Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل السابع 7 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

   رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل السابع 7

 
زفر جعفر بهدوء وقال:طب على الأقل كنتي عرفينا يا جنة قبل ما تاخدي أي خطوة يا حبيبتي عشان نبقى عارفين وعاملين حسابنا في أي حاجه تحصل
حركت رأسها نافية وهي تقول:لو كنت عرفتكوا مكنتوش هتوافقوا … متخافوش انا هبقى كويسه
نظر جعفر إلى نور الذي قال:متخافش عليها طول ما انا معاها
نظر جعفر لها مرة أخرى دون أن يتحدث فـ هو يعلم بأنها تُريد أن تعيش كـ أي بشري طبيعي ولكنه يخاف عليها وبشدة فـ عندما رأى حالة سراج شعر بالخوف عليها من أن تكون مثله ولكن يبدوا بأن هناك الكثير ينتظره وهذه ليست سوى البداية لطريق طويل مظلم لا يعلم كيف ستكون نهايته
_______________________
“حاضر جاية دقيقة”
فتحت بيلا الباب لـ تتفاجئ بـ حليم أمامها ينظر لها انتفضت مكانها وعادت خطوتان للخلف وهي تنظر لهُ بصدمة بينما كان هو واقفًا ينظر لها دون أن يتحدث، وللحظة أدركت بيلا نفسها لتقترب سريعًا تُغلق الباب بوجهه لـ يمنعها هو بدوره وهو يقول:لا يا بت عمتي مش المرة دي
نظرت لهُ بيلا بحدة وقالت:انتَ لو ممشيتش من هنا دلوقتي انا هصوت وألم عليك رجالة الحارة يقطعكوا حتت ويرموك زي الكلب في أي طريق مقطوع
أبتسم هو بسخرية وهو لا يصدق ما يسمعه فهو يعلم مدى سذاجتها يبدوا بـ أنها لا تفهم حتى الآن مدى حبه لها وتعلقه بها، أقترب حليم وهو يقول:ترضيهالي يا بت عمتي دا انا حتى ابن خالك
ابتعدت بيلا وهي ترمقه بغضب قائلة:اه يا حليم هرضهالك
أبتسم حليم وقال:بالمناسبة … انا چاي وعارف أن چوزك مش موچود قولت أعملهالك مفاچئة
بيلا بحدة:وياريتك ما عملتها … وبالمناسبة يا حليم حابة أقولك حاجه … انتَ مش راجل
تبدلت معالم وجهه فورًا وهو يرمقها بشر لـ تبتسم هي بدورها وهي ترى الشرار يخرج من حوله فقد أخرجت وحشُه بـ كلمة بسيطة قادرة على إحراق ما حوله
أقترب منها بسرعة البرق لـ يُمسك بذراعها بقوة وهو يجذبها إليه قائلًا بحقد:انتِ قولتي ايه
نظرت لهُ بيلا وقالت:مبعدش كلامي مرتين
شدد من قبضته على ذراعها ليخرج صوتها متألمًا بنبرة عالية وهي تنظر لهُ تُحاول إبعاده وهي تصرخ بهِ وتقوم بسبّه وتهديده وكأنه سيخشاها
خرجت ليان على صوت والدتها وهي تُبصر رجُلًا مجهولًا يُمسك بـ والدتها بطريقة بشعة مؤلمة، نظر هو لها لتشعر ليان بالخوف منه وتعود خطوة للخلف وهي خائفة على والدتها من هذا الوحش
نظر لها حليم مره أخرى وهو يقول بسخرية لاذعة:ما شاء الله … الخالق الناطق جوزك … بتحبيه لـ الدرجة دي
حاولت بيلا إبعاده بعنف وهي تقول بحده:ملكش دعوة سيبني
حليم:طب وانا … انا محبتنيش زي ما حبيتيه ليه .. انا تخطيت الحب بمراحل وانتِ عامله حالك غبية … شيفاني بتعذب وانتِ بعيده عني … هفضل أقولك قد ايه أن انا بحبك يا بيلا ومش قادر أبعد عنك أكتر من أكده
نظرت لهُ وقالت بنبرة غاضبة:دا مش حب يا حليم .. دا مرض … انتَ مريض وكان لازم تتعالج من زمان
حرك حليم رأسه نافيًا وهو يقول:لا يا بيلا انا بحبك … بحبك ومش قادر أشوفك معاه انتِ أزاي تكسريني بالشكل دا عشان واحد صايع عربچي زي دا … انا وانتِ والناس دي كلها عارفه تاريخ چوزك المُشَرف
صرخت بهِ بيلا وهي تقول بغضب جامح:أخرس قطع لسانك انا جوزي أنضف منك ومن اللي زيك انتَ تطول تبقى زيه ولا في ربع مكانته عندي … وربي يا حليم لو فكرت تخبط في جوزي تاني لـ اوريك بيلا اللي شايفها كيوت قدامك وساكته دي قادرة تعمل فيك ايه … لولا إنك في بيتي وتعتبر ضيف عندي واحترام الضيف واجب انا كان زماني ماسحة بكرامتك الأرض .. بس انا مش هغلط نفسي قدام واحد مريض زيك أولًا أحترام أن انا معايا راجل قادر يدغدغك وسط الحارة من غير ما حد يقوله انتَ بتعمل ايه .. وعشان بنتي موجوده وانا مش عيزاها تسمع ولا تشوف الوساخة دي … يلا برا
