Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل الثالث 3 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

  رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل الثالث 3

  
نظروا لها ثلاثتهم نظره ذات معنى ليقول واحدٍ منهم:هيّ هذا الوحش لا يوجد لهُ أثر ثم لا تخافي يا امرأة نحن سنهتم بكِ وبتلك الصغيرة فالمكان هُنا جميع من بهِ أوغاد لا تُحدثيهم فهم يمتلكون نفس خبيثه ليست كخاصتنا
أبتسمت بيلا بتهكم وقالت بسخرية:نعم أعلم ذلك حقًا ولذلك أُريد مكافئتكم على تلك التضحية الكبيرة
نظروا ثلاثتهم لبعضهم البعض والأبتسامه تعلو ثغرهم لتنظر بيلا لصغيرتها بأبتسامه لينظروا هم لهما مره أخرى لتجحظ أعينهم بشدة وهم يبصرون تلك الصغيرة تنظر لهم بعينيها الحمراء وأبتسامه واسعة تعلو ثغرها لتلتصق أقدامهم بالأرض من هول الصدمة ويخرج جعفر من الظلام وهو ينظر لهم بأبتسامه جانبية تعلو ثغره ليقف بمقابلتهم وخلفه بيلا وليان، لحظات من تبادل النظرات قطعها جعفر وهو يقول بأبتسامه واسعه:مرحبًا بكم أيها الأوغاد تنتظرون المكافئة أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟
نظروا ثلاثتهم لهُ وأبتلعوا تلك الغصة ليقترب جعفر منهم وهو يقول:حسنًا لقد أتاني ردّكم ولذلك لن أبخل عليكم وسأمنحكم إياها ولكن … على طريقتي أنا
أنهى حديثه بغمزه وابتسامه جانبية تُزين ثغره في هذه اللحظة عادت بيلا للمنزل مرة أخرى وأغلقت الباب خلفها ومعها الصغيرة ليعلموا ثلاثتهم بأن هذه لم تكن سوى خدعة لا أكثر، أقترب جعفر من هذا الشاب الذي كان يقف في المنتصف وهو يقول:أتعلمون في الواقع امرأتي قبيحة للغاية لا يغرنكم هذا الوجه البريء المخادع فسبق وأن وقعت في نفس الفخ قبل أن تقعون فيه الآن والحقيقة أنني ندمت بشده بعدها
أنهى حديثه وهو يلكم الواقف على يمينه هو ويسار الشاب الذي يُحادثه جعفر لتجحظ عيناه بخوف وهو يرى صديقه يتألم ليُكمل جعفر حديثه وهو يركل القابع على يساره ويمين الآخر في معدته بقوه قائلًا:عزيزي الجمال ليس في مظهرك فأحيانا يكون مظهرك غاية في الجمال أما النفس فهي خبيثة
أستعد الشاب لتلقي ضربته ولكن لم يفعل جعفر هذا وأكمل حديثه ببرود وهو ينظر لهُ قائلًا:وبعض البشر عقولهم العفنة لا تقتنع بهكذا حديث مثل هذان الوغدان القابعان أرضًا يلتويان كالثُعبان … عزيزي المرأة تُحب الرجُل القوي الذي لا يهابُه أحد ويخاف منه الكبير قبل الصغير … وانا هذا الرجُل بإضافة صغيرة من عندي أنا
نظر لهُ بخبث ليقول بهمس مُخيف جعل الآخر يموت رعبًا وهو يتمني الأرض تنشق وتبتلعه:حينما ينظر أي رجُل لـ امرأتي أقتلع عيناه من محاجرهما وأدهسها بإطارات سيارتي حتي تتفتت وتتدمر كليًا
عاد الشاب خطوتان للخلف ليُفاجئه جعفر وهو يلكمه بقوه في عيناه أسقط الآخر أرضًا وهو يصرخ بألم ويضع يديه على عيناه ليجتمع الجميع حولهم يُشاهدون ما يحدث، لَكم جعفر الشاب الآخر وركل الآخر بقدمه، مال بجزعه ليجذب واحدٍ منهم ينهضه ولم يهتز داخله حتى إن كانت شفقه، نظر لهُ الشاب بوهن ليبتسم جعفر لهُ ويمنحه لكمة مفاجئة ثم ألقاه بمكب النفايات ليقول بأبتسامه واسعة ونبرة عالية:ها أنت ذا يا رجُل … هذا هو مكانك الطبيعي ويجب أن تكون ممنونًا لي لإعادتك إلى مكانك الصحيح
ألتفت إلى الإثنان الأخران وهو يجذب التالي ليقف مترنحًا يمينًا ويسارًا لينظر لهُ جعفر ويقول وهو يدعي التفكير:ينقُصك شيء يا رجُل أتدري ما هو؟؟؟؟؟؟؟؟

صمت للحظات قبل أن يقول بأبتسامه واسعة:نعم وجدتها هذا المكان لم يتمتع بلكمتي بعد
لكمه مرتان ثم ألقى بهِ بإهمال دون أيا أهتمام ليسقط بين أقدام الواقفين حولهم يُشاهدون ليستقيم جعفر بوقفته وهو يلتقط أنفاسه تحت صمت غريب وريبة من الجميع الذين يترقبون ما سيحدث في الشاب الثالث والذي هو رئيسهم، ألتفت جعفر لهُ ببطء أثار خوف الآخر ليصرخ وهو يتحدث الهندية قائلًا:يا ويلي عيناي تؤلمانني سأسحقك أيها الوغد الحقير
