Ads by Google X

روية جمال الاسود الفصل العشرون 20 - بقلم نورا عبد العزيز

الصفحة الرئيسية

  روية جمال الاسود كاملة بقلم نورا عبد العزيز عبر مدونة دليل الروايات 


 روية جمال الاسود الفصل العشرون 20

 
زجاجتين من الخمر على الطاولة الزجاجية أمامه وكأسه يلازم يده ليقاطعه صوت جرس الباب ففتح “تامر” الباب لأجلها وبعد أن دخلت “سارة” غادر هو وأغلق الباب خلفه، سارت للداخل حتى وقع نظرها عليه ورأته جالسًا هناك فى أنتظارها بشوق لتبتسم بسعادة، رمقها “نادر” بنظرات إعجاب والفرح تغمره اليوم، تقف أمامه ببسمتها الجميلة مُرتدية عباءة سوداء وتحمل حقيبتها فى يدها، وقف من مكانه ويده تحمل الكأس بها حتى وصل إليها وأعطاها الكأس فى يدها بعد قبلته الناعمة التى تذوق بها جمال أحمر الشفايف الخاص بها، تبسمت بسعادة تغمرها هى الأخرى وقالت:-
-أطلب أى حاجة النهار دا
ضحك بخبث شديد وعينيه تكاد تمزق عباءتها بعد أن علم أنها تسعى خلف “جمال” لسبب غير مجهول ليقول:-
-بيقولك عدو عدوي حبيبي، ما بالك لما تبقي كمان مراتي
ضحكت بعفوية وهى ترفع يديها إلى عنقه وتدلل إليه بحب ثم قالت:-
-بيعجبني فيك يا حياتي أنك مش فضولي
ضحك بسخرية علي كلمتها وهو حقًا لا يرد سوى كرهها إلى “جمال” بغض النظر عن السر الغامض الذي تخفي بطياتها، شعرت بيده تسلل إلى عنقها لتفتح سحاب عباءتها ويبعدها عن اكتافها فسقطت أرضًا ويظهر فستانها الأحمر الذي يليق
بسهرتها اليوم وأحتفالها بهزيمة “جمال” أمامهم، تتطلع بهذا الفستان المُثير الذي يظهر من جسدها أكثر مما يخفي عبارة عن مثلث ملقوب بدون أكمام ويكاد يخفي مؤخرتها، عاري الظهر كاملًا وكعبها العالي الأسود فتبسم بأعجاب وهو يحيط بيده خصرها ويستكشف نعومة ظهرها بأنامله قائلًا:-
-والله أنا قولت أن سهرتي معاكي الأجمل
تبسمت وهى تجذب رأسه بيدها إليه وتهمس بدلال مُفرط قائلة:-
-ولسه يا حياتي، أنا النهار دا هخليك تعيش ليلة بألف ليلة وليلة، ليلة تمنها 50 مليون جنيه
قالتها وهى تسحبه للداخل من لياقة قميصه حتى وصلوا للأريكة لينهل على عنقها بقبلاته لكنها أستوقفته عندما وضعت إيصالات الأمان الذي وقعها أمام عينيه وقالت:-
-بتستاهل الـ 50 مليون
تبسم إلى هذه الاوراق بسعادة وأشعل بها النار ثم تركتها تحترق على الطاولة وأحرق هذه المرأة بقبلته لكل أنش وسعادة تغمرهما معًا لتحقيق أنتصارهما….
