رواية عشق مهدور الفصل الخامس 5 - بقلم سعاد محمد سلامة

الصفحة الرئيسية

  رواية عشق مهدور كاملة بقلم سعاد محمد سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية عشق مهدور الفصل الخامس 5

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

على نغمات تلك الأغنيه التى تتردد كلماتها فى آذانه تفوت مباشرةً الى وجدانه،كآنها تصف حالة قلبه.

"آه على قلب هواهُ محكم

فاض الجوى منه فظلما يكتم

ويحي أنا بحت لها بسره

أشكو لهـا قلباً بنارها مغرم

ولمحت من عينيها ناري وحرقتي

قالت على قلبي هواها محرم

كانت حياتي فلمـا بانت بنأيها

صار الردى آه علي أرحـم

كل القصايد من حلا عينيك

من دفا إيديك كتبتن وقولتن

هودي القصايد مش حكي يا روحي

هو بكي القصايد هو لكِ كلن

كل القصايد"

كان صداها يتردد عبر أثير هاتف أحد رُكاب القطار إمتزجت كلمات

ونغمات الأغنيه معًا تطرب قلبه مباشرةً، أغمض عينيه لتحتل صورة أمنيه يتمنى أن تتحقق فى التو،رأى نفسه بمكان تُحيطه أشجار عاليه تحاوط ذلك الفضاء الواسع ذو الإضاءه الخافته، نظر الى تلك الخيمة المُستطيله ذات اللون الوردي تحتل مكان جانبي صغير

مُزينه بأكاليل الزهور المُنسدله فوق تلك الاعمده التى تحاوطها تلك اللمبات الصغيرة سبب إضاءة المكان كذالك يحاوطها ستائر حريريه تهتز بنسائم الهواء الخفيفه، توجه بخطوات هادئه نحو تلك الخيمه وفتح إحدى أطراف تلك الستائر أزاحها بيديه على جنب

تبسم حين وقع بصره نحو ذالك فراش المُزين بالزهور التى ينتشر عبقها

تحولت نظرته لوله حين وقعت عيناه على تلك الجالسه على طرف الفراش تُخفض وجهها بحياء، رغم أنها تُخفيه خلف وشاح أبيض مُزين بتاج من زهور دوار الشمس البيضاء والصفراء،وترك تلك الستائر تنسدل مرة أخرى خلفه وهو يسير نحوها مع كل خطوة يزداد فى قلبه الغرام والإشتياق،لم يتوقف أمامها بل

إنحنى قليلًا وجثي على ساقيه أمامها ومد يدهُ لها،بتلقاىيه وخجل وضعت يدها بيدهُ، نهض واقفًا، وهى الأخري نهضت واقفه أمامه،

بشوق وتوق ترك يدها ورفع يديه يُزيح ذلك الوشاح الذى يُخفي وجهها عنها...

كانت صوره بديعيه لها أمام عينيه العاشقه،زهره خلابه تسُر قلبهُ قبل عينيه،هى أمامه عروسً كما يتمنى،إنحني برأسه على جبينها طابعًا قُبلة عشق...بخجل تبسمت له،جذبها من يدها وخرجا من تلك الخيمه

الى البراح، رفع يدهُ الاخري ونظر لها مُبتسمً، وهى تضع أناملها بين كف يدهُ يتمسك بها ثم ترك يدها الاخرى سُرعان ما وضعها حول خصرها وضمها لجسدهُ، يدور بها مُستمتعان بتجاوب خطواتهم معًا،

يسمعان صوت تلك الآنغام ممزوجه مع أصوت حفيف الأشجار الهادئ كآنهما توافقا على

معزوفة غرام خاصه بهم، كانت معزوفه رائعه مجهوله الهويه، هما فقط من يعرفان هويتها فهي معزوفة العشق الصافي الذى يسكن قلب كل منهما للآخر.

