Ads by Google X

رواية تمرد عاشق الفصل التاسع 9 - بقلم زهرة الربيع

الصفحة الرئيسية

  رواية تمرد عاشق كاملة بقلم زهرة الربيع عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية تمرد عاشق الفصل التاسع 9

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

لو كنت أعلم

أن حبك قاتلي

ماكنت عشقتك حد الممات

وجعلت حروف اسمك آخر الكلمات

ماكنت أعلنت الغرام

ووهبتك قلبي وجعلتك

لروحي إدمان

تهد. جت أنفاسه بإضطراب.. بينما أخذت دقـ. ـات قلبـ. ـه بالتسرع .. واهتزت نظراته أمامها وشعر أن كل خليه بجسده تنتحب حزينه على قدرهما.. نظر إليها بقلة حيلة يتمنى الذي سمعه ماهو إلا تهيؤات من عقله الباطن الذي بدأ يسيطر عليه

هب واقفا مواليها ظهره محاولا قدر الإمكان أن يحافظ على ثباته أمامها يكفيه إشتـ. ـعال صـ. ـدره من قلـ.، به الضعيف الذي اتجه للخطأ.. نعم شعوره بحبها الذي ايقنه اصبح محرم عليه كتفاحة آدم

إبتلع وجـ. ـع قلبه ثم نظر إليها بهدوء

– بتقولي ايه ياغزل، معلش ماسمعتش

وقفت إمامه وقد ايقنت خطأها الفادح في البوح بما في صدرها الآن تأكدت من طفولتها وعدم إحساسها بالمسؤلية..ولكنها لها المواجه حتى تحافظ على قلبها.. اقتربت إليه بهدوء ثم توجهت بنظرها لعمق عيناه الذي يهرب بها في كل الاتجاهات

بسطت يد. يها بهدوء ثم سحبت يد. يه وأجلسته وجلست بجواره

– بقولك تخيل لو حبـ. ـي ليك حب عشق لحبيب هيكون ردك إيه

استغرب كلماتها ورغم أن حديثها وسؤالها غريب إلا انه لا يعرف مدى شعوره، هل تمنى قربها وحبها بالفعل، أم أنه تمنى أن يكون كلماتها مجرد كلمات

ابتلع غصة الحب المؤ. لم فالان فقط تأكد من عشقه لها، ولكن هل عشق حبيب مثلما تحدث” باسم”، ام عشق ابوي

وزع نظره بينها وبين هاتفه الذي قام بالرنين.. هرب من نظراتها التي تحاصره بالرد على هاتفه

-ايوة ياندى، لا ياحبيبتي لسة صاحي

-بكرة، لا نازل الشغل.. آسف كان نفسي أروح معاكي بس بقالي فترة أجازة وشغلي الصراحة وحشني جدا أردف بها بابتسامة

وقفت غزل واتجهت للشرفة حتى تستطيع التنفس، فكلماته مع أخرى بحبيتي تشـ.، عل صـ. ـدرها لهـ.، يبا

بعد لحظات أغلق الهاتف واتجه إليها ووقف بجوارها ينظر للخارج بهدوء

❈-❈-❈

الجو حلو الليلة بحب جو الربيع دا جدا،

كانت شاردة ولم تنتبه لحديثه.. وجدت جاسر ومليكة يجلسون في الحديقة، وحازم وصهيب يمزحون مع بعضهما البعض.. توجهت بنظرها لحازم الذي يجلس صامت ولكنها أرجعته عدم التعود

اتخذت قرارها للنزول إليهما حتى تنسى بعض همومها، وتنسى حديثها منذ لحظات فقد كتب عليها آلا. م قلـ. ـبها، استدارت سريعا ولم تنتبه للذي يقف خلفها وينظر الى ماتنظر إليه

حتى اصطدمت به وكانت ستسقط لولا يد. يها التي حاوطتها بعناية شديدة.. جذبها بشدة إليه حتى أصبحت داخل أحضـ. ـانه..