____________________________
خرجت “سلمي” من غرفة القيادة بزيها الرسمي للطيران كي ترحب بهما فى هذه الطائرة الخاصة التي ستأخذهما إلى فرنسا وأندهشت مما رأته عندما رأت “جمال” يجلس على اليسار وحده و”مريم” تجلس على اليمين حزينة وتنظر من النافذة، تنحنحت بحرج وقالت:-

-أتمني لكم رحلة سعيدة وأمانة
لم يجيب أى منهما عليها والغضب والحزن يحتل وجههما، عادت إلى غرفة القيادة لتنطلق بقيادتهما وبعد أن أستقرت الطائرة فى الجو سمعت صوت “جمال” يطرق باب غرفة القيادة ففتحت لأجله وقالت:-
-أتخانقتوا؟
تأفف بضيق وكاد أن يشعل سيجارته لتقول بحزم:-
-ممنوع التدخين، لكن فى المقابل خرج غضبك فيا وقولي حصل أيه، على حد علمي أن الرحلة دى هديتك لنجاحها وخطوبتكم يعنى مناسبة سعيدة؟ مع أني مش شايفة أى سعادة فى الموضوع
تمتم بضيق شديد مما يحدث ثم قال:-
-أنا وعدتها ولازم أوفي بوعدي
نظرت إليه بسخرية من تحجره وقالت:-
-لكن وعدك ملهوش لازمة وأنت مزعلها
حدق بهذه الفتاة وغادر الغرفة غاضبًا ليعود إلى مقعده ووقع نظره عليها، تحدق من النافذة بحزن شديد بعد أن أتهمها بالخيانة وأبكاها لكن قسوته لم تكتفي بذلك بل أجبرها على السفر معه، جلس فى مقعده بأستياء وقبلة “ياسين” لها لا تفارق مُخيلته فنظر بهاتفه لعل هذه الأفكار تتركه وترحل، نظرت “مريم” إليه بضيق من تصرفاته لم يعتذر على كلماته القاسية لها وبحقها لكنه أجبرها على الصعود على متن هذه الطائرة فقالت بتمتمة غاضبة منه:-
-فاكرني هفرح بهديتي بعد اللى عملته؟
سمع كلماتها ليقول بجدية ولهجة صارمة:-
-متفرقش يكفي أنى وفيت بالوعد اللى قطعته ولو عايزة سلمي تلف وترجع بينا مفيش مانع، مش هموت وأفضل هنا على كل حال

كزت على أسنانها منه ونظرت للنافذة لا تملك مهرب منه الآن سواها، وصلت الطائرة لأرض فرنسا فترجل “جمال” أولًا لا يعري أهتمامًا بها فسارت خلفه كي تنزل الدرجات الخاصة بـالطائرة لكن أخرهم كانت بعيدة عن الأرض لتنظر إليه وهو يصعد إلى سيارته دون أن يهتم بأمرها فتنحنحت “سلمي” بلطف ومدت يدها إلي “مريم” لتساعدها فى النزول، تنهدت بأختناق منه وذهبت خلفه بضيق حتى وصلا للفندق وهو لا يتحدث معها نهائيًا حتى وصل أمام الغرفة وفتح الباب لها فتأففت بضيق من جبروته وقالت:-
-أنا لو مخطوفة مش هتعامل كدة
دلفت للغرفة ليغلق الباب خلفها وذهب إلى الغرفة المقابلة لها ودلف حيث غرفته، دخلت “مريم” غرفتها بضيق شديد يتملكها ولا تعلم كيف أمس كان سيخبرها بحبه ويعترف لأجلها واليوم يعاملها كخائنة له، كانت الغرفة عبارة عن جناح لتدخل إلى غرفة النوم بأختناق من هذه الرحلة لها، دُهشت عندما رأت الغرفة مُزينة بالبلالين وهناك قلب مصنوع من الورود الحمراء على الفراش الأبيض فأتسعت عينيها على مصراعيها من الدهشة التى اصابتها ووضعت يديها على فمها بسعادة أغمرتها كأنه أنتشل كل هذا الغضب الذي بداخلها وأعتذر بفعلته عما قاله صباحًا، أقتربت من الفراش ووجدت دمية على شكل عروسة جميلة كبيرة تتوسطه كأنها هدية من أجلها، حملت العروسة بين ذراعيها بلطف وضمتها إليها بسعادة….
