رواية تمرد عاشق كاملة بقلم زهرة الربيع عبر مدونة دليل الروايات
رواية تمرد عاشق الفصل الخامس 5
في أعماقنا رعد وبرق وعواصف وأمطار، لا تُشير اليها الأرصاد الجوية ….أبداً..
كلمات مروة عصمت
في صباح يوم جديد نثرت الشمس أشعتها الذهبية لتفرش الأرض بنورها متوسطة السماء لتعلن بداية حياة جديدة وفرص جديدة ..
كانت الجميلة نائمة بهدوء بعد ليلة أرهقتها ف تفكير لاينتهي جعلها لاتنعم بنوم هانئ
تسلل شعاع الشمس مداعبا وجه الجميلة فقامت بوضع يدها على عينيها لإبعاد شعاع الشمس عنها لتكمل نومها ولكن صوت العصافير أزعجها فاستسلمت للنهار وقامت تهمهم بكلمات هامسة
“قومي بدل مايجي جاسر ويشدك من شعرك زي كل يوم”
وقفت واتجهت إلى المرحاض.. وبعد دقائق انتهت من أداء فرضها
استمعت لطرقات خفيفة علي باب الغرفة فأذنت للطارق بالدخول .. فدخل جاسر يحدثها دون النظر إليها
– جهزي نفسك عشان هنرجع كلنا النهاردة..
نظرت للأرض بخجل و أسرعت تمسك يد أخيها محاولة الإعتذار منه عما بدر منها أمام جواد وأنها وضعته في وضع حرج معه
-أنا آسفة ياجاسر مكنش قصدي أحرجك مع جواد بس كنت عايزة. عاااايزة
استدار لها جاسر وتنهد زافرا ثم رفع ذقنها ومسد على شعرها بحنان
-ولا يهمك حبيبتي.. المهم إنتِ عاملة ايه
-ايه رأيك نسافر بكرة نهرب أنا وانتي من ورا الكل
-وضعت رأسها في حضنه وتنهدت بحزن : متخافش علي أختك كويسة وجامدة، وإن شاءلله هقوي نفسي
ثم رفعت رأسها وأكملت حديثها
-عارفة إنك بتقول كدا عشان محضرش خطوبته مش كدا
-ثم أولته ظهرها
أيوة ياجاسر إنت عندك حق أنا حبيته بس غصب عني.. والله غصب عني، بس هعمل زي ماقولتلي هحاول ماعرفوش وهعمل زي ماقولتله امبارح هو هيضايق شوية، بس أحسن ماجرحه..
ضمها جاسر بين ذراعيه مربتا علي كتفها قائلا :
بكرة هتروحي الجامعة وتشوفي أحسن منه مليون مرة.. هو إنت قليلة يابت يازوزو ولا إيه
ضحكت باستخفاف :
هنشوف الموضوع دا بعدين
هو إحنا هنسافر امتى وندى هنا ولا مشيت
مط شفتيه للأمام
-لسة البوص مقلش هنمشي إمتى.. ندى هنا وخرجت مع جواد من نص ساعة كدا
-غزل انسي ياقلبي وخليكي دايما فاكرة إن جواد بالنسبالك زيي.. يعني مستحيل يفكر فيكي، وكمان حتى لو فكر هيكون صعب
الفرق بينكم كبير
كتمت غزل وجعها داخل صدرها ونظرت لأخيها بابتسامة
-أنا وعدت نفسي امبارح إني أتخطاه.. وبوعدك كمان وهعمل زي ماقولت يمكن ربنا شايلي الأحسن
ترددت غزل في سؤالها عنه ولكن قلبها لم يطاوعها
-جرحه عامل ايه ياجاسر قلقانة عليه قوي
– كويس ياحبيبتي.، متخافيش عليه
قبل جبهتها :
– ربنا يرزقك راحة البال ياحبيبتي
❈-❈-❈
في فيلا ناجي
تجلس بثينة تحتسي قهوتها وتنظر في ساعة يدها تنتظر أحدهم
وبعد دقائق دخل شاب في أوائل العشرينات مع الحارس الشخصي لها
-دا هيثم ياهانم واحد من شيلة سيف الألفي وبيكروه قد عنيه… ودا أضمنهولك بعمري
أشارت له بيدها للإنصراف ، ثم نظرت لهيثم بتقييم وتحدثت قائلة:
تعرف ايه عن سيف الألفي ، عايزة كل معلومة عنه الصغيرة قبل الكبيرة!!
