رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثاني و الخمسون 52 - بقلم ايماء محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثاني و الخمسون 52

 
سيف اتوتر من اتصال فاتن ومستني إجابتها وهي اضطرت تجاوبه طالما اتصلت بيه من البداية : بخير يا ابني بس ما أكلتش حاجة من الصبح ورافضة الأكل وبدأت تتعب فقلت أكلمك قبل ما تروح تعدي عليها تاكلوا مع بعض يمكن نفسها تتفتح وهي معاك ، بس كده لكن هي بخير ما تقلقش .
اتنهد بارتياح : مسافة الطريق وهكون عندك ما تقلقيش .
قام لبس تيشيرت وچينز لانها بتحبه كده ونزل بسرعة ، مامته قابلته كانت طالعة عنده فسألته بحيرة: انت رايح فين ؟ الحاجات وصلت .
بصلها باستغراب : حاجات ايه ؟
وضحت : أوضة نومك الجديدة والحاجات اللي اشتريتها ، العربية برا والعمال مستنيين علشان يفضوا الأوضة بتاعتك علشان يحطوا الجديدة .
نفخ بضيق لانه حاليا مش مستعد لده وعايز يروح لهمس أهم ، بص لأمه وقال بجدية: أنا رايح لهمس ، تعبانة ولو ما اتحسنتش يا أمي هنأجل الفرح فحاليا دماغي مش رايقة نهائي لأوض نوم جديدة أو كل الموال ده ، اتعاملي انتي وبابا معلش .
ربتت على كتفه بحنو : حبيبي همس هتكون بخير والفرح بإذن الله هيتعمل في ميعاده .
ابتسم بحزن: أشك بس يارب ، يلا هسيبك دلوقتي .
خرج وقابله العمال، واحد منهم قرب منه يسأله: هننزل الأوضة القديمة الأول صح يا باشا ؟
سيف بص لأبوه بتعجل: بابا أنا رايح عند همس وقلت لماما تتعاملوا انتم ، ممكن بعد إذنك ؟
أبوه كان هيعترض بس لمح مراته بتشاورله يسيبه فاتراجع وقال بهدوء: روح وابقى طمنا عليها وعلى صحتها وحاول تيجي على طول لو الأمور تمام ؟
هز راسه بموافقة وانسحب بسرعة وطار بعربيته لعندها .
همس نايمة على السرير وهالة جنبها بتحاول تقنعها تاكل بس هي رافضة تماما الأكل وسيرته وريحته .
هالة قعدت جنبها على السرير بحزن : همس لو ما أكلتيش مش هتستردي صحتك ولو ده ما حصلش مش هتتجوزي سيف ، أنا مش فاهمة انتي ازاي مش بتجبري نفسك تاكلي الطبق باللي فيه مش بس الأكل ؟ مش عايزة سيف ؟
همس غمضت عينيها بتعب: غصب عني ، انتي شوفتي رجعت كام مرة ؟ أي أكل باكله معدتي بتفضل تقلب لحد ما تطرده ، انتي متخيلة اني مش عايزة أعمل اللي بتقوليه ده ؟
هالة اتعاطفت معاها ومسكت موبايلها: طيب كلمي سيف خليه يجيلك يقعد معاكي شوية يمكن هو يعرف ياكلك ويغير مودك شوية .
همس حركت راسها برفض : سيف بقاله كام يوم مش بينام ، خليه يرتاح الليلة دي .
سمعوا جرس الباب بيرن فهالة قامت تبص من الباب تشوف مين
هالة بصت لقت فاتن بتقول بترحيب : ازيك يا سيف يا ابني
بصت لهمس بحماس : سيف جه اهو يا همس .
همس حاولت تقوم وهالة جريت تسندها علشان تخرجله .
خاطر وقف يستقبل سيف ويسلم عليه وبص لمراته بعتاب : قلتلك بلاش تقلقيه وسيبيه يرتاح الليلة .
سيف اعترض : راحتي اني أطمن عليها يا عمي – بص لحماته وسألها باهتمام- لسه برضه ما أكلتش ؟ ولسه تعبانة ؟
قاطعته همس اللي خرجت وشكلها يغني عن أي سؤال : أنا كويسة ما تصدقهمش .
بصلها وهو مش مصدق ان دي كانت من يومين بس وشها كله نضارة وحيوية ودلوقتي دبلانة بالشكل ده
رد باستنكار : همس انتي مش قادرة حتى تقفي لوحدك فــكويسة ازاي بقى ؟
سابت ايد هالة وردت بضعف: أنا بخير اهو .
عينيه في عينيها وهي حست ان الدنيا كلها بدأت تلف بيها والصالة كلها بتلف وهي مش ثابتة أبدا على الأرض .
سمعت صوت سيف من بعيد بيسألها بخوف: همس انتي كويسة ؟
سيف لاحظ انها مش طبيعية ودايخة فقرب منها ويادوب خلص سؤاله لقاها بتقع بس لحقها ومسكها وشالها حطها على الكنبة وحاول يفوقها وهو بيقول بقلق: همس فوقي كده ، فوقي انتي بخير ، افتحي عينيكي .
بصتله بتوهان : ايه اللي حصل ؟
جاوبها بلوم : سيادتك دوختي من قلة الأكل ، همس لازم تاكلي .
غمضت عينيها ولفت وشها بعيد بتعب: مش جعانة ومش قادرة آكل أي حاجة .
بص لفاتن : هاتي أي حاجة تاكلها وأنا هآكلها .
فاتن راحت وهالة راحت معاها تساعدها أما همس فبصتله باستنكار : بقولك مش قادرة آكل ومش عايزة
بصلها لوهلة قبل ما يتكلم بأمر : هتاكلي يا همس حتى لو هتاكلي غصب عنك .
بصتله بعدم تصديق: انت بتقول ايه ؟ غصب ازاي ؟
فضل ساكت فكررت بعناد : هتغصبني ازاي يا سيف فهمني ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرد عليها بعجز: مش عايزة تاكلي ليه ها؟ أنا المفروض دلوقتي أكون مع العمال اللي في البيت بينزلوا أوضة النوم بتاعتنا ، والمفروض أكون بستعد لشهر عسلنا ، والمفروض نكون بنعمل ألف حاجة غير اني أكون بقنعك تاكلي علشان تتحسني يا همس .
صوته كان بيتغير تدريجيا وبيعلى شوية شوية وهي مصدومة من نرفزته عليها بالشكل ده وبالطريقة دي .
لفت وشها بعيد عنه علشان ما يشوفش دموعها اللي بتجاهد علشان تمنعهم .
علق بهدوء مصطنع : كلي علشان تتحسني وإلا قوليلي اجل الفرح يا سيف وهسيبك براحتك بس ألحق آجل كل حاجة .