ضحك جعفر بقوه متعمدًا إغضابه لينجح في ذلك بالفعل ليسمع صرخاته الغاضبة وهو يتحرك بعنف على الأرض ليقول جعفر بشفقة مزيفة:يا إلهي بحق الله يا رجُل لم أكن قاصدًا أن أجعلك تفقد بصرك … أو في الواقع كنت متعمدًا هذا حسنًا لا يهمُني فما كنت أُريده قد حصلت عليه حتى لا ترى زوجتي مره أخرى أنت وهؤلاء الأوغاد
أبتعد جعفر عنه لينظر حوله ويرى تجمع كبير حوله ليقول ببرود:حسنًا هذه كانت حفلة صغيرة من سيتجرأ ويرفع عيناه على زوجتي حتى وإن كان دون قصد سأجله يحظى بحفلة كهذه وربما تكون أكبر من هذه لذلك أحذروا
أنهى حديثه ليتركهم ببرود ويعود لمنزله لينظر الجميع لأثره بهدوء قبل أن يُهللوا بما حدث فهو كان يظنهم غاضبون ولكنهم في قمة سعادتهم بعدما أبرحهم ضربًا
______________________
“نامي يا هنا الساعة اتنين الفجر هي بقت كويسه”
أردف بها عابد الذي وقف جوارها بجانب الفراش الذي كانت تجلس على طرفه تنظر لصغيرتها النائمه لتقول بخوف:خايفه أنام يا عابد … من ساعة الكابوس دا وانا حرفيًا خايفة
شدد من قبضه يديه الموضوعه على كلا كتفيها بخفه وهو يقول بنبرة هادئة:يارا بقت كويسه يا حبيبتي وزي الفل ومفيهاش حاجه بلاش تشغلي راسك بحاجات تانيه وأحمدي ربنا إنها كويسه وزي الفل
نهضت هنا بهدوء لتنظر لهُ بعينان حزينتان يملئهما الإرهاق ليُحاوطها بذراعه الأيمن واتجه بها إلى شرفة الغرفه ليقف أمامها ينظر لها قائلًا:مش قولنا يا هنا نبطل نفكر في الأفكار دي عشان مش كويسه
حركت رأسها برفق لتقول بنبرة باكية وتجمعت الدموع بعينها مره أخرى:مش عارفه يا عابد خوفي عليها أكبر من أي حاجه انا عارفه إنه زيادة عن اللزوم وممكن يكون أوڤر للبعض بس انا مش بأڤور والله انا خايفه عليها بجد ومش متخيلة فكرة إنها تبعد عني قلبي بيتقبض بمجرد التفكير في النقطه دي ما بالك لو حصل

زفر عابد بهدوء ليضمها لأحضانه بهدوء مُربتًا على ظهرها بحنان لتُريح هي برأسها على كتفه علها تهدء وتهرب هذه الأفكار بعيدًا، في الواقع هو فضّل الصمت كي لا تشغل هي رأسها أكثر وتبدء في التفكير مره أخرى ليتكرر نفس السيناريو أكتفى بعناق دافئ وحنون وترك يداه تقوم بعملها لتسبح في خصلاتها بكل هدوء، لم يجد أبسط من هذه طريقة لجعلها تهدء وتُريح عقلها بعدما تعرض لهذا الضغط الغير عادي، زفر هو بقوه لينظر أمامه بشرود بعدما أستند بظهره على الجدار خلفه بهدوء
________________________
“وحشتني يا جميل”
أردف بها سراج الذي كان جالسًا ينظر في إتجاه معين لتبتسم مها قائلة:وانتَ كمان كنت مفتقداك الفترة اللي فاتت دي أوي … كنت واحشني برضوا
تحدث سراج وهو ينظر لها قائلًا:انا مبقولكيش انتِ انا بقول على السمك
توقفت يداها عما كانت تفعله وتلاشت أبتسامتها لتلتفت لهُ سريعًا قائلة بترقب:ايه
رفع كتفيه قليلًا في الهواء وهو يقول ببرود:السمك هو اللي وحشني أكيد مش انتِ يعني
ضربت بيدها على الطاولة التي تتوسط المطبخ بعنف وهي تقول بغضب:قول والله العظيم
أجابها بتلقائية وهو يقول:والله العظيم
شعرت بالغضب يتصاعد بداخلها وهي ترى بروده وعدم اللامبالاة التي يتحدث بها لتقول:وانا فين من كل دا
سراج بهدوء:ما انا قولتلك إمبارح هي شُغلانة
أنتفض جسدها بعنف لتترك ما بيدها وهي تصيح بوجهه قائلة:يعني ايه قولتلي إمبارح دي فيها ايه لما تقولها تاني وتالت ورابع
سراج بضيق:لا هبقى ملزق أوي ايه دا
عضت على شفتها السُفلى بغضب ليبتسم هو مُرسلًا لها قُبلة هوائية لتُشدد هي من قبضتها على الملعقه وقبل أن يتحدث واحدٍ منهما بحرف سمع سراج صوت لؤي في الأسفل وهو يُناديه لينهض سريعًا ويتجه للشرفة تحت نظرات مها الغاضبة لهُ
“ايه ياض في ايه”
أردف بها سراج وهو ينظر لهُ من الأعلى ليرفع لؤي رأسه وهو ينظر لهُ قائلًا:أنزل عشان عايزك في حوار
عقد سراج حاجبيه وقال:في ايه حد ضايقك ولا ايه
صق لؤي على أسنانه بغضب ليقول:وهو يا غبي يوم ما حد يضايقني هاجي أشتكيلك انتَ ليه مفنيش لسان أرد
عقد سراج حاجبيه أكثر وهو يُفكر فيما قد يريده لؤي بهِ ليقطع سير أفكاره صوت لؤي الحانق وهو يقول:أخلص
