Ads by Google X

رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم رحمة نبيل

الصفحة الرئيسية

   رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل عبر مدونة دليل الروايات


رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الثامن و العشرون 28

 
“لا بس ايه رأيك شوية شقاوة من الاخر “
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم لذلك الصوت ليتقدم بأرجل رخوة وبحركة بطيئة داخل الشقة وجواره هادي بملامح لاتفسر…..لكنه للحق لم يكن يهتم في تلك اللحظة سوى لذلك الصوت الذي ارتفع مجددا وهو يردد :
” يابني دي لحظات للذكرى هو احنا هنلاقي كل يوم بطة زي دي “
صدحت ضحكات اخرى تعلو في المكان كله مرددة خلف ذلك الصوت بكل قذارة :
” اسمها بطة وهي بطة “
عند تلك الجملة كان زكريا قد وصل البهو ليجد رشدي يجلس جوار جمال الذي كان يحمل الحاسوب الخاص به وهو يضعه على قدمه يراقبه بصدمة لم يعلم أن قذارة أخيه قد تصل لتلك المرحلة فهو لم يكتفي بتدمير تلك الفتاة بل أيضا سجل لهم فيديو بعدما انتهوا منها فــ اثناء حديثهم ذلك ستلمح فاطمة ممدة على فراش بعيد قليلا عنهم وهي مغطاه كليا عدا رأسها ……
اغمض جمال عينه يشعر بنيران تتصاعد داخله حاثة إياه على الدخول الآن وقتل أخيه بيده والانتهاء من ذلك …..
تقدم زكريا منهم بأقدام متجمدة ..يبدو وأنها قد التصقت بالأرض اسفلهم حيث كان يحثها بصعوبة على التحرك وكأنها تأبى أن تعرض صاحبها لهكذا عذاب ….
رفع جمال اعينه لزكريا ولم يكن افضل حالا منه فهذا أخيه وصغيره بحق الله …ابتلع زكريا ريقه وهو يدعو الله ألا يكون ما يخشاه قد حدث وأنهم وثّقوا تلك اللحظات ….
” هو ايه ؟؟؟ايه ده “
سؤال غبي بالطبع فهو والجميع في هذا المكان يعلمون ما هذا…لكن ذلك القلب الذي يكاد يتوقف في أي لحظة يتمنى لو يكذبه أحدهم …
اقترب هادي سريعا منه وهو يمد يده يحاول أن يسانده لييعد زكريا يده سريعا ويبتعد هو بدوره عن هادي مشيرا للحاسوب وكأنه مرض ما :
” لقيتوا ايه عليه ؟؟؟ اتكلموا ؟؟”
صمت يترقب الوجوه ليعلو حديثه وكأنه يتخبط في كل شيء حوله :
” لازم تعرفوا إن لو اللاب ده فيه اي فيديو لمراتي مش هيخرج من هنا وانا هكسره بنفسي حتى لو اضطريت ادخل اقتلهم واحــ “
قاطعه رشدي سريعا وهو يرى قرب انهياره :
” مش فيه ….متخافش يا زكريا فاطمة مش ظاهرة هما بس كانوا بيصوروا فيديو سلفي ليهم ومعترفين فيه بكل حاجة ومش بس كده كمان باقيت قاذورتهم اللي عملوها لان الظاهر مش فاطمة بس اللي عملوا فيها كده .”