تقابلت عيونها مع عيونه كترانيم اغنية عاشق لمعشوقته.. وضعت رأسها في حضـ. ـنه هروبا من عينيه.. وتحدثت قائلة ماجوبتش على سؤالي ليه ياجواد

أغمض عيناه استمتاعا بقربها الذي بدأ يحـ. ـرّمه على نفسه، بدأ يعاتب حاله الآن أصبحت محـ. ـرمة عليه عندما شعر بحبه لها،

لا يعلم كيف حدث له ذلك.. فاق من شروده عندما رفعت رأسها اليه وسالته مرة آخرى

-جواد بكلمك على فكرة

زفر بخفوت ناظرا اليها:

-مش ملاحظة ان جواد بقت بتتقال منك من غير آبيه.. غزل انتِ بتتكلمي جد

ردت بصوت جاهدت ان يكون متزنا

جوابك الأول، مش هسأل سؤال بسؤال ياجود، وبعدين معنتش حابه آبيه دي، ممكن أقولها قدام حد، بس بينا خليها جواد بس لو سمحت

– علم إنها ترواده، وكيف لها ذلك وهو الذي علمها الترواد، ولكن رغما عنها سوف تؤدي بهما إلى منحدر آخر حتما سيكون له الهلاك

تنفس بعمق ناظرا لها

– بتحبيني كحبيـ. ـب دا قصدك أردف بها بتقطع أردف بها عندما تأكد من شكوكه منذ أيام وكلمات” باسم “تتردد

– هو مش من حقي، مش أنت قولت تحت أنا من حقك، طيب فين حقي فيك فين ياجواد.. أنا عايزة حقي فيك، وزي ماقولت، لو أنا حقك،.. يبقى كمان إنت حقي

رعـ. ـشة قوية ضر. بت جسـ. ـده عندما استمع إلى كلماتها هو كان مرتابا من هذه اللحظة

والان شكوكه اتضحت، بل ايقن أنه مغرم بها ولكن كيف ستكون المواجه، كيف سيجد مفردات لمعاني نبضات قلو. بهما

أغمض عيناه بوجع الدنيا بأكمله

هل شعر احدكم بعجز حبيب، فُرض عليه القدر ان يكون حبيبه بل عشقه في أحضانه ولكن محرّم عليه مثل تحريم الأب لأبنته والأخ لأخته

آلان فقط تأكد من عشقه لها، بل أعترف بينه وبين نفسه.. أصبح عشقها كالاد. مان إليه الذي لا تود الشفاء منه،، أيقن وايقن هذا عندما تركته وغادرت في حفله متمنية مو. تها.. حينها تسلل الر. عب الى قـ.، لبه، وشعر بألما في عظامه بل لهيـ. ـبا بكامل صـ. ـدره وقلـ.، به الذي أصبح يأن من الوجع وفقدان النبض

صمت هنيهة يحاول أن يتمالك أعصابه ولا يؤذي مشاعرها ولا يفقدها اتجه إليها وامسك يد. يها

وأجلسها على المقعد وجلس أمامها على عقبيه، وأمسـ. ـك يد. يها ونظر بحزن إليها

زوزو تعرفي انك بقيتي أغلى شخص في حياتي.. لأني بجد حسيتك بنتي.. مش مجرد كلام

انتِ بتقولي بتحبيني صح… رفع ذقنها عندما بدأت تهرب بأنظارها

انتِ تعرفي اللي بيحب حد قوي بيضحي صح

قاطعهما دخول جاسر

نظر لكلا منهما الآخر ثم أردف مبتسما

– عاملة ايه يازوزو، آسف ياقـ.، لبي أتأخرت في السؤال عليكي

❈-❈-❈

تحرك جواد للخارج دون التوجه لجاسر ولكن هناك الف والف سؤال يرواده.. ياترى قصدك ايه ياغزل اللي أنا فهمته صح

ولكن قاطعته غزل:- جاسر أنا بتكلم مع جواد في موضوع مهم ممكن تسبنا شوية

تسّمر جواد في مكانه ونظر إليها بصدمة

لقد وضعته في موضع صعب سيأخذه لا محالة إلى فقدانها، اتجه بنظره إلى جاسر الذي يهرب من النظر إليه

اتجه إليه ووقف ناظرا

– ايه ياجاسر مش عايز تقولي حاجة ياصاحبي، ياترى كنت بتتأسف لأختك على إيه!!

أرتبك جاسر للحظات ناظرا إلى غزل التي وضعته في موضع صعب كعادتها

نظر لغزل واراد أن يبعد كلا منهما بدون وجع ثم اردف

– إنتِ عارفة إن الليلة كانت خطوبتي على واحدة بقالي سنة مواعدها

نظر إليها وجدها صامتة وعيناها حزينة، تعاتبه بنظرها… ألا يخجلها أمام اخيها

اتجه إليها ووقف امامها

– يرضيكي يجي حد ويقول كلمة مش كويسة في حقي، يرضيكي يجوا يقولوا دا كان مقضيها هو وهي وخا. ن الأمانة وفي الآخر طـ.، مع فيها لنفسه، وخا. ن حبيبته

