رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل السبعون 70 - بقلم ايماء محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل السبعون 70

  
الكل في الاجتماع اتصدموا بصوت همس وأول ما قالت انها هتنزل مصر ومستغنية عن شهر العسل كريم نهى المكالمة وبصلهم بجدية : الظاهر اننا جينا على سيف زيادة عن اللزوم ونسينا انه لسه عريس ، المهم دلوقتي احنا في انتظار يزيد هو على وصول وبيقول عنده أخبار جديدة ، هو خلص الفيديوهات لأكتر من ٣ أسابيع فاتت ولسه رجالته مستمرين ، المهم دلوقتي هنشوف سيف هيقدر يجيب أخبار من ايليجا ولا همس هتنتصر في الجولة دي .
قالها جملته بهزار والكل ضحك معاه .
سيف بص للاب ولاحظ ان المكالمة اتقفلت وهنا هو قام من مكانه بعصبية وزعق ولأول مرة يزعق في همس بالشكل ده : انتي اتجننتي ؟ ولا اتهبلتي ولا جرى لعقلك ايه يا همس ؟ ازاي تتكلمي بالشكل ده وانتي عارفة كويس اني في كونفرنس ؟
علقت بتهكم : كريم ومؤمن بقوا كونفرنس ؟
زعق باستياء : مين قالك انهم كريم ومؤمن بس ؟ وبعدين لو أي حد مهما كان مش مسموحلك أبدا بأي شكل من الأشكال تعلي صوتك بالشكل ده انتي فاهمة ؟ أنا مش متجوز علشان تيجي واحدة تقلل من احترامي وسط الناس بالشكل ده وتتعامل وكأني عيل بلعب معاها في الشارع .
ردت بحنق : ما تسيبش الموضوع الأساسي وتمسك في شيء فرعي و
قاطعها بغضب خوفها: الأساسي انك عليتي صوتك وده شيء مرفوض تماما واحنا لوحدنا فما بالك وسط اجتماع بالشكل ده ؟
ردت بضيق : برضه هيقولي اجتماع
زعق بحنق: أيوة زفت ، انتي قبل ما تيجي تهبلي عرفتي أنا بكلم مين ؟ ولا هو أي هبل وخلاص ؟ سيادتك كان موجود حسن المرشدي وخالد عبد الرءوف وأبويا ودول الكبار لكن اللي زيي كانوا كتير ، كريم ومؤمن اللي مش عارف انتي معتبراهم ايه بالظبط لدرجة انك سمحتي لنفسك تيجي تزعقي عادي قدامهم ونادر وملك وآية ومروان تحبي أكمل ولا دول كفاية ؟ ( حط ايده في شعره بعصبية وكمل باندفاع) أنا مش قادر أفهم انتي ازاي عملتي ده ؟ أبوكي قالي ألف مرة همس عيلة ومش هتفهم ولا هتستوعب يعني ايه جواز ويعني ايه مسئولية والظاهر انه فعلا عنده حق وأنا غلطان ، تخيلتك أكبر وأعقل من كده واتقبلت تصرفاتك الطايشة وباخدها بهزار وضحك لكن الظاهر اني غلطان ، أنا عمري ما كنت أتخيل اني أتحط في موقف زي ده أبدا .
بصتله بصدمة من كلامه و استوعبت غلطها بس مابينتش وردت بغيظ: أنا هريحك مني خالص وأسيبلك الجناح كله اتكلم واعمل ميتنج وروح حفلتك براحتك ، بعد إذنك .
زعق باستنكار : انتي فاكرة نفسك رايحة فين ؟
ردت بخنقة وهي خارجة : رايحة في داهية بعد إذنك .
سابته وخرجت وهو فكر يروح وراها بس حاليا هو لازم يرجع للاجتماع ده ويدي لنفسه فرصة يهدا قبل ما يتقابل معاها وبعدين هي هتنزل في الفندق أكيد تتمشى أو تقعد على البسين ، بص حواليه كانت سايبة شنطتها وموبايلها فده طمنه انها مش هتفكر تخرج برا أصلا .
فتح اللاب بتاعه وأخد نفسه أكتر من مرة وحاول يستجمع شجاعته انه يواجههم ويتقبل هزارهم وتريقتهم شوية عليه ، رن وكريم استغرب بس فتح المكالمة وابتسم : ما اتخيلتش انك هترجع تاني
ابتسم ورد ببساطة: لا مش هرجع ليه يعني ؟ همس تخيلت اني هروح الحفلة لوحدي أسهر وأسيبها فلما عرفت اننا هنروح مع بعض هديت ، سوري يا جماعة على نرفزتها بس من يوم الفرح وأنا معاكم بخرج من اجتماع للتاني فهي متحفزة شوية .
عز علق بحنان : يا سيف يا ابني قلتلك حد فينا يسافر وانت مراتك ليها حق عليك برضه فكنا
قاطعه بجدية: مش منطقي اني أبقى هنا وحد فيكم يجي – كمل بتنبيه- على العموم آخركم معايا النهارده وبس بعدها معرفش حد فيكم علشان بس نبقى واضحين .
ضحكوا ومحدش فيهم حب يحرجه وكملوا اجتماعهم بشكل عادي .
بعد شوية انتهى الاجتماع وسيف قام يشوف همسته فين ؟ لاحظ الفطار زي ماهو وعرف انها استنته وده ضايقه فنزل يدور عليها في الفندق .
همس خرجت متعصبة وعلى آخرها سواء من سيف اللي مشغول عنها أو من الاجتماعات اللي مش بتنتهي أو من الظروف اللي عايشينها من بدري ودايما معاكساهم ، أو من شذى وأبوها اللي بيهددوا حبيبها أو من حبيبها نفسه اللي مش عارفة تكون معاه ، اه هي مقدرة الوضع اللي فيه بس غصب عنها ، اتضايقت من نفسها ازاي عملت الهبل اللي عملته ده ؟
خرجت برا الفندق وقررت تتمشى شوية وترجع ، هتمشي بس على الرصيف ده وترجعه تاني .
أفكارها سيطرت عليها وكل ما بتمشي بتتضايق أكتر من كل حاجة حواليها ، وأكتر حاجة ضايقتها كانت جملته الأخيرة ان أبوها كان عنده حق انه يرفض جوازهم هل بالفعل أبوها عنده حق وهي مش هتعرف تصون جوزها ؟ هي من أولها اهو قللت منه قدام كل اصحابه وبعدين ليه افترضت انه عادي تتكلم قدام اصحابه ؟ هي عمرها أبدا ما شافت أمها علت صوتها على أبوها قدام أي حد حتى لو قدامهم هم ، اه ممكن يتخانقوا بس في أوضتهم ولوحدهم لكن مش قدامهم أبدا وبالرغم من ان أمها شخصيتها قوية وليها كلمة مسموعة إلا انها عمرها أبدا ما قللت من أبوها أو أخدت قرار بدون ما تكبره وترجعله فازاي هي ارتكبت غلطة زي دي ؟ طيب هل سيف هيعديها ويسامحها عليها ؟
خافت تفكر في إجابة سؤالها ده وافتكرت نفسها وهي بتقوله يحجزلها على أول طيارة لمصر ، نفترض انه حجزلها بالفعل هتعمل ايه ؟ هترجع مصر ؟ مش هتقضي شهر عسل معاه وفي حضنه ؟ اووف ليه هي بالغباء ده وازاي اتصرفت كده ؟
طاقة الغضب والغيظ سيطروا عليها وفضلت ماشية كتير ماعندهاش أدنى فكرة انها بعدت تماما عن الفندق وعن الرصيف اللي كانت ماشية عليه وعن المنطقة كلها اللي كانت فيها .