ابتلع زكريا غصة في حلقة يرغب لو يبكي الان كــ طفل صغير، لكنه تحمل فيكفيه انهيارا حتى الآن فمنذ هذه اللحظة هو يحتاج لكل ذرة شجاعة وثقة بأن الله معه …..ذلك قد يخفف عن بعض ما يعيشه الان …
” عايز اشوفهم “
نظر له الجميع برفض لتلك الفكرة ليتحدث هادي سريعا بما قرره قبل أن يأتي زكريا :
” بلاش يا زكريا ارجوك ….انا هاخد الفيديوهات دي وهتصرف بمعرفتي وصدقني مش هرتاح غير لما اااااا “
قاطعه زكريا وهو يرفع يده برفض لحديثه :
” مش قبل ما اطفي ناري يا هادي….. مش قبل ما اطفي ناري و اشوفهم مذلولين قدامي “
أنهى حديثه ولم يعطى فرصة الإجابة لهادي حتى نظر سريعا لجمال الذي كان يرميه بنظرات مقهورة متحسرة ومعتذرة
” لو سمحت تعالى افتحلي الباب “
وعلى عكس ما اتفق عليه مع رشدي وهادي قبل قليل ألا يسمح لزكريا برؤيتهما حتى لا ينهار أو يفقد عقله …تحرك جمال ببطء صوب الغرفة التي يحتجز بها أخيه وذلك الضيف الجديد الغير مرغوب به تماما ثم انتظر حتى دخل زكريا وبعدها اغلق الباب خلفه ينظر للوجوه وهو يعلم أن خلف هدوء زكريا اعصار كبير سيقتلع الكل ……
__________________________
” يابنتي دي عيال هبلة ..درسين ايه اللي آخدهم في كل مادة ؟؟ ايه عندي وقتي وفلوسي مش عارفة اعمل بيهم ايه ؟؟؟”
أنهت منار تلك الكلمات بسخرية كبيرة وهي تتحدث مع إحدى رفيقاتها عبر الهاتف لتصمت قليلا مستمعة للجانب الآخر ثم ضحكت بصخب شديد متجاهلة فاطمة التي دخلت للتو عليها وهي تتحدث بضيق شديد :
” أستاذة منار مش انا بناديكِ ؟؟؟”
أشارت لها منار بيدها أن تصبر قليلا حتى تنهي المكالمة لتزفر فاطمة بحنق شديد وهي تتركها خارجة بعد أن القت كلمتها :
” خلصي واطلعي عشان تتغدي”
ثم خرجت وهي تتمتم بغيظ وملل شديد منها ومن أفعالها تلك :
” مش فاهمة مروحتيش المدرسة ليه ؟؟؟”
ورغم سماع منار لحديثها إلا أنها تجاهلتها وهي تكمل حديث مع رفيقتها حتى قاطعت ذلك الحديث وهي تبعد الهاتف عن اذنها قليلا ناظرة به مرددة :
” طب يا منال اقفلي دلوقتي لما اشوف البت اسراء عايزة ايه ؟؟؟”
أنهت كلماتها وهي تغلق تلك المكالمة وتستقبل الآخرى التي كانت في الانتظار متحدثة :
” الو يا اسراء عاملة ايه ؟؟؟……لا انا الحمدلله اخبارك انتِ؟؟؟….يارب دايما يا قلبي، خير يعني متصلة بيا واليوم الدراسي لسه مخلصش تلاقيكِ بتتكلمي في الحمام …..فيه ايه يابنتي أنتِ بتعيطي ؟؟؟؟….طب اهدي بس وفهميني ….ماله مستر زكريا ؟؟؟؟”
صمتت منار طويلا وهي تستمع بصدمة لما فعلته رفيقتها لتهتف بدون وعي :
” يا مصيبتي ايه اللي هيبتيه ده ؟؟؟ أنتِ مش عارفة أنه متجوز ؟؟؟….بتحبيه ايه ونيلة ايه ؟؟؟انتِ هبلة يابت أنتِ ده أكبر مننا ومتجوز ثم إنه اساسا مش بيبص لواحدة فينا كده ولا هيبص لانه بيحب مراته جدا …….ايوة وانا المفروض اعمل ايه ؟؟؟…..نعم يا ختي اتوسط لمين؟؟؟…..ايوة صاحبتي وكل حاجة بس مش في الحوار ده …أنتِ اتصرفتي بدماغك يبقى طلعي نفسك بنفسك بقى …..أنتِ عايزاني اروح اقوله ايه ؟؟؟ مستر زكريا معلش صاحبتي كــ …..”