فى الغرفة المجاورة، بدل ملابسه وأخذ حمام دافئ ثم خرج على صوت هاتفه الذي يرن بأستمرار وكانت “أصالة”، وقد توقفت عن الأتصال وأرسلت له الرسائل الكثيرة وكان محتواها:-
-أتمني الهدية تكون عجبتها
-أنا خليت المسئولين فى الفندق يبعتولي صورة السويت عشان أتاكد من كل حاجة بنفسي قبل وصولكم
لاحقت رسائلها صورة للجناح الخاص بـ “مريم” المزين لتتأفف بغضب وتذكر أنه طلب من “أصالة” أن تجهز لها الغرفة مع الحجز حين أخذ الأوراق منها، الآن ماذا ستفكر “مريم” هل ستعتقد أنه يعتذر على ما بدر منه رغم أنه لم يفعل، دق باب الغرفة ليفتح وكان موظفي الفندق جلبوا له العشاء كما طلب قبل صعودهما فرأى الصينية الأخري الخاص بها وقال الموظف باللغة الفرنسية:-
-هي لا تفتح هل نترك الطعام أم نعيده فى وقت أخر
نظر إلى غرفتها وأقترب ليدق الباب قليلًا لكنها لا تفتح فطلب منهم أن يفتحوا الباب لأجله وعندما دخل كانت غرفتها فارغة وهى لا أثر لها ليجن جنونه من إختفائها فى هذه البلد الغريبة وأخرج هاتفه وأتصل على “مريم” لكنها لم تجيب عليه..
_______________________________
ساءت حالة “حمزة” أكثر بسبب الإصابات الكثيرة والبالغة التى ألحقها “جمال” به فأتصل “عاشور” بالطبيب وجاء لفحصه ومعالجته وأخذ منه عينات الدم لتأكد من شيء ما ثم غادر المكان …
______________________________
تجولت “مريم” فى كل مكان فى الشوارع باحثة عن هدية تقدمها له كي تعتذر هى الأخرى عما فعلته رغم أنه لم يترك لها المجال لو كان أنتظر قليلًا لرأها تصفع “ياسين” بيدها قبل أن يفعل على تقبيله لرأسها، أشترت قلم ثمين من أجله وجعلت الموظف يحفر له اسمه على القلم ثم دفعت بأموالها النقدية وغادرت، وقفت على الطريق تنتظر سيارة أجرة حتى تعود للقصر لكنه قاطعها بأتصاله فوضعت الهاتف على أذنه فسمعته يصرخ بانفعال شديد وقلق عليها واضح:-
-أنتِ فين؟
أخبرته بمكانها فأمرها بألا تتحرك من محلها وهو فى طريقه إليها، جلست على أحد المقعد تنتظره وتحمل فى يدها علبة سوداء بداخلها هديتها له، رأت سيارته التى كانت تنتظره من الفندق عند الطائرة تتوقف أمامها، ترجل “جمال” من مكانه بغيظ شديد وغضب يحتل وجهه ونظراتها المُثبتة عليه، وقفت من مكانها بصمت ليقول بضيق شديد:-
-أنتِ كويسة؟

أومأت إليه بنعم دون فهم لحالة قلقه الزائدة فصرخ بها بانفعال شديد هاتفًا:-
-أنتِ أزاى تخرجي لوحدك ومن غير ما تقوليلي ها؟ أنتِ غبية تعرفي أيه فى البلد دى عشان تخرجي لوحدك
