Ads by Google X

رواية عروس رغما عنها الفصل السابع 7 - بقلم سوليية نصار

الصفحة الرئيسية

  رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت 


 رواية عروس رغما عنها الفصل السابع 7

 (سجين الماضي)

نهضت مرام ووجهها محمر من الاحراج والغضب ..ولكن بسرعة استعادت برودها بينما تغ*لي من الداخل ….كانت فعلا غاضبة ومجر*وحة …تشعر وكان أحدهم طعنها بسكين في قلبها …تخلص ادم من صدمته ونهض …اقتربت مرام منه بسرعة وهمست :

-اهدي يا آدم …

كانت خائفة أن يته*ور شقيقها …تعرف انها تعني لادم الكثير ولن يحتمل أن يهي*نها أحد ولكن ادم أبعدها بلطف ثم اتجه لتلك التي تنظر إلي فستانها الثمين …كان الجميع متوتر وهم يروا ادم يتجه إليها …امسكها ادم من ذراعها ثم جعلها تنهض وقال ببرود وان كان من داخله يغ*لي :

-اعتذري منها …

-اعتذر من مين يا بني ادم …انت بتقول ايه هي اللي بو*ظت فستاني مفروض هي تعتذر!

ضغط ادم علي يديها حتي شعرت أن عظامها ستنك*سر وقال مجددا:

-اعتذري لو سمحتي …

نظرت إليه مهرا بغضب ولكن لدهشتها لم يكن ينظر إليها بل كان ينظر إلي شقيقته ويتفادي النظر إليها كأنها شئ مق*يت لا يرغب برؤيته …بلعت ريقها وهي تشعر بالا*لم وكادت أن تصرخ به عندما تدخل جدها وقال :

-اعتذري يا مهرا …

-بس يا جدي …

عارضت مهرا بسخ*ط ليكرر جدها بحزم:

-قولتلك اعتذري يا مهرا …

رمشت مهرا وسقطت دمعة من عينيها لتمسحها سريعا بكفها …كانت تشعر بالقه*ر والظ*لم وهي تتطلع الي نظرات جدها الجليدية…كما أن ادم يؤ*لمها وهو يضغط علي ذراعها بتلك الطريقة ..

نظرت إلي مرام وظنت أن الفتاة ستكون منها*رة ولكن لصدمتها كان وجهها متجمد ونظراتها باردة وكأنها غير مج*روحة بسبب الذي حدث …كانت مهرا مصدومة من تلك الفتاة ولكنها فضلت أن تعتذر وينتهي الأمر …لن تكون تلك المرة الأولي التي يتض*رر فيها كبرياؤها …لقد اعتادت الأمر….فكرت بحزن وتنهدت وهي تقول:

-انا اسفة …

ترك ادم ذراعها عندما ردت مرام بإيجاز:

-مفيش مشكلة …

جلست مهرا علي مقعدها وهي تنظر للاسف …دموعها تتساقط …تشعر بالا*ختناق وتريد أن تخرج من هنا كي تصرخ …تصرخ وتبكي …

اقترب ادم من جابر وقال بهدوء :

-جه الوقت عشان تعتذر انت كمان قبل ما نتفق علي كل حاجة يا جابر ولا ايه نسيت اتفاقنا …

نظر جابر إلي عيني ادم …بدا مصر كثيرا ….ابتسم جابر بسخرية وفكر أن مهما أنكر ادم قرابتهما يظل من دمه يشبهه كثير …أكثر من أي أحد حتي ابنه ذات نفسه ….ادم يمتلك قوته وعناده …يمتلك حماسه ….ذلك الحماس الذي كان يشت*عل في عيني جابر منذ صباه يراه في ادم ….هذا الشاب سوف يكون سند حقيقي لمهرا …هو من سيعيدها الي رشدها …ادم فقط الذي قادر علي تغييرها ولا أحد غيره وبصراحة يفكر جديا بأن يجعل هذا الزواج دائم ..رغم علمه ان ادم لن يوافق ولكن سيفعل المستحيل من اجل ان تبقي حفيدته تحت حماية ادم …

هز جابر رأسه وقال:

-اكيد يا ادم لازم اعتذر أنا وعدتك …

اقترب جابر من حسناء وهو ينظر إليها دون تعبير ولكن داخله كان يحمل كر*ه عظيم لها ..كان يكر*هها بشكل لن يتخيله انسان لو بيده لمكان قت*لها الآن بدل الاعتذار منها ….من قال ان سيأتي يوم وسوف يعتذر من ابنة المرأة التي كانت تعمل لديهم …امرأة كانت تعيش من احسانهم عليها …وابنتها التي تعلمت بفضلهم وبدل ان تحفظ الجميل حامت حول ابنه حتي اوقعته في شباكها وابعدته عنها …لقد تزوجها ابنه وهو في العشرين فقط من عمره !!!هز جابر راسه ليصفي ذهنه …ثم ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه حتي وقال:

-انا بعتذرلك يا حسناء علي كل اللي عمله معاكم السنين اللي فاتت ..وبعتذرلك قدام الكل …

وضعت حسناء كفها علي فمها ونهضت قائلة:

-لا يا عمي متعتذ…

-لا ده حقك عليا …

ارتبكت حسناء واحست بالحرج بينما تدخل ادم وقال:

-يالا عشان نتفق علي كل حاجة …

……..

