رواية حارة الباشا كاملة بقلم فيروز احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية حارة الباشا الفصل التاسع عشر 19
في احد المنازل التي تخص معتز ،، دخل نصار الي المنزل يحمل بين يديه علي ابن فارس الصغير اللذي لا يتوقف عن البكاء ..
طرق باب معتز ليدلف للداخل يبتسم بانتصار ،، قابل معتز ابتسامته ببسمة ماكرة قبل ان يهتف متساءلا :
_ بعت هديتنا لابن الباشا ؟؟
_ ايوة طبعا .. و ملفوفة كمان !
_ برافو عليك ! ..
قالها معتز باقتضاب بينما ينفث دخان سجارته ببرود شديد .. و بيده كأس نبيذ فاخر يريح ظهره علي المقعد ينظر لابن فارس الذي يبكي و يصرخ ثم زمجر بحده يهتف لنصار بضيق :
_ سكت الواد ده او خدو بعيد عني انا دماغي مصدعة !
_ احنا هنعمل بالواد ده ايه ؟ .. انت جبته ليه اصلا ؟
_ علشان اتسلي بيه .. و بعدين هرجعه لعلي الباشا ملفوف في هدية زي امه !
قالها ضاحكا بمكر و خبث شديدين ، اما نصار فنظر له مزهولا يخبره بصدمة :
_ بس احنا متفقناش علي كده .. ده عيل صغير !
مط معتز شفتيه بسخريه يخبره ببساطة :
_ اممم مش فاكر اني اتفقت معاك علي حاجه .. قوم يلا ارمي الواد ده في اي حته لحد ما افضاله و روح شوف شغلك اللي واقف يا دكتور !!!
قالها ساخرا ، لينهض نصار من مكانه بينما يحمل بيده علي الصغير ينظر لمعتز بغضب و لكن لا يستطيع قول شيئ .. كاد ان يغادر و لكنه التفت بتذكر يهتف لمعتز متساءلا :
_ مفيش اخبار عن يوسف يا معتز ؟؟
_ قولتلك انا صفيتهم الاتنين .. بنتي و ابنك مبقوش موجودين في الحياة انساهم بقي !
_ انساه ازاي ! .. ده ابني البكري يا معتز ،، انا بصراحه مش مصدقك ، لان لو صفيتهم مكنتش هتهاجمني كل ما اسال علي ابني كده !
ابتسم معتز ساخرا و تجرع كأس نبيذه قبل ان يخبر نصار بشر و ابتسامة خبيثة :
_ لما اقول انهم ماتو يبقو ماتو يا نصار ،، مفيش كلام في الموضوع ده تاني انسي ابنك … و اوعي دماغك توزك انك تخوني انتقاما لابنك ، قبل ما تفكر فيها هتلاقي نفسك جمب ابنك في قبره !!!
قالها بتحدي صريح و واضح لينظر له نصار غاضبا فبل ان يلتفت دون كلمه و يغادر الغرفة ،، اما معتز فجلس ينظر للاطار امامه الذي يحمل صورة عائلته .. هو مع زوجته و ابنيه الصغيرين يتنهد بحزن شديد تظلم عيناه بغضب :
_ هرجع حقكم و هخليهم يندمو علي اللحظة اللي اتأخرو فيها عليكم ! .. كنت مأمنكم معاهم لكن فجأة كلكو روحتو مني .. و انا مش هسيب اللي عمل كده يتهني ، علشان كده هقتل حفيده و احسره عليه زي ما …………..
قاطع حديثه لصورة اسرته طرقات فوق الباب ،، تنهد يزيل الدمعات التي قد تجمعت حول عينه ، قبل ان يأمر الطارق بالدخول .. دخل احد رجاله المخلصين يضع امامه بعض الاوراق هاتفا برسمية :
_ معتز بيه ، شحنة السلاح وصلت في القناة و محتاجين امضة حضرتك علشان نبدأ الاجراءات مع الناس اللي هيعدوها من بوابات القناة علشان توصل المينا و نعديها من هناك !