وبالطبع لم يزيد حديثها لهُ سوى غضب وحقد وإهانة لا يتقبلها حتى وإن كانت من أنثى فـ هذه بالنسبة إليه جريمة، لم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها بعنف من خصلاتها لتعلو صرخات بيلا بقوة متألمة، كانت ليان تقف عاجزة عن إبعاد هذا الوحش عن والدتها فقد حذرها جعفر من أستخدام قواها تحت أي ظرف، نظرت ليان حولها وركضت سريعًا إلى الخارج تاركة والدتها تصرخ متألمة وما يزيده هذا إلا عنفًا وقسوة
خرجت ليان إلى الشارع تصرخ وتستنجد بالجميع لـ تراها في هذه اللحظة أم حسن التي سمعت صوت صرخات أتي من شقة جعفر لتقترب منها سريعًا وهي تقول بقلق:مالك يا حبيبتي أهدي مفيش حاجه
نظرت لها ليان وقالت باكية:عمو هيموت ماما … انا عايزه بابا
حاولت أم حسن تهدئتها وهي تقول:أهدي يا حبيبتي وعمو مين دا
في هذه اللحظة أقترب أكرم منها سريعًا عندما رآها بهذه الحالة وهو يقول بقلق شديد:مالك يا ليان في ايه يا حبيبتي ايه اللي خرجك من البيت لوحدك
نظرت ليان لهُ وقالت بنبرة باكية:عمو فوق هيموت ماما يا خالو .. راجل بيضرب ماما
جُنّ جنونه ليتركها سريعًا ويركض إلى منزل شقيقته لـ يراه في هذه اللحظة مُنصف الذي ركض خلفه عندما رآه يركض إلى منزل جعفر دون أن يعلم ما يحدث
دلف أكرم سريعًا وهو يصرخ بـ حليم بغضب جامح وهو يراه ينهال على شقيقته بالضرب والسُبّاب لينقض عليه يجذبه بعنف وهو يُبعده عن شقيقته التي كانت تصرخ أسفله، دلف مُنصف ليُصدم من ما يراه ليُسرع لـ إبعاده عنها ومساعدتها ولكن غضب حليم في هذه اللحظة كان أقوى من أي شيء
لكن لم يستسلم أكرم لهُ وتوعد لهُ بالويل ولكن كل ما يهمه الآن إنقاذ شقيقته من يديه، كان يركلها بقدمه في بطنها بقسوة وقد تمكن شيطانه منه يضربها في أي مكان دون وعي وهي تصرخ بقوة وهذا يُزيد جنون أكرم أكثر
وقفت كايلا على باب المنزل تنظر إلى ما يحدث بصدمه، لقد صُعقت من ما تراه، حليم وشخص آخر لا تعلم من يكون واحد يكاد يقتل شقيقتها والآخر يُبعد أكرم ومُنصف عنه حتى ينتهي من ما جاء إليه وبالطبع كان من معه قوي البنية من الصعب أن يتمكن منه شقيقها ومُنصف
خرجت صرخة عالية منها وهي تستنجد بالجميع لتركض للخارج وهي مازالت تصرخ تطلب النجدة والتدخل من الجميع، خرجت إلى الشارع وهي تصرخ ودموعها تنهمر بقوة على وجهها، أجتمع الجميع حولها في معرفة ما يحدث وفي هذه اللحظة أقترب هاشم منها سريعًا بعدما علم من صاحبة هذه الصرخات وخلفه جعفر
اقتحما الدائرة ليجذبها هاشم وهو يقول برعب:في ايه بتصوتي كدا ليه ايه اللي حصل
بكت كايلا بحرقة وهي تظن بـ أنه قد فات الأوان لتقتحم ليان الدائرة وهي تبكي صارخة بـ أسم والدها بعدما لمحته من بعيد ليلتفت إليها جعفر سريعًا ويجلس على ركبتيه لترتمي هي بأحضانه وهي تبكي بقوة ليقول هو برعب:في ايه يا حبيبتي حصل ايه
أبتعدت عنه ليان وهي تقول باكية:واحد فوق بيضرب ماما وهيقتلها
جحظت عيناه بصدمه ليتركها ويركض إلى شقته مسرعًا وخلفه هاشم وسراج ولؤي وأسمر الذين أنضموا لهُ بعدما علموا ما يحدث
أقتحم شقته ليرى أبشع مشهد قد تراه عيناه يومًا، كان يقف وهو يرفع سلاحه بوجهه وهى مستلقية على الأرض تُجاهد لتظل مستيقظه بعدما لمحت زوجها يقف أخيرًا أمامها ولكن يبدوا بـ أنه قد تأخر كثيرًا، نظر إليها جعفر وشعر بالضُعف قد تملك منه فجأه، توقف بهِ الوقت عند هذه اللحظة، يشعر بـ وتد قد غُرز في صدره بكل قسوة ليُسقطه صريعًا، يراها تُعاني أمام عينيه وهو مُكبل أمامها لا يستطيع أن يفعل لها شيء
نهض أكرم وهو يُبعد يده عن وجهه ليرى يده ملوثه بالدماء وبجانبه مُنصف الذي كان قد تلقى ضربه عنيفه في ظهره في مكان خطير جعلته لا يستطيع النهوض مره أخرى