بصتله بصدمة : هو ده اللي يهمك ؟ ميعاد الفرح ؟ وتعبي مش فارق معاك ؟
بصلها بذهول : تعبك مش فارق ؟ انتي واعية بتقولي ايه ؟ – فتح بوقه علشان يزعق بس اتراجع واتكلم بصبر – مش هرد عليكي دلوقتي ، المهم عندي تاكلي وتقفي على رجليكي وخلينا ناجل الخناق لوقت تاني .
فاتن جت بصينية أخدها منها سيف وهي علقت : يادوب شوية شوربة لسان عصفور دافية وقطعت فيها قطع فراخ صغيرة ، وعصرت عليها ليمون ، هي بتحبها كده .
همس استنت تشوف هيجبرها ازاي ولا هيعمل ايه ؟
سيف حط الصينية على رجليه قصادها وقال بلين: هآكلك بنفسي .
مد المعلقة لبوقها وهي باصة لعينيه بتحدي وغيظ منه ، أما هو فقال بهدوء : افتحي بوقك وكلي يا همس .
كانت هتعترض بس قررت توافقه وتاكل غصب عنها وهتخليه يشوف بنفسه نتيجة اللي بيعمله ، أكلت منه وكل معلقة بتاكلها بتنزل زي النار في معدتها اللي بدأت تعترض ، أخدت كام معلقة وأمها خافت انها ترجع فجابت السلة وحطتها جنبها ، سيف استغرب وبصلها فوضحت: كل ما بتاكل بترجع .
علق : مش هنآكلها كتير ، أربع أو خمس معالق مش أكتر ، بس تسند نفسها .
في المعلقة الخامسة زقت ايده ومسكت السلة ترجع كل اللي أكلته ، بص لهالة تاخد منه الأكل وبالفعل أخدته وجه يقرب من همس بس زقته بايدها بعيد عنها ، حطت السلة ولسه هتقوم فحاول يساعدها بس رفضت بضعف : خليك بعيد .
ماشية بتترنح ورفضت مساعدة أي حد ، دخلت الحمام تغسل وشها والتلاتة واقفين في الطرقة سامعينها بترجع تاني ، سيف بص لحماته بقلق: أرجعها تاني المستشفى ؟ كانت كويسة هناك واتحسنت شكلنا استعجلنا عليها
فاتن اتنهدت بتعب : والله ما عارفة ، حتى من بدري بحاول أكلم نادر بس ردت عليا الممرضة وقالتلي ده في عملية قلب مفتوح وهيطول فيها .
هالة راحت لهمس اللي قاعدة على أرضية الحمام مش قادرة تقف ، حاولت تساعدها بس همس رفضت تقوم معاها ، خرجت برا وبصت لسيف بحزن: قاعدة على الأرض .
سيف راحلها وجه يقرب منها فزعقت بغضب: اطلع برا وسيبني في حالي .
قرب منها وقال بابتسامة حزينة : انتي حالي يا همس .
زقته وزعقت بانهيار : انت متخيل اني مش عايزة أخف وأقوم ؟ متخيل اني مش عايزة أكون زي أي عروسة بتجري وبتتنطط وبتختار لبسها ومكياجها والكوافير اللي هتجهز فيه وكل اللي العرايس بيعملوه ؟ متخيل اني مش عايزة أتجوزك ؟ انت ازاي بتقولي مش عايزة أخف ها؟ أنا تعبانة علشان خطيبتك حاولت تقتلني وانت جاي تلومني أنا ؟ انت ازاي بتلومني ؟
خاطر جه على صوتها العالي وسمعهم بيتناقروا ، فاتن كانت هتدخل بس هو وقفها بهدوء : سيبيهم .
بصتله باستنكار: بنتك بتتخانق معاه
خاطر بص ناحيتهم وقال بتبرير: هو أكلها غصب عنها وهي رجعت فبتطلع ضيقها عليه ، عادي يعني .
فاتن اعترضت : هو ما سابهاش لحظة وبمجرد ما كلمته جه وهي بتتخانق معاه علشان أكلها ؟
خاطر : اه بالظبط – بصلها وكمل- خلينا نشوف هيستحملها لامتى؟ الجواز مش دلع وحب .
عند سيف وهمس
سابها تقول اللي جواها لحد ما سكتت ورد بحزن: انتي متخيلة ان اللي حصل ده سهل عليا ؟ وبعدين أنا مش بلومك أنا عايزك تخفي وتقومي ، عايزك معايا وفي حضني ، عايز آخدك وأمشي من هنا ونروح لأي مكان بعيد لوحدنا بس كل ده مش هيحصل غير لما تقومي وتغصبي نفسك تاكلي حتى لو هترجعي هيفضل شوية في معدتك ، عارف انه صعب وعارف انك تعبانة بس حاولي .
ردت ببكاء : اديني حاولت وادي النتيجة ممكن تبعد عني بقى ؟ سيبني لوحدي لو سمحت .
قرب منها شدها وقال بحسم: مش هسيبك.
وقفها غصب عنها وفتح حنفية الحوض وغسل وشها علشان تفوق وغسل ايديها الاتنين وبصلها في المرايا اللي قدامهم وقال برجاء : فوقي واتحملي لاني بجد محتاجك تفوقي .
غمضت عينيها وسندت راسها على صدره وهو شالها يرجعها لسريرها ، أمها فتحتله باب الأوضة فحطها بهدوء : تحبي أرجعك المستشفى ؟
همس بصت لعينيه هزت راسها بنفي بعدها علقت بتعب : سيبوني بس أنام ، معدتي بتتقطع وهتاخد فترة طويلة لحد ما تهدا من تاني ، من الصبح ده اللي بيحصل معايا .
حط ايده على خدها وقال بأسف: حقك عليا لو عليت صوتي عليكي ، همس أنا عارف انك في الحالة دي بسببي ، بس أنا ..
ماعرفش يقول ايه فسكت بس عينيه بتقول كتير ، همس حست بوجعه وبلومه لنفسه واتضايقت انها عاتبته هو لان مش بايده حاجة فبصتله باعتذار وقالت بحب : سيف أنا مش بلومك على اللي حصلي ده ، شذى غيرانة وزي ما قلتلك حقها تغير ، أنا أخدت منها راجل مفيش منه اتنين في العالم كله .
ابتسم بحب ومسك ايدها باسها : شذى هربيها وهجيب حقك منها بس حاليا قوميلي انتي الأول ده اللي يهمني ، واه عايزك تقومي علشان الفرح ما يتأجلش بس يا همس مش علشان الفرح نفسه علشانك انتي ، علشان عايزك معايا وفي حضني ، علشان آخدك وأطير لبعيد وتفضلي قدام عيني ما تفارقينيش ولو لحظة ، ومش قادر أفكر ان ده ممكن يتأجل ، خلينا نتجوز وهخليكي تقضي فترة النقاهة بتاعتك في أجمل أماكن في العالم كله وانتي في حضني .
فاتن علقت وفوقتهم الاتنين : فاضل ٣ أيام على الفرح مش هتلحق تقوم ، سيف أجل الفرح أسبوع ولا حاجة ولا أسبوعين
خاطر دخل وسمع جملتها فأكد : فعلا أجله أفضل .