اماء له معتز قبل ان يخط توقيعه في الورقه يهتف متساءلا :
_ كلمتو اللوا و عرفتو مين اللي هيعدي الشحنه من المينا مش عايزين اي غلطة اطير فيها رقابتكم كلكم !
_ متقلقش يا معتز بيه كل حاجه تحت السيطرة و رجالة الشرطة التابعه للوا هيأمنو لينا الشحنه احنا متفقين علي المعاد
_ تمام ،، و التسليم ؟!
_ هيتم بعد تفريغ الشحنة من المينا يا فندم
_ تمام كده
قالها بينما يغلق قلمه يضعه علي المكتب ليأخذ الرجل الاوراق و ينصرف مغادرا في هدوء كما دخل في هدوء !!
########################
خرج نصار من مكتب معتز ينظر للطفل الذي انفطر من البكاء و الصراخ يتنهد بضيق ،، هدهده قليلا ليسكت و لكن لم يصمت علي الصغير ،، دخل به لاحد الغرف و حاول ملاعبته برفق ليصمت ،، و بعد دقائق صمت الطفل و لكن كانت نظراته تحمل الهلع و الخوف بشدة من نصار
تنهد نصار بينما يضعه فوق الفراش ، و ينهض واقفا امامه يفكر غاضبا بشدة :
_ انا متاكد انه مقتلش يوسف .. لكن وداه فين انا مش عارف .. علشان لو كان قتله مكنش هيتردد انه يبعتلي جثته و فوقيها بوسة كمان .. كده يوسف لسه عايش مامتش لكن فيين بقي مش عارف !
ادار نظره للطفل الصغير يتنهد بشدة يفكر في كلام معتز قبل ان يهمس لنفسه بغضب :
_ مكنش لازم اجيب الطفل ده هنا .. معتز دماغه فلتت خالص بجد عايز ايه من طفل زي ده !!
قالها بغضب ليخرج من الغرفة يغلق الباب خلفه بعنف جعل علي الصغير ينفزع بشدة ،، نزل الصغير عن الفراش يحبو مسرعا بهلع ليدخل احدي الخزانات الفارغة ينزوي علي نفسه بخوف ،، فهو علي الرغم من عدم استطاعته الكلام بعد لكنه يحبو و استطاع ان يحبو حتي اختبأ داخل تلك الخزانة خوفا من هؤلاء الناس الغريبة !
#########################
في مبني المخابرات العامة ،، جلس اللواء ابراهيم خلف مكتبه يمسك بيده هاتفا خاصا يجري منه بعض المحادثات ..
انتهي من محادثاته ليجد اتصالا يأتيه ، ابتسم بخبث و اجاب بثقة :
_ معتــــز حبيبي .. خير !!
_ بطمن علي شحنتي اللي في المينا يا ابراهيم
ضحك ابراهيم يهتف له بثقة :
_ عيب تقول كده ، زي كل مرة هتدخل و لا حد شافها !
_ واثق فيك يا ابراهيم .. الباشا عمل ايه اختار فرقته ؟؟
ابتسم ابراهيم بثقة بينما ينهض من مكانه يقف امام النافذة يخبره بهدوء :
_ اختارهم علي الفرازة و ابن الايه مختار اكفأ ظباط المخابرات و واخدهم معاه علي التدريب ،، فاكر اني هسمحلهم يتدربو بجد .. ده كمين و لما يوصلو هناك هصفيهم كلهم بما فيهم روسيل علشان وجودها بقي خطر علينا !
_ مستني منك الخبر الاكيد يا ابراهيم و انك خلصت عليهم كلهم .. قولي اخبار يوسف و ريانا ايه !
قالها معتز بتساؤل غامض ليخبره ابراهيم ببساطة :
_ مفيش خطر من ناحيتهم ريانا لسه في غيبوبة و يوسف لازقلها و قاعدين عند الجماعة البدويين !
_ اممم .. مش عايزك تخلص عليهم لما ريانا تفوق .. انا محتاج يوسف و عارف ازاي هرجعه تحت طوعي تاني !