-سلام قولا من رب رحيم ..

قالها ادم بفز*ع عندما فتح عينيه ووجد ليلي فوق رأسه…ابتلع ريقه وهو يراها تنظر إليه ببرود …شعرها مشعث قليلا …بدت كأنها خرجت من فيلم رعب …

-ايه شوفت عفر*يت ..

قالتها ليلي بسخرية فرد ادم وهو ينهض:

– يخربيتك قط*عتي خلفي ايه اللي جابك عندي الوقت ده ما تروحي تنامي عشان كليتك بكرة …

-بكرة الجمعة يا حاج…مفيش محاضرات …

وضع كفه علي وجهه وقال:

-ايوة صحيح نسيت ازاي …طيب روحي نامي هصحيكي بكرة عشان تذاكري …يالا تصبحي علي خير …

وكاد ان ينام مجددا الا انها امسكته وقالت:

-لحظة يا ابيه عايز اقولك حاجة ضرورية …

تنهد وقال :

-والحاجة الضرورية دي مينفعش تتأجل يا لولا …

هزت راسها وقالت:

-للأسف لا يا أبيه محتاجة اتكلم معاك فورا …

تنهد وهو ينهض معتدلا وقال :

-اتفضلي يا ستي اتكلمي بس انجزي بالله عليكي عايز انام هروح الورشة بكرة بدري مش باخد اجازات زيكم يا متدلعين …

ضحكت ليلي بخفوت ليقول هو :

-يالا يا بنتي قوليلي عايزة ايه ؟!

نظرت إليه صامتة …كانت متوترة ولا تعرف ماذا تقول من الأساس وكيف تبدأ كلامها …لكن يجب أن تخبره أن تلك الفتاة المغر*ورة التي اتت اليوم لا تصلح اطلاقا كزوجة لهم …فهي تمتلك كل الصفات البش*عة التي يمكن لفتاة ان تمتلكها ….لن تنسي ليلي كيف أن تلك الفتاة اها*نت شقيقتها المسكينة ولن تسامحها من أجل هذا… …رغم تحكم مرام بمشاعرها بشكل يثير الحنق إلا أنها اليوم رأت عيني شقيقتها تلمع بالدموع …لقد احست بالإح*راج…تعرف أن تأثير ذلك الحادث ما زال موجود …ومرام تخجل أن تتكلم في هذا الأمر …لا تريد ان تشعر أنها عا*جزة …ولكن اليوم تلك الفتاة السطحية أها*نت مرام وضغطت علي الجر*ح …وهي لن تقبل أن يتزوج شقيقها الرائع من فتاة ذات لسان طويل مثلها ولن تنسي حادثة السيارة بالطبع … .. لن تسمح لادم أن يتزوج تلك الفتاة …هذا علي جث*تها …ستخبره بصراحة أنها لا تحب تلك الفتاة ولا ترحب بها كعروس في منزلهم …وبالطبع شقيقها لن يخ*سرها من اجل غريبة …هي متأكدة من هذا …

كان آدم ينظر إلي ليلي الشاردة وهو يتثاءب …كان يشعر فعليا بالإجهاد …هذا اليوم كان متعب كثيرا له وكانت اللحظة الاجمل بالنسبه اليه هي تلك اللحظة التي ارتمي فيها علي الفراش ولكن شقيقته المدللة أفس*دت تلك اللحظة …

-ما تخلصيني يا ولية عايز انام مش كفاية قط*عتي خلفي اتجوز ازاي أنا دلوقتي ها…قوليلي …

قالها ادم ممازحا إياها بخفة فردت ليلي مسرعة:

-ياريت …ياريت يا أبيه متتجوزش …

-اومال عايزاني اعنس يا بت أنتِ ده انا خللت جمبكم …ده يومين تاني هتاكلوني جمب الفراخ …اه ..

ابتسم وهو يدرك قصدها …امسكها من وجنتها وقال :

-فهمت خلاص …أنتِ غيرانة عليا صح …فاكر اني حد قدك …متقلقيش يا لولا أنتِ اللي في القلب …

ثم خفض صوته وقال:

-ده هيكون سر بيننا ان شاء الله حتي لو اتجوزت هحبك اكتر من مراتي متقلقيش …

لكنها لم تبتسم حتي وقالت:

-يا أبيه مش قصدي …أنا مش عايزاك تتجوز البنت دي بالذات …دي مش شبههنا يا أبيه وهتتعبنا بعدين شكلها بنت مش محترمة …

-ليلي ..


قالها ادم بتحذير ثم أكمل :

-دي تبقي بنت عمك …اتكلمي عنها كويس …بعدين هي صحيح عملت موقف وح*ش النهاردة وانا خليتها تعتذر من مرام قدام الكل ومرام قبلت خلاص ..

