رواية العاشق كاملة بقلم سلمي السيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية العاشق الفصل الثاني عشر 12
مراد خرج من حضنها و دموعه نازلة و بيقول : ابنك الي لعب في دماغها ، سلمي كانت بتحبني يا ماما ، بس دا مش مبرر ليها عارف ، هي خانتني زيها زيه بالظبط ، و أهو هيعملوا الي نفسهم فيه و يتجوزوا .
نجوي بعياط : طب عشان خاطري أنا تهدي ماشي ، أنا مش مستحملة أشوفك كده .
فتحي قام و قعد مراد و قاله بهدوء : اي الي حصل بالظبط .
مراد أتكلمت بقهرة و قال كل حاجة من أول ما الشخص رن عليه و نهي كلامه و هو بيقول : و دخلت لاقيته حاضنها ، فضلت تقولي أنا فاهم غلط و أسمعني بس مدتهاش فرصة و مشيت ، جريت ورايا و قالتلي الي حصل كله و هي منهارة بس مشيت بعدها .
فتحي بعتاب : و أنت مصدقتهاش يا مراد ؟! .
مراد أتكلم بدموع و قال بحزن : بابا أنا عاوز أصدقها ، بس أنت مشوفتش المنظر الي أنا شوفته ، الباب كان مقفول بالمفتاح و لما كسرته لاقيت أدهم حاضنها ، قلبي قالي ممكن تكون في حاجة غلط بس عقلي بيقولي ما أنت شوفت كل حاجة بعيونك .
فتحي بهدوء : بس سلمي و الي عملته عشانك و أخلاقها الي كلنا عارفنها متوحيش بلي حصل دا ، أنت ناسي سلمي دي عملت اي عشانك و لا أفكرك ، ناسي سلمي دي وقفت جانبك ازاي في أكتر وقت أنت كنت ضايع فيه !!! ، سلمي دي لما أنت عملت حادثة من كام شهر و دخلت المستشفى هي الي كانت قاعدة معاك و كنا أحنا الي بنقولها روحي يا سلمي أنتي تعبتي ، دا هي أكتر واحدة واقفة جانبك في الظروف الي أحنا فيها دي و أنت الي بتقولنا كده .
مراد دموعه نزلت و قال : طب عاوزني أعمل اي ؟؟؟ ، يا بابا بقولك دخلت لاقيته حاضنها ، طب لو في حاجة غلط ليه الباب كان مقفول بالمفتاح !! ، هي ليه طيب ممنعتش دا ؟! ، و ليه هي معاه في الوقت دا في الشركة و مفيش حد فيها غير الأمن و أدهم ؟! ، (كمل بإبتسامة حزينة و قال ) عادي ، بتحصل علي فكرة ، إن يكون شخص بيحبك أوي و يخونك في الآخر ، أنا طالع أنام .
مراد طلع و سابهم قاعدين تحت ، ميليسا كل دا ساكتة و متكلمتش خالص ، كان صعبان عليها أخوها جدآ بسبب الي حصله ، و في نفس الوقت كان صعبان عليها نفسها .
نجوي كانت بتعيط و بتقول : العيال خسروا بعض خلاص و كله بسببها .
الجد بشدة : متظلميش البنت ، كلنا عارفين إن أدهم مبيحبش مراد ، و أنا متأكد مليون في الميه إن أدهم هو الي مخطط و عمل كل دا ، و إن سلمي ملهاش دعوة بلي حصل ، و مراد دلوقتي لسه في صدمته مفاقش منها و حالته النفسية مدمرة عشان كده هو لسه مش عارف يشوف الحقيقة ، مراد مصدق سلمي بس أدهم حط ل مراد منظر يخلي عقله يقوله لاء دي خانتك .
نجوي بعياط و إنفعال : لاء أدهم مش وحش للدرجة دي ، لولا دخول سلمي حياتهم كانوا زمانهم دلوقتي مع بعض .
فتحي بحزن : أدهم رغم إنه ابني لكن أنا مش تايه عن تصرفاته ، أدهم أنا عارفه كويس و يطلع منه كده و أكتر كمان ، و سكوته طول المدة دي أحنا كلنا قلقانيين منه ، بس كنا بنكدب علي نفسنا و نقول دا صبر و رضا بلي حصل .