_ تمام اللي تشوفه يا معتز
_ لما ريانا تفوق بلغني ، عايزها هي و يوسف في كلمتين كده !!
قالها بخبث و مكر شديد جدا قبل ان يغلق الهاتف ،، اما اللواء ابراهيم فنظر من النافذة لاسفل البناية يتابع الطريق بهدوء و هو يبتسم بمكر شديد هو الاخر !
في الجهة المقابلة ،، كانت روسيل تختبأ اسفل احد الارائك الكبيرة المغطاه بعازل مسطحه علي بطنها .. تحتويها المساحة بسبب صغر حجم جسدها ، سجلت بهاتفها محادثات ابراهيم جميعها قبل ان ترسلها لعلي الباشا هاتفة داخل نفسها بحنق :
_ كان مهاكي (معاكي) حق يا هلي ..!
ثم ذهبت بذاكرتها الي لقاءها هي و علي الباشا منذ شهر ، حين تم انقاذها و فتحت عيناها في المشفي لتري علي الباشا امامها !!
Flash back …
في المشفي التابع للشرطي .. كانت روسيل تنام فوق الفراش مغطاة بالشاش الابيض اللذي يكسو اثار الجلدات فوق جسدها …
فتحت عيناها تتفحص المكان حولها لتجد الطبيب بجواره الممرضه و علي الباشا
نظرت له متعجبه ، لتستمع للطبيب يخبره :
_ فوقتهالك اهو يا باشا .. حاول متطولش عليها !
اماء له علي الباشا لياخذ الطبيب الممرضة و يغادر الغرفة .. اما علي الباشا فسحب مقعدا يجلس بجوار فراشها لتنظر له متساءلة بحيرة :
_ what you want ?? (ماذا تريد)
ابتسم لها علي الباشا بثقة يخبرها بهدوء :
_ مساعدتك .. انا طالب منك خدمة !!!!
ضيقت عيناها بعدم فهم تهمس بتعجب :
_ from me ?? .. i don’t think that I can be useful for you !, look for me !! (مني انا ؟؟ .. معتقدش اني هكون مفيده ليك .. بص لحالتي)
اماء لها متفهما قبل ان يخبرها ببساطة :
_ مش عايز منك حاجة و انتي في حالتك دي ، انا طالب منك مساعدة بعد ما تخرجي من هنا
نظرت له متعجبه تهتف بهدوء :
_ it’s Okay .. tell me ! (ماشي .. قولي)
جلس ينحني قليلا للامام هاتفا لها بهدوء :
_ محتاج اراقب اللوا ابراهيم !
_ who’s Major General Ibrahim ?? ( مين اللوا ابراهيم؟؟)
_ انتي لسه مشوفتهوش بس هو اللي المفروض هيتكفل بيكي بعد لما تخرجي من هنا .. هو الرئيس بتاعنا في الشغل ،، و انا محتاج اراقبه ، حاسس ان هو علي اتصال بمعتز لان اخر عملية قومنا بيها لما ريانا قالتلنا مكان معتز في حد سبقنا بخطوة و بلغ معتز اننا عرفنا مكانه ،، فمعتز عملنا كمين و كنا هنتصفي !
نظرت له متعجبه تهتف بتساؤل :
_ And why do you doubt your Major General ?? (و انت ليه بتشك في اللوا بتاعك ؟؟ )
اغمض عيناه غاضبا قبل ان يهتف بضيق :
_ لان هو الوحيد اللي كان عارف اننا هنداهم بيت معتز في الساعة دي ، بقيت الفرقة محدش كان عارف احنا هنداهم ايه و مين غير لما وصلنا هناك .. محدش كان يعرف غير عمر و اللوا ابراهيم ، و عمر انا اضمنه بحياتي يبقي مفيش غير اللوا ابراهيم !
