Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الفصل الواحد و العشرون 21 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

   رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الفصل الواحد و العشرون 21

   كان جعفر في عالمٍ آخر، الصدمة جعلته يصمت وكأنه في إحدى الأفلام الدرامية، وضعت بيلا يديها على فمها بصدمه وهي تنظر لهُ وسقطت دموعه واحده تلو الأخرى ثم أصبحت كالشلالات المنهمرة وصدره يعلو ويهبط بقوه وصوت أنفاسه عالية … لم يشعر بنفسه إلا وهو يسقط أرضًا ويصرخ صرخه عالية للغاية هزّت المكان، صرخه مؤلمة مليئة بالجروح والوجع، شعر بنيران تنهش قلبه بكل وحشية وهو مازال يصرخ بحرقه فلم يكن يتوقع بأن يكون متورطًا في هذه الحقيقة القاسية، جلست بيلا على رُكبتيها ووضعت راحتيها على كتفيه وهي تنظر لهُ بدموع وحزن، بدء يبكي بقوه فهو لا يعلم ماذا فعل حتى يُعاقب هكذا فقد دُمر جعفر من كل جهة، نهشت الحيوانات المفترسة لحمه بصعر ودون رحمة لتجعله في النهاية عبارة عن بقايا عظام، تحدثت بيلا بدموع وصوتٍ مهزوز وهي تقول بحزن شديد:وحد الله يا جعفر دا نصيبهم وخدوه مش هتقدر ترجعهم تاني
أزداد بكاء جعفر وأصبح يبكي بصوتٍ عالِ وهو يرفض الأستماع لمن حوله، نظرت بيلا لغزالة التي كانت تنظر لهُ بحزن وتأثر ودموع حبيسة بملقتيها، دلف مُنصف ولؤي وخلفهما بثوانِ سراج الذي أقترب منهم وهو لا يعلم ماذا حدث، جلس مُنصف على رُكبتيه من الجهة الأخرى ووضع راحته على كتف جعفر وهو يقول بتساؤل وقلق:في ايه جعفر ماله ؟
نظر لهُ ومال برأسه قليلًا وهو يقول:أهدى يا جعفر مالك ؟!
نظر سراج لغزالة وهادي وعلم بأنهما أخبرانه الحقيقة، تحدثت بيلا بدموع وحزن وهي تنظر لمُنصف قائلة:جعفر عرف الحقيقة … غزالة وهادي قالوله كل حاجه
نظروا لهما بصدمه فلم يكونوا يتوقعون بأن يخبرانه بالحقيقة، نظر مُنصف لهما وهو يشعر بالعجز ولا يعلم ماذا يفعل، نظر لؤي لبيلا وقال:قالوله ايه بالظبط خلاه بالحالة دي
نظرت لهُ بيلا وهي لا تُريد أن تقول شيئًا كهذا أمام جعفر حتى لا تزيد وجعه ولكن قال لؤي بإصرار:بيلا جعفر عرف ايه عشان نعرف نتعامل معاه
نظر سراج لهما وقال:تعالوا ورايا
خرج سراج ونظرا هما لهُ ثم ذهب لؤي خلفه ونهض مُنصف وذهب خلفهما بينما نظرت بيلا لجعفر وربتت على ظهره بمواساه وهي تقول بحزن:عشان خاطري يا جعفر أهدى انتَ بتأذي نفسك وانتَ مش حاسس
كان جعفر يستند بذراعيه على الأرض ورأسه عليهما ويبكي فمالت بيلا برأسها نحوه وهي تتحدث معه عله يهدء وهي تعلم بأنه لا يستمع إليها ولكن لا بأس فلتُحاول فحسب
في الخارج
لؤي بصدمه:انتَ عرفت منين
نظر لهُ سراج وقال:مش وقته يا لؤي المهم دلوقتي هنهدي جعفر أزاي دا مش هيهديه حاجه غير الأنتقام … جعفر لو فاق هيفوق على الكل ومش هيرحم حد
مُنصف:والحل دلوقتي لازم نهديه ونمشيه من هنا مينفعش يسمع أكتر من كدا هيجراله حاجه
سراج بضيق:بعد الشر متقولش كدا … لازم نحاول ولو مكانش كدا هلجأ لحل تاني
مُنصف بتساؤل:واللي هو ؟
نظر لهما وقال:يتخدر
في الداخل
عادوا مره أخرى وكان هو مازال كما هو فأقترب سراج وجلس على رُكبتيه بجانبه وهو يقول بصوتٍ عالِ حتى يسمعه ويستجيب لهُ:جعفر لازم تفوق يا صاحبي متدخلش نفسك في الدوامة دي انتَ مش قدها صدقني لازم تفوق يا جعفر
وضع جعفر يديه على أذنيه وهو يضغط عليهما حتى لا يسمعه فحاول معه أصدقائه ولكنه أصر على ما هو عليه فنظر لهما سراج وقال:للأسف هنلجأ للحل التاني
نظرت لهُ بيلا وقالت بعدم فهم:حل ايه
نظر لها سراج وقال:هيتخدر
جحظت عينان بيلا بصدمه فقال سراج:مفيش حل تاني جعفر لازم يتخدر لو سبناه كدا هيودي نفسه في داهيه
صمتت بيلا قليلًا وهي لا تعلم ماذا تقول فهي تشعر بالقلق والخوف فأخرجها سراج من دوامتها وهو يقول:يلا يا بيلا أكيد انتِ مش عايزه تشوفيه في حالة أسوء من دي ولا إحنا كمان
نظرت بيلا لجعفر بدموع ثم نظرت لهُ وحركت رأسها برفق رغمًا عنها وهي تقول:ماشي
أخرج سراج حقنة التخدير من جيب چاكته وقام بتجهيزها تحت نظرات بيلا الخائفة والتي قالت:ركز عشان متديهوش جُرعه زيادة بالغلط يا سراج
تحدث سراج بتركيز وهو ينظر للحقنة قائلًا:متخافيش
قام سراج بتجهيزها ونظر لمُنصف ولؤي اللذان تحركا ووقف كل واحدٍ منهما بجهة وحملا نصفه العلوي بقوه وقال سراج:ثبتوه عشان ميتحركش
حاوطه مُنصف بقوه وقام لؤي بتثبيت ذراعه وحقنه سراج بها سريعًا تحت نظرات بيلا التي كانت تنظر لهم بحزن ودموع ثم نظرت لجعفر الذي كان ينظر لها بعينيه الباكية والحمراء من يراه يُشفق عليه، لحظات وبدء جعفر يغيب عن الوعي تدريجيًا ونظره مُسلط على بيلا وكأنه يطلب منها عدم التخلّي عنه، تراخى جسده بأحضان مُنصف وفقد الوعي تحت نظراتهم، وقف سراج وقال:دا أنسب حل
سقطت دموع بيلا وهي تنظر لهُ بينما نظر سراج لغزالة وهادي للحظات ثم نظر لمُنصف وقال:انا هاخد جعفر معايا عنيكوا تكون مفتحه كويس أوي لأي حاجه تحصل لحد ما أتصرف انا معاه
لؤي:أي جديد تبلغنا
نظر لهُ وحرك رأسه برفق ثم أقترب من جعفر ومال بجزعه وهو يقول:قومه معايا يا مُنصف
لؤي بتساؤل:انتَ هتاخده أزاي ؟
سراج:انا عامل حسابي متقلقش
حمله سراج على كتفه فقال مُنصف:على مهلك وأبقى طمني عليه
حرك سراج رأسه برفق ونظر لبيلا وقال:يلا ؟!