– ينفع تخليهم يتكلموا عن أخلاقنا، سحب نفسا عميقا ثم أخرجه بهدوء

ثم أكمل مسترسلا

– ينفع أسيب خطيبتي اللي بقالي سنة مواعدها ويوم مانكون لبعض أقولها آسف حبيبتي أصل بنتي اللي مربيها طلعت معجبة باأبوها او اخوها اي كان… وقتها هكون في نظرها خا. ين وفى نظر الكل

ثم استرسل حديثه ناظرا إليها بهدوء

– غزولة تعرفي بيني وبينك اد إيه.. انتِ عارفة يعني ايه يكون بينا تلاتشر سنة يعني عمر ياقلـ.، بي.. تعالي نفكر مع بعض بصوت عالي

– بعد عشر سنين انتِ هيكون عندك سبعة وعشرين سنة وأنا أربعين يعني دخلت على سن العواجيز زي مابيقولو، اردف بها بمزاح

– هتزهقي مني وهتكوني نفسك تعيشي حياتك خروج وفسح وغيره

– بلاش دي.. انتِ لسة في مرحلة متقلبة العوا. طف يعني ممكن تكوني شايفني حب حياتك لانك مخرجتيش برة، ماقابلتيش شباب مواجهتيش المجتمع صح..

❈-❈-❈

نيجي للأخطـ. ـر

بعدها لما تتعرفي على حد اختاره قلبك وعقلك واقتنعتي به وحبتيه، بعد ماوهمتيني بحبك واتعلقت بيكي.. الاقيكِ بكل بساطة تقوليلي كانت غلطة، ومش قادرة أكمل… عارفة وقتها هكون حاسس بإيه… وقتها بس هتمنى المو. ت وممكن ماأطولش

اتجه بنظره لجاسر

وتحدث غير دا كله مفيش شعور اتجاهك غير إنك اختي او بنتي حبيبـ. ـتي اللي بخاف عليها أكتر من رو. حي،، انت ومليكة أغلى أتنين على قلبـ. ـي.. بلاش تحطيني في موضع صعب ثم أكمل استرسال حديثه عندما ضم وجهها بين يديه

ممكن مشاعر. ك دي مش حقيقية، بس اكيد بكرة هتلاقي اللي تحبيه بجد… رغم إنه أردف بها حتى يقنعها إلا أنها شطر. ته لنصفين

أغمض عيناه مقـ. ـبلا رأسها ثم خرج بدون حديث.. خرج متخبطا ولا يعرف هل ماقاله هو الذي يريح قلبه أم الذي يؤلمه للأبد

في غرفة غزل

بعد خروجه.. ضمها جاسر إلى احضانه

بكت بنشيج مرير وكأنها أول مرة تبكي

بعد خروجه احست بوخزة مؤلمة في فؤادها تيقنت أنها فقد. ت قربه للأبد

– غصب عني ياجاسر مقدرتش والله مااقدرتش وخاصة لما سمعته وهو بيقول لبابا غزل دي حقي أنا

ضمـ. ـها ممسدا على شعرها بحنان وبدأ يردف لها بكلمات حتى تستكين وتهدأ

أخرجها من أحضانه ونظر لداخل عيونها

– ممكن ياقلب، ي اللي قاله جواد حقيقي انك منبهرة بشخصيته، وحياتك متمثلة فيه فقط

سكنت لبرهة ومسحت دموعها ونظرت لأخيها- ممكن ياجاسر كل شئ ممكن

عند جواد

غادر غرفتها تاركا رو. حه كاملة بجانبها، وقلـ.، به يحادثه ويعترف له أنه وقع بحبها وقوعا عنيفا كو. قوع عا. شق فقد الحياة ولكن عشقه ارجعه للحياة مرة آخرى

سار لخارج الكمبوند متخبطا لايعلم مابه هل مافعله صحيحا ام خطأ، ولكنه ارجع أنه فعل الصحيح

❈-❈-❈

سار يسير ولا يعلم إلى أين وجهته.. انزلقت دمعة عالقة بين أهدابه، كيف يشفى من هذا المرض اللعين وهو مرض العشق الذي ينخر في العظام كمرضا خبيثا؟

وكيف ستكون حياته بعد مااعترف به قلبه له؟

كيف سيواجه ندى، وهل سيستمر بعلاقاته التي تؤذي كلا منهما؟

كيف وكيف لا يعلم؟

بدأ عقله بالكامل في تشتيت.. قام الاتصال بباسم

– “باسم “عامل ايه، بقولك أنا هسافر مكانك الي سيناء

استغرب” باسم” صوته

– مالك ياجواد؟

– مفيش حاجة، بس انت عارف من زمان وأنا بعيد والشغل وحشني جدا، وعايز اوصل للارهابين دول