مع نهاية الأغنيه كانت نهاية الطريق وتوقف القطار بآخر محطه له"القاهرة"

مُرغمًا فتح عينيه كان يود البقاء بذالك الخيال طوال العُمر، يود البقاء هو وهى فقط بمكان واحد دون حواجز تفرضها هى عليه، نهض واقفًا وجذب تلك الحقيبه الصغيره وترجل من القطار

مجرد بضع خطوات على رصيف القطار تقابل مع ذاك السائق الذى إقترب منه وإنحنى يأخذ تلك الحقيبه من يدهُ قائلًا بإحترام:

نورت القاهرة يا سيادة المستشار.

ترك آصف له الحقيبه مُبتسمً بود قائلًا:

شكرًا، كويس إنك متأخرتش بس فين العربيه.

رد السائق:

لما كلمتنى عالموبايل وقولتلى إن القطر خلاص داخل عالقاهرة جيت فورًا، والعربيه راكنها جنب محطة القطر.

تبسم آصف له قائلًا:

تمام هات مفاتيح العربيه وإرجع إنت بيتك تصبح على خير.

أعطى له السائق سلسلة مفاتيح قائلًا:

وإنت من أهله يا سيادة المستشار، توصل بالسلامه.

بعد دقيقتين

وضع السائق تلك الحقيبه بالمقعد الخلفى للسيارة وأومأ لـ آصف الجالس جلف المقود برأسه وغادر

بدأ آصف بقيادة السيارة بداخل قلبه مازال يشعر بإنشراح من تلك الخيال،تنهد بشوق وأخرج علبة سجائره وأشعل إحداها زفر دُخانها الذى نظر له ببسمه وهو يتذكر ضيق سهيله وإستهجانها الدائم عليع بسبب تدخينه،وتجهمها أكثر من مره من ذالك،لكن أكمل تدخين السيجارة،وهو يتذكر ذكري أخرى لـ سهيله،ذكرى أول لقاء بينهم

[فلاشـ باك]

كان شابً يافعًا بعمُر الحاديه والعشرون،كان يدرس وقتها بالسنه قبل النهائيه بكلية "الحقوق"

كان صاحب جسد فاره يُعطيه هيبه

كان يقوم بعمل بعض التمرينات الرياضيه القاسيه بحديقة السرايا

كان يجلس سامر على طاوله قريبه منه يحسب له مدة ذالك التمرين القاسى،حتى آتت إحدى الخادمات ونظرت لـ سامر قائله:

فى بنت واقفه عند باب السرايا الداخلى بتقول إنها زميلتك فى المدرسه وإسمها"سهيله أيمن الدسوقى"

تبسم سامر لها قائلًا:

آه دى فعلًا زميلتي فى الفصل وكانت كلمتني من ساعه كده أنها عاوزه مَلزمه خاصه بالإحياء كمان كان بقالها كام يوم غايبه من المدرسه وطلبت مني أعرفها خدنا أيه فى المنهج فى الأيام اللى فاتت،دخليها الصالون وأنا جاي فورًا.

ذهبت الخادمه بينما توقف آصف عن تلك التمرينات يلهث وغمز

لـ سامر بمزح قائلًا بإيحاء:

مش بدري عالغراميات دى إنت يادوب كملت سبعتاشر سنه من كم شهر.

تبسم له سامر قائلًا:

غراميات أيه،دى زميلتى فى الفصل وبعدين غراميات ومع سهيله،دي

بالذات ملهاش غير فى الدراسه وبس،يلا هروح أستقبلها مش حلوه تنتظر كتير،دى ذكيه جدًا وهتنفعني فى الامتحانات.

غمز له آصف قائلًا:وماله يبقى حب مصلحه.

تبسم سامر له وهو يغادر قائلًا:

سهيله ولا ينفع معاها حُب من أساسه،كمل تمرينك.