ألقت بيلا نظره أخيره على غزالة وهادي ثم نظرت لسراج بهدوء وعينان باكيتان وذهبت معه وتركوا غزالة وهادي كما هما
في منزل كيڤن
كانت كاثرين تجلس وهي شارده للحظات حتى أخرجها من شرودها أقتراب سميث منها وهو يقول:أتُفكرين في الطعام
نظرت لهُ كاثرين وأبتسمت قائلة:نعم … أشعر بالجوع
سميث:حسنًا … الطعام بالداخل لقد جلبته هذا الصباح
أبتسمت كاثرين بجانبيه وهي تنظر لهُ قائلة:لمَ لم تُخبرني سميث أنت تعلم بأنني جائعة وبشده
نهضت وتركته وذهبت للمطبخ فنهض هو أيضًا ودلف خلفها وهو يقول:لا أعلم عزيزتي بأنكِ بكل هذا الجوع
لم تُعيره أيا أهميه فأبتسم هو بجانبيه ونظر للخارج ورأى سراج يدلف ويحمل جعفر على كتفه وخلفه بيلا، خرج سميث من المطبخ إلى الخارج ورأى سراج يدلف فعقد حاجبيه وقال:ماذا يحدث ما الذي أصابه
صعد سراج للأعلى وخلفه بيلا التي كانت تُجفف دموعها دون أن يتحدث فصعد خلفه كي يفهم ماذا حدث، بينما وضعه سراج على الفراش ودثرته بيلا جيدًا فدلف سميث وهو يقول:ماذا حدث يا رفاق هل هو بخير
نظر سراج لبيلا وقال:متقلقيش ساعه ساعتين بالكتير أوي ويفوق
حركت رأسها برفق وهي تنظر لجعفر بحزن فقال سراج:لو أحتاجتي حاجه ياريت تعرفيني
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ وقالت بهدوء:شكرًا يا سراج مش عارفه أقولك ايه
سراج بأبتسامه:متشكرنيش دا أخويا المهم خلّي بالك منه وانا هاجي شويه كدا وأتطمن عليه
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه بينما نظر سراج لسميث وتحرك متجهًا للخارج وجذبه معه وهو يقول:هيا معي
أخذه وخرجا من الغرفة وأغلق الباب خلفه وترك بيلا مع جعفر الذي كان لا يعي لمن حوله، جلست بجانبه وهي تنظر لهُ بهدوء ورغمًا عنها تذكرت ما حدث وسمعت صوت بكاءه وصراخه بأذنيها وكأنه يُعاد أمامها مره أخرى، زفرت بهدوء ثم نظرت لهُ لثوانِ قبل أن تنهض وتذهب
في الأسفل
كانوا جميعهم مجتمعون ويستمعون لهُ بحزن، تحدثت روزلين بتأثر قائلة:يا إللهي … لقد أشفقت عليه كثيرًا
كين بتساؤل:وهل هو بخير الآن ؟
حرك سراج رأسه نافيًا وهو يقول:لا إنه ليس بأفضل حال
كيڤن:هذا يعني بأنه وحيد في هذا العالم
سراج:نعم … مقتل أبويه سيُسبب لهُ مشاكل نفسية كثيرة صعب التعافي منها بسهولة
روزلين:إن إحتاج لشئ سراج أخبرني فحسب .. أنا أحببته منذُ أول مرة جاء فيها إلى هُنا شعرت بأنني أتعامل مع أبني وليس رفيقك … صديقك بداخله شئ يجذبني إليه دائمًا سراج … لا أعلم ما هذا الشئ ولكن عندما أراه أشعر بشئٍ ما يجذبني تجاهه وأود أن أراه بخير دائمًا … يبدوا لأنني فقدت أبني منذُ سنوات عديدة كُلما رأيته أمامي أردت أن أُعانقه … ولذلك أُريد منك عندما يستفيق تُخبرُني
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول:حسنًا … عندما يستفيق ستُخبرنا زوجته
في الأعلى
عادت بيلا مره أخرى وبيدها صحن بهِ مياه ومعها قطعه قماش، جلست على طرف الفراش ووضعت الصحن وقطعه القماش بهِ ثم جففتها جيدًا وبدأت تمسح بها على وجهه برفق وهي تُزيل الأتربة من على وجهه ثم ذراعيه وراحتيه وهي شارده تُفكر فيما سمعته من غزالة فهي تعلم بأن الحقيقة صعبة للغاية وعدم تقبلها ليس بالشئ الهين، ولكن تقبُل جعفر لها ليس بالشئ الهين فهي تعلم بأنه متهور ودائمًا يفعل ما يُطيح بهِ إلى الهلاك، زفرت بهدوء ونظرت لهُ بشرود وهي تشعر بأنها يجب عليها أن تفعل شيئًا ما من أجله فيجب عليها مساندته ودعمه حتى وإن كان صعبًا عليها ستتحمل من أجله الصعاب، أنتهت بيلا ودثرته مره أخرى وأخذت الصحن وذهبت وتركته حتى يستفيق
في الحارة
نظر لؤي حوله بهدوء بينما كان مُنصف جالسًا بجواره ويُمسك بسيجارته وينظر بهاتفه، تحدث لؤي وهو ينظر للمارين قائلًا:ملهاش طعم من غيره
تحدث مُنصف بعد ثوانِ وهو يقول:ومين سمعك … وحشني صوته اللي كان مسمع في الحارة أربعة وعشرين ساعة