– بس دا مش شغلك ياجواد

زفر بضيق ونظر للبعيد

– سيناء فيها كل أنواع الجرائم ياباسم.. عايز أفوق لشغلي خلاص

– اللي عامل فيك كدا غزل ياجواد

هوى أسمها على قلبه كنسمة ربيع في يوم قائظ الحر.. ابتسم من مجرد ذكر أسمها

ورغم ماشعر به إلا انه شعر بمدى حماقته وفداحة خطأته فزفر بغضب مسترسل حديثه

-غزل مالها بس ياباسم

– هعمل مصدقك يا جواد، بس جيت متأخر ياحبيبي إحنا في الطريق لسيناء، بس عندي خبر حلو… القضية بتاعتك اتفتحت تاني يعني فيك تتحرك براحتك وتأخد حقك من اللي ظلموك

– وقف فجأة وتحدث

– بتتكلم جد يعني دلوقتي ادخل بتقولي ياض ولا ايه

قهقه باسم- ياخوفي من اللي جاي يابن الألفي، ربنا معهم بقى ويرحمهم مقدما

ضحك بصخب على صديقه

– طول عمرك وعينك مدورة يابسوم، المهم عثمان هيكون معايا وهو جاسر

– ماشي ياكبير ربنا معاك ياوحش.. ومعاهم

بعد اغلاقه الهاتف توجه عائدا إلى منزله الذي سيصبح بعد ذلك إنقباض لروحه

في الحديقة

يجلس صهيب وحازم في الحديقة ويتحدث كلا منهما على ماضيه… فجاة نظر صهيب لحازم واردف متسائلا

-عامل ايه ياحازم معرفناش نتكلم الايام اللي فاتت دي

سحب نفسا عميقا واخرج تنهيدة مؤلمة لبقايا روحه

– عايش يا صهيب، حياتي كلها شغل زي ماانت شايف، انا اتكلمت مع عمي على فصل شركتي عايز استقل بنفسي، بس هو رافض تماما، انا كدا كدا هصفي شغلي كله بره

نظر له بقيلة حيلة ثم اردف بهدوء

– مش دا قصدي ياحازم، مش قصدي حياتك العملية، ايه متعرفتش على حد برة يالا…

هب واقفا مواليه ظهره محاولا ان يحافظ على ثباته الظاهري لا احد يعلم حر. به الداخليه التي تعمل كعا. صفة هوجاء

أنا قلـ. ـبي غلقته للأبد ومش محتاجه دلوقتى خالص ياصهيب، او بمعنى أصح موته بأيدي

كانت قريبة منهما وأستمعت لحديثه الذي جعلها تبتلع غصة مؤلمة لذكراها، وأرتجف قلبها لدى سماعها كلاماته التي آثرت فيها

❈-❈-❈

اتجه بنظره لصهيب وجدها تقف بالقرب منهما وبيديها مشروبات اليهما

ابتلع حزنه ورسم ابتسامة سمجه على ملامح وجهه وتحدث مبتسما

– شوف مليكة جابت القهوة، تسلم ايدك ياملوكة فعلا كنت محتاج فنجان القهوة دا..

– عملتلك قهوتك اللي بتحبها

تسلم ايدك يامليكة وشكرا إنك فاكرة قهوتي

– نظرت بصمت ولم تتحدث

نظر صهيب له بصمت

– ماشي ياحازم اشرب قهوتك، انا رايح انام عندي شغل بدري، وفكر إنك متتفصلش عنا ياض وتعالى معايا هنعمل شغل نااا. ار ياولا نا. ر وهخليك تفتح قلوب مش قلب

قهقه عليه حازم

يخر. بيتك ياخي دايما بتفصلني عن واقعي، في دي عندك حق، أنا هفتح مول قلوب ياحبيبي مش قلـ.، ب… ضحك عليه صهيب

– اهو دا اللي أقصده بالضبط، سيبك من الواد جواد دا دمه بارد ويوم مابيروح الشركة بيكون يوم أسود على العاملين والشركة بأكملها… بتحس فيها زلزال