سيف نزل المطعم والكافيه اللي تحت بس ماكانتش موجودة ، راح عند حمام السباحة وبرضه مش موجودة بدأ يتوتر هل ممكن تكون اتجننت وخرجت برا؟ بدون موبايل ؟ بدون فلوس ؟ بدون حتى لغة تتكلم بيها ؟ هي مجنونة اه بس مش للدرجة دي ، جري على الاستقبال يسأل بس الموظف ماقدرش يفيده ، وقف محتار في نص القاعة وايديه على وسطه مش عارف يفكر حتى
لمحه العامل اللي طلع شنطه فوق فقرب منه بابتسامة لان سيف كرمه بالبقشيش: مستر سيف
بصله بتوتر: هل رأيت زوجتي اليوم ؟
ابتسم : نعم لقد خرجت منذ حوالي الساعة والنصف ، حاولت ان ألقي عليها تحية الصباح ولكن انطلقت مسرعة .
اتصدم بس شكره وخرج برا بسرعة ؛ وهو بيحاول يطمن نفسه انها أكيد مش هتبعد عن الفندق ، فضل ماشي في الشارع وراح الكافيه اللي اتغدوا فيه كان قريب ، بس مالقاهاش ، لف عليها مش عارف حتى يفكر ، هل ممكن تتوه مثلا ؟ هل ممكن ما يعرفش يوصلها وحد ياذيها ؟ يعمل ايه أو يتصرف ازاي ؟ يبلغ البوليس ؟ مش هيعترف ببلاغه إلا بعد مرور ٤٨ ساعة على اختفائها ، عقله وقف تماما عن التفكير ، هل ممكن يجرالها حاجة وما يشوفهاش تاني ؟ قلبه نبض بتوتر ورفض التفكير ده ، طيب هيرجع لأهلها ازاي ؟ يقولهم ايه ؟ ضيعتها في أول يومين جواز ؟ ملعون أبو الشغل اللي خلاهم يتنرفزوا على بعض بالشكل ده؛ في الأول وفي الآخر هي كل طلبها انها تكون معاه وفي حضنه ، ما طلبتش غير حضنه .
رجع للفندق ياخد العربية اللي الفندق جابهاله يتحرك بيها طالما هي مش قريبة من الفندق .
همس تعبت من المشي فقعدت على أقرب مقعد لقته في الشارع تاخد نفسها وتريح رجليها اللي بتئن من التعب ، بصت حواليها وهنا استوعبت انها في مكان غريب الملامح ، بصت بتوتر ومش عارفة هي فين ؟ كانت مطمئنة ان الفندق عالي وهتلمحه من أي مكان بس للدرجة دي هي بعدت ؟
بصت لساعتها واكتشفت انها بتمشي من أكتر من ساعة وانتبهت أكتر ان مش معاها فلوس أو موبايل
بدأ الرعب يسيطر عليها هتعمل ايه ؟ حاولت تطمن نفسها انها يادوب الظهر والدنيا نهار ومش هيحصلها حاجة ، وبعدين هتلاقي حد يدلها ، استوعبت حقيقة تانية دلوقتي بس انها حتى مش عارفة اسم الفندق اللي هما نازلين فيه ، ازاي واحدة غبية بالشكل ده مش عارفة حتى الفندق اسمه ايه ؟
حست انها عايزة تنهار أو تعيط بس مش هتعيط ، مش دلوقتي على الأقل ، هتحاول تتصرف ، بصت حواليها لمحت بنتين راحت ناحيتهم وحاولت تتكلم معاهم بس البنتين ما يعرفوش إنجليزي فسابوها ومشيوا ، حاولت مع كذا حد بس محدش بيرضى يرد عليها أو مش بيعرف لغتها .
هنا سمحت لنفسها تعيط يمكن دموعها توصل لسيف ويقدر يوصلها لان حاليا ده أملها الوحيد ان هو اللي يوصلها
بس نفترض انه مادورش عليها أصلا ؟ هي زعلته مش يمكن يستناها هي ترجع ويفترض انها في الفندق ويروح يكمل شغله ويطلع يقابل ايليجا اللي كانوا بيتكلموا عنه ؟
عقلها لما وصل للنقطة دي عيطت تاني أكتر.
سيف فضل يدور عليها بعربيته زي المجنون مش قادر يفكر أصلا ولا عارف يفكر ، طيب ممكن يطلب مساعدة مين ؟ ما يعرفش أي حد في البلد دي ، لا يعرف ؛ ازاي ماخطرش على باله يطلب مساعدتهم ؟
طلع موبايله بسرعة واتصل بايليجا اللي رد عليه : قررت أن تأتي الحفلة ؟ أم طُردت وتريد مكانا لتقضي ليلتك ؟
سيف رد بخوف: لقد اختفت زوجتي ولا أستطيع الوصول إليها فإذا استطعت مساعدتي سأكون مدينا لك عمري بأكمله .
ايليجا لوهلة ما استوعبش : زوجتك اختفت ؟ كيف ؟ هل اختطفت مثلا ؟
سيف مش عارف ازاي يفكر ولا عارف يبرر اختفاءها فقال بتيه: لا أدري حقا ، لقد تشاجرنا سويا وخرجت من الغرفة غاضبة وافترضت أنها تتجول داخل الفندق وبعد أن انتهيت من اجتماعي بشركائي نزلت لأبحث عنها ولكن لم أجدها داخل الفندق أبدا ولا خارجه ، هل تستطيع مساعدتي؟
ابتسم ايليجا بتفهم: اطمئن صديقي هي تنفث عن غضبها فقط وستعود بعد قليل .
صرخ سيف برعب : هي لا تملك أي نقود ولا تتكلم بلغة أهل البلد كما أنها تركت هاتفها واختفت منذ ثلاث ساعات تقريبا ، هي تائهة في مكان ما أو أسوأ ، أنا أعرفها جيدا لو استطاعت العودة لعادت منذ ساعات ، لقد حصل ما يمنعها فهل تسطيع مساعدتي أم سأضيع وقتي معك ؟
وقف ايليجا : أخبرني أين انت ؟ وسآتي لك وسنجدها لا تقلق .
سيف قاله بمكانه وايليجا خرج وراح لاندرسون بلغه بملخص اللي حصل واندرسون طلب منه يساعده وياخد فريقه الأمني يدوروا عليها في المنطقة حوالين الفندق ، كمان بلغوا أصدقاءهم في الشرطة بحيث عربيات الدورية تدور معاهم .
ايليجا وصل لسيف اللي كان مرعوب و واضح عليه رعبه ومهما حاول الكل يطمنه إلا انه جواه خوف مبهم .