سيف بص لهمس ومستني منها رد على كلام أبوها وأمها وهي بتقوله بعينيها لا مش عايزة تأجل .
وقف مرة واحدة وبصلهم بجمود : خليني أكلم دكتور نبيل يبعت ممرضة تركبلها مغذي ، مش هينفع تفضل بدون أكل وبدون غذا .
هرب من كلامهم وطلع موبايله يتصل بنبيل و شرحله حالة همس وتعبها و طلب منه يبعتله ممرضة تفضل معاها وتعلق محاليل تغذيها لحد ما معدتها تهدا .
نبيل قاله انه خلص نبطشيته وكان مروح فهيعدي عليه ويجيب معاه سماح تقعد مع همس .
قفل وبص لحماه بضيق : كان المفروض خرجنا من المستشفى على البيت هناك في الفيلا .
خاطر بصله بذهول : نعم ؟ ليه إن شاء الله وايه الفرق ؟ هتخلي بالك منها واحنا مش هنعرف ؟
سيف بصله بلوم : عمي لو سيادتك من أول ما هي تعبت أخدتها المستشفى ماكناش وصلنا للمرحلة دي لكن تفكيرك الغريب هو اللي وصلنا لده ، أصلا أنا لحد دلوقتي مش عارف أستوعب انت ازاي تتهمنا اتهام زي ده ؟ ازاي ماعندكش ثقة فينا ؟ بلاش أنا ، ازاي مش بتثق في همس بنتك ؟
خاطر بصله بدهشة ورد بحدة: نعم ؟ انت اللي بتسأل ؟ بنتي من يوم ما حبتك وهي اتحولت لإنسانة مختلفة تماما عن همس بنتي ، همس طول عمرها بنت مش بتفكر غير في مذاكرتها ومستقبلها وبس لكن فجأة كل ده رمته وراها ومابقاش في غير سيف وبس .
اعترض بضيق : مين قال ان مفيش غيري ؟ هي حبتني أيوة بس ده ما يمنعش انها نفسها همستك اللي انت مربيها .
خاطر ضحك بتهكم : همستي أنا ؟ يعني مش همستك انت ؟ بتضحك عليا ولا على نفسك ؟
سيف أخد نفس طويل ورد بجدية : ماشي همستي بس برضه ايه اللي عملناه خلى تفكيرك يوصل لاتهام زي ده ؟ انت اتهمتنا في شرفنا يا عمي ، اتهمت بنتك في شرفها انها فرطت فيه! أنا ماكنتش عايز أفتح الموضوع ده دلوقتي بس ازاي بجد قدرت تتهم اتهام زي ده ؟ ايه اللي عملناه ادالك إيحاء ان بينا العلاقة دي ؟ اه بحبها واه بتمنى قربها بس آخري أمسك ايدها زي أي اتنين بيحبوا بعض وأقرب منها بحدود لكن مش أخليها تحمل – كان هيتجنن من الاتهام ده والكلام رجع مشاعره اللي كان كابتها فقال بغضب – اوعى يكون علشان عشت برا مصر متخيل ان دي أخلاقي
خاطر بص بعيد وقال بتردد: مش وقته الكلام
قاطعه بضيق : لا وقته طالما اتكلمنا ، انت متخيل علشان عشت برا ان الموضوع ده عادي بالنسبة ليا؟ هتعامل معاها بطباع أمريكية ؟ ولا ايه فهمني ، ازاي عقلك صورلك ان بينا العلاقة دي ؟
خاطر بصله بحدة : أسباب كتيرة واه ده من ضمنهم ، عيشتك برا مصر ، وتصرفاتكم وكلامكم ، إصراركم على الجواز دلوقتي ، في ألف سبب يخليني أشك فيكم .
همس غمضت عينيها بوجع بسبب أبوها اللي كل شوية يأكد على غلطه في حقها وحق سيف
سيف بعصبية : عايز أتجوزها علشان بحبها مش علشان اصلح غلطتي معاها .
خاطر بزعيق : ده مش سبب كفاية، ما في كتير بيحبوا بعض ويتخطبوا سنه واتنين وخمسة ، اشمعنى انتم اللي هتتجننوا بالشكل ده ها ؟
سيف علق بتهكم : انا اللي هقولك المرة دي ده مش سبب كفاية لاتهام زي ده

خاطر قرب منه بغيظ : أقولك الأسباب يا سيف ؟ من أول ما عرفتك وهي حالها اتبدل ، الشيت اللي رفضت تسلمه علشان تعاند معاك وكانت هتضيع درجاته فاكره ولا نسيته ؟ بنتي مش بتضيع نص درجة بس معاك ضيعت خمسة كفيلين يشيلوها من ترتيب الأوائل أصلا ، عياطها المستمر طول السنة اللي فاتت ، غموضها ، حبها لواحد مرتبط وخاطب ، سفرها كل شوية بدون أي مبرر من هنا لهناك والعكس ، حالتها يوم فرح أختها ومجيك انت الفرح بخطيبتك ، عرضك على أمها انك تتجوزها في السر – سيف استغرب فوضحله – اه عرفت عرضك ده .
رد بتبرير : ده كان عرض متخلف وراح لحاله .
خاطر بغضب: كلها أسباب بتتراكم في دماغي لما ترصها وتجمعها هتوصلك لنفس النتيجة دي ، فاكر بعدها لما وصلتنا المحطة ؟ كنت عارف المحطة بتفاصيلها لانك كنت بتوصلها صح ؟
سيف بذهول : وصلتها مرة يوم ما نهيت كل حاجة بينا وكنت ناوي أكمل مع شذى وهي انهارت فكان لازم أوصلها ، هرجع وأقولك مش بينا العلاقة دي .
خاطر كمل أسبابه : اليخت بتاع صاحبك ، مش ده مكان مميز ليكم انتم الاتنين ؟ مميز ليه ها ؟ كنتم بتتقابلوا فيه صح ؟ يخت في مكان زي ده وتحت ايدك وتصرفك ! ده مش كفيل يخليني أشك ؟ بلاش طيب وكلامكم عن شقتك ؟ راحت معاك شقتك يوم كتب الكتاب وماكانتش أول مرة تروحها
قاطعه باستنكار: انت فاكر كل حاجة غلط وبتجمع غلط
خاطر ابتسم بغضب : مش فاهم غلط لان كل ده كان ممكن أتغاضى عنه لكن ختم بلفت النظر اللي جه من المدينة الجامعية انها اتأخرت برا المدينة، مش انت اللي أخرتها ساعتها ؟ سيف بص لهمس بصدمة وبعدها بص لخاطر وقال بجدية : همس ماكانتش معايا لما اتأخرت على المدينة .