❈-❈-❈

امسـ.، كه حازم من لياقته

لا ياحبيبي انت كدا بتغلط في عداد عمر. ك الإ جواد… دا الحب ياض

أنزل صهيب يديه- والله انتوا عالم ظالمة، دايما بتيجوا على الضعيف

تقف تتابعه بعيونها… اشتاقت لضحكاته الغائبة عنها منذ زمن، ابتسمت عندما وجدته يضحك ويمزح مع صهيب، رغم أنها ترى حزن عيونه منذ أن رجع ولكن كيف لها سؤاله

حمحت بهدوء وجلست

-فين جاسر هو خرج ولا إيه

ضيق صهيب عيناه ونظر في جيوبه وبدأ يبحث في جيوب حازم بطريقة مزاحية

– والله مالقيته ياحبيبتي ممكن يكون تحت التربيزة

اسرعت اتجاهه وبدأت تضربه… وقف خلف حازم وهو يضحك بصوته كله

– انا معايا حارسي الشخصي ثم دفع حازم اتجاهها وأسرع إلى الداخل وهو مازال يضحك ويهمهم قال بتسالني على جاسر، روحي دوري عليه ياختي يمكن تلاقيه طفش منك

ضربت قدمها بالأرض كالأطفال

– ماشي ياصهيب، أنا تتريق عليا

سمعت ضحكات خلفها نظرت له

– هو كدا الواد دا طول عمره مجنون.. شوفي كأنه مش شايل للدنيا هم

اتجهت بنظرها إليها وتحدثت اخيرا متسائلة

– وياترى إيه همك ياحازم، وليه حزن عيو. نك دا، وليه لحد دلوقتي ماتجوزتش حبيبتك اللي تركت الكل عشانها

شعر بصـ. ـدمة هو. ت على قلبه من كلماتها، وأحس بارتفاع ضغط دمه وأحتقن وجهه

بحزن لأول مرة تراه به، ثم أطرق رأسه للا سفل ولا يستطيع مواجهة حديثها

❈-❈-❈

وحدث حاله- لماذا تضعه الحياة في هذا الاختبار الصعب الآن ولكن انقذه دخول جاسر اليهما مهموما حزينا

اتجه حازم بنظره اليه عندما رأى عيناه تغشاها الدموع… أسرع اليه وتحدث

– فيه ايه ياجاسر مالك، وهي الدموع دي

ابتلع ريقه الجاف قائلا بلهجة حزينة موجعة

“جواد وغزل ”

ضيق عيناه ونظر اليه مستشفا حالته

– اوعى تقولي ان غزل اتكلمت مع جواد في حاجة

– جلس واضعا راسه بين يديه

– للأسف قالت كل حاجة، وهو خرج في حالة ربنا أعلم بيها، أنا خايف عليه من الصدمة، ومش بس كدا، كلامه لها… تحت ضغط على اعصابه

– الوجع كله عندها ياجاسر مش عند جواد، جواد ممكن يتصدم ويرتب حياته بعيد عنها، بس هي اللي هتفضل تعاني، وخصوصا وهي شايفاها قدام عيونها طول الوقت

تنهد بحز. ن وتحدث قائلا:

– اصعب حاجة الشعور بالعجز ياحازم لما يكون في حد عزيز عليك وفي وجع وانت عاجز إنك تساعده

ربت حازم على كتفه

-متخافش على غزل هتنسى أو ممكن تتناسى، بس مع الوقت الوجع هيهدى.. اردف بها ثم وقف

– انا هروح أنام تصبحوا على خير

رمقته مليكة بنظراتها علها تستشف معنى حديثه ولكنه كان ثابت ولا يظهر على وجه أي شيئا

تحرك مغادرا إلى منزله.. تابعته بعيناها إلى أن أختفى.. اتجهت بانظارها إلى جاسر الذي كان ينظر لها بصمت ويفكر في شيئا ما

– حازم ماله ياجاسر، من ساعة ماجه وهو قافل على نفسه

– عنده مشاكل بينه وبين والدته بس مقاليش عليها، المهم عايز منك خدمة

ضيـ. ـقت عيناها واردفت متسائلة

-” غزل ” مش كدا!

أماء برأسه-مش عايزاها تغيب عن عينك، أنا معرفش هي ناوية على إيه هدوئها بعد رد جواد مش عاجبني خايف منه

ملست على شعره بحنان ونظرت له مبتسمة

متخافش عليها وهاخدها معايا لو روحت الشغل وأحاول أخرجها.. هي نتيجتها الاسبوع اللي جاي

لثم وجنتيها ورفع ذقنها

مر. اتي الحلوة اللي طفشت مني في أول يوم كتب كتابنا..