مؤمن اتصل بسيف يطمئن عليه وأول ما رد كان صوته متوتر فسأله بترقب : في ايه مالك ؟
رد بقلق : همس مش لاقيها يا مؤمن .
وقف مكانه بفزع : يعني ايه مش لاقيها ؟ اتخانقتوا ؟ خرجت ؟ اتخطفت ؟ وضحلي
زعق بخوف : معرفش ، معرفش كل ده ، نزلت وقلت انها هتفضل في الفندق لكن خرجت برا ومعرفش هي فين وناسية موبايلها ومش معاها فلوس وحتى اللغة ما بتعرفش فرنساوي هي ، قولي أعمل ايه ؟ بدور عليها من بدري مش لاقيها
مؤمن احتار ومش عارف يقوله ايه ؟ : طيب اطلب من اندرسون يساعدك مثلا ، أو بلغ البوليس، مش عارف بصراحة أقولك ايه ؟
وضحله بخوف : كلمت ايليجا وبعت رجالته يدوروا عليها وقال هيبلغ البوليس ، لو مالقيتهاش هعمل ايه ؟
دخل كريم ولاحظ توتر مؤمن فسأله بقلق : في ايه حصل مالك ؟
بصله بتوتر ملحوظ : سيف مش لاقي همس .
كريم اتصدم باللي سمعه : يعني ايه مش لاقيها ؟ خرجت ؟ زعلت ؟ تاهت ؟ اتخطفت؟ وضح يا مؤمن
مؤمن بتوضيح : هو مش عارف ، سيف نيجيلك أنا وكريم ؟
رد بتيه: معرفش ، يارب ألاقيها أطمنكم بس ما تعرفوش أي حد خالص ، وادعولي ألاقيها ، مش قادر أفكر لو مالقيتهاش ايه ممكن يحصل ؟ أواجه نفسي ازاي ؟ ولا أواجه أبوها وأمها ازاي وأقولهم ايه ؟ ضيعتها من أول يومين ؟ تاهت مني ؟ أقول لقلبي ايه ؟
كريم بص لمؤمن ومحدش فيهم رد لوهلة وسيطر الصمت عليهم لحد ما كريم قطعه بهدوء : هتلاقيها بإذن الله بس ما تفقدش الأمل ، ربنا أحن علينا مننا يا ابني ، أخيرا اجتمعتوا فأكيد عمركم ما هتبعدوا عن بعض أبدا ، أكيد ربنا له حكمة في بعدها ده عنك دلوقتي، ربنا بيختبرنا في أغلى وأقرب حاجة لقلوبنا ، خلي ثقتك في ربنا كبيرة يا سيف وبإذن الله هتلاقيها ولو كده نطلع على أول طيارة ونيجيلك زي ما مؤمن قالك

سيف حاول يهدي نفسه قبل ما يرد عليه بتمني: بإذن الله هلاقيها زي ما قلت ، المهم ما تعرفوش حد دلوقتي أي حاجة وربنا يسهل .
قفل معاهم والاتنين قعدوا مع بعض في صمت قطعه مؤمن : تفتكر تاهت ولا اتخطفت ؟
كريم بصله بحيرة : أعتقد تاهت ، مين هيخطفها ؟ وليه ؟ يعني أكيد الحي اللي الفندق فيه آمن وهي استحالة تكون بعدت عنه لانه بيقول على رجليها ومش معاها فلوس أو لغة تركب بيها وتبعد ( سكت شوية بعدها كمل بحزن ) أنا فاكر بصراحة لما أبو أمل جه وأخدها مني ، واليوم اللي مالقيتهاش فيه كنت هموت من القلق والخوف ، فأنا مقدر وعارف تحديدا إحساسه ايه دلوقتي .
مؤمن افتكر أيام عدت من زمن قريب بعدها رفع راسه يواجه كريم وسأله باهتمام: تفتكر الحب ده كله راح فين ؟ هل قل ؟ هل زاد ؟ طيب ليه مابقيناش نعبر عنه زي زمان ؟
كريم بصله بتفكير في كلامه وبيوزنه : هو الحب لسه موجود بس أخد شكل تاني مش أكتر ، يعني مابقيناش نعبر عنه بالكلام فقط زي الأول، دلوقتي حبنا شكله اختلف لكن لسه موجود ( وقف وقبل ما يخرج بصله ) كنت جاي أقولك يزيد هيقابلنا بالليل، بس ابقى طمني لو في جديد عن سيف وهمس بالله عليك .
عند سبيدو ، دخل بصينية عليها أكل لشذى ، أول ماشافته قالت بضيق: هو أنا هفضل هنا كتير؟ عايزة أرجع لحياتي
بصلها بلامبالاة: على الأساس ان حد مهتم بيكي؟ ده انتي أمك ماصدقت ومافكرتش تتصل بيكي
بصتله بغيظ ، قرب منها بالصينية وقال ببرود: يلا جيبتلك أكل تاكلي علشان تعرفي ان الخطف عندنا مختلف عن أي خطف
بصتله باستهزاء وبصت للأكل ورجعت بصتله باشمئزاز: ايه ده يابني آدم؟ جايبلي فول وطعمية؟
رفع حاجبه باستنكار: ومالهم الفول والطعمية إن شاء الله ؟ هو انتي طايلة؟
بصتله بغرور: ماباكلش الحاجات دي ولا أعرفها أساسا
رد بتهكم: امال عرفتي اسمهم ازاي طالما ماتعرفيهمش؟
بصتله بغيظ وسكتت فقال بلامبالاة: عموما أنا عملت اللي عليا وريحت ضميري لما تحبي تاكلي ناديني – كمل باستفزاز- أو تشربي لاني عرفت ان في واحد دخل الجنة لانه سقى كلب
اتصدمت وبصتله بكره فابتسم بسماجة وخرج وسابها متغاظة وحاقدة على سيف واصحابه وبتتوعدلهم
نادر اتصل بملك يطلب يشوفها تاني ويشوف هترفض ولا هتوافق المرة دي ؟
وافقت تطلع تتغدى معاه وقعدوا مع بعض بيتكلموا في مواضيع عادية ، ملك افتكرت همس فبصت لنادر : أختك اتخانقت مع جوزها النهارده.
بصلها باستغراب : أختي ؟ هند اتخانقت مع بدر ليه ؟ وانتي عرفتي منين ؟
ردت بتعجب : وأنا أعرف منين هند اتخانقت مع جوزها أو لا ؟ أكيد مش بتكلم عن هند ولا انت ماعندكش غير أخت واحدة ؟
بصلها باستنكار : همس تقصدي ؟ أولا لسه ما اتعودتش على حوار ان همس اتجوزت وثانيا انتي عرفتي منين برضه ؟
حكتله اللي حصل وتخيلت انه هيضحك ويهزر بس لقته اتضايق : متخلفة همس ولسه ما استوعبتش انها لازم تعقل وتهدا وتقدر المسئولية اللي اتحطت فيها ، الظاهر ان بابا كان عنده حق في رفضه .
بصتله باستنكار : انت بتقول ايه ؟ الموضوع مضحك وكلنا أخدناه بهزار .