-شوفي أنا وهو مش قريبين من بعض قوي ، بس صاحبي أنتيمه وقريبين من بعض جداً ممكن أعرفلك بسهولة تفاصيل حياته كلها
-شاطر ياهيثم ، ثم نظرت في ملف بيديها إنت في كلية هندسة.. واو يعني سيف هندسة برضو
-أيوة في سنة رابعة والأول على دفعته دايما ، بس واد بارد وحاطط مناخيره في السما وله أخ ظابط بيقول يا أرض اتهدي ماعليكي قدي
– اممممم إنت شوفت الضابط دا
نظر لها هيثم وأردف بخبث :
– أومال إيه كل يومين عندنا في الجامعة… ولو عاوزة أعرفك مواعيده معنديش مشكلة
شملته بنظرة متهكمة :
– لا ياحبيبي ملكش دعوة إنت بالموضوع دا ، أنا عايزة منك تقرب من سيف على قد ماتقدر … تعمله حتى عجين الفلاحة عشان يحبك
حك ذقنه ثم ضيق عيناه وأردف متسائلاً :
والمقابل ايه؟
-تعجبني ياهيثم ، أنا مش هلف وأدور معاك ، أنا عايزة منك خدمة وقت ماتخلصها هديلك ربع أرنب ايه رأيك
-أعرف نوع الخدمة الأول وبعد كدا نتكلم في السعر
-إنت مصدق نفسك إنك في كلية هندسة
ضحك هيثم قائلاً :
– بيقولوا كدا
ماشي ياهيثم هقولك بس مش دلوقتي لازم تقربلي منه وبعد كدا تاخد الأوردر مني ، ودلوقتي اتفضل
❈-❈-❈
في محافظة الفيوم
يجلس في شرفته في الصباح الباكر بعد تأديته لصلاة الفجر ينفث دخان سيجاره بغضب كلما تذكر حديثها.. تغلي دمائه حتي أوشكت رأسه علي الإنفجار
نظر إلى شرفتها وجدها مغلقة ومازالت مظلمة… كاد يختنق ولا يعلم سبب اختناقه
أخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ.. وبدأ يحدث حاله
-أنا ينضحك عليا من عيلة ماشي ياغزل، والله لأطلع دلعي عليك كله سواد علي دماغك .. عشان تعرفي تخبي عليا كويس.. تذكر
** فلاش باك
كان ينتظر أمام مدرستها وهي في الصف الثالث الإبتدائي
خرجت غزل تنظر للمشرفة المسؤولة عن حافلة التوصيل الخاص بمدرستها وهي تنتظرها أمام الحافلة
-غزل حبيبتي أخوكي مستنيكي جاي ياخدك النهاردة…
-
-نظرت حولها وجدته متجها إليها عندما رأها خرجت
فتح ذراعيه إليها.. فأسرعت إليه ترتمي بأحضانه :
أبيه جود إنت جيت امتى؟
قبلها على خدها بقوة محتضا إياها وأردف مبتسما
-وحشتيني يازوزو … عاملة ايه
بدأت تلعب في شعره… وإنت كمان وحشتني قوي ينفع كدا غبت كتير عن غزل
حملها وأخذها على سيارته
– آسف حبيبة جود كان عندي شغل كتير.. تعالي نستنى مليكة لما تخرج أنا كلمتها قالت عندها لسون كمان وهتنزل.. إيه رأيك نخرج أنا وإنتي ومليكة ونروح الملاهي النهاردة
-لا أنا وإنت بس مليكة خليها تروح مع صهيب وجاسر هي بتخرج معهم على طول بس أنا أروح معاك لوحدى
ابتسم جواد علي تملك تلك الصغيرة :
حبيبتي هي كدا هتزعل عشان أنا أخوها برضو ولازم نخرج احنا التلاتة مع بعض… احكيلي عملتي ايه في المدرسة الفترة اللي فاتت
– مطت شفتيها للأمام :
– بس متزعلش مني
ضيق عيناه مستفهما
– عملتي ايه يازوزو؟
وضعت يديها على وجهها :
ضربت ولد في الكلاس عشان بيقولي إنتِ حلوة ياغزل ، وكان عايز يبوسني.. مش إنت قولت اللي يضايقك اضربيه
جحظت عيناه وحاول أن يهدأ من روعه نظر لها بهدوئه المعتاد المتزن :
-وبعدين الميس عملت ايه
-زعقلتي وقالتلي يعني هو بيشتمك عشان تضربيه
تنهد بضيق الميس دي اسمها ايه؟
– ميس سوسن بتاعة الماث
الواد دا عملك حاجة تانية؟
هزت رأسها بلا وهي مازالت تضع يديها على وجهها
-نزلي ايدك.. لم تسمع كلامه
قولت نزلي إيدك
أردف بها بصوت مرتفع وأكمل مسترسلاً حديثه
– إنتِ معملتيش حاجة غلط، وأي حاجة تحصل معاكي بعد كدا تيجي تحكهالي، وإياكي ياغزل تخبي عليا حاجة
-حاضر مش هخبي عليك حاجة تاني
حاول أن يتنفس بهدوء ولا يظهر عصبيته وتحدث قائلاً
-اوعديني يازوزو وإنتي عارفة اللي بيوعد حد لازم يكون قد وعده
-وعد ياجود عمري ما أخبي عليك حاجة
عودة للحاضر
حاول تنظيم انفاسه المضطربة من فرط عصبيته منها “واهو خليتي بوعدك ياغزل”
اعمل فيكي ايه بس… ازاي مااخدتش بالي انها في سن خطر،كان المفروض اقرب منها
زفر بضيق ثم وضع يديه على شعره وارجعه لاخلف كاد ان يقتلعه من شدة غضبه
سمع طرقات على باب غرفته توجه الى الباب وفتح
-“ندى” انتِ صحيتي
-انا منمتش اصلا فقولت اشوفك نخرج نتمشى شوية ايه رأيك، ثم نظرت اليه بتفحص
انت منمتش ياجواد ولا ايه؟ وكنت فين رجعت متأخر ودخلت اوضتك على طول نادلتك وماردتش
-كنت في مشوار اسف ” ندى” كان عندي مشوار ضروى مع جاسر ورجعت متاخر فمحبتش اقلقك
وضعت يديها على ذراعه
ولا يهمك حبيبي، انت لسة تعبان ولا ايه
هز راسه- بلا انا كويس
تذكر دموعها عندما وجدت دماء على جرحه.. وجريها خلفه حتى تطمئن عليه
نظر لندى بتخبط ولا يعلم ماذا يحدث له
جواد روحت فين بقولك
ياله نتمشى شكل البلد هنا هادي وحلو
أماء برأسه بنعم.. انزلي وهغير هدومي واحصلك
-انا لاحظت انك بهدومك من انبارح معرفش مالك فيه حاجة مخبيها عليا
-مفيش ياندى، انزلي بس وانا هنزل وراكي على طول
بعد ساعتين
في فيلا الحسيني
خرج جاسر من غرفة اخته حزينا مهموما لا يعلم ماذا يفعل، يشعر لاول مرة بعحزه… يعرف إنها تعاني ولكن ليس بيده شيئا
توجه لحبيته كي تخفف عنه آلامه وعجزه
وجدها تجلس مع سيف في حديقة الفيلا
-صباح الورد ياقلبي