لكمته في صـ. ـدره- بس بقى ياجاسر والله بتكسف.. جذبها بقوة إليه

– روح جاسر وقلبـ. ـه وحياته كلها.. جاسر بيمو. ت فيكي ياملاكه

لمسـ.، ت وجهه بحب وابتسمت ابتسامتها التي يعشقها-

– على فكرة ملاكك بتمو. ت فيك

ظل ينظر لها للحظات وأخيرا نطق بصوتا ممزوجا بمشاعره التي جاهد في إخفائها لسنوات حتى أمتلكها أخيرا

جاسر من غير مليكة يمو. ت… مليكة حياته لو بعد عنها بس او هي بعدت عنه حياته تنتـ.، هي

وضعت رأسها في حضـ. ـنه-

ربنا يخليكي ليا ياحبيبي وميحرمنيش منك أنا كمان بحبك قوي ياجاسر

أخرجها من أحضـ. ـانه وضم وجهها بين يديه

ثم التقـ.، ت شفـ. ـتيها في قبلة شغوفة حتى يثبت لها كم يعشقها ظل يقبـ. ـلها للحظات ولم يفصل قبلتـ. ـهما إلا آحتياجهما للهواء

وضع جبينه فوق جبينها

مش كنا عاملنا فرحنا ياحبي، ايه الداعي اننا نأجل انا كدا أصبر إزاي

لازم تصبر ياخويا إنت وهي، مش ملاحظ إنك في الجنينة والكل بيتفرج عليكوا

هبت مليكة واقفة عندما استمعت لصوت جواد، وتوردت خدودها بحمرة الخجل

أنا هروح أشوف صهيب ثم أسرعت من أمامهما

ضحك جاسر عليها

– استني يابت هو انا شاقتك انتي مراتي واللي مضايق مننا يعمل ولحظة قطع حديثه عندما توجه جواد إليه بنظرات نار. ية

جلس جواد على المقعد ووضع أقدامه فوق المنضدة وهو ينظر بهدوء مخـ.، يف لجاسر الذي تصنم في وقفته بعدما غادرت مليكة

-اشجيني ياصاحبي لكل آذان صاغية

عايز أعرف ايه الهبل اللي قالته غزل دا فوق

❈-❈-❈

جلس جاسر ونظر له

– معرفش هي قالت لك ايه اصلا، انا كل اللي قالتهولي انها معجبة بشخص

مد شفتيه للامام

– قولتلي معجبة بواحد اخو صاحبتها

– ايوة انت عندك شك ولا ايه

– لا الصراحة معنديش شك ياجاسر فيك لاني بعتبرك صاحبي وأقرب الناس ليا من الاخر مرايتي ياجاسر.. على العموم روح نام عندنا شغل مهم بكرة

في صباح يوم آخر لاح في الأفق يعلن عن شروق شمس جديدة، بعد ليل دام لساعات فيه من نام هنيئ البال، ومنهم من ينتظر النهار حتى يرتاح من ظلام الليل الدامس مثل بطلنا الذي بات طوال الليل ولم يغلق له جفنا وكلماتها تتردد في آذانه وقلبه الذي يعاتبه.. سحب نفسا ثقيلا وأخرجه بهدوء على عكس حالته ثم هبط السلالم متجها لعمله… قابلته والدته

– جواد إنت هتمشي قبل ماتفطر ياحبيبي

قبـ. ـل رأسها وقام بإلقاء تحية الصباح

– صباح الورد ياست الكل، مليش نفس ممكن أخد أي حاجة في المكتب

-ممكن اشرب قهوة لو مش هتعبك ياماما لو سمحتي

– قهوة على الريق ياحبيبي طيب كل أي حاجة

– صدقيني ماليش نفس ياماما… كفاية القهوة ياست الكل… هستنى القهوة في الجنينة… خرج ووقف ونظر إلى غرفتها وجدها مازالت مظلمة

جلس يتصفح هاتفه، بعد دقائق أتت والدته بالقهوة… وجلست بجواره

– بقولك ياجواد انا عايزة اعزم ندى النهاردة حبيبي ايه رأيك

-أعملي اللي تعمليه ياماما.. قاطع حديثهما عندما تحدثت

-“صباح الخير “.. استمع لصوتها ولكنه لم ينظر لها

نظرت لها نجاة واردفت مبتسمة

– معقول غزل صاحية النهاردة بدري، لا كدا بقول فيه حاجه هتحصل

ارتدى نظارته وجمع أشيائه

– انا ماشي ياماما محتاجة حاجة

– مشربتش قهوتك ياحبيبي

– هشربها في المكتب،، امسـ.، كت غزل يد. يه ونظرت له عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم ياآبيه