دخلت أوضتي و قفلت الباب ورايا ، مش قادر أستوعب إني من كام ساعة بس كنت بقولها وجودك مقويني يا سلمي و دلوقتي خرجت من حياتها ، نمت على السرير بهدومي الي جيت بيها من برا حتي مقدرتش أغيرها ، غمضت عيوني و أنا مقهور و مش قادر أوصف الوجع الي أنا فيه ، قلبي مكسور مليون حته ، مخذول من أقرب الناس ليا ، نمت من كتر التعب و محستش بنفسي و أنا بنام .
في المستشفي سلمي فاقت و لاقت أحمد ماسك إيديها و نايم ، هو متعلق بأخته جدآ ، هو الي مربيها و أتحمل مسئوليتها بدري من ساعة موت باباهم .
و مامتها كانت نايمة علي الكنبة و سالي و رحمه كانوا روحوا بليل و قالوا هيجوا الصبح .
أحمد حس إن سلمي فاقت ف صحي و هو بيقول بلهفة و إبتسامة : اي يا حبيبتي عاملة اي ؟؟؟؟ .
سلمي عيطت من غير ما تتكلم ، مامتها صحيت و قربت منها و خدتها في حضنها بحنان و بتقول : بس يا روح قلبي ، متعيطيش أنتي تعبانة .
أحمد و هو بيمشي إيده علي شعرها : اي الي حصل يا سلمي ؟؟؟ ، ليه وصلتي للحالة دي ؟؟؟ .
سلمي بعياط : مراد فين ؟؟ .
أحمد دمع من حالة أخته و قال : جه إمبارح بليل و مشي .
سلمي بعياط شديد : أحمد رن عليه عشان خاطري و قوله إني عاوزه أشوفه ، و أنا عاوزة أخرج من هنا يله .
مامت سلمي بدموع : طب أهدي بس أهدي الأول .
رحمه بإنفعال : و مصدقهاش !!!!! ، سلمي إستحالة تخونه و أحنا أكتر ناس عارفين سلمي بتحبه و بتحترمه ازاي .
يامن : يا رحمه عارفين ، بس الي هو شافه مش سهل عليه ، و قدري إن هو أتصدم و شاف بعينه ، الموقف دا كان لسه إمبارح ، إستحالة مراد يفوق و يعرف يفكر صح من يوم و ليلة يعني ، هو دلوقتي مش شايف قدامه غير قهرته و الخيانة و بس .
سالي بدموع : أنت بتدافع عنه عشان هو صاحبك و محدش فكر في سلمي الي كانت هتموت إمبارح دي !!! .
تميم بصدق : و مين قالك إننا بندافع عنه ، أسألي أي حد في الدنيا دي كلها و أحكيله الي حصل هيقولك مراد معاه حق ، يبنتي أنتي مشوفتيش حالته لما جالي إمبارح كان عامل ازاي ، يا سالي الموضوع مش سهل عليه خالص ، و زي ما يامن قال الموقف دا لسه إمبارح ، و إستحالة فعلآ مراد يفكر صح دلوقتي لإن لسه الصدمة مأثرة عليه ، هو مش إنسان ألي هنترجمه علي مزاجنا ، دا واحد مشاعره أتدمرت إمبارح ، أحنا كلنا متأكدين إن في حاجة غلط عشان كده بنفكر بعقلنا ، لكن هو الي جوا الموقف هو غيرنا .
رحمه بدموع : معاك حق .
سالي بدموع : طب يله بقا نطلعلها فوق مش هنفضل وافقين كده .
هما الأربعة طلعوا في الوقت الي سلمي كانت منهارة فيه و مش عارفه تهدي ، و محدش من أهلها عارف في اي ، لما دخلوا و شافوها كده صعبت علي تميم أوي ، خرج برا و رن علي مراد صحاه من النوم ، مراد رد و قال بتعب : ألو .
تميم قال من غير أي مقدمات : تيجي دلوقتي حالآ علي المستشفي و تقعد و تتكلم مع سلمي و تشوف هتقولك اي ، أنت مش شايف حالتها الي هي فيها دلوقتي .
مراد قال بدموع علي عكس الي جواه : مش وقته .
تميم بشدة : هو الي مش وقته أومال أمتي ؟؟؟؟ ، مراد الموضوع لو أتساب كده هيكبر أكتر ما هو كبير ، تعالي و أسمعها بقا الحكاية مينفعش تنتهي كده .
