رواية قدر كاملة بقلم سارة مجدي عبر مدونة دليل الروايات
رواية قدر الفصل الثالث عشر 13
وصل الجميع إلى المستشفى و مباشرة دخلت قدر إلى غرفة العمليات و وقف الجميع بالخارج فى حاله قلق و كان أصلان يشعر بالحيرة و عدم الفهم … كيف هذا هل قدر حامل فى طفل منه هو
أم أنها أخطئت … و لكن مع من و عمتها و زوجها يحاوطانها طوال الوقت كما رأى
و أيضاً إذا كانت أخطأت كيف تجاهل أهل البلده هذا الخطىء
كيف وضعوا يدهم فى يديها و حدث كل هذا التغير خلال تلك الشهور البسيطة
كيف يكون هناك مدرسة بأسمها … و رجال على درجة من المسؤلية فى الدولة يأتون إليها و يحتفون بها بتلك الطريقه يقدرونها و يتعاملون معها بإحترام شديد
كان يشعر أن عقله يكاد ينفجر
أقترب من عمته فى نفس اللحظة التى أبتعد فيها رمزي قليلاً يجيب على إتصال هاتفى
وقف أمامها و حين رفعت عيونها إليه قال
– أيه إللى بيحصل ده ؟ قدر حامل من أمتى ؟ و أيه إللى أنا شوفته فى البلد ده ؟
وقفت سناء تنظر إليه بقوة … تعلم جيداً أنه ضعيف هى الأن تفهم أنه يشبه بالون الهواء من أبسط شىء يمكن أن يختفى و كأنه لم يكن موجود يوماً
– عرفت أنها حامل بعد سفرك بأسبوعين … و من قبلها كانت أتفقت مع رمزى على فتح أول مشغل … وقفت قدام رجالة البلد كلها و خلتهم كلهم يطاطوا قدامها … و المشغل بقوا أتنين و ثلاثه و ليهم منافذ بيع … و كمان بيبعتوا شغل للعاصمة … و أخذت الموافقه على بُنى مدارس للبنات … و جهزت كل حاجة للمدرسة الزى و الشنط و كل لوازم أى بنت داخلة المدرسة و النهارده كان إفتتاح المدرسة الأبتدائي … و أخذت موافقه ببُنى مدرسة أعدادى و ثانوي …. قدر قدرت تكسر قيودك و قيود جدك … خرجت من القفص إللى كنتو حابسينها فيه يا أصلان … قدر النهارده غير قدر بتاعة زمان إللى سيبتها مرميه هنا على أساس سايب جارية قاعدة مستنيه سيدها وقت ما يحن ويتكرم عليها أنه يجى يطل عليها … قدر رسمت قدرها بأيدها و قدرت و حققت و أنتصرت يا أصلان
كانت الصدمه ترتسم على وجهه و هو يرى نفسه صغير فعلاً أمام ما قامت به قدر خلال تلك الشهور و ما قام هو به … هى أصبحت صاحبة شأن فى بلدها التى كانت لا تراها من الأساس و هو خسر ماله و سمعته و كل شىء و جائت الضربة الأخيرة من سناء حين أقتربت منه أكثر وقالت
– أنت فاكر الأرض إللى أنت بعتها يا أصلان … أنت عارف هى ملك مين دلوقتى
جحظت عينيه و زاد سرعة تنفسه لتضرب سهمها الأخير فى قلبه
– بأسم قدر و أسمى … نصها ليها و نصها ليا يا أبن أخويا … أرض الزيني إللى فرت فيها رجعت لأصحابها الأصليين يا حفيد رضوان الوحيد
قالت الأخيرة بصوت ساخر … كان رمزى يقف فى إحدى الممرات الجانبيه بعد أن أغلق هاتفه حين لاحظ أقتراب أصلان منها و لكنه ظل واقف مكانه حين وجدها قويه ثابته قادرة على مواجهة أصلان بقوة و دون خوف و كانت إبتسامة الفخر ترتسم داخل عينيه بوضوح
ظل الموقف ثابت كل من سناء و أصلان يتبادلان النظرات … أحدهم شامته و الأخرى مصدومة
حينها أقترب رمزي منهم و وقف بجانب سناء و قال
– و بيت الزيني لو لسه مُصر على بيعه أنا هشتريه منك لأنه فى الأساس بيت قدر و سناء