– أنا متأخر لازم امشي… أردف بها وهو ينظر في جميع الاتجاهات

وقفت نجاة شوفها ياحبيبي دا دي غزل نسيت ولا إيه وهو لما تخلص قهوتك اللي مشربتهاش وانا هروح أصحي صهيب

جلس وهو يزفر بضيق

– قولي بسرعة عايزة ايه

رفعت يد. يها وجذبت النضارة من على عينيه وابتسمت

– عايزة اقولك الكلام اللي قولته امبارح كله كان تمثيل

ضيق عيناه ونظر متسائلا بهدوء ينذر بعاصفة داخل عيناه

– نعم بتقولي ايه

تمسكت بثابتها وهي تجيب عليه ونظرت الى داخل عينيه

– عملت عليك تمثلية اتفقت انا وابيه صهيب نهزر معاك ونعمل مقلب حتى إسأله اهو

– ماهو مش معقول هحب واحد أكبر مني، لا وكمان مربيني وخاطب وبيحب خطيبته

– انا يوم ماافكر هفكر في واحد بيني وبينه مثلا تلات اربع سنين زي سيف مثلا كدا

هوت كلماتها عليه كسـ.، كين بارد أراد ذ. بحه بطريقة مؤ. لمه لرو. حه

تهد. جت انفاسه ثمأقترب حيث جلوسها حتى أصبحت انفاسه تضرب وجهها

واردف بصوته الأجش نسيتي قولتي إيه

قالها ناظرا لعيناها، ثم أزاح بعض الشعيرات التي تتساقط على وجهها بشكل عشوائي، ثم أقترب أكثر واكثر وهمس في أذنها:

– انا نسيت أصلا انتِ قولتي ايه هو حد بيسمع للعيال برضو

شعرت بانسـ. حاب الهواء من حولها بالكامل من قربه الذي افقدها توازنها، ولكن داخلها شعور لذيذ من همسه تمنت أن ترتمي في احضانه وترمي وعدها لنفسها في الأرض

دخل صهيب عليهما وهو يتثئاب

صباح الخير على البنت وابوها

توهجت عين جواد بالغضب وصوب نظرات نار. ية لصهيب

جلس صهيب ينظر له متسائلا

-مالك بتبصلي كدا ليه؟

– انت هتفضل طول عمرك تافه كدا يالا

ضحكت غزل وتحدثت مرتبكة بسبب حالتها التي مازالت عليها خاصة عندما جذبها من خصرها بقوة إليها

-أصل آبيه جواد صدق التمثيلية

ضيق صهيب عيناه متسائلا

– تمثيلية ايه انا مش فاهم حاجه.. ام، سكه جواد من تلابيبه- انا زهقت منك ياصهيب هي وصلت لكدا

نظر “لغزل”

عملتي ايه يامصيبة حياتي… فينك يالميا تاخدي البت دي تضر. بيها علقـ.، ة

رفعت حاجبها ألا يخجلها امامه فهم صهيب نظراتها

– انزل يـ. ـد جواد بهدوء

– ايه ياعم هو حر. ام الواحد يلعب معاك شوية… دفعه جواد حتى سقط على المقعد

ثم تركهم وغادر وصدره يتلظى بنير. ان العشق الذي اودى به في غيابات الجب لحظة واحدة وتمنى ان يقبـ. ـلها

عند صهيب

– عملتي ايه يامصيبة حياتي؟

– مش مهم عملت ايه، المهم انقذتني

اتى سيف وجلس بجوار غزل

– بقولك ياغزالة ماتيجي معايا النهاردة حفلة… في هذه الاثناء وصل اليهم جاسر

“صباح الخير ،”

ردوا عليه تحية الصباح

اكمل سيف حديثه- قولتي ايه ياغزولة-

– ماما عازمة ندى عندنا النهاردة فقولت فرصة جواد مش هياخد باله

صمتت لبرهة ثم نظرت له : – موافقة الحفلة إمتى؟

– بالليل هنمشي بعد المغرب ونحاول نيجي بدري عشان جواد

نظرت لجاسر- هروح معه ياجاسر ايه رأيك

– روحي ياقلبي غيري جو، بس خلي بالك منها ياسيف اوعى حد يعاكسها ياض

قاطعه صهيب

– لازم تقول لجواد ياسيف، مينفعش تروح من غير مايعرف وكمان واخد غزل

– خليهم يروحوا ياصهيب..

