Ads by Google X

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم دينا قدري

الصفحة الرئيسية

 رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري

رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثالث والثلاثون 33

 بارت ٣٣

التفتت ملك له بدهشة لتقول .. اه وايه المشكلة !

ادم بانفعال وقد ترك الكتاب ونظر اليها نظرات تتطاير منها شرارات الغضب .. متجننيش يا ملك .. انا ياما اتحايلت عليكى و عمرك ما وافقتى تركبى معايا .. حتى وانتى تعبانة وخارجة من المستشفى صممتى تركبى تاكسى .. يبقى ازاى بسهولة كدة توافقى تركبى معاه !

ملك بتحدى .. ده شغل مش رايحة ألعب  .. وبعدين انت ملكش تسأل ولا تدخل فى اى حاجة تخصنى فياريت تخليك فى حالك 

ادم .. لأ ليا اتدخل .. ومينفعش ابدا تركبى العربية مع راجل غريب انتى تعرفى الطريق ولا العنوان اصلا ؟! 

ملك .. لأ بس مروان مش غريب وانا واثقة فيه

ادم باستنكار .. بجد والله ويطلع مين مروان ده اللى لسة عارفاه مبقالكيش اسبوعين !! جبتى منين ثقتك دى فيه ؟ 
جاية معاه الاجتماع وهاتك يا رغى طول الوقت واللى زاد وغطى عايزة تركبى معاه عربيته لمشوار متعرفيهوش .. اتجننتى باين عليكى 

ملك بحدة ..  انا مسمحلكش تتدخل فى حياتى او تغلط فيا انت مالك اصلا ومركز معايا كدة ليه اكلمه مكلموش اركب مركبش انا حرة اعمل اللى على مزاجى 

ادم .. لأ مش حرة يا ملك .. متفتكريش انى ممكن اقبل تنفذى الجنان اللى فى دماغك ده 

ملك بانفعال .. تقبل ولا متقبلش دى مشكلتك مش مشكلتى .. انت بالنسبة لى دلوقتى ولا حاجة مجرد التيم ليدر فى المشروع ومندوب دفعتى .. واعتقد الصفتين دول ميدوكش اى حق تدخل فى حياتى ولا تقولى اعمل ايه ومعملش ايه 

ادم .. يعنى ترفضى تركبى مع حبيبك اللى هيبقى جوزك وتقبلى تركبى مع واحد غريب متعرفيش عنه حاجة وسمعته زفت وعايزانى متكلمش .. شايفاها هينة !!

ملك .. رغم ان ملكش اى حق ابررلك بس هرد عليك عشان اخلص .. انا مكنتش بركب معاك ولا بروح حتة معاك لأنى مبعملش حاجة الا اما اكون قايلة لماما وموافقة .. وطبعا ماما مكنتش هتوافق .. اما ده شغل وطبعا قولت لماما واتناقشنا وكلمت كمان مروان عشان تطمن .. يعنى انا لسة عند مبادئى مخالفتهاش وماما عارفة عنى كل حاجة وموافقة اركب معاه عشان هيبقى عندنا شغل كتير مع بعض وطبيعى نتحرك سوا 

ادم .. موافقة تروحى مكان متعرفيهوش .. ده انتى حتى متعرفيش العنوان .. ازاى اسيبك تعملى كدة واسكت !

نظرت ملك بعيونه قائلة بتحدى .. افهم باة .. انت مبقاش ليك اى حقوق عليا  .. انت اصلا ملكش حاجة عندى غير تاسكات المشروع غير كدة تشيلنى من دماغك .. انسانى يا ادم وخرجنى من عقلك عشان ترتاح .. قولتلك وهقولهالك تانى احنا استحالة يكون بيننا حاجة .. فارحمنى وارحم نفسك من العذاب اللى ملوش فايدة ده 

تركته وانصرفت تاركة اياه بحالة ذهول لا يستطيع تقبل فكرة انها انتهت من حياته .. حقا ما زالت تعنى له الكثير .. وما زال يراها له وحده حتى ولو تمنعت هى .. حتى لو قالت وأكدت الف مرة انها لم تعد له .. قلبه يحدثه ان ما من فتاة اخرى تستحق قلبه غيرها .. لا يستطيع تخيل نفسه مع اى فتاة اخرى .. لذا سيظل بطريقه ولسوف تدرك هى ايضا تلك الحقيقة لاحقا 

تتبع خطواتها حتى صعدت بسيارة مروان ليسرع هو الاخر لسيارته ويتتبعهم فى الخفاء فما ان رأى ملك بجانبه بالسيارة حتى شعر وكأن قلبه خرج من مكانه فهو قلق جدا عليها ولا يقوى تركها معه بمفردها ليقرر ان يظل حارسا لها حتى تعود لمنزلها امنة ويعود معها قلبه لمكانه وهدوءه
....
كان يقود سيارته حتى اتته رساله ما ان فتحها حتى  التمعت عيونه وتغيرت هيأته كليا فلاحظت ملك تلك التغير المفاجئ لتقول 

ملك قاطبة حاجبيها بتعجب وعيون مبتسمة بخبث .. ايه دااااااا !! 

مروان بعيون خجلة .. ايه باين عليا !

ملك .. جدا مش قادرة اقولك 

مروان بخجل .. طب اعملى نفسك مش شايفة باة .. اقولك بصى من الشباك حلو اوى 

ملك .. هههههه لا انا مش هسيبك انهاردة الا اما اعرف سر الرسالة اللى غيرتك دى .. هو فيه جو ولا ايه ؟!

مروان .. طبعا لو قلتلك اه هتقولى عليا بحور عليكى 

ملك .. ليه بتقول كدة ؟!

مروان .. عشان معروف عنى انى بكلم بنات كتير ومقضيها 

ملك .. مممم مش يمكن بتعمل كدة عشان لسة ملقتش اللى تسكن قلبك وتغنيك عن كل بنات الدنيا 

مروان باندهاش .. ده بجد !! معقول انتى بتفكرى كدة ومش شايفانى صايع زى كل الناس !

ملك .. ومين قال ان الناس شايفاك صايع ! .. مروان انت انسان كويس من جواك .. محترم وطيب وجدع جدا مع صحابك  ومرح .. انا من يوم ما عرفتك مشوفتش منك اى حاجة وحشة ولا تخلينى اقلق منك بالعكس بحسك زى اخويا 
وبجد هاممنى مصلحتك وانك تكون احسن 

مروان .. والله وانتى يا ملك متعرفيش برتحلك اد ايه وكلامك بيفكرنى بأختى .. وبجد مبسوط اوى انك فاهمانى اوى كدة وصورتى مش وحشة فى نظرك 

ملك .. طب قوللى باة مين اللى امها داعية عليها دى اللى بعتتلك الرسالة 

مروان بضحك وقد شعر بالارتياح والرغبة الشديدة بالافصاح عما يجول بداخله .. ههههه ماشى مقبولة منك .. ثم التمعت عيونه مرة اخرى ليتحدث بعشق .. بنت رقيقة جدا جدا مشوفتش فى جمالها .. اتعرفت عليها فى كورس التصوير اللى اخدته عشان ازود من مهارتى وابقى محترف .. هيا فى اداب مش معانا بس بجد من يوم ما شوفتها وانا مش على بعضى 

ملك بابتسامة ... مممم باين عليك .. بس المهم هيا رأيها ايه 

مروان بارقا عيونه .. وانا اقدر اقولها .. ده هى متعرفش اصلا وبنتعامل كأننا اصحاب .. بس اللى جوايا ناحيتها حاجة تانية خالص عمرى ما حسيتها قبل كدة مع اى واحدة عرفتها 