دمعت عينيها بحزن شديد وضغطت بيدها على العلبة التى تحملها فى يدها من توبيخه به ونبرته القاسية التى جعلت الجميع ينظروا عليهما، تمتمت بضيق شديد:-
-غبية!! أه غبية يا جمال غبية لأني بفكر فيك
أعطته الهدية فى يده بضيق شديد وأتجهت إلى السيارة فتأفف بأغتياظ من تصرفاتها وفتح العلبة ليري قلم أسود جميلة ويحمل أسمه ومعه بطاقة صغيرة كتبت بها بخط يدها كلمات قليلًا (ممكن نعدي الزعل ونتصالح والله ما بحب غيرك) أغمض عينيه بضيق من كلماتها ليفهم أن ما وصل إليها من تزيين غرفتها أنه يعتذر فقررت أن تعتذر هي الاخري لكنه فى الحقيقة لم يفعل، صعد إلى السيارة وأنطلق بهما السائق فظل صامتًا يحاول ترتيب الكلمات فى عقله قبل أن يتحدث ويخبرها بأنه لم يعتذر عن شيء لكنها قاطعت شروده بكلماتها الهادئة:-
-سألتني لو كنت زعلتني أمبارح؟ لا مزعلتش منك… أنا جالي أتصال من ياسين
أدار رأسه لها بغضب سافر من حديثها عنه وكاد أن يتحدث لكنها منعته من الحديث عندما قالت بخفة:-
-أنت قولتلي وقت ما أحب أحكيلك هتسمعني
أبتلع كلماته بضيق شديد حتى يستمع إليها كما وعدها فطلبت من السائق أن يتوقف جانبًا ونزلت من السيارة وفتحت الباب له هذه المرة وقالت:-
-أنزل
ترجل من السيارة وهندم ملابسه مع تنهيدة قوية تخبرها بأنه لن يستمع إليها كثيرًا وربما يفقد عقله فى أى وقت لتسير معه فى الطريق وأخذت يده فى راحة يدها ثم قالت:-
-أنا مقصدتش أجرحك يا جمال، أنت عارف كويس دا وعارف أني بحبك، أه بحب ياسين….
قاطعها عندما توقف عن السير وسحب يده من يدها بقوة غاضبًا منها كأنها مُصرة بكل طاقتها وأنفاسها أن يفقد أعصابه عليها ويصفعها هذه المرة لكنها وقفت أمامه ونظرت بعينيه بهدوء وقالت:-
-أنا بحبه كأخ يا جمال، أتربيت معاه سنين عمري وكنا بنهزر ونضحك مفيش حساسية فى التعامل وعمري ما أعتبرته غريب لكن لما أتصل بيا أستغربت هو جاب رقمي منين، أنت جايب لي الرقم دا بنفسك والأسماء اللى على تليفوني محدودة أنت وحنان ونانسي وأصالة وحسام وشريف وبس، أنتوا بس اللى معاكم الرقم دا لكن ياسين وصله
-يمكن أديتهوله من غير ما تحسي
قالها بسخرية لترفع حاجبها إليه بضيق شديد وقالت:-
-أنا مش بهزر دلوقت يا جمال، أنا عارفة أنك جبت ليا دكتور نفسي عشان أتعالج بأى طريقة حتى لو كانت الطريقة هى الخوض فى الماضي والذكريات لكن مكنتش أعرف أن حتى ياسين أشترك فى الجريمة
تخلي “جمال” عن غضبه بعد جملتها الأخيرة وقال:-
-الجريمة!!