دلف سراج وهو ينتوي النزول تاركًا مها تقف كما هي تنظر لهُ بهدوء ليقول وهو يخرج من المنزل:هنزل أشوف لؤي عايز ايه
أغلق الباب خلفه ونزل درجات السلم بسرعه ثم خرج لهُ واقترب منه قائلًا:في ايه يا متخلف
جذبه لؤي من يده وهو يسير قائلًا:تعالى معايا
عقد سراج حاجبيه أكثر وهو يقول:براحه يا متخلف ساحب جاموسه وراك
لم يُعيره لؤي أي أهتمام ليذهب إلى أم حسن وهو يقول:زفت الطين أهو يا أم حسن
انتفض جسده وهو يقول بحده:ما تلم لسانك يا لؤي شويه
أم حسن بهدوء:أزيك يا سراج يا ابني
نظر لها سراج بتعجب من هدوئها ليقول:كويس
نظرت لهُ أم حسن نظره ذات معنى قبل أن تقول:جعفر فين يا سراج
عقد سراج حاجبيه أكثر وقال بهدوء:ايه السؤال
أم حسن بهدوء:جعفر فين يا سراج
نظر سراج لـ لؤي ومُنصف الذي جاء مؤخرًا وهو يقول بعدم فهم:هو في ايه متجمعين ولا كأنكوا قاتلين قتيل وعايزين تداروا عليه انا مش فاهم حاجه
أم حسن بهدوء:جاوب وهتعرف ليه دلوقتي
أبتلع سراج تلك الغصة وهو يقول بهدوء:في الهند
أم حسن بترقب:بيعمل ايه في الهند

في الواقع لا يعلم كيف سيُجيبها فقد فاجئوه وظن بأن هناك مشكلة أخرى في الحارة لذلك جاء معه دون تفكير ولكن لم يكن يتوقع مجيئه لأم حسن تحديدًا
سراج بهدوء:شويه مشاكل حصلت بعدناه عننا عشان ميتأذيش لا هو ولا مراته ولا بنته
أم حسن:وانتَ متعرفش إنك بتعرضه للخطر أكتر مش بتساعده
عقد سراج حاجبيه أكثر بعدم فهم لتقول أم حسن:صاحبك مستنيه مشاكل وبلاوي كبيره أوي يا بيه وكله من تحت راسك … شوفت رؤية ليه ودا معناها … البت عليها خطر كبير دلوقتي ولو قدر ينقذها دلوقتي مش هيقدر في المره التانيه
شعر سراج بالدماء تتجمد في عروقه وهو يسمع حديث أم حسن التي أكملت وقالت:صاحبك يرجع بلده مُعزز مُكرم لو السفارة الهندية شمت خبر هتبقى حكمت عليه بالموت وخصوصًا لو جعفر عمل حركة طيش كدا أو كدا … وقتها تقدر تقول الله يرحمك
نظر لؤي ومعه مُنصف لـ سراج الذي كان واقفًا مكانه بعدما شُلت قدماه عن الحركة وهو ينظر أمامه بشرود ورعب من هذه الفكرة التي أنارت أم حسن بصره بها ليتركهم ويركض سريعًا عائدًا للمنزل تحت نظراتهم لينظر لؤي لـ مُنصف قائلًا ببلاهة:هما بيقولوا ايه؟؟؟
____________________
كان مستلقيًا على الفراش وهو يضمهما لأحضانه وينظر لسقف المنزل بشرود، يُفكر في مستقبله المُظلم لا يعلم ما الذي ينتظره فاليوم كانت زوجته ستضيع منه لولا مراقبته لها وحرصه الشديد في عدم أذيتها ولكن ماذا سيفعل إن تكررت مجددًا
نظر لبيلا التي كانت تستقر بأحضانه وهي تضم ليان التي كانت تنام بينهما بأحضان بيلا وهو يشعر بأن عقله يكاد يقف عن التفكير أو سينفجر في أيا لحظة فأسوء شيء لا يُريد حدوثه هو أن تُصاب بيلا أو ليان بشيءٍ سيء، أخرجه من صراعاته الداخلية تلك صوت بيلا الهادئ والتي قالت:مالك يا جعفر انتَ منمتش ليه
نظر لها جعفر وكأنه كان مُغيب عن الواقع بالفعل ليقول بأبتسامه:مفيش يا حبيبتي انا بس مش جايلي نوم دلوقتي
أدارت وجهه إليها بيدها التي تستقر رأس الصغيره عليها جعلته ينظر لها وهي تقول:لا انتَ بتكدب عليا … دا مش شكل واحد مش جايله نوم
أبتسم جعفر وقال:وانتِ بقى يا ست الخبيرة عارفه اكتر مني
حركت رأسها برفق وهي تقول:أيوه … عشان انا اكتر واحده عارفه جعفر
أبتسم جعفر وطبع قُبلة على يدها تلك وهو يقول:انتِ طول عُمرك سوسه يا روحي عشان لما اقولك يا حرباية يا صغيره متزعليش
أبتسمت بيلا ليقترب منها قليلًا وطبع قُبلة على جبينها وقال:بس والله أحلى حرباية
ضحكت بيلا بخفه لينظر جعفر لصغيرته التي تستوطن أحضانهما وقال وهو يُمسدّ على خصلاتها الناعمة بحنان:مكنتش مُتخيل إن انا ممكن أوصل للمرحلة دي في يوم من الأيام … أني أكون زوج وأب مسئول عن طفلة قمر زي دي كانت بعيده
أبتسمت بيلا وهي تنظر لـ ليان التي تحتضنها كالعادة أثناء نومها لتقترب برأسها منها لتطبع قُبلة حنونة على رأسها وهي تقول:ودا ايه بالنسبالك حاجه حلوه ولا وحشه