نظر إليه أصلان بتشتت و بعض التوهان و أبتعد دون أن يجيب على كلمات رمزي
جلس على إحدى الكراسى المنتشره فى الرواق و عيونه ثابته على باب غرفة العمليات
التى كانت بداخلها قدر تصارع الألم و أيضاً الحياة
~~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت سناء على وقفتها تلتقط أنفاسها المتلاحقه و ذلك الدوار اللعين يعود إليها من جديد
و لكن تلك المره إستطاع الأنتصار عليها و سقطت مغشي عليها بين ذراعي زوجها الذى ظل يصرخ بصوت عالى على أي شخص يساعده
ليقف أصلان سريعاً و يحملها من بين ذراعى رمزي و تحرك بها فى إتجاه إحدى الغرف و هو يقول
– شوف إى دكتور بسرعة
ليتحرك رمزي سريعاً و هو ينادى
– دكتور … دكتور حد يلحقنا … حد يساعدنا
و فى تلك اللحظة ظهر أمامه طبيب يقول ببعض الغضب
– صوتك يا أستاذ أنت فى مستشفى
ليمسكه رمزى من ملابسه و هو يقول
– مراتى الحق مراتى
ليقطب الطبيب حاجبيه و هو يقول
– هى فين ؟
أشار له رمزي على الغرفة ليركض إليها الطبيب و خلفه رمزى و حين دلفوا إلى الغرفة خرج أصلان و عاد ليجلس مكانه من جديد.
ظل رمزى يتابع الطبيب و هو يعاين سناء و القلق ينهش قلبه
و مرت الدقائق عليه بطيئة و مخيفة … و حين نفذ صبره أقترب خطوتان و هو يقول
– طمني يا دكتور … مراتى مالها ؟
نظر إليه الطبيب و قال بابتسامة صغيرة
– هو حضرتك خايف كده ليه ؟ طبيعى يحصلها كده
– يعنى أيه طبيعى ؟
أقترب منه الطبيب و قال بابتسامة واسعة
– أسعد لحظات حياتى و أنا ببلغ أى راجل أن مراته حامل … مبروك المدام حامل
ظل رمزى ينظر إليه بصمت و كأنه لم يستمع إلى ذلك الخبر الذى تمناه طوال حياته .. و كأنه لم يستمع أن الله أستجاب إلى دعائه .. و أنه لم يحرمه من أن يكون له طفل … يكون قطعه منه و من سناء .. إن الله كافئهم على صبرهم و إيمانهم به … و رضاهم بما قضى لهم
و هاهي جائزته مرضيه بالشكل الذى لم يتخليوه يوماً
– مراتى مالها ؟
قالها ببعض الصدمه ليقول الطبيب بابتسامته الواسعة
– حامل … حضرتك هتبقي أب
و ربت على كتفه و غادر الغرفة ليتوجه أصلان إليهم ليجد رمزي يسجد أرضاً و يقول بصوت عالى وباكى
– الشكر لله … الشكر لله … الشكر لله
رفع رأسه من الأرض ليرى أصلان ليركض إليه و هو يقول بسعادة
– سناء حامل يا أصلان … حامل و أخيراً ربنا رزقنا بطفل و أخيراً كافئنا علي صبرنا بكل الخير
ظل يدور حول نفسه بتوهه و أصلان يتابعه بعدم أستيعاب و أندهاش … أخرج رمزى هاتفه من جيب جلبابه و بعد عدة ثوانِ قال بصوت عالى
– أذبح ثلاث عجول يا إبراهيم و وزعهم على أهل البلد …. و كل الغلابه أديهم ٢٠٠ جنيه مع اللحمه … أبنى جاى فى الطريق … هبقي أب يا إبراهيم هبقي أب
و أغلق الهاتف و عاد يدور حول نفسه و لكن عينيه وقعت على سناء التى تنظر إليه بزهول و دموع عينيها تغرق وجهها و عيونها تسأله صدق كلماته
ليقترب منها سريعاً و جلس على ركبتيه بجوار سريرها و قال
– أيوه يا سناء … أنتِ حامل … ربنا بيرضينا يا سناء … قبلنا قدره و كفائنا هو بعظيم فضله … بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (😎 قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) ))
و لا أنتِ كنتي عاقر و لا أنا بلغت من الكبر عتيا
لم تتمالك سناء نفسها و هى تضع يديها فوق معدتها تتحسسها برفق و بدأت فى البكاء بصوت عالى و هى تقول
– الحمد لله … الحمد لله … اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك … اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و عظيم سلطانك
ليضمها رمزي بقوة و هو يردد معها … و دموع عينيه تغرق كتفيها كمان تغرق دموعها كتفيه
لم تتوقف الصفعات عن ضرب مفاتيح الأدراك لدى أصلان … الذى يرى أمامه أشياء كان طوال حياته عينيه لا تراها و قلبه لا يشعر بها
كيف يرى شخص كرمزي … بهيبته و مكانته و عمره يبكى كالأطفال هكذا… و كيف يتعامل مع زوجته بتلك الطريقة الراقية كيف يضمها بحنان … كيف فقد كل قوته الجسديه حين سقطت بين يديه مغشي عليها …. كيف كان يقف أمام الطبيب خائفاً و كأنه طفل صغير. أخطاء يقف أمام والده بخوف
كيف يشعر هو الأن بالقلق على تلك القابعه بداخل غرفة العمليات منذ أكثر من ساعه و لا يعلمون ما حالتها
غادر الغرفة و تلك المره لم يعود ليجلس على الكرسى بل أقترب من باب غرفة العمليات و وقف أمامه ينظر إليه و صوت صرخات قدر يصل إليه يخلق داخله إحساس بغيض … يريد أن يصدم رأسه به أن يحطمه أن يفتحه الأن يدلف إليها
كيف هذا و لماذا .. منذ متى يشعر بتلك الأحاسيس و منذ متى يرى قدر بتلك الأهمية التى تجعله الأن يود أن يدخل إليها يضمها و يواسيها يمسك يدها كما رأى زوج عمته يفعل منذ قليل
هل سيسعد بذلك الطفل القادم كما سعد رمزي .. هل يشكر الله و يسجد له من السعادة
الله … و متى تذكر الله … متى شكره على شىء أو دعاه فى يوم … متى وقف بين يديه يصلى بصدق دائماً كان يصلى رياء جوار جده فى المسجد حتى يقول الناس أنه يصلى فى المسجد فقط .. أو أخرج من ماله ما يستحقه الفقراء و المساكين
متى نطق أسمه بخشوع و متى خاف منه و هو فعل كل ما هو محرم … شرب الخمر .. و تاجر بالربا .. و زنا
ماذا تبقى من المعاصى لم يفعلها
ظلم و سرق .. و أغتصب و زنا … ماذا بقا
نظر من النافذة التى على يمينه إلى السماء و لم يستطع أن يستمر بالنظر شعر أن قلبه يرتجف … و جسده يرتعش و ما هذا هل ما يسيل فوق و جنتيه الأن هو الدموع
هل أصلان الزيني يبكى الأن خوفا من الله … و خوفاً على قدر
هل أصلان الزيني يبكى … ظل هذا السؤال يتردد داخله و عقله يصور له مشاهده و هو بين أحضان العاهرات … و هو يغتصب قدر و يهينها و هو يأمرها أن تخلع عنه حزائه
أن لا تجلس لتتناول معه الطعام
حين وصفها بالجارية حين تركها بمفردها بعد موت جدها … حين باع أرض عائلته … حين قرر العوده ليخرج فيها غضبه من فشله و خسارته
ليجدها ناجحه و متفوقة واثقه و قويه
جلس أرضاً و أحتضن ساقيه بذراعيه و وضع رأسه بينهم و بدء فى البكاء بصوت عالى … جعل رمزي يترك سناء و يذهب إليه يرتسم على وجهه الصدمه و عدم التصديق
هل ما يراه حقيقة
أصلان يبكى … لا أنه ينتحب ماذا حدث و كيف هذا
جلس بجانبه ينظر إليه بحنان ليقول أصلان من بين دموعه
– شمتان فيا ؟
أبتسم رمزي بحنان و هو يقول
– أعوذ بالله من الشماته فى حد … أنت كنت فى ضلال ظلمت كتير … و يمكن تكون عملت حاجات كتير غلط … بس بما أن دموعك نزلت … لو قلبك حس بالخوف … لو بدأت تحس أن فاتك كتير يبقى فيك أمل … و باب ربنا مفتوح يا أصلان … عمره ما قفله و منتظرك ترجعله يا أصلان … أبكى و أنت واقف بين إيد ربنا … أستغفر و قوله تُبت يارب تُبت و مش هرجع تانى
كان أصلان يستمع إليه و دموع عينيه تغرق وجهه و قال
– هو ممكن يقبلنى فعلاً … أنا عملت كل حاجه وحشه ممكن تتخيلها و إللى عملتوا فى قدر
ربت رمزي على كتف أصلان ثم وقف و مد يده له ليقف هو الآخر
و قبل أن يقول له أى شىء فتح باب غرفة العمليات و خرجت الطبيبه بملامح لا تفسر
قال رمزى بقلق
– خير يا دكتوره … طمنينا
ظلت تنظر إليهم في ثم قالت
– مبروك مدام قدر جابت بنت زى القمر و ثوانى و الممرضة هتجبها لحضراتكم
كان أصلان صامت تماماً ينظر إليها بعيون باهته لا روح فيها و آثار الدموع تغرق وجنتيه
و لكن رمزي كان يشعر بالقلق و الخوف فقال ببعض العصبيه
– المهم قدر
أخفضت الطبيبه رأسها و قالت
– حالة مدام قدر مش مستقره … و أحنا نقلناها العناية المركزة … بس هى طالبه تشوفكم كلكم رغم أن حالتها لا تسمح بالكلام بس
تحرك رمزى سريعاً ليحضر سناء فى نفس اللحظة التى خرجت فيها الممرضه تحمل بين يديها الصغيرة و وضعتها بين يد أصلان و هى تقول
– مبروك ما جالكم
و غادرت سريعاً لينظر إلى الصغيرة بزهول و صدره يعلوا و يهبط بسرعة شديدة و هو يرى وجهها الصغير و يديها الصغيرة التى تضعها على وجنتها
لتنهمر دموعه من جديد … و بداخله يشعر أن قلبه يمتلىء بحب تلك الصغيره التى لم يرى عيونها حتى الأن لكنها فتحت فمها الصغير تتثائب ليضمها إلى صدره و هو يبكى بصوت عالى
كانت سناء تشعر بالصدمه مما ترى أمامها … أن ما يحدث أمامها معجزه لم يتخيلها أى منهم يوماً
أبتسم لها رمزى و ربت على كتفها و هو يقول
– يلا علشان نطمن على قدر
و سار بهدوء و هى بين ذراعيه و وقف أمام أصلان و قال
– قدر طلبانا يا أصلان يلا بينا
تحرك خلفهم و عيونه ثابته على وجه الصغيرة التى أثرت عيونه و قلبه
دخلوا جميعاً الغرفة لقدر التى كانت فى حالة من التعب و الإرهاق ما جعل قلوبهم تتألم همست سناء بأسمها لتفتح عيونها بصعوبه و أول من وقعت عليه عينيها هو أصلان
ظلت تنظر إليه و على وجهها إبتسامة لم يفهما رمزى أو سناء
– قرب يا أصلان
قالتها بصوت واهن ضعيف لكنه سمعه جيداً و أقترب بالفعل و وقف ينظر إليها و هى عيونها ثابته على أبنتها و قالت من جديد
– قربها منى
جلس على طرف السرير و قرب الصغيرة منها لترفع رأسها قليلاً و تقبلها قبله عميقه و وأغمضت عينيها و هى تملىء صدرها من رائحتها الرائعة فتحت عيونها و نظرت إلى أصلان و قالت
– أنا فوزت يا أصلان … و أنت خسرت … أنا أسمى أتكتب فوق مدرسة للبنات و فوق ثلاث مشاغل و أنت أسمك مبقاش حد فى البلد فاكره … أنا كسرت كل القيود … كل القيود إللى أنت كنت مكتفني بيها قدرت فى وقت قصير أفتح كل الأبواب إللى قفلتوها فى وشنا لسنين
صمتت لثوانى تحاول إلتقاط أنفاسها ثم قالت
– بنتى جت الدنيا و أبوابها كلها مفتوحة علشانها … مش عارفة ليه مش خايفه عليها عيونك مكسوره و الدموع ملياها … مش شايفه فيها الغرور بتاع زمان أصلان الزيني بقا أب لبنت .. بنت أمها… هتلاقيها قويه زى مش ضعيفه بنت قدر يا أصلان
أقتربت سناء و قالت و الدموع تغرق وجهها
– بلاش كلام يا قدر و أرتاحى
أبتسمت قدر بوهن و هى تقول
– لازم أتكلم يا عمتى … لازم أتكلم
عادت بنظرها إلى أصلان و قالت
– أنا مش هوصيك على بنتي … و عارفة أن بابا رمزى و عمتى مش هيسمحوا ليك إنك تأذيها رغم أنى من جوايا حاسه إنك مش هتقدر تعمل كده عيونك بتقول كده
أخذت نفس عميق بصعوبه ثم قالت
– تحت مخدتي فى أچندة دى لبنتي اديهالها بتاعتها
أقترب رمزى و قال بهدوء رغم ذلك الخوف المرتسم داخل عينيه
– قدر أرتاحى يا بنتى
– ما أنا هرتاح يا بابا
أغمضت عيونها لثوانِ ثم فتحتها و قالت
– أنا مقدرتش أشكرك يا بابا على كل تعبك و مجهودك و أستحمالك لكل المواقف الصعبة شكراً من قلبى
ربت على قدمها بحنان و هو يقول
– أنتِ بنتى يا قدر و ده واجب عليا يا بنتى
أبتسمت بإرهاق لتقترب سناء منها و همست بجانب أذنها
– أنا حامل يا قدر
أتسعت إبتسامة قدر ونظرت إلى رمزى و قالت
– يا بخته بأب زيك و أم حنونه زى عمتى سناء
أقترب منها أصلان و هو يقول
– ممكن تسامحيني يا قدر
لم تجيبه بشىء بل مال رأسها قليلاً فقط و نظرت إلى أبنتها من جديد و أبتسمت إبتسامة صغيرة
ليعلوا صوت ذلك الجهاز الموصول بقلبها يعلن عن توقف القلب لترتجف الأجساد بصدمه
حين أقتحمت الطبيبه الغرفة و الممرضين
و بدأوا فى محاولة إنعاش القلب و إعادتها إلى الحياة إلا أن القدر قد قال كلمته الأخيرة
و أعلن أن مهمة قدر فى هذه الحياة قد إنتهت
أحتضن رمزي سناء بقوة و هى تصرخ بقوة و تنادى بأسمها و دموع عينيه تغرق وجهه الرجولى
– قدر أمسكى بنتك … قدر أنا مش هقدر أصونها و أحافظ عليها … قدر قومى بلاش تنتقمى منى بالشكل ده … قدر أنا مش حمل العقاب ده قومى
جلس أرضاً على ركبتيه و أمسك يديها و هو يقول
– قومى … قومى و أنا هطلقك … قومى وأنا مستعد أبوس إيدك و رجلك قدام البلد كلها … أهو أهو
و تحرك فى إتجاه قدميها و بدء يقبلها عدة قبلات و هو يقول و الدموع تغرق عينيه
– قومى يا قدر و أنا هفضل الباقى من عمرى أعتذر منك و أنا إللى هبقي خدامك قومى يا قدر بلاش تشيلينى ذنب جديد قومى يا قدر أبوس رجلك قومى .
عاد يمسك يديها من جديد و هو يقول
– مش عشانك قومى علشان قدر الصغيرة … قومى يا قدر أبوس إيدك أنا ندمت .. و أتكسرت .. بعلنها اهو قدام الكل انا خسرت و أنتِ إللى فوزتى يا قدر غلبتينى قدرتى عليا كسرتى غروري .. قومى يا قدر قومى
و بدء فى هز جسدها بقوة حتى بكت الصغيرة بخوف ليصرخ بصوت عالى
– قومى يا قدر البنت بتعيط … قومى مش هعرف أسكتها و لا هعرف أربيها يا قدر قومى قومى
أعتدل يضمها إلى صدره و بينهم أبنتهم التى مازالت تصرخ بصوت عالى يرافقها صوت بكاء والدها الذى أنتبه لكل أخطائه لكن بعد فوات الأوان
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قدر ) اسم الرواية