أومأت بنظرها إليه وأخبرته أن “ياسين” ساعد “حمزة” فى التخلص من جثة “مُختار” ولهذا كانت خائفة عندما أتصل بها وتوترت كثيرًا من أن يكون “حمزة” من أرسله فألتزم “جمال” الصمت وهو لا يخبرها بأن مستحيل هذا ما دام “حمزة” معه وتحت رحمته وقبضته فقالت بحزن:-
-لما جالي القصر أقسمك يا جمال أني مكنتش أعرف أنه بيبصلي البصة دى لكني شوفتها فى عينيه وأترعبت من الخوف، اه خوفت… خوفت تفهمني غلط وتتهمني أني وحشة واللى خوفت منه حصل، وجعتني وأذيتني بكلامك مع أنك واثق أني مبحبش غيرك، أنا جيتلك أمبارح فى المكتب وقولتلك أنى واثقة فيك، قولتلك أنى بقوي بيك عشان أنت معايا وأنى من غيرك ضعيفة معقول محستش بصدق فى كلامي وفاكرني بكدب عليك، ما أنا مستحيل أخونك إلا لو مبحبكش لكن أنا … أنا بحبك
كيف لقوته إلا تنهار أمامها وعينيها تلتهمه بالحب وتعانقه بالدفء، كيف له أن يكذب ما يراه الآن فى عينيها ويشعر به فى قلبه لأجلها، كيف تكون كاذبة وخائنة وهى تسحبه لقاع الحب وعالم العشق بحديثها، رفع يده إلى وجهها وهذه الهزيمة التى لحقت به، هزم العشق عقله المتمرد وأوقف لسانه السليط، لمس شعراتها بحنان ووضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف حادقًا بها وقال:-
-المرة دي بس!! عشان مريم وغلاوتها فى قلبي

تبسمت بسعادة وهو يخبرها بأنه سيتخلي عن غضبه هذه المرة لأجلها، فقط من أجلها سيصدق حديثها ويكذب كل أفكار عقله الخبيث الذي يتألم من ذكريات الماضي ولأجل فتاته التى تسكن قلبه سيضرب الماضي بقوته ويقتله وسيكون سلاحه هو “مريم” نفسها، أومأت إليه بنعم وسعادة تغمرها وتبدل حالها عن الفتاة التى كانت تحلق معه فى الجو من قليلًا لكنها عادت كفراشته الجميلة التى تبتسم ويتطاير شعرها مع نسمات الهواء فقال بصعوبة بالغة على غير عادته:-
-خليني أقولك أني وقسمًا بحياة مريم ومعزتها عندي ما قولتها لحد قبل كدة لكن المرة دى بس يا مريم، عشانك هقولها ….. أنا أسف مع أنك عارفة قد أيه هى صعبة
تبسمت إليه بحب شديد وهى تهز رأسها بنعم وتخبره بأن تعلم أن ليس من السهل عليه أن يعتذر لأحد ولم يفعلها من قبل لطالما كان يدهس أى شخص بقوته ويضرب الجميع بقسوته لكنه فعل لأجلها هي فقط فكيف لا تغفر له ما قاله هذه المرة وقلبها وعقلها يقدران هذه المحاولة الصعبة منه للأعتذار، قالت بنبرة خافتة سعيدة:-
-وأنا كمان أسفة.. والله لو كنت صبرت لكنت ضربته بالقلم قدامك على اللى عمله……
قاطعها عن الحديث على رجل أخري بغيرة تأكل قلبه بقبلة تسكت شفتيها عن الحديث لتبتسم بسعادة تغمرها وهى تتشبث بقميصه بحب وضربات قلبها تتسارع بجنون فى هذه اللحظة وأوشك على الأنفجار، كان الحب يغمرها بدفئه بقدر كافي جعل “جمال” لا ينتبه نهائيًا لهذا الرجل المُلثم الذي يلتقط لهما الصور فى هذه اللحظة وأنطلق بعيدًا…..
