا يستطيع التنفس
فى الداخل مازال الوضع كما هو ،تتظر فى اللاشى ودموعها تتساقط
حتى بدأت أصواتهم ترتفع وهى لا تنتبه لشئ
شروق بعصبية : هو ازاى يقول ل بنتى كده وهى طالعه من الموت
بدل ما يهون عليها
وليد بصرامة : وطى صوتك يا شروق ،وكمان يهون عليها فى ايه ،هى طالعه من العمليات
بنتك كانت بتنتحر ،…
بدأت لينا بالصراخ مره واحده وهى تقول : كفايه بقى ……كفايه …اسكتوا
انا تعبت …تعبت
اتخانقوا بعيد عنى ….سبونى فى حالى
يقلق هشام عندما سمع صوت صراخها وشجار والديها ليدخل الغرفه بسرعه
شروق بسخرية عندما رأته : ايه سمعت صوتها وهى تصرخ جيت …كتر خيرك
ليتجاهل هشام النظر والرد عليها وينظر إلى زوجته وهو يقول بصرامة اخافتها : فيه ايه ,
هتبطلى صويت وصريخ امته ،طب استنى لما حد فينا يموت
شغل المجانين دا تبطليه مفهوم
تنكمش على نفسها بخوف وتؤمى برأسها باستمرار دليل على موافقتها على حديثه
يكمل حديثه دون أن يبالى بخوفها : هنزل اخلص الحسابات علشان نمشى
على ما اخلص تكونى جاهزه علشان نمشى
#أميمة_شوقى
_____________________________________
كان يسير بالسيارة بشرود فمنذ خروجهم ولم يوجه إلى اى حد منهم شئ
فقط شارد ، ينظر من الحين إلى الآخر إلى زوجته دون أى حديث
كانت شروق تنظر إليه بغيظ ،رغم انها تعلم أن ابنتها مخطأ إلا أنها تكابر
ووليد حزين على حال ابنته ،يرمق زوجته بتوعد على ما فعلته
و لينا تتابع هشام فى صمت
خائفه من رده فعله ولكنها تستحق هذا ،فهى لم تفعل شئ هين
يفيق من شروده على صوت لينا وهى تقول لوالدتها : أنا هروح بيتى يا ماما
شروق باعتراض : بس انا مش هسيبك كده يا لينا ،خليكٍ معانا لحد ما تكونى كويسه وبعد كدا ارجعى بيتك
لينا بتعب : انا كويسه يا ماما ،وهكون كويسه اكتر وانا فى بيتى ومع جوزى
ثم تنظر إليه لترى تعابير وجهه على حديثها فتجده يتابع ذلك ببرود تام
شروق بعصبية : ما تشوف بنتك يا وليد
وليد بغيظ من تصرفات زوجته : فيه ايه يا شروق
هى رايحه بيت غريب ، دا هتكون فى بيتها مع جوزها
سبيها براحتها
لينا تحاول إرضاء والدتها: اطمنى يا ماما ، أنا كويسه
واخيرا تحدث هشام ليقول بسخرية : اطمنى يا طنط ،انا مش هقتلها يعنى
#أميمة_شوقى
______________________________________
ثم وصولهم المنزل وهى تتابع ما يفعله فى صمت
فهو يتجاهل وجودها
وهى لا تقوى على التحدث إليه
تراه يعمل بعد أن قام بتغيير ملابسه وصنع قهوه له
حتى أنه لم يطلب منها أن تعدها له فهو يحبها من يديها
تحاول أن تفتح حديث معه وهى تقول بتردد: مقولتش ليا اعملك القهوه ليه
لكنه لم يجيب عليها ولم ينظر إليها حتى
فتبدأ دموعها فى التجمع
لينا بصوت مختنق : هشام …انت مبتردش عليا ليه
انت زعلان منى ؟
يبتسم سخرية فى نفسه ثم ينظر إليها بجمود
تحاول الفرار من أمامه عندما رأت نظرته هكذا ولكن تسمع صوت ضحكاته المرتفعه جعلتها تنظر إليه بتعجب
هشام بضحك شديد ساخرا: وانتٍ عملتى حاجه لقدر الله علشان ازعل منك
ثم توقف عن الضحك فجأه وهو يقول بأمر لا نقاش فيه : أمشى يا لينا من قدامى علشان انا ماسك نفسى بالعافيه عنك
تهرول إلى غرفتهم وهى تبكى بشده وهو ينظر إلى أثرها بحزن على حالهم
#أميمة_شوقى
_______________________________________
بعد مرور بعض الوقت
كانت مازالت تبكى فى غرفتهم وهو لم يستطيع العمل
كان يريد أن يشغل نفسه وتفكيره ولكنه لم يستطيع
يغمض عينيه بتعب ويرجع رأسه للخلف ويمضي الوقت وهو على وضعه
تخرج من الغرفه تراقب جلوسه هكذا بحزن فتقرر الذهاب إليه
لينا بصوت منخفض وهى تقترب منه : هشام …هشام