زمت ليلي شفتيها وقالت:

-شوفتها مرة راكبة عربية واحد غريب كان هيدوسني …وباين أنه كان حبيبها …

اخترع ادم كذ*بة بسرعة وقال:

-ده اكيد خطيبها القديم يا ليلي وهي سابته دلوقتي خلاص …

-بس يا أبيه …

قبلها ادم علي رأسها وقال :

-هتحبيها يا ليلي صدقيني مهرا مش زي ما أنتِ فاكرة …يالا دلوقتي روحي نامي …

تنهدت ليلي بحزن ثم ذهبت ليتسطح ادم علي فراشه ويقول:

-انا عارف اني هجيب وج*ع الدماغ لراسي!

………..

في اليوم التالي…

في شركة انس ..

كانت مرام في مكتب انس تقوم بتنظيم كل شىء حتي يأتي …نظرت إلي ساعتها وحسبت أن بعد دقيقتين بالضبط سوف يأتي ….اتجهت الي اله صناعة القهوة وقررت أن تجهز له القهوة التي يريدها …انتهت من صناعة القهوة اخيرا واتجهت لتضعها علي المكتب لكن مرة أخري ساقيها خذلتها وانسكبت القهوة علي الملفات وعلي يديها ووقعت ليتناثر الزجاج في كل مكان ….دمعت عينيها وهي تنظر إلي الذي حدث بصدمة كبيرة …لقد أتلفت الملفات الهامة …ويديها تحر*قها كثيرا …حاولت النهوض ولكن فشلت …شعرت فعلا بالعجز ودمعت عينيها …رمشت لتبعد تلك الدموع …هل هي تا*فهة لتبكي أمر بسيط هكذا …ماذا سيحدث في أسوأ الأحوال …سيطردها مديرها …ولكنها كانت تعرف أن تلك الدموع ليس بسبب الخوف من انس …ولكن بسبب الشعور بالعجز …العجز في ساقيها أصبح عائق كبير في حياتها ….تشعر أنها مختلفة عن باقي البشر …تري نظرات الشفقة في كل من يراها تسير …لدرجة أن شابة لطيفة عرضت عليها المساعدة اليوم وهي تقطع الطريق …شعور العجز يمز*قها …وشعور الشفقة الذي تراه في أعين الناس يقت*لها حرفيا …هي تواجه أسوأ شعورين بالعالم …الشفقة والعجز …كم تبغض هذا …لا تريد لأحد ابدا ان يشفق عليها …لا تريد …وضعت كفها علي قلبها وهي تغمض عينيها وتقول:

-خلاص اهدي يا مرام …اهدي وحاولي تقومي …

حاولت النهوض مرة أخري إلا أن ساقيها تخدلت وسقطت مرة اخر لتصرخ متألمة وهي تشعر بقطعة زجاج تخت*رق جلد كفها …

-حصل ايه ؟!

قالها انس بصدمة عندما دخل ووجد سكرتيرته تجلس علي الأرض وهي تصرخ بأ*لم….اقترب انس منها وقال:

-انتِ كويسة يا انسة مرام …حص…

ولكن فجأة بهت وهو يري كفها ين*زف …جلس بجوارها لتقول هي بصوت مخنوق:

-اسفة ..اسفة القهوة بتاعة حضرتك اتكبت علي الملفات و …

أغمضت عينيها وهي تركز في حديثها لتكرر أسفها مرة اخري:

-سامحني يا استاذ أنس كان لازم اخد بالي …أنا

-بس بس اهدي …مش مشكلة بس كفك بينزف و …

قالها وهو يمد كفه ليحتوي كفها ولكن هي أبعدت كفها فقال بتفهم:

-تحبي انادي حد يساعدك تقومي طيب ؟!

لحظات وانفج*رت هي في البكاء ليتراجع انس للخلف ويرفع حاجبيه ويقول:

-فيه ايه يا انسة مرام أنا قولت حاجة غلط …

لكنها لم ترد عليه واستمرت في البكاء …

ارتبك انس اكثر ثم بدأ يعتذر:

-انا آسف لو زعلتك من غير قصد مكنتش اقصد …يا انسة ابوس ايديكي بطلي تعيطي …

سحب محرمة من جيبه وقال:

-طيب خدي امسحي دموعك طيب وايدك بتنزل د*م …

لكن مرام لم تستجيب له وكأنها أخيرا انفج*رت …اخرجت كل الحز*ن والق*هر الذي في قلبها …القه*ر الذي شعرت به عندما تركها سامر قبل زفافهما …اخرجت مرارة الخيا*نة التي شعرت بها عندما اخبرها سامر انه خطب صديقتها ….واخرجت شعور الخيانة التي شعرت به عندما ارتبط اخاها بفتاة من العائلة التي د*مرت حياتهم منذ سنوات …ان كان ادم نسي فهي لن تنسي الذ*ل الذي تعرضت له والدتها …لن تنساه ابدا …

-يا انسة كفاية …خلاص كفاية قوليلي أنا عملت ايه غلط لده كله …

قالها انس بانفعال وهو يشعر بو*جع غريب بسبب بكاؤها لترد هي من بين شهقاتها:

-مش محتاجة مساعدة حد أنا هقوم لوحدي ….أنا مش محتاجة حد …

-طيب اهدي …اهدي أنا آسف ….