_____________________________
تبسم “شريف” بسعادة وهو يرد الضربة إلى “نادر” بنشر خبر زواجه من “سارة” على المواقع ومع الخبر نبذة بسيطة عن “سارة” وإدارتها إلى نادي ليلي، تمامًا كم خطط “جمال” فتبسم بسعادة وهو ينظر إلى الخبر فى التابلت ويتحدث فى الهاتف مع “شريف” الذي تحدث قائلًا:-
-دلوقت الصحافة كلها تدور وراء سارة وتعرف حقيقتها وأعمالها القذرة وميبقاش قصاده غير أنه يطلقها أو ينسحب من المشروع دا
أجابه “جمال” بنبرة جادة بينما ينظر إلى “مريم” التى تجلس معه على الطاولة فى المطعم وتتناول طعامها قائلًا:-
-أفتكر الأحتمال الأول هو اللي هيحصل
أومأ “شريف” له بنعم ليقول “جمال” بجدية:-
-عرفت الخائن اللى جوا الشركة؟
-قربت أوصله
قالها “شريف” بحزم ليجيب “جمال” عليه بحدة:-
-لما تعرف كلمينى ومتتصرفش من دماغك
أومأ إليه بنعم ثم أنهي الأتصال فنظر “جمال” إليها عندما قالت بتذمر:-
-حتى هنا مبتبطلش شغل
تبسم بخفة على كلماتها ثم قال:-
-أنا حذرتك من دا
هزت رأسها بنعم فهو أخبرها عن أدمانه للعمل وربما سيهملها لأيام من أجله وهي وافقت على هذا الشيء، أنهوا طعامها
وخرجوا معًا تجولوا فى الطرقات وأكلا معاًا من طعام الشارع والمثلجات وضحكاتها لا تفارقها نهائيًا بينما هو يراقبها بنظراته مُستمتعًا برؤيتها سعيدة، ذهبا معًا إلى التسوق ومنه إلي ركوب المنطاد معًا وهى تنظر للأسفل بخوف لكنها تستمتع وتتشبث بيديه من خوفها، مر اليوم كاملًا وهم فى الشارع يفعل لها كل ما تطلبه دون أى اعتراض حتى قررت الذهاب إلى برج إيفل الذي تمنت رؤيته بصحبته، سار معًا حتى وصلًا إليه لتركض “مريم” للأمام بسعادة وهى تبتسم ببراءة وطريقة طفولية لتحقيق أمنيتها، توقفت وهى تضع يديها على فمها من الفرحة حتى شعرت به يعانقها من الخلف لتكبر بسمتها أكثر وقالت:-
-شكرًا
وضع رأسه فوق رأسها وهى أقصر منه بكثير وقال بلطف:-
-مبسوطة!!
هزت رأسها مرات متتالية من الفرحة التى تغمرها والدفء الذي تشعر به:-
-جدًا، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ألتفت إليه بسعادة ليبعد خصلات شعرها عن وجهها بدلال ويحدق بعينيها مُنتظر أن تتحدث وتقول ما تحمله على لسانها وسريعًا ما تفوهت به قائلة:-
-أنا بحبك أوي يا جمال
هز رأسه بنعم بهدوء شديد أعتادت عليه من هذا الرجل ثم قال:-
-عارف
ضحكت بعفوية على ثقته من هذا الحب وقالت:-
-دا أغرب رد يترد بيه على كلمة بحبك
-عارف
قالها بجدية لتنفجر ضاحكة عليه وبدأت تلتقط الصور بهاتفها لهم معًا كثيرًا حتى قالت:-

-أديني تليفونك
نظر إليها بتعجب من طلبها لترفع حاجبها بجدية فأخرجه من أجلها واعطاه لها وهو يقول:-
-فى أيه
جعلته يفتح الهاتف لها وظلت تنظر به كثيرًا وأعطته له لينظر إلى الهاتف وكان يحمل فى خلفيته صورة لهما وقالت بتهديد صريحة:-
-مش مسموح تغيرها نهائيًا إلا بأمر مني
أعجبته الصورة جدًا فقال بهدوء:-
-حاضر
تبسمت بخبث شديد ثم غمزت إليه وقالت:-
-كمان غيرت أسمي على تليفونك