ملك .. مممم وكانت بعتالك ايه باة ؟

مروان .. دى بتأكد عليا معاد الكورس بكرة اصل انا عشان افتح كلام معاها قولتلها انى مش بتابع نت كتير ومبعرفش المواعيد فهى بقت تبعتلى عشان منساش 

ملك .. ههههه قديمة اوى 

مروان .. يا ستى اهو اى حاجة تجيب معاها 

ملك .. هو انت عارفها بقالك اد ايه ؟

مروان .. من بداية الترم التانى .. وفعلا من يوم ما عرفتها مكلمتش ولا بنت من اللى اعرفهم تانى 

ملك .. يبقى لازم تقولها .. لازم تطلع اللى جواك 

مروان .. مش قادر .. حاولت كتير والله بس مش عارف باجى ادامها وانسى الكلام كله ليه 

ملك .. ههههه يالهوووى عليك يا مروان ده انت واقع لشوشتك 

مروان .. اه والله واقع اوى .. بس مش مبينلها احنا بنتعامل صحاب جدا .. بكلمها فى التليفون واسأل عليها وبرضو بنتكلم عالنت وفى الكورس بنشتغل العملى سوا .. يعنى قريبين من بعض بس كل ما احاول المح باللى جوايا مقدرش 

تذكرت ملك بداية علاقتها بأدم وكيف كانو اصدقاء جدا وكم شعرت بالسعادة بالعمل معه ووجودها بجانبه .. كم كانت تلك الصداقة جميلة حتى تمنت لو لم تدخل معه بعلاقة حب وتظل صداقتهم هى عنوان علاقتهم .. تذكرت كيف جرحها واهانها مرة تلو الاخرى لتلتمع الدموع بعيونها قائلة 

ملك .. الصداقة دى اجمل شئ فى الدنيا .. بص انا مع انك تقولها .. بس لو حاسس انك ممكن تجرحها فى يوم او متثقش فيها او تسببلها اى اذى يبقى خليكم اصحاب احسن صدقنى كدة هيكون احسن ليك وليها  

لمح دموعا بعيونها ليدرك الالم الذى بداخلها فيقول 

مروان .. انا عارف انى مليش اتدخل .. بس هو انتى كنتى على علاقة بأدم ؟ ولا انا فاهم غلط 

ملك بحزن وتنهيدة طويلة .. كنا اصحاب .. كنا حلوين اوى مع بعض ومتفاهمين وبنكمل بعض .. بس قلبت حب .. لكن للاسف لا الحب كمل ولا الصداقة بقيت .. كله راح ومفضلناش غير الوجع 

مروان .. ليه ايه اللى حصل ؟

ملك بحسرة .. مبقتش حابة اتكلم فى الموضوع ده لانى قفلته ونهيته من حياتى خلاص .. بس كل اللى اقدر اقولهولك ان انعدام الثقة والقسوة يقدرو يموتو اى حب جواك ويموتو قلبك معاه كمان 

شعر مروان بالحمل الثقيل الذى تحمله ويتسبب بوجعها ففضل تغيير مسار الحديث قائلا 

مروان .. طب برضو مقلتليش اقولها ازاى .. انا فعلا فشلت كل محاولاتى 

ملك .. ممم اكتبلها رسالة .. طالما مش قادر تقولها فى وشها ومصمم تصارحها خلاص ابعتلها احسن

مروان بتفكير .. ممممم ابعتلها عالواتس مثلا .. طب اقولها ايه مش عارف 

ملك .. واتس ايه لا طبعا اكتبلها جواب البنات بيحبو اوى الحاجات دى .. وطلع فيه كل اللى فى قلبك متزوقش الكلام ولا تكلفه .. اللى حاسس بيه قوله من غير تفكير

مروان .. جواب !! انتى قديمة اوى يا ملك جواب ايه ما النت موجود وربنا يخليلنا الواتس

ملك .. اه ده الحب الدليفرى بتاعك 

مروان .. يعنى ايه 

ملك .. يعنى انت لازم تتعب عشان توصل للى بتحبها .. لازم تعمل مجهود عشان تقدر مشاعرك .. مش تستسهل وتبعت رسالة عالنت زيك زى اى واحد بيعاكس .. اتعب فى حبك شوية عشان تلاقى الرد اللى انت عايزه 

مروان .. طيب يا ستى خلاص هكتبلها جواب .. بس هديهولها ازاى 

ملك .. عادى فى وقت الكورس كدة حطهولها فى شنطتها او كتابها اى حاجة .. وهيا هتشوفه واكيد هترد عليك 

مروان .. اما انتى عليكى افكار انما ايه تجنن 

ملك .. يلا ورينى شطارتك عايزاك تشرفنى 

مروان .. ههههه متخافيش هرفع رأسك
......
ظل يتابعهم بسيارته وعلامات الغضب ترتسم على ملامح وجهه لرؤيتهم ينظرون صوب بعضهم ويبدو ان الاحاديث الدائرة بينهم لا تنتهى .. حتى ترجلا من السيارة وصعدو لذاك المنزل الذى ظل ينتظرهم امامه قرابة الساعتين حتى  وجدها تخرج من بناء المنزل ولراحته كانت بمفردها لم يكن مروان معها ويبدو ان هناك سيارة بانتظارها كى تنقلها 

لم يستطع تركها وقد تأخر الوقت وحل ظلام الليل فتتبع تلك السيارة التى تستقلها حتى وصلت امام منزلها واطمأن عليها .. صعدت منزلها بينما ظل هو يتأمل المكان متذكرا اليوم الذى قضاه تحت منزلها ابيا ان يتحرك حتى يتأكد من مسامحتها له .. ظل يتذكر احتباسهم بالمصعد سويا وكيف اقشعر بدنه لأول مرة حين وقع جسمها الغض على ذراعيه حين كادت تسقط وكم الرعب الذى استولى عليه حينها .. تألم قلبه لفقدانها متمنيا ان يعود الزمن به مرة اخرى ليصلح تلك الاخطاء التى ارتكبها بحقها ويمحو جراحها الذى تسبب بها 
هم ان يتحرك بسيارته متهربا من عاصفة الذكريات تلك التى اجتاحته حتى تذكر مشهدها مع محمد الذى اشعل النيران بداخله وكان السبب لكل ما حدث .. لم يكن يدرك حينها انها بداية النهاية 
ولكن ما ان تخيل ملك مع محمد حتى توجَّع قلبه ليتذكر مروان الذى يسعى كى يأخذ مكانه بقلب ملك .. اشتعل داخليا وسيطر غضبه عليه كليا حيث انه لم يستطع تخيل ملك مع اى شخص غيره تلك الفكرة تقوده للجنون لذا سرعان ما قاد سيارته بسرعة جنونية متوجها لذاك المنزل الذى يتواجد به مروان ثم قام بالاتصال به هاتفيا 

مروان .. ايه ده ادم باشا بنفسه بيكلمنى .. خير أؤمرنى 

ادم دون مقدمات .. انت لسة فى البيت اللى روحته مع ملك ولا مشيت ؟

مروان .. اه بشتغل .. ثم قال متذكرا .. بس انت عرفت منين انت مراقبنا ولا ايه !

ادم .. اه .. وواقفلك تحت البيت اتفضل انزل عايزك 

مروان .. طيب حاضر انا ادامى ربع ساعة بالظبط 

ادم .. مستنيك بس انجز 

مروان .. حاضر يا ادم 

بعد دقائق وجده يقف امام بناء المنزل مستندا على سيارته ووجهه لا يبشر بالخير ابدا 

مروان .. ده انت مراقبنا بجد بأة !