_ Mmmm ..then how can i help you ?? ( طيب انت عاوزني اساعدك ازاي؟؟)
ابتسم بمكر شديد يخبرها بهدوء :
_ ايوة نيجي للمهم .. هتساعديني ازاي ؟؟ .. اللوا ابراهيم هيخرجك من هنا و يتكفل بيكي علي حساب الجهاز بعد ما هيجندك ،، هيحاول يعلمك اللغة العربية و اساسيات الدفاع عن النفس و اهم الحجات اللي المفروض تكوني عارفاها كمجندة .. هو مش هيعمل كده بنفسه لكن هتلاقي نفسك محاطة بناس متصلين بيه طبعا … كل اللي بطلبه منك تراقبيهم و تحاولي تاخدي منهم معلومات عن ابراهيم لو عرفتي .. و لما اللوا يجيبك الجهاز عندنا هنا ، هنكمل مراقبته بقي شخصيا !!
_ Okay i’m agree but i have one condition ! ( موافقة بس بشرط)
ضيق حاجبيه بتعجب يهتف متساءلا :
_ شرط ايه ؟؟
_ please , Save ryana .. i know that she is my sister , but she don’t know .. she doesn’t Moaataz daughter ,, she is my twin but she doesn’t know (بلييز انقذ ريانا ،، انا عارفه انها اختي بس هي متعرفش ،، هي مش بنت معتز هي توأمي لكنها متعرفش)
قالتها ببكاء شديد و هي تشهق متألمه خوفا علي توأمتها .. ليربت علي كتفها برفق يخبرها بهدوء :
_ متخافيش هننقذها .. بس تعرفي ممكن يكون معتز مخبيها فين ! هي مش في البيت اللي انتي كنت فيه !
فكرت قليلا قبل ان تخبره :
_ i don’t know the address , but moaataz have a home in dessert .. i think she is here ( مش عارفه العنوان لكن معتز ليه بيت في الصحرا ،، اعتقد انها هناك)
اماء لها متفهما قبل ان يهتف بثقة :
_ متخافيش هعرف اوصل لعنوان البيت و هنقذ اختك و اختي لان معتز خاطفهم هما الاتنين .. سيبي امرهم عليا و متنسيش اتفاقنا !!
_ don’t worry ,, you save my life , and i will help you .. you can trust of me ( متقلقش ، انت انقذت حياتي و انا هساعدك .. ممكن تثق فيا)
ابتسم لها برقة و حنان يهتف بكلمة واحدة تعني معاني كثيرة صادقة :
_ واثــــــــق جدا !!!
End flash back
عادت من ذكرياتها علي اهتزاز هاتفها برسالة قد وصلت لها من علي الباشا يخبرها ان معتز و نصار قتلا لينا ، و قد اختطفا علي الصغير ابن فارس ، و يخبرها فيها :
_ لو عرفتي توصلي من كلام ابراهيم .. معتز خد علي ابن فارس علي فين و هيعمل بيه ايه بلغيني علي طول !!!..
#########################
في الكوخ …
انتفض فارس من نومه فزعا بعد كابوس راوده يخص علي ابنه ،، انتفض من مكانه يستقيم يسرع ناحية هاتفه السري يحاول مهاتفة اللواء ابراهيم و لكن ابراهيم لا يجيب
هاتفه عدة مرات و لكن الاخير لم يجيب ، زمجر بغضب و القي الهاتف من يده بغضب ليصطدم بالارض متناثرا الي اشلاء
انفزعت نادين من نومها علي صوت التكسير خارجا ،، اسرعت تخرج من غرفتها تنظر لفارس مشخصة الاعينة تهتف بقلق :
_ في ايه يا فارس ؟؟ .. ايه اللي حصل ؟؟ .. بابي جراله حاجه !
_ قلبي مقبوض علي ابني ، حلمت بيه .. ابني مش كويس لازم اطمن عليه و ابوكي مبيـــردش ! ..
_ ما يمكن يا فارس كابوس من تفكيرك فيه بس و ……
قاطعها صارخا بعنف :
_ لا لا انا مش بحلم بعلي احلام وحشه كده ،، انا حلمت ان معتز بيقتله و هو بيبصلي بعتاب اني سيبته لوحده مع لينا .. لا لا مش هقدر افضل هنا و استني ابوكي يكلمني ، لازم ارجع القاهرة اطمن علي ابني !!
