رواية مجهول الهوية كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونة الروايات
رواية مجهول الهوية الفصل السابع 7
جلست في الشرفه اتابع محسن وزوجته الجنيه حتي اختفيا عن نظري، بعدها تمددت على السرير لبعض الوقت، كنت مستغرق بالتفكير حتي حطت عصفوره جميله على شراعة شرفتي وراحت تشقشق بصوت جميل، ظللت استمع لها بصمت مده ليست قليله، ثم نهضت من مكاني بهدوء وانا متيقن من رحيلها لكن العصفوره ظلت ساكنه في مكانها وسمحت لي بتمرير اصابعي علي جناحها
كانت أجمل عصفوره رأيتها يوم، تحمل الوان مزركشه بغاية الروعه والجمال، حملتها بين يدي ورقدت علي السرير املس علي رأسها
رمقتني العصفور برهبه في البدايه لكنها سرعان ما سكنت
قلت غني يا عصفوره، واصلي زقزقتك!
راحت العصفوره تزقزق بصوت ولا أجمل لكنه حزين جدا
ظلت بحضني اكثر من ساعه قبل غروب الشمس حلقت نحو الشرفه، وقفت دقيقه تنظر إلى ثم طارت مبتعده
كل شيء هنا مختلف حتي العصافير التي تخاف في بلدتنا من البشر وتحلق مبتعده فور رؤيتهم، اليفه هنا وتسمح لنا بلمسها
سرعان ما حل الليل، تناولت طعامي ولم أشعر برغبه في النوم
لكن تلك الفتاه حذرتني من مغادرة المنزل ليلا قالت التحرك في الليل ليس آمن، انت لا تعرف ما ينتظرك بالخارج.
رحت اتقلب على سريري حتي الفجر، حينها وقبل ان تغمض عيني سمعت صوت تحت شرفتي في الشارع
سحبت جسدي ونظرت من الشرفه، في منتصف الشارع رأيت تلك الجنيه، زوجة محسن تحدق بالشرفه بامعان
شعرت بالقلق، غطيت جسدي العاري وعدت مره اخري للشرفه
وجدتها تبتسم لي، لوحت لها بيدي، لوحت لي ثم اختفت
شعور بعدم الراحه رافقني حتي الصبح، بعدها نمت ولم افتح عيني الا حدود العصر علي شقشقة العصفوره وصوتها الحزين
رفعت ظهري بكسل، وجدتها علي الشرفه تشدو وهي تنقر الخشب
لوحت لها قلت تعالي، حلقت العصفوره وحطت علي طرف السرير
قلت ما رأيك أن اتناول طعامي؟
واصلت العصفورة شقشقتها وهي تتابعني التهم طعامي
جلست على مقعد مخلع، أخرجت لفافة تبغ اشعلتها وانا اتملي العصفوره، مظهرها غريب
لا وجود لعصفوره يمكنها ان تشدو بهذا الجمال وتلك الطمأنينه
قبل المغرب حلقت العصفوره ناحية الشرفه، نقرت الخشب ثلاثة مرات ثم طارت مبتعده
بدأت اتعود علي روتينها اليومي، هذه العصفوره تحضر بعد العصر، ترحل قبل غروب الشمس كأنها تعرف موعدها بالضبط
حاولت أن افكر في تصور لحل لغز حضورها لكني فشلت
مضي الربع الأول من الليل، سكون وصمت، في هذه القريه لا وجود لأي نفس غيري
كل ما علي فعله ان اجلس في الشرفه واراقب الخلاء والظلمه
عندما ينتصف الليل لاحظت انني اسمع صوت عواء ذئب
تكرر ذلك مرتين وان كنت لست متأكد اول ليله لكني الان واثق مما يحدث
شعرت بضيق من جلستي الطويله في الشرفه، كنت أرغب بأي مخلوق اتحدث اليه حتي لوكان عفريت او جني
الا يوجد أي أحد يسكن هنا جواري؟
تلك الفتاه التي نزلت في محطتي اعتقد انها لم تبتعد عني، في الصبح سأبحث عنها
سمعت صوت حركه في الشارع، مثل المره السابقه اعتقدت انه كلب او قط
عندما نظرت من الشرفه وجدتها، الجنيه التي حضرت بالأمس
كان نفس شكلها ومظهرها تقريبا، افترضت انها من الجان الذين يستطيعون التشكل، كانت واقفه تنظر تجاهي بصمت
اي شخص يملك عقل يمكنه بسهوله ان يفهم عن ما يحدث ليس طبيعي وان وراء تلك الجنيه قصه
لوحت لها
لوحت لي
قلت اقتربي
مشت حتي وصلت تحت الشرفه
قلت لماذا تحضرين هنا كل مساء؟
اين زوجك محسن؟
استدارت نحو الصحراء، مسحت المكان بعينها قبل أن تنظر إلى مره اخري
من انت؟
ابتسمت الجنيه ببلاهه، كانت اكثر جمال من اول مره رآيتها
ما اسمك؟
قالت وهي تحلق في الهواء بسعاده سيبا
ماذا تفعلين هنا؟. ما الغايه من حضورك كل ليله
قالت وهي تلف حول نفسها كأنها ترقص مضي ثلاثة أيام يا ناصر
ثم اختفت
لم يرحيني كلامها، ذكرني فورآ بالديه وانه من الممكن في اي لحظه ان تحضر جينه تطالب بالزواج مني
شعرت بانزعاح وخوف، رحت ادعو ان تمضى ايامي بسلام حتي أعود لبيتي مره اخري
قضيت ليله تعيسه ولم اغمض عيني الا الصبح
عندما استيقظت وجدت العصفوره في حضني، كانت تداعب خدي بريشها وتنقر جلدي بلطف
ها كيف حالك قلت وانا اربت علي رأسها
سأنتظرك الليله في كهف الأموات لا تتأخر، خرج صوت العصفوره وهي تحلق ناحية الشرفه
احتجت دقيقه لاقنع نفسي ان العصفوره تحدثت ونطقت بكلام
قلت انت عصفوره، طيف تحدثتي؟
قالت انت شيطانه يزح
قبل أن ينتصف الليل سأنتظرك في كهف الأموات قالت وهي تحلق مبتعده
كيف اعرف كهف الأموات
قالت في جبل الضياع وطارت مبتعده
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مجهول الهوية ) اسم الرواية