ادم بانفعال .. امال كنت فاكر هسيب ملك معاك لوحدها لازم طبعا كنت امشى وراكم لحد ما اتطمن عليها 

مروان .. واتطمنت ؟! عرفت انى محترم ولا يمكن هأذيها 

ادم .. هو سؤال وتجاوبنى عليه .. انت عايز ايه من ملك يا مروان وماشى تتدحلبلها فى كل حتة ليه ؟

مروان .. اتدحلب !! .. انا هعديها بس عشان شكلك متعصب .. وبالنسبة لملك فاحنا صحاب وزمايل فى الشغل وفى المشروع 

ادم .. وبس كدة ؟! 

مروان .. تقصد ايه ؟ 

ادم .. اقصد ان ملك تخصنى يا مروان وانت عارف كدة كويس ومن اول لحظة عرفتك عليها وانت عارف انها ليا 

مروان .. بس على حد علمى انتو سايبين بعض من بدرى .

ادم .. والله دى حاجة تخصنى انا وهيا وانت ملكش دعوة  المهم انك تفهم ان ملك خط احمر 

مروان .. طالما مليش دعوة يبقى انت كمان ميخصكش تتدخل بيننا .. ولو عايز تعرف حاجة اسألها هيا لكن زى ما انا مليش دخل بعلاقتكم انت كمان ملكش تعرف حاجة عننا 

ادم .. لا طبعا واحد سمعته زى الزفت اكيد مش هسيبه يستفرد بحبيبتى 

مروان .. قصدك اللى كانت حبيبتك .. وبعدين انت ملكش دعوة بسمعتى ومن الافضل تشيلنى من دماغك 
ثم اقترب منه قائلا .. ونصيحة لو عايز فعلا ترجعها وتحافظ عليها يبقى المفتاح معاها مش معايا 

ادم .. يعنى ايه ؟ 

مروان .. يعنى انت جاى للشخص الغلط يا ادم .. انا مش طرف فى قصتكم دى عشان تتكلم معايا وتهددنى بالطريقة دى .. لو فعلا باقى عليها لازم تحسسها هيا بده وهيا تختار تكمل او لأ 

ادم بعصبية .. وده هيحصل ازاى طول ما انت لازقلها !! 

مروان .. وهفضل لازقلها ومش هسيبها .. ثم اقترب منه ناظرا بعيونه قائلا بتحدى .. لو هيا عايزة تكمل معاك هتختارك لو حواليها ١٠٠ شخص .. ولو مش عايزة حتى لو بعدت كل رجالة الدنيا عنها برضو مش هترجعلك 
ليتركه قائلا بعد ان ابتعد عنه بخطوات .. سلام 
....
فى احدى الكافيهات المطلة على النيل والتى تعشقها جلست ماهيتاب امام شادى الذى ظل صامتا من وقت وصولهم 

ماهيتاب .. هتفضل ساكت كدة ؟

شادى بحزن .. بصراحة مش لاقى كلام انسيكى بيه زعلك منى 

بس انا خلاص مش زعلانة 
قالتها ماهيتاب بسعادة وعفوية شديدة حتى اتاها رده المندهش 

شادى .. بجد ؟! يعنى خلاص مش متضايقة من غيابى الفترة اللى فاتت ؟

ماهيتاب .. انا كنت خايفة تكون عايز تبعد ومبقتش تحبنى .. وانت اكدتلى العكس وكمان جتلى مخصوص عشان تصالحنى .. يبقى خلاص مفيش حاجة تزعلنى 

شادى .. يااااه بالبساطة دى .. انتى جميلة اوى يا ماهى كل يوم بتثبتيلى جمال قلبك .. صدقينى انتى اغلى انسانة فى حياتى 

ماهيتاب .. طب واغلى انسانة دى متستحقش تعرف ايه اللى مزعلك ومغيرك كدة ؟

شادى .. بصى يا ماهى الموضوع كله بسبب الشغل .. وانا مش عايز ادخلك فى تفاصيل وحاجات انتى ملكيش فيها .. انا جاى انهاردة عشان نحضر لخطوبتنا .. عايزين نتفق على كل حاجة ونبدأ فى الترتيبات عشان نلحق 

شعرت بالسعادة الشديدة لاهتمامه بذلك اليوم الذى تنتظره على احر من الجمر حيث كانت تظن انه لا يعنى له اى شئ 

ماهيتاب بسعادة .. نبدأ بايه ؟

شادى .. الشبكة طبعا .. انا بكرة اعدى عليكى بعد الكلية ونروح تختارى الشبكة اللى تعجبك .. وكمان نختار الدبل عشان يلحقو يتحفر اسمنا عليهم 

ماهيتاب .. طب والمدعوين .. انا عايزة قايمة منك فيها كل الاسامى عشان نطبع الدعوات بالاسم 

شادى .. لأ دى باة مسئولية ماما .. انا هكلمها وهتفق معاها هزود بس كام واحد من صحابى ومعارفى والباقى قرايبنا 

ماهيتاب بتذكر .. على فكرة طنط هالة كانت زعلانة اوى يا شادى وقلقانة جدا عليك .. انا لما اتصلت اسألها عليك اول ما سمعت اسمك حسيتها بتعيط 

شادى بتنهيدة .. عارف .. بس غصب عنى مش قادر ارجع البيت دلوقتى .. عامة انا هكلمها واصالحها متشغليش بالك 

ماهيتاب .. اه والنبى حاول تريح قلبها شوية احسن صعبت عليا اوى .. بحس انها بتحبك اكتر من اى حاجة واكتر حتى من اية 

شادى .. حاضر والله اول ما اروح هكلمها .. المهم دلوقتى عايزين نفكر فى باقى الحاجات اللى ناقصانا 
....

اتصل به هاتفيا وبداخله ثورة من الغضب تكاد تفجر الكون وما عليه 

ادم .. ادينى اتكلمت مع سى زفت زى ما قلتلى .. وبجح فيا واتكلم باسلوب زبالة .. واضح انه حاطط عينه على ملك ومش هيرتاح الا اما يوصلها 

عمر .. معقول .. انت قلتله ايه ما انا عارفك اكيد رميتله دبش واستفزيته خليته يحرق دمك 

قص عليه ادم حديثهم سويا ليشهق عمر قائلا بدهشة 

عمر .. هو ده اللى هتكلمه زى صاحبك .. ده انت تقريبا هزقته .. بقولك تصاحبه وتفتحله قلبك رايح تقوله سمعتك مهببة وميتوثقش فيك .. لأ وكمان بتهدده 
ده كويس انه متخانقش معاك والله ومسك نفسه 

ادم .. يعنى انا برضو اللى غلطان حتى بعد ما روحت كلمته زى ما قولت !