قالها ليقفذ من مكانه يمسك مفاتيحه كاد يغادر الكوخ و لكنها قفزت تتمسك بذراعه سريعا تهتف برعب :
_ انت هتسيبنا هنا لوحدي يا فااارس !! .. خدني معاك انا مرعوبه !!
نظر لها متفحصا قبل ان يهتف سريعا :
_ طب يلا بسرعه علشان نلحق نرجع القاهرة علي الصبح !
قالها ليمسك بكف يدها يسير بها مبتعدا عن الكوخ ،، امسكت هي بيده تشعر بالحزن الشديد عليه ضغطت بيدها فوق يده تآذره بصمت قبل ان تهمس بحنان :
_ متقلقش ان شاء الله هيبقي بخير
_ يارب يارب .. يلا اركبي !
قالها بعد ان ظهرت امامهم سيارته السوداء و قام بفتحها بمفتاحه الالي عن بعد .. شهقت بشدة و هي تنظر للسيارة هاتفة بصدمة :
_ انت كل ده معاك عربيه هناااا و مش عايز ترجعني القاهرة !!
_ قولتلك مكنش ينفع ترجعي دي كانت اوامر اللوا .. يلا اركبي اخلصي معنديش وقت !
قالها بينما يتجه يركب في مقعده بقلق و رعب شديد و هو يفكر بابنه ، قبل ان تركب هي و يشعل السيارة ،، ادار محركها و انطلق بين الطرقات الجبلية الوعرة و هو يشعل اضاءة مصابيح السيارة !
########################
في منزل علي الباشا … كان التوتر سيد الموقف و الجميع ينظر لجثة لينا بصدمة ، بينما نظرات علي الباشا و عمر تحوي قلقا شديدا علي علِي ابن فارس
امسك عمر بيد علي الباشا يسحبه بعيدا عن الجميع يهتف له بتسرع :
_ يلااا نروح نلحق علي انت واقف كده ليه !!
_ خايف يكون دي لعبة من معتز ، يبعتلنا جثه لينا علشان نجري علي ابن فارس و نسيب البيت و اللي فيه فنرجع نلاقيهم مقتولين .. انا مش مطمن لجثة لينا اللي هنا دي !
قالها علي الباشا بضيق و تفكير شديد ليزفر عمر بغضب هاتفا :
_ و افرض علي الصغيير في خطر فعلا !! .. هنسيبه كده .. ده امانة فارس لينا !! لازم نطمن عليه يا باشا !!
اماء له علي الباشا مقتنعا قبل ان يهتف له سريعا :
_ انت هتاخد الجماعه توديهم علي فيلا التجمع حالا .. و انا هكلم شركة حراسة تبعت امن علي الفيلا و بعدين هروح اطمن و اجيب علي !
_ تمام زي ما تشوف !
قالها عمر ليسرع علي الباشا الي حيث الجميع متجمع ، قبل ان يهتف فيهم جميعا بقسوة :
_ ربع ساعة و الاقيكو كلكو محضريين شنطتكم و مغيرين هدومك هنسيب البيت حالا !
نظرت له مريم بصدمة هاتفه بغرابة :
_ ربع ساعة ايه يا أبيه مش هنلحق !
_ مش وقته يا مرييم .. خدو اي حاجه دلوقتي و نبقي نرجع نجيب بقيت هدومكم و لوازمكم ،، لازم نخرج من هنا بسرعه و الناس نايمة
اقتربت منه وداد عابسة بشدة تهتف له بغضب جم :
_ انا عاايزة اعرف ايه اللي بيحصل هنا ؟؟ .. مين الست اللي جثتها ورا البيت دي .. و انتو عارفينها منين ؟ .. و هنسيب بيت ابوك ليه ؟؟
_ مش وقته خاالص ياما .. بسرعة خشو اعملو اللي انا قولتلكم عليه معاكم ربع ساعة ، هنمشي من هنا و هفمهكم كل حاجه
_ و انا مش ماشية من هنا غير لما افهم !!