نظرت بخجل للأ سفل وتوردت خدودها
-صباح الخير، فين غزل لسة نايمة
ازاح سيف من جانبها وجلس بجوارها وتحدث
غزل بتكوي هدومها قال ايه معندهاش لبس مكوي
-أنا هقوم اروحلها… البت دي بقت بتوحشني هروحلها قبل ماجواد يجي هذا مااردف به سيف عندما توجه اليها…
بعد ذهاب سيف زفر جاسر بضيق وتنهد بحزن.. نظرت مليكة إليه
-مالك ياجاسر بقالك يومين مش عاجبني
-“غزل”! ضيقت عيناها مستفهمة عن حديثه
– غزل بتحب جواد يامليكة
– عادي ياحبيبي ماهي لازم تحبه، ايه الغريب في كدا… انت ناسي هو اللي مربيها
استدار للجهة الأخرى وحاول أن يستشق الهواء عندما شعر بضيق تنفسه وخاصة بعد كلام مليكة
أدارت مليكة وجه اليها ونظرت بعمق داخل حدقتيه
-انت مخبي عليا ايه ياجاسر، وكمان صهيب شكله مش عجبني وكل مايتكلم يقولي حاولي ماتسبيش غزل لوحدها… مالكم في ايه؟
عصر عيناه وشعر بألم الكون حوله
غزل بتحب جواد كحبيب يامليكة مش أخ وبتتألم لوحدها وانا عاجز ومش قادر أعمل حاجة
وضعت يديها على فمها من هول الصدمة
-انت أكيد بتهزر، دا جواد بيقولها بنتي، وهي بتقوله آبيه وكانت بتناديله بابا وهي صغيرة ازاي وصلت لكدا… وازاي مااخدناش بالنا من كدا
-أرجع شعره للخلف بضيق كاد ان يقتلعه
انا السبب، انا اللي كان المفروض احط قيود بينهم، هو مش في باله وهي حياتها وحلمها فيه
-انت متأكد من كدا ياجاسر يمكن عادي وانت مكبر الموضوع
-حبيبتي انت مشفتيش حالتها من ساعة ماعرفت خطوبته ولا لما شافت ندى، اديكي شوفتي انهيارها ازاي، مش عشان تعرضها للرصاص زي ماقلتلك ولا عشان مامتها عشان حست انه خلاص معدش ملكها
مايمكن غيرة ابوية ياجاسر… اهدى وماتتعبش قلبي عليها ياحبيبي لو سمحت
دمعة غادرة شقت جفنيه وتساقطت
اديكي قولتي قلبك بيوجعك عليها، انا هموت عليها وخاصة لما تعرف ان جواد هيتجوز بعد شهر ثم اكمل حديثه
انا لازم اخدها ونمشي بعيد يامليكة لحد ماكل حاجة تتم
-انت بتقول ايه ياجاسر مستحيل، دا جواد يقلب الدنيا… ثم نظرت اليه وأكملت
استنى ممكن نلاقي حل، وممكن يكون غزل مش في دماغها وانت فاهم غلط
❈-❈-❈
وقف بغضب وتحدث
انتِ بتقولي ايه هو انا أهبل ولا عبيط عشان مفهمش مشاعر أختى وبعدين هي اعترفتلي يامليكة،، روحي شوفي مذكراتها وانتِ تتأكدي
قاطع حديثهما دخول جواد، ندى وشريف
صباح الخير هذا مااردف به شريف
وقف جاسر وحياه… صباح النور حمد الله على السلامة.، كل سنه وأنت طيب
– وانت طيب ياجاسر ثم اتجه بنظره لمليكة، كل سنه وانتي طيبه استاذة مليكة
وانت طيب يابشمهندس
اتجه جواد لجاسر – لازم تتحرك دلوقتي ياجاسر عشان تلحق توصل في ميعادك
هتحرك بس اعرّف غزل عشان أخدها معايا
-هتاخدها على فين أنت رايح الادارة، وباباك رايح الساحل.. سبها وهاجبها معايا
قاطع حديثهما اصوات ضجة بحديقة منزل ماجد
نظر جواد، وجد سيف يجري خلفها حتى يأخذ هاتفه.. وقفت فوق المنضدة ورفعت يديها بالهاتف وهي تضحك فكانت جذابة لكل من يراها، ترتدي ملابس
منزلية(ترنج) باللون الفيروزي يبرز مفاتنها باستفاضة وشعرها الناعم الطويل يسقط على ظهرها ليكمل صورتها الملائكية الرائعة … مما جعل شريف ينظر لها بانبهار
– مين الغزال دا ياجماعة.. لو جنب البحر كنت قولت دي حورية البحر ولا ايه!!
صوب جواد نظرات نارية له، ثم اتجه لها
“غزل ” صاح بها جواد بصوتا مرتفع.. مما أدى الى إرتباكها وسقطت من فوق المنضدة الموضوعة في حديقة المنزل
أسرع جاسر وجواد الذي شعر بالصدمة
-حبيبتي حصلك حاجة.. أمسكت ساقها وتألمت
-رجلي بتوجعني اوي ياجاسر.. شكلها اتكسرت اردفت بها ببكاء
جلس سيف بجوارها-أنا آسف ياغزل مكنش قصدي والله
نظرت إليه وعبراتها تتساقط رغما عنها
إنت مالكش ذنب الذنب ذنبي أنا.. لم تتوجه إليه بالنظر ووضعت رأسها في حضن أخوها
جلست بجوارها نجاة التي اتت على صوتها عندما صرخت ومسدت على شعرها
-ينفع كدا ياغزل، انتِ لسة صغيرة ياحبيبتي لكدا.. انتِ كبرتي خلاص، ثم امسكت رجليها لكي ترى أين موضع الالم
-كان يقف بصمت وينظر إلى شريف الذي لم يبعد نظره عنها ، اتجه بنظره اليها غاضبا من تصرفاتها الطفوليه ورغم أن الرعب تسلل لقلبه ولكنه لم يبدي على وجه ملامح التأثر
لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فصوب نظره لجاسر وتحدث بغضب
– أنا مش قولتلك ممنوعة تخرج من باب اوضتها!!
صدم الجميع من حديثه… وقفت نجاة وتحدثت بهدوء عندما نظرت لندى التي تقف بجواره ولكنها متحفزة
-اهدى ياجواد هي عملت ايه عشان تحبسها ياحبيبي، وبعدين اي حد معرض انه يوقع
نظر لوالدته بحنق:- ممكن ياماما ماتدخليش بيني وبينها، وجه نظره لجاسر
شيلها ياأستاذ وطلعها اوضتها لما نشوف آخرة دلع الانسة هي مفكرة نفسها طفلة لسة بتنطط مش عايزة تكبر ابدا
كانت نظراته تتناقض كليا مع كلماته، ودّ لو يضمها ويطمئن نفسه عليها، ولكن كلاماتها بالأمس مازالت تنخر في عظامه، لا يعلم لماذا يشعر بألما في صدره… كلما تذكر كلمات شريف ودا لو يكسر دماغها لخروجها بهذا اللبس
❈-❈-❈
استشاط داخلها من كلاماته.. ثم نظرت إليه-انا مش طفلة ياآبيه بس تقول ايه فيه ناس هنا جبارة، صوتها بيكون زي البركان لما يتفجر..
