Ads by Google X

رواية كارمن الفصل العشرون 20 - بقلم ملك ابراهيم

الصفحة الرئيسية

     رواية كارمن كاملة بقلم ملك ابراهيم عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية كارمن الفصل العشرون 20

 
انهارت وهي تبكي بخوف وجسدها يرتجف من شدة البرودة والخوف، الظلام مع الامطار الرعدية وسط الحقول بمفردها، المشهد كان مرعبً لها، ليزداد الهلع بداخلها عندما استمعت صوت نباح الكلاب يقترب منها، هنا لم تعد تتحمل كل ما تمر به وفقدت الوعي هاربة من كل هذا الهلع.
*****
بداخل المشفى العام بمحافظة قنا.
وقف فراج امام غرفة استقبال الحالات الطارئة بجوار جده ينتظر ان يخرج الطبيب ويخبرهم ماذا حدث مع ازهار!
زفر الحاج عبد الرزاق بغضب واردف بصرامة:
– انا مش عارف بس هي البت دي اتجننت ولا ايه! ربنا يستر.
نظر فراج الي جده وتحدث بغضب:
– بس نطمن عليها يا جدي وانا ليا حساب معاها.

ربت الجد على ظهره بحنان قائلا:
– براحة عليها يا فراج.. هي مهما عملت بنت عمتك وانت راجلها.
تحدث فراج بانفعال:
– انت شوفت هي عملت فينا ايه يا جدي! هي يعني فاكرة لما تعمل كده انا مش هتجوز عليها!
قطع حديثهما خروج الطبيب من غرفة الكشف يسألهما بدهشة:
– هي كلت ايه ولا شربت ايه عمل فيها كده؟!
اجاب عليه الحاج عبد الرازق بقلق:
– مش عارفين يا دكتور.. احنا لقينها بتصوت من الوجع وجبناها على هنا!
أومأ الطبيب برأسه بالايجاب قائلا:
– عموما احنا عملنالها غسيل معده وممكن نعملها تحاليل ونعرف هي شربت او اكلت ايه وتسبب لها في الالم ده!
تحدث الحاج عبد الرازق بتأكيد:
– ملوش لازمة يا دكتور.. المهم ان بنتنا بخير والحمد لله.
اجاب الطبيب بتأكيد:
– هي بخير الحمدلله ومعندهاش اي حاجة.. و تقدروا تاخدوها علي البيت دلوقتي.
أومأ فراج برأسه وشكر الحاج عبد الرازق الطبيب وذهب الطبيب الي عمله.

ربت الحاج عبد الرازق على كتف حفيده وتحدث اليه:
– كلم عمتك طمنها علي بنتها يا فراج.
أومأ فراج برأسه بالايجاب واخذ هاتفه ليتحدث الي عمته.
****
توقف السائق بسيارة الاجرة امام منزل الهوارى الكبير ثم تحدث الي رشيد:
– انا وصلتكم لحد بيت كبير عيلة الهوارى اهو يا استاذ زي ما طلبت.
نظر رشيد الي المنزل وترجل من السيارة مسرعًا، شكر خالد السائق ولحق برشيد الي المنزل، اوقفهما احد خفر الحاج عبد الرازق امام البوابة الرئيسية. صدح صوت رشيد مرتفعً بغضب:
– ده بيت الحاج عبد الرازق الهواري؟
اجابه الخفير بثقة:
– ايوه يا استاذ هو.. بس الحاج مش هنا دلوقتي.. تحت امرك؟
تحدث رشيد وهو ينظر الي المنزل:
– انا عايز اي حد اتكلم معاه.
أجاب الخفير وهو ينظر اليهما:
– مفيش حد هنا دلوقتي يا استاذ.. الحاج وفراج بيه راحوا المستشفي ومش عارفين هيرجعوا امتى!
اشتعلت النيران بداخله عندما استمع الي اسم فراج الذي ذكرته سهير واخبرته انه سيتزوج من كارمن، نظر الي الرجل بغضب واردف بعصبيه:
– انا عايز اي حد هنا.. مراتي جوه في البيت ده وانا جاي اخدها.