توقف آصف للحظات حتى هدأت أنفاسه بعد تلك التمارين،لا يعرف لما هنالك شعور بالفضول لديه أراد رؤية تلك الفتاة،جذب منشفه صغيرة وقام بتجفيف عرق وجهه وتوجه الى داخل السرايا،كاد يمُر من أمام غرفة الصالون،لكن لفت نظرهُ تلك الواقفه تُعطيه ظهرها كانت نحيفه قليلًا ومحجبه رغم صِغر عُمرها،إزداد الفضول لديه لرؤية وجهها،دلف الى الصالون وتنحنح

إستدارت سهيله ظنًا منها أنه سامر،لكن سُرعان ما أخفضت وجهها بحياء حين تفاجئت بشاب يرتدى سروال قطني قصير يمزج بين اللون الأسود والأحمر لمنتصف فخذيه،كذالك فانله بحمالات من نفس ألوان السروال،يضع منشفه حول عُنقهُ،جسدهُ بالنسبه لها ضخم.

بينما هو حين إستدارت ورأى وجهها شعر كآن سهمً أصاب قلبه،لم تكُن جميله للغايه ،لكن وجهها ملائكى برئ رغم أنه يبدوا على ملامحها بوضوح أنها مُجهده أو ربما كما قال أخيه أنها كانت مريضه،رغم أنه رأى فتيات أجمل منها لكن لم تُثيرن لديه أى شعور عكس تلك النحيفه ذات الملامح البريئه التى ظل ينظر الى ملامحها وكاد يتحدث معها،لكن دلف سامر الى الغرفه يحمل بيديه تلك المَلزمه وبعض الكُتب،نظر سامر لـ آصف بإستغراب من وجوده بالغرفه،بينما تنحنح آصف يشعر أنه يريد البقاء والتحدُث معها،لكن مُرغمً سيطر على نفسه وتجاهل ذالك الشعور وخرج من الغرفه وتركهم سويًا،ذهب الى غرفته تدلى مباشرةً الى المرحاض نزع عنه ملابسه ونزل أسفل ذلك الصنبور يشعر بهطول المياه فوق جسده،لكن شعور آخر يغزو عقله،أو بالاصح يُحركهُ قلبه يود رؤيتها مره أخرى الآن،سريعًا إنتهى من الإستحمام وخرج للغرفه يرتدى ثيابهُ ثم خرج من الغرفه وتوجه ناحية غرفة الصالون بفضول كان باب الغرفه مواربً،ظل واقفًا يتأمل سهيله التى مازالت جالسه مع سامر يتحدثان الى نهضت واقفه بعد وقت قليل واخذت من يد سامر تلك المَلزمه وتلك الكُراسات،وتوجهت نحو باب الغرفه،وكادت تخرج منها لكن توقفت لوهله حين تفاجئت بـ آصف أمامها مباشرةً بعد ان حسم أمره يود الحديث معها،رفعت بصرها تلاقت عينايهم للحظات كانت كفيله بإرسال إشارات تخترق القلبان مباشرةً،شعرت سهيله بخجل،لكن هذه المره تبسمت فهو أمامها يرتدى ملابس أخرى شبابيه تستُر جسده،تنحى آصف مُرغمًا حتى مرت سهيله وغادرت لكن ظل ينظر فى أثرها الى أن خرجت من باب السرايا...كان هذا اللقاء الاول الذى ترك بداخل الإثنين رغبة الرؤيه مره أخرى،وبالفعل تكررت اللقاءات

لكن ظل أول لقاء صامت لهما له تآثير قوى عليهما.

[عـــــودة]

تبسم وهو يتذكر ذلك اللقاء الصامت بينهم،شعر بشوق لمعرفة رد فعلها حين يضعها أمام الامر الواقع ويطلب يدها من والدها،حسم القرار لا داعى للإنتظار أكثر من هذا لن يُعطيها فرصه للتحجُج بأى حِجه بعد الآن أى حِجه لن ينتظر من أجلها،

بسبب برودة الطقس كذالك التوقيت المتأخر كان الطريق شبه خاليًا ساهم فى تسريع سرعة السيارة ليصل الى البلده فى وقت قياسي.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل أيمن