همس بتعيط بصمت ، حاسة انها متهمة وقدام مين؟ قدام أبوها اللي طلعها بصورة بشعة وحتى مش مراعي ان هالة موجودة ! بصت لهالة اللي لقتها بتتابع الموقف بذهول وكأنها مش مستوعبة اللي بيحصل ، هالة بصتلها بشفقة وقربت منها قعدت جنبها تدعمها في صمت وهي بتتفرج على أبوها اللي قايم بدور الجلاد وأمها متفرجة وبتأيده
خاطر لف وشه بعيد عن سيف ورافض يسمع تأليف بس سيف مسكه من دراعه أجبره يواجهه وقال بتأكيد: همس ماكانتش معايا لما اتأخرت برا المدينة .
خاطر باصصله بعدم تصديق فرد بتهكم : تمام ماكانتش معاك ، خلاص اقفل الكلام .
سيف لاحظ انه مش مصدقه فانفعل بغيظ: مش هقفل الكلام ، همس مش أنا اللي أخرتها اليوم ده وعمري ما أخرتها دقيقة واحدة عن ميعاد مدينتها .
خاطر بصوت عالي : يوم ما جينا القاهرة وقلتلك ما تأخرهاش قلتلي المدينة ما بتقفلش بدري كده ، انت عارف كل تفاصيل حياتها وبنتي طول السنين اللي فاتت عمرها ما اتأخرت ولو مرة ، أصلا عمرها ما خرجت لبليل فما بالك بتأخير ها ؟
سيف بتهكم : ولانها اتأخرت افترضت انها معايا في شقتي! عيب تقول كدا عن بنتك، و أنا مش عيل مراهق هاخد حبيبتي و أطلع بيها على شقتي ، أنا دكتور جامعي ، اه حبيت طالبة عندي بس عارف حدودي كويس وعندي أخلاقي ومبادئي .
همس زعقت بانهيار : كفاية انتم الاتنين بقى -بصت لأبوها بخذلان ووضحت- بابا يوم ما اتأخرت أنا كنت مع اصحابي ودخلنا سينما وماما كانت عارفة بس الفيلم كان طويل واتأخرنا نص ساعه جوا السينما ولما خرجنا الجو كان مطرة ومالقيناش مواصلات ، هالة اهيه كانت معايا في اليوم ده طالما أمي عاجبها اتهاماتك ومابتدافعش فاسمع من صاحبتي .
هالة بتأكيد : أيوة يا عمي وساعتها همس اتصلت بسيف وهو جه روحنا بسرعة بس كنت أنا وهمس وخلود .
خاطر بص لبنته بعتاب : لو في حد وصلنا للنقطة دي دلوقتي فانتي بتصرفاتك الطايشة السنة دي – بص لسيف وكمل- وانت بمطاوعتك لجنانها ، انت زي ما بتقول دكتور جامعي ونادرا ما بنسمع عن دكتور جامعي بيحب طالبة عنده وبعدين همس مش آخر سنة دي لسه قدامها سنة كمان يعني أصلا في فرق سن بينكم ومش عارف انت ازاي حبيتها من البداية وازاي سمحت لنفسك تتمادى في الحب ده فدلوقتي لما أتهمك اتهام زي ده ما تلومنيش لكن تلوم الأساس اللي سيادتك بنيته .
سيف بصله باستنكار وجه يرد بس فاتن اللي كانت بتتفرج وساكتة من صدمتها ان ازاي خاطر يقول كل ده على بنته وجوزها وقفت في النص بينهم وقالت بنفاد صبر: كفاية انتم الاتنين ، مش وقته كل الكلام ده ، الدكتور على وصول – بصت لسيف وقالت – فرحك بعد أيام بسيطة عدي اليومين دول على خير وخد مراتك وسافر شهر العسل ريحوا دماغكم – بصت لجوزها وقالت بقوة – بنتك خلاص كبرت وبقى في راجل تاني غيرك مسئول عنها فاتقبل الوضع الجديد ده ، من زمان وأنا مستغربة ليه انت بارد في عدم جوازهم ودايما تلومني اني مستعجلة وماكنتش فاهمة هدوءك اتاريك عايزهم حواليك ومش عايزهم يكبروا ويخرجوا لحياتهم الخاصة بس خلاص ، عيالك طاروا برا العش وكل واحد بقى عنده عشه الخاص و وليفه فسيبهم .

خاطر كشر وبصلها وهو ماعندهوش رد بس قال أول حاجة خطرت على باله : أنا سايبلكم الأوضة كلها انتي وبنتك وحبيبها .
قبل ما يخرج بره الاوضة همس اتعدلت و قعدت وضمت ركبتيها لصدرها و بصت لأبوها بحزن وقالت بوجع: بما اني فيا كل الصفات دي ورخيصة للدرجة دي فاعتبر انك مالكش بنت اسمها همس وانساني انت وماما اللي واقفة مافكرتش حتى تدافع عن بنتها اللي كانت بتحكيلها عن علاقتها بسيف ولا عن يوم السينما ، ومعاكم نادر اللي بيصدق أي حاجة بمجرد حتة ورقة ! – سكتت وعيونها لمعت بالدموع وكملت بقهر – انسوني لاني هنساكم ومش هعرفكم تاني
كلامها نزل زي السهم اللي غرز في صدر خاطر اللي حس انه خسر بنته بسبب مبررات جمعها قلبه الغيران على بنته ، وفاتن وقفت مصدومة لتاني مرة وهي بتشوف بنتها بتأكد انها مش عايزة تعرفهم وفسرت سكوتها انه تأييد لأبوها
خاطر بصلها بذهول وخرج وسيف بص للسقف ونفخ بضيق وبعدها بص لحماته اللي كلمته بخفوت: خلوه يهدا شوية ، أنا طالعاله وانت خليك مع همس وكفاية اقفلوا الكلام في المواضيع اللي تضايق دلوقتي .
تابعوها لحد ما خرجت بعدها هالة اتحرجت فوقفت : أنا لحظة وجاية .
خرجت وسابت الباب مفتوح لانها مش عارفة تعمل ايه ؟
سيف قرب من همس وقعد قصادها على السرير وهي قاعدة ضامة ركبها بايديها وباصة للأرض ، رفعت وشها تبصله باستنجاد: وبعدين؟ أنا تعبت من كل اللي بيحصل ده
بصلها فترة بعدها علق بمواساة : كله بيعدي – بص لعينيها بعمق وقال برجاء – همس أنا مش عايز نأجل الفرح ومش عايز أفضل أحتك بأبوكي كتير بالشكل ده ، علشان خاطري الدكتور هيجي دلوقتي عايزك تلتزمي باللي هيقوله ، قومي على رجليكي وارجعيلي بسرعة لو أجلنا معرفش ممكن نأجل لامتى وأخاف الدراسة تقرب أكتر فأبوكي يرجع يعترض من تاني وندخل لدوامة تانية احنا في غنى عنها .