نظر لهما جعفر وهو يشعر بـ أنه يحلُم، أقرب الأشخاص لقلبه شبه مُدمرين، زوجته، شقيقها، صديقه، نظر إلى حاتم الذي قال:حلو المشهد مش أكده … تحب تچربه في بتك عشان أكون كملت التيم وترچع وحيد مرة تانيه وتعرف مجامك ايه
أقترب لؤي ووقف بجانب جعفر وهو يقول بشر:جالك الموت يا تارك الصلاة … مستعد ولا لسه عشان ناويين نخلي الناس دي كلها تصلي عليك النهاردة … بس مش قبل ما نشوهك ونجيبلك عاهة مُستديمة
أقترب منه جعفر بعدما أستفاق من صدمته وهو يرمقه نظرات حاقدة، لقد خرج الوحش المدفون بداخله منذٌ سنوات يرفض خروجه، ولكن الآن هو لا يرى أمامه سوى زوجته وشقيقها وصديقه والذي سيأخذ بثأرهم منه
أشهر حليم سلاحه بوجهه وهو يقول:فكر تقرب خطوة واحدة كمان أكده
لم يستمع إليه جعفر وأكمل أقترابه ليتوقف فجأه على صرخه زوجته التي دوت في أركان المنزل لـ يتيبس جسده وهو يراها تتألم بقوة وتجاهد كي تأخذ أنفاسها، نظر لهُ مره أخرى وأزدادت وتيرة أنفاسه أكثر وتملك منه شيطانه الذي يُسول لهُ نفسه لـ إرتكاب أبشع الجرائم الآن
دفعها حليم بقدمه لتعلو صرخاتها مره أخرى لتخرج من فمه سبّه سيئة لم ولن يشعر بنفسه وقتها وهو يُخرجها ولكن هذا الحقير يستمتع باللعب على أوتاره لـ يعلم الجميع بـ أن جعفر الآن ولأول مرة يكون في أبشع حالاته والتي ستنتهي بكارثة شنيعة قد تؤديه إلى المهالك، وقد خرج من ذِمام هدوءه ليتلبس فورًا شخصية أخرى ليست بشخصيته ولا تربيته، شخصية جعفر البلطجي لا تأتي شيء بجانب شخصية جعفر الجامح الواقف أمامهم الآن
صرخات زوجته وتأوهات صديقاه تصم أذناه، لم يشعر بنفسه إلا وهو ينقض على حليم بدون سابق إنذار، سدد ضربه عنيفه بيده أسقطت سلاحه يتبعها أخرى برأسه أسقطته أرضًا لـ يتحرك الجميع خلفه يأخذون بثأر أصدقائهم وزوجة أعز صديق لهم
لكم سراج الرجل الذي كان مع حليم بعنف ثم سدد لهُ ضربه بقدمه في معدته أسقطه أرضًا وهو يتألم بقوة لـ يسحبه لؤي بعدها للخارج بعنف وهو الآن واحدٍ من أخطر الأشخاص في الحارة فـ هو ثاني أكثر الأشخاص جموحًا بعد جعفر والذي يخشى الجميع غضبه
ركض هاشم إلى أكرم ليقوم بـ إسناده وهو يقول:قوم تعالى معايا بسرعة يلا
نهض أكرم وهو يعرج بسبب ألم قدمه وتلك الدماء التي تحجب الرؤية عنه ليُسرع أسمر ويُساعده ليخرجا بهِ وهما يطلبان ثلاث سيارات إسعاف، أقترب سراج سريعًا من مُنصف وهو يجلس على رُكبتيه بجانبه وهو يميل بـ نصفه العلوي نحوه قائلًا برعب:مُنصف … مُنصف انتَ سامعني
فتح مُنصف عيناه وهو ينظر إلى سراج الذي قال:قوم معايا يا صاحبي يلا لازم تروح المستشفى
حركه برفق ولكن صرخ مُنصف متألمًا ليركض إليهما حسن الذي قال:شكله عنده كسر في الضهر
صُعق سراج وهو ينظر لهُ ليقول حسن:متحركهوش خليه هاشم طلب الإسعاف وهما هيعرفوا يتصرفوا
نظر سراج إلى مُنصف وتجمعت الدموع بـ عيناه وهو لا يُصدق ما سمعه ليضمه برفق وهو يقول بنبرة مهزوزة:وحياة العيش والملح اللي بينا لـ اخدلك حقك تالت ومتلت من الحيوان دا .. انا مش هسيب حقك يضيع مهما حصل ودا دين في رقبتي يا صاحبي
نهض جعفر وصدره يعلو ويهبط بعنف وهو ينظر لهُ بعدما قام بتشويه وجهه وهو مازال لم يكتفي بهذا القدر مازال يُريد إخراج المزيد والمزيد، تركه وتوجه إلى بيلا ليجلس على ركبتيه بجانبها وهو ينظر لها وقد تجمعت الدموع بعيناه لتسقط دون إرادته ليرفعها بحذر ويضمها إلى أحضانه وهو يدفن وجهه بعنقها قائلًا بندم شديد:انا آسف إني مكنتش معاكي .. انا آسف يا حبيبتي حقك عليا
تأوهت بيلا بأحضانه ليبتعد هو قليلًا ينظر لها وقد ألمه هيئتها، طبع قُبلة على جبينها وهو يقول بتوعد:أقسم بالذي لا يغفل ولا ينام لـ أقطع كل أيد أتمدت عليكي بشر … مش هسكت ولا يهدالي بال غير وانا واخد حقك وحق أكرم وحق مُنصف … ودا وعد ووعد الحُر دين