غرفة هويدا

لم تستطيع النوم،لا تعلم سبب لذالك الشعور براحة الذهن،ان كانت من عدم وجود سهيله معها بالغرفه،أم من ذالك الكهل الذى تُفكر فيه ،نهضت من فوف الفراش شعلت ضوء الغرفه وتوجهت ناحية خزانة الملابس فتحت إحدى الضُلف الخاصه بها،وجذبت ذلك الكيس المُعلق وذهبت نحو الفراش أخرجت منه فستان أسود لامع خلعت عنها رداء النوم وقامت بإرتداء ذالك الفستان الذى كان بلا أكمام عاري من فوق الكتفين ينسدل بضيق على جسدها يصل لمنتصف فخذيها، يُبرز أنوثتها وساقيها الممشوقه بسخاء،نظرت لإنعاكسها فى المرآه بإعجاب من أنوثتها التى يُبرزها الفستان،ذلك الفستان التى إشترته من التسوق عبر الإنترنت وأخفته حتى لا تراه والداتها ولا سهيله ويسألان لما إشترت فستان هكذا،وهى لن ترتديه كانت بنصف ثمنه إشترت أكتر من طقم مناسب لها وللحجاب التى تضعه فوق رأسها دون إقتناع فقط تضعه واجهه حتى تُظهر أنها مُتدينه،أسدلت خُصلات شعرها الشبه قصير والتى تداوم على صبغه بأحدث وأغلى المُرطبات التى تقتنيها من راتبها بالبنك،لا تشعر بالمسئؤليه سوا ترفيه عن نفسها فقط،تركت أمر جهازها الى والداها اللذان يُدبرانه دون أن تعرض عليهما المساهمه حتى ولو لجزء صغير،تستمتع براتبها التى تدخره وتُنفقه على ما تشتهيه من أجود وأغلى الماركات،ذهبت نحو الدولاب مره أخرى وجذبت علبه متوسطه وضعتها فوق التسريحه وجلست على مقعد وأخرجت من تلك العلبه الأنيقه الخاصه بأدوات التجميل وبدأت تضع على وجهها تلك المساحيق بعنايه،تُبرز جمال ملامحها، صبغت شفاها بلون أحمر ناري،ونظرت لإنعكاسها،رأت نفسها أيقونة جمال،تآسفت على حالها،فهذا الجمال محكوم عليه أن يبقى مدفونًا وهى تعيش هنا بتلك القريه صغيرة كذالك تعمل بـ بنك وضيع،وآخر ذالك هو خطيبها الموظف مثلها،فكرت ماذا لو كان تبدل الوضع وكان خطيبها يُشبه ذلك الكهل "أسعد شعيب" ليس فى الملامح بل فى الثراء

كانت إستمتعت بجمالها،وأوهام يصنعها عقلها البطار عن حياة ترسمها أن تكون سيدة مجتمع يشهد الجميع بذكائها وأناقتها،لكن حين تعود للواقع تشعر ببؤس وهى مدفونه بتلك القريه النائيه،لكن لو إبتسم لها الحظ وكان شعورها صحيحً أنها اليوم لفتت نظر ذلك الكهل ربما يتغير كل هذا،وأحلام ورديه لو حصلت فقط على دعم منه وإرتقت للعمل بأحد بنوك الإستثمار...

فاقت من تلك الاوهام بسبب سماعها لصوت سُعال خارج الغرفه سريعًا أبدلت ثوبها وعادت لمنامتها مره أخرى ونظفت ملامحها من تلك المساحيق،وعاودت دس تلك الأشياء بتلك الضلفه وأغلقتها وﭢطفأت ضوء الغرفه حتى لا يراه أحد شاعل ويدخل يسألها لم تركت الضوء الليله وتتذمر من سهيله لو أضائته، توجهت نحو الفراش تمددت عليه،تشعر بأمنيات لو واحدة تحققت لإنصلح حالها...أغمضت عينيها تستسلم لأوهامها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى

إختل جسد سهيله وإنخفضت بجسدها أرضًا إرتزكت على رُسغيها تشعر بدوخه بسبب تلك الضربه التى تلقتها على رأسها،شعرت كذالك بغشاوة بعينيها لثوانى قبل أن تستدير لرؤية من القاتل كان إستغل ذالك وخرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب،