عمر .. ايوة يا ادم اسلوبك زى الزفت ويخلى الواحد عايز يضايقك مش يتعاطف معاك ويحس بوجعك 

ادم .. انت عارف كويس انى مقدرش اظهر وجعى وضعفى لحد لو هو مين .. ولا استحمل اشوف نظرة تعاطف فى عينه .. هو لازم يفهم انى بحبها ويبعد لوحده 

عمر .. يا ادم ده انت حتى دى مقدرتش تقولها .. مقدرتش تقول انك بتحبها عشان يشيلها من دماغه 

ادم .. والله انا تعبت .. بجد خلاص حاسس انى بنتهى .. ملك قضت عليا .. مبقتش عارف بعمل ايه ولا بقول ايه .. عشان كدة قولتلك كلمه انت 

عمر .. حاضر يا ادم .. هكلمه .. بس يهدى شوية من السم اللى بخيته فى كلامك وهكلمه 
....
بعد اسبوعين .. اجتمع الفريق بالكافيه لتسليم تاسكات المشروع لأدم المرتكز بعيونه على ملك ومروان الذان اصبحا صديقين مقربان ففى كل مكان يجدهم سويا ولكنه يقف مكتوف اليدين لن يستطيع فعل اى شئ مصبرا نفسه انهم مجرد اصدقاء فإلى الان لم يرى لمعة عشق بعيونها تجاهه 

امسك مروان بكشكول محاضرات ملك عند انشغالها بتسليم التاسك خاصتها ليضع به ورقة ثم يغلقه سريعا 
ولكن لم يغفل ادم عن ذلك فكل ما حدث كان تحت انظاره ليستشيط غضبا ويتضور ألما لمعرفة ما يوجد بتلك الورقة 

انتظر عمر حتى اتى بالتاسك خاصته ليقوم بالنداء على مروان متحججا انه قد ساعد عمر ولا بد ان يسلم معه 

استغل الفرصة ليلتقط كشكول ملك ويضعه امام مقعده ويقوم بوضع بعض الملفات عليه كى لا يظهر .

بعد انتهاء الاجتماع والذى يعد الأخير لهم 
ظلت ملك تتحدث مع مروان حول عملهم سويا وكيف يمكنها ان تنتشر وتشتهر اكثر حتى صعق ادم عند قراءة تلك الورقة الموضوعة بكشكول ملك والتى اشعلته كلماتها حرقة وغيرة على معشوقته حيث كانت تقول 

(الى اجمل وارق انسانة شافتها عينى .. عارف انك بتعتبرينا اصدقاء مقربين بس انا مبقتش قادر اشوفك صديقة .. انتى اغلى من كدة بكتير .. انتى عشقى الاول والاخير واللى قدرت تغيرنى وتخلينى انسان جديد .. بعد ما كنت مستهتر بدراستى ولعبى بقيت عايز انجح واجيب تقدير عشانك .. بقيت اركز فى شغلى عشانك .. بعدت عن كل البنات اللى كنت اعرفهم لأنى مبقتش اشوف غيرك .. انا بحبك واتمنى من كل قلبى تكونى بتبادلينى نفس الشعور .. ولو قبلتى تكونى مراتى هكون اسعد انسان فى العالم 
عاشق عيونك مروان )

ما ان انتهى من قراءة تلك الورقة اللعينة حتى انقض على مروان كالوحش الكاسر ليمطره بسيل من اللكمات المتلاحقة حتى سالت الدماء من انفه وفمه والتى لم تطفئ نار قلب ادم ولم تشفِ غليله ليظل يلكمه يمينا ويسارا مقاوما بكل قوته محاولات عمر لابعاده عنه 

ليتوعده بغضب حارق
ادم بانفعال شديد .. اقسم بالله المرة الجاية هموتك .. فاهم والله لأموتك

عمر ماسكا اياه يحاول ان يحجزه عنه .. اهدى بس يا ادم فى ايه حصل لكل ده 

اندهش جميع الموجودين مما يحدث امامهم وظلت الصدمة مرتسمة على وجوههم وخاصة ملك التى وقفت تنظر له باذبهلال وخوف متمسكة بعاليا الواقفة كالصنم هى الاخرى تتابع فى صمت حتى تدخل رجال امن الكافيه وقامو بفض الاشتباك بينهم ومن ثم اخراجهم من المكان كى تنتهى تلك الفوضى ولا يتسببو بالذعر للموجودين 

ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة ضربه .. فما ان تركو   المكان وخلفهم عاليا وملك حتى انقض عليه مرة اخرى ولكن حاول عمر تلك المرة حجزه عنه قائلا .. بس باة يا ادم اهدى مينفعش كدة احنا فى الشارع 
ليوجه الكلام لمروان وثورة الغضب مسيطرة عليه كليا 

ادم من بين انفاسه المتلاحقة اثر تعبه .. حيوان .. رايح تلف عليها من ورايا يا حقير وانت عارف انها تخصنى انا .. عايز تاخدها منى لكن بعينك اسيبهالك 

مروان وهو يمسح دماؤه بتعب قائلا بوهن .. انت فاهم .. فاهم .ثم غلبه السعال من شدة ضربات ادم له فظل يسعل بتعب حتى اردف ادم 

ادم بنفس الغضب والانفعال .. ده انا جتلك يا واطى واتكلمت معاك راجل لراجل .. قلتلك انها بتاعتى انا وبس ومش مسموحلك تفكر فى اى حاجة .. كنت فاكرك راجل لكن طلعت عيل زبالة 

حاول مروان التحدث ولكنه لم يستطع ليمسك بطنه ويسعل بقوة من ضرباته فاقتربت منه ملك جاثية على ركبتيها تحاول مساعدته على النهوض 

ملك بقلق .. مروان انت كويس .. تعالى نروح مستشفى شكلك تعبان 

مروان من بين سعاله .. انا .. كويس .. كويس 

عاليا .. لأ كويس ايه ده الدم نازل من كل حتة فى وشك ..  اطلبله اسعاف يا عمر 

نظر ادم لعمر بوعيد حانق حتى تركه عمر قائلا 

عمر بانفعال .. قولتلك الامور متتحلش كدة يا ادم .. كويس كدة كان هيموت فى ايدك 

ادم بحنق .. يستاهل الجبان ده والمرة الجاية هموته بجد 
ثم امسك بتلك الورقة والقاها بوجه ملك الجاثية بجانب مروان قائلا 

ادم بسخرية .. هو ده اللى واثقة فيه وشايفاه محترم .. عرفتى انه كان غرضه يوصلك باى طريقة 
وشغل عليكى نفس الاسطوانة المشروخة اللى بيقولها لكل البنات 

حاول مروان النهوض بمساعدة ملك وعاليا وقد هدأ سعاله قليلا ليقترب جدا من ادم وعيونه مشتعلة ترمقه بنظرات غضب قائلا بتعب من بين سعلاته ..

مروان .. كل اللى فى دماغك ده غلط وللاسف هتفضل طول عمرك كدة .. علطول صوتك من دماغك ومبتديش فرصة لنفسك تفهم ولا تسأل حتى قبل ما تحكم على اللى ادامك
ثم قلب عينه ليرمقه بنظرة تحدى وشماتة قائلا ..
بس تعرف انا مش هرد عليك بنفس طريقتك دى عشان اخد حقى .. هسيب بس عذابك وحيرتك يجننوك عشان تعرف الحقيقة ومش هتنولها .. لان لو كنت جتلى وواجهتنى مكنش هيبقى فيه لزوم لكل اللى عملته ده 
ثم اقترب من اذنه قائلا بهمس .. نصيحة اقرأ الناس صح واعرف معادنها كويس قبل ما تفكر تحكم عليها
ثم اخذ يسعل مرة اخرى

امسكه عمر وقد قلق عليه بسبب سعاله القوى 
عمر .. ممكن باة كفاية كدة ويلا عالمستشفى .. انت بتنزل دم من بقك يا مروان 

ملك .. انا جاية معاكم 

عمر .. لأ الوقت اتأخر روحى انتى وعاليا دلوقتى وانا مش هسيبه الا اما اتطمن عليه 

انصرفو جميعا كلا فى طريق تاركين ادم يفكر بشرود كيف انه اخطأ الظن وقد قرأ تلك الورقة اللعينة بعينه !! اذا بما كان سوف يفكر 
ظل متجمدا بمكانه لفترة حتى اخذ سيارته وذهب للمنزل 

عند مروان وعمر بالسيارة

مروان .. بلاش مستشفى يا عمر هنروح الصيدلية اللى جنب بيتى 

عمر بقلق .. ازاى بس ده انت وشك كله متشوه يابنى 

مروان .. اسمع كلامى لو روحنا مستشفى هيعملو محضر ويسألو مين اللى عمل كدة وممكن ادم يتأذى فيها وحتى لو انكرت هيعملو تحريات ويعرفو من الكافيه .. متنساش ان فيه شهود كتير .