مراد قفل التليفون من غير ما يرد و تميم بص للتليفون و قال بنرفزة : يا غبي .
تميم دخل و سلمي كانت مازالت علي حالها ، و بعد ساعة أدهم جه و دخل و مامت سلمي بتقول بترجي و دموع : يا حبيبتي قوليلي طيب مالك و أنا هعملك الي أنتي عوزاه .
سلمي قاطع عياطها دخول أدهم و هو مخضوض عليها ، تجاهل نظرات الي عارفين الموضوع الي كانت كلها نظرات غيظ منه ، قرب من سلمي و هو بيقولها بحنان : أنتي كويسة ؟؟؟؟ .
أحمد أستغرب و قال بعقد حاجبيه : هي كويسة يا بشمهندس .
سلمي مسحت دموعها و قالت و هي بتحاول تكتم عصبيتها : سيبونا لوحدنا .
مامت سلمي بعقد حاجبيه : أنتي بتقولي اي ؟؟ .
سلمي : معلش يا ماما عاوزة أتكلم مع أدهم لوحدنا .
الكل خرج و أحمد قبل ما يخرج بصلها و قال بحدة : هتفهمينا كل حاجة عشان أنا مش هفضل ساكت كده كتير .
و سابهم و خرج و سلمي قامت و هي بتقول بجدية و دموع : هتقابل مراد دلوقتي و تفهمه كل حاجة و هتقوله إني مليش دعوة بلي حصل .
أدهم ضحك بسخرية و قال : يعني أنا عملت كل دا عشان في الآخر أهده !!!! ، (كمل كلامه بجدية) سلمي أنسي ، مراد دلوقتي رماكي و مش عاوزك خلاص ، أنا مش هقول حاجة ، و مراد مش هيصدقك لإنه شاف بعيونه .
سلمي بإنفعال و بدموع : بس الي شافه دا غلط و كدب مش صح ، و أتفضل بقا أطلع برا و غصب عنك هتروح تقوله الحقيقة .
أدهم قرب منها و وقف قدامها مباشرةً و قال : و لو مقولتش .
سلمي بجدية : هتقول يا أدهم ، و حتي لو مقولتش أنا الي هقول و هو هيصدقني .
أدهم أبتسم بخبث : حتي لو صدقك يا سلمي ، تفتكري إن أدهم السيوفي مش عامل حساب ل حاجة زي دي !! ، في مفاجأة أكبر علي فكرة .
سلمي أزدرءت ريقها و قالت : قصدك اي ؟؟ .
أدهم : تؤ ، خليها مفاجأة ، سلمي أنا قولتلك هتتجوزيني ، و علي فكرة أحنا كتب كتابنا الخميس الجاي .
سلمي بدموع : هو أنت اي !!! ، أنت شيطان !! ، أنا الموت عندي أهون من إني أتجوزك و أعيش معاك يا أدهم .
أدهم أتنهد ببرود و قال : هتوافقي ، عارفة ليه ؟؟ ، عشان لو موافقتيش و الله يا سلمي هتصعبي عليا من الي هيتقال عليكي ، خلينا نتخيل سوي ، تخيلي دخلتي الشركة و أنتي شايفة نظرات الإستحقار ليكي من كل الموظفين ، و السبب ؟؟ ، إني هخليهم يعرفوا بطريقة غير مباشرة إنك كنتي معايا بليل في المكتب و لوحدنا و دا نفس اليوم الي مراد سابك فيه ، عارفة ساعتها اي الي هيجي في دماغهم ؟؟؟؟؟ ، إن أنا و أنتي علي علاقة مش كويسة ، أنا عامةً مش فارق معايا الي يتكلم يتكلم ، لكن أنتي بقا ؟! ، هتستحملي دا ؟؟؟ .
سلمي دموعها نزلت و حست بالضعف و قالت برعشة في صوتها : مراد هيصدقني يا أدهم .
أدهم : ما قولتلك حتي لو صدقك عندي المفاجأة الأكبر ، (كمل بدموع و حس بالضعف رغم إنه يبان إنه محدش زيه و إنه يقدر يعمل كل حاجة) سلمي أنا عارف إنك مش طيقاني بسبب الي عملته ، و عارف إن كلامي دلوقتي دا هيخليكي تستحقريني أكتر ، بس يا سلمي أنا عاشقك ، و أحياناً العشق بيخلينا نتصرف غلط ، أنا بحبك و مش هقدر أعيش لحظة من غيرك ، ليه أختارتي مراد ؟؟ ، رغم إن أنا كمان حبيتك بصدق ، ليه مدتنيش أنا الفرصة الي أدتهاله ؟؟؟ .