لثوانى حتى إستطاعت سهيله السيطرة على وعيها مره أخرى،نظرت لـ سامر المُمدد أرضًا ينتفض جسده ودماء غزيرة تسيل من عُنقه،إقتربت منه لكن لسوء حظها كان ذالك المبضع جوار رأسه مباشرة بلا إنتباه وضعت يدها عليه بالخطأ وهى تحاول إنقاذ سامر،بعد أن أسرعت وجذبت ملآة فراش الكشف وحاوطت عُنقه بها تكتم إندفاع الدماء،ونهضت واقفه تشعر بترنُح لكن سيطرت عليها إنسانيتها وفتحت باب الغرفه وصرخت بقوة حتى يآتى أحد العاملين بالمشفى ويساعدها بنقل سامر الى غرفة العمليات لإنقاذه، آتى أحد العاملين بالفعل ودلف الى الغرفه

إنذهل حين رأى تلك الملآة ملفوفه حول عُنق سامر،وقف مُتصنمًا للحظات،حتى صرخت عليه سهيله قائله:

بسرعه هات ترولى ننقله بيه لاوضة العمليات وشوف دكتور جراحة فى المستشفى.

للحظات مازال العامل واقفًا مشدوه،حتى صرخت عليه سهيله مره أخرى،خرج مُسرع،وظلت سهيله تحاول كتم الدماء وقالت:

سامر قولى مين اللى عمل فيك كده.

همهم سامر ببعض الكلمات لم تستطيع تفسيرها قبل أن ينتفض جسدهُ ويسكُن بلا حركه.

إنصدمت سهيله من ذلك وحاولت إنعاش قلبه بالضغط بيديها لكن بلا جدوى،لقد نفذ الأمر وفاضت روحه،دموع سالت من عينيها وهى جاثيه جوار جسدهُ تشعر بآسى عليه كذالك بفشلها فى إنقاذه،نطقت الشهادتين عليه بقلب مُنفطر،بنفس الوقت آتى ذالك العامل ومعه إثنين من المُسعفين وطبيب آخر ونظروا الى سامر علموا أنه توفى، نظر لها الطبيب ثم للآخرين وتحدث بآمر ونهي:

محدش يلمس أى حاجه،ولازم نبلغ الشرطه فورًا.

بالفعل خلال دقائق كانت شرطة الجنايات تُعاين الغرفه كذالك جسد سامر

جذب أحد الأفراد ذلك المبضع ووضعه بكيس بلاستيكِ خاص،وعاينوا الغرفه بتدقيق ثم أمر المُحقق بأخذ جثة سامر الى المشرحه،ثم خرج من الغرفه،سأل الطبيب الآخر قائلًا:

فين الدكتورة اللى قولت إنها كانت مع القتيل.

رد الطبيب:

موجوده هنا فى المستشفى.

طلب المُحقق:

تمام ممكن فين اوضة المدير المناوب فى المستشفى،كمان لازم نبلغ أهل القتيل.

أشار له الطبيب على الغرفه وذهب معه بعد لحظات دلفت سهيله الى الغرفه بعد أن ذهب آخر لإحضارها الى الغرفه...تسأل المُحقق:

ياريت تحكيلى بالتفصيل أيه اللى حصل؟.

سردت سهيله ما حدث بالتفصيل،كان المُحقق يستمع لها الى أن إنتهت من سردها،فاجئها بالسؤال:

وإنتِ شوفتى مين اللى كان معاه فى أوضة الكشف؟.

ردت سهيله بنفى:

لاء،لأنه ضربني على راسى جامد ودوخت ولما فوقت كان هدفى أنقذ سامر.

لفت نظر المُحقق نُطقها لـ إسم سامر بلا ألقاب وتسأل بإستفسار:

واضح إن فى بينك وبين القتيل معرفه قويه بدليل نُطقك لإسمه بدون لقب دكتور؟.