– مينفعش ياجاسر لازم يعرّفوا جواد…

-على فكرة ياصهيب انا كبرت مش كل حاجة استئذان

– اعملوا اللي تعملوه

قاد سيارته متجها الى عمله ولكن كلما تذكر حديثها يستعير نيرا. ن كبر. كان.. هو كان يعلم أنه مرفوض من قبلها، لكن كلماتها شقـ. ـت قلبه نصـ. ـفين… حدث حاله

– انت مش صغير ياجواد، فكر في خطيبتك اللي حبتها وابني حياتك.. اللي بتفكر فيه دا مستحيل، دا عشق ممنوع

احس بارتفاع ضغط دمه واحتقن حلقه بغصة بكاء عندما شعر أنه سيفقدها في يوم من الأيام في حياته

كاد يختنق بحبها بدأ بفتح زر قميصه عله يتنفس بهدوء… أخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ

خفف عني ياالله مايجيش صدري وازل عن روحي اوجاعها.. تساقطت دموعه رغما عنه عندما شعر بانسحاب روحه… لحظات فقط وبعدها حاول ان يسترد أنفاسه وثباته وذهب لعمله

مساء في تمام الساعة التاسعة

وصلت ندى إلى منزله، كان يقف لاستقبالها وعيونه على غرفتها التي مازالت مظلمة

اتجه لندى- نورتي ياندى..

– دا نورك ياحبيبي

جلس سويا في انتظار والدته ووالده

– وحشتني على فكرة ينفع كده ماتتصلش بيا ولا مرة النهاردة

– اعذريني ياندى ضغط شغل

وضعت يد. يها على يد. يه الذي كان يضعها على المنضدة- مالك ياحبيبي ساكت ليه وحاسة ان فيه حاجة مزعلاك

– مفيش ضغط شغل بس

– جواد هو انت معنتش بتقولي حبيبتي زي الأول ليه، انا حاسة من يوم خطوبتنا وانت متغير

قاطع حديثهما رنين هاتفه وجدها غزل، ولكنه لم يجيبها، مرة واثنان ولم يجب

نظرت له ندى بتحفز

– انت زعلان مع غزل ولا إيه مش بترد ليه

– متخافيش عشر دقايق وهتلاقيها ناطة هنا

عند غزل وسيف- برن عليه ياسيف مابيردش… هات تليفونك

– يعني تليفوني اللي هيرد عليه، دول قربوا علينا ياغزل، اتصلي بصهيب بسرعة

امسكـ.، ت هاتفه وحاولت مرة آخرى الاتصال بجواد

بعد لحظات فتح جواد هاتفه

– ايوة ياسيف

– جواد الحقنا هيموتونا، الحقني ياجواد

هب واقفا انتوا فين ياغزل

بعدها سمع صوتها وهي تنادي بصراخ على سيف

– سيف قوم عشان خاطري

امسـ. ـكها احدهما من شعرها وجذبها بقوة

شعر بانسحـ.، اب روحه تحدث قائلا

– غزل حبيبتي انتوا فين وانا في لحظة هكون عندك

– استمع لبكائها وصياحها- جواااااد وهنا انقطع الخط

اتى صهيب وجاسر وحازم وهم يمزحون مع بعضهم البعض

اتجه سريعا لسيارته اوقفه جاسر،

– في إيه بتجري كدا ليه ؟

– فين سيف وغزل؟

قام بصفـ.، عه على وجه وصرخ بصياح كأنه على وشك فقدان الوعي

– انت واحد متخلف والله لأعرفك إزاي تعمل حاجه من ورايا يامتخلف

قاطعهم رنين هاتفه

قام بالرد سريعا

– اوبس جواد الألفي ازيك والله ليك واحشة ياغالي عشان تعرف احنا بنحبك اد ايه اسمع صوت امورتك

– جود إلحق سيف، موتو سيف… عايزة اقولك قبل مايموتوني أنا بحبك اد الدنيا دي كلها، والله العظيم بحبك

جذب الرجل الهاتف وتحدث اليه

– عندك حاجة تخصنا هاتها وخد بنتك، واه البقاء لله في الحيلة الصغيرة ثم اطلق ضحكة شيطانية

نظر في كل الاتجاهات حاسس بأن اعضائه شلت بالكامل : سيف لا لا مستحيل

كان الرعب قد تسلل إليه، تهدجت أنفاسه باضطراب بينما اخذ صدره يعلو ويهبط بانفعال

نظر حازم اليه- جواد ايه اللي حصل

لم يستمع لاحد، ظل يردد سيف، غزل

وفجأة

جلس على ركبتيه وصاح بصراخ

غزززززززززززل

google-playkhamsatmostaqltradent