سلمي خدت نفسها و قالت ب جراءة : عشان مراد إنسان بالمعني الحرفي ، بمعني أصح مراد راجل بجد ، مبيعملش مكايد الناس الضعيفة عشان ياخد حاجة مش بتاعته زي ما أنت عملت كده ، عرفت اي الفرق الي بينك و بينه .
أدهم قبض بإيده جامد و وشه بقا أحمر من كتم عصبيته لكن مقدرش يتحكم في نفسه و مسكها من دقنها جامد و بشدة و هي رجعت لورا من مسكته و خبطت في الحيطة و أدهم قال بغيظ و بحدة و هو ما زال ماسكها : أنا اه بحبك ، لكن إنك تتجاوزي حدودك معايا بالطريقة دي مش هسكتلك ، و متفتكريش إن بكلامك دا هسيبك لاء ، (كمل كلامه و هو بيشد بإيده و قال جنب ودنها بهدوء مريب ) أنا مبتقارنش بحد ، رسالتك وصلت ، مش معني كلامك إني مش راجل !!!! ، تمام ، أنا هوريكي الي مش راجل دا هيعمل اي ، و أعملي حسابك كتب كتابك الخميس الجاي يا عروسة ، و أنتي الي أضطرتيني أبقي قاسي عليكي .
سلمي كانت بتعيط في صمت و بتسمع كلامه و هي مش قادرة تواجه كلامه .
و هما واقفين برا أتفاجئوا بدخول مراد الطُرقة ، مراد أتخض لما شافهم كلهم برا و راح بسرعة و قال : أنتو واقفين برا ليه هي كويسة ؟؟؟؟ .
تميم أتفاجأ من وجود مراد و قال : هي كويسة متقلقش ، بس أنت مش قولت إنك مش هتيجي ؟! .
مراد : بسمع كلام قلبي المرة دي يا تميم .
يامن أبتسم لكن في لحظة أبتسامته أختفت لما أفتكر إن أدهم موجود .
مراد قال : هي ج………….. .
قاطعه خروج أدهم و لما شافه خارج بص ل تميم و يامن بمعني ” تفسروا وجوده معاها دلوقتي ب اي ” .
أدهم بصله بحقد و سابهم و مشي ، أحمد في الوقت دا مكنش موجود و كان مع الدكتورة بيسألها عن سلمي ، مراد بص ل مامت سلمي و قال : ينفع أدخل أتكلم معاها ؟؟؟ .
مامت سلمي أتنهدت بدموع و هزت راسها بالإيجاب في صمت .
سلمي كانت قاعدة علي الكنبه و حاطه دراعها علي المسند و حاطها وشها في دراعها و بتعيط ، مراد دخل و هي محستش بدخوله من كتر ما هي دماغها مشغولة ، دخل و رد الباب و قال : سلمي .
رفعت وشها بسرعة لما سمعت صوته و قامت وقفت و هي بتقول بذهول من وجوده و دموعها نازلة : مراد ، مراد و الله أنت فاهم غلط ، أسمعني للأخر .
مراد عيونه لمعت بالدموع و قال : سامعك .
سلمي أتكلمت و قالت كل حاجة حصلت بالتفصيل ، و نهت كلامها و هي بتقول بدموع و رعشة في صوتها : أحنا الي بينا مش قليل يا مراد ، أنت المفروض تصدقني و متتخلاش عني بالسهولة دي ، و المفروض أنت تكون عارف الكلام دا مش أنا الي هقولهولك ، أنت أصلاً ازاي صدقت ها فهمني ازاي ؟؟؟ .
مراد بدموع : أنتي كمان المفروض تعذريني ، الي أنا شوفته مش سهل عليا يا سلمي ، و أدهم إمبارح بيقولي إنكو هتتجوزوا الخميس الجاي ، أنتي متخيلة الي أنا بسمعه دا من منين و علي مين !!! .
سلمي بعياط : أدهم بيهددني يا مراد ، بيقولي إني لو متجوزتهوش هيخلي سيرتي علي كل لسان ، و الله العظيم يا مراد ما بكدب عليك .
كنت قاعد قدامها و حاسس إني في أكبر و أقوي إمتحان في حياتي كلها ، عاوز أصدقها و بالفعل قلبي صدقها من غير أي نقاش ، بس عقلي ما زال تفكيره مسيطر عليا ، طب لو هي صادقة بجد أدهم عمل كده ازاي !!! ، ازاي فكر بالطريقة دي !!! ، صورتها هي و أدهم مبتفارقش عقلي لحظة ، و طول ما الصورة قدامي حاسس إني متقيد ، بس حاولت أسيطر علي مشاعري و أدي لقلبي فرصة إنه هو الي يقرر المرة دي ، أوقات كتير جدآ لازم نفكر بقلوبنا ، و أوقات كتير أوي التفكير لازم يكون بالعقل ، و في مواقف تانية لازم تجمع بين العقل و القلب ، أتنهدت و أنا بقوم و بقولها بتعب : ماشي يا سلمي ، أرتاحي أنتي دلوقتي .
سلمي قامت وقفت و قالت بدموع : فين دبلتك ؟؟؟ .
مراد بصلها و أزدرء ريقه و عيونه مدمعة لكن سكت و متكلمش و سابها و خرج ، سلمي قعدت راحت علي السرير و نامت عليه و هي بتعيط ، مراد نزل من المستشفي و ركب عربيته ، و قبل ما يسوق طلع الدبلة من جيبه و لبسها ، و بعدها راح علي الشركة ، و دخل مكتب أدهم و هو هادي جدآ ، و هدوئه دا مكنش طبيعي ، هو ك مراد مكنش مستحمل يشوف أدهم قدامه بعد ما شافه مع سلمي ، مراد قرب منه و قال بإبتسامة برود : تفتكر الي بيني و بين سلمي هينتهي بسبب لعبة قذرة أنت لعبتها !!! .
أدهم أبتسم بخبث و قام وقف قدامه و قال : لعبة !!! ، يعني تدخل تلاقيها في حضني و تقولي لعبة !!! ، عارف يا مراد لو كنت أتأخرت لحظة كمان !!! ، كنت هتدخل و تلاقيني ماسك إيديها و بعرض عليها الجواز و أنت بتسمع موافقتها بنفسك .
مراد سيطر علي غيرته و إنفعاله و قال : بس هي قالت غير كده و قالت كل الي حصل بالتفصيل و أنا صدقتها يا أدهم ، دا أنت يا بجاحتك يا أخي كمان مهددها !! .
أدهم ضحك بهدوء و قال بكدب : و أنت صدقتها يا مراد !!! ، صدقت إني بهددها و هي مش عوزاني !!! ، (كمل كلامه بإستفزاز و قال ) : سلمي بتلعب بيك يا مراد ، و أنت مش شايف دا من حُبك ليها ، دا حتي دبلتك رجعت لبستها تاني بعد ما شوفتك مش لابسها و أنا في المستشفي .
مراد قال بجدية : أنت الي متغاظ و هتموت من وجودها معايا ، أنا حُب سلمي الحقيقي ، و دا الي أنت مش عاوز تقتنع بيه .
أدهم أبتسم ببرود و طلع تليفونه و قال : طب تفتكر بعد التسجيل دا هتفضل علي كلامك بردو ؟! .
أدهم كان بيفتح التسجيل و أنا كنت خايف أسمع حاجة تكسرني أكتر و تدمرني أكتر ، و تهدم الثقة تماماً ، يارب أرجوك هون عليا الإختبار دا ، مفوقتش من تفكيري غير علي صوت سلمي و هي بتقول في التسجيل : أيوه يا أدهم بحبك أنت ، حاولت أحب مراد لكن معرفتش ، وجودي معاه طول الفترة دي كنت بحاول أحبه بس ملقتش أمل ، و قلبي مش مع حد غير معاك أنت و بس .
أدهم قفل التسجيل المتفبرك طبعاً و قال ل مراد : تحب تسمعه تاني و لا كفاية عليك كده ؟! .
مراد فضل ساكت متكلمش .
أدهم أبتسم و قال : ساكت ليه يا مراد ؟! ، مرة شوفت بعينك و مرة سمعت بودانك ، مش معقولة يعني الأتنين كدب .
(فعلاً يا جدعان زي ما بيقولوا الزن علي الودان بيجيب أجل البني آدم أكتر من السحر ) .