أسبلت اهدابها متحاشية النظر اليه كي لا تتقابل بنظراته معه بعد كلاماتها له.. ثم
حاولت الوقوف ولكن ساقيها تؤلمها الى حد كبير… تألمت مما أدى الى توجه شريف ووقوفه بجانب جاسر هي دي اختك ياجاسر ولا ايه…نظر له جاسر وأماء برأسه
– شيل اختك ياحضرة الضابط ودخلها جوا
هذا مااردف به بقوة جعلتها تنظر له بحزن
وضعت رأسها في حضن أخيها عندما شعرت ان دمائها تغلي من شدة الغضب اتجاه، لا تعلم لماذا يعاملها بهذه المعاملة
ابتلع غضبه منها ورسم ابتسامة سمجة امامهم… والله البت دي هبلة.. رغم انه اردف بها مازحا الا ان قلبه يكتـ. ـوي ولا يعلم مالذي حدث له عندما وجد نظرات شريف تلاحقه
اتجهت ندى اليه- عادي ياجواد دي عيلة
اتجه بنظره لندى.. روحي انتِ وشريف مع ماما ياندى لما نشوف الدكتور هيقول ايه على الهبلة دي… دا ايه الخطوبة اللي شكلها منقوق عليها دي
ضيقت عيناها مستفهمة
ومال الخطوبة ياحبيبي
نظر اليها ثم نظر لنفسه… يعني هنعمل الخطوبة وأنا بدراع واحد كدا.. طيب مين هيلبسك الدبلة.. عايزة الناس تقول ايه العريس ابو إيد واحدة دا
ضحكت نجاة على مداعبة ولدها
لا طبعا ياحبيبي دا انت زينة الشباب كلها
قبل راسها…
– تسلميلي ياست الكل.. وبعدين ربنا يستر ورجل غزل متكونش اتأزت انا هروح اشوفها واشوف الدكتور جه ولا لا
أتى صهيب في هذه الاثناء ووجه لايُبشر بالخير.. نظر اليه جواد بتحفز ثم رفع ذقنه
نظر لوالدته ثم لندى وشريف –
حمدالله على السلامة ياشريف، منورة الفيوم ياندى.. معرفتش ارحب بيكي انبارح
-ميرسي ياصهيب منورة بيكم أكيد
-ماما خدي ندى وادخلي جهزي نفسكوا عشان نرجع القاهرة النهاردة ان شاء الله
بس نطمن على غزل الاول
-مالها غزل… هذا مااردف بها صهيب
-وقعت من الترابيزة ورجلها شكلها فيها كسر
اتجه صهيب سريعا إليها
-لازم اروح أطمن عليها…
نظرت ندى لجواد واردفت:
– هو صهيب بيحب غزل جملة تسائلت بها بجبين مقطب
صدم من حديث ندى… ارتفع جانب وجهه وابتسامة متهكمة واجابها
دا بتقوله ياآبيه ياندى.. شكلك عايزة تنامي بقول روحي ريحي احسن
-فعلا انا منمتش خالص… ايه رأيك ياشريف نمشي دلوقتي ولا نستنى نمشي معهم
– اتجه شريف بنظره لجواد وأردف متسائلا
– هي غزل دي اللي بتقول عليها ندى.. انك مربيها انا كنت مفكرها صغيرة
– صمت لثواني يحاول تمالك اعصابه.. ضغط على يديه بقوة وهو يسب غزل في سره… نظر إليه
– بتسال ليه ياشريف؟
– ابدا ياجواد انا بس استغربت انها كبيرة دي آنسة هي في الجامعة
رد عليه بزفرة خافته… لا دي لسة رايحة الجامعة ثم نظر داخل مقلتيه
دي طب ان شاء الله اردف بها بمغزى
لوهلة صدمت ندى من رووده الغاضبة والمستفزة.. ورغم ذلك تحدثت بهدوء
هنفضل نتكلم على غزل ولا ايه.. اتجه حسين لهما
عاملين ايه ياولاد.. ثم نظر لجواد
– انت عرفت مين اللي عمل معاك كدا
– لا.. اردف بها بغموض
يارب ماتكون مخبي عليا حاجة ياجواد.. يادوب نتحرك عندي ميعاد مهم الساعة خمسة ووالدتك هتعدي على حالم
– هاخد مامتك وغزل ومليكة
ضيق عيناه متسائلا
عمو ماجد مشي ولا ايه هيمشي بعد شوية، بيقولي عنده مشوار قبل مايسافر الساحل، بس قالي جاسر وغزل هيسافروا معانا
نظر لوالده واردف:
– جاسر عنده شغل هيرجع بعد يومين،
زفر بضيق من أعمال ماجد الغير مسؤلة
ربت على كتف ولده:
ماجد عارف انك هتاخد بالك منهم كويس
– كبرت يابابا ولازم يقرب من بنته، مش معقول دايما راميها كدا
تنهد حسين يعلم ان ابنه محقا… خلاص ياجواد انا هاخدها عندنا لحد ماجاسر يرجع دي مش أول مرة
جواد عنده حق ياعمو.. دلوقتي غزل كبرت ولازم يخلي مسؤليته منها.. مش كدا ياجود
توجه بنظرات غاضبة لندى، لاحظ شريف فقاطعهم
– احنا لازم نتحرك يانودي عندك حلقة بعد كام ساعة حبيبتي
نظرت لجواد
– هتيجي معانا ولا ايه ياجواد
– لا انا هستنى شوية هسافر بعد تلات ساعات كدا، حازم كلمني وجاي في الطريق.. لازم استناه، روحي انتِ مع شريف ولما اوصل هكلمك
ارجعت شعرها للخلف اوكيه.. اتجهت بانظارها لحسين.. متشكرة جدا ياعمو
– على ايه يابنتي… انتي هتكوني مرات جواد.. ضيق جواد عيناه متسائلا
– فيه ايه!!