توقفت منار عن الحديث بصدمة وهي تلمح فاطمة تقف على باب غرفتها ترمقها بنظرات شعرت أنها تخترقها ثم صدح صوتها جامدا مرعبا في الغرفة :
” زكريا ؟؟؟ مال زكريا بصحبتك يا منار ؟؟؟؟”
__________________________
” اصبر طيب اصبر هتكفي على وشي مش طبيعي كده “
أنهت بثينة كلماتها لذلك الطفل الكبير الذي يسحبها خارج شقتهما بحماس شديد وهو ينظر في ساعته بلهفة :
” يلا يا بثينة اخلصي بقى كمان ساعة وكل الكافيهات هتتزحم “
نظرت بثينة له بحنق وهي تعدل حجابها :
” وانا مالي تتزحم ولا لا …هو انا هشتغل فيها ؟؟”
ضحك فرانسو بصوت عالي عليها ثم اقترب منها وهو يساعدها في تعديل وضع حجابها بلطف شديد مرددا لها بحب :
” مش احنا اتفقنا امبارح أننا نبدأ قصة جديدة ؟؟”
هزت بثينة رأسها بنعم ليكمل هو الحديث ببسمة واسعة :
” ودي يا ستي مقدمة القصة و انا عايزها تكون متتنسيش “
أنهى كلماته ثم سحب يدها و جرها نحو المصعد بلطف شديد وبعدها صعدوا وانتظروا دقائق قليلة حتى كانوا في الطابق الارضي ليقوم فرانسو بفتح مظلة لم تنتبه لها بثنية سوى الان ثم جذبها لاحضانه وهو يكتفها بطريقة غريبة هامسا وهو يشير للخارج فقد كان الجو ممطرا :
” والان انستي هل تتكرمي على عبدٍ مسكين وتتناولي معه الافطار في أجواء رومانسية كهذه ؟؟؟فذلك المسكين والله عاشق “
رمقته بثينة بعدم فهم لتردد بغباء :
” مش فاهمة “
شدد فرانسو احتضانها أكثر وضحكاته تتصاعد عليها ثم جذبها معه نحو الخارج وهو يردد بجدية كبيرة :
” مش مهم تفهمي دلوقتي يا قلبي المهم حاليا في الفترة دي تحسي بكل اللي حواليكِ ….تحسي وبس “
تحركت بثينة لتخرج خلفه وتختبئ أسفل المظلة معه وهي تراقبه عن قرب كيف يتصرف ولم تنتبه لنفسها ولا لشرودها به ليخرجها من كل ذلك صوته الذي صدح وهو يخبرها بجدية :
” غمضي عينك وخدي نفس عميق وبعدين خرجيه “
” ليه هنغطس ؟؟ “
فتح فرانسو عينه بانزعاج من تلك المفسدة وهو يتحدث بغيظ :
” لا يا ظريفة بس عايزك تستقبلي الصباح ببسمة ونفس منتعشة “
” واللي انت بتعمله ده هو اللي هيخليني منتعشة ؟؟؟”
هز فرانسو رأسه بالايجاب لتغمض هي عينها وتستنشق نفس سريع ثم فتحت عينها وهي تهمس بسخرية كبيرة منه :
” ايه الانتعاش ده مش معقول كده ده ولا كأنك شربت كوباية لمون بنعناع في عز الصيف “
ضحك فرانسو بعنف وهو يجذبها إليه أكثر ثم أخذ يحسس على جانب وجهها بيده مما صدمها لتحاول الابتعاد بخجل عنه, لكنه صدمها حينما امسك بأذنها من خلف الحجاب وشدها بعنف لتصرخ هي بألم …
” وهو اللي أنتِ عملتيه من شوية ده اسمه نفس ؟؟ ده لو نفس حشيش كنتِ اخدتيه بمزاج اكتر …ده النفس يا حبة عيني ملحقش يوصل للرئة اساسا قومتي خرجتيه تاني “
وهذه المرة كانت هي من تضحك؛ ضحكة لربما تكون غريبة حتى عليها هي؛ فهي يوما لم تتضحك بهذا الشكل …ابتسم فرانسو وهو يدرك أن أول خطوات العلاج تسير بشكل صحيح وحالتها ستكون اسهل مما ظن فهي تحتاج فقط للحنان وهو سيغرقها حنانا …..
توقفت بثينة عن الضحك وهي تتنفس لتهدأ ثم أغلقت عينها وأخذت شهيقا طويلا ثم أخرجته ببطء كما رأته لتظل ثوانٍ مغلقة عينها لتردد ببسمة صغيرة ارتسمت على شفتيها :
” وكأني اول مرة اتنفس فيها “
___________________________
كانت تجلس على الأريكة في البهو وهي تستمع لحديث شيماء التي تردد نفس الحديث منذ ساعات وهي تقص عليها ذلك الموقف الذي تعرضت له في مكتب رشدي واصفة كم أخرجها واخجلها هذا ….
” ياربي …يا شيماء يا حبيبتي لو بتوصفي اللي أنتِ اتعرضتي ليه ده احراج يبقى مشوفتيش اللي بعمله مع اخوكِ واهو عايشة زي الفل ولا هاممني تعرفي ليه عشــ …..”