ردت سهيله ببساطه:

إحنا كنا زملاء من ثانوي وكمان أهل بلد واحده وكنا بنذاكر مع بعض حتى لما دخلت كلية الطب هو كمان دخل لمدة سنه كلية طب خاصه وبعدها حول طب عام وفضلنا زملاء.

أومأ المحقق برأسه قائلًا:

آه تمام.طب إنتِ قولتى إنك سمعتِ أصوات قبل ما تدخلى الاوضه،يا ترا تعرفى مين اللى كان مع الدكتور أو عالاقل تقدري تخمني؟.

تعلثمت سهيله للحظه وهى تقول:

لاء مقدرتش أفسر غير صوت سامر بس.

لاحظ المُحقق تعلثُمها وفاجئها:

للآسف يا دكتورة أنا مُضطر أقبض عليكِ.

إنفزعت سهيله وتعلثمت قائله:

تقبض عليا ليه،أنا كنت بحاول أنقذهُ.

وقف المُحقق وأشار إلى أحد معاونيه،فهم إشارته وإقترب من سهيله وفتح تلك الأصفاد...

نظرت سهيله للمُحقق بفزع وقالت:

أنا قولت اللى حصل ومش أنا اللى قتلته،لو أنا اللى قتلته كنت هفضل معاه فى الاوضه واحاول أنقذهُ.

رد المُحقق بموضوعيه:

للآسف يا دكتورة،واضح جدا أنها جريمه وإنتِ المتهم الاول لحد ما الطب الشرعى يحقق فى الأدله الموجودة،ولحد الفصل فى ده مُضطر أقبض عليكِ،بس طبعًا ليكِ الحق تكلمِ حد من أهلك عشان يقوم لك محامى.

نظرت سهيله بهلع الى المُحقق ماذا يقول،هى بريئه لم تفعل شئ سوا أنها حاولت إنقاء سامر،لكن إمتثلت غصبً وفتحت هاتفها وقامت بالإتصال على هاتف والدها وإنتظرت للحظات حتى رد عليها بهدوء فى البدايه رغم رجفة قلبه بإتصالها وهى بوقت عملها بالمشفى بهذا الوقت المُتاخر من الليل،

لكن نهض من فوق الفراش مفزوع سألًا:

هتبقى فى أي قسم وأيه اللى حصل.

نظرت سهيله الى ذالك المُحقق الذى أشار لها الا تتحدث كثيرًا...وقالت إسم قسم الشرطه بإمتثال:

لما تجي للقسم هتعرف يا بابا.

أغلقت سهيله الهاتف ونظرت الى المُحقق الذى أشار لمعاونه أن يضع بيديها الاصفاد

بالفعل جذب المعاون له يديها ووضع الاصفاد حولهم وأغلقها

شعرت سهيله بفزع وإنقباض فى قلبها حين سمعت صوت إغلاق الأصفاد حول معصميها.

بينما بمنزل أيمن

كل ذره فى جسدهُ ترتعش وهو يغلق الهاتف الذى كاد يسقط منه أرضًا لو ان تمسك به قبل أن يصل للأرض،إستيقظت سحر أيضًا بسبب صوت رنين الهاتف ورأت فزع أيمن إنفزع قلبها هى الأخرى وإنتظرت غصبًا حتى أنهى المكالمه وسألت بترقُب:

فى ايه يا أيمن،سمعتك بتكلم سهيله وبتقول لها قسم أيه،أيه اللى حصلها؟.

رد أيمن وهو يخرج ملابس له من الخزانه ويرتديها بسرعه:

معرفش لما سألتها قالتلى لما تجى القسم هتعرف.

هلع قلب سحر وقالت:

هلبس واجي معاك قلبِ مش مطمن.

رد أيمن بنهي:

لاء خليكِ هنا،وأنا هبقى اتصل عليكِ،يمكن أمر سهل،حد من المرضى إتهجم عليها ولا حاجه،خليك.

بصعوبه وافقت سحر،رغم شعورها السيئ.