جعفر بأبتسامه:حلوه طبعًا … وجودكوا في حياتي مخليني لسه مكمل في الدنيا دي يا بيلا وبعافر فيها عشانكوا
بيلا بأبتسامه حنونه:ربنا يخليك لينا يا حبيبي أحنا من غيرك ولا حاجه
ضمها جعفر ومعها صغيرته التي طبع هو قُبلة على رأسها ليشرد في المجهول المنتظر
___________________
“يا ماما انا شبعانه والله”
أردفت بها يارا التي كانت تتذمر بعدم رضا وهي تسمع كلمات هنا التي كانت تَمُدّ يدها بالملعقه أمام فمها قائلة:معلش يا حبيبتي عشان انتِ لسه تعبانه كُلي يلا آخر معلقه
نظرت للأطباق الموضوعه أمامها لتقول بحنق:وبعدين انتِ مكلتيش حاجه دا الأطباق لسه زي ما هي
تحدثت بلُطف لعلها تهرب من حصار والدتها وهي تقول:شبعت يا ماما صدقيني
دلف عابد في هذه اللحظة وجلس خلف طفلته وهو يطبع قُبله صغيره على خدها وهو يقول بحنان:يارا شطوره وبتحب بابا ومش هترفضله طلب صح
نظرت يارا لعابد بأستياء ليبتسم هو بدوره وهو يقول:لو كلتي وخلصتي الأكل دا انا هاخدك ونخرج نتفسح شويه
نظرت لهُ يارا وقالت بسعاده:بجد يا بابا
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها قائلًا بأبتسامه:بجد يا قلب بابا ومش هناخد أُمّنا الغولة دي معانا خليها في البيت لوحدها كدا تقعد تأكل في خيالها
ضحكت يارا وهي تنظر لهنا التي ظهر العبوس على معالم وجهها وهي تقول بعدم رضا:والله طب مش عامله أكل ولا حاجه أطلب أكل من برا عشان تقول عليا أُمّنا الغولة عِدل بعد كدا
ضحك عابد وقال وهو يضم يارا لأحضانه:شوفتي محروقه مننا أزاي عشان مش لاقيه اللي يخرجها
أبتسمت هنا بسخرية ليقول عابد متجاهلًا إياها وهو ينظر لـ يارا:ها ايه رأيك وهنروح ناكل آيس كريم من العبد
نظرت هنا لهُ وقالت بسعاده ولهفة:خُدني معاكوا يا عابد عشان خاطري
نظر لها عابد بأستنكار واضح ومعه يارا ليقول بأبتسامه سمجه:لا
عبست هنا ولكنها أصرت عليه وهي تقول بأبتسامه ولُطف:يلا يا عبودي بقى انتَ قلبك طيب مش زيي وهتاخدني معاك صح
أبتسم عابد بسخرية لتقول يارا:هتاخدها يا بابا
نظر لها عابد وقال:والله انا لو عليا مش عايزها انتِ ايه رأيك
نظرت لهُ هنا نظرات حانقه متوعده لتتصنع يارا التفكير قليلًا قبل أن تقطع هذا الصمت وهي تقول:مُمكن … خلاص ناخدها عشان صعبت عليا
عضت هنا على شفتها السُفلي بقوه وتوعد وهي تقول:صعبت عليكي … كتر خيرك يا حبيبتي بنت أمك برضوا
زفر عابد وقال بأستياء:ليه يا يارا دا انا قولت هترفضي وتفرحيني
يارا بأبتسامه:معلش يا بابا خليها عليك المره دي وبالمره هنستفاد منها لو عوزنا حاجه
هبت هنا واقفة بسرعه البرق وهي تقول بحنق:نعم نعم نعم قولي كدا اللي قولتيه تاني
أختبأت يارا بأحضان عابد الذي حاوطها بذراعيه وهو ينظر لـ هنا قائلًا:ايه البت مغلطتش عندها حق ما انتِ هتبقى خدامتنا
هنا بسخريه:قول اقسم بالله
تحدث ببساطة وهو يقول:أقسم بالله
ترك يارا ونهض وهو يرى هنا ترميه نظرات حانقه لم تعجبه بالمره ليقترب منها بهدوء وبطء وهو يقول:انتِ بتبُصيلي انا البصه دي؟؟
أنهى حديثه وهو مازال يقترب منها لتبتسم بأستخفاف وتقول:ايوه … يا جوز الخدامة
علت أبتسامة خبيثة ثغره ليقول:وجوز الخدامة بيعشقك يا خدامة
أنهى حديثه وهو يَمُدّ يده جاذبًا ذراعها مُسقطًا إياها على الفراش بجانب يارا التي تحركت تجاهها لتكون يارا على يمينها وعابد على يسارها لتعقد حاجبيها وهي ترى نظرات المكر بعينهما لتقول بترقب:انتوا بتبصولي كدا ليه لا أنتوا متعرفونيش
نظر عابد لـ يارا التي نظرت لهُ أيضًا وعلت أبتسامه خبيثه ثغرهما لتشعر بأن هناك مكيدة قد أُعدت لها خصيصًا لتشعر بأيدي الأثنان تتحرك على خصرها لتضحك هنا سريعًا بعدما علمت ما يخططان لهُ لتقول بتوعد لهما وهي تضحك:والله ما هسيبكوا في حالكوا أوعوا
أزدادت حركات أيديهم لتبدء هنا تضحك بقوه وهي تصرخ بهما وقالت يارا بأبتسامه وهي تقوم بدغدغه والدتها:لا دا عقابك زي ما بابا قال واللي بيغلط بيتعاقب