توقفت ماسة عن الحديث وهي ترى رشدي يدخل من باب المنزل لتبتلع ريقها ظنا منها أنه سيأتي ليكمل تقريعها، لكن على عكس المتوقع تجاهل الجميع وذهب لغرفته بملامح لم تستطع تفسيرها، وبدلا من أن تفرح لذلك كانت تنهض سريعا متجهه صوب غرفته بقلق شديد متحدثة :
” معلش يا شيماء هشوف رشدي ماله واجيلك تاني “
أنهت حديثها وهي تطرق الباب ثم دخلت سريعا دون انتظار أذنه …تاركة شيماء خلفها تفكر في هادي وفي الاتصال به فبما أن رشدي عاد فبالتأكيد هو أيضا عاد فهو ذهب إليه، لذا نهضت سريعا متجهة صوب غرفتها لتجري به اتصالا غافلة عن ملامح أخيها الذي كان يبدو وكأنه خرج من حرب مرهقة للتو ….
دخلت ماسة للغرفة لتجدها غارقة في الظلام كما تركتها صباحا بعد تنظيفها ورشدي لم يكلف حتى نفسه عناء فتح النافذة لتقترب بأقدام مرتابة من الفراش وهي تنادي باسمه :
” أباظة ؟؟؟ انت نمت ؟؟؟ لو لسه زعلان مني فأنا اعتذرت و…”
قاطع حديثها صوت رشدي الذي خرج أبح بشكل غريب وهو يخبرها أن تخرج وتتركه وحده الآن ….
لكن ليست ماسة هي من تنفذ الأوامر وخاصة في هكذا موقف فهي لا تعلم ما به وما باله صوته هذا وكأنه …..
توقفت ماسة عن التفكير وهي تستمع لشهقات تأتي من جهة الفراش لتفتح عينها بصدمة كبيرة …مفكرة انها ربما أخطأت السمع …هل يبكي ؟؟؟ رشدي يبكي ؟؟؟ وهي التي في حياتها كلها لم ترى حتى دمعة واحدة منه .
اقتربت بسرعة أكبر من الفراش وهي تنادي باسمه مرتعبة :
” رشدي مالك انت كويس ؟؟؟ رشدي رد عليا متقلقنيش …”
لم يجب رشدي…واقتربت هي أكثر من الفراش لتنحني برأسها قرب رأس رشدي وهي تتساءل عن سبب حزنه تمد يدها تحاول الوصول لوجهه حتى وصلت اخيرا لتستشعر بالدموع أسفل يدها :
” رشدي ؟؟؟ انت بتعيط ؟؟؟ حصل ايه يا رشدي ارجوك قلبي واجعني رد عليا “
فجأة وجدت رشدي ينهض من الفراش ملقيا بنفسه بين ذراعيها باكيا بصوت عالي كالاطفال وهو يهتف من بين شهقاته :
” مش قادر والله ما قادر اتحمل اكتر من كده …تعبت وانا شايفه بيتدمر قدامي …شايفه بيحارب عشان مينهارش وانا ….انا عاجز مش قادر اساعد صاحبي مش عارف أخفف عنه ومش عارف اساسا ايه اللي ممكن يخفف عنه في الموقف ده بس …بس انا عايزة بس يرجع زي الاول “
صمت يبكي اكثر وهو يرثي حال صديقه :
” عايزة يرجع يضحك تاني يا ماسة يرجع يبتسم زي الاول …زكريا دلوقتي بقى يبتسم عشان يراضينا ويهزر عشان محدش يلاحظ السواد والدمار اللي جواه …طب اعمل ايه عشان يرجع زي الاول ؟؟؟ اعمل ايه طيب ؟؟؟؟”
ربتت ماسة على ظهره وهي تبكي بتأثر من حديثه ثم همست له :
” ربك هو الوحيد القادر على إنه يخرج من اللي هو فيه يا رشدي هو الوحيد اللي قادر يهونها على قلبه بس انت قول يارب “
أخذ رشدي يبكي في أحضان ماسة وهو يردد تلك الكلمة التي كانت قادرة على إذابة اوجاعه مناجيا ربه أن يريح قلب رفيقه يتذكر مظهره اليوم و هو يواجه مصطفى وجمال كان كالجنون وهو يصرخ بهما بكل قهر وحسرة كان يضرب بهما كالطير المذبوح الذي يتخبط في جميع ما حوله وهو يخرج في روحه …اغمض عينه بوجع وهو يخبر نفسه أن نهاية هذه الحكاية قد اقتربت وكثيرا…………
خرج رشدي من أفكاره على صوت ماسة الهامس بتردد كبير عكس طبيعتها مما أثار ريبته :
” أباظة “
انتبه رشدي وهو يضم نفسه لها اكثر :
” قلب وعيون أباظة “
سقطت دموع ماسة أكثر من حديثه ذلك لتهتف بصوت مختنق :
” أباظة هو إنت مبقتش تحبني ؟؟؟ يعني زهقت مني خلاص ؟؟؟”
ابتعد رشدي بسرعة عنها وهو ينظر لها بغباء لا يتوقع هذا السؤال ابدا منها هي أكثر من يعلم مقدار عشقه لها فهي تجري مسرى الدماء بعروقه منذ كانوا أطفالا …
” ليه بتقولي كده يا ماسة ؟؟؟”
انفجرت ماسة في البكاء وكأنه بكلمته تلك فجر انهار حزنها وهي تهتف به في غيظ شديد :
” عشان إنت مبقتش تحبني يا رشدي ……..”