نظر لها مجددًا وهو يتحسس جروح وجهها لتتألم هي بدورها لـ يُبعد هو يده سريعًا ليضمها مره أخرى، لحظات وعلت تأوهاتها وصرخاتها ليفزع هو وينظر لها لتستمر هي في الصراخ وهو لا يعلم ماذا حدث ليقول برعب:في ايه يا بيلا مالك ايه اللي وجعك
صرخت مره أخرى بألم لينظر لقدميها ويرى دماءها تتدفق بشدة مما أثار هذا رُعبه كثيرًا لينظر لها مره أخرى وهو يقول محاولًا تكذيب ما يراه:لا … لا يا بيلا متقوليش أن اللي في دماغي صح .. لا أكيد مش هو
ضمها بقوه إلى أحضانه يكفيه صدمات لا يتحمل أكثر من ذلك يكفي هيئتها التي قتلته منذٌ اللحظة الأولى، لم يشعر بنفسه إلا وهو ينهض ويحملها بين يديه ويخرج بها سريعًا ليلحق بهِ لؤي سريعًا
خرج بها أمام الجميع الذين صُدموا بشدة مما يروه لترى ليان بيلا بهذه الحالة بين يدي والدها لتصرخ بقوه وهي تُنادي والدتها وهي تبكي لتُشدد أم حسن من ضمها لها وهي تبكي لتصرخ ليان أكثر ببكاء:مـــــامـــــــا متسبنيش لوحدي يا مــــــامــــــا
وضعها جعفر على الفراش ليتحرك بها المسعفان إلى عربة الإسعاف سريعًا ويذهب هو معها دون أن ينظر خلفه، بينما كانت ليان تصرخ بقوة وهي تُنادي على والدها وتترجاه بأن يأخذها معه، تحركت بعنف وهي تصرخ أكثر وتقول:مـــــامـــــا
وضعت أم حسن يدها على فمها وهي تقول ببكاء:بس يا بنتي قطعتي قلبي كفاية
بكت ليان أكثر وهي ترى دماء والدتها على يدي والدها الذي كان ينتظر المسعفان من وضع الأجهزة على زوجته حتى يذهب معها ودموعه تتساقط بغزارة على وجهه، بينما كان لؤي يقف ويشعر بالعجز لأول مرة لا يستطيع مواساة صديقه ولا يستطيع تهدئة ليان التي مزقت قلبه لأشلاء صغيرة وهو يسمع صرخاتها وبكاءها العنيف فهي طفلة في النهاية ويعلم كم هي مُتعلقة بـ بيلا
تحرك جعفر وصعد إلى سيارة الإسعاف ليجلس بجانب فراشها دون أن ينظر إلى أحد ليُغلق السائق الباب خلفه ويجلس على مقعد السائق مره أخرى ويتحرك سريعًا تحت صرخات ليان التي دوت وهي تتملص بعنف من بين يدي أم حسن، نظر لها لؤي وتحرك أخيرًا من مكانه ليقترب إليها وهو ينظر إلى أم حسن التي تركتها لتركض ليان سريعًا لتجذبها يد مُنصف الذي حملها وهو يضمها قائلًا:متخافيش يا حبيبتي هتبقى كويسه صدقيني
بكت وصرخت وفعلت كل ما يُمكن فعله وهو يُحاول طمئنتها بشتى الطرق، أقتربت منه فاطمة والدموع تُغرق وجهها بعدما رأت ما حدث لتقول:لازم نبقى جنبه يا لؤي
نظر لها لؤي وهو يُشدد من عناقه لـ ليان التي لا تهدء وقال بصوتٍ باكِ:مستني مُنصف
أقتربت شيرين سريعًا وهي تصرخ بـ أسم زوجها وتبكي لتمنعها فاطمة ومها اللتان كانتا تبكيان، بينما كانت عينيها مثبتة على زوجها الذي يلتزم الفراش دون حركة وهي تبكي لسماعها لتأوهاته المؤلمة
نظر لؤي لزوجته وقال:سيبيها يا فاطمة
نظرت لهُ فاطمة ليُحرك هو رأسه برفق لتتركها وتركض الأخرى بدورها سريعًا إلى زوجها وهي تبكي لتطمئن عليه، نظر هو للسيارة وقال:يلا لازم نتحرك ورا عربية الإسعاف
______________________
“يا نهار أسود ومنيل”
أردف بها صلاح وهو ينتفض من جلسته برعب فاجئ أزهار التي كانت تجلس بجانبه لتنظر لهُ بتعجب تنتظر معرفة صدمته ليقول هو بصدمه:لا إله إلا الله
أنقبض قلبها لتنهض بهدوء تقف أمامه تنتظر معرفة ما حدث وهي تشعر بالخوف ليقول هو بعدم تصديق وهو يقول:قولي العنوان فين بسرعة انا جاي حالًا
تحرك صلاح سريعًا لغرفته وهو مازال يتحدث في الهاتف لتلحق هي بهِ لتراه يرتدي ثيابه سريعًا بعدما أغلق الهاتف لتقف هي قائلة بقلق:في ايه يا صلاح
نظر لها صلاح وقال:كارثة … كارثة نهايتها موت
جحظت عيناها بخوف وصدمه لتسمعه يقول:ودي الولاد عند جارتنا لحد ما نرجع وتعالي أجهزي بسرعة
أزهار برعب:في ايه يا صلاح رعبتني