نظر اليه الخفير بصدمة وعدم فهم. استمعت وداد الي الاصوات المرتفعه بالخارج واقتربت منهم لترى ماذا يحدث. وقفت امام البوابة الرئيسيه وتحدثت الي الخفير:
– ايه اللي بيحصل عندك هنا؟! ثم نظرت إليهما وتحدثت بحدة:


– عايزين مين؟!
اجاب عليها رشيد بقوة:
– انا مراتي هنا وعايزها.
نظرت اليه وداد بصدمة واسترسل لها عقلها سريعًا انه من الممكن ان يكون زوج كارمن الذي اخبرتها عنه من قبل واخبرته انه طلقها. تحدثت اليه بفضول:
– مراتك مين؟!
اجاب عليها بقوة:
– كارمن الهواري.. مراتي.
نظرت اليه بذهول وتحدثت بقلق:
– انت رشيد؟
حدق بها بستغراب واجاب بقلق:
– ايوه انا.
جف حلقها من الصدمة ونظرت الي الخفير بتوتر وتحدثت بارتباك:
– بس كارمن قالت انك طلقتها!
تحدث خالد بهدوء:
– رشيد مطلقهاش وهي لسه على ذمته.
نظرت اليهما وداد بصدمة وهمست بداخلها:
– صحيح حيه زي امها! كانت هتتجوز فراج وهي متجوزه!
صدح صوت اطارات سيارة تقترب من المنزل. شهقت وداد بصدمة عندما رأت السيارة الخاصه بـ فراج وضوء السيارة القوي تسلط عليهم. توقفت السيارة امامهم وخرج منها فراج ينظر الي الواقفين أمام منزل عائلته بستغراب:
– انتوا مين.. مين دول يا عمتي؟!
اجابة عليه عمته بارتباك:
– بيقولوا ان الاستاذ ده يبقى جوز كارمن!
نظر اليهما فراج بصدمة:
– جوز مين؟
تحدث اليه جده بصوت مرتفع من داخل السيارة:
– رحب بالضيوف يا فراج وخلينا نتكلم جوه.
رمقهم رشيد بنظرات غاضبه وتحدث بغضب:
– انا مش جاي اتكلم انا عايز مراتي.
تحدثت اليه وداد بتوتر:
– الكلام مينفعش هنا.. تعالوا اتفضلوا جوه.

أومأ خالد برأسه بالايجاب وهو ينظر الي رشيد. اخذتهما وداد الي داخل المنزل. وعاد فراج الي السيارة وصعد بداخلها لكي يتوقف بها امام باب المنزل الداخلي. تابعت ازهار ما يحدث بصدمة وهي تجلس بداخل السيارة مع جدها وتدعي التعب.
رحبت بهما وداد داخل قاعة الضيافة الخاصة بوالدها، ثم خرجت بأمر من والدها واخذت ابنتها ازهار وصعدت بها الي الأعلى.
تقدم الحاج عبد الرازق مع حفيده الي داخل القاعة ورحب بهما مرة أخرى، وقف رشيد وتحدث إليه دون مقدمات:
– انا رشيد الجبالي..وكارمن الهوارى تبقى مراتي.. ومامت كارمن قالتلي انها عندكم هنا.
تحدث اليه فراج بتهور:
– مراتك مين؟! بنت عمي مش متجوزة.. امها بنفسها قالتلنا انها مطلقه وانا فرحي عليها بكره.
وقف خالد مسرعًا يمسك بـ رشيد حتى لا يتهور ويفعل شئ بهذا الاحمق الذي يخبره بكل برود انه سيتزوج من زوجته. تحدث اليه رشيد بغضب:
– تتجوز مين دا انا كنت اقتلك واقتلها قبل ما تفكروا تعملوها.. كارمن مراتي وانا مش هتحرك من هنا من غيرها.
رمقه الحاج عبد الرازق بفضول وتحدث بهدوء:
– معاك قسيمة الجواز؟
أجاب رشيد بثقة:
– اه طبعا معايا..
ثم اخرج من الجاكيت الذي يرتديه نسخه من عقد الزواج واعطاها الي الحاج عبد الرازق واضاف بثقة:
– انا بقى عايز اسألكم انتم او هي معاها قسيمة طلاق تثبت ان انا طلقتها عشان تتجوز تاني؟!