صرخت هنا وهي تضحك وهي تُحاول إبعادهما عنها في محاولة فاشلة لتجذب يد يارا وتجعلها تستلقي بدلًا منها لتبدء بدغدغدها هي وعابد لتعلوا ضحكات يارا الغرفة بأكلمها بدلًا من هنا
___________________
“يعني ايه يا سراج أخويا فين وحصله ايه”
هتفت بها مها بغضب وخوف وهي تقف أمام سراج الذي كان جالسًا على الأريكه يضع كفيه على رأسه وهو ينظر للأسفل بشرود، يُفكر في تلك الكارثة التي أوقع صديقه بها بسبب تلك اللعينة التي ظلت مُصممة على رأيها في الذهاب معهم بـ حجة أنهم سيكونوا بأمان أكثر حتى تستقر الأوضاع
“ردّ عليا بقولك أخويا فين؟؟؟؟؟”
صاحت بها مها في وجه سراج الذي رفع رأسه ونظر لها بشرود، لا يعلم ماذا يفعل وكيف سيصل إليه وماذا سيقول لـ مها التي لا تكف عن الثرثرة في معرفة أين ذهب أخيها
نهض سراج واقترب منها بهدوء وهي تُتابعه بعينين دامعتان يملئهما الغضب ليقف أمامها مباشرًا واضعًا راحتيه على ذراعيها ثم نظر لها وحاول طمئنتها قائلًا بنبرة هادئة:هيرجع ويبقى زي الفل صدقيني
صاحت بغضب وهي تنفض يديه بعيدًا عنها قائلة:يعني ايه أخويا فين يا سراج متكدبش عليا انا عرفت كل حاجه
نظر لها سراج وقد لفت أنتباهه جملتها الأخيرة ليقول بترقب:عرفتي ايه بالظبط؟
مها بغضب:عرفت أن اخويا مش في أمريكا زي ما انا كنت فاكره وأنه هرب عشان خاطر يحميّ بنته … انا عايزه جعفر يكون قدامي يا سراج بأي طريقة أتصرف بقى دي مش بتاعتي كل اللي يهمني أخويا وبس
سراج:مش بالسهولة دي يا مها
مها بحده:مليش فيه تتصرف المهم أخويا يبقى قدامي تعملها أزاي معرفش دي بتاعتك فكر فيها بقى
تركته مها وذهبت لغرفتها بغضب يُتابعها هو بنظراته ليراها تُغلق الباب خلفها بعنف فهو يعلم كم هي تُحب جعفر ومُتعلقة بهِ وبشدة وتخشى عليه خدش صغير ولذلك هو يقوم بعذرها فهو الوحيد الذي تبقى لها من عائلتها وإن حدث لهُ شيء ستنهار هي دون تفكير، زفر بقوة وهو يمسح على خصلاته للخلف وهو يُفكر جديًا كيف سيُخرج صديقه من هذه الورطة
______________________
“يلا يا صلاح الفطار جاهز”
هتفت بها أزهار وهي تضع آخر صحن على الطاولة لتُبصر طفليها يتقدمان لتبتسم لهما قائلة:صباح الخير
أبتسم كلاهما وردّا عليها تحية الصباح ليجلس كلاهما بجانب بعضهما ليقول صغيرها وهو ينظر لأزهار متسائلًا:هو بابا فين يا ماما؟؟؟؟
حركت كتفيها للأعلى قليلًا وهي تقول:والله ما أعرف هروح أشوفه مصحيش ليه
تركتهما أزهار وذهبت إلى غرفة زوجها لتدلف بهدوء بعدما رأت جسد صلاح مُمدد على الفراش وتُغلق الباب خلفها، تقدمت منه حتى وقفت بجانب الفراش وبدأت توقظه قائلة:صلاح … صلاح فوّق كل دا نوم
تحرك صلاح بضيق وهو يضع الوسادة على رأسه لتقول أزهار بعبوس:أصحى يا صلاح كل دا نوم انتَ مشبعتش
كل ما صدر منه همهمه صغيرة ليُكمل نومه مجددًا ولكنها أبت أن تتركه يُكمل نومه لتجذب الوسادة منه وهي تقول بضيق:أصحى يا صلاح الساعة عشرة يا بابا
وجدت صلاح ينتفض من نومته لتشهق هي بتفاجئ وهي تعود للخلف كـ ردّ فعل طبيعي منها لينظر هو لها بعينان متسعتان وهو يقول بصدمه وكأنه ليس كان غارقًا في نومه منذ لحظات:انتِ قولتي الساعة كام
أزهار ببساطة:عشرة
أنتفض مجددًا من على فراشه كمن لدغته حية ليركض سريعًا إلى الخزانة يُخرج منها ملابسه سريعًا ثم ركض إلى المرحاض لتنظر لهُ أزهار بأبتسامه خبيثة وقد راق لها هذا المشهد كثيرًا لتقول:مفيش أحلى من الصربعة .. عرفت هصحيك أزاي بعد كدا يا صلاح
دقائق معدودة وخرج صلاح وهو يرتدي قميصه الأسود لتبتسم أزهار وتقول:النهاردة الجو حر يا حبيبتي
أتجه إلى الخزانه وأخرج منها قميص أبيض لينزع الأسود سريعًا ويرتدي الأبيض ليترك أزراره مفتوحه ويركض إلى طاولة الزينة يُمشط خصلاته سريعًا غافلًا عن نظرات المكر التي تستوطن عينيها، أقتربت منه بهدوء ثم أدارته إليها وبدأت تُغلق أزرار قميصه واحد تلو الآخر وهو مازال منهمكًا في تمشيط خصلاته، أنتهى أخيرًا من ما يفعله ووضع القليل من البرفان المفضل لديه وقال وهو يجلس على طرف الفراش يتردي حذائه سريعًا:هاتيلي ساندوتش بسرعه يا أزهار