****

بـ سرايا شُعيب

للتو وصل آصف الى السريا

كان السكون يعم المكان

قبل أن يُفاجئ بوالده ووالداته الإثنين يخرجان من غرفتهم يبدوان بملامح مُترقبه ومُرتعبه...

تفاجئ هما أيضًا بمجئ آصف ونظرا له بإستغراب، دون حديث وأكملا سير

إستغرب آصف سائلًا:

فى أيه ملامحكم شكلها مرعوبه هو أنا بخوف أوى كده.

ردت شكران:

سامر... توقفت للحظه تبتلع ريقها وأكملت:

إتصلوا على باباك وطلبوا منه يروح لهم القسم بسببه.

لوهله ظن آسعد ان ربما فعل سامر أمرًا تافهًا وتشاجر مع أحد وقال بتهجم:

متخافيش أوى كده، يمكن الأمر بسيط، خليكِ الجو بره برد وهيتعب صدرك، أنا هتصل أقولك فى أيه؟.

وافقت شكران بصعوبه لكن طلبت من آصف الذهاب مع والده.

إمتثل آصف وذهب معه الى مركز الشرطه.

*****

بعد قليل بمركز الشُرطه

بغرفة التحقيقات

بإستثناء من المُحقق ترك سهيله مع والدها لدقائق معدوده لم تتعدا خمس دقائق ودلف الى الغرفه قائلًا:

أنا عملت لحضرتك إستثناء،بس بلاش تضرني،والأفضل إنك تقوم محامى للدكتورة،لأنها للآسف أول المتهمين فى الجريمه،إن مكنتش هى المتهمه الوحيده.

بمضض خرج أيمن من تلك الغرفه شبه تائه بعدما سردت له سهيله ما حدث معها بإختصار،وعلم أنها متهمه بالقتل، ولن تعود معه للمنزل ستبقى الليله بالحجز لحين إستكمال التحقيقات...

لحُسن حظ أيمن أنه خرج من باب آخر للمركز لم يتقابل مع سيارة آصف الذى دخل من باب آخر ومعه آسعد توجها الآثنين الى غرفة المُحقق مباشرةً، دلف آصف أولاً ثم خلفه آسعد الذى ترك آلامر لـ آصف وقام بتعريف والده قائلًا:

سيادة النائب"أسعد شعيب" وأنا

"آصف شعيب" مستشار أول بمحكمة جنايات أسيوط.

صافح المُحقق آصف ثم أسعد وسرد لهم ما حدث عن مقتل سامر..

إنصعق الإثنين ولم يُصدقا فى البدايه لكن ليست كذبه.

رغم ذهول عقل آصف لكن قال بوعيد:

وعرفتوا مين اللى قتله؟.

رد المحقق دون ذكر إسم:

لغاية دلوقتي الأدله اللى لقيناها فى الاوضه مع القتيل هى المشرط اللى إندبح بيه تقريبًا وده إتحول للطب الجنائى لرفع البصمات،وكمان كان فى دكتوره معاه فى الأوضه،بس للآسف أوضة الكشف مفيش كاميرات مراقبه عليها مفيش غير كاميرا فى الممر بعيد شويه ومعرفش هتجيب اللى دخل أو خرج من الاوضه فى الميعاد ده أو لاء،غير كمان أمرت بتفريغ كاميرات المراقبه اللى على أبواب وممرات المستشفى كلها،والتحقيقات مازالت مستمره.

شعر أسعد فجأة كآن ساقيه تهدلت وجلس على أحد المقاعد يشعر كآنه هُرم فجأة،بينما آصف شعر بتوهان أكثر وتسأل:

فين جثة سامر.

رد المُحقق:

الجثه فى مشرحة المستشفى،عشان تكملة بقية إجراءات التشريح.

نظر آصف لـ أسعد ثم للمحقق قائلًا:

تمام أنا عاوز أشوف الجثه.