تحدث لؤي وهو يبتسم بجانبيه ويقول بسخريه:أتمنى يكونوا أرتاحوا … أهو سابها خالص وبقى لا حول بيه ولا قوة … المصايب نازله على دماغه من كل مكان وكأن الدنيا بتعاند معاه
مُنصف:تعرف … لو جعفر أتغير هتتغير حاجات كتير أوي وحياته هتبقى أفضل بكتير
نظر لهُ لؤي وقال:تقصد ايه يا مُنصف
نظر لهُ مُنصف وقال:يا عم لا مش قصدي … قصدي أنه بعد ما عرف الحقيقة أكيد مش هيسيب نفسه كدا
لؤي:وانتَ فكرك جعفر هيقتنع بالسهولة دي … جعفر عنيد وانا وانتَ عارفين كدا … صعب تقنعه بأي حاجه يا مُنصف
مُنصف:حبة ضغط مننا ومن مراته هيخليه يعيد تفكيره مره تانيه ويشوفها من زاوية تانيه
أعتدل لؤي بجلسته وأستند بظهره على ظهر المقعد الخشبي وقال:أتمنى يحصل … انا هتمناله كل خير والله دا أخويا قبل ما يكون صاحبي واكلين مع بعض عيش وملح من صغرنا دا الناس بتحسدنا على صداقتنا
مُنصف:هي كدا دايمًا يا لؤي … شويه تبقى معاك … وشويه تبقى عليك … مش ثابته على قرار للأسف وهو أكيد ربنا هيعوضه وهيرزقه جايز يلاقي شغلانة كويسه … أو ربنا يهديه … أو يرزقه بالذرية الصالحة هو ونصيبه اللي مكتوب هياخده
زفر لؤي وهو أمامه بهدوء وقال:على رأيك … ربنا ييسرله الحال
مر اليوم سريعًا حتى حل المساء
دلفت بيلا الغرفة ورأته مستيقظًا … يجلس على الفراش وينظر أمامه بشرود حتى أنه لم يشعر بها وهي تقترب منه وتجلس أمامه على طرف الفراش، نظرت لهُ بهدوء وهو ينظر أمامه فزفرت بهدوء ومدّت يدها ووضعتها على ذراعه وهي تقول بصوتٍ هادئ:كويس
نظرت لهُ تنتظر أجابته عليها ولكن قابلها الهدوء فقالت من جديد:انتَ على لحم بطنك من الصبح ومكلتش حاجه والساعة دلوقتي حداشر ونص بليل أجيبلك حاجه تاكلها !
لم يصدر منه رّد فعل أيضًا فأقتربت منه بجسدها حتى أصبحت قريبة منه وعانقته وهي تُمسدّ على ظهره بحنان دون أن تتحدث، أدمعت عيناه حاول جاهدًا أن لا يبكي ولكن خانته دموعه لتسقط على كتفها كالشلالات المنهمرة وحاوطها بذراعيه وهو يضع رأسه على كتفها فأدمعت عيناها وربتت على ظهرها بمواساة، القليل من الوقت مروا كان هو يبكي بهدوء وهي تواسيه، حتى سمعته يقول بصوتٍ باكِ:طلعت يتيم بعد العمر دا كله يا بيلا … الست اللي عيشت معاها عمري كله دمرتني أشد تدمير ممكن الإنسان يدمر بيه إنسان … عايش طول العمر دا مخدوع ومضحوك عليا طب ذنبي ايه … طب انا بتعاقب على اللي عملوه دلوقتي … وياريتهم ماتوا موته ربنا … ماتوا مقتولين … ذنبي ايه يارب وذنب أختي ايه … عملنا ايه عشان يحصل فينا كدا … عصيتك في ايه يارب عشان أتعاقب العقاب دا انا معملتش حاجه تغضبك مني … حاسس أحساس وحش أوي … عارفه لما تتفرجي على فيلم وتشوفي واحد بيشيل قلب واحد من مكانه بعزم ما فيه … انا قلبي أتشال بنفس النظام بس أتعذب قبل ما يترحم … غلطته اللي عملها اللي ممكن كانت هتغير كل حاجه مفكرش في عواقبها قدام … مفكرش فيا ولا في مها … عايش مع ناس مش أهلي ولا من دمي … كل واحد يحرك فيا شويه زي اللعبة … انا أمك يا جعفر … انا اللي بطني شالتك جاي بعد دا كله تزعلني منك بالشكل دا … تضرب في بطنها بسيف البعيدة اللي دمرتني … أبسط حقوقي مخدتهاش … لو كنت حتى معايا أعدادية كانت هتبقى أهون من مفيش على الأقل هعرف أقرألي كلمتين … انا مليان جروح يا بيلا متداواش حتى لو مر عليها سنين … بس انا أتظلمت في كل حاجه وأتحرمت من كل حاجه … ياريتها كانت قتلتني معاهم ولا عيشت لحد اليوم دا
تحدثت بيلا وهي تُعنفه قائلة:بعد الشر عليك ايه اللي بتقوله دا يا جعفر لا متقولش كدا أبدًا انتَ مكتوبلك عُمر هتعيشه لو كان عمرك خلص كان وجب قضاء ربنا بس ربنا لسه مديك عُمر … اللي ربنا بيبتليه كدا يا جعفر بيكون بيحبه أوي وليه مكانة كبيره أوي عنده … ممكن تتظلم في الدنيا دي كتير أوي … بس يوم القيامة لما تقف قدام اللي ظلمك هتلاقي حاجه تانيه خالص … هتلاقي أن ربنا خدلك حقك منه … لو دعيت دلوقتي هيستجاب عشان دعوة المظلوم دايمًا مستجابة … انا عارفه قد ايه الأمتحان دا صعب عليك ومش سهل بس انا واثقه أن ربنا هيعوضك خير عن كل حاجه وحشه حصلت في حياتك وهياخدلك حقك … بس لازم تديله حقه هو كمان ومتنساهوش ووقت ما يرزقك بنعمة حلوة قول الحمد لله يارب على نعمتك التي أنعمت عليّ بها … صدقني حياتك هتتغير بطريقه غير طبيعيه لو خدت خطوه صح لقدام
شدد جعفر من أحتضانه لها وهو يقول بصوتٍ باكِ ودموع:انتِ النعمة الحلوة الوحيدة اللي في حياتي يا بيلا واللي بشكر ربنا عليها كل يوم … انا مش عايزك تسيبيني انا محتاجك أوي الفترة دي … محتاج أترمي في حضنك وتعرفيني الصح من الغلط … مش عايز أكمل حياتي على نفس النمط انا مش حابب نفسي
مسدّت على ظهره بحنان وقالت بحب:انا جنبك وقت ما تيجي هتلاقيني مستنياك بصدر رحب حتى لو هتتكلم كلام مش مفهوم … انا معاك في أي حاجه وقت ما تقول حاجه هقولك عنيا ليك
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وقال:ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
أبتسمت بيلا وقالت بمرح:ويخليك ليا يا دكري
أبتسم جعفر بخفه وأبتعد عنها فنظرت لهُ بأبتسامه ثم مدّت يدها ومسحت دموعه بأطراف أصابعها وهي تقول:كفاية دموع بقى اللي حصل حصل خلاص نقفل الماضي ونبص للمستقبل … أتفقنا
حرك رأسه برفق فقالت هي:قولي بقى يا ترى هتاكل ولا لسه مُصمم متاكلش
أبتسم جعفر وقال:لا هاكل عشان جعان
أبتسمت بيلا وقالت:ماشي يا سيدي أستنى هروح أجيبلك الأكل وأجي بس أوعى تنام ها انتَ حُر
أردفت بها بتحذير وهي ترفع سبّابتها وتتجه للخارج وعلى ثغرها أبتسامه خفيفه فأبتسم هو وحرك رأسه برفق وقال:حاضر
أتسعت أبتسامه بيلا وتركته وخرجت بينما نظر هو لأثرها ثم زفر وعاد بظهره يستند على ظهر الفراش وهو ينظر للسقف بشرود
بعد مرور أسبوع
كان جعفر واقفًا بالخارج وهو يستند بنصفه الأيمن على الشجرة وينظر حوله بهدوء حتى أقتربت منه بيلا بهدوء ووقفت بجانبه وهي تقول:انتَ ناسي حاجه مهمة أوي يا باشا
نظر لها جعفر نظره ذات معنى فقالت هي:انا منزلتش الجامعة وفات أسبوعين
أغمض جعفر عيناه فقد نسي تمامًا أمرها، فتح عينيه مره أخرى ونظر لها وقال:فاتك كتير
أغمضت عينيها قليلًا وهي تقول:مش أوي يعني
حرك رأسه برفق ونظر أمامه قائلًا:هوديكي حاضر
بيلا:طب كنت عايزه أسألك سؤال كدا يعني بس مش عارفه أقولهولك أزاي
نظر لها جعفر وقال بهدوء:متقلقيش انا هتصرف
نظرت بيلا للأسفل بحرج فقال هو:المهم جهزي نفسك … هتروحي أمتى بقى
بيلا بهدوء:بكرا
حرك رأسه بتفهم وقال:جهزي نفسك وسيبي الباقي عليا وأي حاجه نفسك فيها متحرميش نفسك منها ومتخبيش عليا برضوا عشان هضايق أوي ساعتها … انا المسئول عن مصاريفك مهما كانت
حركت رأسها برفق ولم تتحدث فأعتدل هو بوقفته وقال:انا هروح مشوار كدا وراجع
بيلا بهدوء:هتروحلهم
نظر لها ولم يتحدث فقالت هي:ناوي تاخد خطوه
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بهدوء وقال:مش هينفع أفضل ساكت كدا … عايز أعرف أكتر
بيلا:وهتواجه البت دي أزاي ممكن تعمل أي حاجه من غير ما تاخد بالك يا جعفر
جعفر:خير أن شاء الله مش عايزك تخافي انا هتصرف بس عايزك تدعيلي
مدّ يده وأمسك بيدها ووضعها على موضع قلبه وهو يقول:مدمر
نظرت لهُ بيلا وقالت:هيتصلح ويرجع زي الأول … حتى لو كان فتافيت … في أيدك ترجعه أحسنّ من الأول كمان
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:مظنش … اللي بيتكسر عمره ما بيتصلح يا بيلا … انا عيشت بيه مشروخ طول السنين اللي فاتت دي … لحد ما جه اليوم اللي كان زي النهارده من أسبوع وأتكسر … مش هيرجع صدقيني … انا عارف انا بقولك ايه وعارف نفسي كويس أوي
زفرت بهدوء ونظرت لهُ بعينان لامعتان بينما كان هو ينظر لها بهدوء، ربتت على موضع قلبه وهي تقول:هيرجع عشان خاطر بيلا … هيرجع صدقني
نظر جعفر للأسفل واكتسى الحزن وجهه فأقتربت هي منه وعانقته قائلة:انا متفائلة خير صدقني
عانقها جعفر وهو ينظر للفراغ دون أن يتحدث بحرفٍ واحد
في منزل والده سراج
كانت مها تُحاول الوصول إلى جعفر على مدار الأيام التي مضت في محاولة فاشلة منها مما جعلها تحزن كثيرًا، كانت تجلس على الأريكة وهي تنظر للفراغ حتى فُتح الباب ودلف جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه قائلًا:قالولي أني واحشك
نظرت لهُ مها ولم تصدق عينيها فقال هو بأبتسامه وهو يفتح ذراعيه لها:مستنيه ايه
أدمعت عينان مها ولم تنتظر كثيرًا حتى نهضت وأقتربت منه سريعًا وأرتمت بأحضانه، عانقها جعفر بحب وبادلته مها ذلك وأكثر فقد أشتاقت لهُ كثيرًا وسعدت عندما رأته أمامها مره أخرى، طبع جعفر قُبلة على خدها وهو يقول:وحشتيني أوي يا مها
شددت مها من عناقها لهُ وهي تقول:وانتَ أكتر يا جعفر … وحشتني فوق ما تتصور
ربت جعفر على ظهرها بحنان ثم أبتعدت هي عنه بهدوء وهي تنظر لهُ فنظر لها جعفر قليلًا ثم قال:حاسك متغيره
مها:عشان مبقتش جنب جعفر … بعدت عن الشخص اللي عايشه معاه حياتي كلها لظروف معرفهاش … بقيت أشوف أخويا صُدفه مُتخيل بعد ما كان قدامي أربعة وعشرين ساعه
نظر لها جعفر بحزن وقالت هي:انا مش فاهمه حاجه ومعرفش انتَ بتعمل ايه ومبعدني ليه عنك انا عملت ايه عشان تحرمني من وجودك وانتَ لسه عايش … بتعمل كدا ليه بجد يا جعفر انا مش فهماك
أردفت بجملتها الأخيرة وهي تنظر لهُ بعينان دامعتان بينما نظر هو لها بتأثر وقال بنبره حزينه:عشان خايف عليكي يا مها … انتِ اللي بقيالي في الدنيا دي مش عايز أخسرك في أي وقت … كل اللي بعمله دا عشان خايف عليكي صدقيني انتِ مش عارفه حاجه
مها:طيب عرفني … انا قدامك أهو وبقولك عرفني يا جعفر انا محتاجه أعرف
نظر لها للحظات وادمعت عيناه بينما كانت هي تنظر لهُ بتعجب وهي تقول:في ايه يا جعفر انتَ هتعيط
أغمض جعفر عيناه وهو يزفر بقوه فهو لا يعلم ماذا سيقول لها فهو يشعر بالحيرة ولا يعلم ماذا ستفعل هي عندما تعلم شيئًا كهذا، نظر لها جعفر وعندما جاء كي يتحدث شعر بأن شيئًا قد ألجم لسانه ليمنعه عن الحديث لسبب غير معلوم، بينما نظرت لهُ مها وقالت:قول يا جعفر كنت هتقول ايه ورجعت في كلامك فيه
مسح جعفر على وجهه وهو يزفر قائلًا بحيرة:مش عارف يا مها … مش عارف أتكلم ومش عارف أقولك ايه
مها بتشجيع:قول حتى لو الكلام مش داخل في بعضه انا هفهمك بس أتكلم
عده طرقات على باب الغرفة قطعت جعفر عن الحديث، نظرا للطارق ولم تكن سوى بيلا التي دلفت وأغلقت الباب خلفها وتقدمت منهما، نظرت لها مها وقالت:أزيك يا بيلا
عانقتها بيلا وهي تقول بهدوء:الحمد لله طمنيني عليكي
ابتعدت عنها ونظرت لها قائلة:كويسه الحمد لله
نظرت بيلا لجعفر الذي نظر لها وقالت:جيت في وقت مش مناسب ولا ايه
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:لا بالعكس جيتي في أنسب وقت … انا مش عارف أفاتحها أزاي
نظرت مها لهما وقالت:في ايه حصل حاجه انتَ تعبان … ماله يا بيلا
نظرت بيلا لجعفر الذي مسح على خصلاته للخلف وهو لا يعلم كيف سيقول ذلك فسمع مها تقول:في ايه يا جماعه انا خوفت على فكره
ثم نظرت لبيلا وقالت:في ايه يا بيلا جعفر في حاجه وجعاه صح عشان كدا خايف يقول
سقطت دموع جعفر وهو ينظر لها وشعر بألم قلبه يعود من جديد فمهما حدث لا يملُك الشجاعه الكافيه لإخبارها بهذا الخبر القاسي فنظر لبيلا علها تنقذه هي وفهمت هي نظرته فنظرت لمها بقلق وضغطت على يديها وهي تقول بترقب:بُصي يا مها بصراحه هو حصل حاجه كدا … جعفر خايف يقولهالك عشان خايف عليكي بعدها … وفي نفس الوقت الحاجه دي وجعاه ومعلمة جواه لسنين قدام
مها بترقب:في ايه … تعبان طيب وخايف يقول صح

بيلا بترقب:هو الموضوع أكبر من التعب بكتير … في الحقيقة اليومين اللي فاتوا مكانوش أحسن حاجه بالنسبة لجعفر … جعفر كان مبعدك عنه لسبب جه الوقت إنك تعرفيه
نظرت لها مها بأهتمام وقالت:واللي هو
أبتلعت بيلا تلك الغصه ونظرت لها وقالت بترقب:جعفر عرف الحقيقة
عقدت مها حاجبيها وهي تقول بعدم فهم:حقيقة ايه معلش ؟!
نظرت بيلا لجعفر بتوتر ثم نظرت لها وقالت:في ناس كتير أوي ضد جعفر وبيحاولوا زي ما بيقولوا ينتقموا منه لسبب أحنا مش عارفينه لحد دلوقتي … وجعفر ضغط على اتنين منهم وقالوله الحقيقة … قالولوا أن جميله مش أمكوا الحقيقة ووخداكوا كأنتقام منكوا وباباكوا ومامتكوا في الأصل ميتين من زمان … من أيام ما كنتوا صغيرين لسه والسبب في دا مراته الأولانيه .. باباكي أتجوز مامتك على مراته الأولانيه من غير ما تعرف وهي أكتشفت بالصُدفة إنه متجوز بعد ما شكت فيه وفيها لأنهم كانوا صحاب أوي … والموضوع أتطور وطلع ليكوا أخت من الست الأولانية دي أسمها علياء … اللي هي بتهدد جعفر كل شويه بأنها هتنتقم منه
جحطت عينان مها وهي تنظر لها بصدمه وعدم تصديق بينما نظرت لها بيلا بحزن ثم نظرت لجعفر وقالت بعدم تصديق وصدمه:الكلام دا بجد
نظر لها جعفر بحزن شديد وعينان دامعتان وهو لا يستطيع أن يُجيبها فقالت مها بحده ودموع:الكلام دا بجد يا جعفر … أتكلم متسكُتش … قولي لا يا مها مش صح وإن بيلا بتحور وبتعمل فيكي مقلب … قولي مش صح … قول أن جميله أمّنا يا جعفر وأن بيلا بتكدب

عندما لم تجد منه رّد صرخت بهِ قائله ببكاء:رّد يا جعفر ساكت ليه رّد وقولي ايوه يا مها كدب وبعمل فيكي مقلب ولا بتهزر معايا زي ما متعود تهزر معايا سكوتك بيأكدلي كلامها
سقطت دموعه الحارقة على وجنتيه لتحرقه مثلما تُحرق قلبه من الداخل، هي لا تعلم كيف يتم تعذيبه الآن، لا تسمع صراعاته العنيفة وصراخته الداخلية، لا تعلم كم المعارك التي تطوح بداخله، لا ترى سوى الهدوء فقط، لكن لا ترى ما خلفه، فخلفه براكين متفجره، أقترب منها وضمها لأحضانه وسقطت دموعه رغمًا عنه بينما كانت هي في حاله من الصدمه والذهول الشديد، شدد هو من أحتضانه لها وهو يقول بصوتٍ باكِ:يعز عليا أقولك كدا … بس للأسف هي دي الحقيقة … جميلة لا هي أمّنا ولا أحنا من لحمها ودمها … أحنا منعرفهاش غير أنها أمّنا زي ما كانت عاوزه تقولنا … حقك عليا بس انتِ لازم تعرفي زي ما انا كان لازم أعرف الحقيقة … أنا عارف أن الحقيقة مُره بس لازم نتقبلها يا مها … انا مجروح زي ما انتِ مجروحه برضوا ومقهور أكتر منك … بس لازم نتقبل الحقيقة مهما كانت ايه هي
تحدثت مها وهي تبكي قائلة:وانا ذنبي ايه أتحرم من أمي … ذنبي ايه أتيتم
نظر لها جعفر ومسح دموعها بيديه وحاوط وجهها بيديه وهو ينظر لها بعينان باكيتان وقال:مش ذنبك لوحدك يا مها … انا محروق زيي زيك وأكتر … انا دلوقتي يُعتبر هادي انا أول ما عرفت كل حاجه مسكتش غير بحقنة مُخدر … متخيلة انا عملت ايه يا مها يوميها … بيلا مسابتنيش وفضلت جنبي وقعدت تهون عليا وتواسيني … عشان أقدر أواسيكي انا كمان دلوقتي وأهون عليكي … انا جيت أعرفك عشان انتِ لازم تعرفي الحقيقة
سقطت دموعها أكثر وهي تبكي بحرقه فعانقها هو وربت على ظهرها بحنان وسقطت دموعه أكثر بينما كانت تنظر لهما بيلا بعينان دامعتان وحزن وهي تشعر بالعجز
في الخارج
تحدثت والده سراج بتأثر وهي تقول:لا حول ولا قوة إلا بالله صعبان عليا والله … طب أقف جنبه يا سراج ومتسبهوش يا حبيبي لوحده
سراج:عيب عليكي يا أمي … انا مش هسيبه مهما حصل دا اخويا
والده سراج بحزن:دي أخته اللي بتعيط كدا
حرك سراج رأسه برفق وهو يقول بهدوء:للأسف
زفرت والده سراج بحزن وقالت:خليه ييجي يا ابني ويجيب أخته معاه … انا عايزه أتكلم معاهم
حرك رأسه بتفهم ونهض وتركها وذهب لهم، بينما كان جعفر مازال يضم مها ويُحاول تهدئتها بشتى الطرق، دلف سراج لهم ونظر لجعفر ومها بهدوء وقال:جعفر
ألتفت جعفر إليه ونظر لهُ بينما قال سراج:هات مها وتعالى … ماما طالبة تقعد معاكوا
نظر جعفر لمها للحظات بهدوء ولم يتحدث، خرجوا لوالده سراج التي كانت تجلس بهدوء على المقعد وتنظر لهم بأبتسامه، وقف جعفر الذي كان يضم مها لأحضانه وبجانبه بيلا وسراج ونظر لها، أتسعت أبتسامه والده سراج ومدّت يدها لمها وهي تقول:تعالي يا بنتي

نظرت لها مها ولم يصدر منها رّد فعل، شعرت بيد جعفر التي ضغطت بخفه على ذراعها، رفعت رأسها ونظرت لهُ ثم أقتربت من والده سراج وأرتمت بأحضانها، ربتت والده سراج على ظهرها بحنان وهي تقول:الوجع والحقيقة صعبين أوي انا عارفه … وعارفه أن فراق الأم صعب بس هي دي سُنة الحياة ومنقدرش نعمل حاجه غير أننا نتقبل الحقيقة … انا مش هعرف أعوضك عنها بس هحاول ولو حاجه بسيطة
نظرت لجعفر وفردت ذراعها الأيسر لهُ فربت سراج على ظهره برفق وأقترب جعفر منها وجلس بجانبها أيضًا، ربتت هي على ظهره بحنان وقالت:انتَ إبن حلال وطيب وجدع وشهم … سراج دايمًا بيحكيلي عنك وبيقعد يمدح فيك وبيحبك أوي … سراج عمره ما بيتكلم عليك غير بالخير … وعشان كدا حبيت أشوفك واعرف مين جعفر دا اللي سراج عمال يحكيلي عليه دا … وطلع بسم الله ما شاء الله عليه … شاب زي القمر … انا عارفه أن الأيام جت عليك زيادة عن اللزوم … بس ربنا هيعوضك أن شاء الله صدقني … وانا أعتبروني أمكوا .. انا اه مش قد المقام بس نمشيها
أردفت بجملتها الأخيرة بمرح وهي تنظر لهما بأبتسامه فأبتسم جعفر وهو ينظر لها وطبع قُبلة على رأسها وهو يقول:ولو … قد المقام وزيادة … كفاية أنك هتكسبي في أتنين أيتام ثواب
والده سراج بأبتسامه:أنتوا ولادي زيكوا زي سراج بالظبط
سراج:لا معلش انا معترض
نظروا لهُ فأكمل هو وقال:انا مبتعاملش المعاملة دي الست دي بتضحك عليكوا
أبتسم كلًا من جعفر ومها وبيلا بينما نظرت لهُ والدته وقالت:هي بقت كدا يا سراج طب مفيش عشا ليك بقى انا هعشي جعفر ومها والبت العسل دي وانتَ روح شوفلك حاجه تاكلها بقى
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:طب دا هيوفر كتير أوي
نظرت لهُ والده سراج وقالت بأبتسامه:وانا بقول كدا برضوا
ضحكوا بخفه فقالت هي:بالمناسبة الحلوة دي وبكرا أن شاء الله أول يوم رمضان انا عاملالكوا فطار بصوا مصروف عليه وبزيادة
نظرت لها مها وقالت:ليه فطار ايه دا
نظرت لها والده سراج وقالت:أصل دا سر بس هقولهولك برضوا انا قولت بما أن بكرا أول يوم فلازم الفطار الرئيسي بتاع كل بيت مصري فعملت بقى جريمة
نظرت لهم جميعًا وقالت بخفوت:انا جبت فراخ بس أوعوا تقولوا لحد
ضحكوا جميعًا عليها بينما قالت هي:دا سر أنتوا عارفين الفراخ وصلت لكام النهاردة
جعفر بأبتسامه:عارفين بس مش كله هيجازف
والده سراج بأبتسامه:انا قولت أجازف بقى وأهو فرصة فهغذيكوا بكرا بقى لحد ما تقولوا حرام عليكي أرحمينا
ربت جعفر على يدها بحنان وقال بأبتسامه:ربنا يخليكي لينا ولسراج
والده سراج بأبتسامه:حبايبي أنتوا شباب زي الورد ما شاء الله عليكوا … هو الزمن كدا بس ربنا هيعوضكوا والله
حرك رأسه برفق وهو يقول بهدوء:الحمد لله
سراج:طب بمناسبة أن بكرا أول يوم رمضان تعالى ننزل نقعد شويه على القهوة
تحدثت بيلا بتساؤل وهي تقول:وايه علاقة القهوة برمضان ؟
نظر لها سراج وقال:ما احنا بنقعد عليها بالنهار هو عارف بقى
نظرت بيلا لجعفر نظره ذات معنى والذي نظر لها وقال:لا مش اللي في دماغك دا بيودي الواحد في داهية وهو قاعد
والده سراج:متاخديش بكلام سراج عشان بيوقع الدنيا في بعض
نظرت بيلا لسراج بطرف عينها وقالت:شكلك مش هتسكت غير لما جعفر يتدخل
نظر سراج لجعفر الذي كان ينظر لهُ نظره ذات معنى فقال:لا وعلى ايه خلينا كدا حلوين أحسن
ضحكوا بخفه وضمت والده سراج مها وجعفر لأحضانها وربتت على ظهرهما بحنان وحب
بعد مرور القليل من الوقت
كان جعفر يسير برفقة سراج في الشوارع المليئة بالزينة والأطفال يركضون هُنا وهُناك وصوت المفرقعات يدوى بالمكان، هُنا صوت أغاني رمضان تنبع من الراديو والتلفاز لتُطبطب على قلبك وهُنا صوت ضحكات نابعة من القلب مع العودة للخلف بالذاكرة وتذكر المواقف الطريفة، تحدث سراج وهو ينظر أمامه قائلًا:وحشتك الأيام دي
جعفر:انا وحشاني الحارة أوي
سراج:هننزلها قُريب يا صاحبي ونعيد على أهل حتتنا بطريقتنا
أبتسم جعفر وهو ينظر حوله وهو يسير بجواره، جلسا على القهوة وثنى اكمام قميصه الأبيض وهو ينظر للمارين، نظر لهُ سراج وقال:تشرب ايه يا معلم
نظر لهُ جعفر وقال:قهوة عشان محتاج أفوق
حرك سراج رأسه برفق ثم طلب الشاب الذي جاء وهو يقول:حمدلله على السلامة يا معلم سراج عاش من شافك
سراج بأبتسامه:عامل ايه