قوم نام جوه ، كده هتتعب
هشام دون أن يفتح عينيه : انا مرتاح كده …ادخلى انتٍ
تشعر بالاختناق عندما شعرت أنه لا يريدها فى نفس مكان تواجده : ادخل نام جوه يا هشام ،وانا هدخل اوضه الاطفال لو مش حابب وجودى
ينهض هشام بعصبية من مكانه جعلها تبتعد بخوف ويقول بنفاذ صبر : تعرفى تسكتى…..ابعدى عنى واسكتى
انا غلطان انى مروحتش الشغل ،ايه يخلينى اقعد فى النكد والهم دا
لينا بدموع : انا هم ونكد يا هشام
ينظر هشام إلى هيئتها الشاحبه ودموعها التى لا تتوقف بحزن
قلبه يؤلمه على زوجته …حبيبته
ولكن ألم الشعور أنه فقدها كان أقوى ليتجاهل كل هذا
ويقول لها بأمر وصرامة : هدخل انام ساعتين ولا حاجه
على ما اقوم تكونى عملتى الغداء ورتبتى البيت
ومش عايز اى دوشه
ومتدخليش عليا الاوضه حتى
#أميمة_شوقى
_____________________________________
كانت تقوم بإعداد الطعام وهى حزينه شارده ،متؤلمة فهو لم يحاول أن يفهم ما بها أو لماذا فعلت ذلك
انما حكم عليها دون أن يسمعها
تحاول أن تدخل الغرفه بهدوء دون أن يشعر بها لتجده نائم فتجلس بجانبه بهدوء
وتمرر يديها على خصلات شعره وهى تقول بحزن : انا كنت محتاجه حضنك يا هشام
عارفه انى غلطانه وانك زعلان منى ، بس بلاش تبعدنى عنك …انا محتجاك جنبى متسبنيش
اول ما فوقت فى المستشفى مكنتش عايزه اشوف غيرك واترمى فى حضنك
انا تعبانه اوى يا هشام ومحتجاك
تبدأ دموعها بالتساقط وتقول : انا حاسه انى رجعت للدنيا تانى علشانك وبفضلك فبلاش تبعد لينا حبيبتك عنك
مش قادره على تجاهلك دا
اتكلم معايا ،عاتبنى ،اعمل اى حاجه بس انك تبعد كده فأنا بموت اكتر يا هشام
بلاش تسيب لينا حبيبتك … حبيبتك مش قادره من غيرك
لو بنتك وغلطت هتسيبها ؟ اعتبرنى بنتك بس بلاش تقسى عليا ببعادك عنى
انا عارفه إن اللى عملته غلطه كبيره ومش سهل تسامحنى عليها
تمسح دموعها وهى تلتفت لتنهض قبل أن يستيقظ
ولكن تجده يمسك يديها فتلتفت إليه بذعر أنه سمعها وشعر بوجودها
لينا بتوتر : انا…. أنا
هشام بصوت هامس وهو يفرد ذراعيه : تعالى
لتدخل الى أحضانه وهى تبكى بشده وهو يضمها إليه فقد شعر بوجودها منذ أن دخلت
لينا ببكاء: أنا أسفه….أسفه
هشام بهمس : هش ….اهدى…اهدى
يمر بعض الوقت وهما على نفس الوضع
تقول لينا بهمس واشتياق: انت مش عارف انا كنت محتاجه حضنك دا قد ايه
هشام بهمس : عارف ….عارف
انا كمان كنت محتاج اخدك فى حضنى اول ما فوقتى
بس انت وجعتينى اوى يا لينا ، جالك قلب تعملى فى نفسك كده
كنت عايزه تموتى نفسك وتبعدى عنى يا لينا
قدرتى تفرطى فى. نفسك وفى حبيبك
لتزداد فى البكاء
يبعدها عنه بهدوء وهو يجلس ويقول لها بصبر : يلا احكيلى ليه عملتى كده
ايه اللى حصل انك توصلى للانتحار ، ليه محاولتيش تكلمينى وانا كنت جيتلك علطول
تحاول لينا الهروب وهى تقول : انا هقوم احط الاكل علشان تاكل
هشام وهو يمسك يديها يمنعها من الهرب : مش هتهربى يا لينا ويلا انا مستنيكٍ تحكيلى
لينا بكذب وهى تبعد نظرها عنه :انا كنت مخنوقه وزهقانه شوية ومحستش انا بعمل ايه
يعلم أنها تكذب لهذا يرد عليها بقسوة: خلاص لما محستيش انتٍ بتعملى ايه
ادخلك مستشفى الامراض العقليه علشان بعد كدا تحسى انتٍ هتعملى ايه
لينا بصراخ : انت بتقول ايه ، أنا مش مجنونه
هشام بقسوه : لا مجنونه وستين مجنونه
اللى تحاول تموت نفسها بدون سبب تبقى مجنونه
ايه حصل فى الدنيا يستاهل انك تعملى كده
ليه حاولتى تنتحرى …..ليه
لينا بصراخ : علشان ……
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية زنزانة احلامي ) اسم الرواية