رواية وانقطعت الخيوط كاملة بقلم ميمي عوالي عبر مدونة دليل الروايات
رواية وانقطعت الخيوط الفصل السابع عشر 17
كانت هدى مازالت تحادث رهف على الهاتف حين قالت : اتسرعتى يا رهف
رهف بإحباط : طب كنتى عاوزانى اعمل ايه بس يا هدى ، كل تصرفاته كانت مضايقانى ، و بعدين كنت منتظرة انه حتى يحاول يعرف منى معاد مناقشة الرسالة بتاعتى .. مش تبقى كل معلوماتة واخدها من كلامى مع اللى حواليا بالشكل ده .. انا حاسة انى ولا حاجة بالنسبة له
هدى : بلاش كلام فارغ .. صدقينى مراد بيحبك و اوى كمان ، بس هو انا زى ماقلتلك قبل كده كل الحكاية انه عملى زيادة عن اللزوم .. انا عاوزاكى بس تركزى فى الرسالة بتاعتك دلوقتى و تسيبك من اى حاجة تانية على ما نشوف هنعمل ايه
اما فى مجموعة علم الدين .. كان جاسر و مؤمن فى استقبال تالا و سليمان الذى ابدى اعجابه الشديد بالمكان و تصميمه الفخم ، و بعد قليل قال : اومال فين زيد باشا .. المفروض انه مواعدنى دلوقتى
مؤمن : هو موجود بالفعل فى مكتب جنبنا هنا .. بس جاتله مكالمة مهمة من برة تخص شغله و فضلنا اننا نسيبه براحته على ما يخلصها و نكون رحبنا بيكم
سليمان : و يا ترى انتو اشتغلتوا مع بعض كتير قبل كده
جاسر : الحقيقة انا بتعامل مع زيد من فترة مش كبيرة اوى ، بس اللى عاوز اقولهولك ان اى حد يتعامل معاه بيبقى مكسب كبير ليه طول العمر
سليمان : اكيد طبعا ، انا عارف ان له وزنه فى دنيا البزنس عموما مش المقاولات و بس .. زيد باشا سمعته سابقاه من زمان
جاسر : حقيقى .. انا مثلا كل شغلى اللى معاه مالوش علاقة بالمقاولات
سليمان : الحقيقة انا عاجبنى دماغك جدا يا جاسر بية و فعلا كنت اتمنى انى اتعرف عليك و اتعامل معاك من زمان
جاسر : ده شئ يسعدنى يا سليمان بية و خصوصا انى بسمع عنك من زمان من مراد كل خير الحقيقة
سليمان بزهو : مراد ده انا بعتبره ابنى
جاسر : و ادينا اهو بنشتغل مع بعض و ان شاء الله ماتكونش اخر مرة نتعامل فيها مع بعض
سليمان : الحقيقة انت و مؤمن بيه مكسب كبير لاى حد يعرفكم و يتعامل معاكم
و كان دخول زيد عند تلك الكلمة فقام بالترحيب الحار بسليمان و تالا التى قبل يدها قائلا بغزل : انا ماكنتش اعرف انى ممكن اقابل فى مصر سيدة اعمال بالجمال ده و كمان فى العمر الصغير ده ، خسارة انى ما قابلتكيش من زمان
جاسر بمرح : فرمل يا زيد بية .. دى ممتلكات خاصة
زيد بملامح متحسرة : مش لازم تفكرنى يا عزيزى
تالا بمرح : جرى ايه يا جاسر بية … ليه الاحباط ده بس
جاسر و هو يرفع يديه عاليا : اطلع انا منها يعنى
تالا بضحكة لعوب : يعنى
ليضحك الجميع بينما نظر زيد لتالا بخبث قائلا : و الله مصر حلوة باهلها
سليمان : طب نتكلم فى الشغل بقى و اللا ايه
ليقضوا قرابة الساعة و النصف و هم يتناقشون فى عدة امور تخص المشروع المراد اقامته و الارض المخصصة له ليقول زيد : ها يا سليمان بيه .. ايه رأيك
ليقول سليمان فى النهاية : رغم ان لسه فى حاجات كتير انا لسه مش فاهمها كويس ، بس البداية عظيمة ، و الاعظم ان انا و انت هنتعاون مع بعض
زيد : انت كمان مكسب كبير لكل اللى يعرفك يا سليمان بية