نظر لها صلاح وقال بضيق من أخيه:زفت الطين أخويا نزل مصر وأتهجم على بيلا لحد ما شوهها هي وأكرم ومُنصف صاحب جعفر وربنا يستر والموضوع ميكونش فيه طفل عشان لو حصل جعفر مش هيسكت غير وهو في السجن
لطمت أزهار على خديها بصدمة لتُدرك مدى الكارثة التي قد وقعت عليهم ليقول هو:بسرعة يا أزهار
حركت رأسها برفق وخرجت سريعًا وهي تدعو الله بأن تنزاح تلك الكارثة دون خسائر
______________________
“ايــــــــــــه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها جنة بصدمة كبيرة ليُكمل نور حديثه وهو يرتدي قميصه قائلًا:ربنا يسترها على أخوكي وميحصلهوش حاجه
وضعت يدها على فمها بصدمة وهي تقول:يا ليلة مش معديه … منك لله يا حليم ربنا ينتقم منك أشد أنتقام … أخويا مش هيسيبه غير وهو قاتله
أغلق أزرار قميصه ليترك زران فقط مفتوحان وهو يقول:انتِ تحمدي ربنا لو جت على القتل بس انا وانتِ عارفين اللي فيها
نظرت لهُ جنة وقالت بقلق:متخوفنيش يا نور بالله عليك انا مرعوبة لوحدي … خُدني معاك بالله عليك
نظر لها نور وقال بـ أستنكار:أخدك معايا … جنة انتِ مش شايفة نفسك عامله أزاي أخدك معايا وتتعبي أكتر
جنة بـ إصرار:وانا هاجي يا نور انا مش هسيب أخويا حتى لو بموت من الوجع .. انا لو بتوجع قيراط هو بيتوجع دلوقتي أربعة وعشرين قيراط .. خُدني معاك عشان خاطري
نظر لها نور للحظات ليزفر بهدوء ويقول:ماشي أجهزي
نهضت جنة بصعوبة وذهبت كي تُبدل ثيابها تحت نظراته وهو غير راضي عما تفعله ولكنه لا يستطيع أن يمنعها من البقاء بجانب أخيها ولذلك وافق على أخذها معه وهو يدعو بـ أن لا تمرض معه وينكشف أمرهما
____________________
“يا بنتي أهدي انا مش متحملة”
أردفت بها هنا التي كانت تقود سيارتها برفقه عابد بعدما تركا طفليهما مع جارتهما لتسمع صوت كايلا الباكي وهي تقول:الحيوان بهدلها يا هنا لو شوفتيها مش هتصدقي أن دي بيلا
زفرت هنا وهي تُحاول تمالك نفسها وأن لا تصرخ بوجهها قائلة بهدوء زائف:متخافيش صدقيني هتبقى كويسه ومفيهاش حاجه انا حاسه هتبقى كويسه عشان كل اللي حواليها أولهم بنتها وجوزها
بكت كايلا من جديد بحرقة لتضغط هنا على مقود السيارة وهي تقول بهدوء:أقفلي يا كايلا انا قربت أوصل خلاص
أغلقت معها لتمسح على وجهها وتدمع عيناها ليقول عابد بهدوء:محدش بيردّ عليا
زفر ونظر أمامه بهدوء ليلمح هنا تبكي وهي تنظر أمامها ليقول:يا هنا بالله عليكي هو مش هيتحمل بجد المفروض نقف جنبه مش نقعد نعيط معاه انا عارف إن الموضوع صعب بس نحاول نتماسك شويه مش هيبقى موت وخراب ديار
بكت هنا وهي تقول:صاحبة عمري بتروح يا عابد … بيلا اللي طول عمرها بتحب الكل وعمرها ما غدرت بـ حد دلوقتي بيتغدر بيها وضهرها بيطعن من أقرب الناس ليها
صمت عابد فهو لا يملُك شيء ليقوله فمثلما هي صدمة إليها فهي صدمه إليه أيضًا فـ جعفر صديقه ويعلم مدى وجعه الآن فما يجعله على قيد الحياة يضيع من يديه في غمضه عين
____________________
ركضوا بها إلى غرفة العمليات سريعًا وهو بجانبها لم يتركها إلا عندما وصلوا إلى غرفة العمليات، وقف أمام غرفة العمليات وهو ينظر إلى أثرها بعينين تأهتان، أستند على باب الغرفة ليسقط على ركبتيه بعدما خارت قواه كليًا ليستسلم لضعفه ووجعه ليتملكان منه دون رحمة، شعر بـ يد توضع على كتفه وتُشدد عليه برفق وكأنها تبث لهُ القليل من الصبر والقوة، رفع جعفر عينيه الباكيتان لهُ ليراه كين الذي جلس على ركبتيه بجانبه وضمه لـ أحضانه وهو يُشدد من أحتضانه لهُ، لحظات وأنهارت حصونه وقواه وهدوءه الزائف ليبكي بـ أحضانه وينهار كليًا ليُشدد كين من احتضانه أكثر وهو يُربت على ظهره بمواساة بعدما علِم من سراج أثناء ما كان يتواصل معه ليأتي لهُ على الفور دون أي تخطيط