دمعة نزلت منها وقالت بحزن: بايدي ايه أعمله ؟
مسح دمعتها وحاول يبتسم بتشجيع : تتحسني ، لو الأكل جسمك محتاجه معلش كلي حتى لو هيتعبك بس هيديلك الطاقة اللي جسمك محتاجها ، شاوري عايزة تاكلي ايه ؟
ابتسمت بتهكم : انت هتعملي أكل ؟
اتنهد ورد بصدق : لو ينفع مش هتأخر بس همس أنا مش هقدر أفضل هنا كتير زي المستشفى انتي بالفعل شايفة علاقتي بأبوكي وأخوكي متوترة ازاي اليومين دول ، فبعدنا حاليا أفضل، بس اللي أقدر أعمله حاليا هبعت أجيب حد من البنات اللي عندنا يقفوا هنا يعملوا كل اللي يخطر على بالك ، تمام ؟ علشان ما تتعبيش والدتك أو هند .
سألته باستغراب : وهو ينفع تجيبلي واحدة منهم ؟
بصلها بتأكيد: اه عادي ، لحظة هكلم أمي تبعت واحدة .
اتصل بيها وطلب منها تبعت حد من البنات اللي عندهم في البيت لهمس وهي وافقت بدون تردد وبلغته انها هتبعت أحلام مع نصر يوصلها بكل اللي ممكن همس تحتاجه .
قفل وبصلها بابتسامة: نفسك في ايه ؟ اللي عايزاه قولي عليه .
بصتله بتركيز وردت بهمس: دلوقتي مش عايزة غير انك تاخدني في حضنك وبس .
بصلها لوهلة بعدها قام من مكانه قعد جنبها وضمها لصدره وهي اتكورت كلها وخبت نفسها بين ايديه .
همست بحزن: لما نتجوز مش هعرفهم تاني كفاية عليا بدر وهند هما اللي بيحبوني وواثقين فيا
رد بمواساة: حبيبتي مفيش أهل بيكرهوا عيالهم مهما حصل ، – كمل بتبرير رغم غيظه من خاطر – أبوكي اختلط عليه الأمر انما هو بيحبك
قاطعته بابتسامة متهكمة: ماتحاولش تجمل اللي حصل ياسيف ده حتى ماعملش حساب لوجود هالة
اتنهد وهو حاسس بيها وبوجعها بس ماينفعش تخسر أهلها ، قرر ينهي الموضوع مؤقتا علشان نفسيتها فقال بهدوء: كله هيتحل ياحبيبتي
سكتت فترة وبعدها همست : بحبك لما تلبس تيشيرت كده بسيط وچينز .
ابتسم وهو بيربت على شعرها : عارف وعلشان كده لبسته علشانك .
رفعت عينيها في عينيه وسألته باهتمام: انت ما نمتش صح ؟
ابتسم وحط ايده على خدها : ما تشغليش بالك بيا أنا كويس .
دفنت وشها أكتر في صدره : بس شكلك تعبان وعايز تنام ، من ساعة كتب كتابنا تقريبا ما نمتش .
شدد ايديه حواليها باحتواء : أنا كويس يا همس ، اتحسني انتي بس .
جرس الباب ضرب فجه يقوم وهو بيقول : أكيد ده الدكتور يا همس .
مسكت قميصه بلهفة : ما تقومش من جنبي ما بصدق تكون معايا كده
مسك ايدها باسها بتفهم : الدكتور وصل خلينا نستقبله وبعدها أنا معاكي ما تقلقيش مش هسيبك دلوقتي .
هالة جت عند الباب المفتوح وخبطت ودخلت تقولهم ان دكتور نبيل برا.
سيف خرج يستقبله ودخله عندها وكلهم حوالين الدكتور ، فاتن علقت : يا دكتور أي حاجة بتاكلها معدتها مش بتهدا غير لما تطردها كلها وبتفضل تعبانة يجي ساعتين بعدها .
نبيل بصلها : ده طبيعي ، انتم مستقلين بالتسمم اللي حصلها ؟ المادة اللي سممتها تعبت معدتها جدا وهتحتاج وقت لحد ما ترجع لطبيعتها .
همس : بس كنت كويسة في المستشفى مش تعبانة كده
بصلها و وضح : لانك ماكنتيش بتاكلي ، وبتتغذي من المحاليل لكن هنا كان لازم تاكلي ومع تعب معدتك انتي استسهلتي ومنعتي الأكل وده اللي تعبك كده .
اعترضت : ما منعتهوش بمزاجي معدتي تعبانة وبعدين برجع أي حاجة .
وضحلها : حتى لو بترجعي بيفضل شوية في معدتك ودول اللي بيتعبوكي لان معدتك بتحاول ترجع لطبيعتها وتهضم الأكل ده وبتفضلي تعبانة لحد ما تتخلص منهم ، بصي هكتبلك على حقن تهدي معدتك والترجيع شوية بس لازم تيجي على نفسك وتاكلي حتى لو هترجعي – بص لسيف وكمل – سماح هتركبلها محاليل مغذية تسند معاها – بص لفاتن- ما تغصبوش عليها في موضوع الأكل ، معلقتين كفاية من أي حاجة خفيفة بتحبها ، يعني كل ساعتين مثلا تاخد معلقتين من أي حاجة و واحدة واحدة .
أخيرا خلص كشفه وخرج وسيف معاه وقبل ما يمشي بصله بعملية: أعتقد تأجل الفرح يا باشمهندس ، فاضل ٣ أيام مش كفاية تسترد صحتها فيهم.
سيف أخد نفس طويل نفخه بضيق : هي رافضة ومش هي بس أنا كمان مش عايز آجل ، هنتجوز وأسافر بيها أي مكان تسترجع فيه صحتها .
نبيل مط شفايفه بعدم اقتناع : يعني هتتجوزها بحالتها دي ؟ وبدل ما تستمتعوا بشهر العسل هتعالج فيها ؟ براحتك ، المهم ألف سلامة عليها ولو في أي جديد ما تترددش وكلمني أي وقت .
وقف يتكلم مع الدكتور شوية برا الباب ويطمئن على همس ويفهم حالتها أكتر، راقب نبيل وهو نازل على السلم وبيفكر هل هيعمل الفرح ولا يأجله ؟ أخيرا نفض دماغه بتعب والتفت يدخل من الباب ويادوب لف لقى خاطر في وشه وسأله بتحفز: مش هتأجل الفرح برضه ؟ انت سمعت اهو الدكتور قال ايه ؟
بصله بتركيز ومش عارف يقول ايه أو ياخد قرار ففضل ساكت شوية بس فضلوا باصين لبعض لحد ما أخيرا سيف نطق بصرامة : لا مش هآجل الفرح وده آخر كلام .
اتحرك علشان يدخل بس خاطر مسك دراعه بغيظ : انت سمعت الدكتور بنفسك ؟
سيف شد دراعه بحدة: سمعته بس أنا عارف أنا بعمل ايه .