نظر فراج الي جده. حدق الحاج عبد الرازق في عقد الزواج وتأكد من صحته. تحدث اليهما خالد:
– لو سمحتوا ممكن نهدا عشان نعرف نتكلم.. اهم شئ دلوقتي ان الحمدلله الجواز لسه متمش لانها كانت هتبقى مصيبه لو كارمن اتجوزت وهي لسه على ذمة رشيد!
نظر اليهما الحاج عبد الرازق بتفكير ثم تحدث الي فراج بقوة:
– ابعت عمتك تصحي كارمن وخليها تنزل هنا ونشوف ايه الحكاية دي!
أومأ فراج برأسه بالايجاب وهو يخرج من القاعة، نظر الحاج عبد الرازق الي رشيد وتحدث اليه:
– القسيمة اللي معاك بتثبت فعلا انها مراتك، بس لازم نفهم منها ايه الحكايه الاول ولو طلع ليك حق عندنا هتاخد مراتك وانت ماشي.
أومأ رشيد برأسه بالايجاب ثم جلس مكانه مرة أخرى بثقة وهو ينتظر مجيئها، ارتاح قلبه كثيرا عندما علم انها لم تتزوج من غيره، ربت خالد علي كتفه وهمس اليه براحة:
– الحمد لله ان احنا وصلنا في الوقت المناسب.
أومأ رشيد برأسه براحة وهو ينتظر مجيئها بلهفة.

صعد فراج الي الطابق العلوي واتجه الي غرفة زوجته وطلب من عمته ان تذهب الي غرفة كارمن وتحضرها الي قاعة الضيافه بالاسفل. توترت وداد كثيرا عندما طلب منها فراج ان تحضر كارمن الي غرفة الضيافه! كيف ستخبرهم انها استطاعت الهرب؟ وهل استطاعت كارمن الابتعاد عن القرية ام مازالت قريبة منهم ويمكنهم العثور عليها بعد اكتشافهم انها ليست بالمنزل! تزاحمت الافكار برأسها وحاولت إظهار عكس ما تشعر به، ادعت عدم معرفتها بشئ وتعمدت الذهاب الي غرفة كارمن امام فراج حتى لا يشك احد بها ويعلمون انها هي من ساعدت كارمن على الهرب.
وقف فراج يزفر بغضب ويحدث نفسه بعد مقابلته لطليق كارمن والذي يؤكد انها مازالت زوجته!. رمقته ازهار بغيظ وهي تتمدد فوق الفراش بعد عودتها من المشفى، تحدثت اليه بصوت ضعيف وهي تدعي المرض:
– امي قالتلي ان عروسة الهنا طلعت متجوزة!
رمقها بغضب واردف بعصبيه:
– ملكيش صالح بالحديث ده يا ازهار.. انا لسه محسبتكيش على اللي انتي عملتيه فينا النهارده!
جف حلق ازهار من التوتر والقلق، تركها فراج و خرج من الغرفة، خرجت وداد من غرفة كارمن امامه واقتربت منه وهي تشهق بصدمة وتهمس له بصوت منخفض:
– يادي الفضيحه.. بنت صادق شكلها هربت يا فراج! دورت عليها في كل حته ومش لقياها!
حدق فراج بـ عمته بصدمة وتحرك بخطوات مسرعه الي غرفة كارمن واكتشف عدم وجودها بداخل الغرفة بنفسه، خرج من الغرفة وبحث عنها بجميع غرف الدوار ولم يجدها، صدح صوته عاليا وهو يترجل الدرج بخطوات واسعه وينادي الخفير المسؤال عن حراسة بوابة الخروج.
استجاب الخفير الي نداءه مسرعًا ووقف امام فراج يتحدث باحترام:
– امر جنابك يا فراج بيه؟!
صدح صوت فراج عالياً:
– الضيفه اللي كانت هنا خرجت من الدوار وانت سبتها تخرج؟
نظر اليه الخفير بخوف واجاب بتلعثم:
– مفيش حد دخل ولا خرج غير الاتنين الضيوف اللي جم من شوية.