أبتسمت أزهار وعقدت يديها أمام صدرها وقالت:وليه ما تقعد تفطر يا حبيبي الولاد مستنيينك برا
أنهى من ربط حذائه وهو يقول:يا أزهار متأخر أخلصى
علت ضحكاتها في أرجاء الغرفة وهي تراه يدور حول نفسه كالنحلة ليتوقف هو فجأه عن سيره عندما وقع بصره على الساعة المُعلقة في الحائط والتي كانت تُشير للثامنة وليست العاشرة
ألتفت بحذر إلى أزهار التي كانت تضحك بقوه ليرمقها بنظرات حارقة قبل أن يقول بغيظ شديد:قولي كدا بقى
_______________________
“هو أحنا رايحين فين ما انا مش فاهمه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردفت بها بيلا التي كانت تسير بجانب جعفر الذي كان ينظر حوله وهو يقول:نتمشى شويه بدل ما أحنا قاعدين القاعدة السوده دي
نظرت بيلا حولها لترى العديد من النساء يرتدين هذا الذي يسمونه “الساري” والذي هو في نظرها قطعة كماش كتلك التي يضعونها على الفراش فبحق الله ماذا سيستفيدون بإرتدائه، وقعت عيناها على سيده ترتدي ساري يُظهر بطنها كالذي تراه في المسلسلات لتنظر سريعًا لجعفر تتأكد من أنه لم يراها
ولكن يبدوا بأنه قرأ أفكارها ليقول وهو ينظر بجهة معينه:متخافيش مببصش على الحريم
أبتسمت بيلا وهي ترمقه برضا للحظات قبل أن تتحول لأخرى غاضبه حينما رأت تلك الوقحة تنظر لزوجها وهي تُحاول جذب أنتباهه عندما جلسا في مكان هادئ لتقول بيلا بحقد:شكلي كدا هدخل السجن النهاردة
عقد جعفر حاجبيه لينظر لها بعدم فهم ليراها تنظر في إتجاه معين ولذلك نظر تلقائيًا إلى ما تنظر إليه زوجته ليرى فتاة بعمر بيلا تقريبًا تجلس بالقرب منهما وهي ترتدي هذا الساري اللعين الذي تود بيلا أن تقوم بإحراقه وهو تتسأل “ألا يشعرن بالإحراج والخجل”
أخرجها من كل ذلك صوت جعفر الذي نظر لها وهو يقول بأشمئزاز:مين الصفرا دي
أبتسمت بيلا رغمًا عنها ليقول جعفر بقلة حيلة:شكلها مش شيفاكي قومي يا بنتي أقعدي على رجلي جايز تفهم إني متجوز الصفرا الصناعي دي
ضحكت بيلا بملئ فاهها وهي لا تصدق ما يقوله زوجها فلو كانت تلك الفتاة تتفهم حديثه لكانت دلفت معه في شجار عنيف لن ينتهى سوى بكسر أضلعها من قبل زوجها
رأت بأن نظراتها مازالت مُسلطة على زوجها الحبيب لتُحاوط عنقه بذراعيها وتضع رأسها على كتفه بعدما طبعت قُبلة على خده وهي تقول بأبتسامه:خليها بصالك يا حبيبي مضايق ليه أول مرة تشوف جمال راجل شرقي … وانا معنديش مانع إني أوريها غيره الست الشرقية على جوزها … على طريقتي الخاصة
ضحك جعفر بعدما فهم مغزى حديثها ليضمها لأحضانه بحب وهو يطبع قُبلة على رأسها بحب لترمق بيلا الفتاة بشر وهي تُشير بيدها على عنقها علامة الذبح لتشعر بخوف الفتاة فجأه والتي نظرت للجهة الأخرى لتبتسم بيلا بأستحسان وهي تُشدد من عناقها لجعفر
أقتربت ليان منهما وهي تبتسم بلُطف ليضمها جعفر لأحضانه بكل حب وحنو وهو يطبع قُبلة على رأسها قائلًا بنبرة أقرب للهمس:هيّ يا صغيرة رفقًا بقلبي الذي سرقتيه دون وجه حق بسبب جمالك هذا
أبتسمت ليان وطبعت قُبلة عميقه على خده ليبتسم جعفر ضاممًا إياها لأحضانه ومعها زوجته
“بتفكر في ايه يا جعفر؟؟؟؟؟؟”
هذا السؤال الذي باتت في الآونة الأخيرة تسأله إياه وكأنها تُخبره كيف حالك لينظر لها بعدما أبتعدت هي قليلًا وقال:بفكر نمشي من هنا
حركت رأسها برفق وهي تقول بحنين:انا عايزه أرجع بيتنا تاني … وحشني بيتنا أوي يا جعفر
نظر لها وقال:وحشني انا كمان … وحشني كل ركن فيه … وحشتني الحارة حقيقي انا مبقتش عايز أكمل في كل دا وكل اللي انا عايزُه إني أرجع تاني لمكانا الصح
نظرت لهُ وهي تقول متسائلة:وليان؟؟؟؟؟؟؟
نظر جعفر لـ ليان التي كانت تستوطن أحضانه وهي تلعب بـ لحيته بشرود ثم قال:أكيد هلاقي حل وبعدين ليان مفيش أي خطر منها واللي يقول غير كدا ميهمنيش كل اللي انا عايزه أرجع المنطقة اللي أتربيت وكبرت فيها مع مراتي وبنتي وسط أهلي ومش هيهمني حد وقتها ويحصل اللي يحصل
شردت بيلا للحظات قبل أن تقول:هنرجع أزاي ومحدش يعرف عننا حاجه ولا نعرف حتى حاجه عن حد
