رواية قرن فضة و قرن ذهب الفصل التاسع 9 - بقلم Lehcen Tetouani

الصفحة الرئيسية

  رواية قرن فضة و قرن ذهب كاملة بقلم Lehcen Tetouani عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية قرن فضة و قرن ذهب الفصل التاسع 9

 

……. كان من عادة الملك أن يشرب في قدح من الذهب المطعم بالعاج ولما أخذه أفلت من يده وانسكب على الأرض فجاءت قطة وشربت منه وبعد لحظات بدأت تموء وتتقلب على الأرض ثم توقفت عن الحركة

كان الملك ينظر إليها باستغراب ولا يفهم ما يحدث صرخت أحد الأختين: النبيذ مسموم أغلقوا الأبواب لا شك أن الفاعل لا يزال هنا

بدأ الحرس يفتّشون الحاضرين الذين عبروا عن إمتعاضهم ولما جاء دور بدر أدخلوا أيديهم إلى جيوبه وأخرجوا قارورة لمز شمها الطبيب قال : إنه سم الضفدعة الصفراء وهو يقتل لحاله

أخذ بدر يصيح: أنا بريء يا مولاي أرجوك صدقني لكن الملك كان غاضبا وأمر بإلقائه في السجن حتى ينظر غدا في شأنه

دخل الملك حجرته وجلس على حافة السرير وجهه مصفر وأطرق برأسه لما رأته إمرأته أسماء إقتربت منه وقالت : مالي أراك مهموما ؟

أجابها : لقد حصل اليوم أمر غريب وحكى لها عن الفتى الذي يشبه سكينة زوجة إبنه والسم الذي وجدوه في جيبه

قالت له: حكاية عجيبة لكن ما مصلحة الفتى في قتلك وقد قربته منك وأصبح وزيرك ؟

أجاب: هذا ما يحيرني لكن هناك شيئ مثير للريبة

سألته وما هو ؟

قال: أختا سكينة تعرفان أن الفاعل موجود في القاعة لكن كيف علمتا ذلك ومن يحاول تسميم الملك لا يفعل ذلك في مجلسه بل في الأروقة والثنايا المظلمة

قالت الملكة : أنصحك أن لا تفعل شيئا قبل سؤال الخدم و الساقي الذي أحضر النبيذ

أجاب : هذا ما أنوي عمله لكن ألا يجوز أن تكون المرأتان اكتشفتا شيئا يتعلق بذلك الفتى وأرادتا الكيد له ؟

وقفت أسماء فجأة وصاحت: كيف لم نفكر في ذلك من خطف أبناء سكينة يعرف جيدا القصر وبإمكانه أن يتنقل دون أن يلفت الإنتباه ومن أكثر منهما يمكنه الخروج بالأطفال دون سؤال ومن في مصلحته أن تتألم سكينة لا أحد مثل المرأة تفهم غيرة النساء من بعضهن هيا بنا إلى السجن لا بد أن أرى ذلك الفتى

سألها الملك ألا يمكننا الإنتظار إلى الغد فإني أحس بالتعب أجابته لا :لقد مرت خمسة عشر عاما على الحادثة ولم يرزق إبني فخر الدين غير أولئك التوأمين وصبر مع تلك الجارية سكينة لقد أحسن الفعل بالزواج منها لا يمكن لأحد أن يراها ولا يحبها

كان الوقت متأخرا لما رآهما السجان وقف وقال :كيف لي أن أخدم سيدي؟

أجابه: أحضر لنا ذلك الفتى بدر

دخل الرجل وجاء به مكبلا في أغلاله

فطلب الملك منه فك قيده

لما رأته أسماء لم تمنع نفسها من الدهشة وأخذت تحملق فيه أحس بدر بالضيق وسألها :هل جئتما لقتلي إذا كان الأمر كذلك هل يمكني أن أطلب منكما شيئا ؟Lehcen Tetouani

ردت الملكة :قل، ولا تخف قال: أريد أن أودع إمرأتي لم يمر على زواجنا سوى ثلاثة أيام وأيضا أختى فأنا كل ما تبقى لها قال الملك :موافق لكن لماذا دبرتت قتلى ؟

أجاب بدر : ما حصل مكيدة

سأله : حسنا وهل في القصر من يكيد لك ؟

أجاب: لا أعرف ماهي مرتبة تلكما الأختين بين الحاشية لكن أنا متأكد أن لهما سببا للتخلص مني أنا وأختى ثمّ قص على الملك لقائه معهما وكيف تحايلتا على أخته ليأتيها بعجائب الأرض والبحر

سألته ومن علمك ذلك؟

أجاب : جدتي لكني لم أعد أذكرها الآن فلقد ضعنا أنا وأختى في الغابة وربانا رجل صياد إسمه صالح وإمرأته فطيمة ولقد ماتا وتركا لنا البستان الذي نعيش فيه .

زادت لهفتها ودقات قلبها وقالت له :سأسئلك عن شيئ هل كانت معك قلادة لما كنت صغيرا ؟

قال: نعم: قرن من الفضة وقد أعطيته لشيخ البحر ذهبت وأحظرت علبة ولما فتحتها

صاح بدر: إنها مثلها تماما أين وجدتها ؟

قالت: هي قلادة أختك عثرنا عليها قرب الوادي وأنا جدتك التي علمتك آداب المائدة ومازلت تذكر ما علمته

حضنته أسماء الدموع تنهمر من عينيها وبكى الملك

وقال: لقد عشنا في حزن شديد لفقدكما سأخبر الآن أبواكما الأمير فخر الدين و سكينة برجوعك لا شك أنهما سيطيران من شدة الفرح

وعليكم بالذهاب لإحضار أختك فإني أخشى أن تحاول المرأتان إلحاق الأذى بها بعد أن أصبحت بمفردها هيا أسرعوا لا وقت لديكم وأتمنى ان تعود سالمة فلقد إشتقت لها كثيرا

لكن في هذه الأثناء كانت الأختان تطرقان باب البستان فتحت لهما بدور ورحبت بهما وسألتهما :لماذا لم يعد أخي إلى حد الآن؟

أجابتها أحدهما :إنه في ضيافة الملك ولقد أوصانا أن نستدعيك إلى القصر هيا معنا

قالت : لحظة ألبس ثوبا جديدا وآتي معكما

google-playkhamsatmostaqltradent