اعترض بغيظ : عارف ايه ؟ ان همس تتجوز ؟ انت شايف انها هتقدر تقوم بأي حاجة أو
قاطعه بضيق : أنا مش قادر أفهم حاجات ايه اللي انت متخيل ان بنتك هتقوم بيها ومش هتقدر عليها ؟ من بدري وانت بتتكلم في نفس النقطة دي ؟ على رأي همس أنا عندي بدل الشغالة في البيت تلاتة وممكن أوصلهم لعشرة بسهولة فايه اللي صعب مستني بنتك ها ؟ انها تكون في حضني بالليل ؟ ده اللي شايفه صعب ؟ وبعدين اطمن أنا فاهم حالتها كويس وعارف هي هتقدر على ايه ومش هتقدر على ايه ، وبعدين علاجها وهي في حضني هيكون أسرع بكتير من علاجها وهي هنا عندكم .
رد باستنكار : قصدك ايه ها ؟ ايه اللي هتعمله انت واحنا مش هنعرف نعملهولها ؟
قاطعهم وصول هند وبدر وابنه اللي سامعين صوتهم وخلافهم ، بدر قرب علشان يسلم عليهم بس اتفاجئ بسيف بيرد على خاطر بحدة : من جهة أقدر فأنا اه أقدر أعمل كتير أوي .
خاطر اتنرفز أكتر : ايه ها ؟ تاخدها في حضنك ؟ ده اللي هيخففها ؟
بدر مسك دراع خاطر : عمي اهدا شوية مش كده التفاهم ، في ايه يا جماعة ؟
سيف رد بغيظ : اه حضني هيخففها وده اللي حضرتك مش قادر تستوعبه ، راحتها النفسية هتخففها ، اهتمامي بيها هيخففها ، تغييرها للجو ده هيخففها ، فرحتها هتخففها وفي ألف حاجة ممكن نعملها هتخففها .
خاطر قرب من سيف ولسه هيزعق بس هند وقفت في وشه المرة دي : بابا اهدا ، اهدا مش هينفع الكلام كده برا وصوتكم عالي والجيران هتتلم علينا ، بدر خد سيف جوا.
بدر شد سيف ودخلوا البلكونة وقفل عليهم وبصله بتعجب: في ايه ؟ اهدا يا سيف لحد ما يعدي فرحكم ، بلاش تعادي حماك في التوقيت ده ، همس لسه في بيته .
أخد نفس طويل نفخه بضيق مرة واحدة وبص لبدر : كلها يومين بس ومش هتبقى في بيته .
بدر قرب منه وقال بنصح: يبقى تهدا لحد ما اليومين دول يعدوا بدل ما يبقوا سنة ، اهدا واعقل ، بعدين فين رجل الأعمال سيف الصياد ها؟ انت بتتعامل بالعقلية دي في شركتك ؟ ولا مع طلبتك حتى ؟
سيف لف وشه بعيد لان أي موضوع بيتعلق بهمس هو بيتحول لشخص مختلف تماما .
بدر ربت على كتفه بتفهم : عارف ومقدر توترك بس يا سيف علشان خاطر همس وحالتها لازم تهدا وتتعامل بحذر اليومين دول لحد ما يعدوا على خير .
سكت شوية و وقف جنبه سند على سور البلكونة بايديه وبعدها بص لسيف : ايه اللي منرفزك بالشكل ده ومخليك متخفز بالطريقة دي ؟
أخد نفس طويل قبل ما يجاوبه : شذى طلعت برا الموضوع وحاسس انها بتمدلي لسانها .
بدر رد ببساطة : ورشا لما حاولت تبوظ ليلة فرحي كانت بتمد لسانها بس فاكر يومها انت قلتلي ايه ؟ فاكر ولا أفكرك ؟
سيف باعتراض : رشا ماحاولتش تقتل هند ، خسارتك كانت في ماديات يا بدر مش في روح حبيبتك .
بدر التفتله بهدوء: وانت متخيل ان لو رشا كانت تقدر تعمل حاجة زي دي كانت ممكن تتردد ؟ دي كانت هتقتل ابنها ، ابنها يا سيف متخيل ممكن تعمل ايه في هند لو طالتها ؟ بس نرجع ونقول الحمدلله انها جت على قد كده ، والحمدلله ان حبيبتي معايا وفي حضني ، وصدقني زي ما انت قلتلي يومها أول ما ضميتها لحضني نسيت العالم بكل ما فيه ، نسيت كل حاجة ومافكرتش غير ان حبيبتي في حضني وبس وده أوعدك انه نفس اللي هيحصل معاك أول ما تاخد همس بيتك وتاخدها في حضنك يا سيف ، هتنسى السنة اللي فاتت بكل ما فيها ، هتنسى شذى ، هتنسى كل اللحظات الصعبة وكل اللي هيهمك همس في حضنك وبس .
سيف بص للسما وغمض عينيه بنفاد صبر: اوووف ، امتى.. امتى ؟ حاسس ان ممكن روحي تطلع قبل اليوم ده .
بدر ابتسم وبص قدامه وهو عارف كويس إحساسه ايه : هيحصل بس كل شيء وله أوان ، قولي عمك قال ايه ضايقك منه؟
بصله واتنهد وحكاله اللي حصل
هند دخّلت أبوها أوضته و قعدته وقعدت قصاده بلوم: وبعدين يا بابا لامتى هتفضل تتخانق معاه ؟ سيف مش شخص وحش ولا شخص مش مسئول ولا في أي سبب للخناق كده معاه ، في ايه بقى لكل ده ؟
لف وشه بعيد بضيق: الفرح المفروض يتأجل يا هند .
اعترضت بهدوء : وليه يتأجل طالما أصحاب الشأن رافضين ؟
بصلها بحدة : احنا أصحاب الشأن ، أبوها وأمها .
ابتسمتله برقة ووضحت : انتم الخير والبركة بس أصحاب الشأن هما سيف وهمس يا بابا – جه يعترض بس هى كملت – طالما وافقت تجوزه بنتك فهو حاليا صاحب الشأن يا بابا ، هو جوزها ولو دخل شالها وقالك هاخدها بيتي دلوقتي حقه وربنا شرعله ده ، فأرجوك يا بابا اهدا وسيب الموضوع يمشي طبيعي واللي ربنا رايده هو اللي هيكون ، ده قدر ومكتوب وربنا محدد امتى هيتجوزوا وامتى هيتجمعوا ، بابا أرجوك .
أبوها بصلها بتبرير: بس يا هند
مسكت ايده وقالت بهدوء : ما بسش يا بابا ، سيبهم يقرروا لوحدهم هيتجوزوا ولا هيأجلوا ؟
خاطر ردد بغيظ : يقرروا براحتهم – بصلها وزعق – وبعدين انتي بتكلميني أنا ليه؟ سيادتك ماكنتيش شايفاه وهو بيكلمني وبيرد عليا ازاي ؟
ابتسمت ووردت بدفاع: شوفته بس يا بابا هو لسه زعلان منك ، من اتهامك ليهم ، قدر حالته ، بعدين شذى خطيبته هي اللي أذت همس وده واجعه فوق ما تتخيل ، كمان لومه لنفسه وعتابه ليها ، كل ده ما أخدتهوش في حساباتك ؟
سيف بيعشق همس و ده المهم دلوقتي ، سيبهم يا بابا ياخدوا قرارهم براحتهم .