فتح خانة الاتصالات بسرعة من الدهشة التى أصابته وبحث عن أسمها لكنه لم يجد له أثر لكنه وجد اسم”حبيبتي” وبجواره قلب أحمر وخاتم فأتسعت عينيه على مصراعيها ونظر إليها:-
-برضو ممنوع نهائيًا تغيره مفهوم
وضع الهاتف فى جيبه وهو يسير بها فى الطريق ويقول:-
-حاضر على كل الأحوال محدش بيشوف تليفوني غيري
ضحكت بحماس شديد على هذا الأمر وقالت بخبث طفولي شديد:-
-لكني غيرت صورة بروفايلك بصورتنا وكتبت خطيب مريم
أندهش من أفعالها بعد أن أعلنت للجميع أنه ملك لها، كاد أن يتحدث ليقاطعه صوت أنذار الخطر يطلق من هاتفه فأخرجه من جيبه بقلق بعد أن أبتعد عنها وصدمت عندما كان الإنذار يخبره بوجود عطل فى تطبيق “جين” ليُصدم صدمة الجمته وجعلته يعود بها إلى مصر حتى أنه جعل الطائرة تهبط على سطح شركته وهي معه، طيل رحلته إلى مصر وهو مُنغمسًا فى اللابتوب الخاص به يحاول أصلاح الأمر ليعود “جين” العمل بطريقة مثالية، أنطلق بها للأسفل وأندهش الجميع من دخوله لهذا المصعد بصحبتها لطالما ذهب إلى هناك وحده بدون “شريف” حتى، ترك يدها وهو ينظر إلى شاشة التابلت الموجود فى يده والمصعد يهبط للأسفل، لم تقوي على قول كلمة واحدة أمام غضبه وقلقه وهو يحاول معرفة ما حدث، ووصل المصعد للطابق الأول بالشركة لكنها دُهشت عندما هبط طابق أخر للأسفل ثم توقف المصعد فى طابق تحت الأرض ففتح الأبواب مع الصوت الألي يقول:-
-أدخل كلمة السر
أقترب “جمال” قليلًا لهذا الباب الزجاجي وأدخل كلمة السر الخاصة به، ولج وهي تسير خلفه بأندهاش مما تراه فى باطن هذه الشركة، ردهة طويلة مظلمة رغم الإضاءات الخضراء المنبعثة من كم الأسلاك الأجهزة التى تشبه غرفة الطاقة بهذه الشركة ووصل إلى أحد الأجهزة وفصلها ثم إعاد تشغيلها وأوصل بها فلاشة صغيرة لتبدأ التحميل ببطيء شديد ثم تقدم بخطواته للأمام، سارت “مريم” معه وهى تستمع إلى حديث “جمال” يقول:-
-جدي كان من أكبر المقاولين فى البلد، رجل أبن بلد أستثمر كل فلوسه فى العقارات وكبرها، الجنية بيقي مليون وعلم أبويا المهنة وأشتغل معه كانوا أيد واحدة وعمل أبويا شركته الخاص فى العقارات وكبرها ولما جدي أتوفي ورث أملاكه وبقي من أعيان البلد كلها وكبارها وفضل يكبر فى العقارات ويشتغل فيها، أنا روحت أدرس فى أمريكا وهناك أكتشفت أن الثورة الحقيقة اللى جاية ثورة تكنولوجيا وألكترونيات ودرست الهندسة والبرمجيات وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا بأنواعها وأشتغلت فى مختبرات وشركات لصناعة الروبرتات لحد ما أتوفي أبويا وورثت شركات العقارات، وقتها من غير ما أفكر للحظة واحدة بعت كل حاجة ورثتها وأستثمرت كل الفلوس فى شركة الجمال جى اند أم للألكترونيات
تابعته “مريم” فى صمت حتى وصل للنهاية الردهة وكان هناك غرفة زجاجية ليقول:-

-تعبت فى الشركة عشان أحقق حلمي وأكون من رواد التكنولوجيا مش فى مصر بل فى العالم كله، طول عمرى راجل طموح بحط حلم قصادي ولما بحققه بخلق حلم جديد لحد ما حققت دا… جين
نظرت “مريم” إليه بينما وضع يده على بصمة اليد لتفتح الغرفة ثم قالت:-
-جين!!