أقترب سراج وخلفه هاشم منهما ليجلسا بجانبه وهما يواسونه ويُحاولان طمئنته بـ أنها ستكون بخير، بكي جعفر بحرقة وهو يُشدد من أحتضانه لـ كين لعل نيرانه تنطفئ وتهدء قليلًا فـ هو مازال مصدومًا لم يخرج من صدمته بعد
ربت كين على ظهره بمواساة وهو يقول بنبرة هادئة:صدقني يا صديقي ستصبح بخير .. لأجلك ولأجل ليان … ستكون بخير لأجلنا جميعًا صدقني
ربت هاشم على ظهر أخيه وهو يشعر بالعجز لأول مرة في مواساته، لا يعلم كيف يواسيه في مثل هذه الحالة فـ هو يعلم بأنه مُغيب لا يعي ما يحدث حوله من بجانبه ومن لا
_____________________
وقفت أمام باب غرفة العمليات منذٌ ثوانِ بعدما دلف زوجها داخلها، تقف وهي تبكي وحيدة، تشعر بالعجز والوحدة في هكذا موقف من المفترض بـ أن يكون الجميع معها فيه الآن، لا تعلم بـ أن الجميع في حيرة من أمرهم أيقفون بجانبها ومساندتها أم بجانب جعفر ودعمه في تخطي هذه المحنة
أقتربت منها فاطمة لتضمها لـ أحضانها وهي تقول بمواساة:بتعيطي ليه طيب والله هيبقى كويس وزي الفل
بكت شيرين بـ أحضانها وهي تقول:خايفه عليه أوي يا فاطمة … خايفة يجراله حاجه
عنفتها فاطمة وهي تقول:يا اختي فال الله ولا فالك متقوليش كدا ربنا قادر على كل شيء أستغفري ربنا وأستعيذي بالله متخليش الشيطان يلعب في دماغك يا شيرين
بكت شيرين أكثر لتزفر فاطمة بهدوء وهي تُربت على ذراعها وهي تستغفر ربها وتدعو لهُ فهي تعلم حُب شيرين لـ مُنصف والجميع كذلك يعلم هذا
____________________
“آاااااااااااه”
تأوه أكرم مكان جرح رأسه الذي رُبط بقطعة قماش طبية بعدما قام الطبيب بتنظيفه وتضميمه
“الف سلامه عليك الحمد لله إنها جت على قد كدا عشرين غرزه أحسن من دخول عمليات وموال كبير”
أردف بها الطبيب لـ تُربت سلمى على كتف زوجها وهي تقول بقلق:طب ورجله يا دكتور
تحدث الطبيب وهو يقول:دي بقى مش هنعرف نحدد سبب الوجع غير لما نعمله أشعة عليها عشان نقدر نعالجه صح بس انا كـ تشخيص مبدئي بقول قطع في الرباط الصليبي لـ الرُكبة بس عمومًا أحنا مش عايزين نسبق الأحداث يمكن يكون الأمر أبسط من كدا بكتير .. ألف سلامه مره تانيه والممرض هييجي يساعدك عشان تعمل الأشعة
تركهما الطبيب وخرج وأغلق الباب خلفه، نظرت سلمى إلى أكرم بدموع وضمته قائلة:حمدلله على سلامتك يا حبيبي … رعبتني عليك يا أكرم متعرفش انا عيشت الساعة دي في عذاب أزاي
ضمها أكرم بهدوء بذراعه الأيمن والذي كان يحتل على كفه قطعه قماش ملفوفه على جرح يده وقال بهدوء:الله يسلمك يا حبيبتي انا كويس متخافيش
أبتعدت سلمى قليلًا ونظرت لهُ بدموع لتقول:هتبقى كويسه والله العظيم وهتقوم تاني عشانا كلنا
نظر لها أكرم وأحمرت عيناه بسبب كبحه لغضبه ودموعه ليقول بهدوء مُريب:مش سهل عليا يا سلمى … مش سهل عليا وانا شايف أختي بتتعذب تحت أيد المجرم دا وانا بعافر عشان أبعدها عنه … مش سهل عليا وانا شايفها بتصوت من الوجع … مش هاين عليا أشوفها في الحالة دي وأسكت … وربي وما أعبد ما هيهدالي بال غير وانا مخلص عليه …. هشربه من نفس الكاس اللي شرب أختي منه … لو متعلمش من أول مره دخل فيها السجن هيتعلم المره دي … بس على أيدينا
نظر لها وقال بنبرة لا تقبل النقاش:انا مش هضيع حق أختي مهما كان السبب يا سلمى
سقطت دموعها وهي تنظر للأسفل لينظر هو أمامه مره أخرى وهو يتوعد لـ حليم بداخله وبشدة، لحظات وسمعا صوت طرقات على الباب يليها دلوف الممرض الذي قال:ممكن نعمل الأشعة اللي الدكتور طلبها
مسحت سلمى دموعها ونهضت ليُحرك أكرم رأسه برفق وينهض بمساعدة من سلمى والممرض ليتجهوا بهدوء إلى غرفة الأشعة
_____________________
“بــــــــابــــــــا”