– باباك هو اللي بعتلي عربية جابتني من القاهرة لما كلمته واصريت اني اجيلك
– بابا طول عمره بيعمل اللي يفرحنا
ثم نظر له يتشكره بنظراته
ملس حسين على ظهره-
– اي حاجة تسعدكوا اكيد مش هتأخر
– طيب ياجود انا همشي حاولت اجل بس منفعش
– انا قولت ايه ياندى بلاش جود دي
تنهدت بضيق ثم نظرت له
– تمام ياجواد
تحرك معها الى سيارة اخيها مودعا
وقفت امامه بعد ترك شريف لهم مساحة خاصة
– عايزة اقولك حاجه بس متزعلش مني
– ضيق عيناه مستفهما
– حاول تحط مسافة بينك وبين غزل، البنت كبيرة ياجواد وانت مش اخوها
واللي يشوفكوا مايقولش غير حبيبين… وانا مستحيل اوافق حد ينظر لك النظرة دي
زفر بضيق ثم اتجه بنظره لندى
ندى مايهمنيش اللي يتكلم، انا اهم حاجه عندي راحة غزل.. وانا قولتلك دي انا واخدها وهي عندها شهر، لحد ماشفتيها عروسة كدا، مرتبطين ببعض جدا، ميغركيش شوية القسوة اللي بعملهم عليها، ثم اقترب منها… لو هوقف حياتي كلها عشان اسعدها مش هتأخر، غزل بنتي ياندى وعلى مااعتقد حكتلك دا كله في بداية علاقتنا، وعرفتك مكانتها عندي
فبلاش كلام لا هيقدم ولا ياخر.. هتفضل عندي كدا حتى بعد ماتتجوز اخوها اللي تقدر تستند عليه
– جواد ابوها واخوها موجودين ليه دا كله
– لان ابوها لسة بس من تلات سنين واخدها عنده يعني مايعرفش عنها حاجة
تنهدت باستسلام وظهر اليأس على ملامحها لعلمها عدم القدرة على اقتناعه
في تركيا
جلست حسناء في غرفتها بعدما فشلت في إقناع حازم عن السفر لمصر تتذكر ماضيها
فلاش باك
رجعت حسناء من الولايات المتحدة بعدما انهت دراستها بكلية الطب بمنحة للمتفوقين
كانت تجلس مع أخت لها وهي حنان
حسناء: عاملة ايه ياحنون… مبروك ياقلبي اخيرا بابا وافق بماجد
تساقطت دموع حنان:
بس رافض سفره وبيقولي كل واحد يروح لحاله، وماجد جايله فرصة عمل حلوة برة اوي عشان يأمن مستقبلنا
ازالت حسناء دموعها
ولا يهمك أنا هتكلم مع بابا، انتِ تايهة عن بابا ماانتِ عارفة انه بيحب الماديات، حلو انه وافق الاول
دخلت والدتهما الست أمينة
– ايه يابنات مش هتروحوا الفرح ولا ايه
ضيقت حسناء عيناها وتسائلت
هو فيه فرح في العيلة ولا ايه ياماما؟
فركت حنان يديها ونظرت لوالدتها بأسى، فاختها لا تعلم بخطبة حبيبها
امينة: متعرفيش ان حسين الالفي فرحه النهاردة على نجاة بنت خالته
صدمة سقطت على قلبها جعلتها غير قادرة-على التنفس حتى ادى الى تساقط فنجان قهوتها
اتجهت بانظارها لحنان وعينيها تغشاها الدموع:
– حسين فرحه النهاردة ياحنان!!
ربتت حنان على يديها بحزن
وقفت والدتها امامها:
– انت لسة بتفكري في حسين ياحسناء
اخرجها من ذكرياتها ميرنا
– ماما حازم سافر ليه وسابني
مسدت على شعرها بحنان… سبيه شوية حبيبتي وهيرجع، انا عارفة انه مش هيقدر يعيش لوحده هناك
– هو إحنا مش هنسافر ولا ايه ياماما
– بعدين ياميرنا، بابا يرجع من السفر ونشوف بعدها ايه
❈-❈-❈
في محافظة الفيوم
اتجه جواد للطبيب الذي خرج
-هي مالها يادكتور.. محتاجة اشاعات ولا حاجه
-مش محتاجة جواد باشا، هي بس هتورم شوية مكان الوقعة… انا كتبتلها على علاج
شكره جواد ثم اتجه اخيرا اليها.. دخل وجد شهيناز تتحدث في الهاتف وتواليه بظهرها
-خلاص ياسامح هصورهالك زي كل يوم وابعتلك الصورة، معرفش عاجبك فيها ايه
جلس جواد بالمقعد خلفها حتى تنهي اتصالها
زفرت بضيق بعد انتهاء الاتصال
معرفش الكل عايز ينول رضا ست غزل على ايه معرفش
-يمكن عشان برائتها، ولا جمال روحها
ولا نقول على طيبتها الذايدة اللي كل مرة بتخليني ارحمك..