بصلها بضيق : أخدتوه انتم بهزار لانه ما يخصكوش بس هل يا ترى سيف هياخده بهزار ؟ مراته في أول يوم جواز بتزعق وتعلي صوتها وهو في اجتماع مع الكل ؟ هل انتي شايفة دي حاجة عادية وهو هيتقبلها ؟
ملك ما فكرتش في رد فعل سيف أو رد فعل أخوها لما يعرف واستوعبت انها عملت قلق ماكانش له أي لزوم ، حاول تلطف الدنيا : بس سيف كلمنا تاني وقال ان الموضوع اتحل وهتروح معاه الحفلة بالليل ، يعني الموقف عدى .
بصلها بعدم اقتناع : عدى ؟ انتي شايفة كده ؟ بعدين متخيلة هيقول ايه ؟ لا اتخانقنا وهنكمل خناق بعد ما أقفل معاكم ؟
ردت بتبرير: دول في شهر عسل وفي شهر العسل محدش بيقف لحبيبه على الواحدة وبعدين أول خناقة ما بينهم عادي مش هتكون آخر خناقة الحياة قدامهم .
رد باختصار : طيب خلاص اقفلي الحوار ده – كمل بجدية – أنا هسافر بالليل وأتكلم مع أبويا بشكل جاد وهشوف هنوصل لايه ، مابقيتش حابب الانتظار ده .
قلبها دق بسرعة من التوتر والخوف والترقب : ولو
قاطعها بحزم قبل ما تكمل : مش هنسبق الأحداث يا ملك ، المهم هتاكلي ايه ؟
همس بطلت عياط و وقفت وقررت تحاول ترجع بنفسها للفندق ، بس ماكانتش عارفة هتمشي من أنهي ناحية هي أصلا مش عارفة جت من أي ناحية، كانت ماشية سرحانة وخلاص ، كانت زعلانة انه بعد عنها ساعتين دلوقتي هتبعد عمرها كله ، دموعها نزلت وقررت تمشي في أي اتجاه وأكيد هتوصل ، أكيد هيلاقيها لا يمكن يكون كل ده مستنيها ترجع .

بدأت تتحرك بشكل عشوائي بس حست انها ماشية غلط لانها ماشية في مكان مش حلو بالمرة ولازم تخرج من المنطقة دي لان الناس فيها زي أفلام العصابات اللي كانت بتشوفها والمافيا وحتى البنات بلبسهم شكله غريب والمشكلة ان الدنيا بدأت تظلم ، ليه الدنيا بتظلم بدري بالشكل ده ؟
وقفها كام شاب قربوا منها وبدأوا يتكلموا وهي بتحاول تكمل طريقها ومش عايزة ترد عليهم وكل اللي جه في بالها في اللحظة دي فيلم taken لما بنت البطلة اتخطفت وأخدوها وحست ان ده ممكن يكون مصيرها .
حاولت تبعد عنهم بس وقفوا في وشها بشكل صريح وبيتكلموا وهي مش فاهمة أي حاجة نهائيا ومش عايزة تبينلهم انها حتى اللغة مش فاهماها بس كان واضح عليها توهانها وعدم معرفتها بحوارهم ، كلهم بصوا لبعض وهنا هي جريت وكلهم وراها ، وقعت على الأرض بس قامت بسرعة تكمل جري وقالت لنفسها مش هتقف أبدا ، وقعت تاني و واحد فيهم مسكها من شعرها المرة دي فراحت صرخت بصوتها كله بس كلهم ضحكوا عليها ، الراجل ماسك شعرها يوقفها ولسه هيقربوا يسحبوها وسط صرخاتها ومحاولاتها انها تفك شعرها من ايده وتجري بس لحظها سمعت صوت سرينة بوليس نورت عليهم فصرخت بصوتها كله ، الشاب سابها وهي جريت ناحية عربية البوليس ورمت نفسها عليها من قدام .
الظابط نزل هو وصاحبه يشوفوها ونوروا في وشها واتكلموا فرنساوي فردت بانهيار : أنا لا أعرف الفرنسية أنا فقط أتحدث الإنجليزية .
الاتنين بصوا لبعض و واحد فيهم فتح موبايله على حاجة وراها لزميله وقالوا حاجة بعدها الظابط بصلها باستفسار: هل أنتِ همس الصياد ؟
هنا هي عينيها وسعت بلهفة وهزت راسها بتأكيد كذا مرة بعدها سمحت لنفسها يغمى عليها .
ناهد في بيتها مش عاجبها اللي بيحصل ، كلمت جوزها وطلبت منه يروحوا الاتنين يجيبوا نور ويرجعوها لبيتها وجوزها ، وافقها لانه حاسس انه السبب وسابوا عاصم نايم وراحوا مع بعض استقبلهم خالد ومراته نهلة ورحبوا بيهم وقعدوا كلهم مع بعض اتكلموا شوية في مواضيع عامة
ناهد بصت لنهلة : امال فين نور ؟
نهلة ردت بابتسامة : موجودة هناديها لحظة
قامت ونزلت ملك رحبت بيهم الاتنين وقعدت معاهم لحد ما نور تنزل .