_________________________
” تمام كده يا زكريا سيب الباقي عليا والأدلة اللي معايا كفيلة توديهم ورا الشمس بدون تفاهم “
هز زكريا رأسه بدون أي تعابير قد تظهر أنه يتفاعل مع من أمامه …..
تنفس هادي بتعب شديد وهو يشعر بألم رفيقه
” هو ممكن يكون أية الحكم اللي هيتحكم عليهم ؟؟ يعني اقصد العقوبة هتكون ايه “
هز هادي رأسه يتفهم سؤال رفيقه وما كاد يتحدث حتى قاطعه رنين هاتفه ليلمح اسم شيماء، لكنه وعكس عادته اغلق الهاتف ونظر بعدها لزكريا وهو يبدأ في توضيح الأمر له :
” بص هو العقوبة بتكون من بين ٣ سنين ل ١٥ وده بيتم الحكم فيه على حسب الأدلة والواقعة نفسها… وكمان فيه حكم بالمؤبد بس ده مش بيكون دايما لأن ليه احكام كتير عشان يتنفذ المؤبد ده وكمان فيه إعدام بس ده في حاله لو المجني عليها توفت أثناء الواقعة “
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لوجه زكريا الذي تغضنت ملامحه بشكل لا يفسر ما يفكر به ثم هز رأسه لهادي وقال بصوت خرج ضعيفا بعض الشيء :
” يعني هما على الاقل ممكن ياخدوا مؤبد ؟؟؟”
صمت هادي قليلا يفكر في الأمر ثم أخبر زكريا ما يفكر به :
” ممكن بس مش اكيد … “
نظر له زكريا بعدم فهم ليشرح له هادي ما يقصده :
” بص يا زكريا المؤبد بيكون في حالات معينة مش دايما … احنا معانا فيديوهات اكيدة أنهم مش بس قاموا بجريمة واحدة لا دول قاموا بعدة جرائم وده اللي هستغلة عشان أوقع أقصى عقوبة ليهم…. وطبعا فيه حاجات كتير وطرق ملتوية أكثر عشان نحقق اللي عايزينه فانت عايز ايه ؟؟؟”
أنهى هادي حديثه وهو ينظر لملامح زكريا التي كانت مرعبة بحق والذي يفكر أن الأمر حقا معقد …
” انا عايز حق مراتي يا هادي بأي طريقة……”
_________________________________________
” يا فاطمة سيبيني في حالي قولتلك كنت بتكلم عادي مع صاحبتي “
أمسكت فاطمة يد منار تمنعها من الدخول لغرفتها بعدما كانت تحاصرها في الساعات السابقة محاولة أن تعلم ما علاقة رفيقتها بزكريا :
” مش هسيبك غير لما تعترفي “
” اعترف بايه يابنتي فكك مني بقى أنتِ غريبة اوي “
راقبت فاطمة هروب منار لغرفتها لتتأكد جيدا أن ما حصل ليس طبيعيا وأن هناك شيئا تخفيه عنها وهذا الشيء له علاقة بزكريا وهي أكيدة من هذا ….
زفرت بضيق وهي تحمل مصحفها متجهة صوب الخارج لتلحق بزكريا فالأن هو موعد لقائهم الآسبوعي الذي يدرس زكريا لها به …متوعدة منار حين عودتها .
تحركت فاطمة لخارج البناية وهي تسير صوب منزل زكريا لتقابل في طريقها شيماء التي كانت على وشك الاصطدام بها :
” فيه ايه يا ماما مالك متسربعة كده ؟؟؟ “
توقفت شيماء عند سماعها لصوت فاطمة وهي تجيبها بحنق شديد :
” الأستاذ هادي بكلمه مش بيرد عليا “
ضحكت فاطمة بخفة وهي تتحرك صوب منزل زكريا مرددة :
” طب ربنا معاكِ ياقلبي “
صعدت فاطمة الدرج ببسمة واسعة وهي تتذكر أنها الآن على وشك الجلوس لفترة لا بأس بها مع زوجها الحنون الجميل والـــ….