نظر فراج حوله بصدمة وصدح صوته بصراخ عاليا:
– اومال هتكون راحت فييين؟!
استمع جده الي صوت صراخه وهو بداخل القاعة ومعه رشيد وخالد. تقدم فراج الي داخل القاعة ووقف امامهم وتحدث بصوت حاد:
– كارمن هربت من الدوار.
وقف رشيد بصدمة ينظر اليه بذهول. ابتسم الحاج عبد الرازق وتحدث بسخرية:
– الهرب مش جديد علي بنت صادق.. ابوها عملها قبلها!
نظر اليهما رشيد بصدمة قائلا:
– هتكون راحت فين في الجو ده؟ كارمن مبتعرفش تروح اي مكان لوحدها! وبعدين البلد هنا بعيدة عن الطريق.. ازاي هتهرب من هنا لوحدها وكمان في الليل وهي بتخاف من الضلمة!
وقف الحاج عبد الرازق ينظر اليه بتفكير ثم تحدث الي فراج:
– لو مهربتش من البوابه الكبيرة تبقى اكيد هربت من البوابة الخلفيه على الطريق الزراعي.
أومأ فراج برأسه بالايجاب وتحدث رشيد بقلق:
– فين الطريق الزراعي ده؟!
اجاب عليه فراج:
– الطريق اللي ورا الدوار بتاعنا.
تحدث الحاج عبد الرازق مع حفيده بصرامة:
– اجمع الرجاله بسرعه واطلعوا على الطريق الزراعي يمكن تلحقوها قبل ما تبعد عن البلد.
تحدث رشيد باصرار وقلبه يخفق بقوة من شدة الخوف والقلق عليها:
– انا هاجي معاكم.
نظر فراج الي جده، أومأ الجد برأسه وذهب فراج ومعه رشيد وخالد ومجموعه من رجال الحاج عبد الرازق.
******
بداخل غرفة ازهار بالأعلى.
جلست ازهار بقلق فوق الفراش تنتظر ان تأتي اليها والدتها وتخبرها ماذا حدث.
دلفت وداد الي غرفة ابنتها وهي تحدث نفسها بقلق:
– ربنا يستر وتكون بنت صادق عرفت تهرب.
اعتدلت ازهار فوق الفراش وتحدثت الي والدتها بقلق:
– طمنيني يا امي.. حد عرف ان انتي اللي هربتيها؟!
رمقتها والدتها بغضب واردفت بصرامة:
– اكتمي يا ازهار.. انا مش نقصاكي دلوقتي!
اردفت ازهار بفضول:
– طب هما هيعملوا ايه دلوقتي يا أمي؟ وايه حكاية جوزها ده؟!
جلست وداد وهي تفكر في القادم ثم اجابت على ابنتها بشرود:
– شكله جوزها بجد وفي حاجات بينهم احنا منعرفهاش! بس هنستنا نشوف الاول هيلاقوها ولا عرفت تهرب وتبعد عن البلد!
صمتت ازهار وهي تنظر الي والدتها بقلق، شردت وداد وهي تهمس بداخلها “ياترى عرفتي تهربي يا بنت صادق ولا هلاقيهم راجعين بيكي تاني”
*****
لم تتوقف الامطار عن التساقط فوقهم وهم يبحثون عن كارمن وسط الحقول ويستعملون مصابيح يحملونها باليد تساعدهم على الرؤية في هذا الظلام.
كلما تقدم رشيد خطوة للامام ولم يجدها يشعر بخفقات قلبه تزداد من الخوف والقلق عليها. يتساءل بداخله؛ كيف كانت تسير هنا وسط الحقول في هذا الظلام الدامس والامطار ترافقها في هذا الطقس شديد البرودة! كان يدعي الله من قلبه ان يجدها بخير، اقسم بداخله انه لن يتركها مجددًا عندما يجدها ولن يعود الي المنزل من دونها، ولم يعطيها فرصة للابتعاد عنه مرة أخرى.
ارتفع صوت احد الخفر:
– لقيتها.. يا فراج بيه.. لقيت الضيفه اللي بندور عليها.