-“جواد “انت فاهم غلط، هو بس بيحبها وعايز و
قاطع حديثها:
مين دا قوليلي كدا
حك ذقنه ثم اتجه اليها بنظرات نارية
تذكر ليلة آمس عندما نادته
– جواد فيه موضوع عايزاك فيه
موضوع ايه
” غزل” وقف تفرك يديها.. بص من الاخر كدا أنا ملاحظ إن غزل معجبة بحد، والحد دا قريب منها.. دايما بشوفها سرحانة وعلى طول بتكلم نهى صاحبتها عنها
هل شعر احدكم يوما عن نار القلب
آلان فقط أشعر بنار، ابدا ليس بنار ولكن هي أصفادا لنيران تلتهم أضلعي بالكامل
شعر أن الارض تميد به، شعور مميت يجعلك تختنق،، حاول أن يستمد قوته ويخرج صوته.. نظر لها بهدوء
– وبعدين؟
نظرت بشك اليه وبعدين ايه.. مش عايز تعرف مين دا
أقترب إليها بهدوء مميت…وتحدث قائلا
عارفة أنا دلوقتي ممكن أعمل فيكي ايه، لو بس عرفت إنك اتكلمتي مع نفسك حتى على الموضوع دا
قاطعهم جاسر
نظر بشك لشهيناز التي تحول وجهها للون الأصفر:- فيه ايه ياجواد
– مفيش بس فيه ناموسة زنانة وعايزة تنضرب… أردف بها وهو ينظر لها
فاق من شروده عندما بدأت تهمهم بكلمات
-شهيناز متخليش صبري ينفد صدقيني لو حطيتك في دماغي هخليكي تكرهي عيشتك وعايزة أقولك اللي حايشني عنك غزل تصدقي دي… مش عمو ماجد ابدا
لا غززززل هي اللي حايشاني عنك بتقولي عشان بتحبك تخيلي الهبلة بتحب مين
فرصك بتقل معايا ياشاهي ودا مش في صالحك اردف بها وهو صاعدا لغرفة غزل
تضع رأسها في أحضان والدها، نظر لجاسر، صهيب، مليكة، سيف مالكم قاعدين كدا ليه ياله كل واحد يشوف عنده ايه
ملوكة روحي عشان تجهزي حالك، وأنت ياجاسر.. اخطار من الادارة لازم تسافر حالا
أنا هجيب غزل معايا
استمعت اليه… ضمت والدها بشدة وكأنها تستمد قوتها منه، وكيف لها تستمد قوتها من غيره..
سبها ياعمو ترتاح شوية ابعت حد يجبلها العلاج عشان ترتاح قبل مانسافر
آماء ماجد اليه، أخرجها من احضانه
حبيبتي انا لازم أسافر بعد شوية
نامي دلوقتي حبيبتي ولما تاخدي الدوا هتخفي والالم هيمشي
نظرت بقهر لوالدها ثم اردفت -حاضر يابابا
قام والدها بإحكام غطاء خفيف عليها
ثم نظر لجواد
– تعالى ننزل تحت عايزك في موضوع
أماء برأسه، خرج ماجد وظل هو واقفا لبعض الدقائق مما جعلها تصرخ عندما اعتدلت بعد خروج والدها
نظرت اليه ثم حدثت حالها
الحب هو القضية الوحيدة التي يستحق للانسان الدفاع عنها بكل كيانه، لا يجتمع العقل والقلب معا ولكن هنا اجتمع هنا اجتمع الاتنين،، لازم تاخدي حقك بعقلك ولازم ماتفقديش ثقتك بقلبك ياغزل
صوبت نظرها له
-ممكن تمشي عايزة انام.. اتجه اليها بخطوات سُلحفية ونظر احلى مقلتيها نظرات نارية فيه حد يكلم ابوه كدا يابت
: حسابك تقل معايا أوي لدرجة عايز اضربك حتة علقة يابت ماكلهاش كلب جربان
ضحكت بسخرية عليه
براحة على نفسك ياعم دراكولا.. مفكر نفسك في بلد مفهاش قانون، لا ياحبيبي فوق وأعرف انت بتكلم مين، ثم وضعت إصبعها على ذقنها بطريقة تفكير
أنا مين؟
أنا غزل ماجد الحسيني اللي خلى جواد الألفي يربيني تربية سوقية
ثم اقتربت برأسها منه عندما جلس على الفراش ينظر اليها بغموض وأردفت
تعرف أول مرة اعرف ان تربيتك نفعتني النهارده يأبو الجود أهو الواحد يعرف ياخد حقه من بعض العالم الظلمة
قام بجذب شعرها في سهو منها وقربها إليه:
-تصدقي صح يابت يازوزو.. فيه عالم ظالمة ناوية تخلص عليكي
-شعري ياجواد بيوجعني سيبه
-اسمي جواد بس يابت
-لا ازاي الباشا جواد، ابيه جواد، بابا جواد كدا كويس
تركها مع دفعها حتى سقطت على الوسادة خلفها وبدأت تتألم من ساقيها
سقطت عبرة من عينيها رغما عنها عندما شعرت بألم رجليها
وقف حتى لا يضعف أمامها
خدي الدوا وأنتي ترتاحي.. أتى جاسر بالعلاج ونظر لاخته التي تبكي وجواد الذي يواليها ظهره وينظر من النافذة
تنهد بقلة حيلة من حالته.. ثم إتجه لاخته واعطاها علاجها، مع بعض الكلمات الحانية بها.. ثم قبل راسها.. دخل جواد الذي انتهى من سيجاره
– حازم هيوصل على الساعة تلاتة كدا
انت سافر ومتخافش عليها، أنا هجبها معايا
قبل رأسها – ارتاحي ياقلبي عشان متتعبيش
– هو ماينفعش اسافر معاك
– هو رايح شغل مش رايح الملاهي، وبعدين هتقعدي لوحدك هناك، ماما هتروح لخالو في طريقها ومش هتنزل القاهرة غير بكرة
– حبيبتي متخافيش هرجعلك على طول، ممكن اخلي بابا يأجل سفره ويسافر معاكي
نظر جواد إليها ثم الى جاسر
اسمه ايه؟
نظرت اليه باستفهام… هو مين دا؟
الصايع اللي الابلة معجبة بيه
نظرت للبعيد ولم تجيبه
تحدث اليها صارخا بغضبا عارم
مبترديش ليه مش المفروض اسأل عن حبيب القلب