تأثر عمر بكلام مروان ليدرك كم هو شخص طيب واصيل المعدن متسائلا .. انت ازاى خايف عليه كدة بعد اللى عمله فيك؟

مروان .. انا عارف ان غيرته المجنونة هيا اللى حركته .. والله يا عمر انا بحبه ادم كويس بس عصبى ومتهور جدا وانفعالاته دى هيا اللى مودياه فى داهية وبتخسره كل اللى بيحبوه 

عمر .. عندك حق ادم مفيش اطيب ولا احن من قلبه .. بس الدنيا جاية عليه بزيادة انت متعرفش المصايب اللى هو فيها .. يبان من برة جامد وشديد وهو بيعانى والله وحاله يصعب عليك 

مروان .. ربنا يهديه .. بس صدقنى انا لا يمكن اعمل اللى بيقوله ده .. مش انا اللى اخون واحد صاحبى واطعنه فى ظهره .. ولا اجرى ورا واحدة عارف ومتأكد انه بيحبها 
بس اللى هيجننى سابو بعض ليه مدام بيحبها اوى كدة !

عمر .. دى حكاية طويلة .. وبرضو بسبب تهوره .. ادم اصله عنده كرامته وكبرياؤه فوق اى شئ ممكن يدوس على اى حاجة عشان يحافظ عليهم .. لكن هو بيعشق ملك وهيا برضو غيرته كتير وباة يتغاضى عن حاجات كتير بسببها .. المهم دلوقتى هنعمل ايه فى جروحك ونزيفك ده ؟!

مروان .. روح الصيدلية بس وهنتصرف متقلقش 

......
بعد فترة .. وصل عمر المنزل ليجد ادم جالسا على الاريكة بشرود وعيونه تنظر فى الفراغ وكأنه تائها لا يدرك شيئا من حوله
جلس بالمقعد امامه وظل معلقا عيونه عليه وقلبه ممتلئ بالشفقة على تلك الحالة التى وصل اليها 

عمر .. وبعدين يا ادم .. هتفضل تعذب نفسك كدة لحد امتى وكمان تخسر ناس بيحبوك 

لم يرد عليه ليردف هو 

عمر .. مروان مرضيش يروح مستشفى عشان خاف عليك .. خاف سيرتك تيجى فى المحضر وتتأذى .. عرفت انه شخص كويس 

انتبه ادم لكلامه ليلتفت له قائلا بقلق وهدوء مريب .. اسعفته ازاى ؟

عمر .. راح صيدلية يعرفها جنب بيته وهما عملو اللازم 

ادم بحيرة مجنونة .. انا شوفت الجواب بعينى اللى اداه لملك .. شوفته ومبقتش مصدق ولا مستوعب انه يعمل كدة معايا

عمر .. انا مش فاهم جواب ايه انت مفهمتناش اى حاجة ولقيناك فجأة قومت هجمت عالراجل .. بس اكيد فيه سوء تفاهم

ادم .. سوء تفاهم ازاى بقولك باعت جواب غرامى لملك انا شوفته وهو بيحطه فى كشكولها .. كنتو عايزنى اعمل ايه ساعتها اسقفله واخده بالحضن !! طبعا اتجننت ومحستش بنفسى بعدها 

عمر .. بس مروان اكدلى انه استحالة يبص لملك .. اكيد فيه حاجة احنا مش عارفينها وممكن تكون مش ملك المقصودة بالجواب ده 

ادم بيأس .. معدتش تفرق خلاص 

عمر .. تقصد ايه !

ادم بحزن .. انا حاولت كتير ارجع ملك ليا واحافظ عليها .. بس واضح ان مفيش فايدة وهيا حتى معندهاش اى استعداد نرجع .. شوفت انهاردة بكل اللى حصل ده ولا وجهت ليا كلمة واحدة ولا انا هاممها اصلا كل قلقها كان على مروان وانا اولع ومشاعرى وحرقتى عليها ولا فرقو معاها

عمر .. عايزها تعمل ايه وانت طاحن واحد من الضرب ما طبيعى تجرى عليه 

ادم .. هيا حرة باة .. انا خلاص قررت اصرف نظر عنها خالص وهعمل زى ما عملت .. لازم اتجاوزها وابدأ باة افكر فى مستقبلى شوية 

عمر .. طب ادخل نام دلوقتى وارتاح انت لازم تفصل من اليوم ده وبعدين نبقى نتكلم 

اومئ له برأسه وتركه ليدخل غرفته ويخلد الى النوم .. ولكنه لم يأته نوم فنظرات ملك وقلقها على مروان ما زالت بمخيلته يشعر وكأنها خنجر يمزق بقلبه ليدرك انه لا فائدة من كل ما يفعله تجاهها ويقرر ان يدعها وشأنها من الان
فمن اليوم لن يفرض سلطته وحكمه عليها ولم يهتم بها كالسابق .. فليتركها تفعل ما تريد وقتما تريد دون ان يتدخل بها بعد الان 
.....
بعد ايام فى الكلية 
شاهدت مروان يدخل من باب القسم لأول مرة بعد تلك الواقعة فركضت نحوه لتتساءل بقلق

ملك .. ازيك يا مروان عامل ايه دلوقتى ؟ 

مروان .. الحمدلله احسن كتير .. ملك انا كنت عايز اتكلم معاكى

ملك .. مش وقته لما تبقى كويس نتكلم

مروان .. انا كويس .. بس كنت عايزك تفهمى ان الورقة اللى ادم شافها دى مكنتش ليكى .. انا كنت اول مرة اكتب جواب زى ما نصحتينى وحبيت بس اوريهولك واخد رأيك فيه 

ملك .. انا فهمت كدة برضو

مروان .. انتى متعرفيش انا اعدت اكتب فيه اد ايه كل ما اكتب كلمتين اقطع الورقة وارجع اكتب تانى ميعجبنيش اقطعها تانى الموضوع فعلا طلع صعب جدا ومتعب للاعصاب 

ملك .. لأ ده عشان انت بس اول مرة تحب من قلبك بجد فحاسس ان كل الكلام اللى كنت بتقوله للبنات التانية مش هينفع معاها 

مروان .. بس انا متضايق انى اتسببتلك فى مشكلة كبيرة مع ادم .. واضح انه بيحبك اوى 

ملك بحسرة .. لأ انت فاهم غلط هو مبيحبنيش .. هو بس عايز يمتلكنى .. شايفنى حاجة بتاعته شئ يخصه ومش متخيل يكون لغيره عشان كدة اتجنن لما حس انى هضيع منه . 

مروان .. حرام عليكى يا ملك تظلميه كلنا شايفين انه بيحبك بجد .. ده كان هيموتنى من غيرته عليكى 

ملك بحزن .. لو حبنى بجد كان هيبقى عنده ثقة فيا .. كان هيحافظ على مشاعرى وميحاولش يجرحنى بأى شكل .. ومكنش قدر يبعد ويقسى ويعذبنى ويموت قلبى .. شافنى بموت فى بعده ومتهزش .. لو بيحبنى بجد يا مروان كان قدرنى وقدر حب ى ليه مش عند اول موقف يحصل يبيعنى وعند اول مشكلة تواجهه يتنازل عنى بمنتهى البساطة كأنى شئ ملهوش اى قيمة عنده 

مروان .. يعنى افهم من كدة ان انتى اللى مبقتيش تحبيه ؟! 