فكر جعفر للحظات قبل أن يقول:هحاول أتواصل مع سراج بأي طريقة
صمت للحظات ليقول فجأه بعدما نظر لصغيرته وكأنه أكتشف سرًا خطيرًا للتو:ليان
عقدت بيلا حاجبيها بعدم فهم لينظر جعفر لـ بيلا وهو يقول:نقدر نخلي ليان تتواصل مع إيميلي ونمشى من هنا
نظرت بيلا لصغيرتها التي أبتسمت لها لتقول:صح أزاي نسيت حاجه زي دي
نظر جعفر حوله ليقول:تعالى نتمشى شويه عشان لو فضلت قاعد قدام البت دي كتير هقتلها
نهض جعفر وهو يحمل ليان على ذراعه ليسمع ضحكات زوجته الحبيبة وهي تنهض ليجذبها بلُطف إليه ويذهبا وهو حقًا لا يعلم إلى أين سيذهب ولكنه سئم من هذه الجلسة المملة
عقد حاجبيه وهو يرى مبنى كبير يدلف الناس إليه لينظر لبيلا وهو يقول بتساؤل:ايه المبنى دا؟؟؟؟؟؟؟
دققت بيلا النظر للمبنى لتترك جعفر وتقترب وبداخلها فضول كبير لمعرفة ما بداخله ولماذا يدخل هذا الحشد الكبير إليه تحت عينان جعفر وليان لها
وقفت تُدقق النظر لترى ما جعلها تُصعق، أنتبه جعفر لصدمتها ليقترب منها يرى ما يحدث ويا ليته لم يفعل، وقف بجانبها ينظر إلى الداخل وعيناه جاحظه، نظرت ليان لهما لتبتسم على مظهرهما المضحك هذا لتنظر بعدها إلى ما ينظران إليه وتقول:أبي ما هذا الشيء
كان سؤال بسيط كفيل بأن يجعله مشلولًا فماذا يقول لها بحق الله فعقلها لن يستوعب شيئًا كهذا، نظر لها وهو يقول ببلاهة:لا شيء يا حبيبتي لا تهتمي لهم
ليان ببراءة:ولكن أنا أُريد معرفة ماذا يفعلون أهم يُصلون لله
نظر لها وحرك شفتيه يمينًا ويسارًا بسخرية وهو يقول:لله … لا حبيبتي لا يُصلون لله
عقدت الصغيرة حاجبيها لتقول:كيف … أهم لا يُصلون لله … إذًا لمن يُصلون
“للبقر يا قلب أمك”
أردفت بها بيلا وهي تنظر للداخل ولما يفعلون لتعقد الصغيرة حاجبيها وهي تقول:حقًا أبي أما قالته أُمي صحيح
حرك جعفر رأسه برفق ليقول:بيلا يلا نمشي من هنا
أوقفته بيلا وهي تضحك قائلة:أستني بس أشوف العبط دا
جعفر بقلق:يلا يا بيلا بدل ما يشكوا فينا
أمسك يدها دون أن ينتظر منها ردّ ولكن أوقفته وهي تنزع يدها وهي تقترب من مكانٍ ما يكثر فيه الناس مما جعل فضولها يزداد لمعرفة ما الذي يحدث لينظر جعفر لها بعينان متسعتان وهو يقول:يا غبية يا بنت الأهبل ياللي هتفضحينا
_____________________
“مالك يا مُنصف انتَ كمان لاوي بوزك على الصبح ليه”
أردف بها لؤي الذي كان ينظر لهما بحنق ليكون الصمت أجابتهما
“صباح الخير يا رجالة”
أردف بها الحاج شوقي الذي جلس على مقعده بالقرب منهما لينظر لهُ لؤي قائلًا:صباح النور يا عم شوقي
نظر لصديقاه مره أخرى وأكثرهم سراج الذي كان يبدو عليه الغضب الشديد ليقول:ما تنطق يا سراج وخلصني عرفت توصله
حرك رأسه نافيًا بشرود ليُصيح مُنصف فجأه وكانه أستعاد وعيه أخيرًا مع حركة سراج ليقول:يعني ايه لا دي هو انا بعزمك على حنة أمي
نظر لهُ سراج بعينان حمراء ليقول بحده:بقولك ايه يا مُنصف انا مش طايق نفسي لم نفسك
جذبه مُنصف من ثيابه بعنف وهو يصيح بهِ قائلًا:يعني ايه مليش فيه دا كله كان من تحت راسك وانتَ المسئول قدامي دلوقتي
سراج بغضب:انا كنت بحميه يا غبي انتَ
أستفزت هذه الكلمة مُنصف للغاية لـ يلكمه بقوه في وجهه وهو يصرخ بهِ قائلًا:بتحميه ولا بتعرضه للخطر أكتر يا سراج
وضع سراج يده مكان لكمته وهو يشعر بشياطينه تقفز أمام عيناه ليرفع رأسه لـ مُنصف مره أخرى وقد تحكمت بهِ شياطينه ليردّ لهُ اللكمه بأخرى أقوى ويُسرع لؤي بإبعادهما عن بعضهما بعدما نشب بينهما عراك قوي قد تطاول الأثنان على بعضهما بالأيدي ليصرخ بهما لؤي بغضب وهو يُحاول إبعاد سراج عن مُنصف ليركض نحوهما هاشم بعدها سمع صوتهما العالي وتلك المعركة القائمة بينهما تكاد تقتلهما ليُبعد مُنصف عن سراج وهو يُكبله من الخلف
نظر لؤي لـ سراج وهو يصيح بهِ قائلًا بغضب:كفاية يا سراج أسكت شويه
سراج بغضب:انتَ بتقولي انا كدا قوله للعربجي التاني
تحدث مُنصف بغضب وهو يُحاول الإفلات من هاشم وهو يقول:انا برضوا عربجي أومال انتَ تبقى ايه يا راس الأفعى