ارتجف قلبها من كلماته وارتبكت في حديثها ورغم ذلك ابتلعت آلامها ورسمت ابتسامة سمجة على ملامح وجهها وتوجهت بنظرها اليه
حبيب القلب قصدك حبيبي مش كدا
هوت كلاماتها على قلبه طعنته.. للحظات شعر بألم ينخر عظامه.. ولكنه تغاضى ذلك اعتقاد انها كذبت عليه
رمقها مضيقا عينيه بتقولي ايه ياختي حبيب القلب.. اتجه اليها وجلس أمامها مباشرة ونظر بهدوء ماقبل العاصفة
زوزو حبيبتي انتِ لسة صغيرة على الحاجات دي، بكرة تكبري وتنضجي وتلاقي اللي تحبيه بجد
-بس أنا لقيته وحبيته من غير ماحس، ذنبي ايه قولي اردفت بها وعبراتها رغما عنها تساقطت امامه.. نظرت اليه وخصته بكلامها
الحب لما بيدخل قلوبنا بيذلذل الكيان، على اد ماهو مؤلم بس لذيذ وممتع اوي
شعر بوجع يمزق روحه ،وقلبه، واه من وجع القلب.. إشدهم ألم، ورغم ذلك هدئ من روعه
مسح دموعها وصمت برهة يحاول تمالك نفسه من غضبه اتجاهها ولكن كيف وهي لاذنب لها، هي طفلته البريئة المدللة
ابتلع ريقه الجاف وحاول ان يكون لين الحديث حاليها لخطر مرحلتها كما اعتقد
رفع ذقنها ونظر داخل عيناها
– زوزو حبيبتي اكيد انتِ عارفة إنك ايه بالنسبالي، أنا خايف عليكي
اسبلت اهدابها متحاشية النظر اليه كي لا تتقابل بعينيه.. ممكن نتكلم بعدين انا حقيقي تعبانة
سبيها ياجواد دلوقتي، بعدين نتكلم ونشوف الموضوع دا
– انا منمتش ولا دقيقة ياجاسر، انت عارف طول الليل وأنا هتجنن نفسي أعرف عملت ايه ليكم عشان تستغفلوني كدا
وأنتِ بقول إنك لسة صغيرة ومتفكريش في الحاجات دي، يبقى لسة صغيرة سمعاني.. وكلامي بس اللي يتسمع حتى عمو ماجد نفسه ميقدرش يوقف قدام قرارت تخصك وأقترب منها ونزل بيديه على الفراش وحجزها بين يديه
مفيش حد له حكم عليكي غيري هنا، وبقولك قدام اخوكي وأبوكي اللي واقف ورايا دا، محدش يقدر يمشي رأيه عليكي غيري هنا سمعتي ولا لا، سمعت ياعمو ماجد،ثم اكمل حديثه
-يعني من الاخر لا سامح اللي مراتك بتزن عليه،ولا عاصم اللي حاول يقتلني،ثم توجه بنظره لغزل وانتِ لما اقول انسي يبقى تنسي
ارتجفت شفتيها ولم تستطع القدرة امامه على الصمود واتخذت قرارها
مالكش حق في حياتي سامعني أنت مالك اصلا، بابا بس اللي له حق
-نعم ياختي بابا، وبابا كان فين وانا اللي كنت بسهر واذاكر واعلم ايه رد وعرفها ياعمو كنت فين ومتقوليش كنت بأمن مستقبلهم.. عشان مفيش احسن من مستقبل التربية
زفر ماجد بألم، لانه يعلم أنه محق
-ممكن أعرف ايه اللي حصل ياجواد لعصبيتك دي كلها
تحدث وهو مازال ينظر لها
– بنتك الأمورة مصاحبة ياعمو، لا وجاية بكل بجاحة تقولي انا حزينة عشان وحشني
نظر ماجد لجاسر ليستفهم عن كلامات جواد ، ثم اتجه بنظره لغزل واردف متسائلا
-مين دا ياغزل، حد إحنا نعرفه
استدار له سريعا كالملدوغ ، ونظر بعيون مذهولة وغضب عارم وأردف:
-دا اللي قدرت تقوله، بقولك بنتك مصاحبة شاب، يكون ردك دا
سحبه ماجد للخارج-تعالى معايا عايزك في موضوع مهم، وبعد كدا نشوف موضوع غزل دا
ترك جواد يديه بقوة
-لسة زي ماانت ياعمو، عندك حاجات أهم من ولادك، بس أنا مش هسكت ثم استدار حتى يدخل لها
-يابني أهدى أنا عارف هي بتتكلم عن مين
تسمر مكانه ولم يستطع على استعياب ما قاله
توجه بالنظر إليه -من غير ماأعرف لدرجادي معنديش قيمة عندوكوا سواء أنت ولا جاسر
خرج جاسر ووقف أمام جواد،
– تعالى نتكلم بعيد عن هنا ياجواد،، تركه وغادر دون حديث بعدما تبعه بنظرة ناريه
لحقه جاسر “جواد” استنى
وقف امام منزله
نعم في ايه جاي تتكلم في ايه.. ماهو انا بقيت غريب عنكم فعلا
سحبه من يديه وجلس في الحديقة
سامعك ياحضرة الضابط بس ياريت بسرعة معنديش وقت
شعر بمدى حماقته فزفر بضيق ماذا سيقول له
غزل فيه واحدة صديقة عندها، ولها اخ كبير وو
نظر له بغضب ماتكملش عشان مضربكش ضربة تجيب أجلك دلوقتي، عايز اسم الولا دا وبس ياجاسر متحكيش قصص فارغة
هب واقفا ولا يعلم ماذا يفعل
“جاسر “اردف بها بصوتا غاضب
– مش فاكر اسم الولد، كل اللي اعرفه ان اخو صاحبتها وفي كلية وبس.. اردف بها جاسر وهو يشعر بضيق تنفس
ظل يرمقه جواد بتفحص عدة لحظات
-والله ايه هو اللي بتقوله دا، اضحك بيه على عيل صغير بيلعب في الشارع،، ثم استكمل حديثه.. تمام ياجاسر على راحتك
دلوقتى فيك تمشي ومتخافش على غزل لان مفيش حد هيخاف عليها ادي
❈-❈-❈
بعد أربع ساعات يجلس سيف بجوار السائق… أما بالخلف يجلس جواد منشغلا بهاتفه وتجلس غزل بجواره وتضع رأسها على النافذة وتنظر للطريق
بعد فترة قليلة من الوقت غابت في النوم
جذبها بهدوء لأحضانه واضعا رأسها في حضنه مملسا على شعرها بحنان… وبدأ يحدث حاله ناظرا لها
الكل عمال يلومني بعلاقتي معاكي حتى بابا وجاسر النهاردة، تفتكري هقدر أبعد عنك… تنهد بضيق ثم سحب شهيقا وزفره ببطئ وأسند رأسه على رأسها ذاهبا في سباتا عميق
في فيلا الالفي بالقاهرة
بعد وصوله بساعتين جلس في شرفة غرفته يتناول قهوته… دخلت مليكة إليه
– ماتيجي نخرج شوية ياصهيب لحد ماجواد وغزل يوصولوا
– ماليش نفس صدقيني وتعبان جدا، انتِ مش تعبانة يابت وعايزة ترتاحي
– انا مخنوقة اوي ومش عارفه أنام
نظر اليها باستفهام… مالك يامليكة ملاحظ انك طول الطريق ساكتة
تنهدت بحزن ونظرت له واردفت
– غزل صعبانة عليا قوي ياصهيب، بجد الموضوع صعب وخاصة سنها الصغير دا.. تفتكر انها هتقدر تواجه قلبها وتنسى، حتى لو حاولت تنسى، هتنسى إزاي وهو طول الوقت قدامها، ومش بس كدا أقربلها من اخوها نفسه
سحب نفسا ثقيلا وأخرجه بهدوء فهو يشعر بالاختناق لأجلها
جاسر قالك مش كدا، المشكلة مش في كدا يامليكة المشكلة إنها وهمت جواد إنها بتحب واحد وجواد مش هيرحمها بعد كدا… وقف عن الحديث لحظات مستديرا لها
– النهاردة شوفت نظرة جواد لغزل يامليكة معرفتش أفسرها، الموضوع هيصعب اكتر من الاول على الاتنين.. لا غزل هتقدر تتحمل الضغط على قلبها، ولا جواد هيتحمل يشوفها بتبدل قدامه ويسكت، واكيد فاكرة موضوع الولا بتاع الاعدادي شوفتيه عمل إيه ، جاسر نفسه مكنش مبالي وجواد هدّ الدنيا على الكل… لولا بابا كان ممكن يعمل جريمة…
صمت للحظات: – تفتكري جواد ممكن يحب غزل كحبيبة
ضحكت مليكة عليه رغم حالتها
– لا شكل الموضوع ضغط على دماغ دكتورنا ولا إيه، انت عامل ايه ياحبيبي وليه دايما نظرة الحزن اللي في عينك دي، ليه مش عايز تنسى الماضي ياصهيب وترجع زي زمان، فاكر لما كنا بنهرب من جواد ونعمل مصايب من وراه ماتيجي نشغل غزل ونعمل إحنا التلاتة كدا
قهقه عليها- ياخربيتك دا لو شم خبر ولا الفتّانة قالتله ماانتِ عارفة مبتخبيش عنه حاجة هيموتنا كلنا.. مش هو أكبر من بسنتين بس بس بحسه أبويا وأكبر مني بعشرين سنة
صهيب انت لسة بتفكر فيها
وقف واتجه بنظره للخارج- الايام بتنسي يامليكة
– مر سنين ياصهيب مش أيام، اوعى تفكر إني مش واخدة بالي وعارفة إنك بتحاول تضحك، بس الضحكة مكسورة ياحبيبي
– بقولك ياملوكة روحي اتصلي بخطيبك شوفي اخباره ايه ليكون قاعد مع واحدة كدا ولا كدا… أردف بها وخرج وهو يضحك ولكن كيف تكون السعادة!!
وسعادة القلب غائبة
في فيلا يحيى الحسيني
يجلس يحيى مع زوجته منال.. بقولك يامنال فاكرة موضوع حسين الالفي، وحسناء
ضيقت عيناها مستفهمة:
-مش فاهمة اي اللي فكرك بالموضوع دا
صوب أنظاره لها- يعني فاكرة
ضحكت بسخرية
– ازاي انساه وأنا السبب فيه ياحبيبي
ضحك بفخر
-حبيبتي انتِ يامنول.. عايزك تركزي معايا يامنول، وتسمعي هقولك ايه
هنروح نزور ماجد ونعتزرله على أساس عاصم اتصرف من ورانا، وكمان نزور حسين ونهنّيه بسلامة ابنه، ثم أكمل استرسال حديثه
– تدخلي على غزل بدور الحب، وانك بتخافي عليها وكنتِ بعيد عشان مضايقة من اللي حصل في الماضي… ايه هو اللي حصل بقى ياحبي
– ايه اللي حصل… انت ناوي على ايه، دا موضوع خاص بخالتها، يعني مالهاش دعوة
– أنا بقى عايزك تقولي أمها بدل خالتها
رفعت حاجبها مستغربة حديثه
– انت تقصد اقول حنان وحسين، وبكدا نوقع العيلتين في بعض
-برافو مراتي الحلوة هو دا اللي عايز أوصله، بكدا غزل هتكره جواد وهتبعد عنه وماجد هيفكر ان فيه حاجه حصلت لبنته ايه اللي يخليها تبعد عن أبوها الروحي زي مابيقولوا
-طيب افرض غزل حكت لحد، جاسر او جواد
– غزل زي أمها متخافيش هتخاف تتكلم
❈-❈-❈
ولجت غرفتهما وجدته مازال نائما
ملست على شعره بحنان وقبلته قبله سطحية على شفتيه وخديه ثم بدأت بايقاظه
– جود حبيبي قوم الساعة واحدة، هتفضل نايم كدا… على فكرة غزالتك جعانة جدا
فتح عيونه نص فتحة
– صباح الورد ياقلبي وجذبها بشدة حتى أصبحت بأحضانه…
– نظر لعيونها الجميلة
صباح الحب على أجمل عيون شافتها عنيّا
أردف بها بصوتا متهدج ممزوج بمشاعره المفعمة بالحب… إرتجف قلبها لكلماته التي تنعش روحها وتذوب فيه وضعت رأسها في عنقه و قبلته
– صباح الحب على أجمل راجل وحبيب في الدنيا
ألتقط شفتيها في قبلة شغوفة والتهمها حتى يطفئ لهيب عشقه لها… ظل وقتا ليس ببسيط، ثم قاطعها لأخذ انفاسهما
ثباح الخير باباي
ثباح الخير مامي
حمله والده وقبله بحب وبدأ يدغدغ فيه
صباح الخير على احلى جسورة في العالم
ضيق الطفل عيناه ناظرا له
ينفع تقول على جاسر جواد الالفي
جسورة ياسي بابا
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية تمرد عاشق ) اسم الرواية