توقفت فاطمة عن التفكير وهي تصرخ يفزع متراجعة للخلف وضربات قلبها علت بشكل مخيف تهتف بصدمة :
” يا اخي الله يعمر بيتك رعبتني يا ستار يارب “
التوى فم هادي بحنق شديد :
” ليه شوفتي عفريت ولا ايه ؟؟؟”
تجاهلته فاطمة وهي تتجه للاعلى بعدما أفسح لها هادي الدرج ليسمع صوتها وهي تردد بنبرة منخفضة :
” صحيح شيماء راحت لك البيت عندك “
أنهت حديثها وهي تصعد سريعا ليبتسم هادي باتساع وهو يهبط بخطى مسرعة متجها صوب منزله يمني نفسه بلحظات جميلة رفقة دبدوبته الحبيبة ……
______________________________
” ايه عجبك الفطار ؟؟؟”
أنهى فرانسو كلماته بعيون لامعة في انتظار ردها لترفع بثينة عينها له وهي تبتلع اخر لقيمات المخبوزات التي أحضرها لها وهي تقول بجدية مصطنعة :
” اممم حلو عاملو زي الباتية بالشوكولاتة “
انمحت بسمة فرانسو بتعجب وهو يهتف :
” باتيه ؟؟؟ ماشي ما علينا ايه رأيك في الأجواء الرومانسية دي ؟؟؟”
نظرت بثينة حولها بأعين متفحصة ثم أعادت نظرها له وهي تقول بحيادية :
” عادي يعني مش رومانسي اوي “
انهدلت اكتاف فرانسو وهو يصف ما حوله بسخرية :
” مش رومانسي ؟؟؟ يعني مطر في باريس وريحة المخبوزات والجو ده كله مش عامل اي جو معاكِ؟؟؟؟ مفيش اي دم خالص ؟؟؟”
حدثت فيه بثينة بحنق شديد وهي تهتف مغتاظة منه و من حديثه :
” هو فيه ايه من الصبح عمال تتكلم كلام غريب ورومانسية وقصص وحوارات ؟؟؟ هو انت ناسي احنا اتجوزنا ازاي يا ابو باسم ؟؟؟؟”
استشف فرانسو سخريتها بوضوح ليفتح فمه بغية الإجابة عليها لكن قاطع ذلك خروج أحد العاملين من المحل ليقف جوارها وهو يقول بحروف منمقة بعض الشيء وبسمة مستفزة مصطنعة :
” نعتذر سيدي على قطع لحظاتكم، لكن إن كنتم انتهيتم من الطعام رجاءا غادرا المحل بهدوء فيبدو أن البعض يشتكي من وجودكما “
احمرت عين فرانسو بغضب شديد وهو يعتدل في جلسته بتحفز مجيبا :
” عفوا يا سيدي لعلي اخطئت السمع منذ قليل، هل طلبت منا الرحيل منذ قليل ؟؟”
لم تفهم بثينة شيئا من حديثهما لكن تلك النظرات المحتدة والنبرات الشرسة انبئتها بخطورة الأمر وازداد شعورها ذلك حينما نهض فرانسو بعنف شديد مسقطا مقعده ارضا وهو يصرخ بكلمات لم تفهمه ممسكا بثياب العامل وكأنه على وشك خنقه …
هسهس بكلمات حادة وهو يحاول تمالك غضبه جاذبا لياقة العامل :
” مـــاذا قـــلــت ؟؟؟ هل أسأت لزوجتي للتو يا هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
_________________________________
” ليه بتقولي كده يا ماسة انا عملت حاجة تبينلك كدة ؟؟؟”
” ياريتك عملت يا رشدي المشكلة انك معملتش …مبقتش مهتم بيا ولا بقيت لتظهر حبك زي زمان “
ابعدها رشدي عنه قليلا وهو يهتف بكلمات كارثية يحاول إدخالها لذلك العقل الغبي :