نهلة دخلت عند نور كانت قاعدة فسألتها بدهشة : انتي قاعدك هنا ؟ مش عارفة يعني ان ناهد وعمك حسن تحت ؟
بصتلها بلامبالاة : تحت وبعدين ؟ جايين لبابا أكيد مش ليا وبابا راميني فمش هنزل ، أنا في غنى عن سماع بابا وهو بيقولهم أوديها بنفسي و و
نهلة قربت منها شدتها من دراعها وقفتها بغضب: قومي للناس تحت جايين علشانك وبيسألوا عليكي ، ناهد بتسأل عليكي أقولها ايه ؟ الست كانت تعبانة وجايالك بنفسها عايزة ايه تاني ؟
بصتلها بعناد: بقولك ايه يا ماما أنا مش عايزة أرجع الفيلا بتاعتهم هناك فسيبوني أتصرف براحتي
أمها حركت راسها بغيظ منها : يعني أنزل أقولهم نور مش نازلة وخلاص ؟ مافكرتيش في مؤمن لو عرف انهم جم وماقابلتيهمش ؟ ولا تلاقيه هو باعتهم أصلا
بصتلها بغيظ : يوووه خلاص هنزل بس يكون في علمك مش هرجع معاهم غير لما مؤمن ينفذ طلبي
سابتها ونزلت لضيوفها وشوية ونور نزلت رحبت بيهم باقتضاب وقعدت ، حسن أول واحد اتكلم بهدوء: نور يا بنتي ها؟ مش ناوية ترجعي لبيتك تنوريه ؟
حاولت تبتسم بمجاملة: عمي معلش اعذرني أنا محتاجة بس أغير جو اليومين دول من البيت بعد الحوار اللي حصل على الأقل لحد ما نعرف مين زرع الفيديوهات دي وليه
حسن بابتسامة: هنعرفه بإذن الله بس ده ما يمنعش انك ترجعي لبيتك ولجوزك ولو زعلانة مني انتي فحقك على راسي يا بنتي أنا كنت متنرفز و مش عارف أفكر ولا عارف بقول ايه
خالد بص لبنته بغضب وبعدها لمراته اللي رفعت كتافها بقلة حيلة ، بص لحسن بتقدير : حسن يا أخويا انت سبق وجيت وقلتلك نور بنتك ولا يمكن تزعل منك
ناهد ردت بتوضيح : بس برضه ده ما يمنعش ان حسن زودها لما اتصل بيك وهي أخدت بخاطرها واحنا جايين نطيب بخاطرها ، يلا يا نور على بيتك بقى معانا ، محدش فينا كلنا يستغنى عنك
الكل بص لنور اللي باصة للأرض بعدها رفضت بهدوء : معلش يا نونا سيبيني براحتي يومين وربنا يقدم اللي فيه الخير
ناهد بإصرار : يا بنتي قومي معانا الله يهديكي ، حتى علشان خاطر العيال متعلقين ببعض وطول الوقت يعيطوا عايزين بعض بلاش نفرقهم عن بعض
نور بصتلها بحدة : ونعمل مؤمن وكريم تانيين ؟
الكل بصلها باستغراب وهي حست انها غلطت في حدتها فحاولت تبررها بتردد: يعني أقصد بلاش يتعلقوا بالشكل ده ببعض ، يحبوا بعض اه لكن بالشكل ده بلاش ؛على الأقل يعرفوا يعيشوا حياة طبيعية وعموما أيان راحله شوية
حسن بتحفز : وهو مين اللي مش عايش حياة طبيعية يا نور ؟ كريم ومؤمن ؟ هو وحش انهم يكونوا أخوات ورجالة في ظهر بعض ؟
نور لفت وشها بعيد بغضب : مش وحش بس اللي وحش لزقتهم في بعض في الشغل والبيت ماهي ما حبكتش
ناهد حاولت تتماسك وما تزعقش : حبيبتي ده مش موضوعنا دلوقتي ، دلوقتي جايين ناخدك لبيتك ولو حد مزعلك قولي وأنا أجيبلك حقك تالت ومتلت كمان
نهلة بصت لبنتها بتذمر: ها يا نور قولي لو حد مزعلك .
نور وقفت و اتكلمت بإصرار : معلش أنا دلوقتي مش هقدر أرجع اعذروني بجد ، ادوني فرصة
قاطعها حسن بجدية : فرصة لايه بالظبط ؟ انتي عايزة ايه يا بنتي واحنا ننفذهولك ؟ يا بنتي لو الملحق مش عاجبك وعايزة تغيري فيه براحتك ولو عايزة تكبريه نكبره شوفي ايه اللي يريحك ونعمله
خالد كان عايز يضرب بنته بس اتماسك ورد بغيظ : حسن سيبها ما تتعبش نفسك قصادها ، خليها تريح أعصابها يومين وبعدها ترجع بيتها .
حسوا انها مصممة علي رأيها فاستسلموا قصادها وقاموا يمشوا بس ناهد قالتلها: بلاش تخربي بيتك يابنتي وتفرقي ابنك عن أخوه
ردت باستنكار: أخو مين ياطنط؟ دول اولاد عم يعني شوية ويتعودوا وبعدين أنا مش بخرب بيتي
ناهد بصت لحسن وبصتلها بغيظ : براحتك يا نور براحتك .
مشيوا والاتنين في العربية زعلانين وحسن كان هيتكلم بس ناهد سبقته : مش هنقول لمؤمن اننا جينا وهي رفضت تيجي معانا هم عايزين يقولوا براحتهم لكن احنا مش هنقوله يمكن ربنا يهديها وترجع معاه .
سكتوا الاتنين لحد ما وصلوا بيتهم وقعدوا مع عاصم وحكوله اللي حصل ورفض نور رجوعها معاهم .
في فيلا خالد
نهلة بصت لنور بغضب: أول مرة أعرف ان بنتي قليلة الأدب بالطريقة دي
بصتلها باستنكار: قليلة الأدب علشان عايزة أعمل كيان لنفسي؟
خالد بحدة: لا علشان ماعملتيش خاطر للناس اللي جم وقدروكي هنا رغم انهم ماغلطوش فيكي من أساسه ، قليلة أدب علشان بتتبجحي ومش عاملة اعتبار ليا ولا حتى لأمك
ردت بغضب: أصلا حضرتك اللي مقلل من كرامتي معاهم جاي تحاسبني أنا؟ بدل ماتاخدلي حقي؟
ضحك بسخرية: آخدلك حقك؟ انتي هتكدبي الكدبة وتصدقيها؟ هو حد كلمك؟
جت ترد بس قاطعها بنبرة حازمة: أنا مش هتدخل ولا هاجي في صفك وهستنى أشوف عنادك ده هيخسرك ايه
سابها وطلع وأمها بصتلها بحزن وطلعت ورا جوزها
نور بصت لملك اللي قاعدة مابتتكلمش وقالتلها بغيظ: ايه مش عايزة تقولي حاجة انتي كمان؟
ردت بهدوء: أنا قلت ونبهتك يانور وانتي ماسمعتيش مني ماتيجيش تلومي غير نفسك لان محدش هيندم غيرك
نور باستياء: ليه محدش فيكم قادر يفهمني؟ أنا مش عايزة أعيش معاهم والمشكلة اللي حصلت دي في مصلحتي لانها هتخلي مؤمن يعمل اللي أنا عايزاه
ملك بصتلها بذهول من تفكيرها : انتي بتفكري ازاي؟ انتي فاكرة انك هتعرفي تفصلي مؤمن عنهم تحت أي ظرف؟ انتي غبية يانور غبية
بصتلها بعناد : هتشوفوا كلكم، مؤمن مش الشخصية الديكتاتورية اللي يمشي كلمته على مراته بالعكس هو طيب و سهل يسمع كلامي لو بعد عن تأثيرهم عليه
ملك ماعجبهاش كلامها فبصتلها بغيظ وطلعت وسابتها هي كمان
نور قعدت على الكنبة وبتفكر ازاي تقنع مؤمن ينفذلها اللي هي عايزاه؟
سيف مع ايليجا واندرسون اللي انضملهم لما عرف انهم مش لاقيينها في أي مكان ، الاتنين حاولوا يطمنوا سيف إلا انه وصل لحد الانهيار ، وقف مرة واحدة وقال بنفاد صبر: أنا لا أستطيع الانتظار أكثر من هذا سأبحث عنها بالشوارع مجددا .
مسك ايليجا دراعه : هناك العديد والعديد يبحثون عنها وسنجدها لا تقلق الموضوع وقت لا أكثر ، لقد أبلغنا البوليس و المستشفيات و الجميع يبحث عنها وقريبا ستصلنا أي أخبار .
سحب دراعه وقال بألم : لكني لا أستطيع الانتظار أكثر .
لسه هيخرج بس موبايل ايليجا رن فوقف يستنى بلهفة ، ايليجا رد وبعدها ابتسم وبص لسيف : لقد وجدوها كما أخبرتك .