بعد ما كنت بتكلم مع أدهم بكل ثقة دلوقتي صعبت عليه من الخذلان الي شوفته ، أنا توقعت الوجع و الخيانة يجوا من أي حد إلا سلمي ، مش قادر أتخيل أبدآ إن سلمي تعمل فيا كده !!! ، إحساسي دلوقتي لو فضلت سنة أوصفه مش هديله حقه في الوصف ، رديت عليه بإبتسامة حزن و أنا بقوله : مبروك يا أدهم ، أنت الي فُزت .
خرجت من المكتب بكل هدوء و صمت حتي معرفتش أنزل دموعي بيني و بين نفسي عشان أخرج جزء بسيط لا يعادل شئ من الحزن الي جوايا ، قلعت دبلتي للمرة التانية بس المرة دي بلا رجعة ، روحت البيت و أنا واخد قراري ب إني أسافر ، معرفش هقعد أد اي ، لكن أنا عاوز أبعد ، بمعني أصح عاوز أهرب من البلد الي هي بتاخد فيها نفس النفس الي أنا باخده ، طبعآ كلهم أعترضوا علي سفري في الوقت دا لكن أنا كنت عند قراري ، و طبعآ هاخد ميليسا معايا ، هي خسارة في أدهم ، و حبها ليه خسارة فيه ، و ميليسا بدون أي إعتراض وافقت تسافر معايا ، حضرت الشنط و جهزت جواز السفر و ميعاد طيارتي يوم الخميس بليل ، و أكتر ناس أتصدمت من سفري هما تميم و يامن ، و طبعاً سلمي هي كمان عرفت ب قرار السفر ، و يامن قالها علي التسجيل الي سمعته بعد ما أنا حكتله هو و تميم ، و طبعآ فضلت تنكر و تقول إنها مقالتش كده ، بس خلاص كل حاجة أنتهت ، أنا سمعت بودني بعد ما شوفت بعيني ، و الله أنا كنت صدقتها ، بس هي ليه عملت فيا كده !!! ، خلاص حتي السؤال مبقاش ليه لازمه .
و بعد يومين عرفت بموافقة سلمي علي جوازها من أدهم ، أبتسمت بسخرية و قولت طبيعي توافق ، ما خلاص قيودها أتفكت و سابتني و هتبقي معاه .
تهديد أدهم ليا كان أقوي مني ، لا أنا و لا أهلي هنستحمل إن حد يشك فيا بالطريقة دي ، حكيت لأهلي الي حصل بس بدون تفاصيل ، و طبعآ طلعت قدامهم كلهم إني واحدة مستاهلش حُب مراد ليا ، مقالوش دا بلسانهم بس شوفتها في عيونهم ، محستش بأيامي و هي بتعدي غير و أنا قاعدة قدام المرايا و جاهزة لكتب كتابي علي أكتر إنسان كرهته في حياتي ، من كان يوم بس كنت مع مراد الي بحبه و بيحبني و كنا هنتجوز ، و في لحظة لاقيت نفسي دلوقتي هتجوز أدهم ، و مراد مش في حياتي !!!! ، و هو هان عليه يسبني و يمشي كده !!! ، بس معاه حق ، أدهم لعبها صح و سمم عقل و تفكير مراد .
دموعي كانت نازلة علي خدي في صمت و قهرة و مكنتش عاوزة حد يبقي معايا في الأوضة ، و بعد لحظات أدهم خبط علي الباب و هو بيقولي بحنان و إبتسامة أنا مش عاوزه أشوفهم من واحد حق*ير زي دا و قالي : خلصتي يا سلمي ؟؟؟ .
كنت باصة في الأرض بيأس و دموعي مش مفارقة عيوني و قولتله : شوية و نازلة .
هز راسه بالإيجاب و هو بيقول : مستنيكي تحت متتأخريش ، المأذون علي وصول .
و بعدها قفل الباب و نزل ، و بعد خمس دقايق خدت نفس و كنت بحاول أوقف دموعي بس مش قادرة ، فتحت باب الأوضة الي في النادي الي أدهم حاجز فيه لكتب الكتاب و خرجت منها ، و قبل ما أنزل علي السلم ، أتصدمت و كنت حاسة إني هيغمي عليا من الي أنا شيفاه قدامي لما لاقيت ……………………. .
يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية العاشق ) اسم الرواية