بدر مع سيف واقفين باصين للمجهول قدامهم والصمت مسيطر عليهم ، بدر احترم صمت سيف ، قاطع صمتهم دخول أنس : ممكن أدخل ولا حابين تتكلموا لوحدكم ؟
سيف بصله وابتسم : ادخل يا أنس ، هنتكلم في ايه لوحدنا ؟ تعال تعال .
دخل وقفل وراه الباب ووقف في النص بينهم وشوية وبص لسيف : هو انت هتتجوز همس يوم الخميس يا عمو ولا هتأجل علشان هموس تعبانة ؟
نفخ بضيق قبل ما يبصله ويجاوبه : والله يا أنس السؤال ده اللي محير الكل ومحدش عارفله إجابه ، مش عارف .
أنس بصله باستغراب : يعني لما حضرتك مش عارف مين هيعرف ؟
بدر بص لابنه بعتاب : بطل غلبة يا أنس لما ياخدوا قرار هيبلغونا بيه إن شاء الله .
سكتوا من تاني وأنس حس ان في توتر في الجو فسكت وماحبش يتكلم وسرح زيهم وسأل نفسه هل حياة الكبار كلها مشاكل كده على طول؟ ولا امتى بيعيشوا مبسوطين بدون مشاكل ؟
سؤاله فضل بدون إجابة ، بدر بصلهم : ما تيجوا ندخل جوا بدل ما احنا لوحدنا كده
سيف موبايله رن كان مؤمن فبصلهم : ادخلوا وأنا هخلص تليفوني ده وأحصلكم .
دخلوا وسابوه وهو رد على مؤمن : أيوة يا مؤمن
سلم عليه وبعدها برر سبب اتصاله : أنا قلت بس أطمن عليك ، كنت ماشي محبط وشايل الدنيا فوق راسك ، أخبارك ايه دلوقتي وهمس عاملة ايه ؟
سيف اتنهد بتعب : همس تعبانة وأنا عندها ، قلت أرجعها المستشفى بس رفضت فكلمت دكتور نبيل جالها وجاب ممرضة تفضل جنبها وعلقلها محاليل تغذيها لانها ماقدرتش تاكل ولما غصبنا عليها رجعت ، دي أخباري .
مؤمن بص لكريم قصاده ومش عارف يقوله ايه بس حب يشجعه : بإذن الله خير يا سيف ، هتتحسن وهتبقى بخير ، أزمة وهتعدي ما تقلقش ، عملت ايه في ميعاد الفرح ؟
هنا سيف نفخ بضيق : والله ما عارف ولسه متخانق مع حمايا على الموضوع ده ، جزء مني بيقول نأجل وجزء رافض مجرد الفكرة .
كريم دخل في المكالمة : سيف ازيك
سيف ابتسم : كريم ؟ ازيك انتم لسه مع بعض ؟
كريم بتوضيح : انت ناسي اننا عايشين في بيت واحد ؟
سيف ابتسم : لا مش ناسي بس أقصد لسه قاعدين مع بعض مش كل واحد يعني مع مراته .
مؤمن جاوبه بتهكم: ماهو احنا قاعدين بعيالنا اللي بيربونا من الأول وجديد .
ابتسم : ربنا يخليهم ويحفظهم .
أمنوا على كلامه بعدها كريم اتكلم بهدوء : سيف خد القرار اللي انت بتأجله كل شوية وصدقني بعد ما تاخده هترتاح وهيفرق معاك جامد .
سيف استغرب : قرار ايه اللي عايز آخده ؟ نورني .
كريم ابتسم : قرار التأجيل يا سيف ، انت من جواك عارف ان ده الصح بس بتأجل تاخده ، خده متردد ليه ؟
سيف بص قدامه وهو من جواه عارف ان كلام كريم صح بس رافض يعترف لنفسه بيه ، انتبه على مؤمن : خايف ليه تأجل يا سيف ؟ يعني أسبوع هيفرق معاك في ايه ؟ وتكون أموركم اتحسنت والضغط ده هدي شوية .
سيف باندفاع: أبوها ممكن يرجع في كلامه ويقول خلاص الدراسة هتبدأ أجلوها وده لو حصل
قاطعه كريم بجدية : سيف هو مش لعب عيال ، انت هتأجل أسبوع مش شهر علشان الدراسة وبعدين في قاعة محجوزة ، في تذاكر سفر ، في ناس اتعزمت في كتير أوي ما ينفعش يتلغي .
سيف بحيرة : ماهو ممكن أول ما أقول تأجيل هو يقول لآخر السنة
مؤمن : سيف معلش مع احترامي لحماك بس هو بالفعل وافق واتحجزت قاعة فأيوة هتأجل أسبوع لكن تلغي صعب حتى التذاكر بتاعة الطيران وحجوزات الفنادق كل ده صعب يتلغي هاتها من الناحية دي ، ان اه ممكن تأجل أسبوع لكن مش أكتر من كده ، يعني ليها حل ما تقلقش ، بعدين همس بالفعل مراتك انت كاتب عليها ، لو قفلت معاه خالص هاتها من الناحية الشرعية انها مراتك وانت عايزها في بيتك وساعتها غصب عنه هو اللي هيقولك حدد ميعاد فرح.
سأله بترقب: وهو ده فعلا حقي أعمل كده ؟ يعني أقصد هل كتب الكتاب يديني الحق ده ؟
الاتنين ردوا مع بعض بثقة : طبعا
ابتسموا وبصوا لبعض وكريم كمل : سيف ، همس مراتك شرعا ودينًا وعرفا وليك كل حقوق الزوج على زوجته إلا العلاقة فقط إلا بإذن أبوها من باب العلم بالشيء مش الإذن لان بالفعل انت اتجوزتها خلاص، انت في مركز قوة مش هو والكلمة دلوقتي كلمتك فخد القرار وانت مطمن.
سيف بيفكر وبيوزن كلامهم ورد بتيه: طيب فيها ايه لو عملنا الفرح في ميعاده وهي براحتها بعدها؟ يعني هي تعبانة والكل عارف ده فبراحتها .
مؤمن جاوبه : سيف انت هتتجوز حبيبتك ، بلاش تحرموا نفسكم من أجمل أيام العمر وتقضوها تعب وتمريض ، الفرح نفسه بدل ما ترقص وتفرح وتتنطط انت وهي هتفضل قاعدة دبلانه ودايخة ودي ذكراه معاكم، شهر العسل صدقني أجمل أيام عمرك هتقضيه وهي راقده تعبانة مش قادرة تقوم ولا قادرة تخرج ولا قادرة حتى تستمتع بجوزها، سيف لا اوعى هتندم ، الأيام دي ما بتتعوضش وذكراها بتفضل العمر كله مهما الحب يستمر بس الأيام دي ليها متعة خاصة .