قالتها وداد بغضب و هي تجلس علي الاريكة ، ليزفر علي الباشا بغضب قبل ان يهتف يخبرهم جميعا :
_ احنا عندنا قضية شغالين عليها خطيرة جدا ، و الناس اللي بنراقبهم قدرو يوصلو للبيت هنا و يوصلولنا الجثة دي ، فانا مش هقدر أأمن عليكم في البيت هنا لازم نخرج منه حالا !
نهضت وداد غاضبة تهتف له بضيق :
_ يامااا قولتلكو بلاش دكها شغلانه .. ادينا سايبين بيتنا و حالنا و عاملين زي الهربانين !!
_ مش وقته ياما اعملو يلا اللي قولتلكو عليه
قالها بينما يتجه ناحية فاطمة يخبرها برفق :
_ معلش يا بطة عارف اني بتقل عليكي ، بس خدي بالك من نوسة انا خايف عليها اوي
_ الله ! بتوصيني علي بنتي يا باشا ! .. عيب و الله .. عديني هروح اجهز هدومنا
قالتها لتنصرف مثل الجميع تجهز ثيابها ، بقي علي الباشا و عمر يقفان في بهو المنزل ينتظران نزولهم .. اتت رسائل لعلي ففتحها سريعا ليجدها من روسيل
نظر له عمر متعجبا يهتف بعدم فهم :
_ انت بتتواصل مع روسيل ؟؟
_ ايوة بتراقب اللوا ابراهيم !
نظر له عمر متعجبا بصدمة يهتف بعدم فهم :
_ بتراقب اللوا .. ازاي و ليه ؟؟
_ حاسس انه علي علاقة بمعتز ، و ملاقيتش حد ممكن ميتشكش فيه انه بيراقبه غير روسيل !
_ يعني انت كنت علي تواصل معاها طول الفتره دي ؟؟
اماء علي الباشا براسه لينظر له عمر مصدوما يهتف بعدم فهم :
_ امال انت الصبح قولتلي مش عايزين نثق فيها و نقع في نفس الغلطة مرتين ليه ؟؟
_ كان لازم اقول كده علشان يبان اودام كل الناس في الشغل اني مش طايقها و لا بثق فيها ،، ده ادانا الامان اكتر .. استني اما نشوف التسجيلات اللي بعتاها
قالها بينما يمسك بهاتفه يفتح التسجيلات التي ارسلتها ليسب بغضب و يشتم لاعنا و هو يهتف بغضب :
_ كنت عارف ان ابن ال***** ده هو اللي بيوشي بينا ، علشان كده معتز كان دايما سابقنا بخطوة !
نظر له عمر مصدوما يهتف له بغضب :
_ ده بيقول عايز يصفينا انت سمعته !!
_ يصفينا مين .. ده انا هشرب من دمه ابن ال****
قالها علي الباشا بغضب شديد لينظر له عمر بقلق هاتفا له بخوف :
_ انا خايف علي علي الصغير اووي يا باشا ..
انا هروح اطمن عليه و خليك انت مع جماعتك ،، و لو وصلت لحاجه هبلغك !
اماء له باستحسان قبل ان يهتف يخبره :
_ تمام .. هوصلهم للفيلا و اجي وراك !
قالها لينصرف عمر متجها الي منزل فارس ليطمئن علي ابن رفيقه فقلبه غير مطمئن ،، بينما صعد علي الباشا ليتعجل اسرته كي يوصلهم و يذهب للاطمئنان علي ابن رفيقه هو الاخر !
########################
وصل عمر لمنزل فارس ،، وجد الباب مكسور و اثاثات البيت محطمة ،، نظر بصدمة للمكان المدمر قبل ان يهتف برعب :
_ هو ايه اللي حصل هنا بالظبط .. و فين علي !!
ركض الي غرف البيت كله يبحث عن علي الصغير و لكن لم يجده .. ظل لوقت طويل يبحث عنه في كل مكان حتي ادرك الفاجعة ..