سليمان بفخر : انا صحيح الجروب عندى يعتبر اكبر صرح فى عالم المقاولات فى مصر كلها ، لكن .. اكيد لما هشتغل معاك فى الصرح الكبير اللى هنعمله سوا الدنيا هتبقى غير … و اهم حاجة دلوقتى ، اننا فى الاول نوثق الورق بتاع الارض ، و نبتدى نعمل العقود عشان نبتدى الشغل على طول
زيد : تمام .. يا ترى الإجراءات دى تاخد وقت اد ايه
جاسر : ماتقلقش ، الناس عندى تقدر تخلصلك كل الكلام ده
سليمان : و انا كمان طبعا الناس بتوعى جاهزين فى اى وقت
زيد : تمام اوى .. انا الحقيقة مضطر اسافر لمدة كام يوم كده و لما ارجع نشوف الدنيا وصلت لفين ، و اكون حضرت الناس اللى هتبقى تبعى هنا فى مصر
سليمان : انا مستعد ارشحلك ناس من عندى لو تحب
زيد بابتسامة امتنان : اشكرك يا عزيزى ، بس الحقيقة جاسر بية سبقك فى الواجب ده ، بس لسه هحتاج اجتمع بيهم و اشوف هشغلهم ازاى ، بس اما ارجع من السفر ان شاء الله
تالا بدلال : يا ترى راجع لبنان و اللا الامارات و اللا النمسا
زيد ضاحكا : ايه المعلومات دى يا تالا هانم ، ده انتى لو مراتى يمكن ماتعرفيش تعدى عليا خطواتى بالشكل ده
تالا بدلال انثوى ظاهر للعيان : ده ذكاء الانثى يا عزيزى
زيد : الحقيقة لا لبنان و لا الامارات و لا حتى النمسا .. انا عندى شغل فى جنوب افريقيا
لتتبادل تالا النظرات مع سليمان الذى قال : انا كمان عندى شغل فى جنوب افريقيا
زيد بفضول : شغل مقاولات ؟
سليمان : لا .. تجارة
زيد : يا ترى ممكن اسال تجارة نوعها ايه
سليمان : يعنى .. لسه هشوف
زيد بدهشة : يعنى ايه لسه هتشوف ، انت مش عارف هتتاجر فى ايه
تالا : اصل دادى لسه بيبتدى يدخل مجال التجارة جديد ، و معروض عليه اكتر من حاجة و لسه ماقررش
زيد : اممم .. فهمت ، و يا ترى فى حد معين تعرفه و بتتعامل معاه فى جنوب افريقيا
سليمان بشئ من التأنى : اتعرفت على حد هناك اسمه استيفن ماك
لتتسع ابتسامة زيد و هو يقول : استيفن ماك اشهر من نار على علم فى جنوب افريقيا
سليمان بانشراح : ده خبر عظيم ، و يا ترى بتشتغل معاه
ليتبادل زيد و جاسر و مؤمن النظرات ثم تعلو ضحكاتهم عاليا حتى قال سليمان بفضول : هى ايه الحكاية
ليقول جاسر : المفروض يا سليمان بية تبقى حويط اكتر من كده شوية و انت بتتكلم على شغلك و تبقى عارف معلومات اكتر عن الناس اللى عاوز تشتغل معاها
سليمان : مش فاهم
زيد : اصل استيفن شغله كله معروف انه منحسر فى حاجتين مالهمش تالت ، و لما تكون بتشتغل معاه يبقى معروف طبعا انت بتستغل فى ايه
سليمان بريبة : و يا ترى بقى ايه الحاجتين دول اللى استيفن بيشتغل فيهم
زيد : البود/رة و الس/لاح
سليمان و هو يدعى الرهبة : بود/رة … اعوذ بالله ، لا طبعا بودرة ايه
لتعلو ضحكات زيد مرة اخرى ثم قال بنبرة تهكم : طب و الس/لاح اخباره ايه
سليمان : لا .. الس/لاح ده حاجة تانية
زيد : مش فاهم .. حاجة تانية ازاى يعنى
سليمان : يعنى … الس/لاح تجارة تانية ، دى الدول بتعمل صفقات س/لاح
جاسر : ايوة يا سليمان بية ، بس اكيد س/لاح الدول غير س/لاح استيفن ماك
سليمان بمكر : و انت تعرف الفرق ده
زيد : انت عاوز تعرف ايه بالظبط يا سليمان بية
سليمان و هو ينظر لزيد و جاسر و مؤمن بالتبادل : انا داخل صفقة س/لاح و عاوزكم معايا
زيد و هو يريح ظهره على مقعده : و مين قال لك اننا لينا فى شغل الس/لاح