تجمدت ملامح وجهها لوهلة وامتلأت نظراتها بالحزن لتقول بعد صمت وتنهيدة طويلة ..صدقنى مبقتش عارفة .. بس اللى متأكدة منه انه مبقاش زى الاول بالنسبالى .. فيه حاجة اتكسرت بيننا .. عشان كدة بحاول ابعد عنه خالص وانسى انى كنت اعرفه

مروان .. بس واضح انه هو متمسك بيكى جدا .. ومش هيسيبك بسهولة .. ليه متديهوش فرصة ؟!

ملك .. فرصة واحدة !! انا ياما اديت فرص ياما حاولت احافظ على اللى بينا بس للاسف كنت بحارب واعافر لوحدى وكل فرصه ضيعها بعنده وجبروته 
ياريت نقفل الكلام فى الموضوع ده انا نهيته من زمان 

مروان .. اللى يريحك .. مقلتليش ايه رأيك فى الجواب ؟

ملك .. كلامه مؤثر جدا ويلمس القلب .. واضح انه طالع من قلبك بجد وكل كلمة فيه صادقة من جواك 

مروان .. اه والله كل كلمة حاسسها فعلا .. بس معنديش الشجاعة اديهولها 

ملك .. لا لازم تتشجع قبل ما تضيع منك وتندم .. فى اول فرصة لازم تديهولها 
....
خيم الحزن عليه حيث ظل طوال اليوم صامتا مكتئبا رغم محاولات عمر العديدة كى يغير من حالته تلك ولكنه كان حقا حزينا ليظل شاردا طوال الوقت 
وما ان انتهت محاضراته حتى توجه ادم لدار الايتام الذى قد زاره من قبل مع ملك ليجد سيف ذلك الطفل المحبب لقلبه يجلس بالحديقة وما ان رأى ادم حتى ركض نحوه قائلا بسعادة 

سيف .. ايه ده ادم 

انخفض بجسده ليحتضن اياه بسعادة فقد كان ذلك الطفل هو الوحيد القادر على اخراجه من حالته تلك .. وكأنه طوق النجاه بالنسبة له
ادم .. حبيبى وحشتنى .. عامل ايه 

سيف .. الحمد لله .. بس انا زعلان منك

ادم قاطبا حاجبيه بتعجب .. ليه بس انا عملت ايه ؟!

سيف .. عسان انت مس جيت زى ما وعدتنى اخل ملة 

ادم مقبلا اياه وما زال منخفضا بنفس مستواه .. عندك حق انا اسف بس انا كان عندى امتحانات كتير والله ومكنتش عارف اجيلك 

سيف بتعجب .. هو انت لسة فى المدلسة؟

ادم ضاحكا ضحكة خرجت من قلبه .. ههههه حرام عليك مدرسة ايه وانا شحط كدة ههههههه 

سيف .. مس بتقول امتحانات 

ادم مملسا على شعره بحنان .. مش انا قلتلك اننا بنتعلم زيك بس فى الجامعة .. اللى هى زى المدرسة كدة بس كبيييييرة اووووى

سيف .. ممممم طب وجبت الدلجات النهائية ولا انت بليد

ادم مقهقها من براءة ذلك الطفل الذى دخل قلبه منذ اول لحظة ... ههههههه بليد ههههههه .. لا متخافش انا شطور خالص وبجيب درجات حلوة .. وانت باة عملت ايه فى امتحاناتك ؟

سيف .. انا كمان سطول وجبت كل الدلجات النهائية وطلعت الاول على الفصل 

ادم بفرحة .. ايه ده بجد ده انت اشطر منى باة .. وعشان كدة انا جبتلك اللعبة اللى وعدتك بيها 

ثم اخرج من حقيبته علبة بها قطع من الاحجية (بازل) واعطاها له ليفرح سيف قائلا بسعادة 

سيف .. الله اللعبة دى ماما بتلعبها معانا .. ثم قطب حاجبيه قائلا بحزن طفولى .. بس انا مس بعلف العبها 

ادم .. انا هعلمهالك وهخليك استاذ فيها .. انا جبتلك حاجات سهلة هتتعلمها بسرعة وبعد كدة هجيبلك الاصعب 
يلا خرج القطع من العلبة 

سيف .. طب وهى ملوكة مس جت معاك عسان تلعب معانا

ارتسم الحزن على ملامح وجهه مرة اخرى عند ذكر اسمها ليقول بأسى .. لأ انا جيت لوحدى المرة دى انفع ؟

سيف .. ماسى .. بس يا ليت ملوكة كانت تلعب معانا كمان انا بحبها اوى 

ادم بشرود .. ياريت .. انا كمان بحبها اوى
ثم عاد لرشده قائلا .. يلا باة نلعب كفاية رغى 

سيف .. يلا 

ظل يكون معه الصور وسط سعادة سيف العارمة وحماسه الشديد والذى انعكس بالطبع على ادم ليعدل من مزاجه قليلا ويجعله يشعر ببعض الراحة والسعادة فى ظل وجوده معه 

بعد فترة دخلت الدار لتتفاجئ بادم امامها يجلس مع سيف ويبدو انهم مشغولين بشئ ما .. همت ان تنصرف ولكن كان قد لمحها سيف ليقول فجأة 

سيف بطفولية .. ملووووووكة 

التفت ادم صوبها ليجدها تقترب منهم .. تسارعت نبضات قلبه وشعر بحرارة شديدة تجتاح جسده ليحاول تجاهلها ناظرا لاسفل 

ملك .. ازيك يا سيف وحشتنى 

سيف .. وانتى كمان .. ثم اردف بحماس .. سوفتى البازل اللى ادم جابهولى 

ملك .. بس انت قلتلى قبل كدة انك مش بتحبه 

سيف .. ماهو ادم بيلعب معايا وعلمنى .. بس كنا عايزينك تلعبى معانا انتى كمان

ادم بتوتر ومازال ناظرا لأسفل متهربا من عيونها
ادم .. انا .. معرفش انك جاية .. لو اعرف مكنتش جيت وضايقتك بوجودى 

امسك سيف بيد ملك ليحثها على الجلوس بجانبه قائلا .. يلا يا ملوكة العبى معانا 

ادم .. خليكى انتى معاه وانا همشى 

نظرت له بتعجب حين امسك سيف بيده قائلا بحزن .. انت هتمسى قبل ما نخلص الصولة اللى بنعملها 

ملك .. لأ كمل انت معاه عشان ميزعلش .. انا اصلا كنت داخلة جوة جايبة حاجات للاطفال 

سيف بحماس .. هييييه انتى جايبة لعب لاخواتى ؟

ملك برقة .. اه يا حبيبى جبتلكم حاجات حلوة وعصاير ولعب وبلالين كتيييير اوى 

سيف .. هيييييه هييييه طب انا عايز اوزع الحاجات على اخواتى معاكى زى الملة اللى فاتت .. تعالى معانا يا ادم ولما نخلص نكمل 

ادم .. لا ادخلو انتو يا حبيبى وانا هستناك هنا 

تعجبت ملك من تغير ادم المفاجئ وتبدل معاملته معها .. فبعد محاولاته الدائمة للتقرب منها واصراره على جذب الاحاديث معها بأى طريقة .. ها هو الان يحاول التهرب منها وعدم التواجد معها باى مكان .. فضلا عن امتناعه للحديث معها ايضا فحتى السلام لم يلقه عليها 
كادت تضعف وتسأله مابه لتطمئن عليه فوضعه لا يبشر بالخير ابدا ولكنها تلك المرة اصرت ان تقاوم كل ما تريده وتشعر به لتمتنع تماما عن التحدث معه

