رواية قرن فضة و قرن ذهب كاملة بقلم Lehcen Tetouani عبر مدونة دليل الروايات
رواية قرن فضة و قرن ذهب الفصل الرابع 4
…… لما رجع بدر من الصيد وجد أخته في إستقباله وقالت له أريدك أن تحضر لي شيئا ولكنه صعب المنال
رد بدر :حسنا ماهو هذا الشيئ الذي تريدينه؟
صمتت الفتاة برهة ثم قالت نافورة الماء الفضي ولو أتينا به لأصبح البستان أكثر جمالا ستتناثر القطرات على الأرض وتنبت كل أصناف الورود والرياحين
قال بدر : سآتيك بالنافورة وسيمتلأ بستان أبي وأمي بالزهور وستحلق فيه الفراشات
حضنت بدور أخاها وقالت إذا وجدت ذلك صعبا فلا تغامر بنفسك
في الصباح أسرج فرسه وحمل زاده وصرة دنانير ثم سار سبعة أيام حتى وصل قرب البحر وبدأ في السؤال عن جزيرة العجائب لكن الناس قالوا له إنها خرافة ولا وجود لها
في أحد الأيام رأى صيادا مسنا يصلح شبكته فسلم عليه رمقه الرجل بنظرة متفحصة وسأله: هل أنت الغريب الذي يسأل عن جزيرة العجائب إنّ الأخبار تنتقل بسرعة في هذه القرى الصغيرة
بدا على بدر الإهتمام وقال: نعم هل تعرف شيئا عنها ؟
هزّ الصياد رأسه وأجاب : ليس هناك شيئ مؤكد عندما كنت صبيا روى جدي شيئا عنها لكني لم أعد أذكر سوى أن مركبه غرق فتعلق بخشبة ووجد نفسه في ضباب كثيف
وعندما إنقشع رأى من بعيد جزيرة تلألأ كالذهب ومليئة بالأشجار وتحلق حولها طيور ملونة ثم عاد الضباب وبقي في البحر سبعة أيام يجرفه التيار حتى مرت به سفينة للتجار أنقذته
وعندما سأله أهل القرية كيف عاش دون ماء ؟
أجابهم أنه وجد قربه سلة فيها جوز الهند فشرب مائه وآكل لبّه ثم شاهد شيخ البحر واقفا ينظر إليه في دهشة وهو من أنقذه من الموت جوعا وعطشا
وبالطبع لم يصدقها أحد من الناس وقالوا له : لا توجد جزر في ذلك المكان ولم يشاهد أي منهم لا شيخا ولا حوريات في البحر
كان بدر يستمع بشوق لهذه الحكاية وسأل الصياد هل قال جدك شيئا عن مكانها ؟Lehcen Tetouani
أجاب نعم لقد كان يعرف كيف يهتدي بالنجوم لكن نسيت كثيرا من التفاصيل
قال بدر: هل تبيعني قاربك فهو يبدو متينا ؟
أجاب الصياد : نعم لقد صنعته بنفسي وإذا أعطيتني ما يكفي من المال تركته لك فلم يعد الصيد مربحا كما كان من قبل
أخرج له بدر صرة الدّنانير وقال له :هل يكفيك هذا
بهت الصياد وأجاب: لكن هذا كثير يا سيدي
قال بدر : لقد كانت معلوماتك مفيدة وسأترك فرسي عندك فإن لم أعد فهو حلال عليك
قال الصياد : لقد تذكرت أن جدي تحدث مرة عن كوكبة الدب الأصغر ربما يعني لك هذا شيئا فأنا لست بارعا مثله في قراءة النجوم
ركب بدر الزورق وترك التيار يحمله فهو لا يدري أن يتجه ولم يفهم ما قاله الصياد عن النجوم وقد لا يكون صحيحا فهو عجوز وذاكرته ضعيفة مضت خمسة أيام وبدر تائه في البحر ولا شيئ في الأفق قال في نفسه: قريبا سينفذ الطعام والماء وسيكون حالي صعبا
كان الوقت ليلا إستلقى على ظهره وأخذ ينظر إلى السماء كان نجم الجدي يلمع في الظلام وفجأة جال خاطر برأسه فكوكبة الدب الأصغر تقع شرق الجدي هل يعني ذلك أن الجزيرة توجد ناحية الشرق ؟
قام وأدار الدفة شرقا فليس له ما يخسره من المحاولة لم يكن خائفا على نفسه من الموت ما يقلقه هو أخته
كان يحس بالتعب فأغمض عينيه وراح في سبات عميق
عندما أفاق وجد نفسه غارقا في الضباب ولا يرى شيئا أمامه بعد قليل بدأت الرؤية تتضح وشاهد شيئا يقترب منه يشبه السمكة عندما وصل إليه تعجب منه فقد كان شيخا له ذيل سمكة ويحمل سلة
قال له : أنا ملك هذا البحر ولا يأتي هنا من الإنس إلا غريق أو تائه خذ هذا الطعام وسأخرجك من هنا
إستغرب شيخ البحر وسأله :ما حاجتك؟
حكى له بدر عن قصته ومحبّته الشديدة لأخته الصغيرة كان الشيخ يستمع وينظر إلى القرن الفضي
لاحظ بدر ذلك فنزع القلادة من رقبته وقال : هذه هدية مني إليك
تأملها الشيخ في إعجاب فإذا عليها كتابة فسأل عنها
أجاب بدر إنها آيات من القرآن ثم قرأ ما فيها
فبكى الشيخ وقال: ما أحلى هذا الكلام أنا أيضا سأعطيك هدية من اللآلئ والجواهر التي لا تقدر بثمن
رد الفتى : ما جئت إلى هنا إلا للحصول على نافورة الماء الفضي
قال الشيخ: إذن إذهب إلى الجزيرة لكن لا تغرنك المظاهر فقرب النافورة ثعبان ضخم إذا رأيته نائما فإبق مكانك حتى يفيق عندئذ خذ شيئا من مائها وارجع بسرعة
وإياك أن تلتفت ورائك فستسمع أصوات جواري فتايات ينادين عليك وإذا رحلت فلا تعد إلى هنا أبدا هل فهمت ذلك
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قرن فضة و قرن ذهب ) اسم الرواية