هتفت بها ليان صارخة والدموع تنهمر على وجهها بغزارة ليلتفت إليها جعفر وهو ينظر لها بعيناه الباكية الحمراء ليفتح ذراعيه لها وتركض هي بدورها إليه سريعًا لترتمي بأحضانه وهي تُعانقه بقوة وتبكي، ليضمها هو ويُشدد من أحتضانه لها ويدفن وجهه بها، يشتم رائحتها التي تُذكره بـ بيلا دومًا، رائحتها، عناقها، حنانها، ملامحها، خصلاتها، نبرة صوتها، كل هذا يُذكره بـ بيلا، هذه هي أمله الوحيد، هذه من ستُهون عليه الساعات القادمة، هذه من ستُداوي جروحه، هذه من ستجعله أقوى، هذه من ستُعيده لرشده وتويقظه مره أخرى
مسدّ على خصلاتها بيد مرتعشة لم تخلو من حنانها عليها، ضمها وهو يتذكر صرخاتها وصرخات بيلا معًا وكأنها تُعذبه وتستمتع بتعذيبه طوال الوقت، شدد من أحتضانه لها أكثر وكأنه يخشى رحيلها أيضًا ليطبع قُبلة على وجهها وهو يُحاول أن يهدء مما هو عليه الآن لأجل صغيرته التي رأت ما يكفيها حتى الآن
لا يُريد إخافتها مره أخرى ولكي يطمئن على صديقاه، نظر الجميع لهُ بحزن وقد أدركوا جميعهم بـ أن نقاط ضعفه تتمثل في بيلا وليان فقط، هما أكثر النقاط ضعف بالنسبة إليه، زفر جعفر بهدوء ونظر إلى صغيرته التي قد تورمت عينيها ليَمُدّ يديه ويمسح دموعها بأطراف أصابعه بحنان وهو يبتسم أبتسامه صغيرة لها ليقول بنبرة خافتة:متخافيش
نظرت لهُ وحرك هو رأسه برفق وهو يقول بعينين لامعتان:هتبقى كويسه وهترجع البيت معانا تاني … هنتفق أتفاق أنا وانتِ واللي هينفذه هيتكافئ
نظرت لهُ تنتظر سماع ما سيقوله ليُمسد هو على خصلاتها يُرتبها وهو يقول:أنا وانتِ من اللحظة دي مش هنعيط خالص لحد ما ماما تخلص وتخرج … واللي هينجح ومينزلش دمعة واحدة التاني هينفذله اللي هو عايزُه ولو حد خالف الأتفاق دا وعيط التاني كسبان ايه رأيك
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ لـ تبتسم بخفه وتقول بصوتٍ مبحوح:ماشي انا موافقة … بس لو انا كسبت هتعملي أي حاجه أطلبها صح
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه خفيفة لتَمُدّ يديها الصغيرة تمسح أثار دموعه بحنان وهي تقول:الأتفاق بدء محدش فينا هيعيط … بس ممكن تعيط عشان أكسب انا
أبتسم جعفر وأمسك بيدها طابعًا قُبلة على كفها الصغير وهو يضمها بحنان لـ أحضانها لتضع هي رأسها على كتفه وتقوم بلف ذراعيها الصغيران حول عنقه ليستند برأسه على الجدار خلفه وهو يُغمض عيناه ويدعو الله بداخله أن تَمُر سريعًا
لحظات وتحدث قائلًا:حد مع فاطمة وسلمى
وكأنهم تذكروا بـ أن هناك أثنين واحد في غرفة العمليات والآخر لا يعلمون عنه شيء ليتحدث سراج بهدوء وهو يقول:فاطمة مع شيرين
تحدث جعفر وهو مازال على وضعيته قائلًا:نص يروح لـ شيرين ونص يروح لـ سلمى
تحدث لؤي وقال:أيوه بس….
قاطعه جعفر وهو يقول:مش عايز حد معايا دلوقتي … روحوا اقفوا جنبهم محدش يسيب أتنين حريم لوحدهم انا كويس ومعايا بنتي وقت ما بيلا تخرج هعرفكوا
نظروا لبعضهم البعض بهدوء وهناك علامات الرفض بادية على وجوههم ولكنهم أطاعوا رغبته وذهبوا حتى لا يغضب، وقبل أن يذهب هاشم أقترب منه ومال بجذعه نحوه وهو يقول بنبرة هادئة:لو عوزت حاجه كلمني عشان خاطري
حرك جعفر رأسه برفق دون أن يتحدث أو ينظر لهُ لينهض هاشم مره أخرى ويلحق بالجميع للأطمئنان على مُنصف وأكرم، وعندما شعر بـ أنتظام أنفاس صغيرته على عنقه وذهاب الجميع سمح لدموعه بالتمرد مره أخرى على وجهه
فتح عينيه لتسقط دموعه أكثر وهو ينظر للسقف ويدعو الله بكل ما يحمله قلبه من تعب وإرهاق وحزن
_______________________
“طمنيني يا شيرين لسه مفيش أخبار عن مُنصف؟؟؟؟؟؟”
أردف بها سراج الذي كان يقف بجانب مها التي كان قلبها وعقلها مع أخيها فقط لتُحرك شيرين رأسها نافية ودموعها تتساقط على خديها من الوقت للأخر بخوف لتُربت فاطمة على يدها بحنان وتنظر إلى لؤي قائلة بتساؤل:أنتوا جيتوا كلكوا ليه مره واحده هو محدش مع جعفر؟؟؟؟؟؟؟
حرك سراج رأسه نافيًا وهو يقول:مش عايز حد معاه قالنا خليكوا جنب شيرين وسلمى
زفرت فاطمة وقالت:ربنا يطمن قلبه عليها ويريح باله