قالها ونهض منتظرا اياها لتحاول هي النهوض بكل قوتها ووقفت فعلا ولكنها كادت ان تسقط مرة ثانية الا ان انس امسكها من ذراعيها وثبتها جيدا وهو يقول :

-حاسبي ….

اتسعت عيني مرام بصدمة وهي تدرك الوضع المؤسف الذي هي فيه …كيف يتجرأ ويلمسها بتلك الطريقة …كادت ان تبتعد عنه وتصرخ الا ان الباب انفتح فجأة ووقفت امرأة جميلة وهي تنظر الي الوضع بصدمة خلفها واحدة من اكثر الموظفات التي لا تطي*قها مرام بالشركة …

تماما المرأة الجميلة وقالت:

-انس انت بتعمل ايه ؟!!!!

……

في المساء

في المطبخ …

كانت مرام تقف في المطبخ …شعرها الطويل مربوط …ووجهها الجميل بلا أي مشاعر فقط حاجبيها معقدوين في علامة تدل علي الضيق …تشعر بالضيق والغضب من نفسها …كيف سمحت لنفسها أن تنه*ار بهذا الشكل أمام أي أحد وبالأخص مديرها …لقد كانت دوما مسيطرة علي مشاعرها بشكل يثير حنق الجميع منها …هي حتي لم تبكي بتلك الطريقة عندما تركها سامر ولكنها انه*ارت أمام مديرها بتلك الطريقة الغب*ية .. رائع سيظنها الان مجرد طفلة غب*ية …تنهدت مرام وهي تغلق عينيها لتستعيد تركيزها فيما تفعله…يديها المضمدة بسبب القهوة الساخنة وجر*حها تعيقها عن عمل كعكة الشوكولاتة التي تحبها …كما أن ما حدث اليوم يجعلها تشعر بالغضب الشديد بكاؤها ثم …اغمضت عينيها وهي تتذكر كيف امسكها المدير من يدها…هي التي لم تسمح لأي احد ان يلمسها حتي خطيبها وقت خطبتهم …كيف يمسكها بتلك الطريقة …ارادت ان تصرخ في وشه وان تو*بخه ولكن دخول تلك المرأة منعها من هذا بدل من ذلك ابتعدت عنه بصعوبة وخرجت وسط نظرات المرأة الغاضبة والموظفة المتسلية ..يا الله ماذا ستقول عنها الآن …لابد ان الوضع برمته سوف يكون سئ جدا ….

انتهت مرام أخيرا من صناعة الكعكة وادخلتها الفرن ثم انتظرت حتي تنضج وغرقت في افكارها مرة اخري ….لقد ضغطت علي نفسها كثيرا ما حدث معها لم يكن سهلا ابدا وكان انفج*ارها غير متوقع …لقد سقط قناعها الجليدي الذي طالما تمسكت به بسبب شئ تا*فه وبكت…بكت حتي افرغت كل شئ…تمكنت فقط ان هذا الانف*جار يحدث في غرفتها ..لا بأس حتي ان تراها ليلي ولكن ليس مديرها …ليس شخصا غريبا مثله بالطبع سيعتقد انها مج*نونة …هزت مرام راسها وهي تعود لتجد أن الكعكة قد شارفت علي النضوج …رن جرس الفرن أخيرا فأخرجتها ثم احضرت صوص الشوكولاتة التي احضرته وغرقت الكعكة به ….عندما تشعر بأي احباط او غضب تتناول تلك الكعكة …هي تحب الشوكولاتة كثيرا….تشعرها دوما بالسعادة في قمة حزنها ….قطعت الكعكة في طبق ووضعت شوكة ثم اتجهت لصالة المنزل وهي تحمل الطبق…جلست علي الاريكة وبدأت في الاكل ..كانت تأكل بشراهة وبغضب …تأكل ولا تتنفس تجمدت مكانها عندما سمعت صوت ادم يقول:

-مالك يا مرام ..انتِ بتتحولي بالليل ولا ايه …ايه طريقة الاكل ده …

ابتلعت الطعام بصعوبة وهي تنظر الي وجه احبها المصدومة حقا من فعلها …اكتسي الحمار وجهها وهي تفكر ان اليوم اكتمل معها بجميع الكوا*رث ..لكنها تسلحت بقناعها الجليدي وقالت:

-كنت جعانة ايه ممنوع اكل …ولا ممنوع …

ابتسم ادم وقال:

-طبعا لا يا مرام لو عايزة دراعي كمان كليه معنديش مانع ..

-نفسي اضحك يا ادم بس هكون بنافق لان دمك مش خفيف بالمرة …

-اه الدبش الجميل اللي طالع من بوقك ده سببه حاجة قوليلي أنا زعلت اميرتي في ايه …

قالها وهو يضع كفه علي شعرها ويحركه لتغتاظ هي وتقول:

-مفيش حاجة يا ادم ..ده بس تأثير الجوع …

تنهد ادم وجلس بجوارها وقال:

-انتِ زعلانة عشان هتجوز مهرا …مش قادرة تسامحيني صح . .