سيف هنا حس ان قلبه وقف ورجع ينبض من تاني ، قرب من ايليجا اللي بيكمل كلامه وبعدها قفل
سيف بلهفة: أ هي بخير؟ حدث لها مكروه؟ أريد أن أتحدث إليها ليطمئن قلبي
ايليجا : هيا بنا لقد وجدوها تائهة بالشارع كما سبق وأخبرتنا
نزلوا التلاتة مع بعض في صمت تام لحد ما اندرسون قطع الصمت ده بدهشة: لم أعتقد أنك تحبها لهذا الحد
بصله ورد بصدق : أنا لا أحبها لقد تخطيت الحب منذ زمن ، أنا أعشقها حد الجنون .
ابتسم اندرسون ورد بمزاح : ولهذا حاولت أنت وصديقك تهكير شركتي ؟
سيف بصله باستنكار : لقد أعتقدت أننا سوينا هذا الأمر نحن لم نحاول أبدا بل
قاطعه ايليجا بتفهم: بل حماك وخطيبتك السابقة نعم نتذكر جيدا ، لكن إذا كنت تعشقها فلم خطبت غيرها من البداية ؟ لم وضعت نفسك بادئ الأمر تحت رحمة ذلك الرجل المحلاوي ؟
اتنهد سيف لذكريات بيتمنى ينساها : لقد كان سوء تفاهم بيني وبينها واعتقدت أنها لا تحبني وأن الأمر كله بمخيلتي فقط فلم يكن يفرق أي واحدة دون أخرى ولهذا ارتبطت بمن عرضها عليّ والدي ولكن حين علمت أنها تحبني حاربت كي أستردها .
همس فاقت وبصت حواليها بخوف كان في محلول متعلق في ايدها اتعدلت بسرعة تشوف هي فين ؟
قربت منها واحدة شكلها ممرضة وفضلت تتكلم كتير بس همس شاورتلها انها مش فاهمة ، ابتسمت الممرضة وكلمتها بالإنجليزي : اجلسي أنتِ ضعيفة للغاية .
حاولت تقف بتعب: أريد أن أرى زوجي ، أين هو ؟
حاولت تطمنها : لم يأت بعد ولكن أعتقد أنهم أخبروه بوجودك هنا فلترتاحي قليلا حتى يصل إليكِ .
لمحت دم في ركبتها فقربت تشوف من ايه ؟ بس همس مسكت ايدها فطمنتها وعالجت جرحها من أثر الوقعة على الأرض
المحلول خلص والممرضة شالته وهمس قعدت على السرير ودموعها نازلة بصمت مش عارفة ازاي وصلت لحد هنا وازاي كل ده حصل وليه كل ده أصلا بيحصل ؟
ايليجا وقف عربيته وبص لسيف : هيا وصلنا .
سيف يادوب هينزل بس لمح كلمة مستشفى قدامه ، فحس ان رجليه مش شايلاه وفضل قاعد مكانه مش عارف يقف ولا يتكلم بس عينيه مركزة على كلمة مستشفى بفزع وبص لايليجا بخوف: لقد أخبرتني أنها بخير
ايليجا بهدوء: نعم إنها بخير حقا فلتصدقني ، لقد اغمى عليها فقط من الإجهاد لكنها بخير ، هيا فلنصعد إليها ، صدقني هي بخير .
أكد اندرسون : نعم هي بخير نحن لن نكذب عليك
خرج وهو بيدعي تكون فعلا بخير ومفيش أي حاجة حصلتلها بجد .
همس قاعدة مش قادرة تفضل مكانها وقفت مش عارفة تروح فين ؟ مسحت دموعها وبتدعي ان سيف يجي بسرعة لانها مش هتتحمل تفضل أكتر من كده من غيره .
أخيرا سمعت صوته أو اتهيألها انها سامعاه ، مشيت بإرهاق ناحية الصوت وهنا لمحته جاي عليها فجريت عليه بلهفة
سيف بيدور على الأوضة اللي قالوله عليها وبمجرد ما شافها قدامه جري عليها ورمت نفسها في حضنه ، دفنت نفسها جواه ، ضمها وكأن روحه كانت غايبة من سنين ودلوقتي رجعتله أخيرا .
رفعها من على الأرض وهي بتعيط بصوت قوي وبتدفن نفسها أكتر جواه ، سيف حس انه عايز يعيط معاها بس منع نفسه وهو مش مستوعب انه لقاها ، ضمها أكتر علشان يصدق انها معاه ، بعدها عنه وبص عليها بتفحص ولهفة: انتي كويسة؟ فيكي حاجة؟
هزت راسها بتأكيد وبكاء: أنا كويسة
باس جبينها وضمها تاني لصدره وهو بيحمد ربنا انه لقاها
ايليجا واندرسون راقبوهم من بعيد ، ايليجا همسله : فلتساعده .
بصله باستغراب : لقد ساعدته حينما أنقذت شركته من الإفلاس .
ايليجا بمغزى : والآن يواجهه خطر آخر ، انظر إليه وأخبرني انه لا يستحق مساعدتك ، هو عاشق حتى النخاع فلتخبره لماذا رفضت التعامل مع فادي وسلمه ذلك الفيديو فهو ورقة رابحة ستفيده وتخلصه من شر ذلك الرجل وشر ابنته للأبد .
اندرسون متابعهم والاتنين ضامين بعض وكأنهم لو بعدوا ممكن حياتهم تنتهي مثلا ، نظر لصديقه بتفهم : دعني أفكر .
همس بعدت راسها عن سيف وبصت لعينيه بتعب : خدني من هنا .
ضمها تاني وابتسم بارتياح : هاخدك حاضر .
بص حواليه لايليجا اللي قرب منهم : لقد طمأنني الطبيب فهي بخير لو أردت الرحيل .
خرجوا من المستشفى كلهم وسيف ضامم همس لصدره وايديه حواليها ، ركبت العربية وهو جنبها وقدام ركب ايليجا وجنبه اندرسون اللي اتكلم بالإنجليزي علشان همس تفهمه : لقد أقلقتِ الكثير بغيابك ، إنه حقا يعشقك .
ابتسمت بإرهاق وشكرته وحطت راسها على كتف سيف وسيطر الصمت على العربية ، سيف مكتفي بوجود همس في حضنه وأحداث اليوم كله بتمر في دماغه وبيسأل نفسه كان هيعمل ايه لو مالقاهاش ؟
اندرسون بصله واتكلم بهدوء: فلتأت غدا في الصباح عندي .
سيف بصله باستغراب : لماذا ؟
اندرسون بص لهمس اللي وشها مستخبي في كتفه وبص لسيف فعلق بهدوء : هي نائمة وحتى لو مستيقظة فهي لا تفهم الفرنسية أبدا مثلما قلت سابقا .
هنا هو وجه نظره لسيف وكرر كلامه : فلتأت في الصباح وسأخبرك لماذا رفضت التعامل مع ذاك الراجل كذلك سأعطيك هدية زواجك .
ابتسم ايليجا وغمز لسيف في المرايا ، وصلوا أخيرا الفندق وسيف شكرهم قبل ما ياخد همسته ويدخل بيها الفندق وكذا حد وقفهم يسلم عليها وهي استغربت فوضحلها ان الكل كان بيدور عليها .