أومأ إليها بنعم ثم تابع الحديث قائلًا:-
-مرايتي، جين أول روبرت ذكي من تصميمي، هنا خلقته وصنعت كل ثغرة فيه، من خلاله كأني ببص على العالم كله ومرايتي بمعني الكلمة، خلقته فى 10 سنين وقعدت فى دراسته ثلاث سنين مع متخصصين فى أمريكا وعشانه كنت مشغول عن ليلي وبشوفها مرة كل شهرين ثلاثة لحد ما خانتني لو كانت أستحملت فترة أنشغالي عنها كانت هتلاقي النتيجة فى جين، من خلاله تقدر تعمل كل حاجة، لكنها كانت طماعة بدورها عايزة كل حاجة وفى نفس الوقت…
ألتف إليها ليحدق بوجهها وهى تنظر إليه فى صمت لا تعقب عن حديثه عن زوجته ليقول:-
-جين أتكلف مليارات يا مريم ومع ذلك ميغليش عليك
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها للتو وهو يخبرها بأنه سيهديها حلمه ومستقبله الذي اخذ سنوات من عمره وأطنان من ماله فقالت:-
-أنا!!
أقترب إليها بهدوء شديد ثم أخذ يدها فى يده بلطف ونظر بعينيها المصدومتين وقال بنبرة دافئة:-
-تتجوزيني؟
هربت الدماء من جسدها والكلمات من فمها وهو يعرض عليها الزواج الآن بهذه الغرفة ودون سابق أنذار دون أن يجلب لها وردة أو يعترف بحبه لكنه يرغب بالزواج منها وقدم “جين” هدية زواج لها، قالها بوضوح دون تردد أو خوف رغم أنه يصارع عقله من الداخل الذي يحذره من خوض التجربة مرة أخري لكن قلبه يريد ذلك ويريد أن يخوض هذه التجربة والحرب معها فقالت:-
-أنت قولت أيه؟
تبسم بحرج من نظراتها وهو يتصبب عرقًا من التوتر وقال:-
-أنا مش هقولها تاني
ألتفت بغضب مُصطنع تعطيه ظهرها غاضبة من جديته وقالت:-
-يبقي مش موافقة
عانقها من الخلف بدفء لتشعر بدف جسده وأنحنى إلى مستواها حتى يضع رأسه على كتفه فشعرت بقطرات العرق من تلامس وجنتيهما معًا ليقول:-
-أنا حاولت بصعوبة أقولها مرة يا مريم، أستحمليني وفى المقابل أنا هقولها مرة تانية عشانك لأني لأجل مريم وضحكة واحدة منها أنا مستعد أعمل أى حاجة
تبسمت بعفوية إلى هذه الكلمات وظلت ساكنة بين ذراعيه التى تحيط بها وهو يقف خلفها لكنها أدارت رأسها قليلًا لتنظر إليه وتقابلت عيونهما معًا، تسارعت نبضات قلبه أمام عينيها وهو يشعر بدفئها بين ذراعيه وأنفاسها تضرب وجهه وبسمتها تقتله بل تسلب هذا الرجل قلبه أسيرًا إليها بعد أن توجها ملكة على عرشه فقال:-
-تتجوزينى؟
تبسمت إليه بسعادة تغمرها وطفولية تحتل وجهها ثم وضعت يديها على يديه التى تحيط بها وقالت بنبرة هامسة ناظرة إليه:-
-وكأن عندي خيار تاني غير أني أتجوز حبيبي
تبسم بعفوية لأجلها، مرة أخرى تري هذه البسمة تعلو وجهه من أجلها لتضع قبلة رقيقة على وجنته بدلال وقالت:-
-بحبك
كاد ان ينطق بهذه الكلمة لأجلها لكن أوقفه صوت “جين” يتحدث بصوته الألي قائلًا:-
-لقد تم التحميل ورصد خلل فى النظام لكن تم تطهير النظام من الفيروس
أبتعد عنها بحرج لينظر إلى جهاز الحاسب الألي وبدأ يُعيد برمجة “جين” ومسح الفيروس لتبتسم بسعادة وهى تجلس جواره تراقبه أثناء العمل وأنغمس فى عمله بتركيز شديد….

google-playkhamsatmostaqltradent