تجاهلت كل ذلك لتمسك بيد الصغير وتتوجه للداخل تحت انظار ذلك العاشق الذى ما زال يقنع نفسه انها لم تعد له ولكن لم ينجح ابدا بذلك 

ظل يشاهدها من نافذة الغرفة بالخارج ليستشعر مدى حنانها ورقتها مع الاطفال ويتابعها وهى تقوم بتوزيع العديد من الحلوى والالعاب لتسعد قلوب الاطفال من حولها والذين يبدو عليهم حبهم الشديد لها وتعلقهم بها فما من طفل الا واحتضنها بحب وقبلها حتى كاد ان يغار عليها منهم 

ارتعش قلبه حين مسه سحرها وجاذبيتها الطاغية عليه وعلى المكان بأكمله ليظل يتأملها بعشق شديد وعزاء لقلبه انه قد خسر تلك الملاك الى الابد .. ليودعها بعيونه وينصرف بحزن دفين

بعد دقائق خرجا كلا من ملك و سيف للحديقة كى يكملا اللعب مع ادم ولكنهم تفاجأو بخلو المكان .. فيبدو انه لم ينتظرهم ورحل ليتسائل سيف 

سيف .. هو ادم فين !

ملك بحزن فقد اشتاقته كثيرا وكانت تطوق ان تقضى معه ولو القليل من الوقت عسى ان ترحم عذاب قلبها ولو قليلا 
ملك .. شكله مشى .. معلش تعالى نلعب احنا 

سيف ضاربا الارض بقدميه باعتراض طفولى .. لأ انا عايز ادم .. انا بحب العب معاه 

ملك تملس على شعره بحنان .. متزعلش ممكن مشغول ومقدرش يستناك .. تعالى نلعب احنا دلوقتى ولا انت خلاص مبقتش تحبنى 

سيف .. لا بحبك .. بس بحب ادم كمان كلميه خليه ييجى 

ملك .. ياسلام لو كانت الحياة بالبساطة دى .. مفيهاش عقد ولا مشاكل .. قد ايه انت برئ اوى يا سيف .. بس للأسف مش هينفع اكلمه .. ولو مش هتلعب معايا انا هزعل وهعيط وامشى 

سيف .. لأ خلاص خلاص مس تعيطى .. هلعب معاكى 
......
مرت ايام وايام وقد توقف ادم عن محاولاته للتقرب من ملك فاصبح يحاول عدم التواجد باماكن وجودها واصبح يتجنب الاحاديث معها حتى شعرت هى بتجاهله التام لها وابتعاده عنها حتى انه لم يعد حتى يهتم بوجودها 
فقد قرر بالنهاية تركها وشأنها ليهلك نفسه بالعمل والدراسة ولا يترك لنفسه اى وقت او فرصة للتفكير بها وبالطبع لم تحرك ساكن هى الاخرى فظلت عند قرارها وعلى وضعها فلم تحاول ابدا التحدث معه امتثالا لقراره وكبرياءها

مرت ايام اخر حتى بدأت الامتحانات وجاء اخر يوم بالامتحانات 

بعد خروجه من لجنة الامتحانات توجه الى الكافيتريا كى يحتسى قهوته حين رأى ملك تجلس بصحبة عاليا وبعض صديقاتهم بالكلية يأكلون البيتزا احتفالا بانتهاؤهم من الامتحان وانهاؤهم ايضا للدراسة 

ظل يتأملها بينهم كم هى جميلة ورقيقة .. كم كنت غبيا حين اضعتها من يدى .. لتلتفت له رغما عنها وتقع عيونها بعيونه ويتوقف بهم الزمن لوهلة وعيونهم تتحدث مع تسارع دقات قلبهم سويا وكأن تلك النظرات المتبادلة بينهم ماهى الا سهام مصوبة مباشرة لقلب كلا منهم 
ظلا يتبادلون النظرات وعيونه متمسكة بها ابية ان تتزحزح عنها لتحدثها بمدى اشتياقه لها وحسرته بسبب عدم قدرته على رؤيتها ثانية لتبادله نظرات يشعر من خلالها وكأن عيونها تستغيث به تحثه على الاقتراب منها .. تحثه على التمسك بها 

لم يتحمل كثيرا ليشعر بالضعف الشديد ويقترب منها قائلا وسط ذلك الجمع من الفتيات 

ادم بدون مقدمات .. ملك ممكن دقيقة ؟ ثم تحرك بعيدا عنهم منتظرا اياها وقلبه على وشك التوقف من سرعة نبضاته يدعو بداخله ان تجيب دعوته

تجمدت بمكانها لم تصدق انه طلبها للتحدث معها  فلم تتوقع تلك الحركة منه ابدا وخصوصا بعد اهماله وتجاهله لها طوال الفترة السابقة لتدرك انه قد فقد الامل منها ولم يعد ليتقرب منها مرة اخرى 

وسرعان ما التمعت عيونها بالسعادة وتوردت وجنتيها خجلا لتضع يديها على وجنتيها وتستشعر كم الحرارة المنبعثة منهم من شدة توترها .. تركت الفتيات من حولها لتذهب اليه قائلة 

ملك .. نعم يا ادم 

ادم .. فاكرة اخر يوم امتحانات الترم الاول .. لما كان نفسك نعد سوا وللاسف مقدرتش عشان السفر 
انا باة اللى نفسى اعد اتكلم معاكى انهاردة .. قبل ما اليوم يخلص ومش هقدر بعده اشوفك تانى 

ملك .. ادم انا ....

ادم .. انا مش هأخرك .. بس فيه كلام كتير جوايا لازم اقولهولك بما انها اخر مرة هشوفك فيها

ملك .. كلام ايه ؟!

ادم بتوتر وندم .. انا .. مديونلك باعتذار .. حقيقى انا اسف يا ملك على اى اذى او جرح اتسببتلك فيه .. بس صدقينى عمرى ما كان قصدى ائذيكى او اوجعك هيا الظروف للاسف اللى حكمت عليا بكدة واضطرتنى اعمل حاجات من وجهة نظرى كانت هيا الحل الوحيد ساعتها .. عارف انك مش هتسامحينى و مفيش حاجة تشفعلى اللى عملته معاكى بس سواء صدقتى او مصدقتيش انا فعلا عمرى ما هنساكى .. مش هنسى عيونك اللى سحرتنى من اول مرة شوفتك فيها .. ولا هقدر انسى شغلنا مع بعض واللى بدأ معاه كل حاجة حلوة بيننا .. واول مرة المس فيها ايدك وارتباكك ووشك اللى احمر ساعتها .. ثم تبسم قائلا بتأثر .. وكل ما اركب اسانسير هفتكرك وافتكر احلى لحظات عيشتها وانتى قريبة منى 
حتى عنادك ومناكفتك ليا مش هنساهم
.. ده غير مفتاح السعادة الحقيقى اللى ادتيهولى بمعرفتى للدار و سيف .. الملاك اللى ربنا بعتهولنا عشان يخفف عننا الوجع
هفضل دايما افتكر احلى لحظات قضيناها معاه 
صدقينى كل حاجة يا ملك هتفضل محفورة فى قلبى وعقلى .. 