تركت هي الطبق وقالت وهي تنظر إليه :

-بصراحة كده ايوة يا ادم …أنا حاسة أنك خن*تنا …متبصليش كده…ليلي يعتبر معاشتش اللي انا وانت وماما شوفناه …ازاي يا ادم تحط ايدك في ايد اللي ذ*ل امنا … ازاي مش انا وانت اتعاهدنا أننا لو هنم*وت من الجوع منروحش للراجل ده تقوم تتجوز حفيدته …حقيقي انت زعلتني ..

ثم كادت ان تنهض الا انه امسك كفها وقال:

-مش هقدر اقولك تفاصيل اكتر بس فيه سبب مهم اج*برني اتجوز مهرا …متسألنيش في تفاصيل ابوس ايديكي لكن والله فيه سبب مهم مقدرش اقوله !

……

بعد اسبوع …

في الورشة الخاصة به …

كان يعمل …يرتدي تيشرت رمادي ملطخ بالجبس …شعره يغطي جبهته وصوت ام كلثوم العذب يصدح من الراديو الصغير الذي بجواره ..

اللي شفته، اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا

عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّا

اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا

عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّا، عليّا

اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا

عمري ضايع، ضايع يحسبوه إزاي عليّا

إنت عمري، إنت عمري اللي إبتدى بنورك صباحه

اللي إبتدى بنورك صباحه

إنت، إنت، إنت عمري

ولجت مهرا الي الورشة وهي تنظر حولها بإعجاب …كانت فاغرة الفاه وهي تتطلع الي الاشكال الرائعة المصنوعة من الجبس…انه فنان حقيقي …فكرت بإعجاب …لا تعرف لماذا اتت اليوم هنا فأول ما استيقظت ارتدت فستان صيفي يليق بها واسدلت شعرها وطلبت من جدها أن تذهب لادم وللدهشة وافق وامر السائق ان يأخذها هناك …ويعيدها معه ..

وقعت عينيها العسلية علي ادم وشعرت مجددا بتلك النبضات السريعة بقلبها …تلك النبضات غير المرغوب بها والتي جعلتها تعترف ان جاذبية ذلك الرجل لا تقاوم وانها كانت مخطئة كثيرا عندما ظنت انه قبي*ح …لم تتخيل ابدا انه بتلك الوسامة ….هزت راسها لتصفي ذهنها ثم صرفت نظرها عنه لتجد العديد من الكتب المكدسة علي مكتب مهترئ اتسعت عينيها وهي تدرك انها كتب خاصة بتعلم اللغات وكتب عن الادب العربي والطب والعديد من التخصصات التي سمعت بها والتي لم تسمع بها وتساءلت ما شأن شخص جا*هل مثله بتلك الكتب ؟!!

فجأة رفع ادم عينيه وتجمد وهو يراها امامه …عقد حاجبيه بضيق وهو ينظر الي فستانها القصير قليلا وبسرعة نظر بعيدا وقال:

-انتِ جاية هنا ليه ؟!

ابتلعت ريقها وقالت:

-كنت حابة اقولك حاجة …

ظهر علي وجهه العصبية وقال:

-كان ممكن تقولي الحاجة دي لجدك يقولهالي …مكانش فيه أي داعي تيجي بنفسك هنا يا هانم …

احمر وجهها من الغضب …حسنا قد يكون وسيما لكنه قليل الذوق بشكل لا يصدق …تنهدت وقالت بقوة :

-اللي هقوله دلوقتي مينفعش اقوله لجدي !.

ابتسم ساخرا وقال:

-فعلا …طيب اتكلمي…

من شروطي عشان نتمم الجواز دي …منها انك متلمسنيش ابدا …متفكرش تحط ايديك عليا ابدا …

قالتها مهرا وهي ترفع راسها وتخفي داخل صدرها قلب ينتفض بقوة …كان آدم ينظر إلي الفراغ …عينيه ترفض اساسا أن تنظر إليها وقال ببرود:

-متقلقيش في الحالة دي أنا متفق جدا علي كلامك …من الأساس جوازنا مؤقت وانا معنديش اي نية اني المسك ولا حابب كده اصلا …

كلامه أشعرها بالإها*نة …احمرت عينيها العسلية من الغضب وصرخت غاضبة:

-تقصد ايه انك مش حابب …ليه شايفني وحشة مثلا أنا قرد بالنسبالك؟!ها رد …

نظر إليها بغتة …كانت المرة الأولى التي تحاصر عينيه الزرقاء عينيها العسلية …تراجعت مهرا قليلا وازدادت نبضات قلبها ليقول هو بسخرية :

-بالنسبالي شايف القرد احلي بكتير ..