وقف في منتصف بهو المنزل يحدث علي الياشا بقلق و خوف علي الصغير يهتف برعب شديد :
_ مش لاقيه يا باشا في اي حته في البيت ،، البيت مدمر اصلا .. انا خايف عليه اووي كده معتز وصله بجد .. ده عيل يا باشا هيعمل فيه ايه ؟؟
_ اهدي يا عمر علشان نعرف نفكر ،، معتقدش معتز هيأذيه علشان ده طفل .. ربع ساعة و هبقي عندك و نشوف هنتصرف ازاي
تنهد عمر بشدة يغلق الهاتف معه بينما يفكر ماذا يمكنه فعله لانقاذ علي من بين يدي معتز !!!
########################
اغلقت نديم والدة روسيل اضاءة الغرفة قبل ان تتسطع علي الفراش تغلق عيناها بنعاس تستعد للنوم .. و لكنها استمعت لصوت بكاء خفيض ففتحت عيناها تزمجر غاضبه تتبع الصوت هاتفه بغضب :
_ الواحد مش عارف ينام ساعتين علي بعض .. و ايه اللي بيزن ده كمان !
فتحت الخزانة لتبصر علي الصغير داخلها اخرجته من الخزانة تحمله بيد واحده هاتفه بغضب :
_ انت مين انت كمان !
انفجر الطفل في الصراخ لتنفزع هي و تسرع واضعه يدها علي فمه تكتم صراخته و لكنه ام يصمت .. اسرعت به ناحية الفراش تلقيه فوقه و تضغط فوق رأسه بالوسادة تكتم صرخاته التي افزعتها
و بالفعل صمت الصغير فابعدت الوسادة عن وجهه تنظر له بضيق ، لتجده قد انقطعت انفاسه و لم يعد يتنفس .. زفرت بغضب و هي تهتف بغضب :
_ اهو ده اللي كان ناقصني كمان ! .. مات اللي انا معرفش هو ابن مين ده !!
قالتها بغضب و ضيق قبل ان تحمل جثة الصغير تلقيه ارضا تتسطح فوق الفراش تغمض عيناها تحاول الاسترخاء تهمس ببرود :
_ مش مهم ابن مين المهم انه سكت و انا هعرف انام !!
#########################
اوصل علي الباشا اسرته لفيلته في التجمع اطمئن علي حضور الحرس حول الفيلا ثم انطلق ناحية منزل فارس سريعا .. قابل هناك عمر المذعور بشدة علي الصغير .. فاسرع عمر ناحية الباشا يهتف له :
_ الولد مش في اي حته في البيت ، تعالي نطمن عليه في الاقسام و المستشفيات ممكن بعد اللي حصل هرب او حاجه و حد لقاه و وداه القسم !!
_ ماشي ندور و نرجع علي هنا !!
ظلا يبحثان لساعات طويلة دون جدوي و يهاتفون كل من يعرفونهم في الاقسام و دون جدوي ايضا ،، عاد كلاهما مع نور الشمس الذي سطع بشدة الي منزل فارس ، وقفا قبالة بعضهم البعض ينظرون لبعضهم برعب و خوف علي الصغير قبل ان يهتف علي الباشا بقلق :
_ كده معتز حط ايده عليه .. لازم نعمل اي حاجه علشان نرجعه من معتز ، انا مستعد اعمل لمعتز اي حاجة بس يرجع علي !
_ علي مين اللي يرجعه ؟؟؟؟
اتاهم هذا الصوت المهزوز و المرتعب من خلفهم ، ليدير كل منهما وجهه لتتعالي الصدمة علي وجه كليهما من رؤية صديقهم حي أمامهم ، ليهتف علي الباشا بعدم تصديق و صدمة شديدة :
_ فااارس .. أنت عايش ! .. مش ممكن !!!!!!!!………
●●●●●●●●● نهاية التاسع عشر●●●●●●●●●
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حارة الباشا ) اسم الرواية