أسمر بتساؤل:هو أكرم فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فاطمة:في أوضة مية وسبعة
نظر الشباب لبعضهم البعض وقال سراج:هنروح نتطمن عليه ونرجع تاني
تحركوا متجهين إلى غرفة أكرم للأطمئنان عليه تاركين الجميع مع شيرين لمواساتها
____________________
وضع رأسه على الوسادة أخيرًا وهو يشعر بـ ألم بسيط في رأسه لتُمسد سلمى على رأسه برفق قائلة:أرتاح شوية لحد ما الأشعة تطلع
نظر لها أكرم وقال:متعرفيش بيلا عملت ايه
نظرت لهُ وقالت:لسه في العمليات محدش يعرف حاجه
أغمض عينيه وهو يقول بنبرة خافتة:أبقى أتطمني عليها وطمنيني
حركت رأسها برفق وهي تقول:حاضر
نهضت وخرجت للأطمئنان على بيلا ومُنصف لتتفاجئ بـ سراج ولؤي وحسن وأسمر أمامها لينظروا أربعتهم لها ويقول لؤي:في حاجه أكرم كويس
خرجت سلمى وأغلقت الباب خلفها وهي تقول:أكرم نام
حسن بتساؤل:الدكتور قالك ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفرت سلمى بهدوء وقالت:عقمله جرح راسه وخد عشرين غرزه وعمل أشعة على رجله الشمال عشان الدكتور شاكك إن عنده قطع في الرباط الصليبي لـ الركبة
سراج بتساؤل:والأشعة دي هتطلع أمتى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سلمى بهدوء:كمان ساعتين
نظروا لبعضهم البعض بهدوء لتقول هي:مفيش أي أخبار عن بيلا
حرك لؤي رأسه بنفي وهو يقول:للأسف لسه
سلمى:ومُنصف
لؤي:لسه برضوا
زفرت سلمى وقالت بقلق:ربنا يعديها على خير ويقومهم بالسلامة
____________________
وضع يده على كتفه وهو يقول بنبرة هادئة:جعفر
فتح جعفر عينيه بهدوء وهو ينظر إلى صلاح وعابد ونور أمامه ومعهم أزهار وهنا وجنة التي كانت تنظر لهُ بحزن شديد ودموع، جلسوا أمامه ليقول صلاح:طمني على بيلا
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بصوتٍ مبحوح:معرفش عنها أي حاجه بقالي ساعتين
صلاح:حقك علينا أحنا أتأخرنا عليك بس أزهار لسه تعبانه وأختك كذلك وهنا كانت خايفه تطلع
نظر جعفر إلى جنة التي كانت تجلس بجانبه ليقول:ايه اللي جابك … انتِ مش تعبانه … جبتها ليه يا نور
نور:والله العظيم ما كنت عايز أجيبها معايا بس انتَ عارف أختك ودماغها الناشفة
نظر لها جعفر لتقول هي بدموع:أسيبك في ظرف زي دا أزاي يا جعفر … انا لو بموت هجيلك واقف جنبك
نظر لها جعفر وقال:متقوليش كدا … انا خايف عليكي مش أكتر
عابد:متقلقش هتخرج بالسلامة وهتبقى كويسه وأحسن من الأول بإذن الله
جعفر بتمني:يارب … يارب
هنا بتساؤل:هو محدش معاك ولا ايه؟؟؟؟؟؟
جعفر بهدوء:مع شيرين وسلمى
جعفر بجهل:معرفش عنهم حاجه
هنا:انا هروح أبُص عليهم
عابد بهدوء:خُدي البنات معاكي يا هنا
نظرت لهُ هنا بهدوء لـ تنظر لهما لتقترب منها أزهار ويليها جنة التي نظرت إلى أخيها مره أخرى وذهبت معهما، وفور أختفائهما تحدث صلاح وهو ينظر إلى جعفر قائلًا:ورب السماوات السبع ما هيفلت بعملته دي وانا مش هسيبه
تحدث جعفر وهو ينظر للفراغ قائلًا بهدوء مُريب:محدش هيقرب منه غيري … انا اللي هاخد حق مراتي واخوها وصاحبي منه بـ أيدي … انا اللي هطلع الطلعة دي لوحدي
نور:جعفر بلاش شيطانك هو اللي يمشيك حط قدامك إنك معاك طفله صغيره عايزه تحس بحضنك
نظر لهُ جعفر وقال:بنتي اللي كانت هتتيتم….
بتر جملته وهو يضع يده على وجهه يعنف نفسه على إخراج مثل هذه الكلمات من فمه، ربت صلاح على ذراعه وهو يقول:أهدى ومتفكرش في أي حاجه دلوقتي غير في مراتك وبس
مسح جعفر على وجهه ونظر إلى ليان التي تنام قرابة الساعتان والنصف بـ أحضانه ليقول جعفر بهدوء:محدش يكلمني في أي حاجه دلوقتي بعد أذنكوا
صمتوا أحترامًا لرغبته في عدم التحدث في أي شيء يخص الواقعة فـ يكفيه ما هو عليه الآن، لحظات وأقترب منهم سراج لينظروا لهُ جميعًا ويتحدث هو قائلًا:مُنصف خرج من العمليات
google-playkhamsatmostaqltradent