سليمان : سمعتك معروفة يا زيد باشا ، و الحقيقة انت ماتعرفش وجودك فى مصر فى الفترة الحالية فرحنى اد ايه ، و خصوصا لما لقيتك على سابق معرفة بجاسر بية و اللى كنت ناوى اعرض عليه مشاركتى قبل ما اعرف انك نازل ضيف عنده
جاسر بتجهم : و انت اى حد كده تروح تعرض عليه حاجة زى كده
تالا : لا طبعا ، بس دادى اتواصل مع استيفن امبارح و اتاكد منه ان زيد بيه من اكبر العملا عنده
جاسر : زيد مش انا يا تالا هانم .. و الكلام ده خطير جدا
زيد : استنى بس يا جاسر بية .. لازم نسمع وجهة نظر سليمان بية الاول ، ثم نظر الى سليمان قائلا .. اسمحلى يعنى يا سليمان بية ، خلينا نفترض مع بعض ان كلامك مظبوط و انى بتاجر فعلا فى الس/لاح ، و سمعتى وصلالك زى ما بتقول ، ايه اللى يخلينى اتعاون معاك و انت زى ما فهمت منك لسه بتحاول انك تدخل المجال .. يعنى لسه مبتدئ
سليمان بحمحمة : الحقيقة مش مبتدأ
زيد : ازاى بقى
سليمان : انا اشتغلت قبل كده فى كذا صفقة ، بس كلهم كانوا يعتبروا صفقات صغيرة ، لانى كنت بدخلها لوحدى
زيد : و كنت بتتعامل مع مين قبل كده
سليمان : تونى جيم
زيد : فرنسا
سليمان : ايوة
زيد : طب و كنت بعد كده بتبيع لمين
سليمان و هو يعبث بشاربه : الحوثى
زيد : تقصد اليمن
سليمان : ايوة
زيد : بتتعامل مع مين هناك
سليمان : ابو عياش .. تعرفه
زيد : لا ، بس اشمعنى دلوقتى عاوز معاك شركاء و ليه سيبت تونى جيم و روحت لستيفن
سليمان : لان الصفقة اللى قدامى دلوقتى ما اقدرش اشيلها لوحدى
زيد : اشمعنى
سليمان : الناس اللى عاوزين الشحنات المرة دى عاوزينها من استيفن بالاسم
زيد : رايحة للحوثى برضة
سليمان : لا .. المرة دى منظمة حقوقية رافضة تصرح عن هويتها
زيد بسخرية : و من امتى المنظمات الحقوقية بتشترى س/لاح
سليمان بسخرية مقابلة : و من امتى المتظمات الحقوقية مالهاش ظهير مس/لح يا زيد بية
زيد : و يا ترى انت اتفقت مع استيفن و هو مستعد للحكاية دى
سليمان : استيفن المرة دى هيبقى وسيط مش اكتر ، لان الصفقة كبيرة عليه
زيد : للدرجة دى
سليمان : ملياااار و نص دولار
زيد بانتباه : و انت اتفقت خلاص مع كل الاطراف
سليمان : لا طبعا
زيد : اومال ايه
سليمان : مانا عشان اتفق مع كل الاطراف كان لازم الاقى شركا معايا فى الاول ، لكن لحد دلوقتى مافيش
زيد : افهم من كده انك عملت محاولات مع حد قبل كده
سليمان : محاولة واحدة و فشلت
زيد بترصد : مع مين بالظبط
سليمان : مدكور العزيزى .. بس رفض ، و الحقيقة سبب زيارتى لاسيوط حاليا كان انى اقابل جاسر بية و اعرض عليه مشاركتى
جاسر : و ايه اللى خلاك تعتقد انى ممكن اوافق ، مش ممكن ارفض زى مدكور بية
سليمان : الحقيقة لما سمعت كلامك انك بتحب المغامرة خلانى فكرت فيك على طول
ليتبادل زيد النظرات مع جاسر و مؤمن الذى كان مجرد مستمع طوال الحوار ، ليقول مؤمن : اسمحلى يا سليمان بية انت بتصرفك اللى اتصرفته ده تخلينا نقلق من التعامل معاك
سليمان : ليه بتقول كده
سليمان : لان المفروض انك تكون حريص على سرية شغلك ده جدا ، انت تضمن منين ان مدكور بية ما يبلغش عنك البوليس
سليمان : لا طبعا .. انت ناسى انه جوز بنتى
جاسر : حتى لو كان ، مدكور بية لا يمكن ابدا تتوقع هو بيفكر فى ايه
سليمان : عارف انه تعلب .. بس مهما ان كان .. مدكور لا يمكن يعمل كده ، على الاقل هيخاف على المجموعة بتاعته ان سمعتها تتلط فى الحكاية