الشاب بأبتسامه:الحمد لله بخير يا معلم
نقل نظره لجعفر وقال بذهول:معلم جعفر بنفسه هنا يادي النور يادي النور
أبتسم جعفر وهو ينظر لهُ بينما قال سراج:دا ايه الأستقبال الجامد دا
الشاب بأبتسامه:دا المعلم جعفر سيد المعلمين دا انا أتعلمت الرجولة والشهامة منه دا كل اللي انا فيه دا بفضلة خيره عليا
جعفر بأبتسامه:ايه الكلام الحلو دا … انا حاسس إني معملتش كل دا
الشاب:ممكن متحسش بس انا حاسس … انا شوفت بصراحه منك كتير … وانتَ طيب وتستاهل يتقال في حقك كلمة حلوه
سعد جعفر من داخله رغم هذا الدمار الذي يُحاوطه ولكن يبقى عوض الله موجود، والأهم من ذلك هو جبر الخواطر
الشاب بأبتسامه:تشرب ايه يا سيد المعلمين
جعفر بأبتسامه:هات أتنين قهوة
نظر لهما الشاب وقال بأبتسامه:عنيا
تركهما الشاب وذهب بينما نظر سراج لجعفر بأبتسامه وقال:أيوه يا جامد سيرتك مسمعة في كل حته أهو بالحلو أفرح بقى
أبتسم جعفر بخفه وقال:الحمد لله
ربت سراج على يده بمواساه وهو ينظر لهُ بأبتسامه وأبتسم جعفر بخفه وهو ينظر لهُ
في منزل والده سراج
كانت بيلا تجلس مع مها وهي تنظر لها قائلة:كان لازم تعرفي يا مها … انا عارفه أن الموضوع صعب ويوجع بس لازم نتقبله … دي سُنة الحياة … أدعيلهم في الأيام المباركة دي … هما محتاجين دُعاكي
نظرت لها مها بدموع وقالت:تعرفي يا بيلا … أول مرة أحس إني مكسوره بجد … جعفر مكانش بيحسسني بالأحساس دا أبدًا … كان هو عنده أستعداد يتحمل الوجع دا ولا يخليني أتحمله انا … جعفر ضهري وسندي … والراجل بتاعي اللي بتحامى فيه وأجري عليه … جعفر عيلتي وعزوتي … كان يتحمل كلام الناس عليه … انتَ فاشل … انتَ جاهل … انتَ مبتفهمش … كان بيتحمل كل الكلام المؤذي دا ويفضل ساكت وكاتم جواه ويشوفك كأن متقالهوش حاجه ويبتسم في وشك ويضحك ويهزر بعدها … انا يمكن بعد كلام كتير معايا ومع الست اللي أتضحك علينا منها وافقت إني أتعلم … نزل شُغل عشان يوفر مصاريف تعليمي … عشان مبقاش زيه … كان بيشتغل كذا شغلانه مع بعض ويتذل لدا ويتهان من دا ويتحوج لدا عشان خاطر يوفر مصاريف تعليمي … كان دايمًا يقولي عايز أشوفك أحسن مني يا مها … عايز أتشرف بيكي وسط الناس إنك تبقي حاجه كويسه … جعفر شاف كل الوحش اللي في الدنيا … ومعرفش يشوف الحلو غير وهو معاكي … يوم ما أتجوزك كان طاير من الفرحة … كنت أول مرة أشوفه بالسعادة دي … وانا فرحت لفرحته ساعتها أكيد مش هتمنى لأخويا الشر وأكرهله الخير … ودلوقتي انا وهو بنتجرح سوى ومش عارفين نواسي بعض ونطبطب على بعض … صعبان عليا أوي وحاسه إني مش عارفه أعمله حاجه تبينله قد ايه زعله فارق معايا وواجعني … مش عايزاه يشوفني بصوره انا مش عايزاه يشوفني بيها
ربتت بيلا على يدها وهي تنظر لها قائله بأبتسامه خفيفه ودموع:لا يا مها متقوليش كدا … جعفر عمره ما كان كدا ولا هيكون … جعفر أطيب من كدا بكتير وعمره ما يفكر كدا … كلنا بنمر بظروف صعبه ومحدش فينا مرتاح كلنا تعبانين بس تعب كل واحد مش زي التاني … جعفر راجل بمعنى الكلمة … كل مدى بتثبتيلي إني خدت الإنسان الصح … وهو بيكبر في نظري كل شويه وبشوفه الراجل الوحيد اللي على الكوكب ومفيش منه أتنين … الفلوس مش كل حاجه … المواقف والأفعال بتبين معادن الناس وانا مبسوطه أنه جوزي زي ما انتِ مبسوطه إنه أخوكي … ربنا يخليه لينا لأننا فعلًا من غيره ولا حاجه وهو
الضهر اللي انا وانتِ ساندين عليه … أدعيله يا مها … أدعيله كتير
نظرت مها ليديها وهي تقول بدموع:بدعيله على طول … هو يستاهل أكتر من كدا بكتير … وانا هفضل أدعيله لحد ما ربنا يعوضه عن كل الصعب اللي شافه في الدنيا دي
ربتت بيلا على يديها وهي تنظر لها بأبتسامه ثم عانقتها بحب وبادلتها مها عناقها
بعد مرور الوقت
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل
دلف جعفر من الخارج وأغلق الباب خلفه بعدما أعطاه سراج مفاتيح منزل كان يمتلكه ولكن أعطاه لهُ حتى يتحسن وضعه قليلًا، دلف الغرفة وأغلق الباب خلفه وألتفت ووقف مكانه وهو ينظر لها بصدمه وعدم تصديق

google-playkhamsatmostaqltradent