كريم بتأكيد : بلاش تكون ذكرياتك عن يوم فرحك انها تعبانة ومش قادرة وبدل ما تاخدها وتسافر تجيب ممرضات يعلقولها محاليل ، اصبر وعيش صح من البداية معاها .
سيف بيفكر في كلامهم ونصايحهم وبعدها نهى معاهم المكالمة وحاول يقنع قلبه وعقله ان ده القرار الصح .
همس اتخنقت في أوضتها من الحر ، بصت لسماح : ممكن تشيلي المحلول ده شوية ؟ أنا حابة أطلع برا هتخنق هنا .
فاتن قربت منها بهدوء : ما بلاش يا همس احنا ما صدقنا في أي غذا داخل جسمك .
همس بصت للمحلول ومسكت رقبتها بضيق: ماما هتخنق لو فضلت دقيقة تانية هنا ، عايزة أطلع في التكييف برا .
سماح قربت : مفيش مشكلة هفكه لحد ما تطلعي برا ونركبه تاني .
شالت المغذي وسابت الكانيولا في ايدها وهمس جت تقوم لقت هالة وفاتن بيسندوها فبصتلهم بحزم: أنا هروح لوحدي ، مش للدرجة دي ، أنا مش تعبانة للدرجة دي .
أكدت الجملة علشان تقنع نفسها انها كويسة أو يمكن علشان تقنعهم انها قادرة تتجوز بعد كام يوم ، قامت من مكانها وماشية بتترنح وهالة قربت تسندها بس همس بصتلها برفض : أنا كويسة .
سندت على الحيطة وبرضه بتكابر، مشيت كام خطوة برا الأوضة وهي بتسند على الحيطة لحد ما الدنيا كلها لفت بيها ، سندت على الحيطة بظهرها وغمضت عينيها ودموعها نزلت ، فاتن قربت منها بخوف: يا بنتي انتي بتعملي كده ليه ؟ همس انتي دايخة فبلاش تعملي كده
همس قعدت على الأرض مكانها وأي حد يحاول يساعدها بترفض ، كلهم وقفوا حواليها حتى أبوها قرب منها بلطف : تعالي اقعدي على الكنبة اهيه.
نامت مكانها على الأرض وقالت بوجع : الأرض ساقعة سيبوني هنا شوية ، بطلوا تشغلوا نفسكم بيا .
دموعها نازلة وكلهم عارفين انها بتعيط على حالتها مش من تعبها ، نادر يادوب وصل فتح الباب و اتفاجئ بيهم كلهم واقفين فسألهم بتعجب : في ايه مالكم ؟
أمه بصتله بعتاب : بكلمك من بدري
لمح همس فقرب منها بسرعة بلهفة : قومي معايا انتي نايمة على الأرض كده ليه ؟
همس فاردة دراعها ونايمة عليه وأخوها حاول يقومها بس رفضت بضيق : سيبني أنا مرتاحة كده .
بصلهم باستغراب ورجع بصلها بخوف عليها : الأرض ساقعة والسيراميك هيتعب جسمك .
رفعت عينيها وردت بإيجاز: السقعة عاجباني ، سيبوني لو سمحتم ، سيبوني .
بص لأمه اللي لسه مستنية إجابة فوضح : كنت في عملية طويلة وخرجت لقيت موبايلي فاصل شحن وبعدين أنا جاي لهنا فما اهتمتش أشحنه ، سيف فين ؟ اتصلي بيه يجي .
أنس مراقبهم وهو صعبان عليه همس فبهدوء راح عند سيف برا : عمو سيف
التفتله : خير يا أنس ؟
بصله بتردد : هي همس زعلانة ليه ؟
أخد نفس طويل وجاوبه : تعبانة مش زعلانة في فرق يا أنوس .
حرك راسه برفض : بس اللي تعبان مش بيرفض مساعدة أهله وينام على الأرض
سيف استغرب واتحرك بسرعة: نايمة على الأرض ازاي ؟
خرج واتفاجئ بيها نايمة في الممر فقرب منها بلهفة و لمح نادر اللي يادوب خلص سؤاله فكمل بتهكم : يعني انت هنا وسايبها ؟
فاتن بصت لنادر : شغل التكييف يا نادر هي خرجت هنا علشان مخنوقة من الحر .
قعدوا في الصالة كلهم وسابوهم هما الاتنين في الطرقة قصادهم وخاطر عينه على بنته وعايز يقوم يتخانق مع سيف اللي مصمم على ميعاد الفرح بس ماسك نفسه بالعافية علشان الموضوع ما يتأزمش .
سيف فضل ساكت شوية بعدها نام زيها عكس اتجاهها بحيث يكون وشه قصاد وشها والتفتلها بهدوء : وبعدين هتفضلي كده كتير ؟
مسحت دموعها بعنف : أنا كويسة وبعدين انت مش مضطر تقعد جنبي على الأرض .
مط شفايفه ببساطة : القعدة مريحة هنا والأرض ساقعة .
سكتوا الاتنين وعيونهم في عيون بعض وهي بتسأل نفسها يا ترى هيفضل لحد امتى يتحملها ؟ هل ممكن فعلا يزهق منها أو يمل ؟ هل ممكن حبه يقل ؟
دموعها لمعت بخوف من الفكرة دي وهو حس بأفكارها دي أو يمكن لاحظ من نظراتها ودموعها انها خايفة فقرب وشه أكتر وقالها بصدق : لا يمكن يا همس .
استغربت ومسحت دموعها المتعلقة في عينيها وسألته بحيرة : ايه هو اللي لا يمكن ؟
ابتسم ومد ايده هو يمسح باقي دموعها وقال بعشق : اني أمل أو أزهق أو أبطل أحبك ، مش ده اللي فكرتي فيه وخلى الخوف يسيطر عليكي ؟
غمضت عينيها ورفضت تعترف بتفكيرها بس فتحتهم و سألته بتيه: سيف ازاي هنتجوز يوم الخميس ؟ أنا ماقدرتش أمشي أربع خطوات من جوا لحد هنا ، مش ده اللي بحلم بيه ؟
سيف افتكر كلام كريم ومؤمن ولقى نفسه بيبتسم وبيمسح عينيها واتنهد قبل ما يتكلم بنبرة حنونة: فرحنا بإذن الله هيكون أجمل فرح في الدنيا وفيه أجمل عروسة ، هنتنطط وهنرقص وهنفرح بجد ومحدش هيقدر يسرق فرحتنا دي يا همس ، هنعيش ليلة عمرنا أسعد اتنين في الدنيا.
ابتسمت وهي بتتخيل ده بس دموعها بتنزل وسط ابتسامتها وسألته بأمل: ازاي هنعمل كل ده ؟
الكل كان بيسمعها ومستني إجابة سيف .
 
google-playkhamsatmostaqltradent