لم يشعر رشيد بقدميه وهو يركض الي الخفير وقلبه يخفق بعنف. تابعه الجميع وهم يركضون الي الخفير خلفه.
توقف رشيد امامها وتوقفت انفاسه وهو يراها جثة هامدة متمددة على الارض دون حركة.
وضع احد الخفر يديه بالقرب منها بالمصباح الذي يحمله بيديه لكي يستطيع رؤيتها بوضوح. حدق بها رشيد بصدمة عندما رأها بالثوب الاسود والوشاح الذي كانت تضعه اثناء هروبها، وجهها كان شاحبً مثل الموتى وشفاتيها باللون الازرق من شدة البرودة، حبات المطر تغرق وجهها، ثيابها مبتل وملطخ من الارض الطينية.
انحنى اليها وقلبه يخفق بقوة، لمس يديها وشعر بنبضها الضعيف، رفع وجهها اليه وهو ينادي اسمها بجنون لكي تعود الي وعيها. وقف الجميع يتطلعون اليهما بقلق، شعر فراج بالغيرة منه ومن اقترابه منها وهتف بصوت غليظ:
– خلونا ناخدها علي المستشفى العام بسرعه.
لم يتوقف رشيد عن نطق اسمها بلهفة وخوف وهو يحاول الاطمئنان عليها، اقترب منه خالد وتحدث اليه بهدوء:
– رشيد شيل كارمن وخلينا ناخدها المستشفى بسرعه.

نظر اليه رشيد وعقله متوقف عن التفكير لا يصدق ما يحدث معه الان، حبيبته بين يديه في حالة سيئة ويمكن ان تفارق الحياة وتتركه. أومأ خالد برأسه وتحدث اليه بقوة:
– لازم ناخد كارمن المستشفى بسرعه يا رشيد.. كارمن ممكن تموت هنا.
أومأ رشيد برأسه وتأملها للحظات وهو يدعوا الله بداخله ان يمدها بالحياة ولا يحدث لها مكروه، ثم عانقها بقوة وحملها بين يديه غير مبالي لأحد، اخفض الجميع وجوههم عنهما بحرج، نظر اليه فراج بصدمة. اسرع رشيد في خطواته وهو يحملها ويعانقها بداخل حضنه بقوة ويهمس لها بصوته ويطمئنها انه معها ولن يتركها مجددًا.
*****
ارتفع صوت اذان الفجر وهم يقفون امام غرفة الطوارئ بداخل المشفى العام بقنا.
خرج الطبيب واستغرب من وجود الحاج عبد الرازق وفراج للمرة الثانيه في نفس الليلة ولكن بفتاة اخري.
اقترب منه رشيد وتحدث اليه بقلق:
– طمني يا دكتور حالتها ايه دلوقتي؟!
نظر اليه الطبيب وتحدث بهدوء:
– حضرتك تقربلها؟
اجاب رشيد بثقة:
– انا جوزها.
أومأ الطبيب برأسه وتحدث:
– هي اتعرضت لضغط عصبي او صدمة قوية وصلتها للحالة دي؟
نظر رشيد حوله بقلق ثم اجاب:
– هي عندها مشكله من زمان يا دكتور.. يعني لما بتتعرض لأي ضغط عصبي او خوف، رجليها بتتجمد ومش بتقدر تحركها او تتحكم فيها.
أومأ الطبيب بتفهم:
– تمام فهمت.. عموما هي محتاجة تكون في المستشفى يومين وفي اشاعات وتحاليل لازم نعملهالها هنا ونطمن عليها وبعد ما تخرج الافضل لو تتابع مع دكتور نفسي.
أومأ رشيد برأسه:
– تمام يا دكتور انا ممكن اشوفها دلوقتي؟
اجاب الطبيب بأسف:
– للأسف مش هينفع.. الافضل لو تسيبوها ترتاح دلوقتي.
اقترب خالد من رشيد وربت علي ظهره بدعم، تركهم الطبيب وذهب ليتابع عمله، نظر فراج الي جده وتبادل الاثنان النظرات. تحدث الحاج عبد الرازق بهدوء:
– وجودنا هنا ملوش لازمة دلوقتي.. خلونا نروح تغيروا هدومكم وترتاحوا شويه ونرجعلها تاني لما الدكتور يسمح بالزيادة.