” أنتِ هبلة يا ماسة ؟؟؟ هو انا محتاج كل فترة اعملك حاجة اظهرلك بيها حبي ؟؟؟ وهو انا اساسا حبي مش ظاهر ؟؟؟ فيه ايه يا ماسة ايه الكلام ده ؟؟؟”
ضربته ماسة في صدره فجأة فسقط على الفراش بسبب تفاجئه من حركاتها :
” الكلام ده يا عنيا هو اللي كان لازم اقوله من زمان …بصراحة كده يا رشدي إنت بقى استعمالك صعب “
احتدت عين رشدي وهو يعتدل جالسا على ركبتيه مثلها يصيح مقابلا لها :
” وده من ايه يا عنيا ؟؟؟ اكيد من سوء الاستخدام يا ختي “
أنهى حديثه وهو يدفعها كما فعلت هي منذ قليل معها مسقطا إياها ارضا :
” بعدين يا حبيبتي مش عجبك اضربي راسك في الحيطة “
نهضت ماسة من الأرض بحنق شديد وهي تصرخ به :
” وليه ما انا ارجع المنتج احسن ؟؟؟”
ابتسم رشدي وهو يقترب من حافة الفراش ثم اقترب اكثر منها هامسا :
” يرضيكِ ترجعيني يا ماسة ؟؟؟ “
كتفت ماسة ذراعيها عند صدرها بحنق شديد وهي تنظر الجهة الأخرى بعيدا عنه ليكمل هو :
” بعدين لما ارجع هبقى مستعمل وهضطر وقتها اقبل باي واحدة “
صمت قليلا ثم قال وهي يدعي استحسانه للفكرة :
” تصدقي فكرة ؟؟؟ اظن أن أي مُستهلك مقارنة بيكِ هيكون نعمة …خلاص يا ماستي رجعيني وسيبيني لي حال سبيلي ومتقلقيش عليا انا هعرف الاقي مشتري كويس “
احتدت عين ماسة وهي تجذبه من ثيابه هامسة بشر :
” جرا ايه يا رشدي يا حبيبي انت بقيت تخبط في الحلل كتير الايام دي ليه ؟؟؟ بعدين ايه يشتري دي ؟؟؟ “
” بحبك يا ماسة ولو في وقت كنت اهملتك فتأكدي إنه غصب عني اقسم بالله ما في اغلى منك عندي “
حسنا هو للحق فاجئها بالأمر فهي كانت تتحدث معه وفي وسط الشجار يصرح بتلك الكلمات التي كان لها وقع الماء على جمرات مشتعلة مطفئه إياها مما جعل بسمتها ترتسم على وجهها وهي تردد بحب كبير :
” يا أباظة حتى لو زعلت منك هتفضل أباظة اللي مليش غيره في الدنيا “
ابتسم رشدي وهو يفتح ذراعيه لها لتنقض هي فجأة مسقطة إياه بعنف على الفراش تضمه إليها أكثر واكثر تحت همساته العاشقة والمعتذرة لها يبثها عشقه ومقدار تعلقه بها …..
_____________________________
” اهلا يا قلبي ادخلي زكريا مستنيكِ جوا في اوضة التحفيظ …”
ابتسمت فاطمة باتساع لوداد التي فتحت لها الباب ببسمتها المعتادة البشوشة تدلها على غرفة التحفيظ التي تحفظ كل ركن بها منذ بدأت دروسها مع زكريا ….
تحركت صوب الغرفة وهي تنظر حولها تتأكد من عودة وداد للمطبخ مجددا ثم تسحبت على أطراف أصابعها بهدوء شديد حتى وصلت لباب الغرفة الذي يتركه دائما زكريا مفتوح على مصراعيه حتى أثناء درسهما …ابتسمت بخبث شديد وهي تقف جوار الباب تراقبه وهو يحمل مصحفه يقرأ به في هدوء وسكينة كعادته ….