دخلوا أوضتهم وأخيرا بقوا لوحدهم ، الصمت كان مسيطر عليهم تماما محدش فيهم قطعه ، همس قعدت على السرير بتعب وسيف مراقبها، أخد باله ان بنطلونها مقطوع عند ركبتها فقرب منها بفزع : انتي متعورة في ركبتك ؟
بصت لركبتها وقالت بضعف: أعتقد اه ، وقعت عليها .
قرب منها أكتر وشدها وقفها بحنان: غيري هدومك دي تعالي .
ساعدها تقلع هدومها وبص لركبتها الملفوفة وسألها بحزن: متعورة جامد ؟
بصتله وحركت راسها بعدم معرفة ، اتنهد وبعد عنها يغير هو كمان هدومه اللي لابسها من الصبح .
قلع هدومه وموبايله رن فراح يشوفه وعينيه عليها ، رد بسرعة لانه كان مؤمن طمنه انه لقاها وطلب منه يطمن كريم كمان وقاله الصبح هيكلمه ويعرفه التفاصيل بعدها قفل معاه وقرب من همسته اللي عينيها عليه ، قعد قصادها وهمس بلوم بصوت يادوب مسموع : انتي ازاي قدرتي تعملي فيا كده ؟
ماقدرتش تتكلم ومش عايزة تتكلم ومش مستعدة تتكلم فماكانش قدامها أي طريقة تسكته بيها غير انها تبوسه ، حطت ايديها حوالين رقبته وشدته عليها وهو ماكانش محتاج منها أكتر من كده علشان يغرق معاها ويطفي نيران ولعتها بغيابها عنه اليوم كله ورعبه عليها ودلوقتي هي في حضنه ومعاه ومش هيسمح تبعد عنه تاني ، قرر يأجل كل أسئلته لحد ماتهدا وتعرف تتكلم وهو كمان يهدا
عيونهم كانت متعلقة ببعض طول الوقت ، ايديهم في ايدين بعض ، كانت لحظات أو دقايق مختلفة عن أي مرة قبل كده ، المرة دي الاتنين خايفين لحاجة تبعدهم عن بعض ، كل واحد بيستمد قوته من التاني وبيمحي خوفه في حضن التاني، المرة دي كانت بعد رعب الاتنين عاشوه ، رعب ان الحياة ممكن تبعدهم عن بعض في أي لحظة .
همس دافنة وشها في صدره بس عقلها بيراجع أحداث يومها وخصوصا لما الشباب دول ضايقوها وبتتخيل لو البوليس ما وصلش كان ايه حصلها ؟ تلقائيا دفنت وشها أكتر في صدره وهو لاحظ حركتها دي وحس بخوفها لانها بتدفن نفسها أكتر فيه ، ماقدرش يفضل ساكت أكتر من كده فاتكلم بهدوء : ايه اللي حصل النهارده؟ ازاي خرجتي برا الفندق ؟ أنا لحد دلوقتي عقلي مش مستوعب أحداث اليوم ده .
اتعدلت وبصت حواليها تشوف أي حاجة تلبسها ومالقتش غير قميصه اللي هو قلعه من شوية فشدته ولبسته وقامت من جنبه ، راقبها وهي بتبعد فاتعدل وسألها بتعجب : بتعملي ايه سيادتك ؟
ردت بضعف بدون ما تبصله وهي بتقفل الزراير : مش عايزة أتكلم
قام هو كمان وراها ورد باستنكار : انتي متخيلة انك هتهربي تاني ؟ همس بصيلي هنا
نبرته كانت شبه حادة أو بتهدد انها هتتحول لحادة : بصيلي واتكلمي لاني مش هسيبك تخرجي برا .
فضلت مدياه ظهرها ودموعها نازلة ، قرب منها وشدها تواجهه واتفاجئ بدموعها فسألها بلوم: انتي بتعيطي ؟ انتي اللي بتعيطي ؟ بعد كل اللي عملتيه بتعيطي ؟
صرخت ببكاء : امال عايزني أعمل ايه ها ؟ أعترف اني غلطانة ؟ أنا عارفة اني غلطانة تمام ؟ من أول ما قلت الكلام الأهبل ان المشكلة ما تخصكش وتخص كريم بس وهو أكتر حد وقف معانا ، فأنا عارفة اني غلطانة وعارفة اني متخلفة – سكتت ومسحت دموعها بعنف وكملت بنبرة مهزوزة- أنا اكتشفت قد ايه متخلفة النهارده بعد ما خرجت وأنا متنرفزة وتهت ، اكتشفت اني حتى مش عارفة اسم الفندق اللي نازلين فيه شوفت تخلف أكتر من كده ؟
زعق بغيظ من الخوف اللي عاشه : ده فور سيزونز يعني حتى اسمه مش غريب يا همس .
لفت وشها بعيد عنه وردت بتهكم : مش بقولك متخلفة ، سيف أرجوك أنا مش قادرة أتكلم ومش عايزة أتكلم .
حاولت تخرج برا تقعد في الأوضة الخارجية بس مسك دراعها منعها: قلتلك مش هتخرجي برا فريحي نفسك .
قعدت على الكنبة تعيط وحطت ايديها الاتنين على وشها ، قرب منها وقعد قصادها باستسلام وشد ايديها بعدهم عن وشها واتكلم بهدوء : بطلي عياط .
بعدت ايديها ودفنت وشها في حضنه تكمل عياطها وقالت: كنت هموت من الرعب والخوف ومش عارفة أعمل ايه ؟
حاوطها بايديه ورد بحزن : ما تخرجيش تاني أبدا بدون تليفونك يا همس ، اتنرفزي هنا وزعقي هنا لكن ما تخرجيش برا بالشكل ده تاني .
بصتله بعتاب : انت ازاي سيبتني أخرج ؟ لو لحقتني
قاطعها بغيظ : لو كان عندي شك ولو ١٪؜ انك ممكن تعملي التخلف ده كنت منعتك لكن قلت هتنزلي تحت عند حمام السباحة تتمشي شوية أو تروحي الكافيه تحت أو السبا أو أي حاجة داخل الفندق جوا لكن أبدا ما خطرش في بالي انك تخرجي لبرا يا متخلفة عقليا .
كملت عياطها وهو ضاممها وبيملس على شعرها بهدوء وهمسلها بحنان : بطلي عياط بقى ، عدت على خير اهيه (سألها بترقب ) في حاجة حصلت غير انك تهتي ؟ ليه وقعتي ؟ حد ضايقك ؟
بصتله ومسحت دموعها وحكتله بصوت مبحوح : في كام واحد وقفوني وفضلوا يتكلموا كتير ماكنتش فاهماهم بس خفت منهم وخصوصا لما حاولوا يمسكوني بالعافية .
اتعصب وضغط بقبضة ايده وهو بيتخيل اللي بتقوله وانها كان ممكن تروح منه ، كملت ببكاء : جريوا ورايا وساعتها وقعت و واحد فيهم مسكني من شعري وقفني وبيشدني بس ساعتها البوليس وصل فسابوني والبوليس أخدني وأول ما قالي اسمك وسمعته اغمى عليا وفوقت في المستشفي .