مؤمن : هو ده السبب الوحيد اللى يخلينا لو وافقنا نشاركك نبقى متطمنين ان مدكور بعيد تماما عن الحكاية دى
زيد : اتمنى ان الكلام فى الموضوع ده ما يطلعش لمخلوق برانا لغاية ما نديك رد نهائى
سليمان : و الرد ده هيكون امتى .. انا لازم ارد على المنظمة خلال اسبوع واحد من النهاردة ، عشان نتكلم فى التفاصيل
زيد : ماتقلقش … هنرد عليك النهاردة
سليمان بابتسامة تفاؤل : و انا منتظر منكم الرد ده على احر من الجمر ، و خلاص هرتب نفسى على الخير اللى جاى ، و اسمحولى بقى انى اعزمكم النهاردة على العشا
جاسر : ما يصحش تبقى عندنا و تعزمنا يا سليمان باشا .. دى اهانة لينا
سليمان : واحد يا جاسر باشا
مؤمن : طالما واحد .. يبقى العشا الليلة دى عندنا ، و لما ننزل القاهرة تبقى انت تعزمنا عندك
سليمان : يعنى اعتبر كلامك ده موافقة مبدئية
زيد : اعتبرها كده على مانتكلم فى التفاصيل
لتقف تالا قائلة : يبقى لازم نحتفل بالكلام ده
ليقف زيد هو الاخر قائلا : تمام .. يبقى نتقابل بالليل و نحتفل سوا
……………….
كان مراد قد دلف الى مكتبه بعد ان عاد لتوه من الموقع بصحبة انور الذى قال : اعتقد ان كده الشغل ماشى على حسب الخطة الزمنية بالظبط
مراد : فعلا ، و سمير كلمنى و بلغنى انه صرف الدفعة المستحقة من الانصارى و حولها على البنك
انور : هايل .. انا هروح اخليهم يبعتوا لك الشيكات المستحقة عشان تمضيها
مراد : خليهم يبعتوها عليك و انا هاجى امضيها عندك عشان نراجعها سوا قبل الامضا
و بعد خروج انور يعلو صوت رنين هاتف مراد الذى وجد ان هدى هى المتصلة فاجابها قائلا : السلام عليكم .. ازيك يا حبيبتى عاملة ايه
هدى : و عليكم السلام .. انا بخير الحمدلله طمننى عليكم
مراد : كله تمام ، و عمى فى الطريق ليكى .. قدامة ساعتين بالكتير و يكون عندك
هدى : هييجى على الفيلا و اللى هيروح على شقته فى الزمالك
مراد : لا على الفيلا .. اصله راجع لوحده من غير تالا
هدى : طب كويس عشان مايبقاش لوحده .. بس قوللى .. ايه المكالمة المريبة اللى كلمتهالى بالليل و قفلت دى
مراد : عاوزة تفهمينى انك ما كلمتيش رهف
هدى : كلمتها طبعا ، و كذا مرة كمان ، انت ناسى ان تميمة معاها
مراد : قالت لك حاجة
هدى : حاجة زى ايه .. ماتفهمنى ايه الحكاية
مراد بتنهيدة تحمل بعض الغضب : افهمك ايه .. الهانم بتتحجج بتميمة عشان تنام فى اوضة و انا فى اوضة
هدى بشهقة متعمدة و هى تحاول كتم ضحكتها : انت عاوز تميمة تنام لوحدها
مراد بدفاع : لا طبعا .. انا ما اقصدش كده
هدى بامتعاض : على فكرة انت اللى صممت تاخد تميمة معاك و انا ماكنتش موافقة
مراد باستياء : يا هدى ابوس ايدك انا فعلا مش ناقص غبى ، مش تميمة ابدا المشكلة
هدى : اومال ايه المشكلة فهمنى
مراد و كأنه يحاور نفسه : المشكلة ان رهف بتتهرب منى ، زى ما تكون فجأة اكتشفت انها مابقيتش تحبنى و لا عاوزانى
هدى بفضول : طب و هو انت عارف انها بتحبك
مراد : طبعا عارف
هدى : و عملت ايه بمعرفتك دى يا مراد
مراد : هو انتى تقوليلى عملت ايه و انور يقوللى عملت ايه .. انا مش فاهم انتم عاوزنى اعمل ايه ، هو انا لازم اقعد اقول لها فى قصايد شعر عشان اعجب
هدى بيأس : مافيش فايدة
مراد : هو ده اللى عندك .. ان مافيش فايدة