ادمعت عيونها رغما عنها بسبب كلماته المؤثرة تلك فحاول الاقتراب بيده المرتعشة من وجنتيها بلحظة ضعف لتجفيف تلك الدموع المتلألأة على وجهها ولكنه تراجع فجأة مدركا انه لم يعد لديه الحق حتى بذلك ليردف بألم
ادم .. بلاش دموع يا ملك .. دموعك دى غالية عليا جدا .. وانا مستحقهاش 
ثم تركها وانصرف تاركا اياها بحالة مزرية جدا وقد اجتاحتها عاصفة ذكرياتهم وتفجر معها عنفوان مشاعرها لتنهار متمسكة بالحائط خلفها كى لا تسقط ارضا وتسيل دموعها على وجنتيها كالشلال لا تستطع ايقافه او كبح جماح عشق قلبها الذى ظل يتوسل لها ليعود لعشقه الحقيقى والوحيد بهذه الحياة . 
لمحتها عاليا بين الفتيات فتركتهم وذهبت لها قائلة بقلق 

عاليا .. ايه اللى حصل يا ملك فى ايه .. اتخانقتو تانى ولا ايه ؟

ملك .. لأ متخانقناش 

عاليا .. امال كان عايزك ليه 

ملك ناظرة بعيونها تحاول منع دموعها من الانفلات قائلة .. ادم كان بيودعنى يا عاليا .. خلاص كدة خلصت ومش هشوفه تانى .. كان نفسى اقوله ان انا كمان عمرى ما هنساه .. كان نفسى اقوله انى معشقتش حد قده وانه عندى بالدنيا ومافيها

عاليا .. طب ما انتى لسة فيها .. قوليله يا ملك .. خرجى اللى جواكى .. يمكن دى تكون اخر فرصة ليكم ومدام حاسة انك عايزاه كدة وموجوعة من وداعكم الحقى صارحيه بمشاعرك 

ملك بحيرة .. تفتكرى فيه امل ؟

عاليا .. عمر اكدلى انه محبش فى حياته غيرك .. وانتى اهو بتقولى نفس الكلام وانتو الاتنين متعذبين من فراقكم .. كفاية باة عذاب وبعد وحاولى تدى حبكم اخر فرصة 

ملك بسعادة .. عندك حق .. ثم امسكت بهاتفها تفكر برسالة مناسبة كى ترسلها له عسى ان تكون طرف الخيط الذى ستكتمل به قصة عشقهم 

كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من مروة التى سرعان ما اقتربت من ملك حين لاحظت انهيارها بعد انصراف ادم لتظل بمكانها تستمع لحديثها مع عاليا لمعرفة ما حدث مع ادم

عاليا .. هتعملى ايه ؟

ملك .. هبعتله رسالة .. اخر امل ليه وليا 

ما ان استمعت مروة لكلامها حتى جن جنونها وتأججت النيران بقلبها .. فان لم يكن لى لن يكون لكى ابدا .. لن ادعك تنتصرين على ايتها الفتاة .. لن ادعك تنعمين بادم بعد كل ما فعلته من اجل الفوز به .

ذهبت الى مكان تواجد ادم حيث كان يجلس بالكافيتريا بجانب عمر وجلست بالقرب منه قليلا ثم امسكت بهاتفها وظلت منهمكة بالعمل به حتى وصلت رحاب متسائلة بتعجب 
رحاب .. ايه يابنتى بتعملى ايه شاغلك كدة ؟!

مروة .. ثوانى بس يارحاب سيبينى اركز 

رحاب .. تركزى فى ايه .. مش قلنا هنخرج !

مروة وما زالت محملقة فى الهاتف امامها .. بعمل حاجة مهمة يا رحاب .. استنينى دقايق هخلص ونخرج على طول 

ثم هبت واقفة فجأة قائلة بسعادة .. خلاص اتعمل واخيرا 

رحاب .. هو ايه اللى اتعمل ما تفهمينى يابنتى 

مروة .. اووووف قلتلك سيبينى ثوانى .. ثم تحركت من امامها ممسكة بهاتفها لتتأهب منتظرة رسالة ملك بفروغ صبر 
فقد استطاعت فى تلك الدقائق البسيطة ان تخترق هاتف ادم .. وكيف لا وهى خبيرة بتلك الامور منذ صغرها وقد كانت الدافع لها كى تختار قسم حاسبات
فقد ساعدتها دراستها كثيرا على تطوير مهارتها الخبيثة تلك 
ليتها لم تفعل وليت ملك لم ترسل تلك الرسالة لأدم حيث قالت بها 

( انا اللى مش هقدر انساك يا ادم ولو لسة شايف ان فيه فرصة ممكن تجمعنا تانى قابلنى فى نفس الكافيه الساعة ٦ .. هكون فى انتظارك)
قرأت رسالتها والشر يلتمع بعيونها لتقوم بمسحها بسرعة قبل ان يراها ادم وتبتسم بخبث قائلة بغل .. ابقى ورينى باة هتتجمعو تانى ازاى ياست ملك 

تركت هاتفها بتوتر ممسكة بقلبها وعيونها ملتمعة بالسعادة والامل قائلة 

ملك .. بعتله يقابلنى .. قلبى بيدق جامد مرعوبة وركبى بتخبط فى بعض 

عاليا بمزح.. هههه ليه داخلة امتحان ولا ايه ؟!

ملك .. ده اصعب امتحان فى حياتى .. بس خايفة اكون اتسرعت واندم

عاليا .. لا انتى عملتى الصح .. بدل ما تفضلى طول عمرك بتلومى نفسك كل ما تفتكريه

ملك .. طيب انا يادوب الحق اروح اغير هدومى .. ادعيلى 
......

ماهيتاب .. انا مش مصدقة ان خلاص خطوبتنا الاسبوع الجاى .. بجد هطير من السعادة

شادى .. ربنا يقدرنى يا حبيبتى واقدر اخليكى مبسوطة دايما .. المهم بعتو الدعوات خلاص ؟

ماهيتاب .. اه كله تمام وماما كمان حضرت كل حاجة واتفقت عالبوفيه 

شادى .. طيب تمام كدة مش فاضل غير الجرافتة اللى غلبتينى عليها 

ماهيتاب .. اعملك ايه ماهو مفيش حاجة نافعة مع فستانى لازم تكون نفس اللون 

شادى .. حاضر يا ستى هعدى عليكى بكرة ونروح ندور تانى ولا تزعلى 

ماهيتاب .. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا 
.....
فى شركة يوسف الاسناوى
جلس بمكتبه ممسكا بدعوة الخطوبة ينظر اليها بيده بشرود وحيرة .. يتمنى لو تكون بتلك الحفلة ليشبع عيونه وقلبه منها فحتى لو كان السبيل لها مستحيل فيكفيه رؤيتها ولو لساعات قليلة كى يرتاح قلبه 

امسك بهاتفه بتردد ليكتب رقمها الذى حفظه عن ظهر قلب محاولا الاتصال بها .. فقد وجد حجة مناسبة كى يستطع مهاتفتها من رقمه الشخصى معلنا عن هويته تلك المرة 
ظل منتظرا ردها ودقات قلبه قد اوشكت على التوقف من شدة القلق والتوتر حتى اتاه ردها 
.....

كانت تحاول استذكار دروسها ولكن منعتها افكارها بذلك المجهول الذى طالما حاول الاتصال بها دون الافصاح عن هويته وقد مر وقتا طويلا منذ اخر اتصال منه لتتحير من امره لما قطع اتصالاته فجأة والاهم لما انا مهتمة لدرجة انتظارى كل يوم لاتصاله بلا جدوى 

وسط افكارها تلك تصاعد رنين هاتفها لتركض عليه بسرعة املا ان يكون هو المتصل ولكنها تفاجأت بل اندهشت حين وجدت اسم يوسف على الهاتف 
لا تدرى لما توترت فجأة وتسارعت نبضات قلبها مع تعالى صوت انفاسها معلنة ارتباكها الشديد
ولكنها حاولت تمالك نفسها لترد قائلة بهدوء ينافى العاصفة التى زلزلتها للتو
اية .. الو ...
......

   •تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent