Ads by Google X

رواية اوصيك بقلبي عشقا الفصل الرابع 4 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية اوصيك بقلبي عشقا كاملة بقلم مريم محمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية اوصيك بقلبي عشقا الفصل الرابع 4

 “يا له من شيءٍ مُخزٍ ؛ إنه عارٌ علينا.. إنه لمن العار أني أحببتك !”

_ إيمان عمران

انتفض كلاهما إثر سماع أصوات الجلبة الناجمة عن تكسير الأواني، و خاصةً مع صراخ “أمينة” باسم ابنها، وثب “أدهم” عن مقعده و ركض إلى الخارج يتبعه “مراد”..

و كان المشهد كالتالي ؛

وسط حطام طقم الشاي و المياه اللاهبة، رقدت “إيمان” بلا حراك مغشيًا عليها، و قد كانت أمها تجثو بجوارها محاولة إفاقتها، و الصغيرة “لمى” تصرخ باكية و هي تنادي عليها بحرقةٍ …

-إيه إللي حصل !!؟ .. تساءل “أدهم” بذعرٍ لمرآى شقيقته على تلك الحالة

من خلفه جمد “مراد” في مكانه غير مستوعبًا ما يحدث، لم يتحرك إلا حين استرعاه بكاء الصغيرة الحار، انحنى صوبها من فوره و حملها بين ذراعيه مهدهدًا إيّاها بأقصى ما لديه من لطفٍ

على الطرف الآخر تمضي “أمينة” مفسّرة لابنها باضطرابٍ كبير :

-مش عارفة يابني. مش عارفة إيه إللي حصل.. أنا كنت معدية في الطرقة بصيت لاقيتها لسا هاتدخل بصينية الشاي قامت وقعت من طولها فجأة !

لم يحتاج الأمر تفسيرًا أكثر من ذلك بالنسبة إلى “مراد”.. إذ كان بديهيًا له أن يعلم بأنها سمعت الحوار بينه و بين أخيها

و إلا فلمَ يحدث لها هذا و فجأة !!

-اتصلي على سلاف يا أمي خليها تجيب لي شنطة الكشف بسرعة ! .. قالها “أدهم” و هو يحني جزعه حاملًا شقيقته على ذراعيه بخفةٍ و سهولة

توّجه بها نحو غرفة نومها، و ذهبت “أمينة” لتحضر هاتفها، أما هو ؛

بقي “مراد” هو و الصغيرة معًا، يعلم بأنه محظورًا عليه مقاربتها، لذا آثر البقاء هنا و الاعتناء على الأقل بطفلتها …

*****

ربما فقدت السيطرة على جسمها كليًا، لكن عقلها لا يزال يعمل.. لكنه كان يعمل في إتجاهٍ آخر، لقد خاض رحلةٍ أخرى إلى الماضي

ماضيها المليئ بالمآسي و العذابات المختلفة ؛

ليلة عرسها، الليلة التي لطالما تخيّلتها بشكلٍ مثالي مع الشخص الوحيد الذي أحبّته من كل قلبها، لم تكن تتوقّع قط أن تمضي على هذا النحو المروّع.. رغم أنها تعلم يقينًا بأن “سيف” يحبها و مغرمٌ بها بحق، و إلا لما صمت و لم يذيع لها سرًا

أقلّه كانت مطمئِنة بأنها في أيدي أمينة، لأنه دمها أولًا و أخيرًا، ابن عمتها

لكن كيف كانت لها كل تلك الثقة ؟

إنه رجل على أيّة حال …

لحظة أغلق عليهما بابٍ واحد، تحوّل جذريًا انتابه، قادها مباشرةً إلى غرفة النوم و أمرها بإطاعة كافة أوامره التي صدمتها و أخافتها في آنٍ، و حاولت أن تتحدث معه برفقٍ :

-سيف.. انت بتخوّفني منك ليه ؟ ممكن تديني فرصة بس !

رد “سيف” بجلافة و هو يحلّ ربطة عنقه :

-أديكي فرصة ؟ لإيه بالظبط ؟ مانتي كده كده جاهزة لا محتاجة مسايسة و لا مقدمات. هانتعب نفسنا على الفاضي ؟ يلا يا حبيبتي خليكي حلوة و اسمعي الكلام.. اقلعي الفستان ده. و لا أساعدك بنفسي !؟

من شدة الصدمة التي خلّفتها كلماته المتعاقبة لم تستطع نطقًا، فقد شعرت بالإهانة، و لم تشعر بأيّ شيء و هو بالفعل يهم بالاقتراب منها ليفعل ما أمرها به بنفسه دون أن يرف له جفن !

في تلك الليلة ذاقت شتّى أنواع الذل و الحرج، أحسّت بأنها صفر قيمة، لا فرق بينها و بين العاهرات، أجل.. في بضع مواطئ تعمّد زوجها أن يوصل لها ذلك انتقامًا منها على فعلتها.. اقتص منها بهذا الشكل و عذّبها نفسيًا بدهاءٍ يُحسب له

حتى تركها في الأخير بطريقةٍ مهينة، روحها مُعلّقة، تنتحب بحرقة و هي لا تجرؤ على أيّ ردة فعل، لأنها من أحطّت بنفسها إلى هذا المستوى، عليها أن تتحمل نتائج خطيئتها، عليها أن تتلقّى منه كل شيء بفمٍ مطبق.. و إلا فأنه لن يتردد و سيفضحها أمام الجميع و لا شك …

-إيمان !

استيقظت في صبيحة ليلة زفافها بدون أدنى مجهود

ارتعدت فرائصها بادئ الأمر و هي تشد الغطاء حول جسمها، بينما تتراجع منكمشة على نفسها إلى مؤخرة السرير، أخذت تفرك عينها بقبضتها لتنظر جيدًا، فإذا بزوجها يجلس أمامها عاري الجزع، و قد وضع بجوارها طاولة الفطور التي تراص فوقها ما لذ و طاب

عبست بكآبةٍ و هي تراه وجهه مشرقًا هكذا، على النقيض منها تمامًا، حتى صوته بدا رائقًا :

-صحي النوم يا حبيبتي. يلا فوّقي كده.. بصي شوفي. أنا حضرت لك الفطار بنفسي !

و أشار إلى صحن “الأومليت” بالخضار و الجبن صنع يداه، و أيضًا السجق المطبوخ و البطاطا المقلية، و لم ينسى العصير الطازج الذي تحبه …

-دوقي كده و قوليلي رأيك ! .. قالها و هو يقرّب من فمها قطعة من السجق الشهيّ

لكنها أعرضت و أشاحت بوجهها بعيدًا

أنزل يده معقبًا :

-أفهم من كده إنك زعلانة مني ؟

لم ترد عليه أيضًا، فتنهد و ترك من يده، ثم اقترب منها غير عابئًا بانقباضاتها، أحاط بكتفيها و قال و قد عاد إلى اسلوبه اللطيف الذي عهدته بالسابق :

-إيمان. حبيبتي.. مش أنا اعتذرت لك ؟ و طول الليل بحاول اتأسف على إللي عملته. أعمل إيه تاني بس !؟

أحس برعشتها الطفيفة، فأخذ يمسّد على شعرها بحنوٍ و هو يستطرد مسيطرًا على انفعالاته :

-انتي لازم تعذريني.. مش قادر أنسى. كل ما أفتكر إن في حد غيري قرب لك باتجنن. أنا بحبك يا إيمان. بحبك من و انتي لسا عيّلة.. ماكانش المفروض يحصل لك ده. ماكانش المفروض حد غيري يلمسك !!!

أفلت من بين شفاهها نشيجًا خفيفًا، كان يضغط على جرحها بكل قوته الآن، لكنه تدارك هذا بسرعة و ضمها إليه متمتمًا :

-خلاص يا حبيبتي. أنا آسف حقك عليا.. أرجوكي مش عاوزك تزعلي كده في يوم زي ده. و أنا مش هافتح الموضوع ده تاني.. هاننسى. هاننسى يا إيمان.. خلاص بقى.

قسرت نفسها من جديد على التعاطي معه، كفّت عن البكاء و كفكف هو لها دموعها، ثم قرّب الطعام إليهما و بدأ هو يطعمها بيده و يأكل في آنٍ، إلى أن اطمئن لأنها أكلت جيدًا و لديها القدرة.. سحبها من يدها لتقوم من السرير هاتفًا :

-يلا تعالي معايا !

كانت تلف الغطاء حول جسمها جيدًا حين أوقفها على قدميها بحركةٍ مباغتة، و نطقت أخيرًا بصوتٍ مهزوز مرتاب :

-على فين !؟

جاوبها بغمزة : هاناخد شاور سوا. ماتنسيش كمان شوية الناس إللي تحت طالعين يطمنوا علينا. لازم نبان في أحسن شكل قصادهم.. يلا يا قلبي !

و اجتذب يدها دون أن يسمح لها بالرد

في قاعة الحمام الفاخر، كان هو المسيطر كالعادة، رغم أنها لا زالت خجلى في التعامل الجديد بينهما، لم يكن بيدها شيء تفعله أو تقوله.. أمام سيل المداعبات هنا أسفل رذاذ المياه الفاترة، تفاجأت بسؤاله :

-قوليلي صحيح يا إيمان. إنتي عمرك ما خدتي بالك مني !؟

نظرت بعينيه بعدم فهم :

-مش فاهمة قصدك ؟

أوضح لها : يعني أنا قلت لك إني من زمان و أنا بحبك و حاطط عيني عليكي.. انتي بقى و لا مرة لاحظتيني ؟ يعني أد كده حبي ليكي كان شفاف و مش باين !!؟

أطرقت نظراتها و صمتت لهنيهةً، ثم تطلعت إليه ثانيةً و قالت عبر المياه الجارية فوق وجهها و فمها :

-أكدب عليك لو قلت آه.. بصراحة عمري ما فكرت إنك معجب بيا أساسًا.

احتدت لهجته كنظراته الآن :

-و ليه مافكرتيش ؟ عشان تفكيرك كان مع حد تاني مش كده ؟؟

ارتبكت عندما قلب مجرى الحديث بهذا الشكل، و حاولت صياغة عبارتها، لكنه قاطعها قابضًا على فكها بأصابعٍ قاسية :

-هشششش خلاص. مش مهم. مش مهم تبرري أو تقولي أي حاجة.. المهم إنك معايا في اللحظة دي. احنا ولاد انهاردة.. مش كده !؟

و مع أنه تعهّد لها بأنه لن يعيد الكرّة ذاتها مجددًا، لن يتصرّف كما كان بليلة الزفاف، أعاد كل شيء بشكلٍ أسوأ ؛

ألمها، أبكاها، أذاها.. و لم يُبالي أبدًا هذه المرة

و لولا جرس الباب الذي أخذ يدق بإلحاحٍ الآن، ما كان لينتهى عذابها على ما يُحمد عقباه، تركها على مضضٍ و هو يُغمغم بخشونة :

-باينهم طلعوا.. خلّصي بسرعة. مش هافتح إلا و انتي معايا. لازم نبان عصافير الحب قصادهم. هاروح أجيب لك الروب بسرعة …

و اختفى من أمامها في لحظة

لكن من أين لها بالقوة الآن ؟ لقد استُنزفت بالفعل، بالكاد تمكنت من الجلوس على حافة المغطس الزبدي، و بيدٍ مرتعشة أخذت قنينة الشامبو خاصتها و سكبت على رأسها، لكنها ما لبثت أن سقطت من قبضتها الواهنة، و لم تستطع أن تحضرها مرةً أخرى

إلى أن عاد “سيف” و رآها لا تزال كما تركها، فشتم بغضبٍ و علّق روب الاستحمام، ثم وقف أمامها و بدأ يفرك شعرها و جسمها بالشامبو، حمّمها بنفسه ثم أحضر الروب و ألبسها إيّاه و ربط المنشفة حول رأسها

و هو أيضًا كان قد ارتدى الروب الخاص به، لف ذراعه حول خصرها و قادها معه إلى الخارج، و قبل أن يفتح باب الشقة لذويهم همس لها زاجرًا :

-اعدلى وشك ده. مافيش عروسة تكشر كده في صباحيتها. ابتسمي شوية يا.. عروسة !

و لم يفتح إلا حين رآها تغاصب تلك الابتسامة الجزلى، و ظهرت من وراء الباب أمها و شقيقتها تحملان طعام العروسان و تبتسمان بسعادة كبيرة :

-صباحية مباركة يا عرسان ! .. هتفت “أمينة” بسرورٍ

ليرد “سيف” و هو يحاوط خصر “إيمان” و يميل صوبها بموّدة :

-الله يبارك فيكي يا مرات عمي. ادخلوا طيب.

توّردت كلًا من “أمينة” و “عائشة” خجلًا من مشاهدتهم بألبسة الاستحمام، و قالت “أمينة” :

-لا ندخل إيه. ده أنا كنت هانزل لما لاقيتكوا مش بتفتحوا.. أنا يا حبيبي جاية أحط لكم الأكل و أنزل علطول. ده فطار و غدا. و العشا أمك موّصية عليه.

-مافيش فرق يا مرات عمي. طيب اتفضلي !

و أفسح لها لتلج

فدخلت و وضعت الصينية من يديها فوق السفرة، كذلك فعلت “عائشة”.. ثم توّجهت نحو ابنتها و هي تهدل :

-بسم الله الله أكبر. عيني عليكي باردة يا إيمان يابنتي.. هو الجواز بيحلّي كده. تعالي في حضني وحشتيني.

و أقبلت عليها ضامّة إيّاها بقوةٍ، فتشبثت “إيمان” بأمها متمتمة بضبابية :

-و انتي كمان وحشتيني يا ماما !

و لم تعد ساقاها تقوَ على حملها أكثر، فسقطت مغشيًا عليها بين أحضان أمها …

انطلق صراخ “أمينة” في الحال، و انسحبت الدماء من وجه “سيف”.. أما “عائشة” فهرولت تنادي على أخيها لتخبره اتباعًا لأمر والدتها

لم تمر دقيقتان إلا و حضر “أدهم” حاملًا حقيبته الطبيّة، دخل الشقة صائحًا :

-إيه إللي حصل !!؟

كانوا الآن بالصالون، و قد رفض “سيف” أن يطّلع أحد على أسرار غرفة النوم، فأراح جسد زوجته فوق الآريكة الواسعة هناك.. كانت أمها فوق رأسها تذرف الدموع و هي تخبر ابنها :

-ماعرفش يابني.. أغم عليها فجأة. حبيبتي يابنتي. إيه إللي صابك !؟

فتح “أدهم” حقيبته و أخرج سماعته يقيس النبض في صدرها، ثم استلّ جهاز قياس الضغط و لفّه حول ذراعها.. انتظر لحظاتٍ قبل أن يُقرر بصوتٍ أجش دون أن يحيّد عن وجه أخته الشاحب :

-ضغطها واطي جدًا.. لازم تعلّق محاليل !

ضربت “أمينة” على صدرها :

-يا لهوي محاليل. لـيه ؟ و تنزل من البيت يوم صباحيتها على المستشفيات !!!؟

أدهم بصرامة : ماتقلقيش يا أمي أنا هاتصرف خمس دقايق بالتليفون كل إللي محتاجه هايكون هنا …

ثم إلتفت نحو زوج أخته و ابن عمته، حدجه بنظرة عدائية تعبّر عن عدم الوفاق الدائم بينهما و قال مُشككًا فيه :

-أنا عاوز أعرف.. انت عملت فيها إيه بالظبط !؟

*****

استعادت “إيمان” وعيها أخيرًا …

كان الأمر أشبه بحالة من “الديجافو”.. شعرت بأن الموقف يتكرر مرةً أخرى

إذ ترى وجهيّ أمها و أخيها يطلان عليها بقلقٍ، و تشعر بوخزٍ في يدها، تأوهت و هي تحاول رفع معصمها، فبادر صوت “أدهم” مستبقيًا يدها كما هي :

-لأ يا إيمان. سيبي إيدك زي ما هي.. لسا المحلول ماخلصش !

-محلول ! .. رددت “إيمان” بوهنٍ

-هو إيه إللي حصل !؟

و أخذت تتلفت حولها، فتبيّنت بأنها قد نُقلت إلى غرفتها، بينما تجاوبها “أمينة” :

-أغم عليكي يا حبيبتي. بس انتي كويسة دلوقتي الحمدلله.. ضغطك كان شوية.

تساءلت “إيمان” بتلّهفٍ :

-فين لمى.. بنتي فين !؟؟

طمأنها “أدهم” على الفور :

-ماتخافيش يا حبيبتي. لمى نزلت مع مراد أنا بعته يجيب لك شوية أدوية.. و هو كمان إللي نزل جاب لوازم المحلول.

احتجت : ليه نزلت البنت معاه يا أدهم ؟

أجاب بمنطقية : البنت كانت خايفة عليكي و منهارة. أكيد ماكنتش هاخليها تشوفك كده.. و في نفس الوقت ارتاحت و سكتت معاه. إيه المشكلة !؟

لم تجد ردًا

فصمتت و أشاحت بوجهها للجهة الأخرى، شعرت بيد أمها تربت على قدمها و سمعتها تقول بحنانٍ :

-خوّفتيني عليكي يا حبيبتي. ربنا ما يورّيني فيكي وحش أبدًا.

-إحم إحم ! .. صدرت تلك النحنحة من جهة باب الغرفة

و تعرّفت “إيمان” على صوته فورًا قبل أن ينادي من عند العتبة :

-أدهم !

رد “أدهم” و هو يثب واقفًا :

-أيوة يا مراد جايلك أهو …

بقيت “إيمان” راقدة مكانها، تشد الحجاب الذي حلّته أمها قليلًا عن رأسها، ثم بقيت تنصت و تترقب :

-دي كل الأدوية إللي كتبتها. جبتهم كلهم.

-العفو.. المهم إيمان تبقى كويسة بس.

-الحمدلله بقت أحسن. حتى فاقت جوا أهيه.

-بجد ؟ الحمدلله …

و علا صوت في اللحظة التالية :

-سلامتك يا إيمان. ألف سلامة عليكي !

سمعته جيدًا و اخترق صوته حواسها المتألمة، لكنها لم تمنحه ردًا، فلم يبدو أنه تأثر بذلك.. بل سرعان ما انسحب و ترك الأسرة على حدة و قد أعاد الصغيرة إلى خالها

ولج “أدهم” حاملًا “لمى” على ذراعه، سلّمها إلى أحضان أمها التي ضمتها إلى صدرها بشدة و قبّلتها على رأسها بقوة :

-انتي لسا تعبانة يا مامي ؟

ترقرقت الدموع بعينيّ “إيمان” و هي ترد عليها بتأثرٍ :

-لأ يا حبيبتي أنا كويسة. أنا كويسة خالص.. بس ماكلتش كويس انهاردة. شوفتي بقى إللي مش بياكل بيجراله إيه. عشان تبقي تسمعي كلامي و تخلصي الأكل بتاعك كله.

أومأت الصغيرة محتضنة أمها بذراعيها القصيرين :

-هاسمع الكلام و هاخلّص أكلي كله.. بس تبقي كويسة تاني يا مامي !

تنهدت “إيمان” بحرارة و هي تمسح على شعرها الكستنائي برفقٍ متمتمة :

-أنا هابقى كويسة يا لمى.. هابقى كويسة عشانك !

google-playkhamsatmostaqltradent