فتحت فمها باتساع حتى تفزعه أثناء شروده لكنها عادت واغلقته مجددا وهي تستمع لكلماته الهادئة :
” اتأخرتي كده ايه ؟؟؟”
صدمت فاطمة مما فعله فكيف اكتشف مجيئها وهو حتى لم يرفع عينه من مصحفه ؟؟؟
” صوت خطواتك عالي اوي لما تبقي عايزة تخضيني أبقي البسي شبشب بلاستيك من الخفيف وهو مش هيعمل صوت “
لوت فاطمة فمها بضيق شديد وهي تتحرك داخل الغرفة ثم تحركت صوبه حتة جلست أمامه تمد مصحفها له وهي تقول بحنق :
” خلاص عرفنا إنك جامد ومحدش بيقدر يفزعك “
ضحك زكريا ضحكات عالية ثم مد يده ممسكا خدها :
” انظروا لهذه اللطافة …هل صغيرتي حانقة عليّ لأني أفسدت مقلبها ؟؟؟ حسنا اخرجي مجددا وسوف ادعي الفزع ما رأيك ؟؟؟”
أبعدت فاطمة يده بحنق أشد وهي تهمس :
” بتتريق عليا يا زكريا “
” لا يا قلب زكريا بل لا يهون على قلبي نظرتك الحزينة تلك …”
” وحشني اوي “
” مين اللي وحشك ؟؟؟”
تساءل بتعجب شديد وهو ينظر لها لتبتسم وهي تجيب :
” كلامك ده وغزلك والفصحى دي وحشتني أوي “
” اه ما هذا الدلال سيدتي فلا انا حمل هذا ولا قلبي قادر على مجابهه حديثك “
ضحكت فاطمة ثم قالت له تعرف انهاردة قرأت جملة حلوة اوي على الفيس وحسيت أنها بتنطبق اوي عليك “
نظر لها زكريا بتعجب لتتحدث هي ببسمة تخبره بتلك الجملة :
” وشخص ترميله عيوبك، فيقولك يا جميل “
” يا جميل “
ابتسمت له فاطمة وهي تنظر المصحف في يده ثم قالت ببسمة له وهي تنظر في عينه وقد التمعت عيونها بحماس شديد :
” انا اخترت الدرس اللي عايزاك تكلمني فيه انهاردة يا زكريا “
” واللي هو ؟؟؟؟”
ابتسمت فاطمة على ملامحه المتبقية ثم قالت :
” النقاب كلمني عنه يا زكريا ……”
____________________________
دخل المنزل سريعا بلهفة ليلمحها جالسة على الأريكة رفقة والدته ….ابتسم باتساع وهو يتجه لهم بحماس .
” وانا اقول البيت كله منور ليه “
نظرت شيماء اتجاه الصوت وهي تدعي الغضب منه ثم تجاهلته وهي تنظر لوالدته قائلة ببسمة واسعة :
” وبعدين يا خالتي ايه اللي حصل ؟؟؟”
” يا ختي الست تقولي ما صدقت ….اخدت بنتها على طول وجريت تــ “
قاطع هادي ذلك الحديث الشيق بينهما وهو يقول بحنق شديد مشيرا بعينه لوالدته لي أشارة أن تتركهم وحدهم :
” جرا ايه يا خالتي مش هتعملي عصير لضيفتنا ؟؟؟”
” الخلاط مش هنا “
هكذا تحدثت والدته قبل أن تلتفت مجددا لشيماء وهي تكمل حديثها، لكنه قاطعها مجددا بحنق شديد وهو يتنحنح :
” ليه يعني يا ست الكل راح فين الخلاط ؟؟؟”
زفرت والدته بحنق شديد وهي تنظر له بغيظ :
” جه ياخده عشان رايح يتقدم لام اشرف …خلاص ارتحت ؟؟؟…كنا فين يابنتي اه ام سعيد قوم بقى يا ختي تقولك لا بنتي لازم تروح وتكشف ونعرف إذا كان ولد ولا بنت اصلهم عالم ناقصة مفكرين إن خلفة الصبيان حلوة “
أنهت كلماتها وهي تلوي شفتيها بحنق :
” تيجي تشوف خلفة الشوم والندامة اللي عندي “
لوى هادي شفتيه بحنق مجاريا إياها في حديثها :
” ومالها يا ختي خلقتك ؟؟؟ يكونش خلفتي قرد ولا عيل براسين ؟؟؟”
” لا حمار واتفضل امشي من هنا اقولك روح استلف الخلاط من عند الست منيرة واعملنا كوباية عصير “
وبالحديث عن الخلاط تذكر هادي حديث والدته الذي قالته منذ ثوانٍ :
” صحيح تعالي هنا …خلاط ايه اللي فرج راح يتقدم بيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
________________________________
لا صوت في المكان سوى اصوات انفاس عالية وتأوهات تخترق ذلك السكون …ظلام يحيط بهما بعدما انتهى منهما زكريا منذ ساعات ومنذ ذلك الوقت لم يتحدث أحدهما للآخر فلا طاقة لهما لذلك …..
قطع ذلك الجو صوت فتح الباب الخارجي للشقة وبعدها باب الغرفة التي يقبعان فيها جالبا معه النور ليغشى تلك الظلمة وتبعها صوت خطوات بطيئة بشكل آثار أعصابهما …..
” واخيرا جه وقت الحساب …اجهزوا عشان انهاردة اخر يوم ليكم برة السجن ………”
_____________________________
وها نحن سيداتي وسادتي نقص شريط النهاية لقصصنا لذا في انتظار تخميناتكم عن ما ستئول إليه كل العلاقات وما نهاية هذه القصص العالقة ……
 
google-playkhamsatmostaqltradent