-تقص…د تقصد ايه …

قالتها مرتبكة من شدة الغضب فرد ببساطة:

-غريبة ان واحدة متعملة زيك مبتفهمش اصلا الكلام الواضح …ده انتِ معدل الذكاء عندك بالسالب …

-انت قليل الذوق ومش …

-اياكي تغلطي …

قالها بشرا*سة لتشعر بالرعب منه فيكمل هو :

-يالا يا شاطرة روحي لجدك امشي ومتجيش هنا تاني …

كانت تغ*لي من الغضب بسببه …ارادت حقا ان تضر*به ليتعلم كيف يتحدث معها ولكنها اثرت السلامة واخبرت نفسها انها يحب أن تغادر وما كادت ان تغادر حتي اوقفها وقال:

-بالمناسبة اياكِ اشوفك بفستان قصير بالشكل ده تاني …انتِ دلوقتي خطيبتي ولحد ما نخلص اللعبة دي تلبسي اكتر حاجة محتشمة عندك …زي الفستان اللي جيتي بيه أول مرة كان لطيف …

اتسعت عينيها ولم تستطع اخفاء سعادتها …لقد رأي الفستان !

………….

بعد اسبوع ….

نظرت ليلي بتوتر إلي ذلك الشاب الذي أصبحت تراه دوما….منذ اكثر من اسبوع وهي تراه يقف أمام جامعتها …تراها وهي تدخل الجامعة وهي تخرج منها أيضا …كأنه يراقبها …وتذكرت ان هذا الشاب نفسه الذي اوقفها من قبل والذي كاد ان يدهسها بسيارته ….والذي من المفترض انه كان خطيب مهرا …خطيب مهرا …

فكرت ليلي وهي تربط الاحداث ببعضها ايمكن انه يطاردها من أجل مهرا …هل يريد الانتق*ام منها لان مهرا تركته …

هزت ليلي راسها وقالت وهي تؤنب نفسها .:

-ما تبطلي خيالك الواسع ده يا ليلي ايه جو الأفلام الهندي ده …مهرا اللي سابته انتِ مال اهلك ؟!

ثم ولجت لجامعتها وقررت الا تتصرف الا إذا حاول ان يعترض طريقها…

ابتسم مروان وهو يراها …جمالها منعش للغاية يدخل البهجة الي قلبه المتأل*م…تلك الفتاة ستكون تجربة مختلفة بالنسبة إليه …لقد راقبها من بعيد وهام بتفاصيلها …شعرها الثائر وعينيها السوداء التي تتألقان بذكاء …ابتسامتها العذبة …كل تلك التفاصيل احبها …من بين من عرفهم من النساء كانت هي الاجمل علي الاطلاق …ليس في الشكل بالطبع ولكن لديها شئ لم يجده في أي امرأة من قبل …فكر مروان ان اسبوع كافي جدا للمراقبة الصامتة سوف يكلمها اليوم ويطلب منها أن يخرج معها …لن يتردد او يخاف …هي فتاة صغيره ولن تأكله بالتأكيد …فكر بتسلية …

….

في قاعة المحاضرات ..

كانت تجلس ليلي بجوار ميار التي تضع يديها علي خدها وتقول:

-ده أنا بنيت احلام يا ليلي …قولت أكيد اخوكي هيتجوزني ..مش فاكرة يوم ما قالي انتِ غالية عليا يا ميار …

نظرت إليها ليلي وقالت:

-ايوة فاكرة بس فيه جملة انتِ نسيتيها ..هو قال انتِ غالية عليا زي اختي ها زي اختي …ابوس ايديكي تفتكري كلامه كويس عشان اخويا نفسه مش عشمك بحاجة ..

-انا قولت أكيد مكسوف …يعني هي بنت عمك دي احلي مني ولا احلي مني …اخوكي ده اعمي…

ضر*بتها ليلي علي كتفها وقالت:

-ما تتلمي يا ولية انتِ ما تشتميش ابيه عشان مزعلكيش ..متنسيش انه اخويا …

نظرت إليها ميار بغضب طفولي وقالت:

-خلاص اخوكي المز طار يا ليلي …الاقي واحد حلو زيه ازاي …

-مش هتلاقي اخويا مفيش منه …ده كل بنات الشارع عندنا هتتجنن عليه وهو ولا معبرهم …

-بس أنا حاسة انه كان بيحبني …

قالتها ميار لتهز ليلي راسها وتقول :

-يا ميار يا حبيبتي اطلعي من اوهامك دي…ابيه ذات نفسه قالي أنك صغيرة عليه وهو بيعتبرك اخته…ركزي في حياتك وشوفي حد غيره الراجل خلاص ارتبط…

-وانا هلاقي حد بالجمال مع فين بس ياربي …الواد كان قطعة نادرة …اثرية كده تتباع في متحف .

ضحكت ليلي وقالت:

-يخربيت عقلك …خلاص يا ستي دوري علي قطعة اثرية تانية وباذن الله هتلاقي …

……

بعد ساعات طويلة وقف فيها مروان خارج الجامعة يتناول الشطائر التي اعدتها له العاملة في المنزل …كان يشعر بملل شديد …يتساءل من ستخرج تلك من كليتها كي يتحدث معه …يجب أن يتحدث معها اليوم …لن يصبر اكثر من هذا …فجأة خفق قلبه وهو يراها تخرج من شابة اخري مثلها وتضحك معها برقة …

هندم مروان نفسه وترك الشطائر في سيارته واتجه نحوها وهو يمسك شيئا في يده :

-يا انسة يا انسة …

قالها مروان برقة لتتجمد ليلي برعب وهي تنظر إليه فيقول هو :

-ممكن تقبلي دي مني …

قالها وهو يمد لها الازهار ثم اكمل:

-انا بصراحة معجب بيكي وعايز ارتبط بيكي …

لم يكن يقول هذا حتي صرخت ليلي بأعلي صوتها وهي تقول:

-متحر*ش الحقونا !!!!