هدى : يا مراد يا حبيبى .. انا هسألك سؤال .. هو اللاب توب بتاعك ينفع يشتغل من غير ما توصله بالكهرباء او على الاقل تشحنه
مراد : لا طبعا
هدى : و بالمثل التلاجة مثلا ، ماينفعش تحافظ على الاكل و تسقع لنا الماية من غير ما تتوصل بالكهرباء ، لكن لو فصلنا عنها الكهربا .. فى الاول هتفضل محتفظة بسقعويتها و الحاجة جواها زى ما هى ، لكن لو الوقت طال هتلاقى شوية بشوية درجة حرارتها بتتغير و مع الوقت الاكل اللى جواها هيفسد و يبوظ .. صح
مراد : انا مش فاهم انتى عاوزة توصلى لايه
هدى : عاوزة اقول لك ان الالة اللى بتتشحن لما شحنها بيخلص مابتقدرش تقوم بمهمتها و كمان مع الوقت تضرنا بدل مانستفبد منها ، ما بالك الانسانة اللى ما بتتشحنش اصلا .. ازاى عاوزها تحافظ على على كل قدراتها و امكانياتها و تفضل تأديها بنفس القدرة
الإهمال وحش اوى يا مراد .. بيموت كل حاجة حلوة ، لو عندك زرع و اهملت ريه بيموت ، و المشاعر كمان لو ما رويتهاش بتموت يا مراد ، و الحب لما بيصيبه الاهمال بيبرد و بيموت زى بالظبط الاكل اللى بنسيبه فى التلاجة المفصولة مابيبوظ
مراد بحيرة : تقصدى ان ممكن يكون حب رهف ليا مات
هدى : او فى طريقه للموت ، و ممكن يكون فى غيبوبة و محتاج انك تنعشه
مراد بفضول : و عشان انعشه المفروض اعمل ايه
هدى : الاهتمام يا مراد .. اهتم بيها و بتفاصيلها و احتياجتها و حياتها ، حسسها انك معاها ، حسسها انك شايفها يا مراد
مراد : كل ده و مش شايفها
هدى : انت عمرك ماشفت رهف يا مراد ، دايما حاططها فى قالب بنت عمك اللى مسيرها ليك و بس ، عمرك ما فكرت انها كيان مستقل .. انت و عمى ظلمتوها كتير اوى
مراد بدفاع : مش حقيقى ، عمى عمره ما ظلم رهف ، بالعكس ، انا اكتشفت ان عمى كان حتى متابع الاتيلية بتاعها و عارف بتفاصيله من اول يوم ، بس كان مخبى عليها
هدى بذهول : طب و ليه
مراد : يعنى .. كان عاوز يشوفها هتقدر لوحدها و اللا لا
هدى بسخرية : عذر اقبح من ذنب ، كان الاولى انه يساندها و يدعمها ، لكن ايه فايدة انه عارف و فى نفس الوقت دايما يحبطها و محسسها انها لوحدها ، انا من بعد ما بابا و ماما الله يرحمهم ما ماتوا كان عمى دايما فى ضهرنا ، و على اد فرحتى بيه و هو سندنا ، على قد زعلى على رهف و احساسها باليتم فى وجوده
مراد : انتى ما تعرفيش عمى بيحب رهف اد ايه
هدى : المصيبة انى عارفة ، بس كان نفسى ان حبه ليها يتترجم بافعال تتحس يا مراد
مراد : ما تنكريش ان علاقة عمى برهف اتغيرت كتير عن الاول
هدى : مش هنكر ، رغم انها اتاخرت كتير ، بس اكيد احسن من مافيش ، المهم انت ناوى على ايه
مراد : مش عارف
هدى بحدة : بعد كل الكلام اللى قلتهولك ده و برضة بتقول مش عارف .. يعنى مافهمتش اى حاجة من كل ده
مراد : فهمت يا هدى ، بس برضة مش عارف المفروض اعمل ايه ، انا الدنيا كلها هنا فوق دماغى ، و المفروض انى ارجع القاهرة خلال يومين تلاتة بالكتير
هدى : يا مراد العمر بيجرى ، انا عارفة ان الشغل مهم و عارفة كمان انت بتحب شغلك اد ايه ، لكن الشغل مش كل حاجة ، قلبك يا مراد .. قلبك و روحك ، القلب و الروح بيبقوا محتاجين غذا زيهم زى الجسم بالظبط ، لازم تحس بالدنيا اللى انت عايشها و تحبها ، عشان هى كمان تحبك صدقنى
……………….