صاح لؤي بهِ وهو يقول بغضب:مُنصف
صمت مُنصف وهو ينظر لهُ ليرمُقه لؤي نظره حارقة ليقول شوقي بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله يا شباب أستهدوا بالله دا شيطان ودخل بينكوا في ساعة غضب مش كدا
كان مُنصف ينظر لـ سراج بغضب شديد وصدره يعلو ويهبط بعنف وكأنه عدوه الذي قتل صديقه، ترك هاشم مُنصف الذي أعتدل بوقفته وهو يرمقه بتوعد ليقف لؤي بينهما تحسبًا لحدوث غدر من أي الطرفين
نظر لؤي لمن حوله ولذلك التجمع ليقول بهدوء:يلا يا رجالة مفيش حاجه مشادة بين أي اتنين صحاب مش حاجه كل واحد يروح يشوف مصلحته شكرًا
ذهب الجميع بهدوء لينظر لؤي للأثنان بغضب وهو يقول بهدوء:ورايا أنتوا الاتنين
سار لؤي وهو يقول:خلي بالك يا هاشم لحد ما نرجع
هاشم:متقلقش
تحرك مُنصف أولًا وهو مازال يرمق سراج بحقد والذي كان هادئًا رغم ما حدث وغضبه من مُنصف ولكنه تحرك بهدوء خلفهما دون أن يتحدث بحرفٍ واحد
_______________________
“مُمكن أعرف ايه اللي حصل من شويه دا .. من أمتى وأحنا بنمدّ أيدينا على بعض بالمنظر المُهين دا”
أردف بها لؤي وهو ينظر لـ مُنصف الذي كان مازال على وضعه يرمق سراج وكأنه عدوه ليقول لؤي:عينك عليا انا يا مُنصف
نظر لهُ مُنصف ليقول لؤي:انتَ غلطت .. ومن قبل ما تقول كلمه أيوه انتَ اللي غلطان .. غلطت لما قومت ضربته وهو معملش حاجه تستدعي للي صدر منك دا وغلطت لما شتمته وهو برضوا معملش حاجه”
مُنصف بغضب:والبوكس اللي أداهوني دا ايه معداش عليك
لؤي بجدية:خد حقه … وانا مقدرش ألومه في حاجه ومقدرش أشيله ذنب حاجه هو ملهوش يد فيها غير أنه حاول يحمي جعفر بأي طريقه حتى لو كانت فيها خطوره عليه بس هو في الآخر أتصرف وزي ما هو مش هاين عليك تشوف صاحبك بيتأذي هو كمان مهانش عليه يشوف صاحبه بيتأذي
نظر مُنصف بغصب لـ سراج وهو يقول:عاجبك كدا انا اللي شيلت الليلة
نظرت لهُ سراج بحقد وقد بدأت شياطينه تخرج ليزفر لؤي بقلة حيلة ليقول:على فكرة لمعلوماتكوا انا هنا الكبير بعد جعفر يعني تحترموني بدل ما أقوم أكسر الشقه عليكوا وأخلص … يمين بالله جعفر لو عرف باللي عملتوه في بعض دا وخصوصًا انتَ يا مُنصف ليطين عيشتنا وانا أولكوا
نهض سراج فجأه بعدما شعر بها لينظر للنافذة التي دلفت منها فجأه جعلت لؤي يضع يده على قلبه وهو يعود للخلف سريعًا وهو يقول برعب:بسم الله الرحمن الرحيم انتِ طلعتي منين يخربيتك
نظرت لسراج الذي نظر لها ينتظرها تتحدث لتقول هي:انا أرسلت كين وميشيل وأيضًا شون للهند لكي يبحثوا عن جعفر ويعودوا بهِ لأمريكا فقد أتضح أن الصغيرة رأت ما تُحاول تلك اللعينة التي تُدعي سيهار فعله لذلك أرسلتهم سريعًا قبل أن تفعل شيء
سراج بترقب:وما الذي تُريد فعله ولماذا وكيف رأت ليان ذلك
نظرت لهُ إيميلي بأبتسامه واسعة لم يفهم هو منها شيء ليزداد شكه أكثر
_____________________
وفي وسط الصرخات والبكاء العنيف والحزن الذي يسود المكان علت صوت ضحكاتها عاليًا وهي تنظر لهم لينتبه الجميع لها ويسود الصمت المكان فجأه وهم ينظرون لها بترقب بينما شعر جعفر بقلبه يسقط أرضًا وهو يسمعها تقول من بين ضحكاتها وهي تُشير إلى ما يقبع أمامها:ألحق يا جعفر البقره بتاعتهم ماتت وبيعيطوا عليها
صق جعفر على أسنانه بقوه واقترب منها سريعًا وهو يُعنفها قائلًا:أسكوتي يخربيتك هتفضحينا
ضحكت بيلا أكثر وهي ترى السيدة تتمسح عليها وتبكي بحرقه وكأن من مات هو طفلها وليست بقره لتقول من بين ضحكاتها:هي مش دي البقره اللي بيعبدوها برضوا … بس أنتوا متبلينها ولا ايه ايه البقرة الصفرا دي
عادت ضحكاتها ترن في المكان ليجذبها جعفر من ذراعها إليه بقوه واضعًا يده على فمها كي تصمت ولكنها ظلت تضحك بصوت مكتوم وهي كلما رأتها تضحك أكثر ليقول رجلًا منهم وهو يرمقها بشر:إنها تضحك على موت الرب تلك الحقيرة أمسكوا بها
نظر جعفر لهُ بصدمه بعدما استمع لحديثه وهو يراهم يقتربون منهم ليلعن بيلا بداخله ولم يشعر بنفسه ألا وهو يجذبها هاربًا منهم
google-playkhamsatmostaqltradent