سمعها بصمت تام ومن جواه غضب مكتوم، قال بجدية : انتي مستوعبة ان لو البوليس ما وصلش يا همس ماكنتيش هترجعي تاني ؟
بصتله بحيرة وهي بتمسح دموعها اللي بتنزل غصب عنها : ليه ماكنتش هتلاقيني ؟
بص لعينيها وهو موجوع أكتر منها : كان ممكن ألاقيكي في حالة واحدة بس .
بصتله واتعلقت بعينيه : ايه هي ؟
اتكلم بألم: ميتة ( صمت تام ساد للحظات بعدها هو كمل بوجع ) هنا أو في البلاد الأجنبية بشكل عام لما بيخطفوا بنت بيخلوها تدمن وبعدها بيشغلوها في الدعارة وبيبيعوها للي يدفع أكتر وبتسافر من بلد لبلد ومحدش بيعرف يوصلها من تاني إلا لو ماتت جثتها بتظهر غير كده لا مش بترجع تاني .
غمضت عينيها بخوف: ولو ده كان حصل كا
حط ايده على شفايفها منعها تكمل وقال برجاء: بلاش لو لاني النهار كله بفكر في لو دي ومش عارف أفكر فيها ولا عارف أتقبلها ولا عارف ازاي أصلا ممكن أواجه نفسي لو حاجة حصلتلك بس كنت برجع أطمن نفسي ان ربنا رحيم ولا يمكن يعمل فينا كده في أول حياتنا مع بعض .
بصت لعينيه بتعب : خدني في حضنك وبس يا سيف .
وقف وشالها حطها على السرير وأخدها في حضنه وغطاها وهمس بخفوت: نامي شوية وارتاحي وانسي اليوم ده كله .
كريم بعد ما مؤمن بلغه ان سيف لقى همس فرح من جواه وشكر ربنا ودعا انه ما يحرمش حد من حبيبه أبدا ، قام روح بيته كانت أمل قاعدة وسط إياد وأيان على الأرض بتلاعبهم ، قرب منهم وقعد قصادهم وباس الاتنين وبعدها بص لأمل اللي ملاحظة نظراته فعلقت بتعجب : مالك ؟
بصلها بعمق وحس انه مفتقدها ، واحشاه بطريقة مش طبيعية ، بص حواليه لمح أمه فبصلها : نونا ( بصتله فابتسملها وكمل بلطف ) ينفع تخلي بالك من الولدين دول شوية ؟ عايز أتكلم مع أمل شوية
ابتسمت وقربت منهم : اه يا حبيبي وماله خدها واتكلموا براحتكم .
مسك دراعها يوقفها : تعالي عايزك .
قامت معاه وهي مش فاهمة ماله ومش عايزة تعرف لانه اليومين دول مش طبيعي أبدا ومش عارفة تقرأه زي الأول، حاسة إنه إنسان غريب بيتصرف بطريقة غريبة وجافة دايما .
دخلوا أوضتهم فبصتله بدهشة: مالك يا كريم في ايه ؟
قرب منها وبهدوء قلع بدلته وعينيه عليها
أمل باستغراب: كريم فيك ايه ؟
قرب منها وبدون أي مقدمات باسها وشالها حطها على السرير علشان يطفي نار بعده عنها اليومين اللي فاتوا ، مرة واحدة حطت ايدها على شفايفه منعته فبصلها باستغراب بدون ما يتكلم فعلقت بجمود : سبق وقلتلك شرع ربنا بس اللي ليك عندي
حاول يفضل هادي ويرجع مراته لحضنه فباس ايدها اللي على شفايفه وهمس بعاطفة : بحبك يا أمل ومش عارف ازاي ممكن أعيش لو انتي مش معايا .
حست بقلبها بيرقص لان ده كريمها هي اللي بتعشقه بس كمان حست ان في حاجة حصلت حركته بالشكل ده و وجعته أو فكرته بالحب بينهم ، بس غصب عنها مش قادرة تنسى قسوته عليها ، بعدته عنها واتعدلت فحس بوجع من شعوره انها رفضته بس عذرها لانه وصلها كدا بدون قصد منه
أمل بدأت تلم هدومها وهو ماحبش يضغط عليها ، سألته بجدية وهي بتقعد جنبه: مالك ؟ اتكلم معايا هسمعك ، غير كده مش مستعدة
بصلها فترة وبيفكر يتعامل معاها ازاي بس زي ما هي قالت هي اتحملت غباءه وعقابه والدور دلوقتي عليه يتحمل عقابها، هيفكرها بالحب اللي بينهم وعواصفهم فاتنهد وقال بهدوء: فاكرة لما أبوكي جه وأخدك مني وكنت هموت وأطمن عليكي ؟
ابتسمت للذكرى وردت : ايه فكرك بده دلوقتي ؟ محدش هياخدني منك ( كملت بمغزى ) مفيش غيرك انت اللي تقدر تاخدني منك .
ابتسم وسألها برجاء: مش هتسامحيني يعني على غبائي اللي عملته معاكي ؟
هنا قامت بعيد عنه وهو اتعدل بحزن: أمل
بصتله فكمل باعتذار حقيقي: أنا آسف بجد أنا لحد دلوقتي مش عارف ازاي عملت ده ؟
لبست الروب وبصتله بحدة: عملته لانك واثق اني بحبك و واثق اني هسامحك وزي ما المثل بيقول من أمن العقاب أساء الأدب .
وقف بذهول منها : هي وصلت لأساء الأدب يا أمل ؟
بصتله بتحدي: وانت ما أساءتش الأدب يا كريم ؟ أنا لحد اللحظة دي مش مستوعبة انت ازاي قدرت تسيبني وتقوم ؟
مسك دراعاتها وباس رقبتها باعتذار : حقك عليا مش هتتكرر تاني أبدا .
شدت نفسها منه بالعافية لانها عايزة تفضل في حضنه بس برضه زعلانة منه وقالت بتشكيك : مش مصدقاك .
لف ايديه الاتنين حواليها ووقف وراها : طيب وحياتك انتي مش هعملها تاني أبدا .
فضلت متجمدة برضه بين ايديه وهو بيبوس رقبتها وبيترجاها تسامحه : طيب وحياتك انتي ، ماعنديش أغلى منك أحلف بحياته يا أمل .
سحبت نفسها تاني منه وراحت ناحية الباب وقالت ببرود : أنا رايحة للولاد
مسك دراعها برفض : ما تنزليش كده مؤمن ممكن يجي في أي وقت علشان ابنه .
رجعت تلبس هدومها وأول ما قلعت الروب مسك دراعها شدها لحضنه وقال بلوم : مش متعود عليكي أبدا قاسية يا أمل ( حاولت تبعده بس مسكها وكتفها وكمل بحزن) ومش متعود أبدا انك تبعديني عنك .
عيونهم اتعلقت ببعض وهو بيحاول يخليها تحن وهي بترفض بعينيها ونظراتها ، شالها غصب عنها وحطها على السرير فحاولت تقوم بس مسكها ثبتها بغيظ : وريني هتقومي ازاي وتسيبيني يا أمل
google-playkhamsatmostaqltradent