نهض المُحقق قائلًا:

حضرتك مستشار فى الجنايات وعارف الإجراءات ممنوع قبل إنتهاء الطب الشرعى وتقديم التقرير النهائي.

تعصب أسعد يشعر بنخر فى قلبه ونهض واقفًا بإستهجان قائلًا بإستعلاء:

أيه اللى ممنوع،إنت بتقول إبني إتقتل وكمان عاوز تمنعنى أشوفه إنت متعرفش أنا مين.

حاول آصف التمسُك بالهدوء رغم الحُطام الذى يشعر به وقال:

إهدا يا بابا،الأفضل إنك ترجع للسرايا وأنا هعرف بقية اللى حصل من المحقق.

تعصب أسعد وشعر كآن جسده إختل وقبل أن يسير ترنح أسرع آصف بإسناده،وهو يكبت الحزن فى قلبه،نظر للمحقق وقال له:

دقايق وراجعلك.

أومأ له المحقق برأسه...بينما ذهب آصف مع أسعد نحو السياره،لايعلم أى منهم يحاول دعم الثانى حتى لا يسقط ارصًا فالمصاب آليم..فتح آصف السياره لـ أسعد الذى دلف بها ونظر لـ آصف قائلًا:

خلينا نروح المستشفى،أنا بعلاقاتى هخليهم يفتحوا المشرحه.

حاول آصف معه أن يعدل عن ذالك وينتظر سماح القانون الذى يدافع عنه لكن رنين هاتف أسعد الذى لا يهدأ جعله يمتثل وذهب معه الى المشفى.

بعد قليل

بغرفة المشرحه

فتح أحد العاملين لهم الغرفه خِلثه

دلف الإثنين الى الغرفه جذب العامل أحد التوابيت،كانت لجثه مُغطاة بملأه بيضاء لكن عليها أثار دماء،لوهله شعر أسعد بأمل وجذب الملآة من فوق وجه سامر،لكن ضعف قلبه أكثر،إنها جثه هامده لا روح فيها،لكن لفت إنتباة آصف ذالك الضماد الملفوف حول عُنق سامر الذى كان شبه مُدمي،شعر كآن فجأة تحجر قلبه ليس فقط قلبه بل الدمعه أيضًا تحجرت بعينيه التى أصبحت شبه داميه كآنها تنصهران، بينما أسعد لم يستطع الوقوف أكثر من ذالك، خرج يسير بترنح يستند على حوائط الغرفه، بينما آصف مازال مُتصنم أمام جثمان سامر، يتآمل ذالك الجرج العميق بعُنقه يتسأل عقله من صاحب القلب الحاجد الذى فعل ذالك وسفك عُنق إنسان،لام نفسه لما لم يسأل المُحقق عن هوية من فعل ذلك، او بالأصح من فعلت ذالك المحقق ذكر أن المتهم طبيبه،بآى حق هى طبيبه.

خرج من الغرفه بغضب ساحق تاركً الزمام لغضبه المهدور، سمع رنين هاتف أسعد الذى لا يهدأ،نظر الإثنين لبعضهما يعلمان هوية المتصل إنها "شكران"

نظر أسعد لـ آصف بإنهزام قائلًا:

هرد عليها أقول لها أيه؟.

رد آصف بتعسف وغضب:

قبل ما نرد عليها لازم أعرف مين الدكتورة اللى المحقق قال إنها المتهمه.

بعد دقائق عاد آصف الى مركز الشرطه ترجل من السياره وترك أسعد المكلوم، ودلف الى المركز مباشرة الى غرفة المُحقق وفتحها دون طرق على الباب، وسأل المحقق مباشرةً:

مين الدكتوره اللى قولت إنها المتهمه فى قتل أخويا.

فتح المحقق ملف أمامه وقرأ الأسم قائلًا:

إسم الدكتوره"سهيله أيمن الدسوقى الغتوري" وهى محجوزه هنا فى الحجز على ذمة القضيه.

مين!؟.

هكذا كان رد آصف بصدمة... كآن هولها أفقدهُ عقلهُ.


google-playkhamsatmostaqltradent