كان انور يجلس بمكتبه و هو يراجع احد الملفات عندما سمع طرقا على الباب ، و عندما سمح للطارق بالدخول وجدها امينة تدخل عليه و هى تحمل بعض الحقائب و تترك الباب مفتوحا و تقول باجهاد : السلام عليكم
لينهض أنور مسرعا ليستقبلها قائلا بسعادة : و عليكم السلام و الرحمة ، ايه المفاجأة الحلوة دى
امينة و هى تضع الحقائب على الاريكة الموجودة بجانب المكتب : انا قلت اجيلك انا عشان ما اعطلكش لانى كمان مش فاضية بالليل
انور : ليه .. ايه الحكاية
لتمد يدها و تخرج من احدى الحقائب حذائا كلاسيكيا اسود اللون قائلة : شوف الجزمة دى كده و قوللى رايك ايه و قيسها عشان اتطمن على المقاس
انور بذهول : انتى اشتريتى الجزمة من غيرى
امينة و هى تشير على احدى الحقائب الكبيرة الحجم : و اشتريتلك البدلة كمان
انور بتبرم : يا بنتى ادينى فرصة اختار حاجة بنفسى .. مش كده
امينة : مانا سيبتك اخترت اهم حاجة و ما اتكلمتش
انور بدهشة : فين ده .. هو انا اخترت حاجة فى ام الليلة دى غيرك
امينة بزهو : ما انا اهم حاجة
انور و هو يضرب وجنتيه بكفيه بخفة : يا دى الحوسة .. لا هو كمان كان ممكن ما اختاركيش بنفسى ، اومال كان مين هيختارك
امينة بمرح : و الله يا انور يا ابنى انا بعزك كده لله فى لله و عشان كده كنت برضة هختارنى ليك ماتقلقش .. مش هعزنى عليك ابدا
انور بمرح : هو ده العشم برضة يا ابو دومة
امينة : طب ياللا قيس الجزمة
انور و هو يتناول منها الحذاء و يقيمه بعينيه : بس تصدقى شيك اوى .. بجد ذوقك يجنن
امينة : طبعا يا ابنى مش اختارتك .. يبقى اكيد ذوقى حلو
انور ضاحكا : طب و الله فيكى الخير انك رافعة معنوياتى
امينة : طب ياللا اقعد و قيس الجزمة و طمننى ان مقاسها مظبوط عشان لو مش مظبوط الحق اغيرها قبل ما اروح لرهف
انور و هو يضع الحذاء بقدمه : لا ان شاء الله هتطلع مقاسى .. شفتى اهو مقاسى اهو
امينة : طب الحمدلله عقبال البدلة ماتطمنى عليها هى كمان ، اوعى تنسى تاخدها و انت مروح
انور : تسلم ايديكى يا حبيبتى .. تعبتى نفسك ، بس انا مديكى الفلوس عشان فستانك و حاجتك ، تروحى تدفعيهم فى البدلة و الجزمة بتوعى انا
امينة : رهف صممت ان الفستان هى اللى هتعملهولى بنفسها و قالتلى ان دى هديتها ليا ، و فعلا صممته و حاليا شغالين عليه فقلت اجيب لك انت حاجتك بالفلوس اللى اديتهالى
انور بامتنان : ربنا مايحرمنيش منك ابدا يا حبيبتى
امينة : طب انا همشى بقى عشان ورايا حاجات كتير عاوزة اعملها و انت اما تروح طمننى على مقاس البدلة و القميص
امينة : اكيد طبعا مش هسيبها لوحدها ، و ماما هتاخد بالها من تميمة على ما نرجع
انور : طب تحبى اجى اوصلكم
امينة : لا بلاش عشان رهف ما تتضايقش و لا تنكسف منك
انور : بس لو احتاجتم حاجة بلغينى
امينة : طبعا يا حبيبى .. ياللا اشوفك على خير
انور : مع السلامة .. خدى بالك من نفسك
لتذهب امينة دون ان تنتبه لمن كان بجوار باب غرفة مكتب انور و يستمع لحوارهما معا
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وانقطعت الخيوط ) اسم الرواية