…….

-انشغلتي عني الايام دي يا حياة؟!

قالها مروان وهو يمسك خصلة من شعر حياة …ابتعدت حياة عنه وهي تبتسم ابتسامة باهتة وتقول:

-معلش يا مروان مش فاضية …

ابتسم مروان بشر واقترب منها وقال:

-احمد قدر ياخدك مننا …ايه اخيرا وقعتيه …

لم تسيطر هي علي السعادة التي ظهرت ولا علي قلبها الذي بدأ يخفق بسرعة وقالت:

-احنا مجرد أصحاب …

ضحك مروان بسخرية وقال:

-عليا يا بيبي برضه …احمد عمره ما هيكون صاحبك لانك بتحبيه …حبك ليه مفضوح من اول ما كنا في الكلية وده سبب ك*رهك لمهرا وانتِ بنفسك اعترفتيلي …

تنهدت حياة وقالت:

-انا بحبه بس هو لسه بس عندي امل ان يحبني …بقا يعاملني بلطف وانا حاسة …حاسة …

ضحك مروان فجأة وقال :

-صحيح انك مس*كينة يا حياة …بجد افتكرت انك بتفكري بس طلعتي مغفلة جدا كمان …احمد مين ده اللي هيحبك يا ماما فوقي شوية …هو شايفك واحدة سهلة وقال يتسلي بيكي شوية لكن هو طول عمره بيحب مهرا …الحب الاول مش بيتنسي بسهولة يا حياة …

بلعت حياة ريقها وقالت بإنفعال:

-بس مهرا مبتحبهوش …هي قالتها كده في وشه …ومهرا مش موجودة دلوقتي في حياته …انا اللي موجودة وهو هيحبني و ..

-افهمي يا غب*ية احمد مش بيحبك …احمد بيقر*ف منك …قالها بعينيه اكتر من كلامه ….

شملها مروان بنظراته وقال:

-يعني يا بيبي محدش فينا ميعرفش مغامراتك الكتيرة وعلاقاتك اللي بالهبل. .

انسابت الدموع من عينيها وقالت بصوت مختنق:

-وانا قررت اغير من نفسي وابعد عن كل القر*ف ده واولهم أنت …

مط مروان شفتيه وقال:

-ابعدي عني هو انا ماسك فيكي يعني …أنتِ بالنسبالي ولا حاجة…بالنسبالي وبالنسبة لاحمد أنتِ ولا حاجة ….مجرد واحدة رخي*صة بتعرض.نفسها …

اقترب مروان وعينيه تلمع بشر وقال :

-انتِ بضاعة مستهلكة يا حياة محدش هيرضي بيكي خصوصا احمد اللي بيمو*ت في مهرا واللي لو دلوقتي شاورتله هيرميكي من غير ما يتردد …وحتي لو مدخلتش مهرا حياته عارفة مصير احمد ..هيتجوز من واحدة شريفة …واحدة معرفتش غيره مش واحدة كانت مقضياها سنين …واحدة فلتانة ملهاش أهل يربوها .

عضت شفتيها وهي تكتم شهقاتها …لن تكون المرة الأولي التي تُه*ان فيها بسبب ماضيها ولن تكون الأخيرة …لكن كلام مروان كان به شيئا من الصحة …احمد فعلا يش*مئز منها ….حتي لو تكلم معها بلطف مرة لن ينسي ما فعلته …لن ينسي ابدا انها ليست بريئة ولن ينسي اخلاقها الس*يئة….هو لن ينظر إليها ابدا …

نظرت للأسف ودموعها تنساب بغزارة ..ان الحب مؤل*م للغاية …الحب هو من اضعفها بتلك الطريقة كنت انها بأمان ولكن عندما دخل احمد حياتها احبته …احبته لدرجة ان قلبها اصبح يؤ*لمها بسبب هذا الحب ….واحبت الأ*لم الذي شعرت به …فالاحاسيس التي تشعر بها مع احمد لا تقارن بأحاسيسها مع أي شخص آخر ….

ابتسم مروان وهو يراها هكذا …لقد كان محبط …حزين علي والده من جهة ومن جهة اخري تلك الفتاة ليلي التي جمعت عليه امة لا اله الا الله أمام الجامعة واتهمته بالتحر*ش …كان حقا غاضب ولم يجد أي احد ينفس به غضبه ووجد حياة بالنادي فكان لها هي النصيب الاكبر ….

قال بعد فترة:

-بس أنا مقدر اللي انتِ فيه …اهلك ما*توا من زمان فمفيش حد هيربيكي …

نهضت وهي تضر*ب الطاولة وقد اصابها بالانه*يار وقالت وشفتيها ترتعش ودموعها تتساقط :

-ايوة أنا اهلي ما*توا من زمان بس علي الأقل كانوا بيحبوني …عمرهم ما فضلوا شغلهم عليا رغم مشاغلهم الكتير …الدور والباقي عليك اللي حتي ابوك مش بيحبك !

ثم ذهبت من امامه تاركه اياه ينز*ف من الداخل !

……

لقد تزوجها!

فكر سامر وهو يدخن سيجارته بشقة الزوجية الخاصة به …الشقة التي اختارتها مرام علي ذوقها …شقة هادئة وراقية مثلها …كل قطعة من تلك الشقة لها ذكريات خاصة في قلبه لأنها هي من لمستها …لقد كانت مصممة أن تختار كل شىء علي ذوقها وقد انبهر هو بذوقها الراقي وظل أياما يحلم بتلك اللحظة …اللحظة التي سيحتضنها في منزلهما سويا …لقد تخيل حياتهما بأكملها وظل يحلم ويعد الايام لزفافهما ولكن ذلك الحادث د*مر كل شىء وعندما عرف بأمر إعاقتها ارتعب كثيرا …ليكن صريحا هو فكر بأن*انية وراي أن حياتهما سويا شوف تن*هار لو تزوجها ..سيأخذ امرأة ليعينها في كل شىء …ثم إن برودها معه في خطبتهما جعله ينفر منها أكثر ووجد نفسه يبتعد عنها رغم انه لن يعشق غيرها …حتي كارما …كارما مجرد بديل لمرام ولكن كارما لن تحتل أي مكان في قلبه ….هي ستكون زوجته ولكن حياتهما ستكون بلا حب …ولكن لديه آمل أن ينسي مرام عندما ينشغل بحياته وينجب اطفال …سينساها بالتأكيد …ذلك الحل الوحيد …فهو يعرف ان مرام ابدا لن تعود إليه بعد ما فعله…بعد ما تخلي عنها …اغمض سامر عينيه وهو يستحضر صورة مرام في مخيلته …لم تكن هناك اجمل منها في كل العالم …كانت الاجمل دوما لقد وقع في غرامها منذ أول لحظة واسرع يتقدم لها …لم يطلب منها ارتباط لانه عرف انها سترفض بل دق الباب وانتظر الموافقة بفارغ الصبر وكانت اجمل لحظات حياته عندما وافقت …فرح كثيرا …شعر ان هذا العالم الواسع لا يكفي سعادته …اقسم انه سيحافظ عليها ولكنه اخلف قسمه وتركها في اول مشكلة تقابلها ..تركها وتخلي عنها والان يكتوي بنا*ر البعد…يقسم ان برودها اهون عليه من ابتعادها عنه …ولكن الآن فان الاوان…الآن خ*سرها للأبد …تنهد بإحباط وهو يطفئ سيجارته ويفتح عينيه ويفكر انه يجب ان يدخل لكارما …لا يصح ان يتركها في يوم كهذا بمفردها…لا يصح اصلا ان يفكر بامرأة وهو متزوج من اخري …ذلك ليس عدلا ..

ارتعش جسده عندما شعر بكارما تحيط بجسده من الخلف وهي تضع رأسها علي ظهره وتقول:

-ايه خايف مني ولا ايه انا استنيتك كتير يا حبيبي …

اغمضت عينيها وهي تريح خدها علي ظهره وتقول وهي غارقة بأحلامها ..:

-مش هتصدق استنيتك قد ايه يا سامر … استنيتك كتير تشوفني وتحبني …استنيتك تبصلي ولا بصة واحدة بس …كنت دايما بدعي ربنا تكون من نصيبي …استنيت أي اشارة منك عشان أقرب …مش هتصدق قلبي بيدق ازاي لما بشوفك …بحس انه هيخرج من مكانه …بحس بسعادة غريبة وكأن وجودك.بالنسبالي هو الحياة …انت الحياة يا سامر …وانا عمري ما حبيت قدك…وحتي انت مش هتلاقي حد يحبك زيي…مش هتلاقي حد يقدرك زيي …أنا هعمل المستحيل عشان تبقي سعيد …هعمل اللي انت عايزه …أنا من النهاردة ملك ليك وبس …عايزك تحبني زي ما بحبك يا سامر … عايزاك تبصلي بنظرة حب وصدقني ده كفاية بالنسبالي …كفاية اني احس بحبك …

زم شفتيه وشعر بالتوتر وتأنيب الضمير …تلك الفتاة تحبه كثيرا …

استدار سامر وتطلع إليها …الي شعرها القصير قليلا والذي يختلف عن شعر مرام الطويل ..أه مرام …فكر بح*سرة وهو يطردها بعن*ف من افكاره …مرام تحتله اكثر يوما بعد يوما …

حاول التركيز علي الفتاة التي امامه ثم دفن كفه في شعرها وسحبها إليه ليقبلها برقة …وضعت كارما كفها علي صدره الخافق وبادلته قبلته …ليبتعد عنها بعد دقائق ويقول بصوت أجش:

-مرام ..أنا بحبك!!!

google-playkhamsatmostaqltradent