صدح صوت رشيد رفضًا تركها بشدة:
– انا مستحيل اتحرك من هنا واسيبها لوحدها في المستشفى.
تحدث الحاج عبد الرازق:
– وجودك هنا مش هيفيدها بحاجة يابني.. انت لازم تغير هدومك دي وترتاح شويه عشان متتعبش وتقدر تكون جنبها.
أومأ خالد برأسه وتحدث الي رشيد:
– الحاج عنده حق يا رشيد.. احنا هدومنا كلنا غرقانه من المطر ولازم نغيرها وكمان وجودك هنا مش هيفيدها وهي نايمه ومش حاسه بأي حاجة.
تحدث رشيد باصرار:
– يا خالد انا مش هينفع اسيبها وامشي.. انت متعرفش كارمن.. كارمن لو فاقت ولقت نفسها هنا لوحدها هتكون خايفه وانا لازم اكون جنبها.
صدح صوت فراج بغيظ:
– تكون جنبها بأي حق واحنا لسه مش متأكدين انت جوزها صحيح ولا طلقتها!
رمقه رشيد بغضب وتحدث اليه بقوة:
– انا جوزها غصب عن أي حد ومش محتاج اثبتلك انها مراتي!
تحدث الحاج عبد الرازق بهدوء:
– في كلام كتير بينا لازم يتقال ولازم افهم ليه امها قالت انك طلقت بنتها وهي لسه على ذمتك!
نظر اليهم خالد وتحدث بهدوء:
– اظن ده مش الوقت المناسب يا حاج.. نطمن على كارمن الاول واكيد رشيد هيقعد مع حضرتك ويفهمك كل حاجة.
أومأ الحاج عبد الرازق برأسه:
– عندك حق يا بني.. يبقى دلوقتي تيجو معانا الدوار تغيروا هدومكم دي وترتاحوا شويه ونبقى نرجع هنا تاني نطمن عليها.
اعترض رشيد:
– اتفضلوا انتوا روحوا.. انا هفضل هنا جنبها.
تحدث اليه خالد:
– رشيد احنا فعلا محتاجين نغير اللبس ده وانت لازم ترتاح شوية.
نظر رشيد الي باب غرفتها بالمشفى وتحدث بأصرار:
– انا مش هسيبها هنا لوحدها.. روحوا انتم.
نظر خالد الي الحاج عبد الرازق وتحدث اليه:
– خلاص يا حاج اتفضلوا انتم ارجعوا ارتاحوا شويه واحنا هنفضل هنا.
تحدث الحاج عبد الرازق:
– هتفضلوا هنا ازاي يا ولدي وهدومكم غرقانه مايه كده!
– مفيش مشكله وخلاص النهار طلع واحنا هنا نقدر ننزل نشتري لبس من اي محل قريب من المستشفى ونغير هدومنا وكمان انا لازم ارجع القاهرة عشان شغلي.
زفر فراج بضيق وتحدث الي جده بعصبيه:
– خليهم علي راحتهم يا جدي ومتتعبش نفسك معاهم اكتر من كده.
رمقه رشيد بغضب، تحدث الحاج عبد الرازق وهو ينظر الي حفيده بلوم:
– خلاص اللي تشوفوه..
ثم نظر الي رشيد واضاف:
– مش هينفع تاخد مراتك من المستشفى وترجعوا قبل ما تيجي الدوار ونتكلم مع بعض وافهم حكايتكم ايه.
أومأ رشيد برأسه قائلا:
– طبعا حضرتك اطمن.
التفت الحاج عبد الرازق الي حفيده واخذه وذهبوا من المشفى. زفر رشيد بغضب ونظر الي باب غرفتها، ربت خالد علي كتفه وتحدث اليه بهدوء:
– انا هنزل اشوف اي محل يكون فتح واجيب لنا لبس من هناك عشان نغير وكمان انا لازم ارجع القاهرة عشان الشغل انت فاهم.
أومأ رشيد برأسه بتفهم وهو مازال ينظر الي باب الغرفة ويريد الدخول اليها.
google-playkhamsatmostaqltradent